|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أخاف من كل شيء حولي
أخاف من كل شيء حولي د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أعاني من حالة خوف (هبطة) من أيِّ شيء؛ فمثلاً عندما أفتح حنفيَّة الماء وتضخُّ بقوَّة أخاف، أو أي صوت مفاجئ كذلك، وعندما أقابل أحيانًا أو أجلس مع أشخاص - حتى لو كان أحد أصدقائي - يحمرُّ وجهي وأعرق، وأشعُر بدوخة وبوجَع برأسي. وعندما أكون نائمًا أحيانًا أحلم أحلامًا مُزعِجة؛ فمثلاً: أنْ أطير وأريد الاستِيقاظ ولا أستَطِيع، وعندما أستمع إلى التلفاز أو المسجِّل أو أيِّ صوت أحسُّ بشيءٍ ينقر برأسي وبوَجَع رأسٍ، أعطاني الطبيب النفسي هيابوكسيد تركيبته (إميتريبتلين + كلور ديازيبوكسيد)، وموتيفال حبوب، من كلِّ نوع حبَّة صباحًا ومساءً، صار لي شهران آخُذه ولم أتحسَّن شيئًا. وذهبتُ إلى طبيبٍ نفسيٍّ آخَر أعطاني زولوفت حبَّة يوميًّا مساءً، فأخذته لمدَّة أسبوع، ولكنِّي لا أشعُر بتحسُّن، أرجو أنْ تُساعِدوني وتدلُّوني ماذا أفعَلُ؟ وهل للعلاج الذي ستُعطوننيه تأثيراتٌ جانبيَّة في المستقبل. أرجوك يا دكتور ساعدني، علمًا بأني أصبحتُ على هذه الحال منذ 9 سنين، وهل يوجد علاج طبيعي غير كيميائي الجواب الأخ الكريم، وعليكم السلام ورحمة الله. مرحبًا بك في شبكة (الألوكة) وأهلاً وسهلاً. ما ذكرتَه من عِلاج دوائي سيكون مُساعدًا لك للتخلُّص من هذه الحالة التي تُعانِي منها، وقد تحتاج إلى زيادة جرعة الزولوفت إلى حبَّتين بعد استشارة طبيبك؛ حتى يُعطِي مفعولاً أفضل، كما لا يمكن توقُّع أيِّ تحسُّن واضح قبل مُضِيِّ شهر أو أكثر على تناوُل العلاج. لكنَّ العلاجَ الدوائيَّ وحدَه لن يكون كافيًا على كلِّ حال؛ فالعلاج النفسي مهمٌّ ومطلوب، ومراجعة اختصاصي نفسي مدرَّب سيكون مفيدًا للغاية؛ لتحسين حالة القلق والخوف التي تعيشها، هذا بالإضافة إلى أمورٍ أخرى أودُّ منكم الاهتمام بها: أولاً: التعرُّض المستمر لهذه المثيرات واقتحامها وامتلاك الشجاعة بتحدِّيها وعدم الرضا بالوضع الحالي.. كلُّ هذا سيفيدك كثيرًا إذا صمدت واستمررت في المقاومة والتحدِّي، إنَّ الجسد يتكيَّف عند مستوى من القلق، لكنَّه قادرٌ على رفْع عتبة القلق عندما يجد الهمَّة والتصميم وعدم التراجُع. ثانيًا: تطوير الثقة بالنفس من الأمور الواجب العملُ عليها طوال الوقت ولكلِّ الناس، ونقصد بها إلى أيِّ حَدٍّ أشعُر بأنِّي كُفء وحيوي ومهم، ليس مهمًّا ما يَراه الناس عنِّي، بل ما أشعُر به أنا عن نفسي، هل هذا الرأي ثابتٌ لا يتغيَّر؟ لا طبعًا، بل يتغيَّر بشكلٍ مستمرٍّ عندما نبذل الجهد الكافي لذلك، تتأثَّر ثقتنا بأنفُسنا كثيرًا بإنجازاتنا والأشياء المهمَّة - حتى لو كانت صغيرة - التي نقوم بها بشكلٍ مستمر، والأمثلة على هذا كثيرة؛ ومنها: القيام بأيِّ عمل لا يقوم عادَةً الناسُ به؛ كقراءة القرآن، والصلاة في الليل، والقراءة الموجَّهة نحو هدف، والصدقة الخفيَّة، والأعمال الإيجابيَّة الخفيَّة، وعيرها كثير، لاحِظ أنَّه لا يَكفِي أنْ نقوم بها، بل يجب أنْ نَشعُر بالفَخْر أنَّنا قُمنا بها، أقول هذا لأني أعرف مَن يقوم بها ثم يقول لنفسه: "هذا عادي للغاية، وكلُّ الناس يقومون بذلك"، والحقيقة أنَّه غير عادي، ولا يقوم الناس جميعًا بذلك، بل هو تهوينٌ بالإنجازات الذي يُورِث قلَّة احترام الذات والثقة بها. ثالثًا: عندما نُطوِّر أنفسنا يجب أنْ ننشغل بنقاط القوَّة لدينا لا أنْ ننشغل بنقاط الضعف، والمقصود أنْ تفكِّر ما الأشياء التي تُتقِنها ومن ثَمَّ تسعى على تَطوِيرها أكثَر، وإيجاد تطبيقات عمليَّة لها، هذا ما يجب أنْ يحدُث، لا أنْ ننشَغِل بنِقاط القُصور والضَّعف؛ لأنها مَدعاة إلى الدُّخول فيما نسمِّيه (الدائرة السيِّئة)؛ أي: شُعور بالقُصور؛ ومن ثَمَّ ضعف أكثر في المهارات الاجتماعيَّة وفي المواقف المختلفة وقلق أكثر؛ ومن ثَمَّ شعور بالقُصور أكثر؛ ومن ثَمَّ شُعور بالضعف أكثر... وهكذا، هذا مُؤذٍ للنفس وغير مفيد. كما يجب ألاَّ نُركِّز على أمورٍ ليس لها قيمة؛ كالأحلام والكوابيس التي ليس لها أيُّ أثر أو معنى، كلُّ ما تستحقُّه هو النسيان وحسب. رابعًا: من المفيد أيضًا أنْ نعرف عن وجود أيِّ مشكلة في الغدَّة الدرقية وفحصها مطلوب. كما يفيد الطبيب النفسي معرفة هل تعرَّضت لأيِّ حدثٍ مُروِّع، أو شاهَدت شيئًا من هذا القَبِيل؛ لأنَّ هذا سيؤثِّر على التشخيص والعلاج. ختامًا: لقد أمدَّنا الله بقوَّة هائلة على التكيُّف والتطوير، ولكنَّه يتطلَّب بذْل المجهود والعمل والصبر والوقت. لكَ تحياتي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |