القائد حسن الطوشي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ليكن عندك خبيئة عند الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تحفظات على التكسب من قنوات اليوتيوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4437 - عددالزوار : 871872 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3969 - عددالزوار : 403994 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 309 - عددالزوار : 14170 )           »          ظاهرة التشكيك في الأحاديث الصحيحة!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          الدعوة إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 2964 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-03-2020, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,840
الدولة : Egypt
افتراضي القائد حسن الطوشي

القائد حسن الطوشي
شريف عبدالعزيز الزهيري




قاهر شارلكان






إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم أما بعد:

إن المسلم لا يدرك القيمة الحقيقية لقدراته ومواهبه إلا إذا وضع في الاختبار الحقيقي والمحك العملي الذي تظهر فيه الكوامن وتقهر فيه الصعاب، فالمسلم لا يستصعب العوائق أبدًا لأنه بإذن الله عز وجل أقوى منها ولا يحبس نفسه أسر أوهامه بأن الأمور فوق إمكاناته وسوف يأتي اليوم الذي تسقط الأوهام وتفيق الأمة من غفلتها وتستعيد ذاكرتها وأبطالها وما أكثرهم وهذه قصة واحد من أعظمهم:

خير الدين وحسن الطوشي:

بعد أن فتح السلطان سليمان الأول مدينة بلجراد عزم على السفر بسائر جنوده إلى إسبانيا للاستيلاء عليها وإعادة دولة الإسلام في الأندلس المفقود، وبدا للسلطان الاعتماد على رجل ذي خبرة واسعة ودراية بقتال هؤلاء الصليبيين فوقع اختياره على القائد الكبير خير الدين بربروسا فأرسل يستدعيه إلى إستامبول وعينه قائدًا عامًا للأساطيل العثمانية ونقل جهاده للجبهة الشرقية من البحر المتوسط فلما ذهب خير الدين استخلف مكانه أخص رجاله وأشجع أبطاله حسن الطوشي وكان يتصف بالعقل والعلم الواسع، هذا إضافة لورعه وتدينه الشديد وحميته الإسلامية العالية، ومن يومها سطع نجم حسن الطوشي في سماء البطولة والجهاد بتلك البقاع والبلاد.



شرع حسن الطوشي في عمله الجديد فعمل على توطيد الأمن الداخلي ووضع الأسس للإدارة المستقرة ومحاولة جمع أطراف البلاد حول السلطة المركزية بالجزائر وعمل على قهر القرصنة الأوروبية الصليبية فأبلى في ذلك بلاءً حسنًا وسار شخصه مثالًا بارزًا في البطولة والتضحية الإسلامية في سبيل الدفاع عن بلاد الإسلام في الشمال الإفريقي فأكسب الجزائر مهابة وجلالًا ومخافة في قلوب الأعداء.



واستطاع حسن الطوشي أن يحرر مدينة "مستغانم" ويضمها للجزائر ثم تقدم نحو الجنوب الشرق واستولى على مدينة بكرة، وشيد هناك حصنًا وأقام به حامية قوية، وفي سنة 949هـ جهز ثلاث عشرة سفينة حربية برجالها وعتادها وهجم بهم على السواحل الإسبانية وجعل تلك الفرقة دائمة الإغارة على سواحل إسبانيا فأخذ الكثير من السبايا والأسرى يسوقهم للبيع في المدن المغربية الشمالية خاصة مدينة "تطوان" وذات مرة اصطدمت تلك الفرقة الصغيرة بأسطول إسباني كبير ودارت رحى حرب عنيفة وقاسية استشهد على إثرها الكثير من المسلمين ولكن خسائر الصليبيين كانت أضعاف أضعاف المسلمين.



الإمبراطور شارلكان الصليبي:

يعد الإمبراطور شارل الخامس أو شارلكان من أكبر وأعدى ملوك النصارى للإسلام والمسلمين على مر العصور فهو شارل الخامس حفيد كل من فرناندو وإيزابيلا قديسا إسبانيا اللذان على أيديهما سقطت غرناطة آخر معاقل الإسلام بالأندلس سنة 897هـ وقد أصبح شارلكان إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة والتي تضم كل من إسبانيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والنمسا وإيطاليا مما جعل شارلكان محط أنظار ومنتهى آمال كل صليبي على وجه الأرض وقتها عدا فرنسا وإنجلترا فقط.

عندما توالت ضربات خير الدين وحسن الطوشي على الصليبيين في البحر المتوسط هرع البابا بول الثالث لعاهل الصليبيين الأكبر شارلكان وطلب منه مواجهة خير الدين وحسن الطوشي وأهل الجزائر.



الحملة الصليبية الأسبانية على الجزائر:

عزم شارل على تجهيز حملة صليبية كبيرة يقودها بنفسه ليقضي بها على حركة الجهاد الإسلامي في غرب البحر المتوسط فبدأ أولًا بتأمين كيد أعدائه الفرنسيين فعقد معاهدة نيس في سنة 945هـ مع فرنسا لمدة عشر سنوات وبذلك تفرغ للجزائر.

قاد شارلكان الحملة الصليبية على الجزائر سنة 948هـ ووصل إلى شواطئ الجزائر في 28 جمادى الأول سنة 948هـ وهو ينوي تخريب البلاد وقتل العباد وقمع الجهاد.



ملحمة الصمود الجزائري:

عندما وصلت الأساطيل الصليبية للشواطئ الجزائرية جمع القائد حسن الطوشي أعيان البلد وقادتها وعلماءها وحثهم على الجهاد والدفاع عن البلاد والدين وقال لهم: "لقد وصل العدو عليكم ليسبي أبناءكم وبناتكم فاستشهدوا في سبيل الدين الحنيف، هذه الأراضي فتحت بقوة السيف ويجب الحفاظ عليها، وبعون الله النصر حليفنا، فنحن أهل الحق وهم أهل الكفر والباطل"، فوافقه الزعماء ودعا له المسلمون، فأخذ البطل في تجهيز دفاعاته وحشد جيوشه.



أراد شارلكان أن يفت في عضد المسلمين فأرسل برسالة تهديد ووعيد للقائد حسن الطوشي وقال فيها: "أنت تعرفني، فأنا سلطان كل ملة المسيحيين، إذا رغبت في التشرف بمقابلتي سلمني القلعة مباشرة وأنقذ نفسك من يدي وإلا أمرت بإنزال أحجار القلعة في البحار ثم لا أبقي عليك ولا على سيدك ولا الأتراك وأخرب كل البلاد".



فماذا كان رد حسن الطوشي؟ هل خاف وارتعد وسلم مباشرة كما يُفعل الآن؟ كلا، بل رد عليه ردًا قويًا جريئًا فيه استهزاء وسخرية بهذا الطاغية الغاشم قال له فيه: "أنا خادم السلطان سليمان، تعال واستلم القلعة، ولكن لهذه البلاد عادة أنه إذا جاءها العدو لا يعطى إلا الموت، ولقد غزت إسبانيا الجزائر في عهد عروج مرة وفي عهد خير الدين مرة ولم تحصل على طائل بل انتهبت أموالها وفقدت جنودها وستحصل المرة الثالثة إن شاء الله".



تدفقت أعداد كبيرة من المجاهدين المتطوعين لنصرة الدين إلى الجزائر بمجرد سماعهم أن إسبانيا تقود حملة صليبية ضد المسلمين وكانوا مدربين جيدًا على القتال خاصة بتلك البلاد.



وما يعلم جنود ربك إلا هو:

أرسل حسن الطوشي إلى شارلكان يطلب منه الإذن بالسماح لمن أراد من أهل الجزائر بالمغادرة خصوصًا النساء والأطفال، وعندها أيقن شارلكان أن مجاهدي البلد سيقاتلون حتى الموت وأنه من المحال احتلال الجزائر إلا إذا تم تدميرها تدميرًا تامًا وأخذ المجاهدون في استغلال ميزة معرفتهم بطبيعة الأرض والبلد، فشنوا حربًا شديدة على الصليبيين باستخدام الكر والفر وظهرت بطولات رائعة للمجاهدين أمثال "الحاج بشير" الذي تخصص في حصد رءوس الصليبيين.



ثم كانت المنة الإلهية والمدد الرباني لأهل الإيمان والجهاد المقدس حيث سخر الله عز وجل لجند الإسلام جندًا من عنده فأرسل على جيوش الصليبيين الأمطار الغزيرة والرياح العاصفة والأمواج العاتية فاقتلعت الريح الخيام، وارتطمت السفن بعضها ببعض، وحملت الأمواج العاتية بعض السفن إلى الشاطئ، فأخذها المسلمون غنيمة، وأفسدت الأمطار مفعول البارود، ووسط هذه الضربات الإلهية حاول شارلكان مهاجمة الجزائر عدة مرات ولكنه فشل في كل مرة، وفي نفس الوقت كان القائد حسن الطوشي يقود المجاهدين لهجمات قاسية وشديدة أوجعت وأذهلت الصليبيين حتى قال أحد فرسان المعبد في تقريره عن القتال: "لقد أذهلتنا هذه الطريقة في الحرب لأننا لم نكن نعرفها من قبل".



بعد الضربات الهائلة التي نالها شارلكان من مجاهدي الجزائر بالإضافة إلى العقاب الإلهي المتمثل في العواصف والأمطار والأمواج لملم شارلكان فلول جيشه وما تبقى من سفنه وانسحب خائبًا يجر أذيال الخيبة ويعض على أنامله من الغيظ، ومن شدة خجله وحزنه من الهزيمة لم يعد لإسبانيا بل توجه إلى إيطاليا يتوارى من الناس من شر هزيمته المنكرة، وأرسل حسن الطوشي للسلطان سليمان يبشره بالنصر قائلًا: "إن الله سبحانه وتعالى عاقب شارل الخامس وجنوده بعقاب أصحاب الفيل وجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم ريحًا عاصفًا وموجًا قاصفًا فجعلهم بسواحل البحر ما بين أسير وقتيل ولا نجا منهم من الغرق إلا قليل".



مصير شارلكان:

كان فشل شارلكان في حملته الصليبية إيذانًا بأفول نجمه في سماء النصرانية ونزلت أخبار الهزيمة نزول الصاعقة على أوروبا كلها وتطورت الأحداث هناك بسرعة وانفض حلفاؤه من حوله وتحولوا إلى خصمه ملك فرنسا "فرانسوا الأول" الذي كان أسعد الناس بهزيمة شارلكان لخوفه على أملاكه ولم يبق مع شارلكان أحد سوى هنري الثالث ملك إنجلترا الذي حالف شارلكان نكاية في فرنسا وقد حفظ الشعر العربي هذا الحدث الهام فقيل فيه:



سلوا شارلكان كم رأى من جنودنا

فليس له إلا هم من زواجر



فجهز أسطولًا وجيشًا عرمرما


ولكنه قد آب أوبة خاسر






والخلاصة:

أن شارلكان عظيم النصارى انكسر بعدها كسرة ما قام بعدها، واختتم حياته الحافلة بالعداوة للإسلام بهزيمة يلحقه عارها وإثمها إلى يوم الدين، وذلك كله على يد القائد الكبير والمجاهد البطل حسن الطوشي الذي لا يعرفه أحد الآن في زماننا هذا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.96 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]