|
|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المرأة وشؤون المنزل
المرأة وشؤون المنزل أ. صالح بن أحمد الشامي قال عمر رضي الله عنه: "والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمرًا، حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم، قال: فبيْنا أنا في أمر أتأمره إذ قالت امرأتي: لو صنعت كذا وكذا، قال: فقلت لها: مالك ولما هاهنا، فيما تكلُّفك في أمر أريده؟ فقالت لي: عجبًا لك يا ابن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت؟ وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان. فقام عمر فأخذ رداءه مكانه، حتى دخل على حفصة فقال لها: يا بنية، إنك لتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان؟ فقالت حفصة: والله، إنا لنراجعه.."[1]. لم تكن المرأة - في نظر القوم - تستشار في أمر، بل ينكر عليها أن تبدي رأيها، فضلًا عن أن يكون لها وجهة نظر تدافع عنها أو تراجع الرجل بشأنها. تلك هي الصورة التي تأخذ أبعادها في ذهن القارئ، وهو يمعن النظر في قول عمر رضي الله عنه. ولكن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت أمرًا آخر، فهو يستمع لزوجاته، ويسمعن منه، وقد تتفق وجهات النظر وقد تختلف، وقد يغضب من إحداهن يومًا، وقد تغضب إحداهن يومًا وهكذا هي الحياة في واقعها الصحيح. فللمرأة رأيها وهي أهل لأن تناقش وتدلي بدلوها، وبخاصة فيما يكون في دائرتها من شؤون بيتها. وقد رأينا في الصفحات السابقة ما يوضح مسلكه صلى الله عليه وسلم واحترامه لآرائهن، حتى قال لعائشة رضي الله عنها: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت عليَّ غضبى". كما سبق. بل إنه صلى الله عليه وسلم لا ينكر على عائشة رضي الله عنها محاولة تدخلها في كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بشؤون بيتها. قال أبو أمامة بن سهل بن حنيف: كنا يومًا في المسجد جلوسًا ونفر من المهاجرين والأنصار، فأرسلنا رجلًا إلى عائشة ليستأذن، فدخلنا عليها، قالت: "دخل علي سائل مرة، وعندي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرت له بشيء، ثم دعوت به فنظرت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما تريدين أن لا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلا بعلمك"؟ قلت: نعم، قال: "مهلًا يا عائشة لا تحصي، فيحصي الله عز وجل عليك"[2]. إنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليها معرفتها كل ما يجري في بيتها، وإنما وجهها إلى عدم إحصاء ما تنفق في سبيل الله تعالى. بل إنه صلى الله عليه وسلم يقرر هذا الاهتمام بأمر البيت ويجعله من مسؤوليات المرأة. كما جاء في حديث بيان المسؤوليات والذي منه قوله صلى الله عليه وسلم: ".. والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم"[3]. ومن الرعاية أن تبدي رأيها في زواج بناتها، وتشارك في اختيار الأصلح لهن، وذلك أدعى إلى الألفة بين النبات وأزواجهن إذا كان ذلك برضاء الأمهات وموافقتهن[4]. تلك هي جولة سريعة تبين فاعلية المرأة ومشاركتها في أمور بيتها وهو ميدانها الأول، والتي بصلاحها يصلح هذا الميدان. وقد أثنى صلى الله عليه وسلم على نساء قريش بصفتين، لو لم يكن للمرأة إلا المشاركة بهما لكفاها ذلك أداء لمهمتها، فقال: "خير نساء - ركبن الإبل - صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده"[5]. [1] أخرجه البخاري برقم (4913), وهو عند مسلم بلفظ قريب. [2] أخرجه النسائي برقم (2548). [3] متفق عليه (خ 7138, م 1829). [4] أخرجه أبو داود برقم (2095). قوله صلى الله عليه وسلم: "آمروا النساء في بناتهن" وقال الألباني: ضعيف. [5] متفق عليه (خ 5082, م 2527).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |