|
|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
تقليد الأجانب
تقليد الأجانب الشيخ طه محمد الساكت الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه إلى صواب القول والعمل، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونعوذ به من الخطأ والزلل، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، الذي أدى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، وجاهد في دين الله حتى كمل، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الذين اتبعوه ونصروه فكانوا للعالمين أعلى مَثَل. أما بعد: فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لتتبعُنَّ سننَ مَن قبلكم شِبْرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه))، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَن؟)). أيها المسلمون، سبب هذا الحديث هو ما رواه مالك وغيره، أن بعض الأعراب الذين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حُنينٍ، وكانوا حديثي العهد بالإسلام، ومنهم مَن خرج في هذه الغزوة العظيمة يرجو الغنيمة، رأوا سدرةً للمشركين يعكُفُون عندها، ويعلِّقون بها أسلحتهم، ويسمُّونها ذاتَ أنواطٍ، فمَروا بسدرة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر! قلتُم - والذي نفسي بيده - كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138]. يشير صلى الله عليه وسلم إلى قوله تعالى: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 138، 139]. أيها المسلمون، كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على أمَّته، رحيمًا بها، يحبها أمةً قوية نقية، ويخاف عليها من دنَس الشِّرك والجاهلية، وكان يَعلَمُ صلى الله عليه وسلم أنه لا يُضعِف الأمةَ الإسلامية، ولا يذلها بعد العزة، ولا يضعها بعد الرفعة إلا تقليدُها لأعدائها، وتشبُّهُها بغيرها، وترديها في المآثم والمعاصي؛ لذلك كان شديد التحذير منه لأمَّته أن تشبه بالكافرين، أو أن تسير بسيرة الجاهليين، فنهى عن التشبه، وقال: ((مَن تشبَّه بقوم فهو منهم))، وخصوصًا في أواخر حياته، وقد قال في مرضه الذي تُوفِّي فيه: ((لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، وأخبرنا أننا سنسير حذوَهم، ونتبع خُطاهم. أيها المسلمون: لقد وقع - والأسف يملأ القلوب، والحسرةُ تقطع الأكباد - ما خافه النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أمَّتِه؛ فقد قلدناهم وتشبَّهنا بهم في كل شيء؛ في مآكلهم ومشاربهم، وراحتهم وأعمالهم، ومواسمهم وأعيادهم، فخسرنا وكسَبوا، وقعدنا وجدُّوا، وتأخَّرْنا وتقدَّموا. إن الاختلاط والسفور، والخلاعة والفجور من آثار تقليدهم والتشبُّهِ بهم، وإن المناداة بانتخاب المرأة ونيابتِها من آثار تقليدهم والتشبه بهم، وإن ترك العمل أيام الآحاد من آثار تقليدهم والتشبه بهم. وإن تعظيم هذا اليوم الذي يسمونه شمَّ النسيم، والخروج فيه، وتخصيصَه بطعام خاصٍّ - من آثار تقليدهم والتشبه بهم. [1] عناصر خطبة مفاجئة، وضعت عناصرها قبل الجمعة بساعتين 19 من جمادى الأولى 1366 - 11 من أبريل 1947.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |