لماذا هذا العجز الثقافي عند الشباب؟؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191073 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2651 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 933 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92801 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-09-2007, 03:19 PM
الصورة الرمزية ابو كارم
ابو كارم ابو كارم غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 2,323
الدولة : Palestine
افتراضي لماذا هذا العجز الثقافي عند الشباب؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا هذا العجز الثقافي عند الشباب?
قضية اليوم ..قضية ثقافية
ولماذا أصيب الشباب بالعجز الثقافي ..نقرء ونحلل ونستمع للاراء...فلا تحرمونا المشاركة
الشباب اليوم متهم بالجهل والسطحية وقلة الثقافة , ويعزو البعض سبب هذا الابتعاد عن الثقافة إلى ايقاع العصر السريع وادوات اللهو التي تشغل الشباب عن الكتاب كالقنوات الفضائية والانترنت وكأن لكل شيء ضريبة حتى لو كان التقدم نفسه .
والسؤال لماذا هذا الجفاف الثقافي عند الشباب ? نترك الاجابة للشباب انفسهم فماذا قالوا ?‏
لا وقت للثقافة : السبب وبكل بساطة يتمثل في اننا لا نجد الوقت الكافي كي نلتفت الى تثقيف انفسنا , اضف إلى ذلك أن وقتنا لا يكفي لاستذكار الدروس المفروضة علينا في المراحل التعليمية . هذا ما قاله أحد الشاب, واضاف أخر لا اجد سببا لذلك الا أن تلك الفئة من الشباب تقضي الجزء الاكبر من وقتها مع وسائل اللهو والترفيه مما يعني عدم تبقي الوقت الكافي الا للدراسة المفروضة في المراحل التعليمية .‏
الكتاب هو المصدر : بعض الشباب لا يزال يتمسك بحقه في تثقيف نفسه رغم كل شيء , يقول نادر : انا واصدقائي في فترات الراحة نتوجه إلى المكتبة بشكل مباشر وبدون تفكير لاننا نعلم مسبقا أن ما ندرسه لا يوصفنا مثقفين , أما بالنسبة للآخرين الذين يهملون هذه الناحية فلا اجد مسوغا لهم في قضاء ذلك الوقت الكبير في قيل وقال بلا فائدة تذكر , ويضيف : الكتب هي المصدر الوحيد الاساسي للثقافة الذي املكه وبعض برامج التلفاز العلمية بين الحين والآخر , واعتقد أن ذلك يفي بالغرض .‏
النجاح هو المهم : تقول احدى الشابات : اتجه في اوقات فراغي القليلة إلى التسلية أو التنزه , ومن ثم العودة بروح جديدة قادرة على استذكار الدروس والمحاضرات التي يكون قد امتلأ بها دماغنا خلال ساعات النهار , وبصراحة وعلى الاقل حاليا لا اهتم بناحية الثقافة , كل ما يهمني هو النجاح والتخرج . تخالفها صديقتها قائلة : احاول وبشتى الوسائل ايجاد بل خلق الوقت ولو كان قصيراً لتثقيف نفسي فما قيمة الانسان الفارغ من أي ثقافة أو افكار يؤمن بها , وعندها الانسان غير قادر على النقاش أو ابداء الرأي والدفاع عن هذا الرأي من الموضوعات التي تطرح امامه , واتساءل كيف سيكون هذا الانسان سواء كان شابا أو شابة في المستقبل قادرا على تربية وتنشئة الاجيال إذا كان هو نفسه فارغا ?‏
يرى التربويون انه من الخطأ القول بأن معظم الشباب يفتقد إلى الثقافة بشكل تام , بل تتفاوت درجات الثقافة من شاب لآخر وذلك لا يعني انعدامها , وكل مايحتاج اليه الشاب هو الطريق لاظهار ما لديه وتنميته , فالواقع يقول : لكل شاب مجال فكري يبدع فيه وهذا هو التجسيد الصحيح للثقافة , كما أن للشاب جوانب من الثقافة يخفق فيها دائما وهي الجوانب التي تحتاج إلى مطالعة دائمة والسبب في ذلك عدم اعطاء نفسه وقتا للراحة من المرح والاندفاع واللهو والترفيه عن النفس.‏
أنتم يا شباب الشفاء ماذا تقولون وكيف تردون الإتهام و
الاهم من ذلك هل من إثبات يثبت إننا مثقفون أكثر من سابقينا ..... أم نحن للأسف غارقين ومصابين بالعجز الثقافي... سلام
__________________


غزة يا أرض العزة

سلاماً من القلب يا نزف القلب




رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14-09-2007, 10:20 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
Thumbs up

اخى الغالى ابو كارم
موضوع ممتاز وجميل
الشباب والثقافة والإنتماء الفكري مما يميز إنسانية الإنسان أنه كائن عاقل مفكر يُنمّي فكره ومعارفه عن طريق التفكير والتجارب والتعلم من الآخرين، وإن من الغرائز الأساسية التي يشترك فيها الإنسان والحيوان هي غيرة التجمع، أو غريزة القطيع.
فالحيوان والطير والأسماك تتجمع في شكل جماعات ومجموعات في المراعي والسير والاستراحة والهجرة والبحث عن الطعام والشراب وقد عبر المثل العربي عن ذلك بقوله: (الطيور على أشكالها تقع) فنجد قطيع الغزلان، وتجمعات العصافير والحمام والغربان والأسماك المتماثلة، كما يتجمع الناس في المجالس والنوادي ومواقع الاجتماعات المتعددة.
ومن الواضح أن الطفل ينشأ في بيئة محددة الثقافة، والحضارة، والإنتماء الفكري والثقافي، فتساهم تلك البيئة النفسية والثقافية في تكوين شخصيته، ونمط حياته، فمنها يكتسب، وبها يتأثر.
والقرآن الكريم يرفض طريقة التبعية غير الواعية، ويهاجمها بشدة ويطالب بالوعي والتأمل، وتوظف العقل في محاكمات القضايا وتمحيصها، واختيار الطريق الأسلم، وتحديد الانتماء الفكري والسياسي على وعي وبصيرة. قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصير أنا ومَن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف/ 108.
ولقد استنكر القرآن طريقة الإنتماء البيئي غير الواعي أو تقليد الآباء والأجداد من غير فهم ولا تمحيص ولا تمييز بين الخطأ والصواب في العديد من آياته، منها قوله تعالى: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أوَلو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون) المائدة/ 104.
ويحدثنا القرآن الكريم عن معاناة الأنبياء والرسل من تبعية الإنتماء البيئي والتحجر الفكري، والوقوف على الموروث الثقافي المتردي لدى شعوبهم وأممهم، لذلك وجدناهُ يشخص تلك الظاهرة المعيقة في طريقة التفكير والإنتماء الفكري والسياسي، ويحذر منها، كما في قوله تعالى:
(وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا
آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون) الزخرف/ 23.
وحذر الرسول (ص) من تبعية الإمّعة الذي لا يحدد موقفه وانتماءه عن فهم ووعي وقناعة علمية سليمة، بل يعيش مقلداً تابعاً للآخرين، أو لظروف البيئة التي ولد فيها. فلا يكلف نفسه بمناقشة أو تمحيص ما وجد نفسه جزءاً منه، من فكر وعقيدة وسلوك وأعراف، ليتمسك بالصواب، ويرفض ما أخطأ السابقون بحمله، لتتم الغربلة والتنقيح عبر مسيرة الأجيال، وليتم التخلص من تراكمات الرواسب والأخطاء والممارسات غير السوية.
إنا نجد تحذير الرسول (ص) دقيقاً من خلال قوله (ص): ((لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا)).
إن من القضايا المتأصلة في أعماق الإنسان هي طبيعته الاجتماعية ـ كما أوضحنا ـ وانتماؤه الشعوري واللاشعوري إلى الجماعة، كالإنتماء إلى عنوان الأسرة والعشيرة، وإلى المدينة والإقليم والقومية والوطنية، وإلى الأمة والجماعة على أساس الدين والمذهب، وإلى الجمعية والمنظمة والحزب والطبقة المهنية والاجتماعية والنادي، بل والفريق الرياضي وغيرها من أُطر الانتماء أو التجمع والانحياز، وربما التعصب إليها.
وحالات الانتماء الجماعي، والتكتل ضمن إطار تجمع معين، كلها تنطلق من غريزة حب الاجتماع، أو ما يسميها علماء النفس بغريزة (القطيع) وشعور الفرد بجزئيته من تلك الجماعة والحاجة إليها، فيرى في الجماعة تعبيراً عن (الأنا) الجماعية عن الآخرين.
وتقوم اللغة بدور المعبر عن الحالة تلك. كما يشعر بالقوة والتخلص من الشعور بالضعف والوحدة من خلال الانتماء إلى الجماعة.
ومن الطبيعي أن الجيل الجديد يشهد تحولات اجتماعية، وأوضاعاً فكرية وسياسية جديدة، فالحياة حركة وتحول متواصل، ويختلف حجم وعمق تلك التحولات حسب ظروف المجتمع وأوضاعه، فجيل الشباب الذي عاصر الدعوة الإسلامية ومرحلة النبوة، مثلاً، كان قد واجه تحولاً فكرياً وحضارياً عظيماً في السعة والعمق والشمول.
فكان هو جيل الرسالة، وكان أنصار الإسلام هم من جيل الشباب
والناشئين، في حين وقف الجيل القديم متعجرفاً عصياً على التفاعلات والتحولات الفكرية والاجتماعية الجديدة التي حملتها الرسالة الإسلامية.
وهكذا تشهد الإحصاءات أن جيل الشباب في عصرنا الحاضر هم حملة الإسلام، لا سيما في الجامعات والمعاهد والمدارس، ذكوراً وإناثاً.
فالشباب في البلدان الإسلامية مثلاً يمثلون طليعة التغيير والطموح، ويشغل اهتمامهم أوضاع المستقبل، ويتركز لديهم النزوع للتغيير، والثورة على الواقع غير المرضي، فهم في هذه المرحلة أكثر شعوراً بالتحديات، وإحساساً بالقوة التي تدفعهم لرد التحدي الدكتاتوري والظلم الاجتماعي.
للجمعيات والمنظمات والنوادي أثر بالغ في تربية الشباب، وتوجيه التفكير وتكوين نمط الشخصية في هذه المرحلة، لا سيما تلك التي تملك برامج ونظريات وثقافة مخصوصة تتبناها لتثقيف عناصرها.
وجيل الشباب المسلم، كما هو مهيأ لتقبل الفكر الإسلامي، والانتماء إليه بقوة وحيوية وإخلاص متناه، فإنه عرضة للانتماء إلى التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة، وقد استحوذ الفكر الماركسي والغربي الرأسمالي على مساحة واسعة من جيل الشباب.
وتشهد المرحلة الحاضرة تحولات هائلة في عالمنا الإسلامي، تحولات الصراع الفكري والسياسي والاجتماعي في وقت يشهد فيه العالم تحولاً تقنياً وعلمياً هائلاً.
فالحضارة الماركسية انهار ودرست معالمها بعد أن استطاع في مرحلة بريقها بعد الحرب العالمية الثانية أن تجتذب تياراً واسعاً من جيل الشباب استهلك في الصراع، كما استهلك الذي تلاه حتى توارت الماركسية في متاحف التأريخ.
وكانت الحضارة الغربية قد غزت العالم الإسلامي بشكل تيار كاسح بعد الحرب العالمية الأولى، فوجدت فراغاً فكرياً هائلاً لدى جيل الشباب، فانبهر بها ذلك الجيل للفراغ، ولما صاحبها من تقدم علمي وتقني، وإعداد عسكري هائل، ولما يعيش فيه المسلمون من قلق ثقافي واقتصادي وعلمي على كل المستويات.
وكانت المشكلة الكبرى في هذا الإنتماء غير الواعي أنه كان منطلقاً من
فهم خاطئ، منطلقاً من أن الإسلام هو سبب تأخر المسلمين، وأن التقدم العلمي والتقني والتطور يتطلب استبدال الإسلام كمنهج ونظام حياة بالحضارة الغربية.
وهكذا نجحت موجة الغزو الفكري لجيل الشباب المسلم، وكسبت مساحات واسعة من أبناء المسلمين، فانضموا إلى تلك التيارات، وآمنوا بها، ظناً منهم أنها الطريق إلى حل مشاكل التخلف العلمي والاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق الحرية، والقضاء على الأنظمة الإرهابية التي كانت تحكم العالم الإسلامي، بتوظيف من قادة الحضارة الأوربية التي أوهم دعاتها المسلمين بأنها طريق الخلاص.
وكانت المدارس والجامعات والأحزاب السياسية العلمانية والأجهزة الإعلامية من سينما وتلفزيون وصحافة وكتب القصص والمسرحيات والشعر والأدب، وغيرها من وسائل النشر، هي الوسائل والأدوات لاحتواء جيل الشباب، واجتذابه إلى الحضارة الغربية المادية التي استخدمت الجنس والإثارة الجنسية، والتستر بالدعوة إلى الحرية، وحقوق المرأة تارة، والتقدم العلمي والتطور الثقافي تارة أخرى، مستغلين الظروف السيئة التي يعاني منها المسلمون، وفي طليعتهم جيل الشباب.
لم يع جيل الشباب ما انطوى عليه الموقف من خطط سرية، وأهداف عدوانية للقضاء على الإسلام، والإبقاء على تخلفا لمسلمين وغزوهم فكرياً وحضارياً، غير أن عوامل الوعي، ونشاط العاملين للإسلام، وانكشاف زيف الحضارة الغربية لأجيال المسلمين، أوجد حالة واسعة وعميقة من مراجعة الذات، والتأمل في الاندفاع نحو الفكر الغربي.
فقد اكتشفت جيل الشباب أن سبب مأساة الإنسانية، هو الحضارة المادية، والنظام الرأسمالي الإمبريالي، وأن الإنسان ضحية هذه الحضارة. فهي التي تمارس الإرهاب وقتل الشعوب ونهب خيراتها، واسناد الدكتاتورية.
إن كل ذلك أوجد تياراً واسعاً وعميقاً في جيل الشباب، عمق وصحح مفهوم الإنتماء إلى الإسلام، وخلق روح التحدي والمواجهة والثورة على الفكر الغربي.

وتمثل الوعي في تشخيص أسباب التخلف والإنتماء الفكري والسياسي الكامل للإسلام.
وتشكل الثقافة ركناً أساسياً من أركان شخصية الإنسان، وهي إحدى معالم هويته الشخصية، والعناصر المميزة له عن غيره. فنوع الثقافة وحجمها يطبع الشخصية بطابع معين. والثقافة هي غير العلوم المادية التجريبية والمهارات التي يكتسبها الفرد، وإن كانت تنمي ثقافته، وبشكل تقريبي، نستطيع القول أن العلوم الإنسانية والأفكار والنظريات والآراء التي تتعلق ببناء شخصيته، من حيث نظرة الإنسان إلى الوجود والحياة وخطر تفكيره وسلوكه، هي التي نطلق عليها الثقافة، كالثقافة السياسية والأدبية والتأريخية والعيدية والفلسفية والاجتماعية وأمثالها. ويتأثر بناء المجتمع والدولة والحضارة بلون الثقافة والفكر السائد في المجتمع. فرؤية الفرد وفهمه للحرية ولحقوق الإنسان، وللإيمان بالله، ولمسؤوليته تجاه نفسه ومجتمعه ولفهمه للحياة السياسية وأمثالها، هي إحدى المفردات الفكرية والثقافية التي ينبغي أن تكوّن حولها أفكار وآراء ثقافية وحضارية.
والمصادر الأساسية للثقافة الإنسانية هي الرسالة الإلهية، والفلاسفة والكتاب والمفكرون والأدباء والفنانون والمؤسسات الثقافية والإعلامية.
وفي المجتمع الواحد تتصارع عدة أفكار ونظريات وثقافات، يصل التناقض بينها أحياناً إلى حد الإلغاء. وكثيراً ما تجري التحولات الفكرية والثقافية في المجتمع بشكل حادّ ومتسارع، في حياة جيل أو جيلين، وفي كل الأحوال يكون جيل الشباب، هو الجيل الذي يعيش في دائرة الصراع، ويواجه الأزمات الفكرية، ويشهد التحولات الثقافية والحضارية.
ولابد للشاب من أن تكون لديه شخصية ثقافية وهوية حضارية واضحة المعالم. وهوية الشاب المسلم الثقافية هي الهوية الإسلامية، ولا يعني ذلك أن كل حصيلته الثقافية هي مجموعة من المعلومات الدينية التي تتعلق بالعقيدة أو السيرة أو الأحكام الفقهية، وإن كان الاهتمام بتلك المعارف مسألة أساسية في ثقافة الشاب المسلم. إنما نعني بالثقافة الإسلامية، هي وعي الحياة والمعرفة والسلوك والكون والطبيعة من خلال المنهج الإسلامي.

فالمثقف المسلم يتعامل مع مفهوم الحرية ومع السياسة والدولة، والجنس، والعلاقة مع الله والرسالة والمال والثروة والذات والفكر .. الخ من خلال الفهم والمنهج الإسلامي. وذلك يقتضي تكوين قاعدة فكرية، ورؤية إسلامية ينطلق منها، ويؤسس عليها.
فالشاب المسلم إذن بحاجة إلى فهم العقيدة الإسلامية وأصول الأحكام الشرعية، والسيرة النبوية، والتفقه في الدين، ومعرفة القرآن والسنة المطهرة، وأن يبدأ بتكوين ثقافته من خلال الكتّاب والمفكرين الإسلاميين، الذين يتمتعون بالأصالة والعمق في الفكر، والمنهج العصري في البحث والأسلوب، ليمتلك الأسس والقواعد الإسلامية في فهم القضايا، ويكون قادراً على التمييز بين ما هو إسلامي، وما هو غير إسلامي.
وكم كان الشاب ضحية الأزمات والصراعات الفكرية التي يعج بها المجتمع البشري، لا سيما في عصرنا الحاضر، عصر نقل المعلومات بواسطة الانترنيت، والتلفزيون العالمي، والإذاعة، والصحافة، والسينما، والكتاب، فلم يعد هناك حاجز يحجز بين الثقافات، لذا فإن التفاعل بين الثقافات مسألة يفرضها الأمر الواقع، وينبغي أن نميز بين الاستفادة من ثقافات الأمم، وفق المنهج الإسلامي الملتزم، وبين الذوبان وفقدان الهوية الثقافية، فيلجأ الفرد المسلم إلى التقليد الأعمى، والانبهار بما يطرح عليه من الثقافات الأجنبية، لا سيما الثقافة الغربية.
وثمة مسألة حيوية، وهي مسؤولية الكُتّاب والمفكرين الإسلاميين في عرض الثقافة الإسلامية عرضاً حياً متطوراً ضمن منهج الالتزام الفكري. فإن التحجر، وفرض صيغ متخلفة على الفكر الإسلامي تسيء إلى الإسلام، وتبعد جيل الشباب عن الفكر الإسلامي.
إن ما ينبغي العمل عليه، هو تناول مشكلات الإنسان الفكرية المعاصرة، كمشكلة الحرية والسلطة وحقوق الإنسان والجنس والسلوك والإيمان وعلاقة العلم بالحياة، وغيرها من المفردات وبحثها بحثاً علمياً، كما أراد المنهج القرآني ذلك، وبروح العصر ولغته.
كما ينبغي تقديم رؤية نقدية للأفكار والنظريات المعادية للإسلام، وحل الإشكالات التي يثيرها خصوم الفكر الإسلامي بروح علمية، ليتسلح
الشباب المسلم بالوعي الثقافي، فيمتلكوا الأسس والقواعد الثقافية الإسلامية، ويكونوا على درجة كافية من فهم نقاط الضعف في الفكر الآخر، كما يكونون قادرين على رد الإشكالات والطعون الموجهة للفكر الإسلامي.
وفي كل الأحوال فإن تكوين الثقافة الذاتية، هي من مسؤولية الشاب المسلم، وعليه أن يخصص وقتاً من يومه، لتحصيل الثقافة والفكر الإسلاميين، ويتابع البرامج الثقافية الإسلامية التي تنشر في الصحف والمجلات والكتب والإذاعات وتتحمل المؤسسات الإسلامية المسؤولية الكبرى في تثقيف الشباب، فهي المعنية بإعداد الدورات والمحاضرات والمؤتمرات الثقافية الإسلامية وإصدار النشرات والدوريات وسلاسل الكتب المتخصصة بالفكر الإسلامي، ومتابعة التطورات الفكرية والأزمات الثقافية.

لك كل احتـــــــــرامى وتقديرى
__________________
[CENTER]
كبرنا
وأصبح لنا أصدقاء لا يجمعنا بهم شئ
يرحلون بلا ودآع . ولا نعلم سـ يعودون أم لا !

واستراح الشوق منى
وانزوى قلبى وحيداً
خلف جدران التمني
واستكان الحب فى الاعماق
نبضاً غاب عني


ما هقيت السعادة .. خيالا في خيال

كن الحياه ... رافق الجميع .. ولا تتمسك . باحـــد .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23-10-2008, 11:19 AM
نور نور غير متصل
ادارية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,573
الدولة : Lebanon
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

موضوع ممتاز للمناقشة أخي الكريم أبو كارم

ننتظر أراء أخواتنا و أخوننا الشباب إن شاءالله

في أمان الله وحفظه
__________________




و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ
ضاقت .. فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت .. و كنت أظنها لا تُفرجُ






.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23-10-2008, 03:34 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي

اخى الحبيب موضوعك رائع ومولم فى نفس الوقت
امر الشباب حقيقة يئن له الوجدان
وتبكى منه العيون وتتحسر عليه الافئدة
ولك ان تعلم ان احدالشباب سئل يوما عن اسم النبى كاملا فلم يعلم هذا قليل مولم من كثير مغرم
ولكنى ارى ان هذا الجهل مسئوليه تضامنية ليس للشباب فقط
وانما الهئيات والنظم الحاكمة
والاسرة والمجتمع واخيرا الشاب نفسه
لان اتلشباب يحيى فى مجتمع يقلل من اهمية تثقيف الفرد بل تعليمه فهو ياخذ اعلى الشهادات ثم يجلس فى بيته او يعمل كسائق او اى شى اخر لايليق به وبشهادته
ولكن فى الوقت نفسه ارى ان هناك فريقا ليس بالقليل من الشباب قدتم ظلمه نتيجة تعميم الامر
فهناك شباب ملم بكل شى فى دينه ودنياه وهم بلاشك شباب الحركة الاسلامية
هذا الشباب الربانى الذى يحيا ويقيس اموره كلها حلوها ومرها ودنياه كلها افراحها واتراحها نظرة اسلامية صحيحة
كما ان الشباب معنيون من جانب اخر باصلاح هذا المجتمع الشبابى القاصر
ولكن سبب رئيسى اخر فى هذه الازمة الشبابية
وهو توضيح المفهوم وعظمة الغاية من التثقيف اذ لاقيمة لم يدعو انه مثقف ومن اهل الفكر ومن النخبة السياسية
الا اذا كان كل هذا الفكر مربوط برباطه الوحيد والاوحد وهو الفهم والفكر والثقافة الاسلامية
والا فالمستشرقين اعظم الناس علما وفكرا
والسوال كيف اكون مثقفا على النهج القويم؟
وبايجاز يا اخى ان تعلم بانك واصى على هذا العلم الذى طغت فيه المادة وشهواتها
وطغا فيه النظام العالمى والراسمالى والاشتراكى
وغيب النظام الربانى ولاحول ولاقوة الا بالله العلى
يجب اخوانى الشباب عموما ان نرتكز الى مفهوم الثقافة الاسلامية ومنبعها النبيل الذى لاعز لنا ولاكرامة لنا الا فى ظله
ورحم الله الامام الشهيد حسن البنا عندما حدد صفات المومن العشر ومنها
مثقف الفكر
فربط بين كونه مسلما صحيحا
سليم العبادة صحيح العقيدة
بمثقف للفكر
فلك ان تتخيل اخى ثقافة بين العبادة والعقيدة
كيف تكون
فهل وصلتنا الرسالة ام اننا لازلنا فى سبات عميق ؟
مشكور اخى على طرحك الرائع
وبورك فى قلم اخينا القلب الحزين على تعليقه الاروع
ودوما تلميذكم يسرى
يتعلم منكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 84.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 81.37 كيلو بايت... تم توفير 3.28 كيلو بايت...بمعدل (3.88%)]