التفسير بالغرب الإسلامي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عرش الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أسلحة الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 66 - عددالزوار : 16157 )           »          لماذا يرفضون تطبيق الشريعة؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3109 )           »          الأيادي البيضاء .. حملة مشبوهة وحلقة جديدة من حلقات علمنة المرأة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التوبـة سبيــل الفــلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 94 )           »          أحكام شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic

ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-09-2020, 03:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,560
الدولة : Egypt
افتراضي التفسير بالغرب الإسلامي

التفسير بالغرب الإسلامي


د. زيد الشريف








للحديث عن واقع البحث في علم التفسير بالغرب الإسلامي وآفاقه، فإنني أُشير أولًا إلى أن علم التفسير بالغرب الإسلامي علمٌ حاضر بقوة منذ بداية فجر الإسلام في أراضي الغرب الإسلامي مع أول الفتوحات، التي كانت تحمل في أولويَّاتها مهمَّة التبليغ القرآني التي كلَّفها الله تعالى عباده: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾ [المائدة: 67].



ففسَّر هؤلاء المسلمون الفاتحون - وعلى رأسهم العلماء منهم - آياتِ القرآن الكريم مشافهةً، وإن وجدوا عناءً في ذلك في بداية الأمر؛ لعدم اعتياد أهل المغرب على اللسان العربي، فاحتاجوا لتحقيق هذا المقصد إلى وقت ليُفهموا أهلَ البلد العربيةَ، وبعدها يستوعبون أحكام القرآن وأسراره.



فعملية التفسير كانت في البداية ممارسة وتعليمًا في حلقات التفسير، ثم بعدها انتقلت إلى مرحلة التأليف، كما سأبين بعد.



وإذا كان المشرق الإسلامي عرَف نهضة اهتمت بتفسير القرآن الكريم، وبرز فيهم أعلام؛ أمثال الحسن البصري ت110هـ، وعبدالله بن نافع 180هـ، وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم 182هـ، وأبي عبيدة معمر بن المثنى 210هـ، الذي ألَّف مجاز القرآن، ومشكل القرآن لأبي محمد عبدالله بن مسلم بن قُتيبة 276هـ، وأحكام القرآن للقاضي إسماعيل البغدادي المالكي 282هـ، وجامع البيان للطبري ت 310هـ، وغيرهم من المفسرين الكبار.



فإن المغاربة كذلك برزوا في علم التفسير قديمًا، وألَّفوا فيه مصنفات جَمَّة ونافعة، تزخَرُ بها المكتبة الإسلامية، ولهم في تفاسيرهم تلك اهتماماتٌ عدَّة، وقضايا جديدة، ومباحث مستقلة، لا تتجاوز تراث الأسلاف؛ وإنما تبني عليه بناءً راسخًا، ثم بعد ذلك تنطلق للإبداع والزيادة، وفتح آفاق اسشرافية لفهم القرآن الكريم على حسب الواقع والمكان.



علماء التفسير بالغرب الإسلامي:

وإذا أردنا الحديث عن التفسير بالغرب الإسلامي، فإن المعلومة الأولى التي ينبغي أن نُذَكِّر بها هي أن التأليف في هذا العلم كان قديمًا وليس متأخرًا كما يظنُّ البعض، بل إن أفذاذًا وجبالًا في الغرب الإسلامي اهتموا بعلم التفسير وألَّفوا فيه قبل أن يؤلِّف فيه بعض مَن برز من علماء المشرق في التفسير، وعلى سبيل المثال تفسير يحيى بن سلَّام القيرواني ت200هـ، والذي روى تفسيره الفقيه الإفريقي أبو داود العطار 274هـ[1].



وكذا الفقيه المالكي عبدالملك بن حبيب ت 239، والذي صنف تفسير القرآن في ستين جزءًا، وهذا مما لم يشتهر به هذا العالم، على غرار شهرته في الفقه المالكي[2].



وأبو عبدالله محمد بن سحنون بن سعيد التنوخي ت 256، الذي كان إمامًا في الفقه، وألَّف عدة كتب؛ منها: أحكام القرآن[3].



ومن أشهر علماء التفسير في الغرب الإسلامي في القرن الثالث الهجري أبو عبدالرحمن بَقِيُّ بن مَخْلد ت 276هـ، ألف كتابًا في تفسير القرآن الكريم، قال عنه ابن حزم الظاهري: "فهو الكتاب الذي أقطع قطعًا لا استثناء فيه لم يؤلف في الإسلام مثله، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره".



