قالها الأولون

[زارع المحبة]

السلام عليكم .

قال الأولون :

يا داخل باجة[1]طريق الحق أخْطِيه[2] ... واشْ[3]يقولوا أهل باجة قل أنت:إيــه[4] !


المعنى العام : إذا كنت في هذه البلد ة (باجة) , فقل سمعا وطاعة , ولا تنتقد ...

وصارت هذه المقولة مثالا يقال في أي مجتمع فيه ظلم وعدوان وعدم السماح بقول الحق .
فإذا ظلمك أحد وأجبرك على السكوت والرضى بظلمه وإلا تعرضت لما هو أشد فقل هذا المثال :

يا داخل باجة طريق الحق أخْطِيه ... واشْ يقولوا أهل باجة قل أنت : إيــه !

[1] ـ باجة : ولاية تاريخية من الجمهورية التونسية , من مشاهيرها الباجي شارح الموطأ الإمام مالك . ومنها الباجي قائد السبسي المرشح لمنصب الرئيس هذه الأيام .

[2] ـ أخطيه [أصلها أخطئه] أي ابتعد عنه ...فلا تقل الحق ولا تُـشر إليه ولا تطالب به .

[3] ـ واش : أصلها [أي شيئ] ومعناها أي شيئ يقولونه .

[4] ـ إيـــه : معناها نعم , فصدِّق كلامهم ولا تعارض , وإلا تعرضت لما تكره .

[زارع المحبة]

ومن هذا القبيل قولهم :

إذا كنت بأرض العراق * فاعدل بساق ومِل بساق
ولا تصادق ولا تخاصم * وقابــل الكــل بالنفــــاق


أرجوا أن لا تنسوا أن القسم ترفيهي , وليس قصدنا الحط من أهل باجة ولا من أهل العراق , فالكل عباد الله , ولكن المقصد هو أن تحذر , وتمسك دوما بشعرة معاوية .

[بــيآرق النصـــر]

السلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بشعرة معاوية

ماهي؟

[زارع المحبة]

الكل يعلم أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان رجلا حكيما , وسياسيا محنكا قل ما يوجد له مثيل ..


ومما يروى عنه أنه قال : " لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي , ولا سوطي حيث يكفيني لساني "

وقال : " لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت.


قالوا: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين ؟



قال : كنتُ إذا شدُّوها أرخيتها وإذا أرخوها شددتها"

فصارت مثلا يضرب للسياسة الحكيمة .

أتمنى أن المعنى وضح لك .


وشكرا على المتابعة الدائمة ,إضافة إلى أدب الحوار .

[أبو الشيماء]

يقال أن أعرابياً سأل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :
كيف حكمت الشام أربعين سنة ولم تحدث فتنة والدنيا تغلي ؟
فقال رضي الله عنه : "إن بيني وبين الناس شعرة إذا أرخوا شددت, وإذا شددت أرخوا ".
هذه المقولة مع كونها نبراساً في أحكام السياسة فهي تدخل في كل سياسة حتى في سياسة الإنسان مع نفسه, فلو طبق الإنسان هذه القاعدة لصار من أعقل الناس كيف لا وهو يعطي كل شيء حجمه ويتلافى عمَّا لا يستحق النظر.
مثلا في الصداقة..
عندما يرخي صديقٌ لك حبل صداقتكم فاشدده لئلا يسقط, وإذا شدَّه فأرخه لئلا ينقطع !
في المعاملات مع الناس

حينما يرفع أحدهم صوته هاتفاً بصوت الشيطان فإنك إن أجبته أجبت نداء الشيطان, وإن أرخيت تلك الشعرة التي شدها أجبت نداء سيد ولد عدنان !!

في إدارتك

وهي من أظهر الأوجه التي أرادها معاوية رضي الله عنه, حينما يكون الإنسان مسئولاً عن مجموعة من الناس، فليس من الحكمة أن يترك لهم الحبل على الغارب, وليس من الحكمة أيضاً أن يعاملهم بما في رأسه دون اعتبارٍ بهم, فالوسط الوسط قال تبارك وتعالى ((فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر))الآية.

وهكذا....

[زارع المحبة]

شكرا أبا الشيماء على الإضافات القيمة والتوضيح و ذكرالأمثلة...
أتمنى أن الفكرة قد وصلت الآن لكل من سأل أو يسأل عن "شعرة معاوية ".

[أبو الشيماء]

[ورد جوري]

جزاكما الله خيرًا
زارع المحبة
ابو الشيماء
اظن ان بلاد العرب كلها اصبحت مثل باجة والعراق، بل واتعس
الى الله المشتكى.. وحسبنا الله وكفى..

وكل ترفيهي وانتوا بخير ..

[على خطى السلف]

ﺟﺰﺍﻛﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮًﺍ
الاخ ﺯﺍﺭﻉ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
والاخ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺸﻴﻤﺎﺀ

[أبــو أحمد]

كلام رائع وجميل
جزاكم الله خير
دمتم بخير