ذكريات الماضي، وآلام اليوم والمستقبل - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الليبراليون الجدد.. عمالة تحت الطلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 100 )           »          فتنة التفرق والاختلاف المذموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          رغبة المؤمنين ورهبتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-01-2021, 04:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,602
الدولة : Egypt
افتراضي ذكريات الماضي، وآلام اليوم والمستقبل

ذكريات الماضي، وآلام اليوم والمستقبل


أ. مروة يوسف عاشور





السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحب بداية أن أشكركم شُكرًا جزيلاً على هدا الموقع الرائع، وعلى كلِّ ما تُقَدِّمونه من نصائح وإرشادات.



أنا إنسانة تبلغ من العمر 23 سنة، مشكلتي بدأت منذ طفولتي، عندما كان عمري 7 سنوات إلى 10 سنوات؛ حيث تعرَّضتُ لمجموعةٍ منَ الأُمُور والممارَسات الجنسيَّة التي ظلتْ عالقةً في ذاكرتي، ولَم أستطع أنْ أنْساها ولا أن أتجاهلها، وفعلاً لَم يَكُنْ بإمكاني أن أخبرَ بها أي أحد، فقد عاشتْ في داخلي، ولَم يكن بالإمكان أن أخرجها، أو أن أبوح بها لأي شخص.



المهم كبرتُ ودخلتُ الجامعة، وحصلتُ على البكالوريوس، ولَم أكن مُجدَّة كثيرًا؛ مما جَعَلَني لا أُوَفَّق في إكمال دراستي، فقررتُ أن أغيّر التخصُّص، وأن أبدأ تخصُّصًا آخر ولم أكمل فيه.



حاليًّا أدرس الشريعة من جديد، وعندي أمل أن أكمل فيها إلى النهاية، لكن مع ذلك لا أقوم بأي مجهود، نعم أريد أن أنجح، وأريد أن أحقق أعلى الدرجات، لكنني لا أفعل، ولا أدري لِمَ؟ وعندما يأتي يومُ الامتحان أحس أنِّي لا أصلح لأي شيء، لا أستطيع أن أكونَ أقوى، ولا أن أركز في دراستي، ولا أن أحقق ما أريد!



دائمًا أتَّهم نفسي بالكسل، وأعرف أني كذلك، لكنني لا أفعل أي شيء لتغيير هذا الأمر.



تَقَدَّمَ لِي شخص أكبر مني بنحو 16 سنة، وقد أعجبني، رغم تفاوُت السن الذي بيننا؛ أعجبني فكرُه وعقليتُه رغم أنه ليس متديِّنًا كثيرًا، لكنِّي أحس أنه يوجد تفاوُت ماديّ بيننا، ولا أعرف هل هذا الأمر سيؤثِّر على علاقتنا أو لا؟



بالإضافة إلى أنِّي لا أحب أن أتزوج رجلاً غنيًّا، ولا أستطيع أن أخبره بما مضى في حياتي بتفصيل، وهو يقول لي: أريدكِ أن تكونِي صريحة، وقد أخبرتُه ببعض الأمور، ولَم يُبْدِ أية مشكلة، لكن كل ما في الأمر أنه لا يُعجبني شكلي، ودائمًا أفكر فيه، كذلك لا يعجبني شكْل جسَدي.



أعرف أننا لا نختار هذه الأمور، وأحيانًا أحمد الله أنه لا يوجَد بي أي مرَض، أو إعاقة، وأنه عليَّ أن أحمد الله بدل أن أتَضَجَّر، ولكن أنا - الحمد لله - راضية عن نفسي، ولكنني أخاف من ردة فعلِه هو، أخاف ألا أعجبه و....



كلها أسئلة تشغل تفكيري، لَم أعد أهتم لا بدراستي ولا بأي شيء، رغم أني من أسرة بسيطة، والمفروض أن أُوَفَّق في دراستي، وأن أعمل مِن أجل نفسي، وأن أُحَقِّق ما أريد، وألا أكون مستسلمة.



أحيانًا أرى أنه لا بُدَّ أن أبتعد عنه، فقد يكون هذا الأمر أحسن؛ حتى لا أقع في موقف الرفض؛ لأني حسَّاسة جدًّا، وتكْفي النظرات فقط حتى أفهم ما في الأمر.



وأحيانا أخرى أقول: لا يجب عليَّ أن أُفَكِّر في مسألة الزواج نهائيًّا، ويجب أن أعيشَ حياتي بطريقة عادية مِن أجل دراستي، والعمل مستقبلاً، لكنني في لحظات عديدة أحس أني إنسانة، وأشعر أني أريد أن أكونَ كباقي النساء.



لا أقدر أن أكونَ صريحة، ولا أقدر أن أُغَيّر واقعي، لقد صرت شكاكة جدًّا، أشك في كلِّ مَن حولي، لا أستطيع أن أثق في أي إنسان، حتى في خطيبي، وكثيرًا ما يقول: إنك غير صادقة، ويقسم لي على ذلك.



أحيانًا أخرى لا تصير عندي رغبة في أي شيء، وأفكر أن أسافر بعيدًا عن بلدي، وأن أعيش في بلدٍ آخر، وأن أشتغل فيه مُرَبِّية، وأن أنسى كل شيء.



ولكن هذا الأمر حاليًّا غير ممكن؛ لأن والدي لن يوافق، لكن ربما إن تُوفِّي - لا قدَّر الله - فلن أجد سببًا لبقائي هنا؛ لأن وُجُودي وعدمه سواء.



هذه هي مُشكلتي، وأرجو أن أنجح، وأن أكون على إيمانٍ قويٍّ بالله، وهذا أهم شيء بالنسبة لي، كما أرجو أن أنجحَ في دِراستي، وأحقق ذاتي، وألا أستسلم، وأريد أن أزيل هده الأفكار من نفسي، وأن أعيش حياةً عادية مثل أية إنسانة.



ما يشغلني أكثر هو أنني أريد أن أكونَ قوية الإيمان، لا أريد أن أخطئ، أريد أن أبتعد عن كل النواهي، وأن أطبق دين الله كما يجب، ولكنني مع الأسف ضعيفة وأقصر في حق ديني كثيرًا.



هذه هي مشاكلي، وأرجو أن تساعدوني، وجزاكم الله خيرًا، وأعتذر على الإطالة.


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نشكر لك تواصلك معنا، ونحمد الله تعالى أن وفقَنا لنيل ثقتك الغالية.

من الواضح أن بعضَ الأفكار السلبيَّة تكاثرتْ عليكِ، وهاجمتكِ بعض أشباح الماضي المزْعِجة، وتكالبتْ على رأسكِ مجموعة منَ الآلام والأحزان التي رفضتْ بقوة الاندثار أو حتى التواري - ولو لوقت قصير - في أمواج الحاضر، كل هذا جاء في وقتٍ منَ المفترض أن تكونِي سعيدة فيه؛ وأنت تستعدين لأمر الزواج والخطبة، أليس كذلك؟!



ما رأيك أن ننظرَ إلى مشكلاتنا باعتدال؟ لا نعطيها أكبر مِن حجمها من التفكير، ولا نُفكر في المشكلة لمدة طويلة؛ فنبقى نتعايش معها حتى نألفها، ونظن أنه لا مناص ولا محيص من التأقْلُم معها، فنزهد في حلها، ثم نَيْئَس ونظل سنين على حالنا، في حين كان يسهل علينا التفكير في وسائل للحل، بدلاً من التفكير في المشكلة ذاتها.



تسألين عن النجاح وتحقيق الذات، دعيني أسألك، وفكري معي: ما الذي دعاكِ لِمُراسلتنا في قِسْم الاستشارات؟



لعلكِ كنتِ تَتَصَفَّحين بعض المواقع، وفتحْتِ موقعنا عرَضًا، أو أنك مِن زوار الموقع الكرام، ولفتَ انتباهك وجود قِسْم الاستشارات.



لعلك قرأت بعض عناوين أو مضمون الاستشارات، فتبادَر إلى ذهنكِ على الفور، وهتف من داخلك صوت: لِمَ لا أراسلهم عسى أن أجد لديهم بعض الحلول؟



إذًا؛ الأمر كان مجرد عارض مرَّ على خاطرك، فسارعتِ للتنفيذ، ركّزي معي، الأمر لَم يكنْ ليتغير لو لَم تبادري أنت بالمراسلة.



