ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2021, 12:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر

(دراسة ونقد)

د. أورنك زيب الأعظمي

مدخل
بما أن شخصية العلامة فيض الحسن السهارنفوري مجهولة في العالم العربي العلمي، فلم أقرأ عنه في المجلات والجرائد العربية إلا قليلًا نادرًا، وهذا القدر لا يبرد غليل الباحث العلمي، ولا يفي بعبقرية العلامة السهارنفوري، فأود أن أقوم بذكره، ولو وجيزًا؛ كي يعرفه من لم يقف عليه وعلى أعماله الجليلة، فأبدأ بآبائه الذين كانوا عربًا خلَّصًا.

لمحة عن آبائه الكرام:
تبلغ شجرة نسب الشاعر قبيلة بني أمية، وعلى ذلك فهو يكتب لنفسه "القرشي"، غادر بعض أجداده جزيرة العرب، ونزلوا بمحافظة سهارنفور (Saharanpur)، فأقاموا بها وتوطنوها، ونسبة إلى هذه المنطقة فهو يكتب له "السهارنفوري".

كانت أسرته تعتبر إحدى أُسَر الإقطاعيين، إلا أن أفرادها فضَّلوا العلمَ على المال والجاه، فعُرفوا بلقب "الخليفة"[1]؛ لأجل المحبة للعلوم والمعارف.

وعلى ذلك، فهو فيض الحسن بن علي بخش بن خدا بخش بن الشيخ قلندر بخش القرشي الحنفي الجشتي[2]، لم يذكر أصحاب التراجم سلسلة نسبه الكاملة، البالغة أسلافَه من بني أمية، كان يلقب نفسه بـ: "فيض" في إبداعاته المنظومة الفارسية والأردية.

مولده وطفولته:
لم يجئ أي خلاف عن سنة ولادته؛ فقد اتفق كافة أصحاب التراجم والسير على أنه وُلِدَ في 1816م[3]، في حي لسهارنفور يسمى بـ: "شاه ولايت"[4].

طبع الشيخ على حدة في الذهن، وفكاهة في العادة، فمال في عهد طفولته إلى مباراة الطيارات ومسابقتها، ولما بلغ عنفوان شبابه رغب في مصارعة الأبطال المحليين، فاستفاد من المرشد معز الدين[5]، ولكن لم يمضِ إلا قليلٌ من الزمان حتى رغب عنها وأبغضها، وانقطع إلى نيل العلوم والمعارف، فتعلم الكتب الفارسية والعربية على والده الجليل، ثم خاض في المنطق إلى حد اشتهر بـ: "المنطقي"، وحدث هذا كله وهو لم يكد يتجاوز من عمره عشرين سنة[6].

رحلته للمزيد من العلم والفن:
بعدما شدا في الفارسية والعربية على يدي أبيه الكريم، أراد أن ينال المزيد من العلوم والمعارف، فبحث في سهارنفور عمن يبرد غليله، ولكنه لم يجد من يسكن ظمأه، فعزم على مغادرة البيت وقريته متوجهًا نحو عاصمة الهند دلهي؛ حيث استفاد من المفتي صدر الدين آزرده صدر الصدور دلهي لمدة، ثم تعلم شيئًا من الأحاديث على الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي[7]، وبعد ذلك تتلمذ لآخون الولايتي الذي كان محدثًا كبيرًا، وحصل على الشهادة في هذا الفن، ومن هنا ارتحل إلى رامفور (Rampur)؛ حيث لقي بحر العلوم وجامع الكمالات الشيخ فضل حق الخيرابادي، وأخذ من هذا العلامة المعقولات والأدب والفلسفة، كما أخذها من علمائها الآخرين، ومن هنا تبدل لقبه "المنطقي" بلقبه الجديد، وهو "الأديب"[8]، وعلاوة على هؤلاء فإنه تعلم على علماء لكناؤ، كما حذق في الطب على الحكيم إمام الدين خان[9].

أساتذته الكرام:
تتلمذ الأستاذ العلامة لأمهر أساتذة زمانه في العلوم والفنون؛ فالشيخ فضل حق الخيرابادي كان جامعًا للكمالات العلمية، والشيخ صدر الصدور المفتي صدر الدين آزرده والشيخ آخون الولايتي كانا على معرفة واسعة في علوم الحديث والفقه، والشيخ أحمد سعيد كان ذا خُلق عظيم، وله اليد الطولى في مجال معرفة الذات، والشيخ إمام بخش صهبائي كان أستاذًا في الشعر الفارسي، والميرزا غالب كان معترفًا به في الفارسية والأردية، فكأنه ألقى رحاله لدى المهرة في الفنون والمتضلعين من اللغات، وجهد واجتهد في نيل العلوم والمعارف حتى أصبح إمامًا في الفنون، لا سيما اللغة العربية وآدابها[10].

في البحث عن المعاش:
انتهت هنا عملية الدراسة ونيل العلوم الإجبارية، فالآن أصبح هذا الشاب البطل متضلعًا في اللغات، وماهرًا في العلوم المتداولة، وتأهل لأن يُفيض ما حشاه في ذهنه، ويكتسب بما ناله من العلوم، فلقيه السير سيد أحمد خان للاستفادة في 1846م، فعلمه السهارنفوري مقامات من "مقامات الحريري"، و"منار أصول الفقه"، وقصائد من "المعلقات السبع"، فتشرف خان بمكانة أول تلميذ لـه[11].

وإثر ثورة 1857م ترك العلامة دلهي، ورجع إلى قريته، ولكن جلالة قدره العلمي قد جذبت أنظار الناس، فدعاه السير سيد المذكور لتعليم وتربية ولده سيد محمود، ومن ثم طلب منه ترجمة بعض الكتب للمجمع العلمي الذي قام هو بتأسيسه، فتم توظيفه فيه على 50 روبية هندية شهريًّا[12]، وبعدما قضى العلامة رَدَحًا من الزمان عيِّن كرئيس قسم اللغة العربية وآدابها في كلية لاهور الشرقية، فغادره السهارنفوري في 1870م[13]، وكذا اشترك في تأسيس الجامعة الإسلامية الشهيرة مظاهر علوم، سهارنفور[14]، كما سعى لتطوير دار العلوم، ديوبند[15].

أدى العلامة فريضة الحج، وكان يصاحبه السيد عبداللطيف والشاه عبدالرحيم الراي بوري والشيخ ثابت علي، وآخرون[16].

موته المفاجئ:
هذا العبقري قد فاجأ تلامذته ومادحيه موتُه، الذي زاره بسبب لدغ الحية في 6 فبراير سنة 1887م، أوصى الأستاذ بأن تحمل جُثته إلى وطنه في سهارنفور، فتم الامتثال لهذه الوصية، ودفن بها هذا البحر الزاخر للعلوم والآداب[17].

من أخلاقه وسجاياه:
كان الأستاذ حليمًا، ذا خُلق عظيم، خليطًا بالناس ظريفًا، فُطِرَ على أخلاق الشرق وعاداته، ولكن مع ذلك كان لا يبالي بالخوض في أشياء يكرهها الكرام، فذات مرة كان يرجع من الكلية إذ رأى في سبيله مجلسًا للرقص فحضره[18]، لم يكترث العلامة بأحد في قول الحق وتلفظ الصدق، فخالف السير سيد في جمع التبرعات لكلية محمد العربية الشرقية في مجلة "شفاء الصدور"[19].

وقد اعتاد على المصارعة، حتى لم يترك الرياضة البدنية في شبابه، فكانت صحته جيدة.

إنكاره للقب "شمس العلماء": لم يكن العلامة مفطورًا على التملق والخضوع، فلم يحرص على المال، ولم يتهافت على الجاه؛ ولذلك لما وصى أصحابُ حل وعقد جامعة بنجاب أمام الحكومة لإكرامها إياه بلقب "شمس العلماء" أنكره، وقال: إن تلامذتي يتشرفون بهذا اللقب، وأما أنا فأجدر بأن ألقب بـ: "شمس شموس العلماء"[20].

معاصروه:
كان العلامة ممن تمتع بحسن الحظ في نيل المعاصرة؛ فقد عاصره العلماء الكبار، والمحدثون العظام، والأدباء المفلقون، ولكن كلهم قدروه تقديرًا، وعظموه تعظيمًا، وممن برز منهم في مختلف المجالات: حجة الإسلام الشيخ محمد قاسم النانوتوي، والمحدث الكبير الشيخ أحمد علي العليكري، والمحدث الجليل الشيخ خليل أحمد الأنبهتوي، والشيخ لطف الله العليكري، والشيخ ذو الفقار علي الديوبندي، والشيخ خليل الرحمن السهارنفوري، والشيخ أحمد علي السهارنفوري، والشيخ المنشي نجف علي السهارنفوري، والنواب صديق حسن خان البوفالي، والنواب محمود علي خان والي بهافالفور (Bhavalpur).

تلامذته البارزون:
استفاد منه العديد من علماء الهند وأدبائها وشعرائها، ولكني أذكر هنا من لمع نجمه في أي مجال من مجالات الأدب والحياة، وهذا لأن فهرس تلامذته يطول به المقال، وهم كما يلي:
1- السير سيد أحمد خان: لا تخفى شخصية السير سيد على من لـه أي صلة بجامعة علي كره الإسلامية؛ فهو اجتهد كثيرًا في بث الوعي الفكري فيما بين المسلمين، وكذلك فإنه قام بالرد على دعاوى المستشرقين على حياة محمد وفكرته صلى الله عليه وسلم.

2- والعلامة شبلي النعماني: لا يكمل بدون ذكر شبلي تاريخُ الرد على المستشرقين الذين أثاروا اعتراضات متنوعة على مختلف جوانب الإسلام الفكرية والعملية، ومع ذلك فإنه قام بتأليف تذكرة مهمة عن الشعر الفارسي وشعرائه، وهو كتاب لا يستغني عنه أي باحث في اللغة الفارسية وآدابها.

3- والشيخ ألطاف حسين حالي: لا يُذكر النقد الجديد في الأدب الأردي إلا ويُعلي ذكرَ هذا الناقد الرائد؛ فقد أتى هذا الكاتب الحاد الذهن بشيء لم يسبق إليه، بل بقي أثره حتى يومنا هذا، وأما مسدساته فهي لا تزال مؤثرة في أذهان مسلمي الهند.

4- والشيخ إسماعيل الميرثي: أدب الأطفال والشيخ إسماعيل الميرثي توءمان؛ فأسلوبه المعياري التام لا يزال مؤثرًا حتى الآن، اعترف به القدماء والمتأخرون كذلك.

5- والعلامة حميد الدين الفراهي: هذا هو العلامة الجليل الذي نادى بفلسفة نظام القرآن، التي بدأ بها أستاذه الفيض في الهند، والتي أكملها تلميذه الرشيد الشيخ أمين أحسن الإصلاحي، وبجانب هذا فقد قام الإمام بنقد منطقي أرضي على نظرية أرسطو في المحاكاة، في كتابه الشهير: "جمهرة البلاغة"، كافة مؤلفاته مشحونة بتعليم وتوضيح القرآن، والتأثر بعلومه وأفكاره.

يلمح من هذا الفهرس أن الشيخ السارنفوري كان خالق رجالٍ بجانب خلقه للأدب العالي.

انطباعات العلماء والمؤرخين عنه:
وبما أنه كان عالمًا كبيرًا وأدبيًا بارعًا ومعلمًا فائزًا، فقد أثنى عليه العلماء والمؤرخون في زمانه وبعد موته، وإليكم بعض الانطباعات:
يقول صاحب "سير المصنفين": "كان الشيخ يعتبر أصمعي زمانه، وأبا تمام عصره"[21].

ويقول الشيخ عبدالله القرشي:
"كان أم الجلسات الأردية في بنجاب… كلامه محكَم، وأفكاره متنوعة، وتراكيبه متلونة، وجمله متينة، وكلماته محشوة بالألحان…"[22].

ويقول صاحب "نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر":
"كان من أعاجيب الزمان ذكاءً وفِطنة وعلمًا، لم يكن في عصره أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب، وما يتعلق بها، متوفرًا على العلوم الحكمية… انتهت إليه رئاسة الفنون"[23].

ويقول السيد سليمان الندوي:
"كان الأستاذ فيض الحسن السهارنفوري أديبًا شهيرًا في زمنه، زاره الطلاب سامعين عن علو كعبه في العلوم والفنون"[24].
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-01-2021, 12:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر

(دراسة ونقد)

د. أورنك زيب الأعظمي


ويقول الدكتور حامد علي خان:

"كان حادًّا ذهنُه، وعاجلًا فهمُه، لم يكن لـه نظير في أيام العرب، والصرف والنحو، والنصوص الأدبية، أصدر مجلة "شفاء الصدور"، التي كانت مشتملة على مقالاته وانطباعاته فحسب"[26].



ويقول الشيخ خليل أحمد السهارنفوري:

"كان للشيخ فيض الحسن الأديب صِيت ذائع في الآفاق لجدارته"[27].



وعلاوة على هؤلاء، فقد رثاه تلميذه الإمام حميد الدين الفراهي[28]، وكرر ذكره الشاعر الإسلامي محمد إقبال، وغيرهما[29].



آثاره القيمة النادرة:

قام العلامة السهارنفوري بتأليف كتب ورسائل مهمة لم تصل إلينا بكاملها، فالتي وصلت إلينا نذكرها فيما يلي:


1 - تعليقات الجلالين

2 - حل أبيات البيضاوي[30]

3 - حاشية على مشكاة المصابيح[31]

4 - التحفة الصديقية

5 - رياض الفيض

6 - الفيضي، شرح ديوان الحماسة

7 - حاشية على ديوان حسان بن ثابت

8 - حاشية على ديوان النابغة

9 - أنساب وأيام العرب

10 - فيض القاموس

11 - عروض المفتاح

12 - شرح تاريخ تيموري

13 - خلاصة كتاب إيلاقي

14 - قرابادين فارسي

15 - فيضية

16 - نسيم فيض

17 - روضه فيض

18 - جشمه فيض

19 - مثنوي صبح عيد

20 - كلزار فيض

21 - ديوان الفيض

22 - مجلة "النفع العظيم"

23 - مجلة "شفاء الصدور"[32]





وفيما يلي بعض الأضواء عليها:

1- تعليقات الجلالين: هذا شرح موجز لمعضلات تفسير "الجلالين"، جزؤه الأول المشتمل على سورة الفاتحة حتى سورة بني إسرائيل تم طبعه في 1287ﻫ من مطبع المعهد، علي كره، وأما جزؤه الآخر فقد بقي غير مطبوع؛ لقلة الأموال، وهو في صورة مخطوط حتى الآن[33]، اعتنى فيه العلامة بجانب حل معضلات "الجلالين" بالاستدلال بكلام العرب في فهم المفردات والاحتجاج بالقرآن، لا سيما نظمه في الإدلاء برأيه في التفسير، كما استفاد من الأحاديث وأقوال الصحابة والتابعين وأبرز المفسرين، إنه تفسير جميل[34].



2- الفيضي، شرح ديوان الحماسة: ديوان الحماسة لأبي تمام من أهم وأبرز مختارات الشعر العربي التي نالت قبولًا عامًّا بين طلاب الأدب العربي والباحثين فيه، ونظرًا لأهمية هذا المجموع الشعري قام عديد من الأدباء بشرحه، وتوضيح معضلاته، وتحقيق ما جاء فيه، وأكثر هذه الشروح تداولًا هو ما قام به العلامة التبريزي، ولكنه أيضًا غير تام، ولا موثوق به؛ فقد قام العلامة فيض الحسن السهارنفوري بشرحه المفصل بجانب الإشارة إلى أخطاء الشارحين، التي لم يقف عليها أحدنا، يشتمل هذا الكتاب على 800 صفحة، وطبع من مطبع نول كشور في يناير 1877م.



يمتاز هذا الشرح بما يأتي:

راجع الأستاذ السهارنفوري في شرحه شرح التبريزي، والأغاني، وكتاب ابن خلكان، ومقدمة وتاريخ ابن خلدون، والكامل، والإصابة، وأسد الغابة، وغيرها من الكتب في الموضوع.



قام بتعريف الشعراء وتمييزهم عن الجاهلي والمخضرم والإسلامي.



حل عقد المفردات الصعبة بجانب ذكر الأنساب.



أشار، خلال الشرح والتوضيح، إلى أخطاء الشارحين في حل المفردات، وذكر الأنساب، ومعاني الشعر.



واستدل كثيرًا بالقرآن والأحاديث في شرح الأبيات[35].



3- رياض الفيض: هذا شرح المعلقات السبع: لامرئ القيس، وطرَفة بن العبد البكري، وزهير بن أبي سُلْمى، ولَبيد بن أبي ربيعة العامري، وعنترة بن شداد، وعمرو بن كلثوم، وحارث بن حلزة اليشكري، يحتوي الشرح على 471 صفحة، وتوجد له نسخة خطية في المكتبة المركزية لمدرسة الإصلاح، أعظم كره، الهند، تم طبعه من مطبع أنجمن لاهور في مارس 1884م، يتميز هذا الشرح بأنه كامل مفصل، وكتب بالعربية، مع ترجمة الأبيات بالفارسية والأردية، ولمزيد البيان عن هذا الكتاب الجامع أنقل هنا مقدمته، فهو يقول:

"الحمد لله الذي شرح صدري لشرح الكتب، ورفع عني الأستار والحجب، فلا أبالي بما قل أو كثر، ولا أحجم عما صغر أو كبر، والصلاة على من هو الصادق المصدوق، والسابق المسبوق، وهو خاتم الرسل، وخير من يهدي السبل، وعلى آله الكرام، وأصحابه العظام، ومن تبِعهم إلى يوم القيام، لمؤلفه، بيت:




قومٌ همُ السادة البيض الكرام لهم

فضلٌ وفوزٌ بما شاؤوا من الرُّتَبِ




كلٌّ أعزُّ كريمٌ صالحٌ حسنٌ

حلوٌ حبيبٌ شريفُ النفس والنسبِ




تُحصَى النجومُ ولا تُحصَى مناقبُهم

فإن أخذتَ فقد ألقيتَ في التعبِ







وبعد، يقول الفيض السهارنفوري القرشي الحنفي: إنه لما كانت السبع المعلقات كالسبع الشداد، ولم يسلك شارحٌ من شرَّاحها مسلك السداد، وقد تناولها الرائغون بفنون الأدب، وتداولها المغرمون بلسان العرب، أردت أن أشرحها شرحًا وافيًا، وأكشف عنها كشفًا كافيًا، ثم حثني عليه رجسترارنا (المسجل) المشهور في المشارق والمغارب، بحسن الشمائل وكرم المناقب، جي دبليو ليتز صاحب، بيت:




