رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 4 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386212 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 19-05-2020, 12:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر [7]














أ. محمود توفيق حسين









عندما تجتمع أنت وبعض الأصدقاء والمعارف والأقارب على اختلاف مستوياتهم



عندك في البيت



وقد دعوتهم على الإفطار



وتتبادلون قبل الموعد أخبار النجاحات الشخصية لبعض الحاضرين وبعض الغائبين:



هذا الذي اشترى قطعة أرض



وهذا الذي ارتفعت مكاسبهُ في البورصة



وذاك الذي ترقى في الشركة وأرسلته في مهمات عمل في دولٍ سياحية



واستعرض صوره للحضور..



حتى بدا على وجه البسطاء من الجالسين الحسرةُ..



وانكمشوا صامتين



غيِّرْ مجرى الحديث، وذكرهم بمعيشة الكفاف لخير الأنام والصحابة



لا تفكِّر بأنه حديثُ فألٍ حسَنٍ وبشرى على قلوب الجالسين جميعاً



بل فكِّر في أن هذا شهر الاستكثار من الطاعات



الذي يجب أن يتذاكر فيه المؤمنون ما أعده الله لمن صامَه إيماناً واحتساباً



لا أن يفتنوا الناس ويشغلوا قلوبهم بما فاتهم من النعم وأرصدة الحسابات..



عما يجب أن ينشغلوا به من أرصدة الآخرة.









مبارك عليك الشهر



وقد خرجت منه والدنيا ليست أكبرَ همِّك






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #32  
قديم 19-05-2020, 12:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

الفقراء ينتظرون رمضان



د. محمود حسن محمد




مما لا شك فيه أنَّ الفرْحة تغمر الفُقراء، والبَهْجة تُزيِّن حياتهم؛ لقدوم شهر رمضان، فكل دقيقة تقرِّبهم منَ الشهر الكريم تزيد السعادة في قلوبهم، وتريح نفوسهم؛ لأنهم يقْتربون من رمضان، وأملهم القوي أن الأغنياء لن يتخلوا عنهم، أو يبخلوا عليهم، وأن فضل الله الواسع سوف يشملهم، وسوف ينعمون بالخير الكثير.

فرمضان شهر لتعزيز التراحُم بين المسلمين، وهو بالنِّسبة للفقراء موسم الجود الذي يفيض عليهم، مما أعطى الله الأغنياء، وفتح لهم من أبواب الرِّزق الواسع، والنِّعَم الكثيرة.

ينتظر الفقراءُ شهر رمضان من العام للعام؛ لاعتبارات كثيرة: فلأنه شهر الخير والإنفاق؛ حيث لا يجد بعضهم الفرْصة للاستفادة مما ينفقه المسلمون إلا في هذا الشهر الكريم؛ لأن بعض المسلمين لا يُخرج ماله إلا في رمضان، فهو شهرُ المسارَعة إلى الخير، وفِعْل الطاعات، والإنفاق في سبيل الله.

وبعضهم يستقبل الشهر بالتوبة، والإنابة، والإقبال على الصلاة، والذِّكر، وقراءة القرآن، فهؤلاء نصيبُهم من الخير كبيرٌ؛ لأنَّ رغبتهم في عطْف الأغنياء عليهم لا تنسيهم الحكمة من فرض الصوم، ولا تلهيهم عن ذِكْر الله وعن الصلاة.

كما يحتاج الفقراء إلى رمضان القادم أكثر من احتياجهم إلى هذا الشهر في الماضي؛ لغَلَبَة الفقر، وارتفاع الأسعار، وانتشار الأزمة الاقتصادية العالمية، مما كان له تأثيره على هذه الفئات الضعيفة أولاً قبل غيرهم من الناس.

يشعر الفقراء عند قُدُوم رمضان بعجْزٍ شديد في توفير نَفَقات هذا الشَّهر الكريم، مما يجعلهم في هَمٍّ، وغمٍّ، وحُزن، ولكن رحمة الله - عز وجل - لا تنساهم ، فجعل الله - عز وجل - لهم حقًّا على كل غنيٍّ؛ كيلا يفتقدوا فرحة هذا الشهر الكريم.

أيها الأغنياء:
إنَّ الفقراء ينتظرون عطفكم في هذا الشهر الكريم، والصدقة في رمضان يضاعفها الله - عز وجل - إلى سبعين ضعفًا، والله يضاعف لِمَن يشاء، والصدقة تُطفئ غضب الله تعالى، كما يطفئ الماءُ النار؛ قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 261].

إن الفرصة التاريخية قادِمة ومهيَّأة لكم؛ لتنالوا من البَرَكات والحسنات، فلا تترددوا في العطاء والإنفاق، وحرِّروا أنفسكم من الشُّحِّ، والبخل، واستعدوا لرمضان بالجود والإحسان، فليس للإحسان جزاء إلا الإحسان، ولا تَتَبَرَّموا إن قصدوكم بالسؤال، وضعْف الحال، فإسعاد هؤلاء الفقراء سبيل إلى رضوان الله والجنة.

أسأل - وبالله التوفيق -: هل استعدَّ أغنياءُ المسلمين لفقراء هذا الشهر الكريم؟ وهل أعد المسلمون خططهم، ومشاريعهم الرمضانية؛ لسدِّ حاجة هؤلاء قبل حلول الشهر الكريم؟ وهل جعلت الجمعيات الإسلاميَّة في مقدمة أولوياتها التفكير في تقديم العَوْن والمساعدة للمحتاجين، وإدخال السرور على الفقراء؟


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 19-05-2020, 12:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

كيف يصوم اللسان؟



أحمد عبدالرحمن










اللِّسان من أهمِّ الجَوارح وأخطَرِها، وهو الجارحةُ التي تَنطِقُ بكلمة الإيمان أو الكُفر وتُعمِّر أو تُدمِّر، وتُصلِح أو تُفسِد.

فاللِّسان يُورِدك الجنَّة أو يَقذِفُ بك في النار؛ فلذلك للِّسان صيامٌ خاص في رمضان وغيره، ولكنَّه في رمضان يتأدَّب ويتهذَّب، ويجبُ على المسلم أنْ يُربِّي نفسَه على الكلام الطيِّب، ويجتنب سيِّئ الكلام.


وصدَق رسولُنا الكريمُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما قال لمعاذ: ((كُفَّ عليك هذا)) وأشار إلى لسانه، فقال معاذ: أوَإنَّا لَمُؤاخَذون بما نتكلَّم به يا رسول الله؟ فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ثكلتك أمُّك يا مُعاذ، وهل يكبُّ النَّاس في النارِ على وُجوههم إلا حَصائد ألسنتهم))؛ (رواه أحمد 5/ 231، وصحَّحه الألباني في "الصحيحة" 3/ 115 رقم 1122).


يقول الشاعر:


لِسَانُكَ لاَ تَذْكُرْ بِهِ عَوْرَةَ امْرِئٍ
فَكُلُّكَ عَوْرَاتٌ وَلِلنَّاسِ أَلْسُنُ

وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول للِسانه: يا لسان، قُلْ خيرًا تغنم، أو اسكُت عن شرٍّ تسلَمْ، رَحِمَ الله مسلمًا حبَس لسانه عن الخنا، وقيَّدَه عن الغِيبة، ومنَعَه من اللَّغْوِ، وحبَسَه عن الحَرام.


فحاوِلْ أيُّها الصائم في هذا الشهر المبارك أنْ تُربِّي نفسك على طيِّب الكلام؛ فتُحاسِب ألفاظك، وتُؤدِّب منطقك، وتزن كلامك؛ لأنَّك مُحاسَب على كلِّ كلمة تصدُر منك، سواء أكان ذلك في رمضان أم في غيره؛ يقول - تعالى -: ï´؟ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ï´¾ [ق: 18]، ويقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن يضمن لي ما بين لحيَيْه وما بين فَخِذَيْهِ أضمَن له الجنَّة))؛ (رواه البخاري).


وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "والله ما في الأرض أحقُّ بطول حبسٍ من لسانٍ".


يريدُ الصالحون الكلامَ فيذكرون تبعته وعُقوباته ونتائجه فيصمتون.


فهل صامَ مَن أكَل لحوم البشر ونهَش أعراضَهم وأفسَد فيما بينهم؟ هل صام مَن كانت مجالسه عامرةً بأذيَّة المسلمين وهتْك محارمهم ونشْر الرَّذيلة بينهم؟ هل صامَ مَن أطلَق لسانه بالقيل والقال وقذَف الأبرياء وشوَّه سمعة الأتقياء؟


وكيف يصومُ مَن كذب واغتاب، وأكثَرَ الشَّتْمَ والسباب، ونسي يوم الحساب؟ يقول الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (((المسلم مَن سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده))؛ (رواه مسلم)، هذا هو الإسلام؛ عمل وتطبيق، ومنهج انقِياد، وسُلوك وامتِثال.


قال - تعالى -: ï´؟ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ï´¾ [الإسراء: 53]


فاحرِصْ أخي الصائم على اجتِناب آفات وعُيوب اللسان وهي: الكَذِبُ، والغيبة والنميمة، والبذاءة والسب، والفحش والزور واللعن، والسُّخرية والاستهزاء... وغيرها.


واجعَلْ لسانَك طريقًا إلى الخير بذِكر الله - تعالى - وتسبيحه وتحميده واستغفاره وشُكره.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 20-05-2020, 01:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (8)

أ. محمود توفيق حسين

















عندما تكون على الطريق مسرعاً حتى تصل بيتك قبلَ الإفطار..



تضرب البوق، وتمرقُ من بين السيارات



وتقلب النورَ لمن هم أمامك حتى يفسحوا لك الطريق



وقد ركبهم الرعب من هذا الصاروخ المنطلق من خلفهم؛



الذي يكاد يلامس أعجاز عرباتهم..



لا تفكِّر بأنك حريص على التواجد على المائدة بين أطفالك



في لحظة الإفطار الودود المفعمة بالرجاء والرحمات



بل فكِّر في أنك تروِّع الآمنين الذاهبين لأطفالهم مثلك



لا تفكِّر بأن أولادك ينتظرونك لذا لا بد أن تسرع



بل فكِّر في أن أولادك ينتظرونك؛



لذا لا بد أن تتوقف عن القيادة الطائشة حتى لا يفتقدوك



فكِّر بأن الصوم ليس نصف العجلة.. كما يقول لسان حال كثيرٍ ممن يقودون السيارات



بل الصوم نصفُ الصبر.. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.









مبارك عليك الشهر



وقد خرجت منه متأنٍّياً



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 20-05-2020, 01:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

طاقات رمضانية



أحمد بن خالد العبدالقادر










لا يعدو الوقت أن يكون هو الوقت، والزمان هو ذاته الزمان، فساعاتنا لا تتبدل، والأوقات تحتمي بلحظاتها المرتمية بداخلها، وإنما يَبين عند ذلك ما يختبئ خلف تلك اللحظات من دوافع ومرغبات تحفز المرء لأن يقبض على كل جزء منها باهتمام شديد، واندفاع من حديد، وهو يشعر حينها أن عمره يفرط منه، وأن ساعاته الأخيرة قد بدأت تلوح له في الأفق، فيهمُّ فيها بجدة ونشاط، ويجابهها بعزيمة متوقدة لاستثمار كل دقيقة منها، واستجلاب فوائدها والغايات التي يرومها، فلا نختلف في تقرير أن المرء يركن إلى الدعة حينًا، وإلى الأهبة والقوة حينًا آخر، وذلك بحسب علائق الأوقات من محفزات وبواعث تستنفر لها الطاقات بعنانها وكل حماسها.