وبَقي بن مخلد ألَّف تفسيره ذاك قبل تفسير ابن جرير الطبري، مما يؤكد لنا مسارعة المغاربة للتأليف في علم التفسير، وأن لهم مؤلفاتٍ جمَّة في هذا الجانب من العلوم الإسلامية، على خلاف ما يروج في هذا الموضوع.



أما في القرن الرابع الهجري، فكان من أشهر مَن ألف في التفسير:

القاضي أبو الأسود موسى بن عبدالرحمن المعروف بالقطان ت 309 هـ، ألَّف أحكام القرآن في اثني عشر جزءًا[4].



منذر بن سعيد البلوطي ت 355هـ، قاضي الجماعة بقرطبة، ألَّف كتاب أحكام القرآن، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكلا الكتابينِ في تفسير القرآن وعلومه؛ على ما ذكره الزبيدي[5].

ويعد البلوطي من أوائل الأندلسيين الذين ألَّفوا في أحكام القرآن، وقد سار علماء التفسير بالأندلس على مِنواله، وأفادوا من كتابه.



أبو علي القالي القرطبي ت 356هـ ألف تفسير السبع الطوال[6].

أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن عيسى بن أبي زمنين الألبيري ت 398هـ، له مختصر لتفسير يحيى بن سلام التميمي، زاد فيه ما لم يذكره يحيى بن سلام من تفسير وإعراب وصرف، طبع بتونس 1980.



وفي القرن الخامس الهجري اشتهر من هؤلاء المفسرين:

علي بن إبراهيم بن علي التبريزي المعروف بابن الخازن، قدم طُلَيطلة سنة 422 مجتازًا، فسُمِع منه بها تفسير القرآن الموسوم بشفاء الصدور[7].



أبو محمد مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيرواني القرطبي ت 437هـ[8]؛ من أشهر تصانيفه "الهداية إلى بلوغ النهاية في تفسير القرآن العظيم"، وقد طبع مؤخرًا، وله أيضًا كتاب تفسير مشكل المعاني والتفسير في خمسة عشر جزءًا[9].



أحمد بن عمار بن أبي العباس المهدوي ت 440هـ، ألف كتاب "التفصيل الجامع لعلوم التنزيل"، وألف ما يشبه مختصره، وهو "التحصيل لفوائد التفصيل الجامع لعلوم التنزيل"[10].



أبو بكر بن محمد بن علي المعافري المعروف بابن الجوزي السبتي ت 483هـ، وهو خالُ القاضي عياض، صنف في التفسير كتابًا حسنًا مات قبل إكماله[11].



وفي القرن السادس الهجري:

ظهر مفسرون كبار برعوا في التفسير، وأضافوا إضافة نوعية لهذا العلم، وخدموا القرآن الكريم، وكان هؤلاء من علماء الغرب الإسلامي الذين تركوا أثرهم في هذا العِلم المبارك، خاصة فيما يتعلق بتدوين قوانين التفسير وضوابطه، واستطاعوا أن يبلوروا آراءَ مَن سبقهم من العلماء، ويصوغوها الصياغة التي تناسب منهجَهم وتخصُّصهم، مع تفرد كل واحد منهم بإتقان جانب معين إما اللغة أو الأحكام أو القراءات، وعلى رأس هؤلاء:

أبو بكر الطرطوشي محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري الطرطوشي، وأصله منها، ويعرف بابن أبي رندقة توفي 520هـ بالإسكندرية، وهو فقيه إمام مُحدِّث عامل بعلمه، له عدة مؤلفات: مختصر تفسير الثعلبي المسمَّى "الكشف والبيان عن تبيين القرآن"، ومنها كتاب "المجالس"، وهي عبارة عن دروس في التفسير، عالج فيها سبع آيات مُوزَّعة على سبعة مجالس، نسخة مخطوطة بالخزانة العام بالرباط تحت عدد 1095د[12].



أبو عبدالله محمد بن خلف بن موسى الأوسي الألبيري ت537هـ، وهو الأديب العالم المحقق، له عدة كتب؛ منها: إيضاح البيان في الكلام على القرآن[13].



عبدالحق بن غالب بن عطية المحاربي الأندلسي ت 541هـ، الشيخ المفسر الفقيه، ألَّف كتاب "الجامع المحرر الوجيز في تفسير القرآن العزيز"[14].



أبو بكر بن العربي المعافري من أهل إشبيلية ت 543هـ، الإمام العالم الحافظ المستبحر، رحل رحمه الله إلى المشرق وعاد بعلم كثير، من أهم مؤلفاته في التفسير: أحكام القرآن، والأحكام الصغرى، وأنوار الفجر المنير في التفسير، وهذا الأخير ما زال ضائعًا[15]، وله في قواعد التفسير وقوانينه كتابه المشهور "قانون التأويل"، وهو مطبوع.



ابن ظفر الصقلي؛ هو أبو عبدالله محمد بن أبي محمد بن محمد بن ظفر الصقلي، المنعوت بحجة الدين، أحد الأدباء الفضلاء، صاحب التصانيف الممتعة[16]، ولقد ألف ابن ظفر الصقلي في مجموعة من العلوم، وخاصة تفسير القرآن العظيم؛ وسماه "ينبوع الحياة في تفسير القرآن"، ويذكر الزِّركلي أنه في اثني عشر مجلدًا[17]، وأساليب الغاية في أحكام آية، وإكسير كيمياء التفسير[18].



أبو محمد عبدالمنعم بن محمد بن عبدالرحيم الأنصاري الخزرجي الغرناطي المعروف بابن الفرس ت597هـ، صنَّف أحكام القرآن، وهو كتاب جامع في أحكام القرآن، مفيد في علم الفقه المقارن، اعتمده العديد من الفقهاء والمفسرين قديمًا وحديثًا.



أما القرن السابع الهجري:

فقد عرف التفسير بالغرب الإسلامي تطورًا مع علماء آخرين على غرار علماء القرن السادس الهجري واعتمدوا على تفاسيرهم، بل اعتمدوا كذلك على تفاسير مشرقية؛ مثل تفسير الزمخشري، والفخر الرازي، والماوردي، وأمثالهم.



أبو موسى عمران بن موسى بن ميمون الهواري السلاوي ت 640هـ، قال ابن الزبير: كان مفسرًا حافظًا أديبًا[19].



أبو محمد عبدالجليل بن موسى بن عبدالجليل الأوسي الأنصاري القصري ت 608هـ، ألف كتاب تفسير القرآن[20].



عبدالسلام بن عبدالرحمن بن عبدالسلام بن برجان الحفيد ت 627هـ، له تفسير القرآن، وتفسير الفاتحة؛ الخزانة التيمورية رقم 212 مجاميع، معهد المخطوطات رقم 94.



أبو الحسن علي بن أحمد الحرالي الأندلسي ت 637هـ، صنف تفسيرًا للقرآن الكريم، وكتابًا في قواعد التفسير سماه "مفتاح الباب المقفل لفهم الكتاب المنزل"، كما ألَّف "العروة الوثقى للمفتاح الفاتح للباب المقفل المفهم للقرآن المنزل"، وهو كالتكملة لكتابه السابق[21].



محيي الدين بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي المرسي، ثم المكي، ت 738هـ، له تصانيف في تفسير القرآن الكريم وعلومه؛ ومنها: "الجمع والتفصيل في أسرار المعاني والتنزيل"، وهو تفسير كبير لم يُكمِله، وصل فيه إلى قوله تعالى في سورة الكهف: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴾ [الكهف: 65]، ويقع في ستين جزءًا، وكتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن، وترجمان الأشواق تفسير القرآن، وكشف الأسرار وهتك الأستار في التفسير على طريق المفسرين، ويقع في خمسة مجلدات[22].



محمد بن يحيى بن أحمد بن خليل أبو سعيد الشلوبين الإشبيلي، مات في عشر الأربعين وستمائة، ألف كتابًا في غوامض التأويل، واعتنى بعلم التفسير اعتناءً كبيرًا[23].



محمد بن عبدالله بن محمد بن أبي الفضل المرسي ت 655هـ، صنَّف في التفسير كتابه "ري الظمآن في تفسير القرآن"[24].



محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي القرطبي ت 671هـ، صاحب تفسير "الجامع لأحكام القرآن والمبين لِما تضمنه من السنة وآي الفرقان"، وهو أشهر من نار على علم.



أبو عبدالله محمد بن سليمان المعافري القرطبي ت 672هـ، له عدة تصانيف، أهمها تفسيره للقرآن المسمى "اللمعة الجامعة في العلوم النافعة"[25].



ابن أبي الربيع السبتي ت 688هـ، أملى تفسيرَه للقرآن العظيم على طلبتِه، ووصل فيه إلى قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ﴾ [المائدة: 109]، فحالت منيَّتُه دون إتمامه له، وتوجد من هذه الأمالي قطعةٌ مخطوطة في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم 315 ق[26]، وقد اعتمد ابن أبي الربيع السبتي اللغة والنحو أصلًا في فهم معاني النص القرآني الكريم وشرح ألفاظه، ولا غرابة في ذلك؛ فهو يعد من العلماء القلائل الذين جادت بهم مدينةُ سبتة في القرن السابع الهجري، والذين اشتهروا بتألقهم في علمَي اللغة والنحو، فالاتجاه الغالب على تفسير ابن أبي الربيع السبتي إنما هو اتجاه لُغوي محض.





التفسير في القرن الثامن الهجري بالغرب الإسلامي:

امتاز هذا القرن بتنوع العطاء في الدرس القرآني، فمن علماء التفسير مَن وضع تفسيرًا بدون اعتماد على مصدر معيَّن سابق، بل بعضهم اكتفى في تأليفه بالجمع بين مصدرين سابقين، وهكذا تنوعت التواليف واختلفت العطاءات التفسيرية، مبرزةً براعةَ علماء الغرب الإسلامي في الكشف عن أسرار القرآن الكريم؛ ومن أشهر هؤلاء الأعلام:

أحمد بن محمد بن عثمان بن البناء المراكشي السبتي ت 723هـ، له حاشية على الكشاف، وتفسير الباء من البسملة مع تفسير الاسم وتأويله، وتفسير سورتي العصر والكوثر[27].



أبو زيد عبدالرحمن بن محمد بن أحمد راغب المعروف بابن العشاب التازي ت 724هـ، من تلاميذ ابن بري التازي، ذكر الونشريسي أن له أسئلة نفيسة في التفسير وغيره، وجهها إلى العلامة ابن البقال[28].



أبو عبدالله محمد بن البقال التازي الفاسي ت 735هـ، أتقن العديد من العلوم، ثم برز في علم التفسير والفقه الخلافي، خلَّف أجوبة في التفسير رفيعة المستوى تعكس ما وصلت إليه أنظار علماء القرن الثامن في التفسير بالغرب الإسلامي[29].



أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي المالكي ت 741هـ، عالم متفنِّن، محدث أصولي مفسر لُغوي، اشتهر بتفسيره التسهيل لعلوم التنزيل[30].



أبو محمد بدر الدين الحسن بن قاسم بن عبدالله، المعروف بابن أم قاسم المرادي، المصري المولد، الآسفي المغربي ت 749هـ، أخذ عن أبي حيان الغرناطي وغيره، تفنن في علوم كثيرة؛ من فقه، ونحو، وقراءات، وتفسير، وألف تفسير القرآن في عشرة مجلدات[31].



أبو سعيد بن لب التغلبي الغرناطي فرج بن قاسم ت 783هـ، كان مبرزًا في التفسير قائمًا على القراءات[32].



أما فيما يتعلق بالجهود المبذولة في جانب التأليف في التفسير في القرون الأربعة المتأخرة، فأذكر منها:

"تفسير الفاتحة بالإشارة"؛ لعبدالرحمن الفاسي ت 1036هـ، وله حاشية على تفسير الجلالين، وبعض الأجوبة والتقاييد، وقد بدا جليًّا الاتجاه الصوفي في تفاسير عبدالرحمن، وخاصة تفسير سورة الفاتحة الذي وسَمه في العنوان بالتفسير الإشاري، وهو الذي قال في المقدمة: "الحمد لله منزل الكتاب بيانًا وتبيانًا، وهدى ونورًا مبينًا وفرقانًا، وصلى الله على سيدنا محمد مهبط وحيِه ومظهر رحمتِه عيانًا، وعلى آلِهِ، وبعدُ فالقصد ذكر شيء من تفسير الفاتحة إشارة"[33].



البحر المديد في تفسير القرآن المجيد؛ لابن عجيبة التطواني ت 1224هـ، ويقع في أربعة أجزاء ضخمة، فسر فيها القرآن كلَّه، وهو تفسير صوفي من هذا العالم المتصوف، ولما ذكر سبب تأليفه للبحر المديد في مقدمة تفسيره قال: "هذا، وقد ندبني شيخي سيدي محمد البزيدي الحسني أن أضع تفسيرًا يكون جامعًا بين تفسير أهل الظاهر وإشارة أهل الباطن، فأجبت سؤالهم"[34].



مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير؛ لعبدالحميد بن باديس ت 1359هـ، هذا العالم الذي خدم الإسلام والمسلمين، حتى قال فيه الإبراهيمي: "باني النهضتين العلميةِ والفكرية بالجزائر وواضع أسسها على صخرة الحق، ومفسر كلام الله على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن"[35].

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 145.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 143.32 كيلو بايت... تم توفير 1.98 كيلو بايت...بمعدل (1.36%)]