له همم لو كان في الدهر مثلها

لكان لنا ما كان خيرًا وأصلحا




أتيناه من أرض بعيد نياطها

فلولاه ما سرنا وما كن رزحا









فشرحتها على أن فسرت بالعربية لغاتها، وما يتعلق بها من صلاتها ومحاوراتها، وترجمت أولًا بالعربية ثم بالفارسية ثم بالهندية جميع أبياتها؛ لئلا يطول ألقاب بلا طائل؛ فإن بيان الصلات ونحوها على من لا يعلم العربية ولو كان بلسانه لا يرجع إلى حاصل، ثم إني كتبت قبل كل قصيدة منها ترجمة صاحبها وما يذكر فيها؛ ليكون بصيرة لمن ينظر فيها، وإنما سميت هذه القصائد معلقات؛ لأنها كانت معلقة على ركن من أركان الكعبة في الجاهلية، ولو كانت الأولى أولى المعلقات وأولى بالتعليق، ثم علقت الستة الباقية لما أن الأولى أحسن نظرًا وأجود سبكًا؛ فإن امرأ القيس كان من أبناء الملوك، وقد قيل: إن كلام الملوك ملوك الكلام، وأما سائرهم فكانوا من الأعراب، هذا ولا أرجو إلا القبول في حياتي، والدعاء بعد مماتي، وكل شيء هالك إلا وجهه"[36].



4- التحفة الصديقية وما شابهها: هذا و"حل أبيات البيضاوي"[37]، و"حاشية على مشكاة المصابيح"، شروح وتعليقات للقرآن والأحاديث؛ فالأول شرح لحديث أم زرع، أهداه إلى صديقه الحميم السيد صديق حسن خان القنوجي، والثاني شرح مفصل لأبيات البيضاوي، تفسير شهير تم تقريره في المدارس الهندية والباكستانية، والثالث شرح مخطوط[38] لمعضلات مشكاة المصابيح.



ذكر في هذه الشروح والحواشي آراء الأئمة والعلماء البارزين.



5- فيض القاموس: هذا شرح لـ "خطبة القاموس" لمجد الدين الفيروزابادي، ويحتوي على 59 صفحة، تم تأليفه في 1299ﻫ، طبع هذا الشرح على نفقة الحاج كلب علي خان والي رامفور من مطبع أنجمن لاهور، يتمتع الكتاب بمقدمة تحتوي على 26 سطرًا، وتشمل معلومات قيمة عن الموضوع.



6- فيضية: هذا كتيب في 42 صفحة عن علم المناظرة، قام العلامة بكتابته بطلب من مسجل الكلية جي دبليو ليتز، يحتوي الكتيب على مقدمة وفصول وخاتمة، تم طبعه من مطبع أنجمن بنجاب، لاهور سنة 1882م.



7- ديوان الفيض: هذا أروع ما خلفه العلامة من آثاره العلمية والأدبية؛ فهو يشمل 1549 شعر، توجد نسخة له خطية في المكتبة المركزية لمدرسة الإصلاح؛ حيث كان الفراهي مديرًا لها، ناسخها السيد أبو محمد، وانتهى نسخها في الثاني من ذي الحجة لسنة 1311ﻫ، قام تلميذه الرشيد الإمام عبدالحميد الفراهي بطبعه في 1334ﻫ من مطبع أختر دكن بحيدر آباد، ونشره، وهذا كله حدث على نفقته الخاصة، ولو أنه لم يشر إلى ذلك، وكذا صدرت له طبعة أخرى من باكستان في 1416ھ.



وبجانب هذه القصائد له توطئات وتوصيات ومقدمات منظومة على مختلف الكتب المهمة، من مثل: "لقطة العجلان"، و"التحفة الصديقية"، و"فتح البيان في مقاصد القرآن"، وسأتكلم عن هذه المجموعات في فصل مستقل.



8- جشمه فيض وما شابهها: هذا و"روضه فيض" و"صبح أميد" مجموعات لشعره المثنوي؛ فالأولان باللغة الفارسية، وأما الآخر فهو باللغة الأردية، ومع ذلك هناك ديوان لشعره الفارسي، يعنون "نسيم فيض"، وديوان لشعره الأردي يسمى "كلزار فيض".



9- مجلتا "النفع العظيم" و"شفاء الصدور": هاتان مجلتان تم إصدار أولاهما بيدي العلامة السهارنفوري حين إقامته بعلي كره، ولكنها مجهولة اليوم، فلا توجد أي نسخة منها، وأما الأخرى فقد أصدرها قسم اللغة العربية وآدابها بكلية لاهور الشرقية، فكان العلامة مديرها، وهي خير نموذج للأدب العالي الصحفي، ودليل على براعته في هذا المجال، نذكر فيما يلي العبارات التي خالف فيها العلامة حركة السير سيد أحمد خان حينما زاره خان ودياره لجمع التبرعات لفكرته التي أساءت عديدًا من العلماء، فهو يقول:

"إني لا أذكر شيئًا من الأمور في هذا الأخبار إلا ما رأيت بعيني أو سمعتُ بأذني على توثق أو استناد من الأخبارات الجارية في البلاد والأمصار إذا كان مما يجوزه العقل السليم والطبع المستقيم، فمن ذلك ما رأيته وما سمعته من تعظيم السيد أحمد خان في الفنجاب (Punjab)، حيث عظمه وبجله أهل الفنجاب مما أنهم استقبلوه ورحبوا به، وقدموا إليه النذورَ والتقادم، وتلوا عليه ما كتبوه لـه وإليه، وأيدوا مدرسته بالأنفس والأموال، ولم يكن ذلك إلا لاعتقادهم فيه، وتصديقهم إياه فيما قال أو يقول، والله لو ادعى للولاية والإمامة بل النبوة بل الألوهية لصدقوه بالقلب واللسان، ولآمنوا به، وأذعنوا لـه غاية الإذعان، ولكنه لم يدعِ للولاية؛ لما أنه لا يعد الولاية شيئًا، ولا النبوة؛ لما أنه لا يعد تصديقَ النبي ضروريًّا في الإسلام، ولا الألوهية لتنافي الظاهر بين البشرية والألوهية، وهؤلاء المعتقدون رجالٌ إذا جاءهم دجال من الدجالين الذين يأتون قبل القيامة - كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم - لصدقوه باللسان والجنان، إن رغبتهم في منافع الدنيا شيء يعتقد به لا غير، ليسوا سواء، فمنهم من آمن به، ومنهم من كفر، ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ويستفاد من "آفتاب الفنجاب" المطبوع في ثلاثين من الشهر الماضي أن الهنود أيضًا أيدوا مدرسة العلوم المذكورة بشيء من المال، واعترض عليه هندكي بأن المسلمين الذين هم في سائر بلاد الهند لم يأتوا من العرب، بل الأصل أن آباءهم وأجدادهم كانوا هنودًا في الأصل، فأسلموا خوفًا على أنفسهم وأموالهم، فتسلط المسلمون عليهم حتى أخذوا نساءَ الهنود وضيعاتهم وأموالهم، وهدموا معابدهم، وبنوا المساجد عليها، وكسروا أصنامهم وذللوها، فإن كانت لهم قوة ومنعة كما كانت لهم في العهد الماضي هدموا المعابد وكسروا الأصنام، والهنودُ قومٌ لا عقلَ لهم ولا شعور، ولا يتدبرون في المنافع والمضار، فمن قال لهم ما بطرت به أنفسهم وخدعتهم بأدنى شيء، فهم ينخدعون به، ولا يعلمون أن من يتعلم في تلك المدرسة من المسلمين يكون الأسد، ويصيد من الهنود كما صادهم مَن قبلهم، وإذا كان الأمر كذلك فلا بد للهنود أن يقيموا مدارسَهم الدينية، ويبذلوا فيها أنفسهم وأموالهم".




أقول: ولعل هذا الهندكي لا يعلم حقيقة مدرسة العلوم المذكورة، فإنها لا يدرس فيها ما ينافي دينَ الهنود؛ حيث منافعها مقصورة على منافع الدنيا، وهي أكبر همهم؛ ولذلك أيدها من أيدها من الهنود، ولو كانت تلك المدرسة كمدارس بلادنا - سلمها الله تعالى من الشرور والآفات - لما أعطى هندكي شيئًا قليلًا في إمدادها، كما هو مجرب مشاهد، على أن مدرسة العلوم ليست مختصة بتعليم أهل الإسلام حتى يخافَ منها، بل يتعلمُ فيها الهنود والمسلمون ما يُفيد الدنيا، ويُبيد الدين؛ وذلك لشيوع تعلم اللسان الإنجليزي فيها، واعتقادهم أن سبب الرزق منحصر فيه، وأن كل كمال من كمالات الإنسان لا يبلغ مرتبة من المراتب العالية إلا به، حتى زعمه من صرف برهة من عمره العزيز في العلوم العربية ثم تعلق بتلك المدرسة منذ مدة يسيرة، اللهم أعذني من وساوس الشيطان وهمزاته"[39].



أضواء على المخطوط والمطبوع: كل ما عثرت عليه من مجموعات شعر العلامة فيض الحسن السهارنفوري وقصائده ومنظوماته على حدة، قسمته إلى أربعة كما يلي:

القسم الأول: وهو مخطوط ديوانه الذي عثرتُ عليه في المكتبة المركزية لمدرسة الإصلاح، سرائ مير، أعظم كره، الهند، هذه المدرسة قام بإدارتها أرشدُ وأبرزُ تلامذته: العلامة عبدالحميد الفراهي (1349ﻫ/1930م)، تم نسخ هذا المخطوط بقلم السيد أبي محمد في الثاني من ذي الحجة سنة 1311ﻫ؛ أي: بعد موت الشاعر بتسعة عشر يومًا وستة أشهر وسبع سنوات، خطه النستعليق.



حجمُ المخطوط 7*4 سمات، وفي كل صفحة إما 12 سطرًا أو 11 سطرًا، ولا يزيد عليها ولا ينقص، وهكذا فيحتوي المخطوط على 65 قصيدة في 120 صفحة.



وجدتُ في هامشه أبياتًا نسخها الفراهي، وهي بدورها زيدت في المطبوع؛ فهي إذًا من رواية الفراهي لقريض الشاعر، وكذلك وجدتُ أن الفراهي قام بتصليح الديوان، فتارةً بدل كلمة بكلمة أخرى، وتارة ثانية غير البيت أو جزءًا منه بأصله، كما ملأ الفراغ الذي كان في المخطوط.



القسم الثاني: وهي روايات تلميذ الشاعر عبدالحميد الفراهي، وهي قصيدة واحدة، وضعها الفراهي بعد القصيدة التي تتحدث عما سرق من أثاث الشاعر، وتبتدئ بـ: "ألم ترَ أن المال غادٍ ورائح"، كما هو الظاهر من الرقم، ولكنها جاءت في المطبوع قبل تلك القصيدة، وضعتها في هذا القسم مميزًا المخطوط من المطبوع، وعلى هذين القسمين يشتمل ديوان الشاعر المطبوع، الذي رأى النورَ في سنة 1334ﻫ؛ أي: بعد موته بثلاثين عامًا.



القسم الثالث: وهي القصائد التي عثرتُ عليها خلال بحثي عن كلامه المنظوم ودراستي لهذا النابغة الهندي، معظمها تقاريظ كتبها الشاعر على مختلف الكتب القيمة، إنها 11 قصيدة وتوطئة منثورة،



وبجانب هذا تلك الروايات لمختلف الأبيات، التي عثرت عليها في المصادر الأخرى، مثلًا رواية "لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان" للقصيدة التي قالها العلامة بمناسبة زواج النواب صديق حسن خان البوفالي، ورواية صاحب "قصائد قاسمي" للقصيدة التي قرضها العلامة في مدح السلطان عبدالحميد خان والي تركيا آنذاك، ورواية العلامة عبدالحي الحسني لنفس القصيدة التي هي في مدح السلطان عبدالحميد خان، والتي نقلها العلامة الحسني في كتابه الشهير "نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر"، هذه كما تفيد القارئ علمًا، فكذلك تشير إلى وجود الروايات الأخرى لقريض الشاعر، التي قد ذهب بها الدهر.



القسم الرابع: وهي الطبعة الجديدة لديوان الفيض المطبوع، التي صدرت في باكستان، قام بها الأستاذ الدكتور ظهور أحمد أظهر، الذي ينشر دواوين الشعراء الهنود للعربية من قبل المجمع العلمي الباكستاني في لاهور، وهذا ثاني الدواوين التي برزت إلى حيز الوجود، قام الدكتور الباكستاني بتبديل بعض الكلمات والتعابير في النص، كما حاول إقامة العوج المطبعي الذي حدث في الطبعة الدكنية، يقول الدكتور وهو يحكي ما قام به:

"وكانت طبعة الديوان الأولى الحجرية في سنة 1334ﻫ/1915م بمدينة حيدر آباد الدكن، وفي مطبعتها المعروفة بمطبعة (أختر دكن)؛ أي: نجمة دكن، وهو الكتاب الخامس والخمسون بعد المائة من إصدارات تلك المطبعة، فكأن ديوان الشيخ الفيض قد طبع بعد وفاته بثلاثين عامًا تقريبًا، حيث توفي الفيض بلاهور في 1304ﻫ/1886م، وقد يكون من المفيد المرغوب فيه عند الدارسين لهذا الديوان ما جاء على غلاف هذه الطبعة الحجرية، وهذا نصه: "ديوان الفيض للإمام العلامة صاحب البراعة واللسن مولانا فيض الحسن أستاذ اللغة العربية في أورينتل كالج، لاهور، المتوفى 1304ﻫ، طبع في مطبعة أختر دكن (رقم 255) ببلدة حيدر آباد دكن سنة 1334ﻫ".



فهذه العبارة التي توضح جليًّا عنوان الديوان واسم شاعره وألقابه ومهنته وتاريخ وفاته وتاريخ الطبعة الأولى لديوانه - هي كل ما يوجد في الديوان المطبوع غير شعر الشاعر؛ فالديوان لا يضم المقدمة أو التعريف بالشاعر، أو شيئًا من التعليق على شعره إلا تلك الكلمات أو الجمل أو العبارات التي وردت في الديوان قبل كل قطعة أو قصيدة كالعنوان أو المدخل للقصيدة أو القطعة، ونرى أن هذه الجمل أو العبارات لم يُضفها الشاعر إلى ديوانه، ولم تكن في الأصل المخطوط له، وإنما أضيفت هذه العبارات كلها فيما بعد، عند الطبع، وقام بذلك إما أحدٌ من تلاميذ الشيخ (وربما كان هو العلامة المفسر الشيخ حميد الدين الفراهي، رحمه الله، المتوفى سنة 1339ﻫ/1931م، من أبرز تلاميذ الشيخ الشاعر؛ فهو الذي كلف المطبعة بطبع الديوان، أو أرسل إلى أصحابها نسخة الديوان التي كانت لديه)، أو قام به بعضُ من أشرف على طبع الديوان من عمال المطبعة، وأيًّا كان فإن الذي أضاف هذه الكلمات أو العبارات التي جاءت في مفتتحات القصائد والقطعات الشعرية، والعبارة التي جاءت على غلاف الديوان المطبوع، والتي قد مرت بنا آنفًا وأوردناها بنصها، فإن الذي أضاف ذلك كله لم يكن على مكانة من العلم بالعربية، ولم يكن يتقنها كتابة وتعبيرًا، وحاشا أن يكون ذلك هو الشيخ الفيض رحمه الله، ويتضح ذلك بالنظر في تلك الجمل أو العبارات، وذلك مما لا يحتاج إلى المزيد من التوضيح أو الشواهد والدلائل"[40].



أصاب الدكتور في مواضع، كما زلَّت قدماه في مواضع أخرى كثيرة، فقمت بدراسة نقدية لهذه الطبعة، قارنت فيها المطبوع بالمخطوط الذي هو موجود عندي، والذي لم يظفر به فضيلة الدكتور، وأما الأخطاء والأوهام التي وردت في المقدمة فسأتكلم عنها في موضع آخر.



إن الشيخ حميد الدين الفراهي شاعر عربي كبير، وهو طبع الديوان من المخطوط بتصرف قليل رآه أصح مما في الأصل، والعبارات التي جاءت قبل كل قصيدة أو قطعة كلها موجودة في الأصل المخطوط، سوى ما كتب في لوح الديوان، وليس فيها خطأ، بل هو سجع سلس جميل يؤدي المراد تامًّا بإيجاز بالغ.



أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، مؤمنًا بأني لستُ ببريء من الخطأ والزلة، وأنتقد الطبعة، بحيث أذكر الأبيات مع صفحة الطبعة الباكستانية أولًا، والزلات ثانيًا، وإن وجَد أحدٌ شيئًا من الخطأ أو الشك، فالمرجو منه الإشارة إليه؛ فالباب مفتوح للنقد والتصليح، ومن جاء به فله مني بالغ التشجيع، وجزيل الشكر:
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-01-2021, 12:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر

(دراسة ونقد)

د. أورنك زيب الأعظمي


أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم، مؤمنًا بأني لستُ ببريء من الخطأ والزلة، وأنتقد الطبعة، بحيث أذكر الأبيات مع صفحة الطبعة الباكستانية أولًا، والزلات ثانيًا، وإن وجَد أحدٌ شيئًا من الخطأ أو الشك، فالمرجو منه الإشارة إليه؛ فالباب مفتوح للنقد والتصليح، ومن جاء به فله مني بالغ التشجيع، وجزيل الشكر:

قال الشيخ فيض الحسن السهارنفوري (البحر الكامل):
أثني ويثني الفؤاد إلى الهوى
فيشوب بالذم الخفي ثنائي - ص 41


فـ "يثني" جاء هنا كما ذكر في الطبعة الدكنية (ص 1)، ولكن الأصل (ص 1) يشير إلى أنه "يثنيني"، وبه يستقيم الوزن كما يتضح المعنى.

وقال الشيخ فيض الحسن (البحر الوافر):
أخب إليك مرتجيًا إربي
لديك وأنت بحرٌ ذو عباب - ص 43



فهناك "الواو" قبل "إربي" في الأصل (ص 5)، وبدونها لا يستقيم الوزن، ولكنها لا توجد في الطبعتين، الدكنية (ص 3) والباكستانية.

وقال الشيخ الفيض (البحر الخفيف):
قد أتى أن يتوب قلب طروب
عن ملاه يهتز منها القلوب - ص 44



ففي الأصل (ص 6) وفي الطبعة الدكنية (ص 4) هناك "أنى"، فلم يفهمه الدكتور، وجعله "أتى"، ولو أنه يؤدي المعنى إلى حد، ولكن "أنى" أبلغ من "أتى"؛ كما جاء في قوله تعالى:
﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحديد: 16].

وقال الشيخ الفيض (البحر الخفيف):
لن يكاد الدموع ترقأ عنا
فعسى أن يشفينا السكوب - ص 44


ففي الأصل (ص 7) هنا "يشفنا الأسكوب" كما هو موجود في الطبعة الدكنية (ص 4)، ولكن جعله الدكتور "يشفينا السكوب"، وبذلك سقط الوزن، كما لم يتضح المعنى؛ فالواقع أنه من شفه الهم أو المرض: أوهنه، والأسكوب: الهطلان الدائم، يعني الشاعر أن صب الدموع قد جعله نهكًا.

وقال الفيض (البحر الكامل):
تعطي ولا تكدي وكم من ذي يد
يعطي فيكدي كفه ذي فضة - ص 46


في الأصل (ص 10) "ذي نفس صت"، وفي الطبعة الدكنية (ص 6) "ذي نفرضت"، ولعله "كفه ذي تفضت"، و"تفضت" أصله "تفضضت"؛ أي: تكسرت وتفرقت أصابعها، والجملة دعاء على البخيل، وهذا أولى مما ذهب إليه الدكتور ظهور.

وقال الفيض (البحر الطويل):


فها أنا أدعو الله أن يستبين أن لي
سبيل الهدى ما دمتُ في الناس ماكثا - ص 49



وفي الطبعة الدكنية (ص 8) كذلك: "أن" بين "يستبين" و"لي"، وبها يسقط الوزن، ولكنها لا توجد في الأصل (ص 14)، فما في الأصل أصوب وأقوم للوزن.

وقال الفيض (البحر الخفيف):
القصد في الكلام فلا تر
غب في وصل مهذر حديث - ص 49


فسقط "همها" من بداية صدر البيت، وبذلك سقط الوزن، وهو كذلك لا يوجد في الطبعة الدكنية (ص 9)، ولكنه موجود في الأصل (ص 15).

وقال الفيض (البحر الوافر):
وكانت داره مرعى مريعًا
أثبت النبت يغبطه المروج - ص 50



قد بدل الدكتور "أثيث" بـ: "أثبت"، والأثيث: الملتف بعضه ببعض، فسقط الوزن، كما ضل المراد.

وقال الفيض (البحر الوافر):
رعاه ولم يزل يره ناس
يحثون الركاب وهن عوج - ص 50



وفي الأصل (ص 17): يرعاه" وفي الطبعة الدكنية (ص 10) والباكستانية (ص 50): يره"، فإن أبقينا ما في الطبعتين لكان "ناس" "أناس"، وإلا فيسقط الوزن.

وقال الفيض (البحر الوافر):
لقد نعيت لي الشبان منا
فتى حسنٌ مقتبل بهيج - ص 51



فقد أسقط الدكتور "الواو" من عجز البيت، وهي كانت بين "حسن" و"مقتبل"، ولو أن المعنى لم يذهب هواء، ولكن الوزن قد سقط.

وقال الفيض (البحر الوافر):
يشير على مشاورة بأمر
رشيد صالح فيه الولوج - ص 52


ففي الأصل (ص 19) والطبعة الدكنية (ص 11) هنا "مشاوره" في صدر البيت بدلًا من "مشاورة"، وبهذا لا يستقيم المعنى، فلو أبقينا ما في الأصل والطبعة الدكنية لصح المعنى واستقام الوزن.

وقال الفيض (البحر الطويل):
ولا يشتفي من دون يعتني به
النبي الذي يأوي إليه صريخ - ص 56




يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-01-2021, 12:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

هنا في الأصل (ص 23) "أن" بين "دون" و"يعتني"، وهي سقطت في الطبعة الدكنية (ص 15)، فلم يزدها الدكتور، وبدونها يسقط الوزن.

وقال الفيض (البحر الخفيف):
وجوار وغلمة وقيان
مطويات يلهو بهن النبيذ - ص 62



فكلمة "مطويات" لم تأت في الأصل (ص 32)، ولا في الطبعة الدكنية (ص 20)، ولا هي تعني ما أراد الشاعر أن يقول.

وقال الفيض (البحر الخفيف):
كان لي مطعم لذيذ إذا ما
لم يكن للمرية إلا جذيذ - ص 62



ففي الأصل (ص 32): المرءة"، وفي هامش المخطوط (ص 32): المرَيء"، وفي الطبعة الدكنية (ص 20): المُرَية"، والصحيح "المُرَيء" أو "المُرَيئة"، وكلاهما تصغير المرء، وأما ما يرى الدكتور من معناه "الجدل" فهو غير ملائم.

وقال الفيض (البحر البسيط):
مضى وما شابهه سوء ولا دنس
مضى وما شيب من خزي ولا عار - ص 64


فـ "شابهه" لا يناسب الموقع، والذي يلائم هو "شابه"، من "شاب يشيب"، و"ه" ضمير النصب للغائب المذكر يرجع إلى الفاعل في "مضى"، وهو مذكور في الأصل (ص 40)، والطبعة الدكنية (ص 21).

وقال الفيض (البحر الطويل):
فتمت على فوري وغردتُ مطويًا
بكلب علي خان الكريم على قدري - ص 65


وكذا جاء "فتمت" في الطبعة الدكنية (ص 22)، وهو خطأ، والصحيح ما في الأصل (ص 36)؛ أي: "فقمتُ"، وكذا "مطويًا" المذكور هنا ليس بصحيح، إنما هو "مطربًا" المذكور في الأصل (ص 36)، والطبعة الدكنية (ص 22).

وقال الفيض (البحر الطويل):
يجود إذا الأجواد ينسون جودهم
ويوفي إذا الموفون يرمون بالقدر - ص 65


فـ "القدر" - أي: بمقدار - لا يناسب هنا كما يرى الدكتور؛ فإن "الرمي" لا يستخدم للإعطاء، بل يمكن استخدامه للعيب، فلو جعلناه "يُرمونَ بالغدر" بدلًا من "القدر" لكان أفصح، إلا أن الأصل (ص 37) يذكر "القدر"، والطبعة الدكنية (ص 23) تذكر "الفدر"، وكذا هناك "إذ" بمكان "إذا" في الأصل والطبعة الدكنية، وهو أولى؛ فإن "إذا" لا تدخل على المضارع".

وقال الفيض (البحر الطويل):
فإن حل في مرعى أصابه لزنة
من الجدب أمسى جائدًا بالعذر - ص 65



ولو أن "أصابه" ليس بخاطئ بناءً على القواعد اللغوية، ولكن يسقط به الوزن، فلو جعلناه "أصابته" - كما هو في الأصل (ص 37)، والطبعة الدكنية (ص 23) - لكان أوفق بالوزن الشعري.

وقال الفيض (البحر الطويل):
أبيت الخنا والله هادي إلى التقى
فعِرضك في الأعراض أنقى وأطهر - ص 67



فهنا وفي الطبعة الدكنية (ص 24) "هادي"، والصحيح ما في الأصل (ص 40)، وهو "هادٍ"؛ فإن اسم الفاعل من هدى يهدي يكون "هادٍ" لا "هادي".

وقال الفيض (البحر الطويل):
سواء علينا قرب مثلي وبعده
ولكن جدًى لا يزال يقصر - ص 67



فكلمة "جدًى" لا تناسب هنا، والتي تناسب الموضع هي "جد"؛ أي: نصيب، و"الياء" ياء المتكلم؛ أي: "جدي"، وهي مذكورة في الأصل (ص 40)، وفي الطبعة الدكنية (ص 24).

وقال الفيض (البحر البسيط):
لقد أظن عشير التين يرجحني
ومن يشك قضينا حكم قسطاس - ص 69


فقال الدكتور أظهر في شرح هذا البيت:
"عشير التين يريد به الحية، ويرجح من الإرجاح، وهو الإثقال والإمالة، والقسطاس هو أضبط الموازين وأقومها، يقول: إن الألم اللاذع مثل الحية تلدغه بين حين وآخر قاعدًا أو قائمًا، وذلك حق لا ريب فيه" (ص 148).

فقد ارتكب هذا الخطأ لأجل ما جاء في الطبعة الدكنية (ص 26) من كلمة "التين"، ولكن الأصل (ص 45) يذكر "التبن"، وهو ما قطع من سنابل الزرع؛ فالشاعر يريد مجرد أن التبن سيكون أثقل منه في الميزان.

وقال الفيض (البحر البسيط):
لا أستطيع ركب الظهر مستويًا
فلا أبالي بآبالي وأفراسي - ص 69


فلو أن كلمة "ركب" تؤدي المعنى، ولكن يسقط بها الوزن، فلو جعلناها "ركوب"، وهي مذكورة في الأصل (ص 45)، والطبعة الدكنية (ص 26)، لكانت أَوْلى بالوزن.

وقال الفيض (البحر البسيط):
مضى الشباب وخانتك الحسان فدع
منك الحسان وكن منها على يأس - ص 70



فلو أن هناك "منك" في كل من الأصل (ص 46) والطبعتين الدكنية (ص 27) والباكستانية، ولكن "منك" عندي "عنك"، كما يبدو من دراسة الأدب العربي الجاهلي، فيقول امرؤ القيس الكندي:
فدع ذا وسل الهم عنك بجسرة
ذمول إذا صام النهار وهجرا

ديوان امرئ القيس، ص94


يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-01-2021, 12:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

ويقول علقمة الفحل:
فدعها وسل الهم عنك بجسرة
لهمك فيها بالرداف خبيب

ديوان علقمة الفحل، ص3

ويقول المثقب العبدي:
فسل الهم عنك بذات لوث
غداة فرةٍ كمطرقة القيون

شعراء النصرانية قبل الإسلام، ص406

وقال الفيض (البحر البسيط):
بادر به الموت واستمسك بعروته
الوثقى النبي بني الجن والناس - ص 70


وكذا "بني" في الطبعة الدكنية (ص 27)، ولكنه خطأ مطبعي، صدر لعدم الاهتمام بالطبعة الأولى؛ ففي الأصل (ص 46) هناك "نبي" وهو الصحيح.

وقال الفيض (البحر البسيط):
يغدر الحساب علينا عند همته
سهلًا يسيرًا كحسو الطائر الحاسي- ص 70


فـ "يغدر" المذكور في صدر البيت لا يصح هنا، فهو لا يعني ما يريد الشاعر أن يبلغه، وما في الأصل (ص 46) والطبعة الدكنية (ص 27) صحيح، وهو "يغدو"؛ أي: يسير.

وقال الفيض (البحر الخفيف):
وعسى أن يجف غصن رطيب
وأني أن يُجز نخل يبيس - ص 71


فـ "أني" المذكور هنا "أنَى" من أنى يأني، كما هو في الأصل (ص 48)، وفي الطبعة الدكنية (ص 28)، وكما ذكرت الآية التي استخدم فيها.

وقال الفيض (البحر الخفيف):
لا ترى في بيوتهم من مقيم
فيرى أو يحسه منه الحسيس - ص 72


فالضمير المنصوب في "يحسه" يخل في الوزن، وهو غير موجود في الأصل (ص 49) والطبعة الدكنية (ص 29).

وقال الفيض (البحر الخفيف):
ما تقي الحمامَ إذ جاء يسعى
بعجوز ولا ببكر تميس - ص 72


فـ "ما تقي" المفضل في هذه الطبعة ليس بأنسب؛ وذلك لأن مجيء "بعجوز...." يكون بدون فائدة في هذا الموضع، وهو من عي بأمر وعن أمر يعي عيًّا وعياءً: عجز عنه، وكذا تعيا بالأمر: لم يُطق إحكامه؛ ولذلك جاء في الأصل (ص 49) "ما تعيا"، وفي الطبعة الدكنية (ص 29) "ما تعي".

وقال الفيض (البحر الطويل):
ورب حمي الأنف لي الحمى
ورب شديد البطش يجذر من بطش - ص 73




ففي الطبعة الجديدة سقط "يحمي" من صدر البيت، الأمر الذي أسقط الوزن الشعري، وهو موجود في الأصل (ص 51) وفي الطبعة الدكنية (ص 30).

وقال الفيض (البحر الخفيف):
قد رمتني بأسهم لا تطيش
راميات رميها لا يعيش - ص 74


فـ "رميها" بدون الميم المذكورة في الأصل (ص 52) والطبعة الدكنية (ص 30) لا يناسب هذا الموضع؛ فإن الرمي هو سحاب شديد وقع المطر، وأما المرمي فهو الذي أصابه الرمي.

وقال الفيض (البحر الخفيف):
نال مني المنون فالحُص مني
كل ريش فهل ترى من يريش - ص 74




يرى الدكتور ظهور أن الحص هو الورس الذي يصبغ به، والواقع أنه فعل ماضٍ من ألحص يُلحص؛ أي: نشب، وهو المذكور في الأصل (ص 52) والطبعة الدكنية (ص 30).

وقال الفيض (البحر الخفيف):
قد أغارت عليه خيل الدواهي
من قريب فهل كريم هشيش - ص 74


فـ "عليه" في صدر البيت لا يعني ولا يناسب، وهو "علي"، كما هو المذكور في الأصل (ص 52) والطبعة الدكنية (ص 31).

وقال الفيض (البحر الخفيف):
ثاب رأسي وذاب جسمي وخارت
قوتي ثم كل عظمٍ حشيش - ص 74


فـ "ثاب" لا يعني شيئًا هنا، وهو خطأ فاحش، والصواب "شاب" المذكور في الأصل (ص 53) والطبعة الدكنية (ص 31).
يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-01-2021, 12:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

وقال الفيض (البحر الخفيف):
ثم لا تخزني بسوء إذا ما
يحشر الناس كلهم والوحوش - ص 75



فلو أن "تخزني" لا يخل المعنى بالاقتران مع "سوء"، وهو مذكور في الطبعة الدكنية (ص 31)، ولكن رواية الأصل (ص 54) تختلف، وهي "لا تجزني"، إلا أن كلا الفعلينِ تم استخدامُه في القرآن الكريم.

وقال الفيض (البحر الخفيف):
أنا عف وعائف وعدو
مهين لما يهيج نشاطي - ص 79

فقد سقطت الواو في بداية عجز البيت، وهي قبل "مهين"، وبها سقط الوزن، توجد هي في الأصل (ص 61) والطبعة الدكنية (ص 35).

وقال الفيض (البحر الخفيف):
أي يوم برزت فيه بيض
ناعمات برزن لي في الرياط - ص 80


فقد سقطت الباء من "بيض"، وبها سقط الوزن، وهي توجد في الأصل (ص 61) والطبعة الدكنية (ص 35)، وكذا "برزت" ليست التاء بساكنة فيها، بل هي مضمومة؛ فالصحيح: "برزتُ فيه ببيض - - - -".

وقال الفيض (البحر البسيط):
يا من هداه ينادي كل مختبط
ورحمة منك يحي كل معتبط - ص 81


فـ "يحي" في الأصل "تحيي"؛ فإن "رحمة" فاعلها، وقد ورد الخطأ في النسخ في كل من الأصل (ص 63)، والطبعة الدكنية (ص 36)، والطبعة الباكستانية كذلك.

وقال الفيض (البحر البسيط):
كما تجود على قرب كذاك على
بعد فلا ضير للناسي من الشحط - ص 81


فـ "الناسي" (الغافل) لا يفيد هنا شيئًا؛ فإن بدلناه بـ: "النائي" المذكور في الأصل (ص 63) لكان أصح، وأما الطبعة الدكنية (ص 37) فهي تشير إلى "للناي"، والجمع نايات، من آلات الطرب.

وقال الفيض (البحر البسيط):
أخفي المحبة ما يستطاع دونهم
للناس أنماطهم فيها ولي نمطي - ص 81


فلو أن "يستطاع" لا ينقص من المعنى ولا يخل فيه، ولكن يسقط به الوزن، فإن حذفنا التاء منه لاستقام الوزن، ولما نقص الجمال الأدبي، وهذه الرواية (بدون التاء) موجودة في الأصل (ص 64) والطبعة الدكنية (ص 37).

وقال الفيض (البحر الخفيف):
يبتغي أن أسأم خسفًا وذلًّا
ويراني أسير قوم غلاظ - ص 82


فـ "أسأم خسفًا" لا يستخدم عند العرب، كما لا يستقيم به الوزن، ولعل الدكتور ظهور ظنه من "سئم الحياة يسأم"، كما جاء في قول زهير بن أبي سُلْمى التالي:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولًا لا أبا لك يسأم

شرح القصائد العشر، ص 152

والحال أنه من "سامه عذابًا يسومه"؛ كما في قوله تعالى:
﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾ [البقرة: 49].

وبهذا يقول الأصل (ص 65) والطبعة الدكنية (ص 37).

وقال الفيض (الرجز):
يقيل مكسًا لا يفوت الشظا
قد كظه ما عنده فاكتظا - ص 83

يظن الدكتور ظهور أن في صدر البيت "مكسًا لا يفوت..." من مكس الشيء نقصه، ولكنه وهم؛ فقد تم في الأصل (ص 67) إعرابه، بحيث إنه "مِكسالًا يفوت...."، وبهذا يحسن المعنى، وبهذا تقول الطبعة الدكنية (ص 38).

وقال الفيض (البحر الطويل):
رَزينًا فتى لو نيل فتيان أرضنا
بما ناله ما كان أبكى وأوجعا - ص 84


فـ "رَزينًا" خطأ، والصواب "رُزئنا" من الرُّزْء؛ أي: المصيبة، وكذا في الأصل (ص 68)، وفي الطبعة الدكنية (ص 39) "رزينا".

وقال الفيض (البحر الطويل):
لئن أظلمت رجاؤها يوم موته
فقد كان يومًا ذا كواكب أسنعا - ص 84


فـ "رجاؤها" إنما "أرجاؤها"؛ أي: الرجا والرجاء، جمعها الأرجاء: الناحية، وقد وقع هذا الخطأ لأجل ما وقع من الخطأ المطبعي في الطبعة الدكنية (ص 39)، وأما الأصل (ص 69) فهو يذكر "أرجاؤها" الكلمة الصحيحة، وكذا "أسنعا" إنما هو "أشنعا" بالشين لا بالسين، ومنه "يوم أشنع" ذو شناعة، فقال أبو ذؤيب الهذلي:
متحامِيَيْنِ المجدَ كل واثق
ببلائه واليومُ يومٌ أشنعُ

لسان العرب: مادة شنع
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-01-2021, 12:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

وقال متمم بن نويرة:
ولقد غُبطتُ بما ألاقي حقبة
ولقد يمر علي يوم أشنع

المصدر نفسه، والمادة نفسها

وقال الفيض (البحر السريع):
السيف أصدق إنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب

فـ " أمل" كلمة لا تعني هنا شيئًا، ولعله من وهم الدكتور ظهور، وأما الطبعة الدكنية (ص 42) ففيها "ا ـل"، وبهذا لا يفهم المراد إلا بما يؤيده الأصل (ص 73) من أنه "إبل"، وهو الملائم للموقع.

وقال الفيض (البحر البسيط):
إني امرؤ ما له خير ولا كرم
إني ما له خير ولا سلف - ص 91

فقد حذف "امرؤ" في عجز البيت، وهو كان بين "إني" و"ما له"، وقع هذا الخطأ لأجل الطبعة الدكنية (ص 45) التي تفقد هذه الكلمة، ولكنها توجد في الأصل (ص 80).

وقال الفيض (البحر البسيط):
إن من ينجو به وإلا
فلا حميم ولا شفيق - ص 93

فما وضعه الدكتور ظهور من "إن مَن ينجو به وإلا" خطأ بين، كما وقع خطأ مطبعي في الطبعة الدكنية (ص 47) نقل فيها "ينجو"، والصحيح "إن من فينجو به وإلا" وهو المنقول في الأصل (ص 83).

وقال الفيض (البحر البسيط):
ولا حميم ولا جارٍ ولا مسكن
ولا نديم ولا كأس ولا ساق - ص 94


فلو أن "مسكن" صحيح، ولكن لا يستقيم به الوزن، فما في الأصل (ص 84) والطبعة الدكنية (ص 48) من "سكن" صحيح وملائم للوزن.

وقال الفيض (البحر البسيط):
يعولهم ملك بر ندٍ ندس
مدرارًا عطيته مفتاح أرزاق - ص 95


فـ "مدرارًا عطيته" غير ملائمة للوزن الشعري وموسيقاه، ولا أدري أنى له هذا الوزن! فما في الأصل (ص 87) والطبعة الدكنية (ص 49) من "مدرارُ أعطيةٍ" صحيح وملائم للوزن والموسيقا.



وقال الفيض (البحر البسيط):



يواتي ومما شاء من ضرر

ممن يعادي بإيباق وإيثاق - ص 96





فسقط "لمن" من بداية صدر البيت، وبه سقط الوزن، وهو موجود في الأصل (ص 87) والطبعة الدكنية (ص 50).



وقال الفيض (البحر الكامل):



أبيت في بيت مخو

ف حوله مأفوك - ص 97





فسقطت الواو من بداية صدر البيت، وبها اختل الوزن الشعري، وهي موجودة في الأصل (ص 90) والطبعة الدكنية (ص 51)، وكذا هناك في الأصل والطبعة الدكنية "جوله" مكان "حوله"، وعُلق على هذا البيت في الهامش: عقله ضعيف"، المخطوط، ص 92.



وقال الفيض (البحر الطويل):



سلكت صراطًا سويًّا قويًّا

إذا ضله سالك فهو هالك - ص 98







فلا تأتي صفة "قوي" للصراط، إنما هي صفة "قويم"، التي تأتي لها، ولعل الدكتور ظهور وقع في الخطأ لأجل الخطأ المطبعي الواقع في الطبعة الدكنية (ص 52)، ولكن الأصل (ص 92) يشير إلى "قويم".



وقال الفيض (البحر البسيط):



فالحبل منفصم والخط منتقص

والستر منتهك والعرض منتهك - ص 100





فـ "الخط" لا يعني هنا شيئًا، إنما هو "الحظ"، كما هو في الأصل (ص 95) والطبعة الدكنية (ص 53)، وكذا "منتهك" الذي وقع لمجرد الخطأ الواقع في الطبعة الدكنية (ص 53)، ولكن الأصل يشير إلى "منتبك"، وهو من انتبك المكان ينتبك: ارتفع، وبهذه الرواية يحسن المقابلة.



وقال الفيض (البحر البسيط):



لا أبكي عليهم بكاء غير منقطع

حتى أرى الدم من عيني ينسفك - ص 100





فالنفي في "لا أبكي" هنا لا يفيد شيئًا؛ فإن "حتى" في مثل هذا الموقع تقتضي الكلام التام؛ ولذلك فقد جاء في الأصل (ص 95) "لأبكي"؛ فاللام هنا لام التوكيد، ولعل الخطأ وقع لمجرد رواية الطبعة الدكنية (ص 54)، التي جاء فيها "لا أبكي"، وكذا هناك "ينفك" في مكان "ينسفك" في الأصل (ص 95).



وقال الفيض (البحر البسيط):



ببلدة ما بها مجد ومأثرة

وما بها كريم النفس مفضال - ص 101



فقد سقط "من" من عجز البيت، وهو كان ما بين "بها" و"كريم"، ولعله حدث لأجل عدم الاهتمام بالطبعة الدكنية (ص 54)، حيث سقط هذا، ولكنه يوجد في الأصل (ص 96).
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09-01-2021, 12:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

وقال الفيض (البحر البسيط):



الخمر شربهم والسحت مأكلهم

والإفك مكسبهم لا بأس في حال - ص 102







وكذا توجد رواية "شربهم" في الأصل (ص 98)، ولكن الطبعة الدكنية تروي "مترهم"، والصحيح "مشربهم" على وزن "مأكلهم" و"مكسبهم"، وبها يستقيم الوزن، وإلا فلا يستقيم الوزن بـ: "شربهم".



وقال الفيض (البحر البسيط):



هذا وقد ظلت ظللت من دونهم حججًا

حبًّا حبيبًا نشيطًا ناعم البال - ص 102





فـ "ظلت" زائدة هنا، و"ظلت" الأولى هو "ظِلتُ"، ولا أدري من أين أضافها الدكتور ظهور؟ وبه يسقط الوزن، كما لا يستقيم به المعنى، وفي الأصل (ص 98) مجرد "ظلت"، وكذا "في" الواقع بين "ظلت" و"من دونهم" ساقط من هذه الطبعة.



وقال الفيض (البحر البسيط):



عذبًا فراتًا لطيفًا صافيًا بشمًا

حلوًا حلالًا على أوصاف سلسال - ص 102







وكذا يروى في الأصل (ص 98) "بشمًا"؛ أي: سؤوم، وهو خطأ، وما في الطبعة الدكنية (ص 55) من "شبمًا" - أي: البردان - أَوْلى بالمعنى.



وقال الفيض (البحر البسيط):



وطئت حرها ما كان من أكم

وقد تلفعت القارات بالآلي- ص 103





فقد سقط "في" من صدر البيت، وهو كان بعد "وطئت" وقبل "حرها"، وبه سقط الوزن، يوجد هو في الأصل (ص 100)، والطبعة الدكنية (ص 56).



وقال الفيض (البحر البسيط):



يا صاح، لا تسمعن قول العدى واصحُ

لما أقول وإني كاشف البال - ص 103





"اصحُ" من صحا الرجل يصحو: أفاق، ولكن لا تأتي له صلة "اللام" في "لما أقول"؛ فهو عندي من أصاخ يُصيخُ إصاخةً له وإليه: أصغى واستمع، وكذا يروى في الأصل (ص 100)، والطبعة الدكنية (ص 56).



وقال الفيض (البحر الطويل):



ألم به ما يقصم الظهر بغتة

ويروي الورى والدهر جم غوائله - ص 104





رواية "يروي" الخاطئة تسللت لأجل الطبعة الدكنية (ص 57)، حيث جاءت هذه الرواية، ولكن الأصل (ص 101) يروى "يردي" من أرداه يُرديه: أهلكه.



وقال الفيض (البحر الطويل):



رماه أزرق النصل بارد

وما رمية من غير رام تماثله - ص 104





سقط "بسم" ما بين "رماه" و"أزرق"، وبذلك سقط الوزن، كما اختل المعنى، لعل الدكتور وقع في هذا الخطأ لأجل الطبعة الدكنية (57) التي لا يوجد فيها هذا اللفظ، وقد وجدته في الأصل (ص 101).



وقال الفيض (البحر الطويل):



بلغتُ به ما ترهق دونها

وحملت حملًا لا يرى اليوم حامله - ص 104


يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-01-2021, 12:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)


سقطت كلمة "النفس" من بين "ترهق" و"دونها"، وحدث هذا لأجل الطبعة الدكنية (ص 57) التي تفقدها، وكذلك هي لا توجد في الأصل (ص 101)، فزِدتها حسب المفهوم والوزن، وكذا "دونها" "دونا"، وهو خطأ في الطبعة الدكنية، وفي الأصل "دونه"، والصحيح ما في الأصل.



وقال الفيض (البحر الطويل):



صبرنا ولولا الصبر حثت ركابنا

إلى بلدة حثت إليها وواصله - ص 104





فـ "وواصله" المذكور هنا أيضًا يوجد في الطبعة الدكنية (ص 57)، وأما الأصل (ص 101) ففيه "رواصله"، ولعلها "رواحله" جمع "راحلة"، وهي من الإبل ما كان منها صالحًا لأن يرحل، والتاء للمبالغة.



وقال الفيض (البحر الطويل):



لقد كان برهانًا قويًّا وحجة

لمن يبغي رشدًا على من يحاوله - ص 104





ففي الطبعة الدكنية (58) هناك "تبتغي"، فجعله الدكتور ظهور "تبغي"، وكلاهما خطأ، والصحيح ما في الأصل (ص 102)، وهو "يبتغي".



وقال الفيض (البحر الطويل):



نأى عيشنا عنا وقد كان وافقًا

ولسنا نرجي أن تعود قوافله - ص 105





فـ "وافقًا" تسلل لأجل سوء الفهم لكلمة "وافغًا" المذكورة في الطبعة الدكنية (ص 58)، وهو خطأ مطبعي، فظن الدكتور ظهور أنها "وافقًا"، والحال أنها "رافغًا"، من رفاغة العيش: رخاؤه، وهي موجودة في الأصل (ص 103).



وقال الفيض (البحر الطويل):



إلام وفي نفس كثير ودونه

أمور وما دون النكايات حاصله - ص 105





فـ "إلام" لا يفيد هنا شيئًا، وكذا "نفس" هي "نفسي"، وبهذه النسبة يكون الفعل "ألام"، يوجد كل هذا في الأصل (ص 103) والطبعة الدكنية (ص 58).



وقال الفيض (البحر الكامل):



ومن عداهم كلهم

لا يخطرون بباله - ص 105





فلو أن "يخطرون بباله" صحيح معنى، ولكنه لا يصح هنا؛ فالشاعر يريد الاحتماء ببال النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالصحيح هنا "يحظرون بباله"، من حظر به يحظر حظرًا: احتمى، وهو موجود في الأصل (ص 103) والطبعة الدكنية (ص 58).



وقال الفيض (البحر الكامل):



جادت يداه على السؤا

ل به على سواله - ص 106



فـ "السؤال به" هنا هو "السواء به"، وقد حدث هذا لأجل الطبعة الدكنية (ص 59)، التي جاء فيها "السؤاا"، وهو خطأ مطبعي، وذلك لأن "السؤال" يضمن "الهزء" إذا جاءت له صلة "بـ"؛ كما قال تعالى: ï´؟ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ï´¾ [المعارج: 1].



وأكبرُ شاهد على ما أقول هو الأصل (ص 105)، ففيه ما أرى.



وقال الفيض (البحر الكامل):



من سر قوم شيبهم وشبابهم

غر وذو كرم بناة مكارم - ص 107





فـ "وذو" خطأ، والصواب "ذوو" جمع "ذو"، وهذا حدث لأجل ما في الطبعة الدكنية (ص 60) "وذو"، ومن المؤسف أن هذا الخطأ ورد أيضًا في "لقطة العجلان" (ص180)، وأما الأصل (ص 106) فهو يروى "ذوو".



وقال الفيض (البحر الكامل المجزوء):



غاوٍ وغوى جامح

لا يستدل على الشكيم - ص 110





فـ "غاوٍ وغوى" وهم وخطأ لا يستقيم به الوزن، والصحيح "غاوٍ غوي"، كما هو في الأصل (ص 111)، ولعل الخطأ جاء لأجل الطبعة الدكنية (ص 63)؛ حيث جاء "غا وعوى"، وكذا "يستدل" هو "يستذل" من استذله يستذل: وجده ذليلًا.



وقال الفيض (البحر الكامل المجزوء):



وبمن يُرِد هُم ويحسَب

ردهم دَينَ الغريم - ص 110



فـ "يُرِد هُم" خطأ، والصواب "يَرُدهُم" من رده يرد، كما هو في الأصل (ص 111) والطبعة الدكنية (ص 63).



وقال الفيض (البحر الطويل):



نقضنَ عهودًا لي عليها شواهدَ

فَرِحنَ فمن يرثي لصب متيم - ص 111





فـ "فَرِحنَ" خطأ في الإعراب، إنما هو "فَرُحنَ" فالفاء للتعقيب، و"رُحنَ" من راح يروح.



وقال الفيض (البحر الكامل المجزوء):



سمتهم سمت الكرام

الصالحين وحسن عمه - ص 114





سقطت الواو من بداية صدر البيت، وبها سقط الوزن، ولكنها تبقى في الأصل (ص 117) والطبعة الدكنية (ص 66).



وقال الفيض (البحر البسيط):



ولا تميز كريمًا كيسًا فطنًا

مما غبي لذيم النفس ملعون - ص 115



فـ "لذيم" في عجز البيت مما صنعه الدكتور ظهور؛ فهي لا توجد في الأصل (ص 119)، ولا في الطبعة الدكنية (ص 68)، وبالعكس من تلك هناك كلمة "لئيم" في كلا المصدرين.



يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-01-2021, 12:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر (دراسة ونقد)

ديوان الفيض.. بتحقيق: د. ظهور أحمد أظهر

(دراسة ونقد)

د. أورنك زيب الأعظمي


وقال الفيض (البحر الخفيف):



في قلوب تطير طير قطاة

عيون تفيض فيض العين - ص 116





فسقطت الواو من بداية عجز البيت، وبدونها لا يستقيم الوزن، إنها موجودة في الأصل (ص 120) والطبعة الدكنية (ص 68).



والرَّجَز ذو الرقم (56) يحتوي على بيتين ونصف بيت، فقد تم ذكر البيتين، وأما النصف البيت الذي يوجد في الأصل (ص 121) والطبعة الدكنية (ص 69) فقد أسقطه الدكتور لسبب يخفى علينا، وهو كما يلي:

بونٌ بعيدٌ بينه وبيني



وقال الفيض (البحر الكامل):



لله دار الحب إذ هو ما أتى

إلا وخان العاليات علوها - ص 117



فـ "دار" خطأ فاحش ارتكبه الدكتور ظهور لأجل الطبعة الدكنية (ص69)، حيث وقع هذا الخطأ، والصواب "در" كما في الأصل (121).



وقال الفيض (البحر الكامل):



تمضي الليالي أو تضيء وليلتي

لا يستطاع ضحوها وسجوها - ص 118





فهناك "وحوها" مكان "ضحوها" في الأصل (ص 122) وفي الطبعة الدكنية (ص 70)، ولعله "دجوها"، من دجا الليلُ يدجو: أظلم، وما يراه الدكتور ظهور من "ضحوها" لا يستخدم لليل، ولعله ظن هذا لقوله تعالى: ï´؟ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ï´¾ [الضحى: 1، 2].



وقال الفيض (البحر الطويل):



لحى الله شيبي شب في صبابتي

فأهوي إلى ما لم أكن قبله أهوي - ص 119





فقد سقط الهاء من "في" في صدر البيت، وبه سقط الوزن، يوجد هذا في الأصل (ص 123) والطبعة الدكنية (ص 70).



وقال الفيض (البحر الطويل):



جزى ربه عنا الشباب إذا امضى

مضى وهو لا يبقي علينا ولا يلوي - ص 119





فـ "امضى" خطأ، والصواب "مضى" كما يبدو من السياق، وكما هو مذكور في الأصل (ص 124) والطبعة الدكنية (ص 71).



وقال الفيض (البحر الوافر):



لكني على ضعفي ووهني

أقاسيها ولا فخر ودعوى - ص 121





الواو سقطت من بداية صدر البيت؛ ولذا سقط الوزن، إنها توجد في الأصل (ص 127)، والطبعة الدكنية (ص 72).



وقال الفيض (البحر الوافر):



فإن لم تستمع فلا أنت غمر

وإن لم تنتصح فلأنت ألوى - ص 121





فـ "فلا أنت" وهمٌ من الدكتور ظهور، والصواب "فلأنت" بمقابلة "فلأنت" في عجُز البيت، وكذا جاء في الأصل (ص 128) والطبعة الدكنية (ص 73).



وقال الفيض (البحر الوافر):



وكم من مرشد مثلي كذوب

إذا اضل السبيل غوى فأغوى - ص 122





فـ "اضل" خطأ يسقط به الوزن ويفسد المعنى، فلو وضعناه "ضل" كما هو في الأصل (ص 129) والطبعة الدكنية (ص 73)، لكان صحيحًا ومقيمًا للوزن الشعري.



وقال الفيض (الرجز):



أعطي عفاتي منقعًا من عفوي

ورب جان لا يذبح قَوي - ص 122



فـ "لا يذبح قَوي" وهم من الدكتور ظهور؛ فهو "لاذ بحقويه"؛ أي: فزع إليه، وهكذا ورد في الأصل (ص 169)، والطبعة الدكنية (ص 74).



وقال الفيض (البحر البسيط):



كلت يدي ووهت رجلي فيلعبُ لي

صبيانُ قومي وهم أبناءُ أستاه - ص 124





فـ "لي" بعد "يلعب" خطأ، والصواب "بي" المذكور في الأصل (ص 133)، ولعل الخطأ وقع لأجل الطبعة الدكنية (ص 75)؛ حيث تسلل نفس الخطأ.



وقال الفيض (البحر البسيط):



لا يُفَضضُ الله فاه رأسًا

من باسمه فاه أو يفوه - ص 125





فـ "لا يُفَضضُ" لا يستقيم به الوزن، والصواب "لا يَفْضُضِ" المذكور في الأصل (134) وفي الطبعة الدكنية (ص 76)، وهو من "فض الله فاه"؛ أي: نثر أسنانه، يقال لمن أجاد الكلام: "لا فُض فوه".




وقال الفيض (البحر البسيط):



في حبه وآله ولو لم

أهوهُ ما مسني الدلوه - ص 125





فـ "أهوهُ" خطأ يسقط به الوزن، والصواب "أهواه" المذكور في الأصل (ص 135) وفي الطبعة الدكنية (ص 76).
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 225.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 219.67 كيلو بايت... تم توفير 6.08 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]