۞ المسابقة الرمضانية ( الحلقة الاولى )۞ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 33 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 730 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-09-2007, 08:15 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞ المسابقة الرمضانية ( الحلقة الاولى )۞




آدم عليه السلام

نبذة:

أبو البشر ، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك ، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.



سيرته:


خلق آدم عليه السلام:


أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض - وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا. فقال الملائكة:
(أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).


ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له , ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !


هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائزعلى الملائكة ، ولا ينقص من أقدارهم شيئا ، لأنهم ، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له ، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله ، لا يشتركون معه فيعلمه ، ولا يعرفون حكمته الخافية ، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائرالأمور:
(إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).


أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين ، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة ، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.


جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض ، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذاالطين؟


سجود الملائكة لآدم:


من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم ، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ؟
الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .


فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس:
(قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) .
وبدلا من التوبة والأوبة إلى الله تبارك وتعالى ، ردّ إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد:
(قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنطِينٍ) .
هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح:
(قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)
وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين . ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ؟ أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز لكن الأرجح رحمة الله تعالى ، فلم يكن إبليس في الجنة، وحتى آدم عليه السلام لم يكن في الجنة على الأرجح . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .


قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ(84)لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)


هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) .
واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد . فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده:
(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)
ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)
فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .


وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق :
(لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .


فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولاغافلين . فأرسل إليهم المنذرين .




يتبع
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #2  
قديم 14-09-2007, 08:27 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

تعليم آدم الأسماء:


ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة : (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءكُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .


أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ماعلمهم . .ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم:
(قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .



سكن آدم وحواء في الجنة:


اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها0


كان الله قد سمح لآدم وحواء بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء ، ما عدا شجرة واحدة . فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى ، وقلبه يتقلب ، وعزمه ضعيف . واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه ويوسوس إليه :
(هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى ) .
وأقسم إبليس لآدم أنه صادق في نصحه لهم، ولم يكن آدم عليه السلام بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم بالله كذا ، فضعف عزمه ونسي وأكل من الشجرة هو وحواء.


ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة . إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم . أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء ، وأخطأ آدم بسبب الفضول.


لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية . وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري . ولم تكن لآدم تجارب سابقة في العصيان ، فلم يعرف كيف يتوب ، فألهمه الله سبحانه وتعالى عبارات التوبة
(قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنلَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23) (الأعرف) وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.



هبوط آدم وحواء إلى الأرض:


وهبط آدم وحواء إلى الأرض . واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما ، ويموتان عليها ، ويخرجان منها يوم البعث.


يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة . ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك . وهذا التصورغير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة:
"إِنِّي جَاعِلٌ فِيالأَرْضِ خَلِيفَةً"
ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة . لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله . كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة . ويهبطان إلى الأرض. أماتجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض . ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.





موت آدم عليه السلام:


وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب ، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه ، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل ، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون ؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة ، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم . فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم ، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك ، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل . فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه ، وحفروا له ولحدوه وصلواعليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه ، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.


وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبونعيم ، حدثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه ، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود ، قال: رب وكم جعلت عمره ؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت ، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود ؟ قال فجحد فجحدت ذريته ، ونسي آدم فنسيت ذريته ، وخطىء آدم فخطئت ذريته".







السؤال الاول:


ان الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً"
وكانت تجربة السكن في الجنة ركنا من أركان الخلافة في الأرض
فما هي الحكمه من هذه التجربه؟

__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #3  
قديم 14-09-2007, 08:59 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞ المسابقة الرمضانية ( الحلقة الثانية )۞


إدريس عليه السلام



نبذة:
كان صديقا نبيا ومن الصابرين ، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم ، وهو أبو جد نوح ، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان ، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها0

سيرته:
إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية.
نسبه:
هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن ادم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام . وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام ، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم ، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألفسنة.
حياته:
وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته ، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل ، وقال آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره شيث بن آدم ، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث فأطاعه نفر قليل ، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرن ارزقنا الله غيره ، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله ، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق . وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله ، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة ، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم . وهو أول من علم السياسة المدنية ، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن ، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله
(خير الدنيا حسرة، وشرها ندم)
وقوله
(السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله
(الصبر مع الإيمان يورث الظفر).

وفاته:
وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له : ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟
فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه : أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة ، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً ، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء ، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً ، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري ، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك . فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}.
ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كمبقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات ، وفي بعضه نكارة.
وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد فيقوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} :رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد . وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}قال: إلى الجنة ، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم.
وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن الياس هو إدريس ، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء : أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ولم يقل كما قال آدم و ابراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.
وهذا لا يدل ولابد ، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبي البشر، وابراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.


السؤال الثاني

نبي الله ادريس عليه السلام هو أول بني آدم أعطي النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام ، واول من خط بالقلم وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن
اذكر عدد المدن التي انشئت في زمنه ؟
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #4  
قديم 15-09-2007, 04:07 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞المسابقة الرمضانية ( الحلقة الثالثة)۞


نوح عليه السلام


نبذة
كان نوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه ، ومع ذلك استمر يدعوهم إلى الدين الحنيف فاتبعه قليل من الناس ، واستمر الكفرة في طغيانهم فمنع الله عنهم المطر ودعاهم نوح أن يؤمنوا حتى يرفع الله عنهم العذاب فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب ولكنهم رجعوا إلى كفرهم ، وأخذ يدعوهم 950 سنة ثم أمره الله ببناء السفينة وأن يأخذ معه زوجا من كل نوع ثم جاء الطوفان فأغرقهم أجمعين

سيرته

حال الناس قبل بعثة نوح
قبل أن يولد قوم نوح عاش خمسة رجال صالحين من أجداد قوم نوح ، عاشوا زمنا ثم ماتوا ، كانت أسماء الرجال الخمسة هي
(ودَّ ، سُواع ، يغوث ، يعوق ، نسرا)
بعد موتهم صنع الناس لهم تماثيل في مجال الذكرى والتكريم ، ومضى الوقت.. ومات الذين نحتوا التماثيل.. وجاء أبنائهم.. ومات الأبناء وجاء أبناء الأبناء.. ثم نسجت قصصا وحكايات حول التماثيل تعزو لها قوة خاصة.. واستغل إبليس الفرصة ، وأوهم الناس أن هذه تماثيل آلهة تملك النفع وتقدر على الضرر.. وبدأ الناس يعبدون هذه التماثيل.

إرسال نوح عليه السلام
كان نوح على الفطرة مؤمنا بالله تعالى قبل بعثته إلى الناس. وكل الأنبياء مؤمنون بالله تعالى قبل بعثتهم . وكان كثير الشكر لله عزّ وجلّ . فاختاره الله لحمل الرسالة. فخرج نوح على قومه وبدأ دعوته

يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
بهذه الجملة الموجزة وضع نوح قومه أمام حقيقة الألوهية.. وحقيقة البعث. هناك إله خالق وهو وحده الذي يستحق العبادة.. وهناك موت ثم بعث ثم يوم للقيامة. يوم عظيم ، فيه عذاب يوم عظيم . شرح "نوح" لقومه أنه يستحيل أن يكون هناك غير إله واحد هو الخالق . أفهمهم أن الشيطان قد خدعهم زمنا طويلا ، وأن الوقت قد جاء ليتوقف هذا الخداع ، حدثهم نوح عن تكريم الله للإنسان . كيف خلقه ، ومنحه الرزق وأعطاه نعمة العقل، وليست عبادة الأصنام غير ظلم خانق للعقل.
تحرك قوم نوح في اتجاهين بعد دعوته. لمست الدعوة قلوب الضعفاء والفقراء والبؤساء ، وانحنت على جراحهم وآلامهم بالرحمة.. أما الأغنياء والأقوياء والكبراء ، تأملوا الدعوة بعين الشك… ولما كانوا يستفيدون من بقاء الأوضاع على ما هي عليه.. فقد بدءوا حربهم ضد نوح في البداية اتهموا نوحا بأنه بشر مثلهم
(فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًامِّثْلَنَا)
رغم أن نوحا لم يقل غير ذلك ، وأكد أنه مجرد بشر.. والله يرسل إلى الأرض رسولا من البشر، لأن الأرض يسكنها البشر، ولو كانت الأرض تسكنها الملائكة لأرسل الله رسولا من الملائكة
ويستمر نوح في دعوة قومه إلى الله. ساعة بعد ساعة. ويوما بعد يوم. وعاما بعد عام. ومرت الأعوام ونوح يدعو قومه. كان يدعوهم ليلا ونهارا، وسرا وجهرا، يضرب لهم الأمثال ويشرح لهم الآيات ويبين لهم قدرة الله في الكائنات ، وكلما دعاهم إلى الله فروا منه، وكلما دعاهم ليغفر الله لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستكبروا عن سماع الحق واستمر نوح يدعو قومه إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما.
وكان يلاحظ أن عدد المؤمنين لا يزيد ، بينما يزيد عدد الكافرين. وحزن نوح غير أنه لم يفقد الأمل، وظل يدعو قومه ويجادلهم ، وظل قومه على الكبرياء والكفر والتبجح. وحزن نوح على قومه. لكنه لم يبلغ درجة اليأس . ظل محتفظا بالأمل طوال 950 سنة. ويبدو أن أعمار الناس قبل الطوفان كانت طويلة، وربما يكون هذا العمرالطويل لنوح معجزة خاصة له.
وجاء يوم أوحى الله إليه ، أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن أوحى الله إليه ألا يحزن عليهم ساعتها دعا نوح على الكافرين بالهلاك
وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا(26) (نوح)
برر نوح دعوته بقوله:
إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا(26) (نوح)

الطوفان
ثم أصدر الله تعالى حكمه على الكافرين بالطوفان امرالله تعالى عبده نوحا أنه يصنع سفينة
وجاء اليوم الرهيب ، فار التنور وأسرع نوح يفتح سفينته ويدعوالمؤمنين به ، وهبط جبريل عليه السلام إلى الأرض كان نوح قد صنع أقفاصا للوحوش وهو يصنع السفينة وساق جبريل عليه السلام أمامه من كل زوجين اثنين ، لضمان بقاء نوع الحيوان والطير على الأرض ، وهذامعناه أن الطوفان أغرق الأرض كلها
لم تكن زوجة نوح مؤمنة به فلم تصعد ، وكان أحد أبنائه يخفي كفره ويبدي الإيمان أمام نوح ، فلم يصعد هو الآخر وكانت أغلبية الناس غير مؤمنة هي الأخرى فلم تصعد وصعد المؤمنون قال ابن عباس ، رضي الله عنهما: آمن من قوم نوح ثمانون إنسانا
ارتفعت المياه من فتحات الأرض انهمرت من السماء أمطارا غزيرة بكميات لم تر مثلها الأرض فالتقت أمطار السماء بمياه الأرض، وصارت ترتفع ساعة بعد ساعة فقدت البحار هدوئها، وانفجرت أمواجها تجور على اليابسة ، وتكتسح الأرض وغرقت الكرة الأرضية للمرة الأولى في المياه
ارتفعت المياه أعلى من الناس تجاوزت قمم الأشجار، وقمم الجبال وغطت سطح الأرض كله وفي بداية الطوفان نادى نوح ابنه كان ابنه يقف بمعزل منه ويحكي لنا المولى عز وجل الحوار القصير الذي دار بين نوح عليه السلام وابنه قبل أن يحول بينهما الموج فجأة
نادى نوح ابنه قائلا: يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَالْكَافِرِينَ
ورد الابن عليه: قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَالْمَاء
عاد نوح يخاطبه: قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ
وانتهى الحوار بين نوح وابنه:
وَحَالَبَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ


انظر إلى تعبير القرآن الكريم (وَحَالَ بَيْنَهُمَاالْمَوْجُ) أنهى الموج حوارهما فجأة نظر نوح فلم يجد ابنه لم يجد غير جبال الموج التي ترتفع وترفع معها السفينة ، وتفقدها رؤية كل شيء غير المياه وشاءت رحمة الله أن يغرق الابن بعيدا عن عين الأب ، رحمة منه بالأب، واعتقد نوح أن ابنه المؤمن تصور أن الجبل سيعصمه من الماء فغرق
واستمر الطوفان استمر يحمل سفينة نوح بعد ساعات من بدايته كان تكل عين تطرف على الأرض قد هلكت غرقا لم يعد باقيا من الحياة والأحياء غير هذاالجزء الخشبي من سفينة نوح ، وهو ينطوي على الخلاصة المؤمنة من أهل الأرض وأنواع الحيوانات والطيور التي اختيرت بعناية ثم صدر الأمر الإلهي إلى السماء أن تكف عن الإمطار، وإلى الأرض أن تستقر وتبتلع الماء ، وإلى أخشاب السفينة أن ترسو على الجودي ، وهو اسم مكان قديم يقال أنه جبل في العراق طهر الطوفان الأرضوغسلها قال تعالى في سورة (هود):
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُوَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ(44) (هود)
( ذهب الهول بذهاب الطوفان وانتقل الصراع من الموج إلى نفس نوح تذكر ابنه الذي غرق
لم يكن نوح يعرف حتى هذه اللحظة أن ابنه كافر كان يتصور أنه مؤمن عنيد ، آثر النجاة باللجوء إلى جبل وكان الموج قد أنهى حوارهما قبل أن يتم فلم يعرف نوح حظ ابنه من الإيمان تحركت في قلب الأب عواطف الأبوة قال تعالى في سورة (هود):
وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ(45) (هود)
أراد نوح أن يقول لله أن ابنه من أهله المؤمنين وقد وعده الله بنجاة أهله المؤمنين قال الله سبحانه وتعالى ، مطلعا نوحا على حقيقة ابنه للمرةالأولى:
يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ(46) (هود)
وثمة درس مهم تنطوي عليه الآيات الكريمة التي تحكي لنا قصة نوح وابنه أراد الله سبحانه وتعالى أن يقول لنبيه الكريم أن ابنه ليس من أهله ، لأنه لم يؤمن بالله ، وليس الدم هو الصلة الحقيقية بين الناس ابن النبي هو ابنه في العقيدة هومن يتبع الله والنبي ، وليس ابنه من يكفر به ولو كان من صلبه هنا ينبغي أن يتبرأالمؤمن من غير المؤمن وهنا أيضا ينبغي أن تتصل بين المؤمنين صلات العقيدة فحسب لااعتبارات الدم أو الجنس أو اللون أو الأرض
واستغفر نوح ربه وتاب إليه ورحمه الله وأمره أن يهبط من السفينة محاطا ببركة الله ورعايته وهبط نوح من سفينته أطلق سراح الطيور والوحش فتفرقت في الأرض ، نزل المؤمنون بعد ذلك ولا يحكي لنا القرآن الكريم قصة من آمن مع نوح بعد نجاتهم من الطوفان


السؤال الثالث
كان نوح تقيا صادقا أرسله الله ليهدي قومه وينذرهم عذاب الآخرة ولكنهم عصوه وكذبوه ، وقد استمرت دعوته فيهم 950سنه

وتتجلى قمة الصراع في قصة نوح إن الباطل يسخر من الحق زمنا طويلاً ثم جاء الطوفان فأغرقهم وبين من هلك ابنه
وهنا درس في الولاء والبراء تنطوي عليه الآيات الكريمة التي تحكي قصة نوح وابنه فما هو؟
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #5  
قديم 16-09-2007, 08:46 PM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞ المسابقة الرمضانية ( الحلقة الرابعة) ۞

هود علية السلام

نبذة
أرسل إلى قوم عاد الذين كانوا بالأحقاف، وكانوا أقوياء الجسم والبنيان وآتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا الأصنام فأرسل لهم الله هودا نبيا مبشرا ، كان حكيما ولكنهم كذبوه وآذوه فجاء عقاب الله وأهلكهم بريح صرصر عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام

سيرته
عبادة الناس للأصنام
بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر بنوح عليه السلام ، قام من آمن معه ونجى بعمارة الأرضفكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين لم يكن بينهم كافر واحد ومرت سنوات وسنوات مات الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء نسى الناس وصية نوح وعادت عبادة الأصنام انحرف الناس عن عبادة الله وحده وتم الأمر بنفس الخدعة القديمة
قال أحفاد قوم نوح : لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من الطوفانوصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى آلهة مع الله وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية وأرسل الله سيدنا هودا إلى قومه

إرسال هود عليه السلام
كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأحقاف وهو صحراء تمتلئ بالرمال وتطل على البحر أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام والطول والشدة كانوا عمالقة وأقوياء فكانوا يتفاخرون بقوتهم فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم ورغم ضخامة أجسامهم كانت لهم عقول مظلمة كانوا يعبدون الأصنام ، ويدافعون عنها ، ويحاربون منأجلها ويتهمون نبيهم ويسخرون منه وكان المفروض ما داموا قد اعترفوا أنهم أشد الناس قوة أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة
قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد ولا تتراجع كلمة واحدة هي الشجاعة كلها ، وهي الحق وحده
(يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ)
ولكن كان موقف قومه التكذيب

موقف الملأ من دعوة هود
يروي المولى عزل وجل موقف الملأ (وهم الرؤساء) من دعوة هود عليه السلام سنرى هؤلاء الملأ في كل قصص الأنبياء سنرى رؤساء القوم وأغنيائهم ومترفيهم يقفون ضد الأنبياء يصفهم الله تعالى بقوله
(وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
من مواقع الثراء والغنى والترف يولد الحرص على استمرار المصالح الخاصة ومن مواقع الثراء والغنى والترف والرئاسة، يولد الكبرياء ويلتفت الرؤساء في القوم إلى أنفسهم ويتساءلون: أليس هذا النبي بشرا مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب؟
بل لعله بفقره يأكل أقل مما نأكل، ويشرب في أكواب صدئة، ونحن نشرب في أكواب الذهب والفضة كيف يدعي أنه على الحق ونحن على الباطل؟ هذا بشركيف نطيع بشرا مثلنا؟ ثم لماذا اختار الله بشرا من بيننا ليوحى إليه؟
قال رؤساء قوم هود: أليس غريبا أن يختار الله من بيننا بشرا ويوحي إليه؟
تسائل هو: ما هو الغريب في ذلك؟
إن الله الرحيم بكم قد أرسلني إليكم لأحذركم إن سفينة نوح وقصة نوح ليست ببعيدة عنكم لا تنسوا ما حدث لقد هلك الذين كفروا بالله وسيهلك الذين يكفرون بالله دائما مهما يكونوا أقوياء
قال رؤساء قوم هود: من الذي سيهلكنا يا هود؟
قال هود: الله
قال الكافرون من قوم هود: ستنجينا آلهتنا
وأفهمهم هود أن هذه الآلهة التي يعبدونها لتقربهم من الله، هي نفسها التي تبعدهم عن الله. أفهمهم أن الله هووحده الذي ينجي الناس، وأن أي قوة أخرى في الأرض لا تستطيع أن تضر أوتنفع.
واستمر الصراع بين هودوقومه وكلما استمر الصراع ومرت الأيام، زاد قوم هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم وبدءوا يتهمون "هودا" عليه السلام بأنه سفيه مجنون
وتوقف هودعند قولهم
(وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)

بعد هذا التحدي لم يب قلهود إلا التحدي لم يبق له إلا التوجه إلى الله وحده لم يبق أمامه إلا إنذار أخير ينطوي على وعيد للمكذبين وتهديدا لهم وتحدث هود:
إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(54) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ(55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِن َّرَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(56) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) (هود)
إن الإنسان ليشعر بالدهشة لهذه الجرأة في الحق رجل واحد يواجه قوما غلاظا شدادا وحمقى يتصورون أن أصنام الحجارة تستطيع الإيذاء إنسان بمفرده يقف ضد جبارين فيسفه عقيدتهم ويتبرأ منهم ومن آلهتهم، ويتحداهم أن يكيدوا له بغير إبطاء أو إهمال وهو فرد مع قلة ممن امن معه وهم الاقوياء الجبارين وهذه معجزه يتحداهم بها فهو على استعداد لتلق يكيدهم وهو على استعداد لحربهم فقد توكل على الله والله هو القوي بحق
بهذا الإيمان بالله والثقة بوعده والاطمئنان إلى نصره يخاطب هود الذين كفروا من قومه وهو يفعل ذلك رغم وحدته وضعفه لأنه يقف مع الأمن الحقيقي ويبلغ عن الله وهو في حديثه يفهم قومه أنه أدى الأمانة وبلغ الرسالة فإن كفروا فسوف يستخلف الله قوما غيرهم سوف يستبدل بهم قوما آخرين وهذا معناه أن عليهم أن ينتظروا العذاب

هلاك عاد
وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن آلهتهم وتوكل على الله الذي خلقه، وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومههذا قانون من قوانين الحياة يعذب الله الذين كفروا، مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو جبابرة أو عمالقة.
انتظر هود وانتظر قومه وعدالله وبدأ الجفاف في الأرض لم تعد السماء تمطر. وهرع قوم هود إليه. ما هذا الجفاف يا هود؟ قال هود: إن الله غاضب عليكم، ولو آمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم وسخر قوم هود منه وزادوا في العناد والسخرية والكفر. وزاد الجفاف، واصفرت الأشجار الخضراء ومات الزرع وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماءوفرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولون
(هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا)
تغير الجو فجأة من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس بدأت الرياح تهب ارتعش كل شيء ارتعش تالأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام. واستمرت الريح. ليلة بعد ليلة، ويومابعد يوم كل ساعة كانت برودتها تزداد وبدأ قوم هود يفرون، أسرعوا إلى الخيام واختبئوا داخلها، اشتد هبوب الرياح واقتلعت الخيام، واختبئوا تحت الأغطية، فاشتد هبوب الرياح وتطايرت الأغطية كانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من فتحات الجسم وتدمره لا تكاد الريح تمس شيئا إلا قتلته ودمرته، وجعلته كالرميم
استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط ثم توقفت الريح بإذن ربها لم يعد باقيا ممن كفر من قوم هود إلا ما يبقى من النخل الميت مجرد غلاف خارجي لا تكاد تضع يدك عليه حتى يتطاير ذرات في الهواء
نجا هود ومن آمن معهوهلك الجبابرة وهذه نهاية عادلة لمن يتحدى الله ويستكبر عن عبادته


السؤال الرابع

كل الرسل قد كذبوا من اقوامهم ولقوا نفس الانكار بوجود الله الواحد ولقوا التحدي والتهديد والوعيد واعطى الله كل رسول معجزه وآيه0

فما هي المعجزه التي تحدى بها هود قومه؟
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #6  
قديم 18-09-2007, 02:15 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞ المسابقة الرمضانية ( الحلقة الخامسة)۞



صالح عليه السلام


نبذة

أرسله الله إلى قوم ثمود وكانوا قوما جاحدين آتاهم الله رزقا كثيرا ولكنهم عصوا ربهم وعبدوا الأصنام وتفاخروا بينهم بقوتهم فبعث الله إليهم صالحا مبشرا ومنذرا ولكنهم كذبوه وعصوه وطالبوه بأن يأتي بآية ليصدقوه فأتاهم بالناقة وأمرهم أن لا يؤذوها ولكنهم أصرواعلى كبرهم فعقروا الناقة وعاقبهم الله بالصاعقة فصعقوا جزاء لفعلتهم ونجى الله صالحا والمؤمنين



سيرته
إرسال صالح عليه السلام لثمود
جاء قوم ثمود بعد قوم عاد وتكررت قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمودكانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام هي الأخرى فأرسل الله سيدنا "صالحا" إليهم وقال صالح لقومه
(يَا قَوْمِاعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ)
نفس الكلمة التي يقولها كل نبي لا تتبدل ولا تتغير كما أن الحق لا يتبدل ولا يتغير
فوجئ الكبار من قوم صالح بما يقوله إنه يتهم آلهتهم بأنها بلاقيمة وهو ينهاهم عن عبادتها ويأمرهم بعبادة الله وحده وأحدثت دعوته هزة كبيرة في المجتمع وكان صالح معروفا بالحكمة والنقاء والخير كان قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم وقال قوم صالح له
قَالُواْ يَاصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ(62) (هود)
تأمل وجهة نظر الكافرين من قوم صالح إنهم يدلفون إليه من باب شخصي بحت لقد كان لنا رجاء فيك كنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك ثم خاب رجاؤنا فيك أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟ يا للكارثة كل شيء يا صالح إلا هذا ما كنا نتوقع منك أن تعيب آلهتنا التي وجدنا آبائنا عاكفين عليها وهكذا يعجب القوم مما يدعوهم إليه ويستنكرون ما هو واجب وحق ويدهشون أن يدعوهم أخوهم صالح إلى عبادة الله وحده لماذا؟ ما كان ذلك كله إلا لأن آبائهم كانوا يعبدون هذه الآلهة
معجزة صالح عليه السلام
ورغم نصاعة دعوة صالح عليه الصلاة والسلام فقد بدا واضحا أن قومه لن يصدقونه كانوا يشكون في دعوته واعتقدوا أنه مسحور وطالبوه بمعجزة تثبت أنه رسول من الله إليهم وشاءت إرادة الله أن تستجيب لطلبهم وكان قوم ثمود ينحتون من الجبال بيوتا عظيمة كانوا يستخدمون الصخر في البناء وكانوا أقوياء قد فتح الله عليهم رزقهم من كل شيء جاءوا بعد قوم عاد فسكنوا الأرض التي استعمروها
قال صالح لقومه حين طالبوه بمعجزة ليصدقوه
وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَتَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ(64) (هود)
والآية هي المعجزة ويقال إن الناقة كانت معجزة لأن صخرة بالجبل انشقت يوما وخرجت منها الناقة ولدت من غير الطريق المعروف للولادة ويقال إنها كانت معجزة لأنها كانت تشرب المياه الموجودة في الآبار في يوم فلا تقترب بقية الحيوانات من المياه في هذا اليوم وقيل إنها كانت معجزة لأنها كانت تدر لبنا يكفي لشرب الناس جميعا في هذا اليوم الذي تشرب فيه الماء فلا يبقى شيء للناس كانت هذه الناقة معجزة وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله(نَاقَةُ اللّهِ) أضافها لنفسه سبحانه بمعنى أنها ليست ناقة عادية وإنما هي معجزة من الله وأصدر الله أمره إلى صالح أن يأمر قومه بعدم المساس بالناقة أو إيذائها أوقتلها أمرهم أن يتركوها تأكل في أرض الله وألا يمسوها بسوء، وحذرهم أنهم إذا مدوا أيديهم بالأذى للناقة فسوف يأخذهم عذاب قريب
في البداية تعاظمت دهشة ثمود حين ولدت الناقة من صخور الجبلكانت ناقة مباركة
كان لبنها يكفي آلاف الرجال والنساء والأطفال كان واضحا إنها ليست مجرد ناقة عادية وإنما هي آية من الله وعاشت الناقة بين قوم صالح آمن منهم من آمن وبقي أغلبهم على العناد والكفر وذلك لأن الكفار عندما يطلبون من نبيهم آية ليس لأنهم يريدون التأكد من صدقه والإيمان به وإنما لتحديه وإظهار عجزه أمام البشر لكن الله كان يخذلهم بتأييد أنبياءه بمعجزات من عنده
واتجهوا إلى الذين آمنوا بصالح
يسألونهم سؤال استخفاف وزراية
أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ؟!
قالت الفئة الضعيفة التي آمنت بصالح
إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ
فأخذت الذين كفروا العزة بالإثم.
قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
هكذا باحتقار واستعلاء وغضب
تآمر الملأ على الناقة
وتحولت الكراهية عن سيدنا صالح إلى الناقة المباركة تركزت عليها الكراهية ، وبدأت المؤامرة تنسج خيوطها ضد الناقة كره الكافرون هذه الآية العظيمة ودبروا في أنفسهم أمرا
وفي إحدى الليالي انعقدت جلسة لكبار القوم وقد أصبح من المألوف أن نرى أن في قصص الأنبياء هذه التدابير للقضاء على النبي أو معجزاته أو دعوته تأتي من رؤساء القوم ، فهم من يخافون على مصالحهم إن تحول الناس للتوحيد ومن خشيتهم إلى خشية الله وحده أخذ رؤساء القوم يتشاورون فيما يجب القيام به لإنهاء دعوة صالح فأشار عليهم واحد منهم بقتل الناقة ومن ثم قتل صالح نفسه
لكن أحدهم قال: حذرنا صالح من المساس بالناقة، وهددنا بالعذاب القريب فقال أحدهم سريعا قبل أن يؤثر كلام من سبقه على عقول القوم: أعرف من يجرأ على قتل الناقة ووقع الاختيار على تسعة من جبابرة القوم وكانوا رجالا يعيثون الفساد في الأرض الويل لمن يعترضهم
هؤلاء هم أداة الجريمة اتفق على موعد الجريمة ومكان التنفيذوفي الليلة المحددةوبينما كانت الناقة المباركة تنام في سلام انتهى المجرمون التسعة من إعداد أسلحتهم وسيوفهم وسهامهم لارتكاب الجريمةهجم الرجال على الناقة فنهضت الناقة مفزوعة امتدت الأيدي الآثمة القاتلة إليها. وسالت دمائها.
هلاك ثمود
علم النبي صالح بما حدث فخرج غاضبا على قومه قال لهم: ألم أحذركم من أن تمسوا الناقة؟
قالوا: قتلناها فأتنا بالعذاب واستعجله ألم تقل أنك من المرسلين؟
قال صالح لقومهتَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ
بعدها غادر صالح قومه تركهم ومضى انتهى الأمر ووعده الله بهلاكهم بعد ثلاثة أيام
ومرت ثلاثة أيام على الكافرين من قوم صالح وهم يهزءون من العذاب وينتظرون، وفي فجر اليوم الرابع: انشقت السماء عن صيحة جبارة واحدة انقضت الصيحة على الجبال فهلك فيها كل شيء حي هي صرخة واحدة لم يكد أولها يبدأ وآخرها يجيء حتى كان كفار قوم صالح قد صعقوا جميعا صعقة واحدة
هلكوا جميعا قبل أن يدركوا ما حدث أما الذين آمنوا بسيدنا صالح فكانوا قد غادروا المكان مع نبيهم ونجوا




السؤال الخامس
كذب قوم صالح رسول ربهم وطالبوه بمعجزة تثبت أنه رسول من الله إليهم كما هو حال كل الامم ليس لأنهم يريدون التأكد من صدقه والإيمان به وإنما لتحديه وإظهار عجزه أمام البشر وقد استجاب الله وكانت تلك الايه هي ناقة الله
وردت في الحلقه اربعة اسباب تجعل من هذه الناقه معجزه وآيه فما هي؟







__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #7  
قديم 19-09-2007, 03:24 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞ المسابقة الرمضانية ( الحلقة السادسة )۞



ابراهيم عليه السلام
الجزء الاول
نبذة
هو خليل الله اصطفاه الله برسالته وفضله على كثير من خلقه كان إبراهيم يعيش في قوم يعبدون الكواكب فلم يكنيرضيه ذلك وأحس بفطرته أن هناك إلها أعظم حتى هداه الله واصطفاه برسالته وأخذ إبراهيم يدعو قومه لوحدانية الله وعبادته ولكنهم كذبوه وحاولوا إحراقه فأنجاه الله من بين أيديهم جعل الله الأنبياء من نسل إبراهيم فولد له إسماعيل وإسحاق قام إبراهيم ببناء الكعبة مع إسماعيل

سيرته

منزلة إبراهيم عليه السلام
هو أحد أولي العزم الخمسة الكبار الذين اخذ الله منهم ميثاقاغليظا وهم: نوح وإبراهيم و موسى وعيسى ومحمدصلى الله وسلم عليهم جميعا وقد كرم الله تبارك وتعالى إبراهيم تكريما خاصا فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب نحن أمام إنسان لم يكد الله يقول له أسلم حتى قال أسلمت لرب العالمين نبي هو أول من سمانا المسلمين نبي كان جدا وأبا لكل أنبياءالله الذين جاءوا بعده. نبي هادئ متسامح حليم أواه منيبيرسم القران الكريم لنا حال المشركين قبل بعثته وقد انقسمو الى اثلاث فئات:
· فئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشبية والحجرية.
· وفئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر.
· وفئة تعبد الملوك والحكام.

مواجهة عبدة الكواكب والنجوم
قرر إبراهيم عليه السلام مواجهة عبدة النجوم من قومه، فأعلن عندما رأى أحد الكواكب في الليل، أن هذا الكوكب ربه غير أن إبراهيم كان يدخر لقومه مفاجأة مذهلة في الصباح لقد أفل الكوكب الذي التحق بديانته بالأمسوإبراهيم لا يحب الآفلينفعاد إبراهيم في الليلة الثانية يعلن لقومه أن القمر ربه لكن القمر كالزهرة كأي كوكب آخر يظهر ويختفي فقال إبراهيم عدما أفل القمر
لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّين
نلاحظ هنا أنه عندما يحدث قومه عن رفضه لألوهية القمرفإنه يمزق العقيدة القمرية بهدوء ولطف كيف يعبد الناس ربا يختفي ويأفل(لَئِن لَّمْ يَهْدِنِ يرَبِّي) يفهمهم أن له ربا غير كل ما يعبدون غير أن اللفتة لا تصل إليهم ويعاود إبراهيم محاولته في إقامة الحجة على الفئة الأولى منقومه عبدة الكواكب والنجومفيعلن أن الشمس ربه لأنها أكبر من القمر وما أن غابت الشمس حتى أعلن براءته من عبادة النجوم والكواكب فكلها مخلوقات تأفل وأنهى جولته الأولى بتوجيهه وجهه للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ليس مشركا مثلهم
مواجهة عبدة الأصنام
خرج إبراهيم على قومه بدعوته قال بحسم غاضب وغيرة على الحق
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ(52)قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَاعَابِدِينَ(53)قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(54)قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ(55)قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ(56) (الأنبياء)
انتهى الأمر وبدأ الصراع بين إبراهيم وقومه.. كان أشدهم ذهولا وغضبا هو أباه واشتبك الأب والابن في الصراع فصلت بينهما المبادئ فاختلفا الابن يقف مع الله، والأب يقف مع الباطل
قال له ابوه وهو ثائر إذا لم تتوقف عن دعوتك هذه فسوف أرجمك سأقتلك ضربا بالحجارة وانتهى الأمر وأسفر الصراع عن طرد إبراهيم من بيته رغم ذلك تصرف إبراهيم كابن بار ونبي كريم خاطب أباه بأدب الأنبياء قال لأبيه ردا على الإهانات والتجريح والطرد والتهديد بالقتل
قَالَسَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا(47)وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا(48) (مريم)
وخرج إبراهيم وقررفي نفسه أمرا كان يعرف أن هناك احتفالا عظيما يقام على الضفة الأخرى من النهر وينصرف الناس جميعا إليه وانتظر حتى جاء الاحتفال وخلت المدينة التي يعيش فيها من الناسخرج إبراهيم حذرا وهو يقصد بخطاه المعبد نظر إلى تماثيل الآلهة المنحوتة من الصخر والخش بنظر إلى الطعام الذي وضعه الناس أمامها كنذور وهدايا اقترب إبراهيم من التماثيل وسألهم
أَلَا تَأْكُلُونَ
مَالَكُمْ لَا تَنطِقُونَ
ثم هوى بفأسه على الآلهةوتحولت الآلهة المعبودة إلى قطع صغيرة من الحجارة والأخشاب المهشمة إلا كبيرهم
فتسائل القوم
(قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ).
عندئذ تذكر الذين سمعوا إبراهيم ينكر على أبيه ومن معه عبادة التماثيل ويتوعدهم أن يكيد لآلهتهم بعد انصرافهم عنها!
فأحضروا إبراهيم عليه السلام وتجمّع الناس وسألوه
أَأَنتَفَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ
فأجابهم إبراهيم
(بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ)
والتهكم واضح في هذا الجواب الساخر فهي جماد لا إدراكله أصلا ويبدو أن هذا التهكم الساخر قد هزهم هزا وردهم إلى شيء من التدبر التفكر
فَرَجَعُواإِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ(64) (الأنبياء)
وكانت بادرة خير أن يستشعروا ما في موقفهم من سخفوما في عبادتهم لهذه التماثيل من ظلم لكن
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَاهَؤُلَاء يَنطِقُونَ(65) (الأنبياء)
وحقا كانت الأولى رجعة إلى النفوس وكانت الثانية نكسة على الرؤوس ثم يجيبهم
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ(66)أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ(67) (الأنبياء)
وهي قولة يظهر فيها ضيق الصدرن وغيظ النفس والعجب من السخف الذي يتجاوز كل مألوف
عندذلك أخذتهم العزة بالإثم كما تأخذ الطغاة دائما حين يفقدون الحجة ويعوزهم الدليل فيلجأون إلى القوة الغاشمة والعذاب الغليظ
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُ مْفَاعِلِينَ(68) (الأنبياء)
يتبع
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #8  
قديم 19-09-2007, 03:47 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي

نجاة إبراهيم عليه السلام من النار

وفعلا بدأ الاستعداد لإحراق إبراهيم انتشر النبأ في المملكة كلها وجاء الناس من القرى والجبال والمدن ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على الآلهة وحطمها واعترف بذلك وسخر من الكهنة وحفروا حفرة عظيمة ملئوها بالحطب والخشب وأشعلوا فيها النار وأحضروا المنجنيق وضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في المنجنيق واشتعلت النار في الحفرة وتصاعد اللهب إلى السماء. وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة اللاهبة وأصدر كبير الكهنة أمره بإطلاق إبراهيم في النار

جاء جبريل عليه السلام ووقف عند رأس إبراهيم وسأله: يا إبراهيمألك حاجة؟
قال إبراهيم: أما إليك فلا
انطلق المنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النار كانت النار موجودة في مكانها ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في الإحراق فقد أصدر الله جل جلاله إلى النارأمره بأن تكون (بَرْدًاوَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)
أحرقت النارقيوده فقط وجلس إبراهيم وسطها كأنه يجلس وسط حديقة كان يسبّح بحمد ربه ويمجّدهلم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف أو الرهبة أو الجزع كان القلب مليئا بالحب وحده ومات الخوف وتلاشت الرهبة واستحالت النار إلى سلام بارد يلطف عنه حرارة الجو.
جلس الكهنة والناس يرقبون النار من بعيدكانت حرارته اتصل إليهم على الرغم من بعدهم عنهاوظلت النار تشتعل فترة طويلة حتى ظن الكافرون أنها لن تنطفئ أبدا فلما انطفأت فوجئوا بإبراهيم يخرج من الحفرة سليما كما دخل ووجهه يتلألأ بالنور والجلال وثيابه كماهي لم تحترق وليس عليه أي أثر للدخان أو الحريق.
خرج إبراهيم من النار كما لو كان يخرج من حديقة وتصاعدت صيحات الدهشة الكافرة خسروا جولتهم خسارة مريرة وساخرة.
وَأَرَادُوابِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ(70) (الأنبياء)
مواجهة عبدة الملوك:
ذهب إبراهيم عليه السلام لملك متألّه كان في زمانه وتجاوز القرآن اسم الملك لانعدام أهميته لكن روي أن الملك المعاصرلإبراهيم كان يلقب (بالنمرود) وهو ملك الآراميين بالعراق كما تجاوز حقيقة مشاعره كما تجاوز الحوار الطويل الذي دار بين إبراهيم وبينهلكن الله تعالى في كتابه الحكيم أخبرنا الحجة الأولى التي أقامها إبراهيم عليه السلام على الملك الطاغية فقال إبراهيم بهدوء
(رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ)
قال الملك
(أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ)
أستطيع أن أحضررجلا وأقتله وأستطيع أن أعفو عن محكوم عليه بالإعدام وأنجيه من الموت وبذلك أكون قادرا على الحياة والموت.
لم يجادل إبراهيم الملك لسذاجة ما يقول غير أنه أراد أن يثبت للملك أنه يتوهم في نفسه القدرة وهو في الحقيقة ليس قادرافقال إبراهيم
(فَإِنَّاللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَالْمَغْرِبِ)
استمع الملك إلى تحدي إبراهيم صامتا فلما انتهى كلام النبي بهت الملك أحس بالعجز ولم يستطع أن يجيب لقد أثبت له إبراهيم أنه كاذب قال له إنالله يأتي بالشمس من المشرق فهل يستطيع هو أن يأتي بها من المغرب إن للكون نظما وقوانين يمشي طبقا لها قوانين خلقها الله ولا يستطيع أي مخلوق أن يتحكم فيها ولوكان الملك صادقا في ادعائه الألوهية فليغير نظام الكون وقوانينه ساعتها أحس الملك بالعجز وأخرسه التحدي ولم يعرف ماذا يقول ولا كيف يتصرف انصرف إبراهيم من قصرالملك بعد أن بهت الذي كفر.

انتهى الجزء الاول

السؤال السادس
كرم الله تبارك وتعالى إبراهيم تكريما خاصا فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه واما الذين اشركوا فقد طبع الله على قلوبهم وعقولهم
فماهي احوال المشركين قبل بعثته عليه الصلاة والسلام؟


__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #9  
قديم 21-09-2007, 05:22 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞ المسابقة الرمضانية (الحلقة السابعة) ۞



ابراهيم عليه السلام

الجزء الثاني

هجرة إبراهيم عليه السلام
انطلقت شهرة إبراهيم في المملكة كلها تحدث الناس عن معجزته ونجاته من النار وقفه مع الملك وكيف أخرس الملك فلم يعرف ماذا يقول واستمر إبراهيم في دعوته لله تعالى بذل جهده ليهدي قومه حاول إقناعهم بكل الوسائل ورغم حبه لهم وحرصه عليهم فقد غضب قومه وهجروه ولم يؤمن معه من قومه سوى امرأة ورجل واحد امرأة تسمى سارة وقد صارت فيما بعد زوجته ورجل هو لوط وقد صار نبيا فيما بعد وحين أدرك إبراهيم أن أحدا لن يؤمن بدعوته قرر الهجرة
قبل أن يهاجر دعا والده للإيمان ثم تبين لإبراهيم أن والده عدو لله وأنه لا ينوي الإيمان فتبرأ منه وقطع علاقته به خرج إبراهيم عليه السلام من بلده وبدأ هجرته سافر إلى مدينة تدعى أور ومدينة تسمى حاران ثم رحل إلى فلسطين ومعه زوجته المرأة الوحيدة التي آمنت به وصحب معه لوط الرجل الوحيد الذي آمن به
بعد فلسطين ذهب إبراهيم إلى مصر وطوال هذا الوقت وخلال هذه الرحلات كلها كان يدعو الناس إلى عبادة الله ويحارب في سبيله ويخدم الضعفاء والفقراء ويعدل بين الناس ويهديهم إلى الحقيقة والحق وكانت زوجته سارة لا تلد وكان ملك مصر قد أهداها سيدة مصريةلتكون في خدمتها وكان إبراهيم قد صار شيخا وابيض شعره من خلال عمر أبيض أنفقه في الدعوة إلى الله وفكرت سارة ماذا لو قدمت له السيدة المصرية لتكون زوجة لزوجها؟ وكان اسم المصرية "هاجر" وهكذا زوجت سارة سيدنا إبراهيم من هاجر وولدت هاجر ابنها الأول فأطلق والده عليه اسم اسماعيل


رحلة إبراهيم مع هاجر وإسماعيل لوادي مكة
استيقظ إبراهيم يوما فأمر زوجته هاجر أن تحمل ابنها وتستعد لرحلة طويلة وبعد أيام بدأت رحلة إبراهيم مع زوجته هاجر ومعهما ابنهما اسماعيل وكان الطفل رضيعا لم يفطم بعد حتى دخل إلى صحراء الجزيرة العربية وقصد إبراهيم واديا ليس فيه زرع ولا ثمر ولا شجر ولا طعام ولا مياه ولاشراب كان الوادي يخلو تماما من علامات الحياة وصل إبراهيم إلى الوادي وهبط من فوق ظهر دابته وأنزل زوجته وابنه وتركهما هناك ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام وقليلا من الماء ثم استدار وتركهما وسار أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: هلالله أمرك بهذا؟
قال إبراهيم عليه السلام: نعم
قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا
وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله
(رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍع عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ)
أرضعت أم إسماعيل ابنها وأحست بالعطش كانت الشمس ملتهبة وساخنة وتثير الإحساس بالعطش بعد يومين انتهى الماء تماما وجف لبن الأم وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش كان الطعام قد انتهى هو الآخر وبدا الموقف صعبا وحرج اللغاية

ماء زمزم
بدأ اسماعيل يبكي من العطش وتركته أمه وانطلقت تبحث عن ماء راحت تمشي مسرعة حتى وصلت إلى جبل اسمه "الصفا" فصعدت إليه وراحت تبحث بهما عن بئر أو إنسان أو قافلة لم يكن هناك شيء ونزلت مسرعة من الصفا حتى إذا وصلت إلى الوادي راحت تسعى سعي الإنسان المجهد حتى جاوزت الوادي ووصلت إلى جبل "المروة" فصعدت إليه ونظرت لترى أحدا لكنها لم تر أحدا وعادت الأم إلى طفلها فوجدته يبكي وقد اشتد عطشه وأسرعت إلى الصفا فوقفت عليه وهرولت إلى المروة فنظرت من فوقه وراحت تذهب وتجيء سبع مرات عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة وجلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش
وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتهما رحمة الله فانفجرت بئر زمزم وفار الماء أنقذت حياتا الطفل والأم راحت الأم تغرف بيدها وهي تشكر الله وشربت وسقت طفلها وبدأت الحياة تدب في المنطقة صدق ظنها حين قالت : لن نضيعما دام الله معنا
وبدأت بعض القوافل تستقر في المنطقة وجذب الماء الذي انفجر من بئر زمزم عديدا من الناس وبدأ العمران يبسط أجنحته على المكان


الأمر بذبح إسماعيل عليه السلام
امر الله تعالى سيدنا ابراهيم واسماعيل بان يبنيا الكعبة فبدا ابراهيم في بنائه واسماعيل يناوله الحجارة حتى اكتمل البيت وبقي موضع لحجرفي احد الاركان فوضع ابراهيم الحجر الاسود في ذلك الموضع وهو من احجارالجنه ثم ارسل الله تعالى جبريل عليه السلام الى ابراهيم واسماعيل بعد انانتهيا من بناء البيت ليعلمهما مناسك الحج وبعد ذلك امر الله تعالى ان يؤذن في الناس بالحج فلما سال ابراهيم ربه :يارب وما يبلغ صوتى؟ اى صوت ضعيف لن يسمعه كل الناس فاوحى الله تعالى اليه عليك الاذان والبلاغ ويقول المؤرخون : ان ابراهيم عليه السلام نادى : يا عباد الله ان ربكم قد بنى بيتا فحجوة واجيوا داعى الله فسمعه جميع الاحياء في مشارق الارض ومغاربها ممن امنوا بالله تعالى كانت الكعبه بذلك هى اول بيت وضع للناس لعباده الله في حين كانت بقيه الشعوب والقبائل في ذلك الوقت تشيد البيوت والمعابد لعباده الاصنام والتماثيل وابتلى الله تعالى إبراهيم بلاء عظيما فبعد ان اتماء البناء رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه الوحيد وإبراهيم يعمل أن رؤيا الأنبياء وحي انظر كيف يختبر الله عباده تأمل أي نوع من أنواع الاختبار نحن أمام نبي قلبه أرحم قلب في الأرض اتسع قلبه لحب الله وحب من خلق جاءه ابن على كبر وقد طعن هو في السن ولا أمل هناك في أن ينجب ثم ها هو ذا يستسلم للنوم فيرى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي ليس له غيره
فكر إبراهيم أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا هذا أفضل انتهى الأمر وذهب إلى ولده
(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى)
انظر إلى تلطفه في إبلاغ ولده وترك الأمر لينظر فيه الابن بالطاعة إن الأمر مقضي في نظر إبراهيم لأنه وحي من ربه فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ أجاب اسماعيل هذا أمر يا أبي فبادر بتنفيذه
(يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)
تأمل رد الابن إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده (إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) هو الصبر على أي حال وعلى كل حال وربما استعذب الابن أن يموت ذبحا بأمر من الله ها هو ذا إبراهيم يكتشف أن ابنه ينافسه في حب الله لا نعرف أي مشاعر جاشت في نفس إبراهيم بعد استسلام ابنه الصابر
ينقلنا الحق نقلة خاطفة فإذا اسماعيل راقد على الأرض وجهه في الأرض رحمة به كيلا يرى نفسه وهو يذبح وإذا إبراهيم يرفع يده بالسكين وإذا أمر الله مطاع استخدم القرآن هذا التعبير (فَلَمَّا أَسْلَمَا) هذا هو الإسلام الحقيقي تعطي كل شي ءفلا يتبقى منك شيء عندئذ فقط وفي اللحظة التي كان السكين فيها يتهيأ لإمضاء أمره نادى الله إبراهيم انتهى اختباره وفدى الله اسماعيل بذبح عظيم وصار اليوم عيدا لقوم لم يولدوا بعد هم المسلمون
ومضت قصة إبراهيم ترك ولده اسماعيل وعاد يضرب في أرض الله داعيا إليه خليلا له وحده ومرت الأيام كان إبراهيم قد هاجر من أرض الكلدانيين مسقط رأسه في العراق وعبر الأردن وسكن في أرض كنعان في البادية ولم يكن إبراهيم ينسى خلال دعوته إلى الله أن يسأل عن أخبار لوط مع قومه وكان لوط أول من آمن به وقد أثابه الله بأن بعثه نبيا إلى قوم من الفاجرين العصاة


السؤال السابع

ابتلا الله خليلة سيدنا ابراهيم عليه السلام ببلاء مبين بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الأعصاب ورغم حدة الشدة وعنت البلاء كان إبراهيم هو العبد الذي وفى وزاد على الوفاء بالإحسان

فما هو هذا البلاء الذي ابتلي به عليه الصلاة والسلام؟
__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

  #10  
قديم 21-09-2007, 06:01 AM
الصورة الرمزية منيع البوح
منيع البوح منيع البوح غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: العاصمة المقدسة
الجنس :
المشاركات: 3,676
الدولة : Saudi Arabia
افتراضي ۞ المسابقة الرمضانية( الحلقة الثامنة)۞



لوط عليه السلام
نبذة
أرسله الله ليهدي قومه ويدعوهم إلى عبادة الله وكانوا قوما ظالمين يأتون الفواحش ويعتدون على الغرباء وكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء فلما دعاهم لوط لترك المنكرات أرادوا أن يخرجوه هو وقومه فلم يؤمن به غير بعض من آل بيته أما امرأته فلم تؤمن ولما يئس لوط دعا الله أن ينجيهم ويهلك المفسدين فجاءت له الملائكة وأخرجوا لوط ومن آمن به وأهلكوا الآخرين بحجارة مسومة

سيرته
حال قوم لوط
دعى لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عن كسب السيئات والفواحشواصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضةوحكموا على لوط وأهله بالطرد من القرية فقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة كانوا يقطعون الطريق ويخونون الرفيق ويتواصون بالإثم ولا يتناهون عن منكر وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمينكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء
لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط فصارالرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطردكانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أوضيف لم ينقذه من أيديهم أحد وكانوا يقولون للوط استضف أنت النساء ودع لناالرجال واستطارت شهرتهم الوبيلة وجاهدهم لوط جهادا عظيما وأقام عليهم حجته ومرت الأيام والشهور والسنوات وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد لم يؤمن به غير أهل بيته حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعاكانت زوجته كافرة
وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء برسالة لوط عليه السلام فكانوا يقولون
(ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنكُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
فيئس لوط منهم ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين

ذهاب الملائكة لقوم لوط


خرجت الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط بلغوا أسوار سدوم وابنة لوط واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر رفعت وجهها فشاهدتهمفسألها أحدالملائكةيا جارية:هل من منزل؟
قالت [وهي تذكر قومها] مكانكم لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكمأسرعت نحو أبيه افأخبرته فهرع لوط يجري نحوالغرباءفلم يكد يراهم حتى
(سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) سألهم: من أين جاءوا؟ وما هي وجهتهم؟ فصمتوا عن إجابته وسألوه أن يضيفهم استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد
قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه وعاد يسير معهم ويلوي عنق الحديث ويقسره قسرا ويمضي به إلى أهل القريةحدثهم أنهم خبثاء. أنهم يخزون ضيوفهمحدثهم أنهم يفسدون في الأرض وكان الصراع يجري داخله محاولا التوفيق بين أمرينصرف ضيوفه عن المبيت في القرية دون إحراجهم وبغير إخلال بكرم الضيافة عبثا حاول إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم دون نزول بهذه القرية

سقط الليل على المدينة صحب لوط ضيوفه إلى بيته لم يرهم من أهل المدينة أحد لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره أسرعت إلى قومها وأخبرتهم الخبر وانتشر الخبر مثل النار في الهشيم وجاء قوم لوط له مسرعين تساءل لوط بينه وبين نفسه: من الذي أخبرهم؟ وقف القوم على باب البيت خرج إليهم لوط متعلقا بأمل أخير، وبدأ بوعظهم:
(هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُلَكُمْ)
قال لهم: أمامكم النساء -زوجاتكم- وهن في حكم بناتي هن أطهر فهن يلبين الفطرة السوية كما أن الخالق -جلّ في علاه- قد هيّئهن لهذا الأمر (فَاتَّقُواْ اللّهَ) يلمس نفوسهم من جانب التقوى بعد أن لمسها من جانب الفطرة اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه
(وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي)
هي محاولة يائسة لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم و ينبغي عليهم إكرام الضيف لا فضحه
(أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ)
أليس فيكم رجل عاقل؟ إن ما تريدونه -لو تحقق- هو عين الجنون
إلا أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة ولا القلب الجامد الميت ولا العقل المريض الأحمق ظلت الفورة الشاذة على اندفاعهاأحس لوط بضعفه وهو غريب بين القوم نازح إليهم من بعيد بغير عشيرة تحميه ولا أولاد ذكور يدافعون عنه دخل لوط غاضبا وأغلق باب بيته كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتينفدهش لوط من هدوئهم وازدادت ضربات القوم على الباب وصرخ لوط في لحظة يأس خانق
(قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)
تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه غاب عن لوط في شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه

هلاك قوم لوط
عندما بلغ الضيق ذروته وقال النبي كلمته تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة أفهموه أنه يأوي إلى ركن شديدفقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف نحن ملائكة ولن يصل إليك هؤلاء القومثم نهض جبريل عليه السلام وأشار بيده إشارة سريعة ففقد القوم أبصارهم
التفتت الملائكة إلى لوط وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال لا يلتفت منهم أحد كي لايصيبه ما يصيب القوم أي عذاب هذا؟ هو عذاب من نوع غريب يكفي لوقوعه بالمرء مجرد النظر إليه أفهموه أن امرأته كانت من الغابرين امرأته كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم
سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح(أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)؟
خرج لوط مع بناته وزوجته ساروا في الليل وغذوا السير واقترب الصبح كان لوط قد ابتعد مع أهله ثم جاء أمر الله تعالىقال العلماء: اقتلع جبريل عليه السلام بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد رفعها جميعا إلى عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم قلب المدن السبع وهوى بها في الأرض أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا ومعلمة بأسمائهم ومقدرة عليهم استمر الجحيم يمطرهم وانتهى قوم لوط تماما لم يعد هناك أحد نكست المدن على رؤوسها وغارت في الأرض حتى انفجر الماء من الأرض هلك قوم لوط ومحيت مدنهم

كان لوط يسمع أصوات مروعة وكان يحاذر أن يلتفت خلفه نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت تهرأ جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من الملح
قال العلماء: إن مكان المدن السبع بحيرة غريبة ماؤها أجاجوكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر الملحة وفي هذه البحيرة صخور معدنية ذائبة توحي بأن هذه الحجارة التي ضرب بها قوم لوط كانت شهبا مشعلة يقال إن البحيرة الحالية التي نعرفها باسم "البحر الميت" في فلسطين هي مدن قوم لوط السابقة
انطوت صفحة قوم لوط انمحت مدنهم وأسمائهم من الأرض سقطوا من ذاكرة الحياة والأحياء وطويت صفحة من صفحات الفساد وتوجه لوط إلى إبراهيم زار إبراهيم وقص عليه نبأ قومه وأدهشه أن إبراهيم كانيعلم ومضى لوط في دعوته إلى الله مثلما مضى الحليم الأواه المنيب إبراهيم فيدعوته إلى الله مضى الاثنان ينشران الإسلام في الأرض



السؤال الثامن

يقول لوط واعظا لقومه (هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُلَكُمْ) ولكن هذه المواعظ لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة ولا القلب الجامد الميت ولا العقل المريض

بماذا كان يقصد لوط عليه السلام بقوله هَـؤُلاء بناتي هن اطهر لكم؟

__________________
أسأل الله ان يرزقني رقة كرقة قلبك

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 232.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 226.00 كيلو بايت... تم توفير 6.03 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]