الداعية وطلب العلم والتفقه في دين الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850895 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386896 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60073 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 847 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-02-2020, 03:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي الداعية وطلب العلم والتفقه في دين الله

الداعية وطلب العلم والتفقه في دين الله


د. هند بنت مصطفى شريفي






هناك ارتباط إيجابي بين رصيد الداعية من العلم والمعرفة، وبين فعاليته في الدعوة الإسلامية، فالعلم نور للمؤمن، يستضيء به، ويعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، يدعوه إلى أسباب الخير، ويصرفه عن أسباب الشر، ويرفعه إلى أعلى الدرجات الرفيعة، في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [1]، فهو إرث الأنبياء من أخذه أخذ بحظ وافر[2]، كما أن الداعية العالم، نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم[3].

وبركة العلم في ذات الداعية تظهر من جانبين:
الجانب الأول:
استفادته بهذا العلم في تصحيح عقيدته وعبادته لله تعالى، فكلما زاد علم الداعية زاد عمله، لأنه إذا عرف الأوامر ما يترتب عليها من الأجر والثواب، كان أحرص الناس عليها، وإذا عرف المنهيات كان أبعد الناس عنها، ونأى بنفسه عن طريق الجاهلين.

والعلم ليس بمقدار ما يحفظه الإنسان من المسائل، بل ما وعاه عقله وتيقنه قلبه وظهر أثره على سلوكه، قال الحسن البصري [4] رحمه الله: (العلم علمان: علم في القلب وعلم على اللسان، فعلم القلب هو العلم النافع، وعلم اللسان هو حجة الله على عباده)[5].

فهذه صفة ضرورية في الداعية، أن يكون عالماً عاملاً معلماً، ليصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن استفاد من الهدى العلم: (( كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير))[6].

وقد أثر عن علي رضي الله عنه قوله القلوب أوعية، خيرها أوعاها، الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم... الخ)، وعلق الخطيب البغدادي رحمه الله على قوله: أن الإنسان لا يخلو من أحد الأقسام الثلاثة، إما عالم، أو متعلم، أو مغفل للعلم[7].

الجانب الثاني:
أن الداعية حامل ومبلغ للقرآن والسنة، فكيف يتصور منه تبيين الحلال والحرام للناس، أو التمييز بين المعروف والمنكر، إذا كان جاهلا لمبادئ الإسلام وأصوله وتشريعاته؟ فمن الضروري أن يكون على بصيرة وبينة فيما يدعو إليه، ليستحق أن ينال شرف الدعوة.

واستبانة الحلال من الحرام، والخير من الشر، ومعرفة الواجبات والسنن والعقائد والأحكام، هي المنارات الهادية على طريق الدعوة والداعية، وكلها تحتاج إلى علم وفقه في الدين[8]، والداعية الجاهل ضال مضل، وضره أقرب من نفعه، وما يفسده أكثر مما يصلحه.

وقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتزويد أصحابه بالعلم النافع، فباشر تعليمهم بنفسه، وذلك عن طريق خطبه التي بين فيها بعض شرائع الإسلام، أو أمر أصحابه بكتابتها لمن سأله ذلك.

وكذلك بالتطبيق العملي لبعض شرائع الإسلام، أمام أهل مكة، كطوافه بالبيت وهو راكب، فعن صفية بنت شيبة[9] رضي الله عنها قالت: (لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفتح، طاف على بعيره، يستلم الركن بمحجن في يده. قالت: وأنا أنظر إليه)[10]، وصلاته في المسجد الحرام[11]، وصلاته الضحى أمام أم هانئ رضي الله عنها[12].

كذلك اختياره رجلا من أكثر أصحابه علما، وهو معاذ بن جبل رضي الله عنه معلما لأهل مكة، ومما يدل على سعة علمه تكرر أحاديث كثيرة في تزويده صلى الله عليه وسلم له بالعلم[13]، وتوجيهه له إلى فقه الدعوة[14]، وامتحانه في بعض المسائل الفقهية[15]، وذلك مما يدل على ضرورة استجماع الداعية ثروة طائلة من نصوص الكتاب والسنة والفقه بذلك، ليكون رصيدا عنده لأي داء وافد أو مرض عارض[16].

كما اهتم بتعليم أبي محذورة رضي الله عنه الأذان، ثم أعاده عليه ليتأكد من إتقانه له وحفظه قبل تعيينه مؤذنا في بيت الله الحرام[17].

وحث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على تبليغ العلم، فقال: (( نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلغها عني، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه))[18]، فاشترط صلى الله عليه وسلم أن يعي الناقل كلامه، ولم يشترط تفقهه فيه، لاختلاف مستوى الأفهام بين الناس، فمسؤولية سماع العلم - بعد تطبيقه - نشره بين الناس.

وقال كذلك بعد خطبته يوم الفتح: ((وليبلغ الشاهد الغائب))، فاستجاب له بعض الصحابة كأبي شاه رضي الله عنه، الذي استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في كتابتها ليحملها لمن وراءه من قومه، فأذن له، كما قام والد عمرو بن سلمة رضي الله عنه بدعوة قومه إلى الإسلام، وعلَّمهم ما علمه إياه الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي المثالين الماضيين إزالة للشبهة التي قد تعترض طريق الدعوة، فيمتنع المسلم من القيام بالدعوة، ويحتج بأنه لم يحصل العلم الغزير الذي يمكنه من التصدي لذلك، وفي هذا تعطيل للدعوة، فالشروع في أمر الدعوة لا يتوقف على قدر معين من العلم، ومن فتح الله عليه بابا من العلم، فعليه أن يبلغه ويصدع به بالشكل المناسب، إلى جانب حرصه على الاستزادة من العلم دائما ليضيء له الطريق، والمعرفة والعلم وحدهما، لا تصنع من صاحبها داعية قط، - كما لم ينفع بني إسرائيل حفظهم لكتابتهم وتلاوتهم له- لكنهما شرط لازم لا بد منه[19].

ومما لا شك فيه أن الداعية المزود بسلاح العلم لا يستوي أثره على الدعوة - مع احتياج الناس إلى علمه - مع من قصر في ذلك وقلت بضاعته من العلم، شتان بينهما، وقد قال تعالى ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [20]، ومن أجَّل العلوم العلم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فكتاب الله هو الذي رفع مكانة عمرو بن سلمة رضي الله عنه بين قومه، فكان إمامهم بما حفظ من القرآن[21].

كما أن علم ابن عباس رضي الله عنهما بتفسير القرآن هو الذي دفع عمر رضي الله عنه إلى رفع مكانته، وتقديره حين سأله عن تفسير سورة النصر، فوافق علم عمر رضي الله عنها[22].

وقد تنبه لذلك فقيه الأمة، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، فحرص على طلب العلم والاستزادة منه، خاصة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم التحق بالرفيق الأعلى وهو شاب، لم ينهل من هديه وعلمه الكثير، فقال لشاب من الأنصار: يا فلان هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنتعلم منهم فإنهم كثير، فقال له: العجب لك يا ابن عباس، أترى الناس يحتاجون إليك وفي الأرض من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلم تهن عزيمته وانطلق يطلب العلم من أصفى موارده بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: فتركت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان صاحبه بعد ذلك يراه، وقد ذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتاج الناس إليه، فيقول له: كنت أعقل مني[23].

ولئلا يزهد الدعاة في طلب العلم، لكثرة العلماء، أو استغناء الناس يقول ابن مسعود رضي الله عنه: ( عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو إلى ما عنده)[24].


[1] سورة المجادلة جزء من آية11.

[2] كما في الحديث: وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورَّثوا العلم‎، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، سنن أبي داود كتاب العلم باب الحث على طلب العلم 3/317 ح 3641، وسنن الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة 5/48 ح 2682، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/342 ح 2159، وذكره البخاري في ترجمة باب العلم قبل القول والعمل، ولم يرويه 1/25.

[3] انظر كتاب العلم: الشيخ محمد بن صالح العثيمين ص 16- 20، دار الثريا للنشر الرياض، ط:2، 1417هـ 1997م، وللاستفادة انظر وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق من ص 329- 341.

[4] هو الحسن بن يسار أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه ، كان أبوه من سبي ميسان، فسكن المدينة وأعتق وتزوج بها ، فولد له الحسن في خلافة عمر رضي الله عنه ، ونشأ في كنف علي بن أبي طالب، كان إمام أهل البصرة، سيد أهل زمانه علما وعملا وفصاحة، وكان عظيم الهيبة، توفي بالبصرة سنة 110، وصلوا عليه عقب الجمعة وشيعه خلق كثير حتى أنه لم تقم صلاة العصر في الجامع. بتصرف، الطبقات الكبرى 7/156، وسير أعلام النبلاء 4/563، والأعلام 2/226.

[5] الفتاوى: ابن تيمية 18/304.

[6] والحديث بتمامه: مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب، أمسكت الماء فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به. صحيح البخاري كتاب العلم باب فضل من علم وعلَّم 1/28، وصحيح مسلم كتاب الفضائل باب بيان ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم 4/1787 ح 2282.

[7] بتصرف، الفقيه والمتفقه ص 50- 52، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، ط:2، 1400هـ 1980م.

[8] بتصرف، الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية ص 16، وانظر مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة ص 16.

[9] هي صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشية العبدرية المكية، قيل لها رؤية، عاشت إلى دولة الوليد بن عبد الملك. بتصرف، سير أعلام النبلاء 3/507، والإصابة 4/348.

[10] سبق تخريج الحديث ص 127، ورواه أبو داود في سننه كتاب المناسك باب الطواف الواجب 2/176 ح 1877، وسنن ابن ماجة كتاب المناسك باب من استلم الركن بمحجنه 1/972 ح 2947، وقال محقق جامع الأصول: إسناده حسن 3/193، كما أورده الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجة 2/160 ح 2384.

[11] سبق تخريج الحديث ص 253.

[12] سبق تخريج الحديث ص 139.

[13] على سبيل المثال انظر ما روي في مسند الإمام أحمد 5/227-248.

[14] كما في الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن بعثه رضي الله عنه لليمن، كتاب الزكاة باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء 2/136.

[15] كسؤاله له صلى الله عليه وسلم: كيف تصنع إن عرض لك قضاء ..انظر الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده 4/230.

[16] بتصرف، مع الله ص 195.

[17] سبق تخريجه ص 367.

[18] رواه ابن ماجه في المقدمة باب من بلغ علما 1/86 ح 236، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 1/45-46 ح 236 .

[19] بتصرف، من صفات الداعية محمد الصباغ ص 22، الكتب الإسلامي بيروت ط:2، 1391هـ.

[20] سورة الزمر جزء من آية 9.

[21] سبق تخريجه ص 165 و ص 256.

[22] سبق تخريجه ص 186.

[23] بتصرف، جامع بين العلم وفضله 1/85، و للاستفادة ما ذكره الإمام السيوطي في فضل ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما وعلمه، الإتقان 2/240- 241.

[24] جامع بيان العلم وفضله 1/87.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.58 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]