مصعب بن عمير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7820 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859373 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393688 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215905 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-03-2020, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي مصعب بن عمير

مصعب بن عمير
عباس توفيق


نسبه:
هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي العبدري[1] ويكنى أبا محمد[2] وأبا عبد الله[3].
وأمه هي خناس بنت مالك بن المضرب بن وهب بن حُجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي[4].
ولادته وصفته:
ولد مصعب بن عمير في مكة لأسرة غنية مترفة، وانعكس هذا الغنى على حاله ومظهره وملبسه، ولعله كان أنعم فتىً وأكثرهم نضارة وطراوة. وكان في الرابعة والعشرين من عمره يوم بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وكان - رضي الله عنه - رقيق البشرة حسنَ اللمة ليس بالقصير ولا بالطويل[5]، وكان حسن الخلق جداً وقلما يخالف خلانه[6].
إسلامه:
كان مصعب، الذي اشتهر بين المسلمين بمصعب الخير، من السابقين الأولين في الإسلام، أسلم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دار الأرقم، وأخفى إسلامه حذراً من أهله ومن أمه على نحو خاص التي كانت ذات شخصية طاغية. وصار يتردد سراً على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن عثمان بن طلحة لمحه وهو يدلف إلى دار الأرقم فوشى به فوثقه أهله ولم يزل محبوساً إلى أن تمكن من الهرب منهم وهاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا[7]. ولما رأت أمه تغيُّر حالِه وأنه في ضيق وشدة تركتْ عذْله[8].
وأورد ابن سعد رواية، ربما انفرد بها، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه، وكان خِدْناً ومصاحباً لمصعب منذ إسلامه وحتى استشهاده، أنه خرج إلى الهجرتين جميعاً بأرض الحبشة[9]، ثم عاد إلى مكة.
قساوة حياته في الاسلام:
لم تدم لمصعب رفاهة العيش التي كان ينعم بها، فقد كان اعتناقه الاسلام سبباً لحرمانه مما كان فيه وانقلاب حاله حتى صار يستثير الشفقة والأسى. فقد أقبل يوماً وعليه خِرق من ثياب على مجلسٍ اجتمع فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه، فلما رآه الصحابة نكسوا رؤوسهم رحمةً له ألا يجدوا عندهم ما يغيّرون به حاله. وأثنى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: (( الحمد لله لَيَقْلبِ الدنيا بأهلها، لقد رأيت هذا، يعني مصعباً، وما بمكة فتى من قريش أنعم عند أبويه نعيماً منه، ثم أخرجَه من ذلك الرغبة في الخير في حب الله ورسوله))[10].
ولا تعكس هذه الشهادة قوة إيمان مصعب وحسب بل تدل على روح زاهدة في سنٍّ كان غيره يستمتع فيها بمتع الحياة ونعيمها. ولهذه الخصيصة المميزة التي انطوى عليها لم يستسلم لما كان يلاقيه من الشظف والبلاء اللذين لم يعْتدهما وكان يشقّ عليه تحملهما، ولم يرجع عن الطريق الذي اختاره. ووصف سعد بن أبي وقاص مدى الجهد الذي بلغ مصعباً في الإسلام بأنْ قال: " حتى لقد رأيتُ جلده يتحشّف كما يتحشف جلد الحية، ولقد رأيتُه ينقطع به فما يستطيع أن يمشي فنعرض له القِسيَّ ثم نحمله على عواتقنا"[11]!
هجرته إلى المدينة:
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصعب بن عمير بعد العقبة الأولى إلى المدينة ليعلم الناس الإسلام ويفقههم في الدين ويقرئهم القرآن، فجاءها ونزل على أسعد بن زرارة. وعُرف في المدينة بالمقرئ وكان يصلي بالناس لأن كلاً من الأوس والخزرج يومئذ لم يرغبوا في أن يؤم بعضهم بعضاً[12]. وكان يأتي اهل المدينة في دورهم وقبائلهم ومعه أسعد بن زرارة يتحدث عن الاسلام ويدعو إليه ويقرأ عليهم القرآن، وأسلم على يديه كثير من الناس ومنهم أسيد بن حضير وسعد بن معاذ اللذان كان لإسلامهما أثر كبير في انتشار الإسلام في بيوت المدينة[13].
وحين ازداد عدد المسلمين كتب مصعب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستأذنه في إقامة الجمعة بهم، فأذن له فجمّع بهم أول جمعة في الاسلام في دار سعد بن خيثمة وهم اثنا عشر رجلا[14].
وأورد ابن إسحاق بسنده عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك رواية مختلفة فيمن أقام الجمعة، وذلك أنه كان يقود كعباً بعد ذهاب بصره وكان إذا سمع نداء الجمعة دعا لأسعد بن زرارة، فسأله فقال لأن أسعد هو أول من جمّع بالناس في المدينة لما بلغ عدد المسلمين فيها أربعين[15].
وإذ وصل عدد المسلمين في المدينة إلى سبعين من الأوس والخزرج جاء بهم مصعب - رضي الله عنه - إلى مكة لموافاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العقبة الثانية. ولكنه أقبل أولاً بنفسه على منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأخبره عن الأنصار، وسرّتْ أخبارُه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -[16].
وعلمت أمه بوجوده في مكة فأرسلت إليه تعاتبه لعدم ابتدائه بها فقال لها ما كان ليبدأ أحداً قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[17]. وكان من شأن هذا الموقف أن يجعلها تدرك صلابته في دينه وعدم إيثار أحدٍ آخر، كائناً من كان، على رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
غير أنها بقيت راغبة أشد الرغبة في أن يعود ولدها عن معتقده واستفززتْه بالقول وهددتْه بالحبس فما كان منه إلا أن أنبأها أنه سيقتل من يتعرض له ويقف في سبيله. وإلى جانب هذا الموقف الصلب الرادع فإنه دعاها إلى اعتناق الاسلام لحرصه عليها بأن تنعم بخير التوحيد، ولكنها لم تستجب له وتركته باكيةً لينصرف وما هو عليه[18]، وقد كسر بقوة روحه وإيمانه شخصيتها الطاغية الماحقة.
وأقام في مكة إلى نهاية صفر وقدِم المدينة قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باثنتي عشرة ليلة[19].
المؤاخاة:
آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين مصعب بن عمير وأبي ايوب الأنصاري[20]، ويقال بينه وبين ذكوان بن عبد قيس أو بينه وبين سعد بن أبي وقاص[21]. وربما حصلت هذه المؤاخاة مرتين وفي زمنين مختلفين مع سعد بن أبي وقاص في مكة ومع أبي أيوب الأنصاري في المدينة.
جهاده وثباته:
شهد مصعب بدراً وكان يحمل فيها لواءً أبيض للمسلمين، وأمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رايتان سوداوان إحداهما بيد علي بن أبي طالب والأخرى بيد رجل من الأنصار[22].
وكان أخوه الشقيق أبو عزيزٍ بن عمير بن هاشم في الأسارى، فقال مصعب لأبي اليَسَر الأنصاري الذي أسره " شُدَّ يديك به فإن أمّه ذات متاع لعلها تفديه منك"[23]، واستعجب أبو عزيز من موقف أخيه وقال له: " يا أخي هذه وصاتك بي؟ فقال له مصعب: هو أخي دونك"، وفدته أمه بأربعة آلاف درهم[24].
وكذلك كان لواء المسلمين معه في معركة أحد التي جرت على رأس اثنين وثلاثين شهراً من الهجرة النبوية[25]، وكان ممن ثبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقاتل دونه.

استشهاده:
كان مصعب يحمل لواء المسلمين في أحُد ورآه ابن قمئة (قميئة) الليثي فظنه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل عليه وكان فارساً وضرب يده اليمنى التي كان يحمل بها اللواء فقطعها فأخذ اللواء بيسراه فضربها وقطعها فما كان منه إلا أن حنا عليه بعضديه وكان في كل هذه الأحوال يقرأ قوله - تعالى -: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)[26] مما زاد فيما يبدو من قناعة ابن قمئة أنه يضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء[27]، فرجع ابن قمئة إلى قريش مزهواً وهو يقول: قتلت محمداً[28].
ووقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مصعب وهو صريع فقرأ قوله - تعالى -: ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)[29]، ثم قال: (( إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة، ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس زوروهم وأْتوهم وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة إلا رَدّوا - عليه السلام -))[30]، ثم أمر بدفنه.
ولم يجد المسلمون لدفن مصعب غير نمرة (ثوب) تركها، وكانت تقصر عن تغطيته كاملاً فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: (( غطوا بها رأسه واجعلوا على رجله الإذخر))[31]. ونزل في قبره أخوه أبو الروم بن عمير وعامر بن ربيعة وسويبط بن سعد بن حرملة[32].
وكان يومَ استشهاده ابن أربعين عاماً أو يزيد قليلاً[33].
--------------------------------
[1] الطبقات الكبرى 3: 85-86، أسد الغابة 5: 175

[2] الطبقات الكبرى 3: 86

[3] الإصابة 6: 98، أسد الغابة 5: 175

[4] الطبقات الكبرى 3: 86

[5] المصدر السابق 3: 90

[6] المصدر السابق 3: 87

[7] الإصابة 6: 98، الطبقات الكبرى 3: 86، أسد الغابة 5: 175

[8] الطبقات الكبرى 3: 86

[9] المصدر السابق 3: 87

[10] المصدر السابق 3: 86

[11] سير أعلام النبلاء 1: 148، وينظر أسد الغابة 5: 175

[12] السيرة النبوية لاين هشام 1: 434-435

[13] المصدر السابق 1: 436-437، الطبقات الكبرى 3: 87

[14] الطبقات الكبرى 3: 87-88

[15] السيرة النبوية لابن هشام 1: 435

[16] الطبقات الكبرى 3: 88

[17] المصدر السابق

[18] المصدر السابق

[19] المصدر السابق

[20] السيرة النبوية لابن هشام 1: 506

[21] الطبقات الكبرى 3: 88

[22] السيرة النبوية لابن هشام 1: 612-613

[23] المصدر السابق 1: 645

[24] المصدر السابق 1: 646

[25] أسد الغابة 5: 175، وينظر السيرة النبوية لابن هشام 2: 66

[26] آل عمران 144

[27] الطبقات الكبرى 3: 89

[28] السيرة النبوية لابن هشام 2: 73

[29] الأحزاب 23

[30] الطبقات الكبرى 3: 89-90، أسد الغابة 5: 175، وحكم عليه الذهبي في تاريخ الاسلام 2: 207 بأنه مرسل

[31] صحيح البخاري حديث رقم 4047، 4082

[32] الطبقات الكبرى 3: 90

[33]أسد الغابة 5:175 الطبقات الكبرى 3: 90.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



 

[حجم الصفحة الأصلي: 57.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.29 كيلو بايت... تم توفير 2.35 كيلو بايت...بمعدل (4.07%)]