التـــتـــرّس بالنــــــص - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         منيو إفطار 19 رمضان.. طريقة عمل الممبار بطعم شهى ولذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          جددي منزلك قبل العيد.. 8 طرق بسيطة لتجديد غرفة المعيشة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لمسات بيانية الجديد 12 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أسئلة بيانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 26 - عددالزوار : 637 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 270 )           »          معنى حديث «من ستر مسلماً ستره الله..» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ركعتا تحية المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم صيام من دخل بعض الماء إلى جوفه دون قصد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-02-2019, 05:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,628
الدولة : Egypt
افتراضي التـــتـــرّس بالنــــــص

التـــتـــرّس بالنــــــص





طرحتُ ذات يوم فكرةً خَطَرَتْ، هي إلى الظن أقرب منها إلى اليقين، واقْتَرَح عليّ أحد الفضلاء؛ أن أعزّز هذه الفكرة بالبحث عن نص شرعي يساندها، حتى يمكن مرورها وتقبّلها.
ودون شك فالنص المحكم (قرآناً، أو سنة صحيحة) هو محل قناعة كل مؤمن، }وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {[الأحزاب: 36]، فالمؤمن إذا فهم النص فهماً علمياً صحيحاً؛ انقاد لهذا المفهوم وسلّم له، وبنى عليه، فهو حقيقة علمية لا تحتاج إلى استدلال آخر، بعد ثبوتها بأقوى الأدلة (الوحي)، وإن كان الحق يقوى بتضافر الأدلة وتكاثرها.. وإن لم يفهم معناه، أو لم يجزم به، آمن به إيماناً إجمالياً على القاعدة التي كان يقولها الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ : "آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله".
بيد أنني أشير إلى فارق كبير بيننا وبين سلفنا في تعظيم النّص: كان السلف يعظمون النص في قلوبهم، حتى إن أحدهم لا يتجرأ على أن ينسب اجتهاده لنص؛ خشية أن يكون الخلل في فهمه هو، فيبقى النص متعالياً سامياً، ما دام أن المسألة فيها أخذ وَردّ.. وأحياناً يكونون أكثر صراحة؛ فيشيرون إلى أن رأيهم أو موقفهم هو رأي أو اجتهاد وليس أكثر.. وحتى حين يكونون بحاجة إلى "دعم النّص" لهم، أو أن يتترسوا بالنص في مواجهة خصوم أو أعداء فكريين أو ميدانيين، كان إيمانهم العظيم، وأمانتهم التّامة، وصدقهم الصارم، لا ينسيهم التفريق بين النص والرأي والاجتهاد.. حتى إن علياً ـ رضي الله عنه ـ، كان يصرّح في مواجهة من يزكّون اجتهاده وعلمه، وينسبونه إلى الوحي ويقول: "وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فَهْمًا يُعْطَى رَجُلٌ فِي كِتَابِهِ وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ.. وفيها: الْعَقْلُ وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ وَأَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ"، كما في صحيح البخاري. وبشكل أوضح وأصرح وأدل على المعنى المقصود، يقول قيس بن عباد: قُلْتُ لِعَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ : أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا، أَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ؛ فَقَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ وَلَكِنَّهُ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ! رواه أبو داود وأحمد بسند صحيح. كان علي ـ رضي الله عنه ـ، بأمس الحاجة إلى التترس بنص أو مفهوم نص، أو شبهة نص، أو الاتكّاء على فهم فهمه هو، وهو الذي أُعطي فهماً في كتاب الله، ولن يعجزه أن يجد في عمومات النص ودلالاتها ما يعزز موقفه، وأن ينزّل آيات السمع والطاعة لصالحه، وآيات النفاق والتردد والتراجع ضد خصومه، وآيات الجهاد حتى لا تكون فتنة لتسويغ اجتهاده.. ولكن عظمته رضي الله عنه، ومسؤوليته عن البلاغ، وكمال تجرده، وإخلاصه لربه، ووفائه لرسوله، صلى الله عليه وسلم، جعلته يعلنها صريحة، أن الأمر رأي واجتهاد، وليس يتكئ على نص صريح في المسألة.
وهذا بخلاف كلامه بشأن الخوارج، فقد قال: "وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ.. مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا"، وأشار إلى حديث ذي الثّديّة، وهو في صحيح مسلم.
حين يتكلم المرء في قضية أصلية عامة كمبادئ الأخلاق، أو أصول الإيمان، أو كليات الديانة، أو مواعظ التقوى؛ سيجد الكثير من النصوص، التي تعضد ما يقول، وإيرادها تعزيز للمعاني الصادقة في نفوس المتلقين، وحين يتحدث في مسألة فقهية خلافية؛ سيجد أقوالاً ونصوصاً تؤيد هذا القول، وأخرى تؤيد القول المقابل، وهي مترددة بين ناسخ ومنسوخ، وخاصّ وعام، وصريح وغير صريح، وصحيح وضعيف، وهذا عمل الفقهاء في البحث والتحري والاجتهاد، ودراسة مثل هذه المسائل تربي الإنسان على الهدوء والرويّة، والنظر في أدلة المخالفين وأقوالهم، وتقوّي لديه جانب المعذرة وحسن الظن بالآخرين، وعدم الاعتداء المفرط بالقول أو الرأي، وكان الشيرازي يقول: "إن الفقيه كلما اتسع علمه كثر تردده".
بيد أننا حين نتحدث أو نكتب عن مسألة اجتهادية، أو نازلة واقعية، أو فكرة قابلة للأخذ والرد؛ علينا ألا نغلق الأبواب دون مناقشتها، والحوار الموضوعي بشأنها بمحاولة تسويرها بنص يمنع ملامستها أو الاقتراب منها.
إن أكثر الناس تعصباً لآرائهم هم أقل الناس تعقّلاً وحكمة، والعصبية تحمل المرء أحياناً على تحصين قوله بدعوى إجماع، أو بظاهر نص، أو بوعيد المخالفين، وقد يبدو له أنه مهموم بـ"تعظيم النصوص"، ولو قرأ نفسه جيداً؛ لأدرك أن المسألة فيها "تعظيم النفوس"، وهو وإن كان ممن يُرجى له الأجر بظاهر نيته، إلا أن هذا لا يمنع من تنبيهه ودعوته إلى التيقظ بشأن الدوافع الخفية، والتي من أعظمها التعصب. التعصب الذي يجعلنا نتراشق بقوارع الألفاظ في منتديات الحوار، ولا نملك أنفسنا عند الغضب، ونجلد أحبابنا بسياط لاذعة من حواد الكلم وقوامعه.. لأننا لا نملك إلا الألفاظ والكلمات. ويوم يكون بيدنا غيرها؛ فلن نتردد في استخدامها منطلقين من قناعتنا المطلقة، بأن كل ما نحن عليه فهو صواب، أي في إحساسنا الخفي بالكمال الموهوم، وتزكيتنا الفعلية لمقاصدنا ونوايانا، وسوء ظننا بغيرنا ممن قد يكون أعلم أو أتقى أو أحكم.
نحن نتقاتل في الصومال وغير الصومال قتال المستميت، وكل طرف يرى أن معه الحق، ومعه النص ومعه الإجماع، وأنه المنصور، ومستعدون لأن نتقاتل ثلاثين سنة أخرى أو أكثر ونهلك الحرث والنسل، وندمر الأمن، ونيتّم الأطفال ونرمل النساء بأيدينا، لا بأيدي الشيوعيين ولا الصليبيين، نعم سنتأول أن كل طرف مدعوم من هؤلاء أو أولئك، بيد أن الحقيقة هي أن العصبية العمياء، والادّعاء المفرط في الحق، وقلّة الخبرة في الحياة، وضعف المعرفة بالسنن الإلهية والنواميس الكونية؛ تفضي إلى مثل هذا وأشد. وما الصومال إلا حلقة جديدة في سلسلة طويلة من التطاحن اللفظي أو العسكري.. فاللهم اهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واكفنا شر نفوسنا الأمارة بالسوء، وشر الشح والهوى، والحمد لله على كل حال، ونعوذ بالله من حال أهل الضلال.
د. سلمان بن فهد العودة
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.33 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]