فوضى تعم حياتي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         المسائل الفقهية المتعلقة بالمسبحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دم الاستحاضة سببه ركضة الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم التسميع والتحميد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضل الصلاة في الصف الأول والصفوف المقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          جوانب خفية في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الوجيز في فقه الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 181 - عددالزوار : 60938 )           »          أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 30 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-06-2021, 01:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي فوضى تعم حياتي

فوضى تعم حياتي


أ. مروة يوسف عاشور


السؤال
السلام عليكم،
بدءًا، مضى على زواجي سنتان، ولديَّ طفلة، وأنْهيت بتفوُّق دراستي الجامعيَّة، لا أعلم ما هي مشكلتي تحديدًا، إنَّما أحس بحاجتي للاستِشارة؛ نظرًا لتكرر حالات الاكتِئاب والبكاء على الماضي، وعدم الرضا بما لدي، وأحس بأنِّي دومًا دون النَّاس في كل شي ماديًّا ومعنويًّا.

ليس للوقت لديَّ أيُّ قيمة، وأحبُّ أن أُراكِم واجباتي، ودائمًا ما صنع هذا الأمر المشكلات مع زوجي - الجاف في التعامل - فيلْجأ إلى جَلْد ذاتي؛ لأحسَّ باللاقيمة والكُرْه تِجاهه.

أخيرًا: صرت دائمًا أقارن بيْنه وبين غيره من الأزْواج، لِمَ لا نتهادى كغيرِنا؟! لِم لا يُسْمعني كلامًا جميلاً رغْم إيضاحي جيِّدًا بأنِّي شخصٌ رومانسي جدًّا؟! لم لا يكون أكثر هدوءًا وتَحمُّلاً لأخطائِي؟

أحس أني أعاقِبُه بتكرار كل تلك الأخطاء.

وأكره هذا التصرُّف؛ إذ إنِّي أحب زوْجِي، لكنِّي أشعُر بالوهن جرَّاء العلاقة الثلجيَّة التي تربطنا.

كلماته الجارحة تدقُّ في عقلي، تَمنعني من أي بادِرة حسنة أُحاول أن أغيِّر فيها من طباعه.

كم أتمنَّى أن يعي ويَفهم بأنَّ فارق العمر بيْننا - 10 سنوات - لا يَعْنِي أنِّي بلا عقْل أو لا أفْهم! ربَّما فُقْتُه عقْلاً في كثيرٍ من الأمور، وربَّما هو يعلم ذلك.

لطالما وجدتُ نفسي كناشطة في عدَّة أمور أيَّام الدِّراسة، ولطالما كرِهت أن أركن نفسي في زاوية الظل.

لكن ظروف الزَّواج غيَّرت مُجْريات حياتي، لَم يعُد لديَّ ما أحِسُّ بالقيمة من أجله، ودائمًا ما ذكرني زوْجي بأنَّ القيمة كلَّها فيه وفي ابنتي، لا أقلِّل من شأنِهما، لكنَّه لَم يفهم بعدُ أني بِحاجة لترياق يغذِّي روحي، فقدته عنده وأجِده في شخصيَّتي السَّابقة قبل الزَّواج.


الجواب
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته،
حيَّاك الله عزيزتي، ومرحبًا بك في موقع (الألوكة).
أشْكر لك حُسْن عرضِك لمشكلتك وحسنَ ترتيبها، وإعفائي من الرَّكض بين السطور بحثًا عن لُبِّ الموضوع كما يحدث في بعض الاستشارات.

عُذرًا، يتحتَّم عليَّ أن أكون واضحة وصريحة معك من البداية، فاستشارتك إياي تعْني أنِّي مؤتمنة على ما سأقول.

دعينا نبدأ ببعض عباراتِك التي وردت في الرسالة، والتي استوقفتني بعض الوقت، تقولين: "وأحس بأنِّي دومًا دون النَّاس في كل شي ماديًّا ومعنويًّا".

عجيب أمر هذا الإنسان!

تأمَّلي معي بعين العدْل:
- تفوُّق دراسي.
- زواج في سنٍّ مناسب.
- الرزق بالذريَّة.

وهناك مَن تُعاني التعثُّر في دراستها وتتمنَّى فقط النَّجاح وليس التفوق.

وهناك أيضًا مَن تأخَّر بها الزَّواج وبلغت الثَّلاثين أو حتَّى الأرْبعين دون الحصول على زوج، أفأنت أقلُّ منها؟!

وغيرها تزوَّجت وبقيتْ عشرًا أو عشرين سنة بلا أطْفال، وسعتْ بشتَّى السُّبُل فلم تنَل ما تمنَّت، أفتَرين نفسَك دون هؤلاء؟!

أمَّا بالنسبة لكلمة (معنويًّا) فاعلمي - غاليتي - أنَّ هذا الأمر يرْجِع غالبُه إليْك أنتِ وإلى قراراتِك، تعلمين كيف؟

يقول الدكتور محمد العريفي: "ليس النَّجاح أن تكتشف ما يحبُّ الآخرون، إنَّما النَّجاح أن تُمارس مهارات تكسِب بها محبَّتهم".

لماذا تنتظِر الزَّوجة من زوجها أن يبادر هو ويتلطَّف معها ويتحمَّل أخطاءها، في حين ينتظر الزَّوج منها أن تكون له نعم المُعِين، وأن تنسِيَه هموم العمل وتتحمَّل غضبه و... ؟!

إلى متى سينتظر كلٌّ منَّا صاحبه أن يكون المبادِر وينتظر وينتظر؟!
فكِّري في المبادرة، فالأمر لا يحتاج إلاَّ لساعة واحدة من الشَّجاعة والإقدام، قد يتغير على إثرها الكثير في حياتك.

- تقولين: "أخيرًا: صرتُ دائمًا أقارن بيْنه وبين غيره من الأزْواج".

لو تعلمين كم تألَّمت من هذه العبارة حتَّى إنَّها أثارت مدامعي!

أختي العزيزة، إيَّاكِ والمقارنةَ؛ فهي الحبل الذي ستخنقين به روح الحبِّ بيْنكما.

عُذرًا، اتَّفقنا أني سأكون صريحةً معك من البداية، أليس كذلك؟
هل تتوقَّعين أنَّ زوجَك لا يقارن بينك وبين زوجات أخْريات؟
فتِلْك تقوم بواجبات البيْت على أكمل وجه، وأُخْرى تتحمَّل من زوجها وتتحمَّل، وغيرها تتفانَى في إسْعاد زوجِها وتُحْسِن استقبالَه، وغيرها وغيرها، وقد يسمع مثل هذه الأخبار من بعض الأزْواج الَّذين يتحدَّثون عن زوجاتهم بلا تحرز.

زوجُك رجل، وله إحساس كأي رجل، ينتظر من زوجته أن تدلِّل زوجها وتُشْعِره برجولته، ولعلَّه يفكِّر كما تفكِّرين تمامًا، لماذا لا تبادر؟! لماذا لا تُحاول أن تمتصَّ غضبي؟! لماذا تقصِّر في واجبات البيت؟!

لو فتحنا على أنفُسِنا باب (لماذا)، لما انتهينا إلا بأسوأ النِّهايات وأشدِّها ألمًا!

فلا تقارني زوجَك أبدًا بغيره مهْما يكن، ولا تصدِّقي كلَّ ما تقوله النِّساء عن أزواجهن، فهُناك من ملأ الحِقْد قلبها، فتمتدح من زوجها ما ليس فيه، وغيرها من تعاني مرضًا نفسيًّا، فتمتدِح ما تتمنَّاه أن يكون في زوجِها! فلا تُصغي لكل ما يُقال، وتأمَّلي بإنصاف ميزات زوجِك، وأنا على ثقة أنَّها كثيرة.

- تقولين: "كلماته الجارحة تدقُّ في عقلي، تَمنعني من أي بادِرة حسنة أُحاول أن أغيِّر فيها من طباعه".

كل أنثى تتألَّم من الكلمات الجارحة، ربَّما أكثر من تألُّمها من الألم الجسدي، وهذا ما لا يعيه الكثير من الرجال؛ ولكن اسألي نفسَك: متى تأتي تلك الكلِمات الجارحة؟ وكيف يمكنني أن أتجبنها؟

لِماذا لا أكون أكثر صراحةً معه وأوضِّح له أنَّها مؤلمة أكثر مما يتوقع؟
قد تكون الصراحة في الكثير من الأحيان - كما يقال -: راحة.
بعض الأزواج يظنُّ أنَّ مثل هذه الكلِمات هي الحل، وهي التي ستدفع الزوجة لبذْلِ المزيد من الجهد، فحاوِلِي أن توضِّحي له بأسلوب لطيف أن مثل تلك الكلمات تَهْدم ولا تبني، وأنَّها لن تدفعك لبذْل المزيد من العطاء لأنَّها تجرح، وما يَجرح لا يدفع لأي عطاء؛ لكن مهلاً، لقد قلت: "ودائمًا ما ذكرني زوْجي بأنَّ القيمة كلَّها فيه وفي ابنتي".

ما الذي حَمله على تذْكيرِك دائمًا بهذا الأمر الَّذي من المفترض ألاَّ تنساه زوجة ولا أم؟!
لا يعني هذا إلاَّ أنَّك تكرِّرين على مسامعه كلامًا جارحًا أيضًا، فمجرد قولك: "لا قيمة لحياتي" لا شكَّ أنَّه كلام جارح لأي زوج، فما تُعانين منه قد يكون زوجك يعاني منه، فتكون ردَّة فعله قاسية أحيانًا برد الجرح بجرح مثله، أليس كذلك؟!

- تقولين أيضًا: "لِمَ لا نتهادى كغيرِنا؟! لِم لا يُسْمعني كلامًا جميلاً رغْم إيضاحي جيِّدًا بأنِّي شخصٌ رومانسي جدًّا؟!"

جرِّبي أن تبادري بهدية يحبها، لا أعني مرَّة واحدة، بل حاولي أن تكرِّريها ولن تحتاجي لكثرة التكرار، إنْ شاء الله.

جرِّبي أيضًا أن تُبادري أنت بالكلِمات الجميلة الرَّقيقة، ولا يعيب الزَّوجة أبدًا أن تُسمع زوْجَها أعذب الكلمات؛ بل جاء في صفات نساء الجنَّة أنَّهنَّ: {عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة: 37].

ورد في تفسير الطَّبري في معنى عربًا: "متحبِّبات إلى أزواجهنَّ بِحسن التبعُّل"، وقال ابن عبَّاس: "العُرُب: المتحبِّبات المتودِّدات إلى أزواجهنَّ".

قال زيد بن أسلم: "عربًا: حسنات الكلام".

فلا تبْخلي عليه بكلمات رقيقة لا يستطيع مقاوَمَتَها، ولن تَجِدي إلا ما يسرُّك، بإذن الله.

- أمَّا عن قولك: "أعاقِبُه بتكرار كل تلك الأخطاء، وأكره هذا التصرُّف؛ إذ إنِّي أحب زوْجِي، لكنِّي أشعُر بالوهن جرَّاء العلاقة الثلجيَّة التي تربطنا".

فهذه صراحة رائعة منك أغبطك عليها بالفعل.

والآن دعِي كلَّ ما يملأ ذِهْنَك، وأغمضي عينيْك، واستمْتِعي ببعض الدَّقائق من الاستِرْخاء، وبعدها تعالَي نقِف معًا تلك الوقَفات الَّتي سيكون فيها التغْيير للأحسن، بإذن الله:

أوَّلاً: تقول هيلين كيلر: "مَن يمكنه التحليق عاليًا، لا يرضى أبدًا بالزَّحف أرضًا".
وأنت حلقْتِ عاليًا لفترة طويلة من حياتك الدِّراسية، وأثبتِّ لنفسك ولمن حولك تميُّزك وتفوُّقك، فلا يُمكن أن تكون هذه الفترة من حياتِك إلاَّ كسحابة صيف لا بدَّ أن تنقشع أو فترة راحة، فكما جاء في الحديث: ((لكلِّ عمل شرَّة، ولكلِّ شرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنَّتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد هلك))؛ صححه الألباني.
فثِقي أنَّ هذا لن يدوم - إن شاء الله - وأنَّها مجرَّد فترة وستعودين إلى التحْليق عاليًا كما كنت.

ثانيًا: الزَّواج مرحلة انتقاليَّة جديدة، تختلف كثيرًا عمَّا كنت عليه في بيت والدك، فالآن مسؤوليَّة وبيت وزوج وأبناء، وهذا بلا شكٍّ سيتطلَّب أمورًا غيْر الَّتي كانت قبل الزَّواج، فعليْك فقط إعادة ترتيب الأولويات والتَّركيز على الأهم فالمهم.

فركِّزي جيِّدًا على متطلَّبات حياتك اليوميَّة، وما الَّذي عليْك فِعْلُه كلَّ يوم واكتبيها على ورقة، واعلمي أنَّ هذه أهمُّ الأمور التي تمنَحُك السَّيطرة على وقتك وتَحقيق أقصى استفادة منه، على أن تُطالعي تلك الورقة خلال اليوم وتقومي بوضع علامة على ما تمَّ إنجازه وما بقي، ولا تيأسي إن وجدت في نهاية اليوم نتيجةً غير ما كنت تتمنَّين؛ بل أعيدي الكرَّة في اليوم التَّالي وفي الَّذي يليه، وسجِّلي مدى التطوُّر وستُرْضِيك النَّتيجة حتْمًا بعد أيَّام قليلة من الاستِمْرار.

ثالثًا: لا يوجد منَّا مَن لا يعاني بعض فترات الضِّيق والملل ويعتريه الحزْن، لكن هل وصل الأمر بالفعل إلى حدِّ الاكتئاب؟
لا أظن ذلك، بل الأمر كما يبدو لي مجرَّد أسًى على سابق عهْدِك بالنجاح، ولكن أقول لك أخيَّتي الكريمة: لماذا لا نعمل بالحكمة القائلة: بدلاً من أن تسبَّ الظلام، حاول إيقاد شمعة.

اكتُبي بخطٍّ واضح - ويبدو أنَّنا بحاجة لدفتر - اكتبي جَميع ما تتوقَّعين أنَّه سبب في هذا الشُّعور بالحزْن، واكتُبي كيْف بإمكانك تغْييره، واكتُبي أيضًا مدى تقدُّم التَّغيير على مدار اليوم ثم الأسبوع ثم الشهر، ودوِّني ملاحظاتك وتعلقياتك على نتيجة التغْيير، ولا مانِع من كلِمات الثَّناء على كل يوم يَحدُث فيه تحسُّن، على سبيل المثال:

الأمور التي تضايقني:
1- كنت في قمَّة النَّجاح والآن أعاني الفشل.
2- زوْجي جاف معي.
3- الفوضى في حياتي.
4- تراكم واجباتي.

كيف يمكن أن أغير؟
1- لست فاشلة على الإطلاق، بل تغيُّر الحال من قبل الزَّواج إلى ما بعد الزَّواج أدَّى إلى بعض الصعوبات في التأَقْلُم مع الوضْع الجديد، ولا يحتاج الأمر إلاَّ لبعْض الوقْت، والتدرُّب على أمور تنظيم البيت وكيفية ترتيب شؤون المنزل، وما أسهلها!

ثمَّ دوِّني: في اليَوْم الأوَّل قُمْتُ بترْتيب المطْبخ وإعادة تنظيمِه، بِحيثُ يشجِّعني على إعداد الطَّعام، وقُمْتُ أيضًا بإعداد وجبات جديدة و...

في اليوم الثَّاني قمت بتنظيف ساحة البيت وإعادة ترتيب أماكن بعض أثاث المنزل، ممَّا أدَّى إلى تحسين شكْل مدخل البيت، وأعطى شعورًا بالاتِّساع، وهكذا في كل يوم.

الملاحظات: أنا زوْجة ناجحة ومنظَّمة وأعْتني ببيتي وطفلتي وزوْجي.

2- إن كان زوجي جافًّا معي، فلمَ لا أسعى لتغييره بخطوات عمليَّة وأكثر إيجابية؟!
يقول الدكتور محمد العريفي: "البطل يتجاوز القُدرة على تطوير مهاراته إلى القدرة على تطوير مهارات الناس، وربَّما تغْييرها".

ألا توجد وسائل لتغْيير هذا الجفاف عند زوجك؟
أختي العزيزة، طِباعنا ليست كاللَّبن المسْكوب الذي يستحيل جمعه؛ بل هي بين أيدينا تنتظر التَّطوير، تترقَّب التغيير، تسألنا أن نتحرَّك وأن نسعى.

جرِّبي معه سلاح المبادرة - كما أسلفنا - فابحثي عن كل كلمة عذْبة يمكن أن تُقال وعوِّديه على سماعها، لا شكَّ سيتغير، لعلَّه لم يعتدْ ذلك في بيت والديه، أو لعلَّه تربَّى على الجدِّيَّة الزَّائدة، ولا يحتاج الأمر إلاَّ لبعض التلْيين من جانب زوجته الرَّقيقة، وقومي أيضًا بتسْجيل تقدُّم الحال في هذا الجانب، وإن لاحظت أدْنى تحسُّن، فأظْهِري له سعادتَك البالغة بكل كلِمة جميلة يقولُها، وأخبريه أنَّ ذلك يسعدك، فستجدين أنَّ لديه المزيد، بإذن الله.

ولا تنسي تسجيل ملاحظاتك، مثلاً: زوجي تحسَّن بنسبة طيبة والوضْع في تقدُّم ملحوظ.

3- الفوضى في حياتي:
الفوْضى عكسها النظام، وأنا آخِذة بالفعل في إعادة تنظيم لكامل حياتي، فما هي الأُمُور الَّتي قد تُعينُني على التَّنظيم بشكْلٍ أسرع؟

• جرِّبي أن تبدئِي يوْمَك بتلاوة وِرْدٍ من القُرآن بتدبُّر، ولو تيسَّر لك مطالعة تفْسير ما قرأت من بعض كتُب التفسير الموثوقة؛ كتفسير السعدي، أو القرطبي إن شئتِ الاستزادة، فسوف يكسبك ذلك الكثير من السَّعادة والرَّاحة وهدوء النَّفس؛ بل والبَركة في الوقت.

• اتَّبعي ذلك بالنَّظر في الجدول المُعد لهذا اليوم، ثم قومي بممارسة بعض التمارين الرياضيَّة ولو لدقائق معدودة، فإنَّ لها تأثيرًا على النَّفس وشحْذ الهمَّة، واستعادة النَّشاط وتَحسين المزاج.

• اعلمي أنَّه لا بدَّ من أخْذ قسطٍ من الرَّاحة أثناء اليوم، أكَّد علماء النَّفس على ضرورة أخْذ فترةٍ من الرَّاحة يخلو فيها الإنسانُ بنفسِه، ويفعل أيًّا من الأعمال المحبَّبة إلى نفسه، كاحتِساء كوب من الشَّاي، أو التأمل في بعض المناظر الجميلة أو غيرها مما تحبُّه نفسه، ويعيد إليْها الحيويَّة والنشاط، ولو لَم يكمل العمل الَّذي كان عليه إكماله.

• قومي بزيارة بعض المكْتبات، واقتني بعض الكتب التي تتحدَّث عن تنظيم الحياة، وترْتيب الأولويَّات وتغْيير نمط الحياة للأفضل، مثل كتاب "بسط حياتك" تأليف: فرنرتيكي كوستنمخر وبروفسور دكتور لوثر زايفرت، وكتاب "مائة سر بسيط من أسرار السعداء" تأليف: ديفيد نيفن، وكلاهما من نشر مكتبة العبيكان.

وكتاب "استمتع بحياتك" للدكتور محمد العريفي؛ فهو من أجمل الكتب التي تشحذ الهمة وتعيد النشاط.

ثمَّ قومي بتسْجيل النَّتائج كما تقدَّم، واكتبي كلَّ ملاحظاتك بشكل يومي.

4- تراكُم واجباتي:
يقول دوجلاس ميلر - متخصص التحفيز والتوجُّه الذهني -: "الشَّخص الإيجابي يستطيع اتِّخاذ بعض الخطوات البسيطة التي تُساعده على سيْطرته على ذاته، عندما يرى إشاراتِ الضَّغط السَّلبي".

الواجبات كثيرة والوقْت قليل، فليْس من المعقول أن تنهي كل شيء في لحظة؛ بل تأمَّلي في كل ما عليْك فعله، ورتِّبيه على حسب أهميته وما قد يُثير غضَبَ زوْجِك وما يمكن تأجيله، وإن تيسَّر لك التَّفويض فهو رائع، فإن كان لديْك خادمة مثلاً، أو إن تيسَّر لك الاستِعانة بمن يمكنه مساعدتك في بعض الأمور، ففوِّضي إليه ما يمكن تفويضه، وقومي أنت فورًا بما عليْك وما لا يُمكن أن يفعله غيرك.

وكما تراكمت الواجبات، فثِقي أنَّه ليس من العسير أبدًا تأْدِيتها على خير وجه، فقط لا تضيِّعي الوقت، واعلمي أنَّ في الدقيقة الواحدة بإمكانك إنجاز مهمَّة، ولو كانت صغيرةً؛ إلاَّ أنَّها ستخفِّف عنك بعض الأعْباء، ولا تسوِّفي أبدًا.

أيضًا قد تكون قصر فترة الزواج حالت دون الحصول على خِبْرة، فاستعيني بِمن لهنَّ خبرة في تنظيم شؤون المنزل، فقط اسأليها: لماذا يأخذ إعداد الطَّعام أو ترتيب البيت وقتًا مني؟ وكيف يمكن أن أفعله في وقت أقْصر؟ وهكذا فما يأخذ وقتًا حاولي استِبْداله مؤقَّتًا بما ينجز بسرعة، ولا تنسَي تسجيل مدى التقدُّم أيضًا في هذا الجانب.

رابعًا: تبسَّمي مهما تكالبت عليك الهموم وسيطرت عليك الأحزان، وتذكَّري أنَّ الأمل موجود بفضل الله، وأنصحك بالاطِّلاع على كتاب "لا تحزن" وكتاب "أسعد امرأة في العالم" للشيخ الدكتور عائض القرني - حفظه الله - وهما متوفِّران ولله الحمد في أغلب المكتبات بالمملكة العربية السعودية.

قد أكون أطلتُ عليك، لكنِّي شعرتُ بِمدى مرارةِ تألُّمك، ورأيْت أنَّ المقام يقتضي ذلك، وأنا على ثقة أنَّ شخصيَّتك الرَّائعة موجودة أمامك، فقط انظري حولَك سترينها في أبهى حُلَّة تناديك، وفَّقك الله لكل خير وفلاح، ويسَّر لك كل عسير، وجعلك من سعداء الدَّارين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.26 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]