|
|
فتاوى وأحكام منوعة قسم يعرض فتاوى وأحكام ومسائل فقهية منوعة لمجموعة من العلماء الكرام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حكم الاحتفال بالمولد النبوي سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد السؤال: ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بعضٌ من العلماءِ قال: إنها بدعة، والبعض قال: إنها جائزة، فما هو الصحيح؟ الجواب: إنها بدعة، ولا عبره بمن قال إنها سنة، فهم يقولون إنا نقيم الاحتفال بمولد الرسول تعظيما للرسول ومحبة للرسول، فنقول: محبة الرسول وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بأن تأتي بذبائح أنت وأناس معك لكم صياح وأنين، محبة الرسول وتعظيمه: في متابعته والائتمار بما أمر به والانتهاء عما نهى عنه، وهو تحقيق شهادة أن محمَّدًا رسول الله، هذه هي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم. وثانيًا: هل الصحابة أقاموا احتفالًا بمولد الرسول، أم أننا أفضل منهم ولقينا من العلم ما لم يعلموا. هذا أفضل هذه الأمة بعد نبيها، أبو بكر هل احتفل بمولده؟ هل عمر الفاروق احتفل بمولد الرسول؟ هل عثمان، هل علي، هل بقية الصحابة العشرة المشهود بالجنة؟ هل أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين احتفل بمولد الرسول؟ أبدًا لا تجد حرفًا واحدًا، التابعون كالزهري، والأوزاعي، والإمام أبي حنيفة، وعمرو بن مرزوق وغيرهم، هل احتفلوا بمولد الرسول؟ أبدًا لا تجد ولا حرفًا واحدًا، مضي القرن الأول، والقرن الثاني، والقرن الثالث لا يعرفون شيئًا من هذا، فهل هؤلاء الذين احتفلوا بمولد الرسول أفضل من القرون المفضلة. بل قل لهم مثل ما قال ابن مسعودٍ - قل: يا هؤلاء الذين تحتفلون بمولد الرسول -: «لقد جئتم ببدعة ظلماء، أو إنكم فقتم محمَّدًا وأصحابه علمًا »، يعني اطلعتم على علم لم يعلمه أصحاب رسول الله، اطلعتم على مزيد فضل لم يعرفه أصحاب رسول الله، ولا التابعون، ولا من بعدهم، فإن قلتم: سنة، قلنا إذن الدين ناقص حتى جئتم وأكملتم هذه السنة، ألم تقرؤوا قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]. فالدين كامل لا يحتاج إلى زيادة، فما هذا الاحتفال؟! علينا أن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم وأن نقتدي به، وأن ننشر دعوته، وعلينا أن نأتمر بأوامره، وأن ننتهي عما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نسلك مسلك السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوه بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. فأول من أقام الاحتفال هو (كوكبوري) أبو سعيد أمير أربل، لما رأى النصارى يحتفلون بمولد عيسى قال: نحن أحقُّ وأولى أن نحتفل بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ففعله، فقلَّده الباطنيون في مصر، ثمَّ قلده بعض الرؤساء، ثم صار عادة، فجاء أناس ينتسبون إلى العلم فجعلوا يؤيدونه، ويقولون: هذا سُنَّة، وفيه إظهار لمحبة الرسول!! لا، بل محبة الرسول في متابعته ونشر دعوته والائتمار بما أمر به. هذا هو السُّنَّة. ثم لو فرضنا أن الاحتفال مشروع بمولد الرسول، لكان الاحتفال ليس بمولد الرسول، فإن النعمة والرحمة والخير والبركة في رسالته، لا في ولادته، بل كنا نحتفل ببعثته كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]. فالآية تدل على أن الله أرسله رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، ولم يقل «وما أولدناك»، «وما أوجدناك»..، فيكون الاحتفال بالبعثة لو كان مشروعًا أولى. ثم هو صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ عَمِلَ عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ»[1]، فأعطونا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بالمولد، فهو قال: «مَنْ أحدَث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ»[2]، أعطونا أن الرسول أمرنا أن نحتفل ونقيم الاحتفال، ونحن على أتم الاستعداد بأن نحتفل بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا أوجدتم لنا حرفًا يدل على مشروعيته من الرسول صلى الله عليه وسلم، أو من الصحابة، أو من التابعين، فإنهم لا يستطيعون بل مجرد تعليلات من عند أنفسهم. المصدر: «الفتاوى والدروس في المسجد الحرام»، جمع وإعداد إبراهيم ب علي الحمدان (ص 132 – 135) [1] أخرجه مسلم برقم (1718). [2] أخرجه البخاري برقم (2697)، ومسلم برقم (1718).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |