#1
|
||||
|
||||
وجبت له النار!
وجبت له النار! محمد صادق عبدالعال في أيام فرح وسرور قد جاءنا، فشامت هاماتنا الكبرياء والتفاخر على جيراننا، ونظرنا لغيرنا نظرة الأوزاع والأخلاط، وبطبيعة الحال لا يدري هو علامَ الكبرياء؟! ولمَ تلك النظرة الدونية لغيرنا؟! ولو علم لزاد صَلَفه وغطرسته علينا، كما فعل بمن نزل عندهم، إذ لم يعط لهم الفرصة حتى ليحتفوا به، أو حتى يتعرفوا إليه، إذ مشى واثق الخطى، جبارًا، يعيث في المكان فسادًا، فلمَّا استيْئَسوا منه خَلص بعضهم إلى مستقره؛ اتقاء بغيه وشرِّه، ومنهم من ترك طعام يومه؛ مخافة بطشه، ومنهم من فرَّ لِواذًا بمن نعتناهم بالأوازع، طالبًا (حق اللجوء). شكونا إلى أبينا أفعاله، وعرضنا له صورًا من تطاوله على من دونه، فقال: أرجئوه؛ حتى لا نُنعت بأننا (محدثو نعمة). وذات صباح دعت الشمس الوليدة قرة العين إلى أن يشهد خروجها بالنور، وهي ما زالت بمهدها الجديد، فلبس غير قاصد ثيابًا ذات لون يذكرها بالمشيب، فلما أبصره ذلك العاتي المتغطرس يرتدي ثيابًا ذات لون يَغَار ممن يرتديه، مقتنعًا أنه حِكر عليه، نفش وانتفش، وانقضَّ على الصغير، ينقر في وجهه الغض نقرًا حتى أدماه، فر الصغير وقرة العين مُضرَّجًا بلون (الحرية الحمراء). فلمَّا فاض بنا، ثارت ثائرتنا، وقلنا لأبينا: ماذا أنت فاعل؟! فقال في أسى: وجبت له النار.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |