|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيف أتخلص من الانطواء وفقدان الثقة؟
كيف أتخلص من الانطواء وفقدان الثقة؟ أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم. مشكلتي أني لا أفعل شيئًا في حياتي، يعني بالتحديد أقضي حياتي كلَّها في البيت، أنا فتاة متعلِّمة، حاصلة على بكالوريوس تجارة، ولكن عندي مشكلة أني لا أقدر أن أعمل شيئًا في حياتي. يومي العادي يمشي كالآتي؛ أصحو من النَّوم، آكُل وأشرب، وأجلس على الإنترنت، ثُمَّ أدخل لأنام، ولا أخرج نهائيًّا، ولا أعمل، ولا أدرس شيئًا، وأحسُّ أنِّي لا أُحْسِن أن أَعمل غير هذا، حتى تعبت من إحساسي بأنَّ حياتي ضائعة دون عملٍ مُفيد، وأحسُّ دائمًا أنِّي أريدُ أن أكون وحدي، لا أريد أن أخرج، ولا أن أرى أحدًا، لدرجة أني أصبحت أشعر أنِّي عاجزة، وهذا الموضوع ظل معي أكثر من 3 سنين. وقد حصل لي موقفٌ مع واحدة أعرفها، حيث إنَّها أهانتني إهانةً كبيرة، ومِن ساعتها وأنا أشعر بعدم الثِّقة في نفسي، وعدم الثقة بالناس كلها، ودائمًا أحسُّ أنَّ الناس تراني ضعيفةً، وأحسُّ أن الناس مستهترون بي، وأحسُّ أنِّي غيرُ قادرةٍ على عمَلِ شيءٍ في حياتي، أمنيتي أن أشعر بذاتي وشخصيَّتي، وأعيشَ حياتي وأُصبح اجتماعيَّة، لو سمحتُم ساعدوني، قولوا لي: ماذا أفعل كي أغيِّر نفسي وحياتي؟ أنا سأتزوَّج قريبًا، وأشعر أنِّي لن أستطيع تحمُّل مسؤوليَّة، حتَّى مع أهل خطيبِي، لا أعرف كيف أكسبهم؛ لأنِّي دائما أشعر أنَّهم يرونني ضعيفةً، فأجِدُ نفسي أبتَعِد عنهم، ولا أستطيع التعوُّد عليهم، والقُرب منهم، دائمًا أُحاول أن أَبعد، مع العلم أنِّي سأعيش معَهم في بيتٍ واحد، وأحسُّ أنِّي بدون قيمة في الحياة، غير أنِّي ليسَت عندي إرادة كي أفعَل شيئًا، أحيانًا كثيرة أقول: سأَدْرس شيئًا ما، أو سأخرُج؛ كي أرى الدُّنيا، أو سأعمل، ثم أجِدُ نفسي لا أفعلُ شيئًا من ذلك. فلو سَمحتُم قولوا لي: ماذا أفعل كي أغيِّر نفسي؟ وشكرًا الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. من أشدِّ الآلام قسوةً: ما تُعانينه من دائرة الفَشل والإحباط، تَحتاجين أن تكسري هذه الدَّائرة؛ فأنت لا تُنجزين شيئًا في حياتِك، وهذا يَدفَعُك إلى الإحباط والاكتئاب الذي بِدَوره يعوقك عن الإنجاز! اكسري الدائرةَ بأن تضعي لنفسِك أهدافًا صغيرة قابلةً للتَّحقيق؛ فالمُشكلة مع هذا الإحباط أنَّنا نضع لأنفُسِنا سقفًا عاليًا من الأماني، يَجعلنا نستصعب صُعودَه، ونَحْبَط من أنفسنا؛ لِعَجزنا عن ذلك! اكسري الدَّائرةَ بوعدٍ صغير تَعِدين به نفسَك، وتفين به، ولو كان مجرَّد الالتزام بوقتٍ باكرٍ للاستيقاظ مثلاً، وأداء صلاة الضُّحى، أو القيام، بِهَدفٍ كهذا تَغتنمين أمرَيْن: استعادتَك لِثقتِك بنفسك حينما تفين بِهذا الوعد، واستمدادَك لطاقة روحانيَّة بالقرب من الله، واللُّجوء له في وقتٍ فقدْتِ فيه الأملَ بنفسك وبِمَن حولك. لا تتخيَّلي مدى الرَّاحة الإيمانيَّة التي ستَحصلين عليها لو استطَعْتِ أن توجِّهي قلبك إلى الله، وتلجَئي له بإلحاحٍ في دعواتِك أن يُعِينك ويقوِّيكِ على نفسك وعلى مشكلاتك. ثم بعد ذلك تدرَّجِي في أهدافك؛ ابدئي من خلف الشاشة لو كان هذا أسهلَ عليك، توجد الكثيرُ من فُرَص الدِّراسة عبر الشَّبكة، وكذلك