مدخل عن تنمية المهارات الحياتية من خلال التربية الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12595 - عددالزوار : 218493 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 209 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 183 - عددالزوار : 62232 )           »          حديث قل آمنت بالله ثم استقم وقفات وتأملات كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          التغافل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          الطريق يبدأ من هنا.... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          دور القائد المسلم في إدارة الأزمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          يا بنيّ إنني أمك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          كيف تحاورين والديكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أخطاء بسيطة لكن مُميتة ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2019, 02:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,235
الدولة : Egypt
افتراضي مدخل عن تنمية المهارات الحياتية من خلال التربية الإسلامية

مدخل عن تنمية المهارات الحياتية من خلال التربية الإسلامية
د. ماجد بن سالم حميد الغامدي




سلسلة مقالات عن المهارات الحياتية

مدخل عن تنمية المهارات الحياتية من خلال التربية الإسلامية


حظي القرنُ الحادي والعشرون بتطوراتٍ وتحولاتٍ متسارعة في جميع المجالات، ممَّا جعل العالَمَ أمام تحدِّياتٍ كبيرة تحتِّمُ الاهتمام ببناء الإنسان وإعدادِه لمسايرة التغيرات التي تشهدها الحياة المعاصرة؛ ولذلك فإنَّ التربية تقعُ في قلب المواجهة؛ حيث تهدِفُ لإعداد أفرادٍ يقع على عاتقِهم النهوضُ بأمتِهم ومجتمعاتِهم لمواكبة العالم المتقدِّم في شتَّى مجالات الحياة، ومن المعلوم أنَّ أهدافَ التربية والتعليم تتحقَّقُ من خلال المناهج الدراسية، التي تُعَدُّ الأداةَ الرئيسة الفعَّالة للقائمين على العملية التعليمية في تحقيقِ الأهداف التعليمية والتربوية، شريطةَ أنْ تكونَ قابلةً للتعديل والتطوير بما يتلاءمُ مع طبيعة العصر واحتياجات المتعلمين، وبعيدةً عن الجمود والتقليدية، والتي تعتمدُ على إلقاء المعرفةِ وجمعِ المعلومات دون توظيفِها في تنمية مختلف جوانب شخصية المتعلِّم الدينية والنفسية والاجتماعية والمهارية.

إنَّ المنهج المدرسي يساعدُ المتعلمين على التعلم لبلوغ الأهداف التربوية المراد تحقيقُها، فهناك حاجةٌ ماسَّة إلى أنْ يستهدف تكوين المواقف والمعلومات، والمهاراتِ الأساسية التي تمكِّن المتعلم من الحصول على مزيد من المعرفة والخبرة؛ لتساعدَه في مواجهة مشكلات عصره، ومتطلبات حياتِه على المدى القريب والبعيد.

فلم تَعُدِ المناهج بمفهومِها الحديث مقتصرة على تنمية المعلومات والمعارف للطلاب فحسب، بل أشمل من ذلك بكثير، فقد أصبحتْ تنظر لمتطلَّباتِ العصر، وتهتمُّ بالمهارات المرتبطة بحاجات المتعلِّمين، وتوسيعِ دائرة نشاطهم، وتنمية إبداعهم، كما أصبح التركيزُ في المنهج على الأهداف والمحتوى، وطرائقِ التدريس وأساليبِ التعلم، كما تزايد الاهتمامُ بشكلٍ واضح بطُرُق التدريس وأساليبها؛ باعتبارها أداةَ تحقيق الأهداف وترسيخ المحتوى في نفوس المتعلمين، ولكنَّ السؤالَ الآن هل تجاوَزَ هذا المفهومُ الحديث للمنهج الإطارَ النَّظري وصولاً إلى التطبيق الفعلي؟ أم أنَّ مدارسَنا ما زالت تغرِّد خارج سِرْب هذا المفهوم، مستمرةً على التقليدية القديمة في تنفيذ المنهج؟

وانطلاقًا من دين الإسلام الشَّامل لجميع مجالات الحياة، فإنَّ التربية الإسلامية صالحةٌ لكلِّ زمان ومكان باعتباره منهجًا متكاملاً، لا كما يحصرُه البعضُ في جانب التدين المؤقَّت بوقتٍ محدد أو مكان محدد.

وكذلك للتربية الإسلامية وسائلُها المختلفة التي تعتمد عليها في غَرْس قِيَمِها ومبادئها في نفوس الأجيال؛ بهدف بنائهم بناءً متكاملاً يستطيعون من خلاله التعاملَ مع مواقف الحياة المختلفة تحت مظلَّةِ الشَّريعة الإسلامية ومصادرِها، ومن أهم هذه الوسائل المناهجُ الدينية التي تُدرَّس في مدارس التعليم العام والخاص بمختلف المراحل، ومما يميز مناهجَ التربية الإسلامية عن غيرِها من المناهج أنَّها تعنى عنايةً فائقة بتربية النشء في مختلف الجوانب: الروحية والعقلية، والنفسية والاجتماعية، بما توفِّره من تنميةٍ شمولية لمختلف مراحل النمو، مما يسهِمُ في تحقيق الغايات التربوية المنشودة على المستوى المعرفي والمهارى والوجداني.

مما جعلها صالحةً لمسايرة الاتجاهات الحديثة في التعليم، فهي تنطلق من الدَّليل المعصوم، والذي يُعدُّ أصلاً شرعيًّا ومنطلقًا دينيًّا لكلِّ مواقف الحياة بمختلف جوانبِها الاجتماعية والعلمية والصحية والبيئية؛ وذلك لأنَّ المهارات الحياتية في الإسلام ترتبط بالغاية الكبرى، والتي لها خُلِق الإنسانُ في هذه الحياة، حيث يقول - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ [الذاريات: 56-57] فكلُّ عملٍ يقوم به المسلمُ يعتبر عبادةً متى ما اصطحب معه الإخلاص، واستشعر امتثالَ أمر الله - سبحانه - فقد جاء في الحديث عن رسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام -: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى))؛ أخرجه البخاري، فمن أُسُسِ تنمية المهارات الحياتية في الإسلام أنْ يوطِّن الإنسانُ نفسَه على الاحتساب في كلِّ شيء، فمن كان مشتغلاً بتجارةٍ أو صناعة، أو حرفةٍ أو فلاحة، أو غيرِها من الأعمال، فلينْوِ بذلك القيامَ بواجب النَّفس والأهل والعيال طاعة لله.

ومما يُنتبه إليه أنَّ استمرار الطَّابع التقليدي في تدريسها - القائم على الحفظ وتذكر المعلومات - أدَّى لانخفاضٍ ملحوظ في اكتساب المهارات المختلفة، وعدم ربطِها بواقع حياة الطُّلاب من خلال الاهتمام بتنمية مهاراتِهم الحياتية، فعلى سبيل المثال حينما يُدَرَّسُ قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الإيمان بضعٌ وسبعون - أو بضعٌ وستون - شعبةً، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان))؛ أخرجه مسلم، فإنَّه يمكن أن يكون أساسًا لتنمية مهارات حياتية عديدة، منها مهارات البيئة والصِّحة وغيرِها من مهارات الحياة، وأمثلة ذلك كثيرةٌ في القرآن والسنة، لا يمكن أن يتسعَ المقامُ لحصرِها، ومن الملاحظ أنَّ تنميةَ المهارات الحياتية وتصنيفَها أصبح من أهمِّ الاتجاهات الحديثة في المجال التربوي، فقد تزايد الاهتمامُ العالمي بالتعليم الذي يهدِفُ إلى تنميتِها؛ سعيًا لإعداد الطالب إعدادًا شاملاً للحياة، فقد أكَّد العديدُ من التربويين على أهميةِ تضمين المهارات الحياتية في المناهِج، باعتبارِها من أهمِّ نواتج التعليم الهامة، والمرغوب إكسابها للمتعلِّمين في أي مرحلةٍ دراسية؛ لأنَّ التلاميذ يحتاجون لهذه المهارات في جميع مراحل حياتهم، بل وفي جميع شؤونِهم اليومية؛ من أجلِ تحقيق تربيةٍ متكاملةٍ ومستدامة.


المصادر:
هدى سعد الدين (2007م)؛ "المهارات الحياتية المتضمنة في مقرر التكنولوجيا للصف العاشر ومدى اكتساب الطلبة لها".
أحمد حسين عبدالمعطي، ودعاء محمد مصطفى، (1428ه)؛ "المهارات الحياتية"، القاهرة، دار السحاب.
أحمد حسين اللقاني (1996م)؛ "المنهج (الأسس - المكونات - التنظيمات)"، دار عالم الكتب، عمان.
عبدالسلام الناجي؛ "مجلة المعرفة" (ع170،2010م، ص ص42ـ65)، الرياض.
http://www.unicef.org/arabic/lifeskills/lifeskills_25521.htm

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.11 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]