معرفة الداعية لطبيعة المدعوين - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854916 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389796 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-02-2020, 03:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي معرفة الداعية لطبيعة المدعوين

معرفة الداعية لطبيعة المدعوين


د. هند بنت مصطفى شريفي





وذلك من فقه الداعية وحكمته، فهو حين يكون على بينة ومعرفة بطبيعة المدعوين البشرية، فإنه يكيف سلوكه ودعوته على ما يتناسب مع حالهم، ويعطي أفضل النتائج، ويعالج نفوسهم معالجة الطبيب الحاذق لمريضه.

فالداعية المسلم لا يكتفي بمعرفته للحق وولائه له وعرضه على الناس، بل إنه مطالب أن يعمل على إقناعهم به، وضمهم إليه، ووسيلته إلى ذلك، الحكمة واختيار الأساليب المناسبة للفطرة البشرية، والتي يحسن تجاوبها معها[1]، فإذا دعا ونصح وتكلم، فمن الخير أن تكون له فراسة يتوسم بها حال السامعين، ليعرف مبلغ طاقتهم، وقدر استحقاقهم وإقبالهم على الانتفاع، ليعطيهم ما يتحملون، ويمسك عما لا يطيقون، ويوجز إذا رأى منهم سآمة ومللا، وقد قيل: من لم ينشط لكلامك، فارفع عنه مؤونة الاستماع منك[2].

والداعية إذا فهم أعماق النفس الإنسانية البشرية، فأحسن الأداء وعرف النقاط الحساسة، فضرب عليها، فيكون وقع هذا الضرب أشد على النفس، ويؤدي إلى الأثر المطلوب: ومن أمثلة ذلك مما يتعلق بغزوة الفتح:
إثارة شعور الانتماء والترابط بين المسلمين، والحمية ضد الكفر، وذلك كإثارته صلى الله عليه وسلم حمية الجيش الإسلامي لقتال المشركين، بنزوله في المكان الذي تعرض فيه مع المسلمين إلى المقاطعة الظالمة من أهل مكة، فقال: (( منزلنا إذا فتح الله الخيف، حيث تقاسموا على الكفر))[3].

من منطلق معرفته صلى الله عليه وسلم لحساسية قريش لكل ما يمس البيت الحرام بسوء، تراه يضرب على هذا الوتر الحساس بإعلانه تعظيم البيت فيقول: (( هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة))[4])، كذلك إيثاره إبقاء البيت على ما كان عليه من نقص في بنائه، رغم القدرة على إتمامه خوفا من إثارتهم ضد الإسلام، لتطمئن نفوسهم إلى حدوث الفتح واستلامه صلى الله عليه وسلم مقاليد الحكم في مكة.

الطبيعة البشرية جبلت على حب الكرامة والميل إلى التعظيم، وشبت في الغالب على الأنفة، ونشأت على الإلف والعادة، فمن أراد صرفها عن غيها إلى الرشاد، وحاول الخروج بها عن مألوفاتها وعاداتها، لا بد له من أن يمزج مرارة الحق بحلاوة التلطف، وأن يسهل صعوبة التكليف بطلاوة الرفق واللين.

ومن ذلك ذكر المدعو بالخير ووصفه بالوصف الجميل، والبدء بالثناء والتقدير، وتذكيره بما له من فضل وما عليه من نعمة، لينجذب قلبه إلى الداعي، ويستعد لقبول الحق، فالنفس إذا عرفت علوها واستشعرت كرامتها، حملها شعور الرفعة والكرامة على النفرة من ارتكاب النقائص[5].

ومثال ذلك قوله صلى الله عليه وسلم عن سهيل بن عمرو- وقد أعطاه الأمان مع ابنه-: (( من لقي سهيل بن عمرو، فلا يشد النظر إليه، فلعمري إن سهيلا له عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام))، فخرج ابنه إليه فأخبره بذلك، فقال: كان والله برا صغيرا وكبيرا.[6]

والطبيعة البشرية أحيانا تحب الفخر، وتميل إلى حب الظهور والاشتهار بين الناس، وهذا خاصة عند الرؤساء، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الطبع عند أبي سفيان، فأعطاه ما يشعره بالفخر عندما قال: (( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن))[7].

ومن تعمق في معرفة النفوس البشرية، أدرك أن اللين والسهولة ليس الأمثل دائما، فهناك بعض الطبائع لا يجدي معها إلا استخدام القوة والشدة، ومن ذلك العامة والدهماء الذين توجههم الانفعالات الغير واعية، وتتحكم فيهم الغوغائية، ويستغلهم أصحاب المصالح والأهواء ببث الأفكار بينهم، وإثارتهم و تأليبهم[8]، كالأوباش الذين أعدتهم قريش لاعتراض الجيش الإسلامي، وقالت: نقدم هؤلاء، فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا. فاختار لهم النبي صلى الله عليه وسلم الحل الأنسب والعلاج الأمثل فأمر الأنصار بمهاجمتهم، وقال بيديه إحداهما على الأخرى، ثم قال: ((حتى توافوني بالصفا))، فمضى المسلمون يقتلون منهم من شاؤوا حتى فرقوهم[9].

إن هذه الخبرة بالطبيعة لبشرية تأتي غالبا بالتجربة، فالتجارب تنمي المواهب والقدرات، وتزيد البصير بصرا، والحليم حلما، وتجعل العاقل حكيما[10]، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة))[11]، فالحكيم من جرب الأمور وعلم المصالح والمفاسد، فإنه لا يفعل فعلاً إلا عن حكمة، فالداعية إذا جرب الناس ومخالطتهم، عرف طبائعهم طيبها وسقيمها، فأحسن التعامل معها، وجرب الأمور فعلم نفعها من ضررها، فلا يفعل شيئاً إلا عن حكمة[12].


[1] بتصرف، كيف ندعو الناس ص 15.

[2] بتصرف، هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة ص 121.

[3] سبق تخريجه ص 121.

[4] سبق تخريجه ص 118.

[5] بتصرف، هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة ص 119، وانظر الدعوة المؤثرة: جمال ماضي ص 30، المدائن للنشر والتوزيع العجمي ط:1، 1415هـ 1995م.

[6] انظر الحديث في المستدرك على الصحيحين كتاب معرفة الصحابة 3/ 381 وسكت عنه وسكت عنه الذهبي، وانظر إمتاع الأسماع 1/ 391.

[7] سبق تخريجه ص 117.

[8] بتصرف، بصائر للمسلم المعاصر ص 119.

[9] سبق تخريجه ص 125.

[10] بتصرف، هكذا علمتني الحياة 1/ 47.


[11]سنن الترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في التجارب 4/ 379 ح 2033 وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ووافقه ابن الأثير في جامع الأصول 11/ 699،( ولم أقف عليه في صحيح سنن الترمذي) ورواه الإمام أحمد في المسند 3/ 8.

[12] بتصرف، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي 6/ 182، وانظر فتح الباري 10/ 530 ح 6133.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.45 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]