الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في العفة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216137 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859684 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394021 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2021, 04:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في العفة






الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في العفة [1]












سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر




اهتمت الشريعة الإسلامية بخلق العفة اهتمامًا بالغًا، ويتضح ذلك من خلال آيات القرآن الكريم؛ حيث إن للعفة نصيبًا وافرًا من النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية في الحث عليه وتوضيح منزلته، ومكانة أهله، وقد أمر الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].







ففي الآية الكريمة دعوة إلى الاعتزاز بالقيم الحسنة، وبالصلة بالله والرضا به، فلا تتهاوى النفوس أمام زينة الحياة الدنيا، ولا تفقد اعتزازها بالقيم الطيبة، وتظل دائمًا تترفع على الزخارف الباطلة التي تبهر الأنظار.







فالأمر الإلهي بغض البصر، وعفة النفس عن متاع الدنيا الزائل الذي ابتلى الله تعالى به بعض خلقه، وقد سماه الله تعالى زهرة لقِصَر عمرها، فالمؤمن يوقن أنها فتنة، فالأموال والأولاد كثيرًا ما تشغل الناس عن طاعة الله وعبادته،وعلى المؤمنأن يرضى بما قسم الله تعالى له.







ولمنزلة خلق العفة في الإسلام، أنه كان من أوائل الأخلاق التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته، والدليل على ذلك ما جاء في إجابة أبي سفيان على هرقل لما سأله قائلًا له: … » مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ قُلْتُ: يَقُولُ: اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَافِ وَالصِّلَةِ، فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ: قُلْ لَهُ: سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا....»[2].







ففضل أبو سفيان هذه الأخلاق عن غيرها، "للإشارة إلى تمام مكارم الأخلاق وكمال أنواع فضائله؛ لأن الفضيلة إما قولية وهي الصدق، وإما فعلية وهي إما بالنسبة إلى الله تعالى، وهي الصلاة؛ لأنه تعظيم الله تعالى، وإما بالنسبة إلى نفسه وهي العفة، وإما بالنسبة إلى غيره وهي الصلة" [3].







فأوامر الإسلام كلها خير، وعندما يتأمل المؤمن ما يدعو الإسلام يجده أنه يدعو إلى مكارم الأخلاق، فهو دين كامل لا يأمر إلا بما يعود على البشر بالسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ولا ينهى إلا بما يتسبب في الشقاء والمضرة والهلاك للعباد، ومكارم الأخلاق اتَّصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بَعثته، وبعد أن كلَّفه الله تعالى بالرسالة، وهو القدوة الحسنة إلى قيام الساعة.







وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل ربه تبارك وتعالى العفاف، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى»[4].








فهذا الدعاء "من أجمع الأدعية وأنفعها، وهو يتضمن سؤال خيري الدين والدنيا" [5].







وأطلق صلى الله عليه وسلم "الهدى والتقى ليتناول كل ما ينبغي أن يهتدي إليه من أمر المعاش والمعاد ومكارم الأخلاق، وكل ما يجب أن يُتَّقى منه من الشرك والمعاصي ورذائل الأخلاق" [6].







فالمراد بهذا الدعاء أن ينعم الله تعالى علي رسوله صلى الله عليه وسلم "بالعفاف والعفة عن كل ما حرَّم الله عليه، فيكون عطفه على التقوى من باب عطف الخاص على العام، إن خصَّصنا العفاف بالعفاف عن شيء معين، وإلا فهو من باب عطف المترادفين" [7].







فنقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاستعانة بالله، واللجوء إليه، فهما مفتاح كل خير، ومن أقوى الأسباب التي تُنال بها العفة، وعدم الاغترار بالنفس والركون إليها، ودل الحديث على بشرية النبي صلى الله عليه وسلم،فهو لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا.







[1] العفة والعفاف: الكف على ما لا يحل، يقال: رجل عف، وامرأة عفة، وقد عف عفة وعفافًا؛ [انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين: محمد بن فتوح بن عبدالله بن فتوح بن حميد الأزدي الميورقي الحَمِيدي أبو عبدالله بن أبي نصر، ص413، تحقيق: زبيدة محمد سعيد عبدالعزيز، مكتبة السنة - القاهرة - مصر، ط1، 1415 – 1995م].




[2] سبق تخريجه: انظر ص93.




[3] عمدة القاري شرح صحيح البخاري، للعيني، ج1 ص96.




[4] صحيح مسلم: كتاب الذكر والدعاء، باب: التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، ج4، ص2087، رقم ح 2721، وفي سنن ابن ماجه: أبواب: الدعاء، باب: دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ج5 ص8، رقم 3832.




[5] بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار: أبو عبدالله: عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن ناصر بن حمد آل سعدي، ص205، المحقق: عبدالكريم الدريني، مكتبة الرشد - الرياض، ط1 1422هـ - 2002م.




[6] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: محمد عبدالرحمن المباركفوري، ج9 ص324.





[7] شرح رياض الصالحين: محمد بن صالح العثيمين، ج1، ص529، دار الوطن للنشر، الرياض، 1426هـ.

















__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.22 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]