توجد ملتقَيات علميَّة يُمكنك الاجتماعُ فيها بالناس كبدايةٍ دون مُواجهة، وبعد ذلك ستَبنين ثقتَكِ أكثر حينما تنجحين في التَّواصل، وتصلين إلى الإنجاز. انتبهي، لا تقفي عند مرحلة الشَّبكة، وانتقلي منها إلى أرض الواقع بالتَّدريج أيضًا؛ ابدئي بتبادُل ما تعلَّمتِه مع مَن حولك، واسأليهم عمَّا يعرفونه، وغالبًا الطريقة الأسهل للتواصل حينما يُصاب المرء بالخَجل أو عدم الثِّقة أن يحوِّل الأنظار والتركيز منه إلى مَن أمامه، وطريقة الأسئلة هي أفضل طريقةٍ في الحوار. أَبْدِي اهتمامًا بِمن أمامك، وركِّزي عليه؛ حتَّى لا تَشغلك فكرةُ كونِه لا يقيِّمك، أو لا يَنظر إليك باحترامٍ، اكتفي بأن تَفعلي أنتِ ذلك، وستَجِدين قوَّةَ جذبٍ لَم تتوقَّعيها، وستكون - بإذن الله - بدايةً لتواصُلٍ ناجح. لَم تُخبِرينا عن علاقَتِك بِخطيبك، وهل حصل العقدُ الشرعيُّ أم ليس بَعْد؟ عادةً الفترات الأولى في الزَّواج تكون العلاقة فيها قويَّة، فاغتنمي ذلك لصالحك، واجعليه مصدرَ دعمٍ لك؛ فالرَّجلُ يُسعده دور الدَّاعم الذي تَشعر المرأةُ بِضَعفها معه، وفي نَفس الوقت تستمِدُّ قوَّتَها من قربِه ودعمه، ويستمدُّ هو من ذلك رجولتَه وثقته. إذًا كخُلاصة: • اكسِري دائرةَ الفشل والإحباط بوعدٍ يُمكِنُك الوفاء به، وضَمِّنيه جانبًا رُوحانيًّا. • اربِطي قلبَك بالله، واجعلي أهمَّ أهدافك متعلِّقًا بِمُناجاتك له، واستمدادِ الثِّقة منه. • تدرَّجي في العودة إلى التَّواصل مع الواقع والإنجاز، ابدئي مِن خلف الشاشة، وابحثي عن فُرَص مناسِبةٍ لك بالشبكة العنكبوتيَّة (النت). • انتقلي للتواصل الفِعلي مع الناس، بالاستفادة مما اكتسبتِه من الشبكة، وركِّزي على الاهتمام بِمَن أمامك، عِوَضًا عن تركيزك على نفسك ومشاعرك. • استعيني بِمن هم مقرَّبون منك، وتَثِقين بِهم، قد يكون زوجك داعمًا لك مثلاً، والأقرب لتكوني معه كما تحبِّين أن تكوني. لا تَجعلي للشيطان مدخلاً عليك يحزنك به، وتذكَّري أنَّنا خُلِقنا للعبادة والاستخلاف في الأرض، ولن نستطيع تحقيقَ ذلك ونحن مُحاطون بالفشل والإحباط، موقفٌ مررْتِ به، تعرَّضت فيه لإهانةٍ أو لقسوة، لا تَجعليه يسيطرُ عليك كلَّ هذه السنوات ليكبِّلك، تغلَّبِي عليه عوضًا عن أن يتغلَّب عليك، واجعليه تجربةً تضيف لك لا تأخذ منك! أتعرفين قصَّة الفيل والقيود؟ هناك قصة مشهورة عن فيلٍ أراد مدرِّبُه ترويضه، فربَطه بسلسلة حديديَّة، ثار الفيل وهاج، وحاول أن يفكَّ قيوده، لكنه عجز، حيث كانت القيودُ قويَّة ومتينة، يصعب التخلُّص منها، بقي الفيل يثور، ويثور، ويثور حتَّى فقد الأمل بعد شهور، واستسلم لِمَصيره، وأنه سيبقى مكبَّلاً بالقيود، وصار مكتئِبًا خاملاً لا يُحاول أن يتزحزح من مكانه إلاَّ حينما يُمسك مدرِّبُه به ويقوده، وعلم ألاَّ خيارات له في الحرِّية، لكن ما حصل أن المدرب استبدل بالسِّلسلة الحديدية أخرى واهيةً وهميَّة، ولكن الفيل لم يُدرك ذلك، وبقي مكبلاً نفسيًّا، عاجزًا حتَّى عن المُحاولة! انتبهي ألاَّ تجعلي من نفسك كهذا الفيل، مقيَّدة بقيودٍ وهميَّة، انتهَت، ولكن أثرها لَم ينتهِ في داخلِك فقط! في انتظارِ أن تُبشِّرينا بأولى إنجازاتك، وانطلاقتك وفَّقَك الله، ونفع بك
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |