مستراح العارفين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-10-2020, 10:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي مستراح العارفين

مستراح العارفين


صالح الشناط








سمين يتمنى نحفَه، وطويلة قامة تتمنى قصرها، وقصيرتها تتوق لطولها.

عاطل يتمنى العمل، وعامل يشتاق للتقاعد.

عين تشتهي أن تنام، وأخرى قد آذاها طول الليل.

هذا يستدفئ بالشمس، وذاك يؤذيه حرُّها!

هكذا بعض الناس، لا يثبت على حال، دائمًا يسخط؛ على واقعه، شكله، وظيفته، عائلته، علاقاته، زوجته، أولاده..، بل حتى إنه يشكو من الطقس على أي حال كان:

يتمنى المرءُ في الصيف الشتاءَ فإذا جاء الشتاء أنكره

فهو لا يرضى بحال واحدٍ قُتلَ الإنسان ما أكفرَه



فيا أخي الحبيب، ويا أخيتي الكريمة، من رضي بما قسم الله له كان أسعد الناس، ولا نعني بالرضا خلاف التطور والرقي بالنفس، ومناحي الحياة، فذلك أمر مطلوب، وإنما المذموم هو السخط على شيء لا يزيده السخط إلا بعدًا عن تحقيق المراد.



فلربما تسخط على أمر، وتقضي السنين الطوال ساخطًا، وتتأثر جوانب من حياتك سلبًا، ولا تستفيد شيئًا على صعيد تغيير الأمر الذي سخطت منه أو عليه، بينما لو رضيت لدخلت جنة الدنيا؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضا، ومن سخِط فله السخط)).



ثم إنه من قال: إن ما أسخطك هو شر لك؟!

أنت رأيته شرًّا من نظرك، بينما الله المحيط العليم القدير الحكيم يصرِّف الأمور كيف يشاء، وربما أسخطك ليسعدك، وأبكاك ليضحك، فلا تقلق، ولا تحزن، ولا تسخط؛ فإن الأمر خيرٌ؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم.



وقيل: "لو قدر للعبد وكشِفت له الحجب، لَمَا اختار إلا ما اختاره اللهُ".

همسة: "يقول علماء النفس: إن كثيرًا من الهموم والضغوط النفسية سببُه عدم الرضا".



لما نزل بحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما الموتُ جزع جزعًا شديدًا فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي أسفًا على الدنيا، بل الموتُ أحب إليَّ، ولكني لا أدري على ما أقدم، على الرضا أم على سخط؟!

تقنع بما يكفيك والتمس الرضا ** فإنك لا تدري أتصبح أم تمسي

فليس الغِنى عن كثرةِ المال إنمـا ** يكون الغنى والفقر من قِبَل النفس



وهذا عمر بن عبدالعزيز يقول: "ما بَقِي لي سرور إلا مواقع القَدَر، قيل له: ما تشتهي؟ قال: ما يقضي الله تعالى".



ورُوِي أن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قُطِعت رِجْله ومات أعزُّ أولاده في ليلة واحدة، فدخَل عليه أصحابه وعزَّوْه، فقال: "اللهم لك الحمد، كان أولادي سبعة، فأخَذت واحدًا وأبقَيتَ ستة، وكان لي أطرافٌ أربعة، فأخَذتَ واحدًا وأبقَيت ثلاثة، فلئن كنتَ قد أخَذت، فلقد أعطَيت، ولئن كنتَ قد ابتلَيتَ، فقد عافَيْتَ".



وقيل ليحيى بن معاذ رحمه الله: متى يبلغ العبد مقام الرضا؟ قال: إذا أقام نفسه على أربعة أصول فيما يعامل به ربه، فيقول: إن أعطيتني قبِلْت، وإن منعتني رضِيت، وإن تركتني عبَدت، وإن دعَوتني أجبتُ.



فعلى ماذا القلق، وممَّ الخوف؟

السخط لن يحل المشكلة، بينما الرضا يفتح لك أبوابًا من رحمة الله، فثِقْ بالله، وأحسنِ الظن به، وارضَ لا لشيء إلا لأنه سبحانه يحب الرضا.



فأعرض عن الهموم، ولا تضخِّمْها، ولا تفكِّرْ بالسلبيات؛ فإنها لا تزال تنمو وتنمو حتى يصعب عليك اجتثاثها، انظر إلى الجميل، وصاحب الراضين، وإياك والمتشائمين الساخطين فإنهم يُعْدُونك!

كن عن همومك معرضا ** وكِلِ الأمور إلى القضا

وانعَمْ بطول سلامة ** تسليك عما قد مضى

فلربما اتسع المضيق ** وربما ضاق الفضا

ولرُبَّ أمر مسخِطٍ ** لك في عواقبه رضا

الله يفعل ما يشا ** ءُ، فلا تكُنْ متعرِّضا



خلق: قال بعض السلف: "لو قُرِض جسمي بالمقاريض، أحبُّ إليَّ من أن أقول لشيء قضاه الله: ليته لم يقضِه".



تأمل:

أحد السلف كان أقرع الرأس، أبرص البدن، أعمى العينين، مشلول القدمين واليدين، وكان يقول: "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرًا ممن خلَق، وفضَّلني تفضيلًا"، فمر به رجل فقال له : مِمَّ عافاك؟ أعمى وأبرص وأقرع ومشلول، فمِم عافاك؟


فقال: ويحك يا رجل! جعل لي لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا!



ونختم بكلام قيِّم لابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العارفين، وحياة المحبِّين، ونعيم العابدين، وقرَّة عيون المشتاقين، ومن أعظم أسباب حصول الرضا: أن يلزم ما جعل اللهُ رضاه فيه؛ فإنه يوصله إلى مقام الرضا ولا بد.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.21 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]