|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
سياسات حزبية (قصة)
سياسات حزبية د. شادن شاهين "ليس ثمةَ بديلٌ آخر" تفجَّرت حُمَمُ بركانِها، هبَّت ثائرةً فحزمتْ حقيبةً صغيرة، وخرجتْ تحملُ معها حقيبةً أخرى كبيرة، أودعتها أطنانَ غضبِها ورفضِها والقليلَ من ذكرياتٍ صافية لم تَثْنِها عن عزمها. وعند شاطئ المحيطِ قفزتْ في قاربِها الصغير، أمسكَتِ المجدافَ بكِلتا يديها، تدفعُ المياه إلى الخلفِ بقوة، وتدفعُ معها كلَّ ماضيها، وكلما توغَّلَ َالقاربُ في قلبِ المحيط، تساقطتْ أثقالُها عنها صخرةً صخرة، "بُعدًا لأرضٍ حمَّلتني أكثرَ مما حمَلتْني" همسَتْ ساخطةً. كانت تُجدِّف بآلية، وعيناها مثبَّتتان على هدفٍ غير مرئيٍّ، وأشياءَ أخرى تداعَتْ قممُها وراحت تتهاوى شيئًا فشيئًا. مالتِ الشمسُ للمَغيبِ، ولا زالتْ تُجدِّف بآليةٍ، وعيناها المحتقنتان لا ترمشان أبدًا، ورأسُها مدقوقٌ بمِسمارٍ لنقطةٍ في الهواء. جَنَّ الليل، وجدتْ قاربَها يتهادى على شاطئ جزيرةٍ صغيرةٍ لا وجودَ لها على خارطتِهم، شعرت بالارتياحِ لفكرةِ وجودِها ببُقعةٍ لم يَعترفوا بها. هبطت من القارب وألقتْ بحقيبتِها الصغيرةِ أرضًا بينما أطبقتْ جيدًا على حقيبتِها الكبيرة، أمسكتْ بحبلِ المرساةِ وبحثتْ بتلقائيةٍ عن شيء تربطه به، تجمَّدتْ فجأةً وقد خطرتْ ببالها فكرة، أمسكتْ طرفَ الحبل وألقت به فوقَ ظهرِ القارب، بدأ القاربُ يهتز ويتزحزح شيئًا فشيئًا بعيدًا عن الشاطئ، مسحَت قطراتِ العرقِ الباردةِ المُنسابةِ على خدَّيها، ضمَّت قبضتَها بقوةٍ وأغلقت عينيها خشيةَ أن تضعفَ إذا رأته يَبتعِد ويَبترها من جسدِ عالمها المجنون بترًا مؤبَّدًا. نهضتْ وخطتْ بين مشاعرَ جمَّة، "أرضي" همسَتْ برضا، ولأول مرةٍ تشعرُ بالرغبةِ في الانتماء لوطن، وطنٍ تخلقه هي، بقوانينها الخاصة، وطنٍ حزبُه الحاكمُ هو المحكوم، وحزبُه المُعارضُ الوحيد ضميرٌ حي.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |