الإنترنت و مقاهي الإنترنت/ عالم جديد لأولادنا و شبابنا ، فليحذر الأهل....

[نور]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبةللجميع

هناك موضوع لفت نطري منذ شهرين أو بالضبط خلال فترةالحرب التي كانت في لبنان ، فبسبب الحرب طبعاً ، و بسبب ترك بيوتنا و الإنتقال للسكن في أماكن مؤقتة ، أضطررت الدخول لمحل يقدم خدمات انترنت أي كما يسمونه (مقهى النت).... و يبدو انه في بعض المحلات لا يفرق شيئاً عن المقهى...

و انا ساطرح عدة عينات صادفتني خلال دخولي لمثل هذه المحلات ، و سأذكر العينات تباعاً و سأعلق على الموضوع في النهايةً...

في المكان الأول الذي ذهبت إليه :
العينة الأولى:
وجدت أطفالا من عمر 4-12 سنة ، يلعبون بألعاب على الكومبيوتر ، و جميع هذه الألعاب موضوعها الحرب و القتل ، موضوعات حادة بالنسبة لأطفال ما زالت تتكون شخصيتهم... (حتى لا اظلم ، كانت هناك أم وحيدة تجلس قبالة طفلها و هو يلعب)...

العينة الثانية:
أولاد تترواح أعمارهم بين 10-16 سنة ، يقومون بالتحادث عبر النت ، مع متحادثين من دول مختلفة...
(آه صحيح نحن الآن في عصر العولمة والمدنية و كل نظريات التطور التي يقيدونا بها و بنظرهم هي نظرة تحرر)...
لفت نظري فتاة عمرها تقريبا 12 سنة ، نطرت إلى الماسنجر لديها ، فوجدت لديها (و دون مبالغة) ما يقارب 100أسماً ، وطبعا تعرفون الأسماء التي يتسمون بها ، هذا الحب الأبدي ، و ذاك سهر الليالي ، و آخر هو دراكولا ، و أخرى هي الفتاة الجميلة و أخر هو شر الليل ، إلخ... اسماء غريبة ....
المهم سألتها ، من أين هذه الأسماء ، قالت بعضهم صديقات و أصدقاء في المدرسة و معرفة هنا و البعض الآخر تعرفت عليهم عبر النت ، و أنا أتحدث معهم ، سألتها و هل تتحدثين مع الجميع قالت لي تقريباً ، سألتها و تحفظين كل أسم و تعرفين الشخصية التي تتكلمين معها ، قالت المهم أني أقضي وقت و أتسلى معهم....

العينة الثالة:
ولد آخر عمره أيضا ما يقارب 12-13 سنة ، رأيته يقرأ رسالة عاطفية من صديقة له ، و كان يكتب لها الرد ، و كانت الرسالة عاطفية بدرجة ممتازة ، لم أشأ أن أحرجه أمام المتواجدين في المحل ، و لكني كنت فعلا بين اللحظة و الأخرى أريد أن أتحدث معه ، لأعرف كيف أن صغيراً مثله عنده قدره على التمييز العاطفي و ليس بشكل بريء كما بدا من الرسالة ، أردت التحدث معه ، و لكن لم أشأ أحراجه ، و أيضا لم يكن عندي الوقت ، بسبب ضغوط الحرب وقتها...

العينة الرابعة:
ذهبت إلى محل آخر ، لأني وقتها كنت أود الحديث مع أخي عبر السماعة ، والمحل الأول لم يكن عنده هذه التجهزات ، و كان علي أن أتعرف على نماذج أخرى بالطبع....
كان المحل عبارة عن طابقين سفلي أول و ثانٍ، سألت أين يمكنني الجلوس من أجل الإنترنت ، قال لي الألعاب هنا ، و النت تحت ، المهم و أنا انزل الدرج وقتها لم أستطع المتابعة ، لأن المحل كانت رائحته دخان سجائر و نرجيلة معسلة كما يبدو ، عدا عن الدخان الذي يملاً المكان (ألم اقل من البداية أنه فعلا يشبه المقهى) ، و ليس هذا فحسب ، المتواجدون في السفلي الثاني مع أضواء خافتة ، المتواجدون عبارة عن شباب و بنات و معظمهم في عمر المراهقة ، و لكني لم أستطع ان أكمل من شدة رائحة النرجيلة لأني بصراحة اصاب بصداع و دوار من رائحتها عادة ، فتركت المحل و هرعت خارجة و أنا افكرمع كل علامات الإستفهام...

العينة الخامسة:
المحل الثالث و الأخير الذي ذهبته كان كبيراً فيه ما يقارب 40 مقعداً ، وبالطبع لم يكن هناك مكان واحد شاغر، دخلت المحل ، سألت صاحبه ، ألا يوجد مكان أريد فقط أن أتواجد لمدة لا تتجاوز النصف ساعة ، قال لي يجب أن تنتظري على الأقل نصف ساعة حتى يصبح هناك شاعر ، لأن المتواجدين يحجزون أماكنهم حسب الوقت من البداية ، قلت له لا بأس سأجلس و أنتظر لأن عودتي للمنزل ستأخذ وقتا...
المهم ، جلست و لفت نظري في البداية لافتة تحدد كلفة الوقت للتواجد على النت تقول: من نصف ساعة إلى ساعة كلفتها كذا ، و من ساعة إلى 2 ساعة كلفتها كذا و بدأ العد بالتدرج إلى أن وصل الرقم إلى 10ساعات و ما فوق الكلفة تصبح محددة بكذا ....
هنا توقفت مستغربة و سألت صاحب المحل ، ما هذا ، هل هناك حقاً من يتواجد هنا على النت لمدة تتجاوز العشر ساعات متواصلة لدى أول دخول ، أم أنها فقط تتالي أرقام عندك؟؟
قال نعم كثير من الشباب يفعلون ذلك ، و اشار إلى شاب في آخر المحل ، و أنه متواجد منذ 5 ساعات و سيبقى حتى آكثر من 10 ساعات ربما...
قلت له ، ماذا يفعلون كل هذا الوقت متواصلاً؟ أجابني، يتحادثون!!!!! على الشات و طبعا يشاهدون مواقع مختلفة (طبعا عرفتم المواقع المختلفة).... قال البعض يأتي من الصباح و يبقى حتى المساء و البعض الآخر يأتي بعذ الظهر و ينتهي وقت تواجده على النت عند الفجر....
(عينة من شباب المسقبل ...)
هل استغربتم مثلي أم أن هذا أمراً مكرراً....

العينة السادسة....
قلت بما أني سأنتظر دوري ... فعلي أن أتعرف على العينات الجيدة من خلال المراقبة طبعاً...
جلست أنظر إلى المتحادثين ، كل منهم يفتح صفحة مختلفة ، بعضهم يتحادث ماسنجر و أخر يتحادث على السماعة ، و آخرين يفتحون مواقع تتعلق فقط بالأغاني ، و بعضهم بصور مغنيات ، و قلة قليلة تفتح مواقع مخصصة هادفة ، و بسبب الحرب كان هناك بعض الشباب و المراهقين يفتحون مواقع الأخبار و بعضهم يشاهد بعض صور المجازر في لبنان التي كانت تنشر تباعا على النت وقتها ....

لفت نظري هذه النوعية من الشباب المراهق الذين تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 18-20 ، كانوا يتحدثون بأمور الحرب والتصريحات و يناقشون بالأمور السياسية ، أكان داخل المحل خلال تحادثهم ، أو تحادثهم مع آخرين عبر الماسنجر عن أمور الحرب و تطوراتها ، و كأنه جيل فعلا متخصص في السياسة ، فعلا لفت نظري هذا الجيل الشاب.... فرحت قليلاً و لكني عدت و حزنت أكثر عليه....

هذا فقط دخولي إلى محلات ثلاث ، ماذا لو أكلمت أكثر ، كم من العينات كنت سارى بعد....

هذه ربما عينات قليلة و لكنها موجودة ، ربما في أماكن محددة و ربما في كل مكان....

سأترك لكم الوقت لقراءة الموضوع ، و سأعلق على كل النقاط بالتعاون معكم ان شاءالله...
لكم مني جزيل الشكر لقراءة الموضوع الطويل ، و ارجو أن لا تكونوا مللتم من طول مواضيعي و لكني عادة أحب أن اعطي الموضوع حقه و أفنده محاولة أن لا أنتقص منه شيئاً... بسلبياته و إيجابته بعون الله...
و أتمنى منكم كأهل و شباب أن تقولوا رأيكم بالنماذج المطروحة... و ما هو حال أطفالنا و شبابنا و جيلنا المستقبلي في ظل قلة اهتمام الأهل و مراقبتهم لأولادهم الذي ممكن أن يؤدي إلى الإنحراف الأخلاقي أو توجهات الشباب السياسية و امكانية استغلال حدتهم في الحوار ربما لوجيه ملامحهم السياسية كما يريدها البعض و استمالة عقول شبابنا بعيداً عن الإسلام ، و إضاعة الوقت ... الخ.....
و السلام ختام وخير الكلام والصلاة و السلام على رسول الله
كل التحيات و الإحترام للجميع
و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله