عصر الإمام الشاطبي من الناحية السياسية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2020, 03:23 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي عصر الإمام الشاطبي من الناحية السياسية

عصر الإمام الشاطبي من الناحية السياسية


الشيخ وليد بن فهد الودعان




لا شك أن كل إنسان مرتبط بعصره، ومتأثر بمصره، ومعرفة العصر والمصر الذي عاش فيه الإنسان مما يعين على فهم آرائه وتصوُّر شخصيته؛ فالإنسان ابن زمانه ومكانه، وفي هذه المقدمة عن حياة الشَّاطبي نعرض للعصر الذي عاش فيه، وسأقتصر في دراسة ذلك على النواحي السياسية، والاجتماعية، والعلمية، ونبدأ هنا بعصره من الناحية السياسية:
عاش الشَّاطبي حياته بالأندلس، وعلى وجه الخصوص بمدينة غَرْناطة[1]، وهي إحدى مدن كورة إلبيرة[2]، في جنوب بلاد الأندلس، وفي هذا القرن الذي عاش فيه، وهو القرن الثامن، كانت غرناطة عاصمةَ مملكة غرناطة، التي كانت في ظل دولة بني نصر المعروفين ببني الأحمر، وكان تأسيس هذه الدولة على إثر انهيار دولة الموحدين[3] بالأندلس، وفي وسط الفوضى السياسية التي كانت تسود الأندلس بكاملها[4]، وكان ذلك على يد مؤسسها محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن محمد بن خميس بن نصر بن الأحمر، والملقب بالغالب بأمر الله عام 629هـ، وقد تمكن عام 635هـ من اتخاذ غرناطة عاصمة ملكه، واستطاع أن يتوسع في سلطانه بعد أن خاض معارك لفرض سيطرته على بعض مدن الأندلس، حتى استطاع أن يمتد سلطانه إلى المرية[5] وما حولها، فاجتمع عليه القوم بجنوب الأندلس، وأصبحت هذه الدولة ملاذ المسلمين الفارين من جحيم النصرانية[6].

وقد تولى الملك إلى أن توفي سنة 671هـ، ثم وَلِيَ بعده ابنه أبو عبدالله محمد إلى أن توفي سنة 701هـ، ثم تولى ابنه أبو عبدالله محمد إلى أن خلع عام 708هـ، ثم تولى أخوه نصر أبو الجيوش، وارتبك أمره، وطلب الأمر ابن عم أبيه أبو الوليد إسماعيل بن فرج بن إسماعيل، فتغلب على الإمارة عام 713هـ، واستمر في الحكم حتى قتل عام 725هـ، وتولى الأمر من بعده ولده محمد حتى قتله جنده عام 734هـ، فتولى بعده أخوه أبو الحجاج يوسف، ودام ملكه إلى عام 755هـ، إلى أن قتل، فتولى الأمر من بعده ابنه محمد الغني بالله، وامتد ملكه إلى سنة 760هـ، حيث ثار عليه أخوه إسماعيل، فتولى الملك إلى أن قتل عام 761هـ، فتولى ابن عمه الذي قتله محمد بن إسماعيل، حتى عاد الملك عام 763هـ إلى محمد بن يوسف، واستمر في الملك إلى أن توفي سنة 793هـ، واستمر ملك هذه المملكة إلى أن سلَّمها آخرُ ملوكها لنصارى الإسبان، وخرجت من حوزة المسلمين عام 897هـ[7].

ومن خلال هذا العرض يظهر أن الشَّاطبي عاصر جملة من ملوك هذه الدولة، وهم:
السلطان محمد بن إسماعيل من 725هـ - إلى 732هـ.
السلطان يوسف بن إسماعيل من 734هـ - إلى 755هـ.
السلطان محمد بن يوسف من 755هـ - إلى 760هـ، ثم من 763هـ - إلى 793هـ.
السلطان إسماعيل بن يوسف من 760هـ - إلى 761هـ.
السلطان محمد بن إسماعيل بن فرج من 761هـ - إلى 763هـ.

ويلاحظ أن الشَّاطبي عاش طيلة حياته في ظل هذه المملكة الصغيرة، وغالب هذه الفترة كانت فترة استقرار، إلا أنه تخللها جملة من الاضطرابات، فلم تكن الحياة مستقرة تمامًا.

وكان هذا القرن بجملته يشهد قمة الازدهار السياسي لدولة بني الأحمر والهدوء السياسي[8]، وهذا مؤثر بدوره في استقرار الحياة العلمية والاجتماعية.


[1] غرناطة بفتح أوله وسكون ثانيه، ويقال: الصحيح أغرناطة، وهي مدينة أندلسية مشهورة، تقع في الشمال الغربي من جبل شلير، وقيل: إن معنى غرناطة رمانة بلسان عجم الأندلس، وسمي البلد بذلك لحسنه، وقيل: إنها مشتقة من اسم إحدى القبائل البربرية، وقد بناها حبوس بن ماكسن الصنهاجي في بداية القرن الخامس الهجري، وهي أعظم مدن كورة إلبيرة وأحسنها وأحصنها، يشقها نهران، أحدهما يلقط منه سحالة الذهب، وقد حظيت هذه المدينة بمنزلة خاصة لدى المسلمين؛ لأنها كانت آخر معاقل الإسلام بالأندلس؛ ولذلك أطلق عليها القلصادي في رحلته (162): " كرسي الأندلس"، وقال عنها ابن بطوطة في رحلته: "قاعدة بلاد الأندلس، وعروس مُدنها، وخارجها لا نظير له في بلاد العالم"؛ انظر: للحديث عنها: معجم البلدان (4/ 221) الروض المعطار (45) الإحاطة (1/ 91) معيار الاختيار (113) اللمحة البدرية (21) تاريخ أربل (1/ 425) نفح الطيب (1/ 147) رحلة الأندلس لمحمد البتنوني (125) غرناطة وآثارها الفاتنة لعبدالرحمن زكي (24) سلسلة محاضرات في أدب الأندلس وتاريخها (58) دولة الإسلام في الأندلس (58).

[2] إلبيرة: الألف فيه ألف قطع، وهي بوزن إخريطة، وبعضهم يقول: يلبرة، ويقال: إن الأصح لبيرة، وهي منطقة كبيرة بالأندلس، كانت من قواعد الأندلس الجليلة، والأمصار النبيلة، ضربت في الفتن التي حدثت بالأندلس، وانتقل أهلها إلى غرناطة، وهي تحوي عدة مدن، كغرناطة وغيرها، وكانت تسمى دمشق؛ لنزول جند دمشق عند الفتح فيها؛ انظر لها: معجم البلدان (1/ 289) الروض المعطار (28) نفح الطيب (1/ 147، 149).

[3] دولة الموحدين: هي دولة إسلامية قامت في شمال أفريقيا والأندلس، أسسها زعيم من البربر اسمه محمد بن عبدالله بن تومرت، كان ثوري النزعة، زار الشرق الإسلامي وقرطبة، وأخذ عن جملة من العلماء، ثم عاد إلى المغرب ونشر دعوته سنة 515هــ، فانضمت إليه القبائل، وتألف منها جيش أصبح دعامة الموحدين، ثم خلفه تلميذه عبدالمؤمن بن علي، فتغلب على المرابطين، وملك قرطبة وغرناطة والأندلس، وأصبح المغرب كله يؤلف دولة واحدة من الأندلس إلى برقة، وقد بلغت الدولة ذروة مجدها في عهد أبي يوسف يعقوب المنصور الذي انتصر على الإسبان في معركة الأرك سنة 591هـ، ثم انهارت دولتهم وتقسمت، ثم سقطت حين استولى المرينيون على مراكش سنة 668هـ؛ انظر: المعجب في تلخيص أخبار المغرب (126 وما بعدها 200، 241) الموسوعة العربية الميسرة (2/ 1772).

[4] انظر: العبر وديوان المبتدأ والخبر (6/ 348) نفح الطيب (1/ 426 وما بعدها) نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار (1/ 537) دولة الإسلام في الأندلس (6 / 38).


[5] المريَّة: بفتح الميم ثم كسر الراء وتشديد الياء، مدينة كبيرة من مدن إلبيرة، أمر ببنائها الناصر لدين الله عبدالرحمن بن محمد الأموي سنة 344هـ، وهي تقع جنوب شرق الأندلس، وكانت أشهر مراسي الأندلس وأعمرها؛ انظر: معجم البلدان (5/ 140) الروض المعطار (537) معيار الاختيار (100).

[6] انظر: الإحاطة (2/ 98) دولة الإسلام في الأندلس (6/ 39) غرناطة وآثارها الفاتنة (33).

[7] انظر: نفح الطيب (1/ 431)، وانظر لسقوط الأندلس: دولة الإسلام في الأندلس (6/ 191 وما بعدها)، غرناطة وآثارها الفاتنة (38).

[8] انظر: شجرة النور الزكية (التتمة 143) سلسلة محاضرات عامة في أدب الأندلس وتاريخها (61).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.77 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]