ولا تزال أنفسنا تعيش وصلا من رياحين شهر رمضان الكريم، الذي غادرنا ولم يغادر قلوبنا، وإن كان قد غادر همم البعض فخارت معها العزائم ووهنت حيالها القوى، التي وقفت طوال ثلاثين يومًا في بحبوحة العبادة ومعين الطاعة، فكان رمضان لهم روضة تفيء إليها الأرواح، وتنقاد إليها النفوس طائعة باذلة، وكأن هذه الطاقات لن تستنهض قدرتها إلا في ثلاثين يومًا من أيام السنة كاملة، ولنرى العزائم كيف تتضعضع أمام مسكنات الأيام بعيدًا عن محفزاتها من مناسبات الخير والبر، حتى يظن المرء أن فعال الخير ووصال حبل الأرض بالسماء لا تتم إلا في مناسباتها الباعثة لها، ومرغباتها الدافعة إليها.


فارقنا رمضان وكانت النفوس فيه تواقة، والقلوب فيه رقراقة، والجباه فيه شاخصة، والأجساد معه وجلة واجفة، تنضح ببديع الأقوال، وتضوع بجميل الأفعال؛ حتى يتم صيام هذا الشهر وقيامه بأكمل وجوهه وأحسن صوره، لا سيما أنها مناسبة شهرية يفتر ثغر العام عنها مرة، ولتأمل النفس حيال ذلك كله أن يكون رمضان طول العام، وموصول الليل بالنهـار حتى تسعد فيه النفس، وتبرق بما تحوز فيه من الأجور والبركات، وما تبصر أمامها من حسن الأفعال والتصرفات.

وددت أن لم نخنق طاقاتنا، وتضيق عزائمنا، وتقف على مجرد مناسبات تكون حجر عثرة عن وصال فتوتها وحماستها، بل أن يصل من فورانها أن تصل القمة وتشمخ إلى الاحتذاء بسنة الهادي الأمين صلوات الله وسلامه عليه، الذي كان قوله وعمله، وليله ونهاره، بل وكل حياته في خضوع للواحد الديّان، فلا تختزل الجهود في ساعات دون ساعات، ولا يضيق نطاقها عن لحظات ولحظات، فلا فرق بين جدٍّ وهزل، ولا خير في قول يصدمه عمل، بل إن المرء يكون على جادة واحدة، واطراد مستمر في بذل الغاية والمهجة، فلا نجترّ مبادئ مادية فتنقسم أعمارنا في تناقضات مشوهة بأن نغمرها ساعات في الخير وبذله، وساعات في الوهن والتقصير، في حين غمره آخرون في الشر وعطنه.

إن التغيير المأمول والمنشود هو المصاحب لحافزه في كل وقت وكل حين، الموائم له في كل لحظاته، فلا تفتر حياله النفس وتختبئ تحت غطاء التسويف والتقصير، فتستجلب الهمة كل جوانبها في سبيل الاستمرارية واطراد قوتها في كل ساحة وميدان، وتنتظم مع كل وقت، فلا تغيب تحت ظرف زماني، ولا يناوشها فتور يقبع تحت سكون عاتم من الغايات والأهداف، برغم أن النفس ميالة لمحفزها وباعثها لما تصبو إليه، وإنما يكمن الحديث عن غايات سامية لا تغيب عن حَذِق يستشرف أقصى الغد بكل أبعاده، حينها لا تدخر الطاقات جهدًا من قوتها، ولا تختزلها في مناسبات دون أخرى، ولهذا كان سلفنا الصالح لا تثنيهم المناسبات عن بذل المهج واستنزاف الجهود في أوقاتهم وأدق أعمالهم، بل وكان عرى ارتباطها بالهمم السامقة وثيقًا جدًا، لا سيما وأن أمانيهم -وهي كذلك أمانينا- (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) [رواه البخاري].

وحتى وإن سكنت النفس عن اندفاعها فلا تغيب عن جادتها، ولا تنكص أعقابها عن درب بهي تسلكه كل حينها، بل يخمد سكونها تحت أضواء الخير وأنوار البركة.

فلا تقف النفس في ارتقاء همتها وصعود مراقي الفلاح تحت الانقياد لإطلالة مناسبة تتوثب معها لارتداء ثوب النشاط والهمة، فالأصـل أن تمضي على دربـها النافع والناجح طوال سويعاتها التي تقضيها في هذه الدنيا، فإن العمر قصير، والوقت أقصر بكثير، (وما عند الله خير وأبقى).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 20-05-2020, 01:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

مبارك عليك الشهر (9)

أ. محمود توفيق حسين


















عندما تركب سيارتك لزيارة صديق لك في مدينة أخرى



وتركن سيارتك بالقرب من بيته



ويراك أطفالُ ابن عمك الواقفون في الشرفة العالية



ويلوحون لك، ظانين أنك قادم إلى زيارتهم



وليس لصديقك الذي يقطن بالعمارة المجاورة لابن عمك



- ابن عمك الذي تخاصمتما بسبب الزوجتين وتنافسهما -



لا تخيِّب رجاء هذه الوجوه البريئة التي تهللت برؤيتك من بين أحبال الغسيل



اصعد له واطرُق بابه.. وابدأه بالسلام



لا تفكِّر بأن هذا الانفصال وقطع العلاقة حل به السلام، وذهب به التلاسُن والغلط



بل فكِّر في أن هذا الانفصال يحلُّ به غضب الله



لا تفكِّر بأنه قد يردُّك من عند الباب



بل فكِّر في أن الله لن يردَّ واصِلَ الرَّحم



لا تفكِّر بأن هذا شارعٌ عامٌّ تدخل فيه متى تشاء لمن تشاء



ولا حرج عليك أن تمر تحت شرفته حتى لو كان هو نفسه واقفاً



بل فكِّر بأن هناك ما هو أهمُّ من دخول هذا الشارع وعدمِ دخوله:



وهو أنهُ (لا يَدخلُ الجنَّةَ قاطعُ رَحِمٍ) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم



فكِّر بأن شهر الرحمات فرصةٌ للصفوِ والتصالح والعفو عمَّا فات.









مبارك عليك الشهر



وقد خرجت منه واصلاً للرحم





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 21-05-2020, 03:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تغريدات رمضانية (1)











نبيل جلهوم







1- في رمضان: لذة التراويح تمتعنا، وكثرة الركعات تريحنا، ومزيد السجدات يرفعنا، وطول الوقوف بين يدي الله ينسينا دنيانا ومشاغلَنا.





2- في رمضان: صلاة القيام أثابكم الله، كلمات كلَّ يوم تتكرَّر؛ فتدغدغ الآذان، وتتحول لأجمل ألحان.





3- في رمضان: صفوف المصلِّين في التراويح تتزاحم، والأكتافُ تتلاحم، والأقدام تلتصق، والخشوع يُهيمن، والرحمة تتنزَّل، والجنة أمامَ الأعيُن تحضر، ثم تتمايل.





4- في رمضان: تستقر أعين المصلين موضعَ السجود، وتسرح قلوبُهم في تسبيحات الله، وتتثبت أيديهم فوق صدورهم، وتتحول أرجُلُهم إلى أوتاد تصلي، تأبى أن تخرج من الصلاة بحالة فرح وسرور.





5- في رمضان: يحرص الجميع أن يكمل التراويح، حتى دعاء الإمام؛ ليختم بها، فيدعو والناسُ تؤمِّن، ويرجو والناس من الله تطلب، والأيادي تُرفع، والأكُف تتعانق، وما أن ينتهي من الدعاء حتى يستشعر المصلون أن دعواتِهم قابت قوسين أو أدنى من الاستجابة، وأن السماء قد انفتحتْ على مصراعيها.





6- في رمضان: شعور واستشعار برحمات الله، بمغفرته، برضاه، يسيطر على الروح، ويجلب الأمانَ.





7- في رمضان: إحساس غريب، وثقة غالية تدب في النفس كلَّ ليلة، بأن الله قد أعتق الرقبةَ، وغفر الذنب.





8- في رمضان: تجدك تتلمس النجاح، وتتوسم في ربِّك النجاة من نيرانه، ومن عذابه، ومن خزيِه.





9- في رمضان: تتعايش روحُك مع مقاصد التقوى، وتصعد روحك في مراتبَ علويةٍ سماوية.





وإلى لقاء في تغريدات جديدة في الحلقة القادمة.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 21-05-2020, 03:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

تغريدات رمضانية (2)
نبيل جلهوم









10- في رمضان تتحول البيوت إلى جنان ورياحين، تفوح منها طبائع جديدة جميلة، تتمنى الدنيا كلها أن تعمُر هذه الطبائع، وتلكم الروح والبيوت على الدوام طول العام، فترق المشاعر، وتتآلف القلوب، وتَكثُر البسمات، ويلين الجانب، ويحسن التعامل بين أفراد منظومة هامة، تنطلق منها حياة جديدة، برونق ذي مذاق، ربما يكون غير مألوف من ذي قبل، فتَحُلُّ السعادة.




11- في رمضان، يهدأ الزوجان، وما قد يكون بينهما من سوء يذهب إلى خبر كان، فيصبحان بأروع بُنيان.




12- في رمضان يتفنن الزوج لزوجته في حسن الاستيعاب، ويتأهل بمهارات تنموية سلوكية، ويسامح فيما حدث وكان، فيكسب الأجر، ويمتلك القلب، ويسعد بالروح، قبل الطعام والجسد.




13- في رمضان تصبر الزوجة على زوجها بصنعة جميلة، قد تصنع منه رجلاً عظيمًا، سعيدًا، قرير النفس، ثابت الكيان، فتنال بذلك رضاه، وتأسِر عاطفته، وتعانق بذلك رُوحه وفكره.




14- في رمضان تستجمع البيوت روحها وطاقتها، وتتفجر منها ينابيع الخير، بعدما كانت من قبل صخبًا وبُركانًا.




15- في رمضان تستلهم البيوت ذكر ربها، وقراءة القرآن، فتتحول إلى خلايا تنبعث منها أشِعة السكينة على الدوام، فتنصرف منها الشياطين، وتسكن بدلاً منها الملائكة السماويون، فتتغير النفوس وتلين.




16- في رمضان تستلهم البيوت حُبَّها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتحاول الاقتداء به: في إفطاره، وفي سحوره، فتحظى بأجر الاهتداء، وشرف الاقتداء، فتقترب بذلك خطوات وخطوات نحو شفاعة سيد الخلق والبريات.




17- في رمضان تجتهد الزوجة في إعداد إفطار وسحور للزوج والأبناء، يتقون به جوع النهار، فتنال بذلك شرف الخدمة، وجميل الأجر، فتملك قلب زوجها، وأُلفة وطاعة أبنائها، بذلك البيوت سلوكيات رائعة من القيم الأصيلة.




18- في رمضان يمسك أصحاب البيوت ألسنتهم، فتتمايل وتترنَّح فيما بينهم كلمات الود، والسهولة، والتغافر؛ فتَرِقّ القلوب، وتنزل على البيوت ملائكة تتشرف بصحبة ذلك البيت، والمكث فيه، فتهرب الشياطين، وتنزل الرحمات والسعادة.




19- في رمضان تعانق البيوت كتاب ربها، تقرأ وتتنافس فيما بينها، فتحل البركة، ويزداد الشعور بشهر عظيم كريم جميل، شعور قد لا يوجد في وقت غير رمضان، إلا ما رحم ربُّنا الرحمن.




إلى هنا دعونا نكتفِ بهذه التغريدات، وانتظرونا في حلقتنا الثالثة؛ لنغرِّد بها في سماء رمضان الحبيب.




(ومرحبًا بالحبيب رمضان).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 21-05-2020, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

ليالي رمضان











راشد عبدالرحمن العسيري







ليالي رمضان، مطيَّة المتَّقين إلى ربِّ العالمين، وزاد المسافرين في الدَّربِ الطويل، أعدَّ الله فيها مِن الأجر الكبير والثواب العميم ما تَهْفو إليه النُّفوس، وتتطلَّع إليه الأرواح.






ليالي رمضان ليستْ كبقيةِ اللَّيالي، ليالٍ مضيئة مبارَكة خصَّها الله بتنزُّل الرَّحَمات والبرَكات، وفتح أبواب الجِنان، وهي تزداد شرفًا بشرفِ الزمان، فكيف إذا اجتمع مع شَرفِ الزَّمان شرفُ العِبادة والطاعة.






وها هي هذه الليالي المبارَكة قدْ بدأت بالتناقُص، فكما كنَّا بلهفةٍ واشتياق لاستقبالها والأُنس بها، ها هي تستعدُّ للرحيل، وقد حملتْ في صحائفها أجورَ الصائمين والقائمين، والذاكرين والمستغفرين.






ليالي رمضان مليئةٌ بالأعمال الصالحة التي يتقرَّب بها المؤمنون، فالسعيدُ مَن عمِل فيها واغتنمَها.






ليالي رمضان تعظُم منزلةً أنَّ في كل ليلة مِن لياليها عتقاءَ عند المليك الغفَّار، يعتق الله مِن النار ما شاء ومَن شاء مِن خلْقه؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا كانتْ أوَّلُ ليلة مِن رمضان، فُتِّحتْ أبوابُ الجنة فلم يُغلقْ منها باب، وغُلِّقتْ أبواب جهنم فلم يُفتحْ منها باب، وصُفِّدتِ الشياطين، ويُنادِي مناد: يا باغيَ الخير أقبِل، ويا باغيَ الشرِّ أقصِر، ولله عتقاءُ مِن النار، وذلك في كلِّ ليلة)).






ليالي رمضان ليالٍ عامِرة بتلاوةِ القرآن؛ فقدْ كان جبريلُ - عليه السلام - يَلْقَى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في كلِّ ليلة مِن ليالي رمضان فيدارسه القرآن؛ لذا كان همُّ الصالحين تلاوةَ كتاب ربِّهم آناءَ الليل وأطراف النهار؛ ليكون شفيعًا لهم يومَ القيامة؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ يومَ القيامة؛ يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار، فشفِّعْني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل، فشفِّعْني فيه، قال: فيُشفَّعَانِ)).






ليالي رمضان صلاة وتهجُّد وقِيام؛ يقول المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رَمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبِه)).






ليالي رمضان، دعاء وتضرُّع وابتهال، ومناجاة لربِّ الأرض والسماء، يقول الحق سبحانه: ï´؟ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ï´¾ [البقرة: 186].






ليالي رمضان مِن أفضل ليالي العام، ليلة مِن لياليه خيرٌ من عبادة ألف شهر؛ قال عنها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبِه)).






ليالي رمضان سُويعات معدودات، أفضلُها وأمثلها وقتُ السَّحَر، هذه الساعة الشريفة المبارَكة، والتي قال الله فيها مثنيًا على عبادِه المتقين: ï´؟ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ï´¾ [الذاريات: 18]، فيها مِن التجليات والبرَكات ما لا يَعلمها إلاَّ الله؛ يقول عنها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يَنزِل ربُّنا - تبارك وتعالى - كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدُّنيا حين يبقَى ثُلُث الليل الآخِر، يقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له؟))، فحريٌّ بنا أن نغتنمَها، وخاصَّة في هذه الأيَّام المعدودات.






فليكُن همُّنا فيما بقِي مِن ليالي هذا الشهر المبارَك أن نُرِيَ الله منا خيرًا بالاجتهاد في الطاعاتِ والقُربات، وعدَم تفويت هذه الساعات، فالمحرومُ مَن حُرِم هذه الليالي المبارَكة، جعَلَنا الله ممَّن ينال ثوابَها وبركتَها.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 21-05-2020, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

كانوا معنا!



راشد عبدالرحمن العسيري






يمرُّ علينا رمضان وحال الدُّنيا في تغيُّر واختلاف، وهذه حِكمة الله في خَلْقه، وسُنَّته الجارية على عباده، فكم مِن قريب وعزيز مِن الآباء والإخوان والأحباب كانوا معنا في عامٍ مضَى، وهم الآن في قُبورهم موسدون، كأنهم ما عاشُوا ولا ساروا ولا ضحِكوا، اندرستْ سيرُهم، وما بقِي منهم إلا ذِكرُهم!









أتراهم لو كانوا معنا، فما كان بوُسعهم أن يفعلوا؟ أتراهم سيضيِّعون أوقاتهم؟ أم سيعمرونها في طاعةِ خالقهم؟ أتراهم سيؤدُّون ما افترضَه الله عليهم؟ أم سيُسوِّفون أعمالَهم؟ أتراهم..؟ أتراهم..؟ أتراهم..؟






هذا حال مَن يتمنَّى أن يعود إلى الدنيا ليزيدَ حسناتِه ويمحو سيئاتِه!






ولكن ما بال مَن لاحت أمامَه الفُرص، وما زال في عمرِه متَّسَع، هل سيصحو مِن غفلته، ويعتبر بمَن مضى، ويغيِّر مِن نهجه وسيرته، أم سيبقى في غفلتِه وغيِّه، حتى يفاجئه طارِقُ الموت بلا استئذان، فهل نعتبر بمَن مضى، أم نجعل أنفسنا عبرةً لمن بعدنا؟!






فُرَص تتوالَى، ومِنح تتعاقَب، والعُمر فُرص، ولا فائدة مِن الندم على عُمر قد مضى، أو ساعة قد فاتتْ، أو فرصة قد ولَّت، إذا لم تستغلَّ في مرضاة الله.






هذا نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يحضُّنا على اغتنام الفُرص، والمسارعة في اقتناصها؛ يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((اغتنمْ خمسًا قبل خمس: شبابَك قبلَ هَرَمِك، وصحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناءك قبل فَقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك))، فُرص غالية بيَّنها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويَدْعونا لاغتنامها، فإذا لم تُستغلَّ في حينها، فلا فائدةَ من التحسُّر حال انقضائها.






فما دامتْ هذه الفُرص بين أيدينا فلنستعدَّ لاغتنامها، ولنغيِّر فيها من أنفسنا، ولنستغلَّها قبل أن نندَمَ على ضياعها.






ولا أعظمَ مِن مِنح الله، ولا أطيبَ مِن التعرُّض لنفحاته وعطاياه، خاصَّة في مواسم الخيرات والبَركات، فالحكيم مَن يتعرَّض لنفحات مولاه، ويستغل مواسم الطاعاتِ ليظفرَ بأعْلى الدرجات.






وهذا رمضان قد مضَتْ أيَّامه، وتصرَّمت لياليه، وعن قريبٍ يتأذَّن بالرحيل، فهل يَسعُنا أن نلحق بأجوره، فأبوابُ الطاعات فيه أكثرُ مِن أن تُحصَى، وأنواع القُربات أكثر مِن أن تُعدَّ، فهل مِن مشمِّر، وهل مِن لاحِق بالرَّكْب، وهل مِن معمِّر لساعاته ولحظاته.






فلنُرِ الله من أنفسنا خيرًا، فرمضان فرصة ومِنحة، فهو قد يأتي مرةً أخرى، وقد لا يأتي، فقدْ يأتي رمضان ونحن تحتَ التراب سلَّمنا الروح لبارئها، وقد يأتي رمضان ونحن على الصِّيام غيرُ قادرين.






فالحمدُ لله الذي بمنِّه بلَّغَنا رمضان، ونسأله تعالى أن يُعيننا على الصِّيام والقِيام، وأن يُوفِّقنا للتَّمام، وأن يحسِن لنا الختام، وأن يجعلَنا من عتقائِه مِن النيران.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 144.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 138.81 كيلو بايت... تم توفير 6.10 كيلو بايت...بمعدل (4.21%)]