قمة المروءة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190826 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92676 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56885 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26178 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 724 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 56 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-11-2019, 03:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,566
الدولة : Egypt
افتراضي قمة المروءة

قمة المروءة
محمد السعيد الشيخ

«والله لو كنت أخي لقتلتك..»!


جملة نارية يطلقها بلال في وجه «الأستاذ أنور» .. يندهش الحاضرون ظانين به ظن السوء، وفي مزيد من استنكار، يسترسل بلال منفعلا:
- كيف تهدر مالك للراعي «محروس» وأنت غريب ؟! هذا الرجل «نصّاب»، ويقطن قرية نائية ويسيح في البادية بغنماته.
أنور هذا مدرس معار من مصر إلى سورية أيام الوحدة عام 1958م، في أواخر العام الدراسي يستقرضه محروس- والذي يراه للمرة الأولى- مبلغًا من المال بدعوى اجراء عملية جراحية لزوجته، فتمنعه أريحيته أن يرده خائبًا، ويقرضه أكثر ما ادخره طيلة العام.

في معرض حديث بلال- بغية المقارنة، ولمزا لخيبة أنور يذكر خبرا، مفاده.. أن زميله «صلاح» المدرس المصري كسب من اليانصيب عشرة آلاف ليرة سورية.
بإشفاق ينظر أنور إلى بلال، تندّ منه آهة ارتياح بالرغم مما أحسه من استهانة واستنكار بين، ويستطرد في أنس رفيق: لقد أفضت في اللوم يا أخي بلال، استرسلت بلا أدنى ترو وبثقة مطلقة في احتكار الصواب، والثقة المطلقة غرور.
يفيض حديث الاستاذ أنور على الحضور بكلمات فيها سكينة من مسالمة وسلام، لقد وصفتني يا أخي بلال بأني غريب، والغريب.. من لا أدب له.
ثم ما يدريك أن في إقراضي لهذا الراعي غاما لا غنما؟! لقد أقرضته بنية تفريج كربة عبد من عباد الله، محتسبًا هذا العمل لوجه الله، ومن لم ينقذ نفسًا استغاثت به فقد قتلها.
لقد استعاد كلامك هذا شريط الذكريات، حيث مرضت أمي دون أن تذهب إلى طبيب لضيق ذات اليد، وتوفاها الله، وكان قد سبقها والدي إلى مثواه، فخشع قلبي للذكرى.
أما عن كسب زميلي صلاح لليانصيب، هذا يا أخي بلال مقامرة محرمة شرعًا ولا يبارك الله فيه، حيث يحمل في باطنه مفاسد شتى، كالبطالة والكسل، فما ينال بلا جهد مبذول يكون مآله الخسار والندم الموصول.
ويأبى الله أن تغدو الرغبة في الأخذ دون مقابل من جهد، شرعة ومنهاجًا.
وبتوارد الخواطر تطوف حكاية فلاح من إحدى قرى مصر، الذي كسب ابنه سيارة في إحدى المسابقات، فانتابه دهش مباغت وعرته غاشية انبهار، حتى باع بقرته وحماره، على أمل أن يؤجر أرضه ويتعلم القيادة ويسترزق من العمل على السيارة بديلا عن مشقة ونصب الفلاحة، ويذهب لاستلام سيارته مصطحبًا معه أحد السائقين، وبعد ضياع جهد ووقت ونفقات بحثًا عن العنوان، إذا به يفاجأ- ويا للأسى- صحيح أنها سيارة وبها محرك وتسير، ولكنها (لعبة أطفال)، أذهلته المفاجأة، وأصابته لوثة من خبال أطاحت باتزانه، وأضحى أضحوكة بين أهل القرية.
بعد أن أنهى أنور حديثه، ينفعل مختار القرية (العمدة) مقسماً أنه على استعداد للتنازل عن كل ثروته على أن يملك مثل هذه الملكة البلاغية وتلك الاشراقات الروحانية، وحقًا ما قال..! فقد كنت كلمات أنور نواقيس هادرة تدق مفرداتها الآسية في قلوب الحضور، وتعبيرًا صادقًا عن عبقرية الحياة التي لا تتوقف عند الحرص المادي، ولكنها تؤثر الجوهر على المظهر.
لقد كان أنور كالغيث، أينما وقع نفع، كانت سلوكاته تنم عن تدين موغل في العمق، تكشف عن نفس سمحة خيرة، ظاهرها كباطنها، يميل إلى الأعمال الصالحة كما يميل الطفل إلى ثدي أمه، قارئًا عاشقًا ومحدثا بليغا، كان يأنس جليسه بحديثه، كلماته قناديل زاهرة، يوقن أن الإحساس بلذة العطاء منة من الله، حتى إن الأطباء قد أعدوها من عوامل تقوية الجهاز المناعي في جسم الإنسان.
وما أشاع خبر هذا القرض الذي كان حريصًا على كتمانه حتى لا يتعرض لشبهة الرياء أن «الراعي محروس» أخذ يشيد بمروءته، ويحكي أنور لجلسائه تعليقًا على سلوكه السامي الذي يشي بأفكار في قمة التوهج الإيماني، أنه قرأ قصة عن فارسين يتبارزان، لدى أحدهما سيف ولدى الآخر سيفان، ينكسر سيف الفارس الأول أثناء المبارزة، فيطلب بتلقائية من غريمه وهو في ذروة حميته أن يهبه سيفه الثاني، فيناوله إياه بلا أدنى تردد.
يستفسر زميله في دهشة...
- أتعطني سيفك الذي قد أقتلك به؟!
فيجيبه في شموخ الفرسان وإباء الفروسية:
- لو كنت فارسًا حقًا ما أدهشك هذا السلوك.. إن القتل أهون على ذوي المروءة من ردّ كلمة هات!
قذف الله حب الأستاذ أنور في قلوب أهل القرية- وخاصة العم محروس وأسرته- وردًا للجميل راحوا يتنافسون في إكرامه، زيارات وخدمات وهدايا مما لذ وطاب.
يقبل أنور هذا التكريم بإصرارهم الذي لا يقاوم، جبرًا لخواطرهم، وبنية ألا يسترد القرض، ويضحي دافعه لقبول تلك الهدايا استجابة للحديث الشريف: «تهادوا تحابوا»، لأنه لو كان ينوي استرداده، ما قبل تلك العطايا على سبيل أن «كل قرض جر نفعًا فهو حرام».
يتنامى هذا الود الحميم، ويسافر أنور إلى مصر لقضاء أجازته السنوية، ويعود أول العام الدراسي من مصر، فيستقبله أهل القرية بحفاوة بالغة، تعرض سيرة زميله صلاح الذي كسب اليانصيب، ويصدق حدس أنور، فقد ذهب هذا الرابح الى السينما نفس المساء الذي قبض فيه المبلغ، وإذا بنظره يقع على فتاة يجذبه جمالها، فيسير خلفها متتبعًا دربها منتويا الدخول إلى أهلها طالبًا يدها، وبعد أخذ وردٍّ يوافقون بشرط، مفاده.. أنه إذا لم تعجبها الإقامة في مصر، وتعذر تكيفها مع الحياة هناك يعودان للإقامة في سورية، ويوافق على الشرط، وبلا أدنى تردد، فقد كان في حالة خدر عقلي بما اكتسب من مال، واشتعال عاطفي بما شاهد من جمال، سلباه أدنى قدرة على التروي.
يعقد القران ويصطحبها معه لقضاء الاجازة السنوية في مصر، فتستاء من أسلوب حياته، ويتعذر تكيفها مع سلوكاته، يعودان في العام التالي بنية استيطان الإقليم الشمالي (سورية) تنفيذا للميثاق الذي واثقهم به، ويحدث الانفصال بين مصر وسورية، فيضطر للعودة وحيدًا في ابتئاس، حيث حملت زوجته، وقد نسي أو تناسى أنه كان سيعود إلى مصر بعد انقضاء الإعارة.
لقد شتت حياته في تشرذم وجداني اجتماعي، خسر معه المال والاستقرار، وطفله الذي سيولد كاليتيم.
تستأنف أسرة الراعي صلتها الحميمة بالاستاذ أنور، من بدء العام الدراسي التالي كأقوى ما تكون الصلة، وإذا برسالة تلغرافية من القاهرة قبيل إجازة نصف العام تطلب منه العودة إلى مصر فورًا لأداء الخدمة العسكرية، ويستعد للسفر، ويصل النبأ إلى الراعي محروس، فيهرول إليه قبيل سفره، بعد أن حمل خزين قمح أسرته السنوي في إحدى الشاحنات إلى سوق الحبوب بعاصمة الإقليم حرصًا على تسديد القرض.
يفاجأ الأستاذ أنور بحضوره وتصميمه على رد القرض مشفوعاً بأسمى آيات العرفان!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.32 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]