نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191073 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2651 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 933 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92801 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 16-05-2019, 12:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد





ميزانية الأسرة في رمضان
د. زيد بن محمد الرماني
(11)





إنَّ من معاني الصوم أنه إمساك عن شهوة البطن، وبالمعنى الاقتصادي: تخفيض الإنفاق أي ترشيده بمعنى أدق.

بَيْدَ أننا نرى، في حياتنا المعاصرة، علاقة طردية بين شهر الصوم والاستهلاك الشره. والمرء يدهش من هذا النهم الاستهلاكي الذي يستشري لدى الناس عامة في هذا الشهر دون مبرر منطقي.


فالجميع يركض نحو دائرة الاستهلاك المفرط، والاستعداد للاستهلاك في رمضان يبدأ مبكراً مصحوباً بآلة رهيبة من الدعاية والإعلانات والمهرجانات التسويقية التي تحاصر الأسرة في كل مكان وزمان ومن خلال أكثر من وسيلة.





فالزوجة تضغط باتجاه شراء المزيد والأولاد يُلحون في مطالبهم الاستهلاكية والمرء نفسه لديه حالة شراهة لشراء أي شيء قابل للاستهلاك وبكميات أكثر من اللازم.


ومن ثم فإن الزوجة التي تـُعد وتطبخ والزوج الذي يجلب وينفق كلاهما متهم في الشراهة الاستهلاكية التي تنتاب مجتمعنا في رمضان وغير رمضان.

وبلغة الإحصاءات والأرقام فإنه في أحد الأعوام قدّر نصيب شهر رمضان من جملة الاستهلاك السنوي في إحدى الدول العربية بما نسبته 25%، أي أن هذه الدولة تستهلك في شهر واحد وهو شهر رمضان، خمس استهلاكها السنوي كله، بينما تستهلك في الأشهر المتبقية الأربعة أخماس الباقية، وقد كلف رمضان في ذلك العام الخزانة حوالي 900 مليون دولار.


وتشير بعض الدراسات التي أجريت حديثاً أن ما يلقى ويتلف من مواد غذائية ويوضع في صناديق القمامة كبير إلى الحد الذي قد تبلغ نسبته في بعض الحالات 50% من حجم القمامة.





إن شهر الصيام فرصة دورية للتعرف على قائمة النفقات الواجبة بالمفهوم الاقتصادي، وعلى قائمة الاستبعاد النفقي ثم فرصة لترتيب سلم الأولويات، ثم فرصة كذلك للتعرف على مستوى الفائض الممكن.


ثم، إن شهر رمضان فرصة لتحقيق ترشيد أفضل، ولتوسيع وعاء الفائض الممكن، ولكن شريطة أن يرتبط بالقاعدة القرآنية الإرشادية المعروفة: ï´؟ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا... ï´¾ [الأعراف: 31] هذه القاعدة، ولاشك هي ميدان الترشيد على المستوى الفردي والمستوى العام.


لقد أكدّ الباحثون على حقيقة مهمة تنص على أن فوضى الاستهلاك تبرز بوضوح، حينما تبدأ الزوجة بعرض نفقاتها لتكون نفقات من السلع والمواد الغذائية التي تبتلع فعلاً الدخل الشهري حتى آخر قرش فيه.


وتنتقل عدوى التبذير إلى الأطفال فينمو معهم انعدام الحس بقيمة الأشياء فلا يحافظون بالتالي على ألعابهم أو كتبهم.


وفي ظل ذلك، لا يعود قضية وقتية حالية، بل مسألة تمتد إلى المستقبل ولا يعود التبذير والترف مقتصراًعلى الأسرة بل والوطن كذلك. فشهر رمضان، يجري تحويله عاماً بعد عام إلى مناسبة للترويج الكثيف والحاد لمختلف السلع، وتسهم في ذلك بقوة مختلف وسائل الإعلام وفنون الدعاية ووكالات الإعلانات.


وهكذا، يتزايد إخضاع المشاعر الدينية للاستغلال كوسيلة من وسائل توسيع السوق، بل وأحياناً لترويج أكثر السلع بُعداً عن الدِّين.

وعليه، فإننا نؤكد على أن مفتاح حل الأزمات الحقيقي إنما يكمن في التربية الاستهلاكية. إن رمضان هو محاولة لصياغة نمط استهلاكي رشيد وعملية تدريب مكثف تستغرق شهراً واحداً تفهم الإنسان أن بإمكانه أن يعيش بإلغاء الاستهلاك، استهلاك بعض المفردات في حياته اليومية ولساعات طويلة كل يوم. إنه محاولة تربوية لكسر النهم الاستهلاكي الذي أجمع العلماء الاجتماعيين والنفسيين أنه حالةمرضية.





ختاماً فإن أهم المعالجات التي يمكن من خلالها التصدي للشراهة الاستهلاكية أو التخفيف من حدتها:

أولاً: ينبغي التخلص من القيم الاستهلاكية السيئة الضارة حتى لا يتسبب الاستهلاك الترفي في وجود الفقر وسط الرخاء إذ باستمراره قد تضيع موارد الأسرة.


ثانياً: حبذا تقدير الكميات المطلوبة والجودة والنوعية والفترة الزمنية لاستهلاك السلع والمنتجات.


ثالثاً: لابد من كبح انفعالاتنا العاطفية المتعلقة بالكميات المطلوب شرائها واستهلاكها على مستوى الأطفال والنساء والأسر.


رابعاً: الحذر من تقليد المجتمعات المترفة ذات النمط الاستهلاكي الشره المترف المتلاف.

وأقول لأختي المرأة المسلمة: ينبغي عليكِ عندما تشعرين بأن حافز الإنفاق يدفعكِ إلى مزيد من الإسراف والتبذير والتسوق والشراء والشراهة الاستهلاكية، إتباع الخطوات التالية:


1) تمهلي قليلاً قبل أن تخرجي نقودكِ واسألي نفسكِ إن كان هذا الشعور حقيقياً أم انفعالياً.


2) احرصي على ألا تشتري محبة الآخرين بالهدايا أو تقليدهم ومحاكاتهم بالإنفاق المفرط.


3) اسألي نفسكِ قبل الشراء إذا كان بالإمكان شراء ما هو أفضل من هذا الشيء إذا أتيحت فرصة عرض سعري أفضل.


ختام القول:
فإننا لو جمعنا كل ما ينفق على الأمور التافهة في صندوق موحد ثم أنفق هذا على إزالة أسباب المأساة من حياة الناس، لصلحت الأرض وطاب العيش فيها.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17-05-2019, 12:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد



صيام الطفل المصاب بالسكري

د. خالد سعد النجار
(12)
بسم الله الرحمن الرحيم

شهر رمضان بالنسبة لمريض السكري شهر له وضعية خاصة لأنه شهر يختص بنظام غذائي وجدول زمني مختلف، فمن أكثر التحديات التي يواجهها مريض السكري هي التذبذب والتأرجح في مستوى السكر في الدم، وأهم مسببات ذلك هو عدم الانتظام سواء في كميات أو نوعيات أو أوقات الطعام، أو عدم الانتظام في مواعيد وأوقات تعاطي حقن الأنسولين . ومن المشاكل التي يواجهها طفل السكري في شهر رمضان هو انخفاض مستوى السكر في الدم أثناء الصوم، والتي لا تعالج إلا بإجبار الطفل على الإفطار مما قد يسبب له حرجاً أمام زملائه، وتبقى هناك بعض الإرشادات العامة الواجب إتباعها بالنسبة لأطفال السكري الذين يرغبون بالصيام لتلافي مثل هذه المشاكل.


• يجب على جميع المرضى المصابين بالسكري العلم بأنه ليس هناك طريقة واحدة يستطيع الجميع إتباعها للمحافظة على مستوى السكر
بالدم، ولكن تختلف الإرشادات الواجب إتباعها باختلاف المريض واختلاف أوقات وكميات ونوعيات الأكل التي يتناولها وأنواع النشاطات التي يمارسها، وغير ذلك من المتغيرات العديدة والتي تلعب دوراً هاماً في مستوى السكر بالدم، لذا يلزم جميع الأطفال المصابين بالسكري والراغبين في الصيام مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام لمناقشة النظام العلاجي الغذائي الأمثل الواجب إتباعه.

• التقدم في مجال العلاج بالأنسولين، بتواجد نوعيات جديدة من الأنسولين طويل المفعول وقصير المفعول، مع توفر وسائل جديدة لإعطاء
الأنسولين، جعل من الأسهل الآن صيام الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري، الذين يرغبون في الصيام ومشاركة أقرانهم روحانية هذا الشهر الكريم، ومن هذه العلاجات الحديثة: ( مضخة الأنسولين ) وأحد أهم مزاياها هي التحكم في كمية الأنسولين المعطاة، فمثلاً لو شعر طفل السكري بانخفاض السكر أثناء الصوم فما عليه سوى خفض مستوى وكمية الأنسولين المعطاة عبر المضخة إلى أدنى مستوياتها أو إيقافها لفترة من الزمن، وبالتالي لا يلجأ طفل السكري للإفطار ويستطيع إكمال صومه. ومن مميزاتها أيضا التحكم في جرعة الأنسولين التي تعطى مع الأكل، فهناك جرعات خاصة للوجبات الدهنية أو الوجبات الكربوهيدراتية وهكذا.
(أنواع حديثة من الأنسولين ) فالتكنولوجيا الطبية الدوائية نجحت بفاعلية في إنتاج أنواع جديدة من الأنسولين ذات قدرات متنوعة،
كالأنسولين الصافي طويل المفعول الذي تصل فترة عمله إلى 24 ساعة ويعطى مرة واحدة في اليوم وقبل النوم. وأهمية هذا النوع من الأنسولين هو أنه ليس له أوج عمل بمعنى أنه لا يسبب انخفاضاً في السكر بصورة مفاجئة، كما أنه مهم جدا للحد من انخفاض السكر أثناء النوم والتي تشكل أهم مضاعفات حالات سكري الأطفال الحادة.


• نجاح الوسائل العلاجية الحديثة لا تغني عن التزام مريض السكري بتحليل السكر المتكرر خاصة أثناء الصوم، والإفطار إن لزم الأمر حيث
إن ديننا الإسلامي دين يسر، قامت أحكامه التشريعية أساسا على قاعدة التيسير لا التعسير. كما أن الالتزام بالنظام الغذائي أمر هام بعدم الإفراط في تناول السكريات.

• في الأيام العادية غير رمضان يحتاج مرضى السكري من الأطفال إلى جرعتين من الأنسولين العكر طويل المفعول أو الصافي قصير المفعول، جرعة قبل وجبة الفطور وجرعة أخرى قبل وجبة العشاء. ولكن إذا أراد الطفل الصيام فغالباً ما ينصح بإعطاء الجرعة الأكبر من
الأنسولين التي كانت تؤخذ قبل وجبة الفطور (في الصباح) تعطي في شهر رمضان قبل إفطار رمضان (أي قبل أذان المغرب)، ذلك لأن الطفل سوف يتناول كمية كبيرة من الطعام أثناء وبعد إفطار رمضان.
أما بالنسبة لجرعة الأنسولين الأخرى التي تعطى عادة قبل طعام العشاء، فإنها تعطى في رمضان قبل طعام السحور، مع تخفيض تلك الجرعة إلى النصف خاصة بالنسبة للأنسولين العكر وذلك لأن الطفل سوف يكون صائماً خلال فترة عمل الأنسولين العكر. وتحدد جرعات الأنسولين بدقة أكثر بعد عمل تحليل السكر.


• تحليل السكر يصبح أكثر أهمية خلال فترة شهر رمضان، وذلك لحدوث تغيرات جوهرية سواء من ناحية الأكل أو النوم وغير ذلك في
فترة شهر رمضان، لذا ننصح بعمل تحليل السكر أربع مرات في اليوم، قبل إفطار رمضان وقبل الذهاب للمدرسة وبعد العودة من المدرسة وقبل السحور. ويجب التأكد أن مستوى السكر في الدم غير منخفض خاصة قبل الذهاب للمدرسة وبعد العودة منها وأثناء فترة الصيام عامة.

• عادة ما يحدث انخفاض السكر أثناء فترة تواجد الطفل في المدرسة، لذا ينصح كل طفل بأخذ بعض السكريات سهلة الهضم معه
للمدرسة كالعصير المحلى أو الحلوى، كما يجب عليه الإفطار فورا وتناول هذه السكريات إذا أحس بأعراض انخفاض السكر، كما يجب على الأطباء المعالجين توفير وإعطاء إبر الجلوكاجون لمرضى السكري والتي تعطى عادة عند حدوث الغيبوبة بسبب نقص السكر.

• ينصح جميع أطفال السكري بالابتعاد عن الإكثار من تناول السكريات الأحادية التركيب: كالعصائر المحلاة والمياه الغازية المحلاة، وأن يقتصروا على تناول السكريات المعقدة التركيب: الأرز والمكرونة والخبز وغيرها بحيث لا تشكل هذه السكريات أكثر من 50٪ من كمية السعرات الحرارية المتناولة . كما يجب على المرضى الانتظام في تناول الطعام من حيث وقت تناول الوجبات وكميتها ونوعها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18-05-2019, 01:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد



حتى نكون من الأتقياء في رمضان

هناء المداح

(13)


تصدر عن الكثيرين من الصائمين بعض العادات الخاطئة التى من شأنها أن تحرمهم من التقوى في شهر رمضان الفضيل.. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) البقرة آية 183.
ومن بين هذه العادات السلبية الشائعة التى تبعد المتمسكين بها عن مراد وغاية الصوم الحقيقية:
1- هجر المساجد في صلاة المغرب:

تشكو كثير من المساجد هجر روادها في صلاة المغرب، بحجة الإفطار مع العائلة، أو عدم صبر الصغار، أو الضيوف، وغير ذلك من الأعذار التي لا تُسقط صلاة الجماعة، تاركين سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
2- تأخير الإفطار لحين انتهاء الأذان:


وذلك زيادة في التأكد من غروب الشمس، وهذا يعد من التنطع في الدين. عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ). قَالَهَا ثَلاَثاً.
[رواه مسلم].
3- تناقص الهمم بعد أيام قليلة من دخول رمضان:

بعض المصلين جهدهم قليل، فتراهم يحضرون صلاة التراويح يوماً أو يومين، أو ربما أسبوعاً واحداً في أول رمضان، ثم تقل همتهم، وتتضاءل عزيمتهم؛ فيتوقفون عن صلاة التراويح بقية الشهر، ولو أنهم اهتموا بصلاة التراويح في آخر الشهر أكثر من أوله؛ لكان أقرب إلى السنة، وربما أدركوا فضيلة ليلة القدر.
قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) سورة القدر آية 3.
وقال صلى الله عليه وسلم: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَان) [متفق عليه].

وعن أم المؤمنين عائشة: "كان رسول الله يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيره" [رواه مسلم].
4- الإفطار على المعصية:

يظن البعض أن بمجرد سماع أذان المغرب وتناول الإفطار أن كل شيء أصبح مباحًا وممكن حدوثه وفعله من معاصي وذنوب مختلفة!، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورُب قائم ليس له من قيامه إلا الصهر) رواه ابن ماجة، ومما ابتلينا به في رمضان ما تبثه بعض وسائل الإعلام من برامج محرمة ومسلسلات مبتذلة وهابطة، فضلًا عما تم استحداثه من الخيمات الرمضانية المختلطة، فالكثير من الصائمين يتناولون إفطارهم إما أمام تلك البرامج والمسلسلات المحرمة، أو في تلك الخيمات الرمضانية؛ فيصومون عما أحلَّ الله، ويفطرون على ما حرَّم الله!
كما أن الكثير من الناس يعتقدون أن رمضان فقط في النهار؛ فتجدهم يلتزمون نوعاً ما بأخلاقيات الصيام من غضِّ البصر، وترك الغيبة والنميمة، وكذلك يكثرون في النهار من العبادات من قراءة القرآن، والمداومة على الأذكار، ولكن بعد أن يؤذِّن المغرب يعودون إلى سيرتهم الأولى من متابعة للأفلام والمسلسلات
والبرامج الهابطة، حتى القنوات الدينية ليس لها حظ عندهم إلا نهاراً، معتقدين أن رمضان فقط في النهار، أما ليلاً فليس من رمضان!، وهذا فهم يجب تصحيحه، فرمضان شهر كامل ليلاً ونهاراً، وليس النهار دون الليل، مع التأكيد على أن المسلم يجب عليه إتيان الطاعة واجتناب المعصية في رمضان وفي غير رمضان.

5- النوم طول نهار رمضان والسهر ليلًا أمام التلفاز
فهناك من الصائمين من يقضون أيام رمضان نائمين من الفجر وحتي آذان المغرب ويوصون أهل بيتهم بإيقاظهم قبل آذان العصر بقليل ليصلوا الظهر والعصر
معًا، ثم يعودون لاستكمال نومهم حتي آذان المغرب!!.. وبذلك يبعدون عن الجهاد الذي هو من شروط الصيام كما يحرمون أنفسهم من الثواب العظيم والجزاء


نتيجة الصبر على مشقة الصوم!، في حين يقضون ليلهم متجولين بين المحطات الفضائية لمتابعة بعض البرامج والأعمال الفنية الحافلة بما حرم الله غير عابئين
بخطورة ما يرتكبون!.
6- تعطيل مصالح الناس!
بحجة قراءة القرآن أو أداء الصلاة في نهار رمضان يعطل بعض الموظفين الصائمين - خاصة الذين يعملون في مؤسسات خدمية تابعة للحكومة - مصالح المواطنين، حيث يهدرون أوقاتهم وجهدهم منتظرين دون جدوى، وهذا يتنافى وآداب الصوم، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقصر في عملنا ولا نتقنه ونرهق الآخرين ونتعبهم بهذا الشكل المخزي بدعوى أداء عبادة معينة، فلا ضرر ولا ضرار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه).
فالعمل أيضًا عبادة وبالتالى الإخلاص فيه وإتقانه له جزاء عظيم في الدنيا والآخرة.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 19-05-2019, 11:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد



السحور الوجبة المباركة

د. خالد سعد النجار
(14)
بسم الله الرحمن الرحيم

السحور ليس شرطًا في الصيام، وإنما هو سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلها وأمر بها، وقال: «تسحروا، فإن في السحور بركة» [متفق عليه من حديث أنس] فيُسن السحور ويسن تأخيره، لأنه مما يقوي المسلم الصيام، ويخفف عنه مشقة الصوم؛ حيث يقلل مدة الجوع والعطش، وقد جاء هذا الدين بالميسرات، التي تيسر على الناس عباداتهم، وترغبهم فيها، ومن ذلك تعجيل الفطور وتأخير السحور، فيسن للمسلم الصائم أن يقوم إلى السحور ويتسحر ولو بالقليل كالتمرة أو شربة ماء، عملاً بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي السحور فائدة أخرى روحية، وهي التنبه والاستيقاظ قبل الفجر، فساعة السحور يتجلى الله فيها لعباده، فيجيب من دعا، ويغفر لمن استغفر، ويتقبل ممن عمل صالحًا. وما أعظم الفرق بين من يقضي هذا الوقت ذاكرًا تاليًا، ومن يمر عليه راقدًا نائمًا.

ويرى خبراء التغذية أن وجبة السحور تحل مكان وجبة الفطور العادية، لذا يجب أن تتألف من الأطعمة نفسها من حيث نوعيتها وتوازنها، وهناك نصائح عامة بالنسبة للسحور، نوجزها في النقاط التالية:


•• من المهم جدا تناول وجبة السحور قبل أذان الفجر بساعتين على الأقل، لإعطاء الفرصة لتناول مشروبات كالعصائر الطبيعية أو شاي بالحليب، بعد وجبة السحور بفترة مناسبة.

•• إذا تأخر وقت السحور لقبيل الفجر، وكنت ممن ينزعجون من الطعام قبل النوم مباشرة، فيمكن أن تقتصر وجبة السحور على الفاكهة الطازجة أو المجففة، كالموز وعصير البرتقال الطازج.

•• الإكثار من الدهون، ثم النوم مباشرة، يزيد من نسبة هذه الدهون في الدم، فتزيد كثافته، ولذا قد تحدث مضاعفات وخيمة بالنسبة لمرضى الشرايين والقلب، لأنها تعتبر عوامل مساعدة على تكوين الجلطات.

•• الغذاء المتكامل والمتوازن يتكون من البروتينات والدهنيات والنشويات والمعادن والفيتامينات، لذلك احرص على أن تشمل وجبة السحور تلك الصورة الغذائية، مع الوضع في الاعتبار أن المشويات أفضل بكثير من الملقيات لأن الأخيرة تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون.

•• يجب أن تكون وجبة السحور خفيفة ما أمكن، حتى لا يتسبب في حدوث عسر في الهضم، وأن يحتوي على مواد بروتينية، لأنها تساعد
على الإشباع أكثر من المواد النشوية، التي تسبب جوعا بسبب زيادة الأنسولين. فتكون مثلا من: الزبادي والجبن وشرائح اللحم المسلوق والفاكهة أو الفول المضاف إليه الزيت النباتي والليمون، وهذه النوعية تكفي لمد الجسد بما يحتاجه أثناء فترة الصيام، لكن يجب أيضا أن تحتوي الوجبة على نسبة متواضعة من النشويات، لإمداد الجسم بالطاقة لساعات الصيام الطويلة.


•• وجبة السحور يجب أن نبتعد فيها عن المقليات كالبطاطس المحمرة أو الباذنجان، أو المخللات، أو البسطرمة والتونة لاحتوائها على نسبة
عالية من الملح، أو التوابل ومكسبات الطعم التي تؤدي إلى آلام القولون، وكذلك فإن تناول الحلويات الرمضانية كالكنافة والقطايف في وجبة السحور يؤدي إلى الإحساس بالعطش طوال النهار.

•• من المهم أيضًا تناول الزبادي أو اللبن الرايب لأنهما مصدران للبروتين سهل الهضم، بالإضافة لاحتوائهما على الفيتامينات والأحماض الأمينية الكبريتية، فضلا على البكتيريا النافعة التي تطهر الأمعاء من البكتيريا الضارة، بالإضافة إلى أن الألبان المخمرة تقلل من الإحساس بالعطش أو الحموضة لأنها تقلل إفرازات المعدة الحامضية. وعلى السيدات الحوامل والمراهقين خاصة أن لا ينسوا كوب الحليب أو اللبن الزبادي كمصدر للكالسيوم خلال شهر رمضان الكريم، ويمكن استبداله بكوب من السحلب مع القرفة وقطعة من الكعك.

•• ينبغي الحرص على احتواء وجبة السحور على الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل: الخس والخيار؛ لأنها تنبه الجسم للاحتفاظ بالماء لفترة طويلة، وتقلل من الإحساس بالعطش أو الجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيد للفيتامينات والأملاح.

•• إذا كنت تفضل البيض في السحور فعليك بالمسلوق وليس المقلي لسهولة هضمه، ولا بأس من تناول قليل من العسل الأسود أو الأبيض كمصدر للطاقة، وللوقاية من نزلات البرد عليك بتناول الجوافة أو الفلفل الأخضر أو الليمون أو البرتقال أو الجزر والخضروات
الورقية عمومًا فكلها تحتوي على الفيتامينات خاصة فيتامين «ج/c».


•• أكبر خطأ أن نستهلك على السحور طبق الوجبات السريعة كالهامبرجر أو سندويشات الشاورما أو اللحم، فهي غنية بالدهنيات والملح
وتزيد من الإحساس بالعطش أثناء الصوم.

•• يحدث الصداع مع الصيام لأسباب عدة، منها نقص كمية الكافين التي اعتاد عليها المرء خلال يومه ( القهوة والشاي )، قلة النوم،
وجود استعداد شخصي للمرء لحدوث الصداع، ونقص سكر الدم الذي يمكن تلافيه من خلال الالتزام بوجبة السحور. إضافة إلى وجود أعراض ما يعرف بالصداع "التوتري" الناجم عن الضغوط اليومية النفسية، والتي من فضائل الشهر تدريب الشخص على التعامل معهابطريقة روحانية أفضل.

•• تحتاج المرأة المرضع، إلى كمية من الماء، تتراوح بين 6-8 أكواب يوميا، وإلى مواد غذائية نوعية، خلال فترة الإرضاع (500 سعر
حراري إضافي). ويفضل أن يزداد عدد الرضعات في الفترة ما بعد الإفطار، وقبل نهاية السحور، حتى تتم تغذية الطفل جيدا، وتعويض كميات السوائل خلال هذه الفترة. ويعتمد صيام الأم على حالة الرضيع، وصحته، وعمره، ووزنه.

•• إذا كنت ممن يتعاطون بعض الأدوية، وقادر على الصوم فلا تنس أن تأخذ علاجك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 20-05-2019, 10:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد



رمضان والخطط التي لا تكتمل


دلال عبدالعزيز
(15)



يدرك العديد من النّاس فضل رمضان والأجر المترتّب على العمل فيه، ولا يخفى على الكثيرين ما لدى تلك الأيّام من منزلة
عند ربّ العباد، حتّى أنّه –سبحانه وتعالى- ذكر فضلها في آيات عديدة من القرآن الكريم، وأسهب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- في ذكر محاسن هذا الشهر ومدى أهميّته في حياة كل مُسلم. كلّ تلك النقاط ذُكرت وسُمعت آلاف المرات في كلّ مكان، في المساجد والنشرات والكُتب .. إلخ. ولذلك لا يوجد لأحدهم حجّة في جهل هذه الأمور حتّى وإن كان منالقلّة القليلة التي لا تعرف تفاصيل هذا الشهر، فلا عُذر لديه حيث يَجب عليه أن يبحث وينتقي كلّ المصادر التي تُساعده


لإيجاد ضالته. ومع كلّ ذلك وذاك، ومع كلّ الأصوات التي تُنادي بأخذ الفائدة والاستفادة من هذا الشهر الكريم، وتكريس 30
يوماً من حياة المُسلم لعبادة الله – تعالى- والتفكّر في نعمه وخلقه وعزّته وجلاله، فإنّ الغالبيّة العُظمى من المسلمين- وللأسف- مشغولون بدنياهم، يلهيهم الشيطان وجُنوده عن أساس رحلتهم في هذه الدنيا، ويَتناسىون في غمرة الملذّات كلّ تلك الصيحات المُنادية لطريق الخير والصّواب.
هكذا صار حال مسلمينا في هذا الزمان، رُبما يغرق بعضهم في الإلهاء بالدنيا عوضاً عن تحصيل الأجر، وبعضهم الآخر ينادي
في داخله صوت الإيمان القويّ القابع خلف القلوب، يَظهر في كلّ حين يُذكر ويُذكر. ومع كلّ ذلك الوخز الذي يُصاحب إخواننا، نجدهم يُسكتونه بأمنيات وخطط واهية (تتكرّر كلّ عام) حول الاستفادة من هذا الشهر الكريم، واستغلاله في ختم القرآن الكريم، و صلاة التراويح كاملة في المسجد، وقيام الليل كلّ ليلة، والتصدّق كلّ يوم، وفي قرارة أنَفسهم يعلمون أنّ تلك النوايا(كالسنة التي قبلها .. والتي قبلها .. والتي قبلها) ما هي إلّا أماني تغرق بين الرغبة في تحصيل أكبر قدر من الملذّات التي خصّصها جنود الشيطان في كلّ مكان لإلهاء المسلمين عن ذكره؛ فتجدهم يتابعون بشغف البرامج التي سـتعرض في شهر القرآن، ويتسابقون لإخبار بعضهم كما لو كانوا يُبشرون بعضهم "فلان سيُمثل هذا الشهر"، "فلانة بدت من خلال الدعايات بحلّة جديدة(لا تفوتك)"، "المُخرج الفلاني عاد بعد انتظار في القناة الفلانيّة"، وهكذا .. فهم لا يكتفون بذلك لأنفسهم فقط، بل يُأدّون أدواراً ترويجيّة لتلك القنوات .. وكأنّ الإثم الذي يُمارسونه لا يكفيهم، بل يَنشرونه في الأمّة وكأنه خبر لا يُمكن إخفاؤه. ومع اقتراب رَمضان .. تبدو تلك الخطط الواهية وهم سراب .. يشيحون النظر عنها ويَنقادون نحو الظلام.


عندما يغرق الإنسان في هذا الطريق الذي لا يقود إلا إلى الـلامكان، يغفل عن حقيقة مهمّة ويجب أن لا ينساها أبداً، وهي
أنّ الحياة أنفاس تخرج فلا تَعود أبداً؛ فإن خرج نفسك فلن يكون بمقدور أحد في هذا العالم استراجعه لك، والدنيا ما هي إلا لحظات تتلاشى في عجلة الأيام فلا تلبثُ أن تكون إلا ذكريات وماضي لا يرجع. ألم يخطر ببال أحد منهم أنّه رُبما يكون هذا آخر رمضان قد تحياه في عُمرك القصير؟ وأنّ الأجر الذي ضيّعته من بين يديك رُبما يكون السبب الذي يُنجيك من النار؟ وأنّ العمل فيه قد يكون مدعاة ليمنن الله عليك بواسع رحمته؟ أسئلة كثيرة يجب أن تطرق ذهن كلّ واحد منّا قبل أن يبدأ رمضان ليتدارك أنفاسه التي ستمضي.

وعد الله – تعالى- عباده أنّه إذا نوى بالحسنة فإنّها تُكتب له حتّى وإن لم يقم بها، في حين أنّ السيئة لا تُحسب له عندما
ينوي بها ولا يقوم بها. من هذا المُنطلق ومن هذه النقطة التي ما هي إلا غيض من فيض رحمة الله – سبحانه وتعالى- بعبادة .. لنقوم كُلنا بجدول نُطبّقه في رمضان، نُخلص فيه نيّتنا لله – سبحانه وتعالى- ونصفّيها من شوائب الدنيا وفنائها. ولتكن لدينا نقطة ارتكاز، فإخلاصنا في الصوم والصلاة والدعاء وختم القرآن الكريم.. هي أمور أساسيّة وبإذن الله لن نتوانى عنها .. ولكن لتكُن لدينا نشاطات أُخرى نحاول من خلالها تحصيل أكبر قدر من الحسنات في هذا الشهر الكريم. ارتكازنا سيكون على حسب ما نبدع فيه .. وعلى حسب ما يتميّز فيه كل شخص، فبإمكاننا استغلال هذه النعم و القدرات التي أنعم الله –تعالى- بها علينا من أجل خدمة الإسلام والمسلمين في كلّ أنحاء العالم .. وسأسرُد لكم فيما يلي مُجرّد أمثلة ربما تُساعد البعض لإيجاد نقطة بداية له:

إذا كُنت مبدعاً في التصميم: فأبواب البدء مفتوحة على مصراعيها .. حيثُ يُمكنك:
تصميم مجلّة رمضانيّة مطبوعة أو نشرات ونشرها على أقربائك وأصدقائك ورُبما في المساجد التي ترتادها وفي الأماكن العامّة والشوارع .. أي .. في كلّ الأمكنة التي تستطيع الوصول إليها .. وتذكّر الأجر الذي سيبلغك لو أثّرت كلمة ممّا كتب في نفس أحدهم.


تصميم شعارات أو كروت يُمكنك نشرها في الإنترنت أو إرسالها كـنوع من التهنئة في رمضان إلى أصدقائك أو إلى مجلات
مهتمّة بهذا النوع من الفنّ.

إذا كانت لديك مهارة الخطابة .. يمكنك:

التوجّه إلى المراكز التي تٌقيم ندوات ومحاضرات في المساجد والمراكز وغيرها .. وإبداء استعدادك للمشاركة وتقديم المُساعدة في هذا الأجر بإذن الله.
استغلال الاجتماعات الرمضانيّة التي يُقيمها الأهل والأصدقاء، وإلقاء كلمة قصيرة خفيفة تُعرّف الحاضرين بموضوع شيّق وجذّاب.

إذا كُنت أحد المتمكّنين بالإنترنت .. يُمكنك:
استغلال البريد الإلكترونيّ لاختيار مواضيع مثيرة للاهتمام عن الإسلام والمسلمين في رمضان ونشرها إلى أكبر عدد ممكن
من أصدقائك ومعارفك.
استغلال المجلات الإلكترونيّة في مراسلتهم بمقالات ومختارات كـوسيلة للمساعدة على الخير.


إذا كانت لديك القدرة في التواصل مع الناس ولديك مَلَكة الاندماج بسهولة .. يمكنك:
اختيار أحد الأماكن العامّة التي عادة ما يجتمع فيها الناس كـدور تحفيظ القرآن ومراكز الندوات والمساجد .. ومحاولة النصح
والإرشاد وممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطريقة قريبة ومؤثّرة في قلوب الناس.


هذه بعض الأفكار التي نتمنّى أن تُفيد الجميع في محاولة جعل رمضان القادم شهر تَعمّ فيه الروحانيّة والإيمان في نفوس
جميع المسلمين في هذا العالم الواسع.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 21-05-2019, 10:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد


أطفالنا في رحاب رمضان

د. خالد سعد النجار

بسم الله الرحمن الرحيم

(16)

يحتاج الآباء إلى زاد ثقافي وإيماني لمساعدة من سيصوم من أبنائهم الصغار، وقد تختلف سبل الأسر في هذه المساعدة تبعا لاختلاف مستوى الوعي واختلاف العادات والتقاليد في كل بلد. ويبقى للتأهيل النفسي أهمية بالغة في هذا الشأن، مما يحتم على المربين أن يعلموا أهميته وكيفية القيام به من أجل صيام ناجح لأطفالهم، لأن العلاقة العاطفية تكون دائما أدوم وأبقى،، كما أنها مهمة جدا في تنمية الطفل بشكل سوي من الناحية النفسية، لذلك كان ترغيب الطفل في الصيام شيئا أساسيا لكي يحس بالتقارب العاطفي وبالرضا من قبل الله ومن قبل الأبوين.


• من الطرق المفيدة والمجدية في تعويد الأطفال على الصيام والإقبال عليه، التوجيه والإرشاد اللطيف، والتبيان لهم أن الصوم أحد أركان الإسلام، وأنه سبحانه شرعه لفوائد دينية وفوائد دنيوية، ومن ثَمَّ تشجيعهم على المبادرة إلى صيام هذا الشهر الكريم.

