الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4426 - عددالزوار : 862092 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3957 - عددالزوار : 396466 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12595 - عددالزوار : 218602 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 223 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 183 - عددالزوار : 62262 )           »          حديث قل آمنت بالله ثم استقم وقفات وتأملات كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          التغافل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          الطريق يبدأ من هنا.... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          دور القائد المسلم في إدارة الأزمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          يا بنيّ إنني أمك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #24  
قديم 17-04-2024, 02:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,235
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة

الحكمـة ضالـة المؤمن (65)

واعتصموا بحبل الله جميعا



دعا القرآن الكريم المكلفين إلى الاعتصام بالدين الحنيف والتمسك بالوحي المعصوم كما قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، وتكرر ذلك في أكثر من موضع مما يقتضي من المكلفين معرفة معنى الاعتصام وحكمه وفضله وآثاره ليحققوا ما أمرهم به ربهم من تدبر كتابه وتعقل معانيه وحكمه.
فالاعتصام هو التمسك بما يحميك ويدفع عنك الخطر، ومما يؤكد هذا المعنى حديث سفيان بن عبد الله حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: «حدثني بأمر أعتصم به - أي أستمسك به - قال: « قل ربي الله، ثم استقم» أخرجه الترمذي.
والاعتصام بالله وبدينه وبكتابه واجب كما دل على ذلك آيات عديدة منها قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}، قال الطبري: «يعني بذلك جل ثناؤه: وتعلقوا بأسباب الله جميعا، يريد بذلك - تعالى ذكره-: وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم من الألفة والاجتماع على كلمة الحق والتسليم لأمر الله».
ونقل عن أهل العلم اختلافهم في بيان معنى (حبل الله)، فذكر عن ابن مسعود أنه فسره بالجماعة، وقال آخرون: عنى بذلك القرآن والعهد الذي عهد فيه، وأخرج بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض» وهو صحيح، وقال آخرون: بل ذلك هو إخلاص التوحيد لله، فنقل عن أبي العالية قوله: «اعتصموا بالإخلاص لله وحده»، وعن ابن زيد قال: «الحبل: الإسلام».
قال الشيخ ابن سعدي مبينا مناسبة الأمر بالاعتصام بحبل الله تعالى بعد الأمر بتقواه: «هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه وأن يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات؛ فإن من عاش على شيء مات عليه، فمن كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداوما لتقوى ربه وطاعته منيبا إليه على الدوام، ثبته الله عند موته، ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين؛ فإنه في باجتماع المسلمين على دينهم وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم، وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها من التعاون على البر والتقوى، كما أنه بالافتراق والتعادي يختل نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه ولو أدى إلى الضرر العام»اهـ.
وقد جاء في السنة المطهرة ما يؤكد هذا المعنى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا؛ فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال». أخرجه مسلم.
قال النووي: «وأما الاعتصام بحبل الله فهو التمسك بعهده وهو اتباع كتابه العزيز وحدوده والتأدب بأدبه، والحبل يطلق على العهد وعلى الأمان وعلى الوصلة وعلى السبب، وأصله من استعمال العرب الحبل في مثل هذه الأمور لاستمساكهم بالحبل عند شدائد أمورهم ويوصلون بها المتفرق، فاستعير اسم الحبل لهذه الأمور، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «ولا تفرقوا» فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وتآلف بعضهم ببعض وهذه إحدى قواعد الإسلام» اهـ.
وقال تعالى: {فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير}، قال الشيخ ابن سعدي:«{واعتصموا بالله} أي امتنعوا به وتوكلوا عليه في ذلك ولا تتكلوا على حولكم وقوتكم: {هو مولاكم} الذي يتولى أموركم فيدبركم بحسن تدبيره ويصرفكم على أحسن تقديره».
فالاعتصام بالله وبدينه سبيل النجاة كما قال تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}، قال ابن القيم: «الاعتصام نوعان: اعتصام بالله، واعتصام بحبل الله، قال الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وقال: {واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير}، ومدار السعادة الدنيوية والأخروية على الاعتصام بالله والاعتصام بحبله، ولا نجاة إلا لمن تمسك بهاتين العصمتين، فأما الاعتصام بحبله فإنه يعصم من الضلالة، والاعتصام به يعصم من الهلكة؛ فإن السائر إلى الله كالسائر على طريق نحو مقصده فهو محتاج إلى هداية الطريق والسلامة فيها فلا يصل إلى مقصده إلا بعد حصول هذين الأمرين له، فالدليل كفيل بعصمته من الضلالة وأن يهديه إلى الطريق، والعدة والقوة والسلاح التى بها تحصل له السلامة من قطاع الطريق وآفاتها، فالاعتصام بحبل الله يوجب له الهداية واتباع الدليل، والاعتصام بالله يوجب له القوة والعدة والسلاح والمادة التي يستلئم بها فى طريقه» اهـ.
والاعتصام سبب للنجاة من النفاق وآثاره الخطيرة في الدنيا والآخرة كما قال تعالى: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين أجرا عظيما}، قال ابن سعدي: «وتأمل كيف خص الاعتصام والإخلاص بالذكر مع دخولهما في قوله: {وأصلحوا}؛ لأن الاعتصام والإخلاص من جملة الإصلاح لشدة الحاجة إليهما خصوصا في هذا المقام الحرج الذي تمكن فيه النفاق من القلوب فلا يزيله إلا شدة الاعتصام بالله ودوام اللجأ والافتقار إليه في دفعه، وكون الإخلاص منافيا كل المنافاة للنفاق، فذكرهما لفضلهما وتوقف الأعمال الظاهرة والباطنة عليهما ولشدة الحاجة في هذا المقام إليهما»اهـ.
والاعتصام سبب لنيل رحمة الله وفضله وهدايته كما قال تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما}، قال ابن كثير: «قوله: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به} أي جمعوا بين مقامي العبادة والتوكل على الله في جميع أمورهم، وقال ابن جريج: آمنوا بالله واعتصموا بالقرآن {فيدخلهم في رحمة منه وفضل}، أي يرحمهم فيدخلهم الجنة ويزيدهم ثوابا ومضاعفة ورفعا في درجاتهم من فضله عليهم وإحسانه إليهم».
وبين تعالى أنه وحده يعصم من يشاء فلا يوصَل إلى من عصمه الله كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدى القوم الكافرين}، قال ابن سعدي: «هذه حماية وعصمة من الله لرسوله من الناس وأنه ينبغي أن يكون حرصك على التعليم والتبليغ ولا يثنيك عنه خوف من المخلوقين؛ فإن نواصيهم بيد الله وقد تكفل بعصمتك».
ومن أراد الله تعالى إهلاكه أو عقوبته فلا عاصم له كما قال تعالى: {ما لهم من الله من عاصم} قال ابن كثير: «أي لا مانع ولا واق يقيهم العذاب».
وقال تعالى: {يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم}، قال ابن سعدي: «لا من أنفسكم قوة تدفعون بها عذاب الله، ولا ينصركم من دونه من أحد».
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الاعتصام بدينه القويم وكتابه الكريم وهدي نبيه المستقيم.


اعداد: د.وليد خالد الربيع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 592.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 590.93 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (0.30%)]