مزمار الشيطان وأثره في المجتمع محمد بن عبد اللّه الهبدان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كيفية التعامل مع الأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 35 - عددالزوار : 1165 )           »          التربية على الإيجابية ودورها في نهضة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          زخرفة المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 70 - عددالزوار : 16845 )           »          لماذا نحن هنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          يغيب الصالحون وتبقى آثارهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الهواتف الذكية تحترف سرقة الأوقات الممتعة في حياة الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          استشراف المستقبل من المنظور الشرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن تحويل القبلة أنهى مكانـة المسـجد الأقصى عند المسلمين»!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-04-2019, 01:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,992
الدولة : Egypt
افتراضي مزمار الشيطان وأثره في المجتمع محمد بن عبد اللّه الهبدان

مزمار الشيطان وأثره في المجتمع
محمد بن عبد اللّه الهبدان




أيها الأخوة في الله: إن القلوب إذا ضعف إيمانها، وأقدمت على المنكر عدة مرات، آنسته واطمأنت
إليه، وأصبح لديها أمراً مألوفا، لا تشعر منه بحرج ولا إثم، وهو مصداق قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن العبد إذا أذنب ذنباً، نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب ونزع صُقل منها، وإلا امتدت حتى تعلو قلبه، وذلك الران الذي ذكر الله - تعالى -: ((كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)) فإذا علا القلوب ذلك الران، أصبحت لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، حتى لو عَرفتْ قُبح ذلك الفعلِ وتحريمه، وهي عقوبةٌ بالغة لأصحاب المنكرات والمعاصي، تجُرَؤهم على حدود الله، فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم، إنها عقوبة، أبلغ من مصائب الأنفس والأموال، لأنها دفع إلى النار وإغراء بها، وأوضحُ مثالٍ على ذلك، منكر خبيث، صيد به قلوب الجاهلين والمبطلين، وشحذ شهواتها الحيوانية، وتعلقت به النفوس، اشد من تعلقها بالطعام والشراب، بل وأحب قوم فيه وابغضوا، مع أنه منكر خبيث طالما ضرر بالأمم والشعوب، وسلبها حضارتها، و ما ظهر في قوم، وفشا فيهم، واشتغلوا به، إلا سلط الله عليهم العدو، وبلوا بالقحط والجدب، إنه سماع الغناء المصحوب بالموسيقى الذي تتابعتال النصوص على تحريمه، ومنافته لروح الإسلام الجادة الطاهرة الرفيعة، ومع ذلك فقد ألفه بعض المسلمين وتعلقوا به، أشد من تعلقهم بالقرآن الكريم أو حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل إن الأمر يصل ببعضهم إلى أن يبعد مؤشر المذياع، حين يسمع القرآن، حتى إذا سمع مغنية فاجرة تتشدق بمنكر القول، أو مغنيا يتكسر ويتأوه، انتعش فؤاده، ورقص طربا، فكيف يتسنى لأمة، هذا حال بعض أفرادِها، أن تبني مجدا، أو تستعيد عزا، أو حتى تدفع عن نفسها عدوا أو طامعا، والتاريخ دليل على أنه ما مِنْ أمة أوغلت في الغناء والموسيقى، إلا أصيبت بالضعف والهوان، والذل والخذلان، كما تردت الأمة الرومانية واليونانية من قبل، وكما تتردى اليوم، الأمة الغربية، في أمراضها القاتلة، كالجريمة والانتحار والانحلال، وذلك لأن الاستماع إلى الموسيقى والغناء الخليع، يولد في النفس الارتخاءَ الدائم، ويشحذُ الشهوات، فتصعب التكاليف، وتتسلط الشهوة، وتعظم الحياة الدنيا ولذاتُها في النفس، وتتلاش الآخرة والعملُ لها، لأن الغناء والموسيقى ذروة اللهو، واللهو ذروة الحياة الدنيا، وفي ذلك كلهِ، تخديرٌ لمشاعر الجهاد والتضحية والفداء، ويكفيك أن تنظرَ إلى تصرفات السامعين، وحركاتهم المنافية للوقار، وتستمع إلى أمانيهم في إشباع شهواتهم، التي ألهبها هذا الغناء والموسيقى، فمن يطفئها؟، يكفيك هذا، لتحكم على هذا المنكر وأثرِه المدمر في الأمم، وهذا نذير للأمم اللاهية الراقصة، وما أكثر ما تميع أخلاق الأمة، على موائد اللهو والطرب، ومن هنا، تعرف يا أُخي، لماذا يركز اليهود في مخططاتهم الإجرامية لإفساد العالم، على نشر الغناء والموسيقى، وتشجيع محترفيها، والدعاية لهم، وقد ذكروا في بروتوكولاتهم، أنهم سينشرون الفن والرياضة، ويخدرون بهما الشعوب، حتى يخلوا لهم الجو، فيحكموا العالم ويتحكموا به، ومن هنا أيضا تعرف الجريمة التي يرتكبها بعض الآباء في تنفيذ مخططات اليهود، من حين يعلمون أو لا يعلمون، فبدلاً من أن يوقظوا في أبناءهم العزة الإسلامية، والكرامة القرآنية، ويشعلوا فيهم حماسة التضحية في سبيل الله، ونفض الغبار عن أمتهم التي سامها عدوها سوم العذاب والذل والهوان، بدلا من ذلك، يشجعونهم على استماع الغناء، ولا ينكرون عليهم ذلك، وهنيئا لليهود بأولئك الأعوان المخلصين المحتسبين، ولهذه الأسباب كلِها ولغيرها من الحكم، فقد حرم الإسلام هذا اللون من اللهو، في كتاب الله وسنة رسوله، وفي استنباط جمهور العلماء والحكماء والعقلاء، فإلى الذين يرددون في كل مناسبة لا إله لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وهم يعلمون أنهم يعلنون بهذا، ولاءهم الكامل لله ورسوله، ويسلمون له قيادهم، إلى المؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، وعلى ربهم يتوكلون، إلى هؤلاء نسوق حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا المنكر، الذي أصبح اليوم معروفا، يقول الله - تعالى -: ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم)) [لقمان 7 ].
قال الواحدى وغيره: أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء قاله ابن عباس وعبدالله بن مسعود.
قال أبو الصهباء سألت ابن مسعود عن قوله - تعالى -: ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث)) فقال: والله الذي لا إله غيره هو الغناء يرددها ثلاث مرات.
وروى الإمام البخاري في صحيحه معلقا بصيغة الجزم عن أبي مالك الأشعري قوله - صلى الله عليه وسلم -: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " ولو لم يكن في تحريم هذا المنكر إلا هذا الحديث لكفى، لقوته وصحته، وعن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " نُهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة؛ لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة؛ لطم وجوه وشق جيوب " رواه الترمذي وحسنه الألباني، فهل يؤخذ بعد ذلك قول أحد؟!.
ولقد فهم علماء السلف - رضي الله عنهم - من هذه النصوص وغيرها، تحريم ذلك وخطره على الأمم والشعوب، فاتفق الأئمة الأربعة - رضي الله عنهم - على حرمته وقد حكى أبو عمرو بن الصلاح الإجماع على تحريم السماع الذي جمع الدف والشبابة والغناء، فقال في فتاويه: أما إباحة هذا السماع وتحليله فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (فإنهم متفقون (أي الأئمة الأربعة) على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو كالعود ونحوه)[1].
والله جل جلاله نهى المرأة أن تحرك رجلها حتى لا يُسمع صوتُ خلالها، فكيف بمن تتكسر في صوتها، متميعة في كلامها، تتأوه ووتتغنج، فتثير كامن الشهوات السافلة الدنيئة، هذا قولهم في غناء معظمه زهد وحرب، فكيف بهذا النوع السائد اليوم، الذي يحرض على الفاحشة، ويشحذ الشهوات، ويفجر الغرائز الحيوانية، قال الإمام القاسم بن محمد: الغناء باطل والباطل في النار، ويقول الفضيل بن عياض: الغناء رقية الزنا، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم أن صوت المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب على الماء، وقد قال يزيد بن الوليد: (يا بني أمية، إياكم والغناء، فإنه يذهب الحياء، ويزيد الشهوة، ويهدم المرؤة، وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل السكر، فإن كنتم لابد فاعلين، فجنبوه النساء، فإن الغناء داعية الزنا)، وذلك لأن غناء الرجل، ذو أثر كبير على عواطف المرأة ومشاعرها، و قال الشافعي - رحمه الله -: صاحب الجارية، إذا جمع الناس لسماعها، فهو سفيه ترد شهادته، وأغلظ القول فيه، وقال: هو دياثة، فمن فعل ذلك كان ديوثا، قال القاضي أبو الطيب: وإنما جعل صاحبها سفيها، لأنه دعا الناس إلى الباطل، ومن دعا الناس إلى الباطل، كان سفيها فاسقا، وقد سمع سليمان بن عبد الملك صوت غناء، فاحضر المغنيين وقال: إن الرجل ليتغنى فتشتاق له المرأة، ثم أمر بخصائهم، فيا لله، أي رجل بعد هذا، يملك في نفسه شيئا من الغيرة والرجولة على محارمه ونسائه، يسمح لنسائه وبناته يصغين إلى غزل الفجار، من المطربين السافلين، ويكفينا ما هو منتشر عند بعض الفتيات، من عشقهن للمطربين، وتفاخرهن بذلك، في المدارس والبيوت، واحتفاظهن بصورهم، ولعمر الله كم من حرة صارت بالغناء من البغايا؟ ! وكم من حر أصبح به عبدا للصبيان و الصبايا؟! وكم جرّع من غصة، وأزال من نعمة، وجلب من نقمة، وكم خبأ لأهله من آلام منتظرة، وغموم متوقعة، وهموم مستقبلة.
وبعد آلا يتق الله أولئك الآباء، الذين يرضون بذلك في أهلهم، ويصغون له تاريكن شرع الله ورائهم ظهريا، إنما يستجيب الذين يسمعون، والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون، فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله، إن الله لا يهدي القوم الظالمين.
بارك الله لي ولكم..

الخطبة الثانية
أيها الأخوة في الله: هذه رسائل أوجهها إلى أخوة لنا في الدين وما زالوا بحمد الله - تعالى -حريصين على مرضاة ربهم، وإتباع سنة نبيهم..
الرسالة الأولى: إلى محبي الغناء أن يتقوا الله - تعالى -فقد جاءهم النذير فما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع، ها أنت قد علمت الآيات الواضحات والأحاديث البينات في تحريمه فلما التمادي والعصيان؟! ولما هذا التجاهل لأحكام القرآن؟! لماذا نراك عند سماع الغناء وقد خشعت منك الأصوات، وهدأت منك الحركات، ولو سمعت القرآن من أوله إلى آخره لما حرك لك ساكنا، وإذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله فانظر محبة القرآن في قلبك والتذاذك بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء بسماعهم، فإنه من المعلوم، أن من أحب حبيباً كان كلامه وحديثه أحب شيئا إليه كما قيل:
إن كنت تزعم حبي *** فلم هجرت كتابي
أما تأملت ما فـيه *** من لذيذ خطـابي
أما علمت أن حب القرآن وحب الغناء في قلب مؤمن لا يجتمعان! فلماذا تختار مزمار الشيطان وتقدمه على كتاب الرحمن؟ أتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!
حب الكتاب وحب الحان إلغنا *** في قلب عبد ليس يجتمعــان
ثقل الكتاب عليهم لمـــا رأوا *** تقييده بشرائع الإيمان
واللهو خف عليهم لمـــا رأوا *** ما فيه من طرب ومن ألحان
يا لذة الفساق لست كـــلذة *** الأبرار في عقل ولا قـرآن
أما عملت أيها الشاب بالوعيد الشديد عند ظهور المعازف والغناء في الأمة، فعن عمران بن حصين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف " فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذاك؟ قال: " إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور " رواه الترمذي وصححه الألباني، وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رءوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير "رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان وابن القيم والألباني. فتصور نفسك يا أخي وأنت بين زملائك قد ضربت العود والمرواس وقد خسف الله بكم الأرض أو مسخكم قردة وخنازير فما موقفك؟ وما مصيرك؟ وكيف يكون جوابك أمام الجبار جل جلاله وأنت على هذه الحال ـ عياذا بالله من ذلك، أما تخشى سوء الخاتمة فإن من أسبابها الإصرار على الذنوب فلربما غلب عليك حب الغناء عند سكرات الموت فيظفر بك الشيطان عند تلك الصدمة، ويتخطفك عند تلك الدهشة، عياذا بالله من ذلك، وإذا كان الشيطان قد استطاع عليك وأنت في حال قوتك ونشاطك، فكيف في حال ارتخاء اليدان وامتداد الساقان وثقل اللسان فالأمر أشد وأخطر فاتق الله يا عبد الله فالأمر جد خطير، والموقف مهول، نسأل الله السلامة والعافية.
الرسالة الثانية إلى الذين أنعم الله عليهم، وأسبغ عليهم، إلى الذين يبيعون تلك الأشرطة التي قد امتلأت بالفحش والخنا، إلى الذين يؤجرون محلاتهم لمثل هؤلاء. إلى الذين يبيعون أدوت الغناء.
أما إنكم قد ساعدتم عدوكم في إفساد أبناء أمتكم، شبابا وشيبا، ذكورا وإناثا، في نشر الرذيلة بينهم، فكم من أعراض قد انتهكت بسبب الغناء؟! وكم من شباب ضاعوا بسبب الغناء؟! وكم من أموال الأمة قد أهدرت؟! كم من فضيلة قد تلاشت؟ وكم من خصال رفيعة قد ضُيعت؟!! وكم من سجايا حميدة قد أُهملت؟! كم من شباب رأينهم قد أحيوا ليلهم في الاستراحات والمقاهي بسماع الأغاني الصاخبة؟! وكم من شاب طاش عقله بكلمة مغن أو مغنية فراح يتراقص بسيارته بسرعته الجنونية حتى لقي حتفه؟! هؤلاء كلهم تعود أوزارهم إليك، فأنت الذي نشرت بينهم هذه الشرور، قال - صلى الله عليه وسلم -: " من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا " رواه مسلم، فلماذا تحمل نفسك ما لا تطيق؟! يقول الله جل جلاله: ((ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون))، وهل أغلقت أبواب الرزق في وجهك، حتى إنك لم تجد بابا سوى هذا الباب؟ وحتى لو جرى ذلك لما جاز لك أن تفعله!! قال - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه " وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: " نهى رسول الله عن ثمن الكلب ومهر الزمارة " رواه البيهقي، وقد أفتى العلماء الأجلاء في تحريم بيع هذه الأشرطة وتأجير المحلات لمن يبيعها، قال - تعالى -: ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)).
أخي التاجر الكريم: أن كسبك من وراء هذه الأشرطة أو هذا التأجير مال سحت، واستمع يا رعاك إلى لما ورد عن كعب بن عجرة قال قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا كعب بن عجرة انه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت، النار أولى به " رواه ابن حبان وصححه، فهل تطيق نار جهنم التي أوقد عليها ثلاثة آلف عام حتى أسودت فهي سوداء مظلمة، وإذا كانت نار الدنيا تفعل بأهلها ما تراه أحيانا أو جربته في أحايين أخرى، فكيف بنار جهنم؟!! ثم ألم تعلم يا رعاك الله أن الذي يأكل الحرام لا تستجاب له دعوة؟ فهل أنت مستغنى عن ربك - عز وجل - ودعائه؟! عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك " رواه مسلم فاتق الله يا عبد الله فإن من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه كما أنه يمكنك أن تجعل محلك مشعل هداية للأمة ببيع الأشرطة الإسلامية التي تجمع بين خيري الدنيا والآخرة أسأل الله - تعالى -أن يصرف عنك نزغات الشيطان وأن يجعلك من حزب الرحمن.
الرسالة الأخيرة، لدعاة الإسلام، وهداة الأنام، إنكم مطالبون بأداء الأمانة، ونصح الأمة، وبذل الجهد، وإفراغ الوسع في مناصحة من ابتلي بسماع الأغاني أو بيعها والذهاب إليهم، وزيارتهم في أماكنهم، وحثهم على ترك هذا المنكر العظيم، الذي يخشى أن تعاقب الأمة كلها بسببه بخسف أو مسخ ـ عياذا بالله من ذلك ـ وتصور عظيم الأجر، حينما يقلع تاجر عن بيع مثل هذه الأشرطة، فكم من الأجر العظيم ستناله؟ والشر العميم الذي قد أوقفته؟ فلا تحرم نفسك الخير، وكن مفتاحا للخير، مغلقا للشر يقول الله - تعالى -: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)).
هذا وصلوا رحمكم الله على النبي العظيم

_____________
[1] منهاج السنة (4/439).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.06 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]