• محبة الطفل للأبوين تدفعه دوما للقيام بأي عمل يطلب منه من قبلهم، إلا أنه ينصح الوالدين بتوضيح معنى الصيام للطفل على أساس التكليف والمشقة، وأن الله عز وجل يقبل من الطفل أن يحس بالإعياء وأن يتكلم عنه. وأن محبة الآباء ومحبة اللهللطفل تبقى كما هي سواء صام الطفل أم لم يصم، وهذا التوضيح يكون وقاية للطفل من الإحساس بالنقص، أو أنه ليس في المستوى المطلوب حينما لا يستطيع القيام بما يرغب فيه والداه.

• من المناسب أن تقترن تجربة الصيام بمكافأة مادية تُقدَّم في نهاية يوم الصوم، أو في نهاية الشهر الكريم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الطفل عادة يحب المكافأة السريعة، وهو ما يدفعه ويجعله يستمر فيما يقوم به من تكاليف، إلى حين أن تصبح تلك التكاليف عقيدة وسلوكاً في حياته.


• الأفضل أن يقترن الصوم في حياة الناشئة بذكريات مفرحة وسارة، مما يشجع الطفل ويحفزه على انتظار شهر الصوم بتلهف وترقب، لما استودع في ذاكرته من أحداث مفرحة إبان فترة صومه الأولى.

• تعتبر مساعدة الأم في المطبخ أحد أكثر الأمور متعة لدى الأطفال، ومع تزايد الحاجة لطهي أصناف متنوعة من الطعام في رمضان، فمن الأفضل للأمهات الاستعانة بالصغار لمساعدتهن في إعداد الطعام، حيث تعتبر هذه الأنواع من المشاركات اللطيفة أحد الأسباب التي يترقب فيها الأطفال شهر رمضان بشغف.

• من أكبر الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء أنهم يمنعون أبناءهم الصغار من الصوم بحجة الخوف على صحتهم، أو بحجة أنهم لم يبلغوا السن التي يجب عليهم فيها الصوم، وهذا السلوك - في حقيقة الأمر - إساءة للأبناء. فعلى الأهل أن يتنبهوا لمثل هذه الأمور، وعليهم - بالمقابل - أن يستثمروا إقبال أبناءهم على الصوم، وذلك بتشجيعهم والأخذ بأيديهم على نهج هذا الدرب، الذي يحتاج - أهم ما يحتاج - إلى دعم معنوي من الأهل قبل كل شيء. ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام أسوة حسنة، إذ إنهم كانوا يُعوِّدون أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على الصيام، وكانوا يصنعون لهم الألعاب المسلية، يتلهَّون بها وقت الصيام، ريثما يحين وقت الإفطار، كما ثبت ذلك في «الصحيحين».


• ليس هناك سن محددة يبدأ عندها الطفل الصيام، فكل طفل يستطيع بنيانه الجسدي تحمل الصيام في سن مختلفة عن الطفل الآخر، وكل ما علينا أن نفعله هو أن نبدأ تمرين الطفل على الصيام تدريجيا في سن السادسة أو السابعة بصيام ربع اليوم أو أقل، ثم تزيد المدة إلى نصف اليوم لتصل إلى يوم كامل في سن الثامنة تقريبا. ثم نبدأ في تعويد الطفل على صيام يومين أو ثلاثة في الأسبوع ليتم الشهر كله صائما في سن 10-12 تقريبا. مع مراعاة أن أغلبية الأطفال لا يستطيعون إكمال الشهر كله صياما قبل هذه السن، وأن هناك فروقا فردية بين كل طفل وآخر، وأن الصيام ليس فرضا على الطفل قبل بلوغه، ولم يرد فيه ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة مثل ( واضربوهم عليها لعشر ).

• إذا استطاع الطفل اجتياز تجربة الصيام وكان يتمتع بصحة جيدة تؤهله للاستمرار فيجب على الأهل تشجيعه والإشراف على غذائه خاصة وجبة السحور التي يجب أن تحتوي على كميات كافية من السكريات التي تمد جسم الطفل بالطاقة اللازمة لنشاطه الدراسي خلال النهار حتى لا يشعر بالتعب. فإذا أخذ كمية كافية من الغذاء والراحة ونام مبكراً يستطيع الاستمرار في الصيام دون التعرض لأي مشاكل صحية.

• تناول الطفل وجبات صغيرة غنية بالنشويات وبقية المغذيات طوال مدة إفطاره بالليل يعوض الكبد عما فقده خلال النهار تعويضا كاملا . ويفضل أن تكون هذه الوجبات الصغيرة كل 3 ساعات ومحتوية على النشويات المعقدة والفواكه والخضروات والفواكه المجففة والمكسرات، والسوائل بوفرة مثل الماء والعصائر الطازجة وقمر الدين ولكن بدون إضافة السكر .


• تجنب تماما الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون مثل الحلويات الشرقية، والأطعمة المسبكة والثقيلة مثل البط والحمام والشوربات الدسمة، لأن كل تلك الأطعمة تفسد جميع عمليات إصلاح وتنقية الجسم من الدهون والشوائب، وتؤدى إلى الوخم والكسل وتجعل الطفل ينام ويهمل واجباته المدرسية.

• الابتعاد عن المجهود البدني الشاق:مثل ممارسة رياضة بدنية عنيفة في النادي أو المدرسة للطفل غير المتعود على الصيام، وذلك من باب الرفق بالصغير حتى نقلل من فقدان جسمه للطاقة والسوائل، وخصوصا في أيام الصيف. وهذا يذكرنا بفعل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أمر بالتخفيف على العامل الصائم وجعله لا يعمل بعد صلاة العصر أبداً مع إعطائه أجره كاملا وطعامه وطعام عياله .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 22-05-2019, 11:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد


حدثي صغيرك عن رمضان


د. سلام نجم الدين الشرابي

(17)

نعم هو صغير.. ليس في سن التكليف.. لكنه يعيش ويكبر في كنف أسرة مسلمة.. ينتعش بأنفاسها.. ينعم في سكينة إيمانها، فدعيه يعش إحساسها بشهر رمضان..
أخبريه إن سألك لماذا تغيير موعد الغذاء، ولماذا نستيقظ ليلاً لنتناول العشاء، ولماذا لا تعدين وجبة الإفطار كما هي عادتك كل صباح..
وإن لم يسأل حدثيه أنت عن رمضان، من المهم أن تشكلي وعيه الديني في هذه السن الصغيرة.
ادخلي عالمه الصغير وأخبريه عن فرحك والأسرة بقدوم شهر تنتظره الأمة الإسلامية بفارغ الصبر لتغسل فيه
ذنوبها وتتقرب فيه إلى الله وتنشد الجنة أملاً..


حدثيه عن فضل هذا الشهر الكريم وأبواب الجنة التي تفتح للتائبين العابدين، وأنه فرصة ليزيد المؤمن
حسناته.
أخبريه بلغته عن معاني رمضان؛ الصوم، العبادة، الصلاة، الترتيل، الذكر الإحساس بالآخرين، التكافل، الدعاء،
التقرب من الله في كل ما نفعل.
أخبريه أن كل عمل من الأعمال الخيرية التي يقوم بها مبتغياً وجه الله تعالى دونما رياء أو كبر له أجره
المضاعف الذي يصل إلى 70 ضعفاً.
ومن المفترض قبل ذلك كله أنك حدثته سابقاً عن الجنة والنار وعما يمكن أن يجد في كل منها.

اربطي صغيرك بخالقه، عرفيه بسير السلف بدءًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه التابعين، أخبريه، قصي له سيرهم، اجعليها قصة قبل النوم، فالأطفال أكثر ما يتعلمون عن طريق القصص.
رغبيه في كتاب الله عز وجل تلاوة وحفظاً وتعلماً وتدبراً، رددي معه قراءة آيات صغيرة من القرآن الكريم كل يوم، لتجديه قد حفظها مع نهاية الشهر.
عليك تدريب صغيرك على الطاعة منذ نعومة أظفاره، عوديه على الصيام بأن يصوم أول الأمر بعض النهار ويفطر بعضه، ثم يصوم بعض الأيام ويفطر أخرى على قدر تحمله ولنا في السلف الصالح أسوة، فعن الربيع
بنت معوذ قالت: "ونصوم صبياننا الصغار منهم ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهم إياه حتى يكون عند الإفطار وقد ثبت أن رمضان هو أنسب الأوقات لتدريب الأطفال على أداء التكاليف الدينية في سن مبكرة، حيث دلت الدراسات والأبحاث الميدانية الحديثة التي أجريت على مجموعات من الأطفال الذين يصومون شهر رمضان أن نموهم النفسي والبدني أحسن بكثير من غيرهم، وأنهم أكثر قدرة على تحمل المسؤولية.
فدعيه إذاً يشارككم الاستمتاع بعبادة الصوم وإن قال العلماء: إنه ليس بواجب، ولكن ليتمرن الطفل عليه،
وقاسوه على الصلاة، والأمر بها: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر"


تدرجي معه في الصوم عدة ساعات من النهار وهكذا، كافئيه عن كل يوم يصومه، وعوديه من الآن أن
يشارككم نظامكم في هذا الشهر، فيجلس معكم إلى مائدة الإفطار ليسمع الدعاء ويشارك الكبار فرحتهم.
فإن وجدته جائعاً أخبريه عن أطفال يجوعون ولا يفطرون وأنه على الأقل سيأتي الوقت الذي يفطر به ما لذ له
وطاب ولكن ماذا عن هؤلاء الأطفال الذين لا يجدون لقمة تسد رمقهم.
حدثيه عن نعمة الأمان التي يعيشها وأخبريه عن أطفال فلسطين الذين يعانون الظلم والقسوة والجوع أيضاً،
واطلبي منه الدعاء لهم، كما كان سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يسأل الأطفال الدعاء له عله يستجاب.
شهر رمضان محضن تربوي عظيم لأطفالنا لأن الأجواء الإيمانية الجماعية فيه تغرس في نفوس أبنائنا الكثير من المعاني التربوية، لذا احرصي أن تعلميه فيه الكثير من المعاني والأخلاقيات الإسلامية؛ علميه معاني الصوم السامية لترسخ في نفسه أسس الرحمة والعطف على الضعيف والفقير، عرفيه بحقوق الوالدين وحقوق المسلم على أخيه وحقوق الأقارب والجيران والأصدقاء والمعلمين.
حببي إليه الصدق، العفو، الإحسان، البر، قضاء الحوائج، الإيثار، والكرم، وحذريه من الكذب، السرقة، العقوق، الظلم الحسد، والغيبة والنميمة.
علميه شيئاً من السنة والأذكار النبوية كأن يقول بسم الله قبل بدء الطعام، والحمد لله عند الانتهاء منه، ويردد مع الأذان ويقول الدعاء بعده، وكذلك أذكار النوم والاستيقاظ ودخول المنزل والخروج منه
حببيه بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ونشئيه على شريعته العطرة وأخلاقه الحسنة وعلميه الصلاة عليه كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم.
عرفيه أركان الإيمان الستة (الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره).
وأركان الإسلام الخمسة (الشهادتان، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه
سبيلاً).
لقني طفلك كلمة التوحيد (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وأخبريه أن الله يراه ويسمعه، ويعلم كل تصرفاته.
أيقظيه ليلاً ليشارككم طعام السحور، وإن كان صبياً دعيه يرافق أباه إلى صلاة الفجر في المسجد.
دعيه يشاهدك وأنت تؤدين العبادات وأخبريه عنها، علميه بعض الأذكار وردديها معه.

ارفعي صوتك قليلاً وأنت تتلين القرآن ليسمع ما تقرئين، فالطفل في هذه السن يرغب بتقليد الكبار، فاجعلي نظامك كله في رمضان عبادة ليتشرب ذلك في فكره وعاداته وذاكرته.
لا تتركيه فريسة للتلفزيون وإن كان فاختاري له القنوات الدينية التي يمكن الثقة فيما تقدمه كقناة المجد للأطفال.
ولنتذكر معاً أن نعمة الأولاد مسؤولية وأمانة، يسأل عنها الوالدان يوم القيامة "كلكم راع وكلكم مسؤول عن


رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته".

وقال ابن القيم رحمه الله: فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم إياهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً.
وللأسف إن كثيراً من الآباء يشتكون أن أبناءهم يفطرون في رمضان أو يدخنون في نهاره، وللأسف هذه
النماذج موجودة في مجتمعنا المسلم، وما هي إلا محصلة لتقصير الآباء في غرس معاني حب شهر رمضان العظيم في نفوس أبنائهم وهم صغار..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 23-05-2019, 11:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد



أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟

د. خالد سعد النجار

بسم الله الرحمن الرحيم
(18)


رمضان ضيف عزيز، وشهر كريم، فيه تقال العثرات وتنهمر الرحمات، وتنعم الأسرة المسلمة بأجواء إيمانية ذات مذاق خاص، وتواصل اجتماعي متميز، تستعيد فيه الكثير من القيم والسلوكيات الإيجابية والمشاعر الدافئة التي ضاعت منا في زحمة الحياة، ولذلك أولى أن نولي هذا الشهر عناية خاصة تليق به، ونتعامل معه على أنه شهر عبادة وتجديد لا شهر طعام وتبديد.

• للقدوة دور كبير في عملية تربية وتوجيه أبنائنا، خاصة في شهر رمضان حيث التواصل الاجتماعي فيه أكبر من أي شهر
آخر، فلابد أن يلاحظ الصغير فينا التميز الخلقي والسلوكي الراقي كأحد مكاسب صومنا، وأن لا نجعل الصوم مبررا لعصبيتنا أو تضجرنا من أقل شيء، ولنعلم جيدا أننا بسلوكياتنا السلبية نرسخ في أذهان أحبابنا الصغار مفهوم ارتباط رمضان بالتشنج والتوتر تحت ذريعة أننا صائمون، ومن ثم يفقدون الإحساس بميزة هذا الشهر وتفضله على سائر الشهور، بل ربما يكرهون قدومه.


• لا يدرك الطفل حتى سن الخامسة تقريبا ما تعنيه الفرائض الدينية ولا ما يعنيه شهر رمضان، لكن يمكننا الاستفادة من قدرة الطفل الخصبة على التخيل في هذه المرحلة العمرية ونساعده على توسيع مداركه وترك العنان لخياله مع الأنوار والزينات الملونة في كل مكان، واجتماع الأسرة كلها على مائدة طعام واحدة في ميعاد محدد كل يوم، كل ذلك يعد فرصة طيبة لتعميق العلاقات الأسرية واستمتاع الأبناء بالدفء الأسري الذي تسببت ظروف الحياة في حرمانهم منه باقي شهور السنة.

• رمضان فرصة سانحة أخي المربي وأختي المربية لتدرب ابنك فيها على الصيام، الذي يعلمه الصبر والإرادة، ويرفع في نفسه قدر العبادة، وبالصيام نبدأ؛ لأنه عنوان هذا الشهر المبارك، وكما هو معلوم أن السن التي يجب فيها الصوم شرعا هي سن البلوغ، أما الوقت الذي يطالب فيه الطفل بالصوم قبل البلوغ هو سن الإطاقة، بمعنى قدرة الطفل على الصوم دون أي مضاعفات تضره، وهو يختلف باختلاف البنية الجسمية للطفل، وقد حددها بعض العلماء بعشر سنين. قال الخرقي: «وإذا كان الغلام له عشر سنين وأطاق الصيام أُخِذ به». قال ابن قدامة: يعني أنه يُلْزم الصيام ويؤمر به.
وقد نصَّ أهل العلم على أن الولي يَأمُر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه، وتنطبع أُصول
الإسلام في نُفُوسهم حتى تكون كالغريزة لهم. ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك، ولا يشترط أن يصوم الطفل الشهر كله في البداية أو يصوم اليوم كله إلى نهايته، بل يتدرج معه فهو لم يبلغ سن التكليف بعد.


• يمكن للآباء تشجيع أبنائهم على الصوم بوسائل متعددة، أهمها توضيح ثمار الصوم في الدنيا والآخرة، وتارة بالهدية وشراء ما يحبون، أو بالثناء عليهم وتشجيعهم، أو التنافس الشريف، وكذلك الحال في تلاوة القرآن الكريم، وإعطاء الصدقات، والانشغال بالذكر، وإفطار الصائمين، وصلاة التراويح والتهجد، مع توفير الأشرطة السمعية والمرئية والبرامج الثقافية الرمضانية الجذابة المبرمجة على الحاسوب أو غير ذلك من الوسائل المطبوعة، وغير المطبوعة.

• من الأسس التربوية التي يجب على الآباء والأمهات مراعاتها في تحبيب العبادة إلى نفوس الأولاد أن يكون الدافع إلى العبادات حب الله تعالى، فهذا أجدى من الحافز المادي، أو بريق الثواب ولهيب العقاب، فالمربي الناجح هو الذي يؤثر في أطفاله، حتى يحبوا الله عز وجل، ومن ثم يعبدونه، لأنهم يحبونه، فالأطفال مفطورون على كره العقاب، فإذا أحبوا الله عبدوه بحب، وليس معنى ذلك إلغاء الثواب والعقاب.
من المهم كذلك التنويع في الثواب والبدء به، وتأخير العقاب بعد استنفاد وسائل الثواب، وأن يكون العقاب مناسباً دون إفراط ولا تفريط، وأن يكون الضرب آخر وسائل العقاب وبضوابطه التربوية. كما ينبغي أن يحرص الآباء والأمهات على إفهام الأطفال معنى كل عبادة، وما يدور في العبادات من قول وعمل، فذلك يدفع أطفالنا إلى الإقبال على العبادة، ذلك أن فهمهم للعبادة يعطيهم روحها، فيتذوقون حلاوتها، ومن ثم يتعلقون بها.

• حاولي أن تنظمي أوقات أبنائك في رمضان، والاستفادة المتوازنة بين العبادة والمذاكرة واللعب، ولو بوضع نظام خاص لهذا الشهر الفضيل بالمناقشة معهم، ولابد أن يعرف الأولاد بأنك أنت أيضا من حقك الاستفادة من رمضان؛ لذلك يجب عليهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي حظك من العبادات، ولتنمي فيهم روح الإيجابية وتحمل المسئولية، فحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها، وخاصة الأعمال التي تتعلق بشئونهم، كتنظيم غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.

• من الضروري أن ترشد الأم ابنها بعدم بذل مجهود عنيف في المدرسة، كي لا تنفذ طاقته سريعا وتتسارع مشقة الصيام إليه، وينجح في إكمال صيام يومه، وعند العودة إلي المنزل يفضل أخذ حمام، والنوم لمدة ساعتين، ومن المهم الاستفادة من السكريات والفيتامينات التي توفرها العصائر الطبيعية في وجبة الفطور والسحور كي نحافظ على حيوية كل أفراد الأسرة طيلة اليوم.

• يراعى في البرنامج الرمضاني الفروق الفردية بين أفراد الأسرة، فليس بالضرورة ما يصلح لأحد الأفراد يصلح للآخر، فلا مانع من أن تحفزي أحد أبنائك على حفظ القرآن مثلا، وآخر على التلاوة، ومن الأولاد من يصلح في العلاقات الاجتماعية كمساعدة الغير وتولي توزيع زكاة الفطر والمشاركة في الخدمة في الافطارات الجماعية، ومن الأبناء المنطوي الذي يتميز في العبادات أكثر، فمن المستحب أن تصطحبيه معك في صلاة التراويح وغيرها من مواطن وأوقات العبادة... وهكذا.

• ما أجمل الحرص على الاستفادة من الأجواء الاجتماعية في رمضان، وبالأخص اصطحاب الأبناء في كل يوم بعد صلاة التراويح لزيارة قصيرة إلى أحد الأقارب، ولا بأس أن نلفت نظرهم بإيجاز إلى قيمة صلة الرحم في البركة في الأرزاق والأعمار.

• الأطفال الذين لا يصومون اجعلي وجبتيهم الأساسيتين الإفطار والسحور؛ ليسمعوا الدعاء ويشاركوا الكبار فرحتهم.


• شهر رمضان فرصة للتخلص من العادات الغذائية الخاطئة التي تعتمد على الكمية وليس النوعية، فمن المهم تجنب الوجبات
الدسمة واختيار الأصناف الخفيفة التي لا تثقل كاهل البدن ولا تبعث على الخمول فتفقد العبادة في هذا الشهر رونقها ولذتها. وقد كان الهدي النبوي في الإفطار أن يجعل -عليه أفضل الصلاة والسلام- من قوته قياماً لصلبه لا تكثيراً لشحمه، فكان يكسر صومه تدريجيّاً ويأكل بكميات قليلة تبدأ بالتمر والماء.

• ما يقوم به كثير من الناس في عصرنا هذا من السهر في رمضان فإنه يقترب إلى العادة أكثر من العبادة لعدة أسباب منها أنه
لم يعهد عن السلف الصالح سهر كل الليل، وقد كان السلف يقضون جلَّ وقتهم في عبادة الله بينما كثير من الناس في عصرنا هذا يقضون جل وقتهم فيما لا فائدة فيه، ولم يعهد عند السلف نوم نهار رمضان بينما نجد في عصرنا هذا من ينام جلّ يوم رمضان. وكانت الغاية من سهر رمضان عند السلف هي العبادة بينما الغاية عند بعض الناس في عصرنا هذا التسلية والترفيه. كل تلك الأمور تجعل السهر في رمضان في وقتنا الحاضر عادة خاطئة أقرب منها للعبادة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 24-05-2019, 11:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد



حبوب منع الحمل وأثرها على الصيام


د. محمد بن هائل المدحجي

(19)


يعرض للمرأة في العصر الحديث الكثير من المشاكل الصحية والتي تسبب أعراضاً تشكل عليها في عباداتها، وخاصة فيما يتعلق بالدماء الخارجة منها في غير أوقات عادتها، هل هي من الدورة فتقطع صلاتها وصيامها أم أنها دماء عارضة أو دماء استحاضة فلا يكون لها أحكام الحيض ؟ وما هذه الإشكالات إلا نتيجة
لبعض أنواع الأدوية الحديثة التي طرأت في هذا العصر، والتي تؤدي إلى تغيرات كبيرة في الهرمونات، وبالتالي إلى خروج الدماء غير المعتادة في أشكالها وأوقاتها.


ومن هذه الأدوية : حبوب منع الحمل: وهي مركبات هرمونية على هيئة أقراص تؤخذ عن طريق الفم، تحتوي على خليط من هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون المماثلين لهرموني المبيض، أو على هرمون البروجسترون منفرداً، تؤخذ في اليوم الخامس ابتداء من أول يوم للحيض، ولمدة واحد وعشرين يوماً متتالية كل شهر لغرض منع الحمل.


والأصل في استخدام موانع الإنجاب المؤقتة الجواز بدون كراهة إذا كان هناك حاجة، والجواز مع الكراهة مع عدم الحاجة قياساً على العزل، واستخدامها داخل
في القاعدة الشرعية: " الأصل في الأشياء الإباحة " بشرط ألا يكون هناك ضرر في استعمال هذه الموانع سواء على الرجل أو المرأة. واستعمال الأدوية الهرمونية لمنع الإنجاب - ومنها أقراص منع الحمل- لا يخلو من الضرر، وعليه فلابد من إجراء فحص طبي شامل للمرأة قبل تناول الأدوية الهرمونية المانعة للإنجاب، ولا بد من عدم صرف تلك الأدوية إلا بوصفة طبية متخصصة، كما ينبغي على المرأة أن تبقى تحت الإشراف وأن تراجع الطبيبة عند حدوث أي مشكلة،كما أن عليها أن تجري الفحوصات الدورية بواسطة طبيبة كل سنة أو كل ستة أشهر، مع مراعاة أن لا تستعمل المرأة هذه الأدوية لمدة طويلة إلا عند الحاجة الملحة وبإستشارة الطبيبة مع إجراء الفحوصات الدورية.


واستخدام أقراص منع الحمل قد يكون جائزا ً وقد يكون محرماً باختلاف الأحوال :




1- فيجوز عند الحاجة لاستعمالها إذا كان لا يترتب على استعمالها ضرر وتم أخذها باستشارة الطبيبة، وبعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة لتحديد مدى مناسبة هذه الأدوية للمرأة، لكن استعمالها من غير حاجة مكروه كالعزل، ولما تقدم من أضرارها، فيكون في استعمالها تعريض للنفس لضرر محتمل من غير حاجة.




2- استعمال أقراص منع الحمل بغير مشورة الطبيبة متردد بين الحرمة والكراهة بحسب حالة المرأة وتاريخها المرضي.



3- إذا كان يترتب على استعمال أقراص منع الحمل ضرر محقق فإنه يحرم استعمالها، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار" رواه ابن ماجه،
وعملاً بالقاعدة الشرعية: " الضرر يزال".
والذي يهمنا هنا هو العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل والتي لها تأثير على الصيام ، وهذا يشمل ثلاثة جوانب :


الجانب الأول من العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل والتي لها تأثير على الصيام :



وجود نزف مستمر بتناول أقراص منع الحمل، وهذا من أكثر العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل، ويتمثل في نزول دم مستمر خفيف خلال
الشهر.


ويذكر الأطباء أنه يمكن معالجة هذا النزف المستمر بمضاعفة الجرعة، لكن إذا زادت كمية الدم في أثناء تناول الحبوب,وأصبح كما هو في أيام الطمث,فيذكر
الأطباء أن على المرأة التوقف عن تناول الحبوب,ومراجعة طبيبة لتنظم الدورة الشهرية.


والمهم من الناحية الفقهية أن هذه المرأة التي تناولت أقراص منع الحمل واستمر معها نزول دم خفيف أو كثيف تصبح مستحاضة، فتستمر في الصلاة والصيام،
ولا يفسد صومها ولاتقضي الصيام الواجب, وبانتهاء (21) يوماً من تناول هذه الأقراص تتوقف المرأة عن تناولها كما تقدم ، وحينئذ سينزل دم الحيض ، وتترتب أحكامه.


الجانب الثاني من العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل والتي لها تأثير على الصيام : الدم النازل عند نسيان تناول أقراص منع الحمل، حيث يوصي الأطباء بالدقة في تناول حبوب منع الحمل, حتى إنهم يؤكدون على استعمالها في الوقت المحدد نفسه؛ لأن مبنى تركيبها هرمونات تصب في الدم فتؤثر في عمل الغدة النخامية والمبيض. ولهذا لو نسيت المرأة تناول حبه في المساء يؤكد الأطباء تناولها لها في صباح اليوم التالي, وتناول حبة المساء لليوم نفسه وفي الوقت المعتاد,أو تناول حبتين في المساء ، ذلك أن نسيان المرأة لها, أو الانقطاع عن تناولها لمدة يوم واحد إلى أسبوع سيؤدي إلى: إنضاج المبيض بويضة وإطلاقها دون أن تشعر المرأة ، وبذلك سيتم الحمل، أو سيؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية لأيام عدة, ثم ستبدأ الغدة النخامية في نشاطها من جديد لحث المبيض على التبويض, ولذا إذا نزل دم فينصح الأطباء بانتظار الدم حتى ينتهي ثم البدء بها من جديد.


والمهم أن حكم هذا الدم يدخل في خلاف الفقهاء في الدم النازل قبل وقته المعتاد بفعل الأدوية، و الراجح هو القول بأن الدم النازل بالعقاقير الطبية يعتبر دم حيض يفسد الصوم ويجب معه القضاء؛ وذلك لأن خروج هذا الدم بالعقاقير الطبية إنما هو عن طريق الغشاء المبطن للرحم، ودم الحيض مصدره بطانة الرحم،
فلما اتحدا في المصدر كان حكمهما واحداً، والشريعة لا تفرق بين المتماثلات.



الجانب الثالث من العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل والتي لها تأثير على الصيام : أنه يمكن استخدام حبوب منع الحمل في رفع الحيض،
وطريقة استعمالها: بأن تطيل المرأة مدة تناولها، لأنها عادة تستعمل من اليوم الخامس من بدء الدورة الشهرية لمدة واحد وعشرين يوماً، وبعد التوقف عن تناولها بيومين تقريباً يبدأ نزول الحيض، وإذا أرادت المرأة منع الحيض فإنها تستمر في تناول هذه الأقراص حتى اليوم الذي تريد استجلاب الحيض فيه لتتعدى المدة المراد عدم نزول الحيض فيها.


وتقدم عند الحديث عن حكم استعمال المرأة أدوية لمنع الحيض من أجل الصوم جواز ذلك إذا أمن الضرر، وإن كان ذلك لن يخلو من كراهة لاحتمال الضرر،
ويكون الصوم الذي صامته المرأة أثناء ارتفاع الحيض صحيح، ولا قضاء عليها ؛ لأنها طاهر وليست بحائض ، والله ولي التوفيق . وللحديث بقية بإذن الله تعالى...
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 25-05-2019, 11:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد



رمضان.. فرصة قد لا تعود


فاطمة عبد الرءوف
(20)




هل تكون هذه هي فرصتك الأخيرة؟ ربما.. من يدري ماذا تحمل الأيام القادمة؟..نعمة عظيمة أن بلغك الله تعالى رمضان ثانية، فكم ممن عرفت، لم يحظ بهذه الفرصة مرة أخرى.. فهل يكون هذا هو لقاؤك الأخير برمضان؟
الشعر الأبيض، الذي يجلل هامتك بالوقار، هو رسالة إليك، لم يتبق من العمر الكثير حتى تهدره في قضايا صغيرة ومشكلات عقيمة.. استغل فرصتك، فأمامك حياة طويلة قادمة، لن يكون فيها فرصة أخرى للعمل.. حتى لو مر شريط حياتك أمامك، محبطا ومؤلما وربما مليئا بالأخطاء، فليس ذلك مبررا للإحباط، والقعود وإهدار ساعات أخرى ثمينة، نبكي فيها على اللبن، الذي انسكب ذات يوم. }قُل يَا عِبَادِي الَّذِيْن أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِم لَا تَقْنَطُوْا مِن رَّحْمَة الْلَّه إِن الْلَّه يَغْفِر الْذُّنُوب جَمِيْعا إِنَّه هُو الْغَفُوْر الْرَّحِيْم{ (الزُّمَر:53)، وهل من فرصة للمغفرة والتوبة أكبر من فرصة رمضان؟


وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار
وصفدت الشياطين" (متفق عليه)، فأي أجواء سماوية تظلك؟ وقد فتحت أبواب الجنان ونسماتها العبقة، نكاد نلمسها ونتحسسها، وقد غلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين، حتى تغلق أبواب الشر، وكل المثيرات الخارجة التي تشدنا لأسفل.
وقفة مراجعة
مطلوب وقفة جديدة.. بداية جديدة.. وقفة محاسبة تفصيلية قبل الحساب.. وقفة تخرج بنتائج محددة للإصلاح.. وقفة يقظة..
وقفة لإعادة الحياة الحقيقية لأنفسنا، وإلا فإننا نقتل أنفسنا، قال الفضيل بن عياض، رحمه الله في قوله تعالى: }...وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ...{ (النساء:29): "لا تغفلوا عن أنفسكم فمن غفل عن نفسه فقد قتلها".
هذه الوقفة مطلوبة الآن.. في التو واللحظة.. مطلوبة بأقصى سرعة ‏}وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ‏ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ‏ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ‏{ (آل عمران: 133 - 136).
حتى لو كانت ذنوبك وأخطاؤك تسد الأفق أمام عينيك.. ومشكلاتك وضغوطك تقعد بك عن التحرر والانطلاق.. ابدأ.. استغفر،
وستجد الله غفورا رحيما، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة". (رواه الترمذي).


ابدأ من الآن، فأنت على أعتاب رمضان، فهو زمان غير الزمان، فاستعد لتتعرض للنفحات.. تب إلى الله تعالى الآن، قبل أن يظلك الشهر الكريم، وادع الله بقلب خاشع أن يعفو عنك، ويبلغك رمضان، ويعينك على بدايتك الجديدة في الحياة.. نعم بدايتك الجديدة ،حتى لو كنت في التسعين من العمر.. أليس الله من مد في عمرك، كي يمنحك هذه الفرصة فلم لا تغتنمها؟
تخفف من الضغوط
كثيرة هي ضغوط الحياة ومشاكلها وأعبائها وأثقالها، إنها قادرة أن تلتف حول الإنسان، وتحيطه من كل جانب، حتى يختنق،
دون أن يلمح بارقة من نور أو شعاع أمل، فإذا كنت صادقان في البحث عن بداية جديدة، فتخفف من هذه الضغوط الخانقة.. توقف عن التفكير في المال والسلع وارتفاع الأسعار.. توقف عن القلق على مستقبل الأبناء.. توقف عن مشاعر الغيرة التي تنتابك.. توقف عن التفكير في الأحقاد القديمة، التي تشعر بها تجاه من ظلمك.. توقف عن المنافسة على أمور الدنيا، فهي مسابقة رخيصة، الفائز فيها خاسر، والسعيد بها سوف يشقى..
توقف، فهي أمور لا تستحق أن تهدر فيها دقائقك الثمينة.. فرغ قلبك من هذا الهراء.. طهره.. ارفع عنه الران.. وقديما قال علماؤنا: التخلية قبل التحلية، فحتى تتحلى بقيمك الجديدة الجميلة، عليك أن تتخلى عن قيمك وعاداتك القديمة الرديئة.

تخفف من كثير من المباحات، حتى تنشط وتمتلك قواك.. هل يمكنك الحصول على عطلة من العمل لبعض الوقت؟ لا تتردد، فأنت فعلا بحاجة لهذا الشيء.. بحاجة أن تخلو بنفسك.. تفكر في قضاياها الحقيقية، ومستقبلها الأخروي الأبدي، بدلا من التفكير الذي يستهلك كل طاقتك، حول قضايا صغيرة، إن لم تكن تافهة.. انهض وتحرك وتخفف واستعد، فأنت على أعتاب رمضان، فاغتنم الفرصة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 167.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 161.25 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (3.62%)]