قد تفيدك الاستشارة بنسبةٍ كبيرة، وقد لا تُحقق إلا النزْر اليسير منَ الفائدة، لكنك على كلِّ حال تصرفتِ بإيجابية، وأسْرعتِ بعرْض أفكارك، وذكر مشكلاتك بصورةٍ واضحة، واقترحْتِ بعض الحلول أيضًا، وهذا ما نريده بالتحديد (التصرف الإيجابي).



إذًا؛ علينا أن نستعرض المشكلات، ونناقش إمكانية الحل، ثم نسارع إلى التنفيذ.



1- التعرض لتحرشات جنسية، والتي أثرت عليك إلى الآن.



2- عدم الرضا عن شكلك، والخوف من نظرة زوجك لك.



3- الخوف من الفشل.



4- عدم الثقة في جميع من حولك.



5 - الرغبة في السفر مع استحالة ذلك.



6- شدة الحساسية.



7- الرغبة في تحقيق الذات.



8- ضعف الإيمان.



1- لعلك تعلمينَ أن مشكلة التحرُّش، أو الممارسات الجنسيَّة الخاطئة في الصِّغر، يتعرَّض لها الكثير منَ الناس، فبعض الناس يتغلَّب على آلامها وينسى مع الانغماس في واقعه، وبعضهم يبقى أسيرًا لذكرياتها المفْزعة وعذاباتها المفجعة، والصنف الثالث يبقى بين هذا وذاك، فتارة يتغلّب عليها، وتارة تأخذه آلامها، وتأخذ من حاضره ما ينغص عليه حياته، ولعلك من هذا النوع، ولا حلّ أراه إلا بزيادة الانغماس في الحاضر، والانشغال بالمستقبل وحسن التخطيط للغد المشرق - بإذن الله - وأما عن إخبار الخاطب بهذا الأمر فليس من الحكمة في شيء، وليس هذا من الغش ولا يُعَدُّ خديعة، فلو أن كلّ فتاة أخبرتْ خاطبها بكل ماضيها، وكل شاب فعَل ذلك مع مَن يريدها زوجًا له، فلن تستقيم بنا الحياة.



توكلي على الله، وتعاملي مع زوجك بثقة وراحة ضمير، ولا تكثري من الحديث عن الماضي؛ حتى لا تقعي فيما لا تحبين، وأنصحك بالثبات على ذلك؛ إذ إن إخبار الزوج بعد الزواج بمثل هذه الأمور قد يُذهب بالحياة الزوجية كلها، وقد يظن الزوج أن ما خفي كان أعظم وأنك مخادعة، ولا شك أنكِ في غنى عن ذلك كله.



2- مشكلة الكثير منَ الفتيات أنها تنظر لنفسها نظرة انتقاص، مَن قال لك: إن الفتيات اللاتي تشاهدين صورهن على شاشة التلفاز مثلاً أو في المجلات على نفس درجة الجمال التي ترين؟ الجميع يعلم أن أدوات التجميل وتحسين القوام وتغيير المظهر قد تطورتْ بشكل لَم يكن متوقعًا في السابق، أصبح الجمالُ في متناول الجميع الآن، انظري إلى نفسكِ في المرآة، ما المشكلة لديك؟ قوام غير مناسب؟



منَ اليسير عليكِ تغْييره في مدة وجيزة، باتّباع نظام حمية مناسب وصحي.



لوْنُ البشرة لا يرضيك؟ مساحيق التجميل ذات النوع الجيد، وقبلها كريمات التفتيح تقدّم لك أيسر وأسرع الحلول، لكن احرصي على ألا تحتوي على مادة الزئبق؛ لأنها ضارة بالبشرة.



عينان صغيرتان؟ هناك أساليب متعدّدة لإظهارها بشكل أكبر ومنظر أجمل، بتعلم فن التجميل.



شعر متقصّف أو قصير؟ استمعي إلى نصائح خبيرات التجميل، وسترين عجبًا في طرُق التغلب على تلك المشكلات التي أصبحتْ لا تُشَكِّل أي مصدر من مصادر القلق للفتيات، فقط ابحثي عن نقاط الجمال لديك، وتعلمي كيف تُبْرزينها، وتعلّمي قبل ذلك الثقة والرضا بما أنعم الله به عليك.



3- الخوف من الفشل:

لا أُخفي عليكِ أنه لو استمر الحال معك على هذا النحو: "لا أقوم بأي مجهود"، "لا أفعل" "لا أدري"، "أحس أني لا أصلح لشيء"، "لا أستطيع أن أكون أقوى وأحقق ما أريد"، "دائمًا أتَّهِم نفسي بالكسل"، لاحظي ليس مجرد اتهام، وإنما المصيبة: "وأعرف أني كذلك".



تعرفين أنكِ ماذا؟!



لو خاطب "إسحاق نيوتن" نفسه بمثل هذه الحوارات لَمَا سمعنا اسمه يومًا.



عليك أن تغيري تلك الحوارات السلبية، وتستبدليها على الفور بالعكس، كما كتبتِها فاكتبي الآن: "أنا أصلح للكثير"، "أفعل الكثير من الأمور الإيجابية"، "لست كسولاً، ولكنها مجرد فترة"، "أصلح للكثير من الأفعال الجيدة"، "حصلت على البكالوريوس دون بذل مجهود كبير"، قد تسمعين صوتًا خافتًا يهمس لك وأنت ترددين ذلك: "العكس: أنت لست ناجحة"، "أنت تعلمين أنك تخدعين نفسك"، أنت...



لا تلتفتي إليه، ولا تنصتي لحظة، إن نفسك التي أهلكتِها بهذه العبارات السيئة لن تستجيب لك بسرعة، وكما خاطبتها لسنوات بمثل هذا، فهي بحاجة للمخاطبة بالعكس، ليس لسنوات ولكن ستحتاجين لوقت بلا شك تذكري ذلك.



ولو أحجم كل منا عن فعل ما يريد بسبب توقع الفشل، لَمَا تقَدَّمنا خطوة واحدة؛ ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾؛ [آل عمران: 159].



ثقي أن مَن يعمل يجني الثمر، كيف يجتهد الطالبُ ويكد ويتعب ويدرس بشكل جيد، ثم لا ينجح؟! أليستْ هذه وسوسة؟!



ثم إن العلم الشرعي من أجلِّ العلوم وأعظمها، وانظري إلى العلماء والفقهاء يموتون ويتركون علمًا ينتفع به إلى قيام الساعة، في حين يموت غيرهم فيموت معهم كل شيء.



4- لا شك أن انعدام الثقة في الجميع ما هي إلا ردة فعل طبيعية لِما حدث لك في الطفولة؛ إذْ تفتحت عيناك على تلك الممارسات السيئة؛ فخلفتْ ركامًا من مشاعر الإحباط وانعدام الثِّقة في الناس، لكن مع بعض التفكير الناضج يُمكن التغلُّب عليها، واستبدالها بالواقع الطيب - إن شاء الله.



5- الرغبة في السفر ليستْ إلا نتيجة لِمَا سبق، ولكن سلي نفسك وأجيبي بصراحة: لماذا تفضلين السفر؟ للهرب؟ ألستِ ستتعاملين مع بشر لا يقلُّون سوءًا عمن وجدتِ في بيئتك؟ وربما يزيدون على ذلك؛ إذ لن يكون لك أهل ولا أقرباء، أو عشيرة يعتمد عليها، وهذا أدعى لتكالب الناس عليك؛﴿ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ﴾ [هود: 91]، فالسفر لن يخلصكِ مِن الماضي؛ لأنه بداخلكِ وسيسافر معك، بل الحل الأمثل أن يستبدل هذا الماضي السيئ بالحاضر المشرق، وسيزول كل شعور بالحزن والأسى إن أدمتِ النظر للإمام.



6 - الحساسية ليستْ مشكلتك وحدك، بل إنها أمرٌ شائع بين الفتيات في مثل عمرك، حتى من لَم تَتَعَرَّض لشيء في صِغرها، وفي الغالب ليستْ إلا تابعًا مِن توابع انعدام الثقة بالنفس، عليك أن تتصرفي بثقة ولو تعرضت لانتقاد، فتذكري أن الناس لا ينتقدون إلا الأشخاص الأكثر أهمية، وليكن النقْد البنَّاء دافعًا لك للتقدُّم إلى الأمام.



7 - الرغبة في تحقيق الذات هدف نبيل، ولكني وجدتُ الكثير يردد هذه الكلمة ويحلم بذاك الحلم دون أن يعي حقيقة معناه، فالبعض يظنُّ أن تحقيق الذات هو أن يحمده الناس، أو الثراء، أو أن يكون محبوبًا، ولعلَّ الأقرب لمعناه أن يحققَ الإنسان ما تصبو إليه نفسه مِن أمنيات وأهداف سامية، ولهذا عليه أن يكتشف مواطن إبداعه الخفية لينميها على الفور بأصح الوسائل وأنسبها، بإمكانك تحقيق النجاح، بل والتفوق في تخصص أنت التي اخترتِه لحبك له، ولكن فكري في كيفية تحقيق هذا الإبداع.



يقول "ألبرت أينشتاين": إنه كان عندما يحاول حل مسألة حسابية، فإنه يخزنها في عقله جيدًا، ويتركها لمدة ما، ثم يشعر بالثقة أن الحل سيظهر أمامه، لماذا؟ لأن العقل الباطن يعمل من أجلنا دائمًا، فلا تنظري هذه النظرة التشاؤمية، وإن ضاق وقت الدراسة فكرري: الغد سيكون أجمل - إن شاء الله.



8- يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجددَ الإيمان في قلوبكم))؛ صححه الألباني.



ووسائل تجديد الإيمان كما ذكرها العلماء كثيرة، ومنها:

1- الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يقوي إيماننا، وأن يرزقنا الصلابة والثبات.



2- تدبر القرآن، وجعل ورد للقراءة يوميًّا لا تتركينه، والتأمل في آياته والاطلاع على تفسيرها مما يعين على التدبر - بإذن الله.



3- التفكر في عظمة الله وفي عقابه، وما أعَدَّه لعباده الصالحين المتَّقين، والتأمل في بديع خلقه وجميل صنعه - من شأنه أن يبعث في النفس شعورًا صادقًا واستحضارًا حقيقيًّا لعظمة الله؛ ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 13].



4- القراءة في سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واتباع هديه؛ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، والقراءة أيضًا في أحوال السلف وما كانوا عليه من خشية دائمة لله وورع وزهد في الدنيا؛ فإن في قصصهم عجبًا.



5- اتخاذ صحبة صالحة تُعين على الطاعة وتُذَكِّر بالله؛ ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، ولعل زوجك يكون من هذه الصحبة وتكونين أنت له كذلك أيضًا، تعاهديه بالنصح الطيب واستنصحيه، ولست أفهم تمامًا ما تعنين بأنه "ليس متدينًا كثيرًا"، فنظرة الناس للتديُّن تختلف، لكن لا ينبغي أن يكون لديه تقصير في الواجبات، وعلى الأخص الصلاة، وأسأل الله أن يجعلك له عونًا على الطاعة ويجعله لك كذلك، والفارق العمري لا يعد مشكلة إن تقاربت النفوس، وحصل التآلُف.



6- تعلم العلم الشرعي خير ما يعين على تقوية الإيمان وزيادته في القلب، والله تعالى يقول: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، وهذا ما شرعتِ فيه بفضْل الله، ويريد الشيطان أن يصرفك عنه لأنه يعلم خطر العالِم.



7- المحافظة على شيء من النوافل، من صيام أو صلاة من الأمور المعينة - بإذن الله - على تقوية الإيمان وتجديده في القلب؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - لما سئلت عن عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل كان يخص من الأيام شيئًا قالت: ((كان عمله ديمة))؛ متفق عليه.



وفقك الله، ويسَّر أمرك، وشرح صدرك، وجعل لك من كل عسر يسرًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، ونسعد بالتواصل معك في كل وقت.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 77.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 75.97 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.47%)]