|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الصيام وتعزيز الثقة بالنفس
الصيام وتعزيز الثقة بالنفس د. خاطر الشافعي الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين... وبعد.. في وقتٍ تفشَّت فيه الأمراض النفسية، يطيب للنفس أن تحلِّق في سماء القِيَم التي حبانا الله - سبحانه وتعالى - بها كمسلمين، فالمتأمِّل لفرائضنا لن يجدَ مشقةً في أنها تروِّض النفس، وتنأى بها عن مسار المرض النفسي. ثمة علاقة خاصة تنشأ بين المسلمِ المؤمن وخالقه - جلَّ شأنه - في ظل التزامهِ بالفرائض والواجباتِ التي أرشد لها الدين، وعلمنا إياها خير معلم للبشرية كلها - سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم - فأي مُتأمل ليوميات مسلم مؤمن سيستشعر عظمة وسمو وجمال ورفعة ديننا الإسلامي الحنيف، فغيرنا تتوه خطاهم في ظل عالمٍ ماديٍ بحت لا سقف يظلهم ولا أرض ثابتة تُقلُّهم. ويأتي الصوم كفريضة ميزها الله - سبحانه وتعالى - عن سائر الفرائض بخصوصيتها الشديدة على مستوى الزمان، وطبيعة الفريضة التي تجعل المرء مراقباً لذاته، فهل هناك علاج على المستوى البشري يعزِّز ثقة المرء بذاته وقدراته كفريضة الصوم؟؟. الصوم يبدأ بنيَّه (كقرار)، ويمر الصائم بحيثيات يومه (كبرامج)، وصولاً إلى لحظة الإفطار (كمحطة وصول)، ويتعداها بقيامٍ وتهجد (كنتيجة إيجابية) حتى مطلع الفجر. إذاً نحن أمام تعزيز المرء لقدراته، واستشعاره لإيجابياته، وتحفيزه لمواطن الخير داخله، فهو في رحاب الصوم (صاحب قرار)، وينفذ (البرنامج)، ويحقق (الهدف)، فيصل إلى (النتيجة الإيجابية) التي يرجوها، ويستشعر جمال نفسه وقدرتها وتفاعلها الإيجابي مع (العقل). إنها (منظومة علاج نفسي) به تحط الأنفس المُتعَبة رحالها بعد طول عناء على مدار عام كامل، فتسمو (النفس) فوق كل دنيَّة، فلا تزال تحلق في سماء الطاعة، حتى تصير (نفساً مطمئنة)، لا يعتريها وهن، ولا تشوبها نقيصة. ما أروع ديننا، الذي جعل في (الفرائض) علاجاً للنفس، فالمُجاهِد لنفسه، والمُتغلِب على شهواتها وحوائجها، يستشعر لذة الطاعة، التي لو ذاقها أي إنسانٍ، لأغنته عن كل الدنيا وما فيها. فالحمد لله الذي جعلنا مسلمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |