13-08-2024, 02:33 PM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,811
الدولة :
|
|
العمر يمر.. !
العمر يمر.. !
- بشهادة كبار السن، فإنهم يقولون: إن العمر يمر سريعا.. فالذكريات والأحداث التي ملأت حياة الإنسان، إذا استعرضها، رآها وكأنها لحظة مرت عليه، فسبحان الله!
- لذا كانت المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، هي في علم الله -تعالى-.. قال -عز وجل-: {وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (فاطر:11).
- ولما كان متوسط الأعمار متفاوتا؛ إذ يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين، وأقلهم من يجوز ذلك»، كان لابد أن تتفاوت معه صحة الإنسان قوة وضعفا؛ لذا فإن من تجاوز السبعين، فقد دخل مرحلة التراجع في الصحة والقوة، قال -عز من قائل-: {ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} (الروم:54).
- يؤكد ذلك أن الله -سبحانه وتعالى- من حكمته جعل بعض الناس يُردون إلى مرحلة متأخرة من العمر؛ فيصبح كأنه طفل لا يعلم فيها شيئا، قال -تعالى-: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (النحل:70).
- ومن العجب بل ومن القلق، أن المرء سيُسأل يوم القيامة عن حياته كلها وما عمل فيها، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه فيم فعَلَ فيه؟ وعن مالِه من أين اكتسَبَه؟ وفيم أنفَقَه؟ وعن جِسمِه فيمَ أبلاه؟».
- فينبغي للمرء أن يغتنم حياته فيما ينفع، لا أن يعيش هكذا حريصا على الحياة في غير منفعة؛ فلقد عاب الله -عز وجل- على الضالين والمتمسكين بالدنيا؛ فقال -تعالى-: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (البقرة:96).
- ولِيعْلمْ أن أهمية الحياة تكمن في التمسك بالدين في كل مراحل العمر؛ فالدين الحق هو الذي يبني إنسان الجنة.. {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (البقرة:82)، ولاسيما إذا عرف أن هدفه من الخلق هو العبادة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56)، والعبادة أساسها توحيد الله وإفراده بالعبادة.
اعداد: سالم الناشي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|