يحبهم ويحبونه - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »          تعظيم خطاب الله عزوجل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          رسـائـل الإصـلاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-09-2021, 10:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي يحبهم ويحبونه

يحبهم ويحبونه
نجلاء جبروني




﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فمن صفات الله عز وجل صفة الحب.

الله تبارك وتعالى له صفات، وصفات الله نوعان:
صفات ذاتية: تتعلق بذاته تبارك وتعالى، وهي التي لم يزل ولا يزال متصفًا بها؛ كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر والوجه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 75]، وقال تعالى: ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 27]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

وهناك صفات فعلية: وهي التي تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والحب والرضا والغضب.

قال سبحانه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، استواءً يليق بجلاله وعظمته.

وقال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ [الممتحنة: 13]، وأهل السنة والجماعــة يثبتون صـفة الغضب لله عز وجل بوجـه يليق بجلالـه وعظمته.

صفة الحب من الصفات الفعلية، وهي ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة؛ قال تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: 54]، وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: ((لأعطين الراية غدًا رجلًا يفتح على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله))[1].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي))[2].

فنحن نثبت لله صفة الحب، وهو حبٌّ على ما يليق بجلاله وعظمته، محبة الله لا نعرف كيفيتها، ولكن نرى آثارها على العبد.

كيف أعرف أن الله يحبني؟

ما علامات حب الله للعبد؟
3- العلامة الأولى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويُوضَع له القبول في أهل الأرض))[3].

أول علامة من علامات حب الله للعبد: القبول له في الأرض، راوي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو هريرة رضي الله عنه، حين نسمع اسم أبا هريرة، ولم نَرَهُ، لكن نحبه، وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة، نحبهم لأن الله أحبهم ورضيَ عنهم، وكذلك الصالحين وأهل العلم، يُوضَع لهم القبول في الأرض، هذه أول علامة من علامات حب الله للعبد، فانظر: هل لك قبول ومحبة في قلوب الناس؟


2- العلامة الثانية عن علامات حب الله للعبد، أن يقربه الله من نفسه ويُحبِّب إليه طاعته، ويُيَسِّر له فعل الخيرات، ويبعده عن الذنوب والمحرمات.

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإن الله تعالى يعطي المال من أحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب))[4].

إذا أحب الله عبده وفَّقه للإيمان به وحبَّب إليه الطاعة، يجد لذة في العبادة، يصلي يريد ألَّا تنتهي الصلاة، يقرأ القرآن يريد ألَّا يتركه، يأنس بمناجاة الله في الخلوات، يحب دروس العلم يريد ألَّا يرجع من المسجد، يحب أن يسمع كلام الله، يأنس بالكلام عن الله، لا يريد أن ينام بالليل، يريد أن يستيقظ ليصلي لله، يشغل لسانه بذكر الله وجوارحه بطاعة الله، الله عز وجل يفتح له أبواب الطاعة، ويغلق أمامه أبواب المعاصي، يوقظه من غفلته، ليكون دائمًا موصولًا بالله عز وجل، يجعل همه همًّا واحدًا؛ كيف يُرضي الله، كيف يصل إلى محبة الله، تشغله محبة الله عن كل شيء، تشغله عن الدنيا وما فيها ومن فيها، تشغله عن تحصيل شهواتها وملذاتها، يوفقه الله لصديق صالح يذكِّره بالله يدل عليه.

يقول ابن القيم رحمه الله: "إذا استنار القلب بنور الطاعة، أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية، فينتقل صاحبه من طاعة إلى طاعة، وإذا أظلم القلب بظلام المعصية، أقبلت سحائب البلاء والشر إليه من كل ناحية؛ فينتقل صاحبه من معصية إلى معصية).

صاحب الطاعة الموفَّق تُقبِل الخيرات إليه، سعادة، راحة، استقرار، غنى، كثير من الناس يتصور أن طريق الله ليس فيه سعادة في الدنيا، بل والله لا تستشعر السعادة إلا وأنت مع الله، لن تتذوق أبدًا طعم السعادة، ولا لذة الاستقرار وأنت تعصي الله، هذا وهم كبير، لذة مؤقتة تجني بعدها الندم الذي يعكر عليك صفو حياتك حتى ترتكب معصية أخرى فتعيش في نكد مستمر؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].

3- من أحبه الله سدَّد جوارحه:
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه...))[5].

لا يسمع إلا ما يحبه الله، لا يسمع حرامًا، لا يبصر إلا ما يحبه الله، لا يعمل بيده إلا ما يُرضي الله، لا يذهب إلا إلى مكان يحبه الله.

الله يحول بينه وبين ما يقطعه عنه، دعاؤه مسموع، وسؤاله مجاب، الله يحفظه من كل سوء.

4- من علامات حب الله للعبد أن يبتليه بأنواع الابتلاءات حتى ينقيه من الذنوب والسيئات:
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرضا، ومن سخط فله السخط))[6].

وعلى قدر إيمان العبد يكون ابتلاؤه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلَى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلبًا، اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتُلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة))[7].

5- من علامات محبة الله للعبد: أن يستعمله؛ أي: يتوفاه على عمل صالح؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، قيل: كيف يستعمله؟ قال: يوفِّقه لعمل صالح قبل الموت، ثم يقبضه عليه))[8].

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرًا عَسَلَهُ، قيل: وما عسله؟ قال: يفتح الله عز وجل له عملًا صالحًا قبل موته، ثم يقبضه عليه))[9].

حسن الخاتمة من توفيق الله سبحانه وتعالى للعبد، توفيق الله للعبد أن يعمل صالحًا قبل موته من إرادة الله الخير بعبده، يوفقه لعمل صالح قبل الموت؛ أي: يجعله يقوم بعمل صالح قبل موته، ويقبض روحه، وهو يقيم هذا العمل، أو عقب فعله له، نسأل الله تعالى حسن الخاتمة.

والإنسان يموت على ما عاش عليه، ويُحشر على ما مات عليه، ولا يظلم ربك أحدًا؛ فلنحرص دائمًا على الطاعة وعلى التوبة والاستغفار حتى نُقبض عليها، ويُختم لنا بالصالحات؛ لأننا لا نعرف متى تقبض أرواحنا.

دليل المحبة:
محبة الله يدعيها كل أحد، فما أسهل الدعوى! فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان، وخداع النفس حين تدِّعي النفس محبة الله تعالى، بل لا بد أن يمتحنها بالعلامات، ويطالبها بالدليل، على الإنسان منا أن يسأل نفسه قائلًا لها:
أنتِ يا نفس: هل تحبين الله تعالى وتقدمين حبَّه على كل أحد؟


هل ترضين عن الله؟

هل ترضين عن الله ربًّا مدبرًا وإلهًا ومعبودًا؟

هل ترضين بالله حَكَمًا؟ هل ترضين بأحكامه؟ هل ترضين بأوامره ونواهيه؟ هل ترضين بأقداره؟

هل ترضين بعبادته وحده دون من سواه؟ سؤاله، التوكل عليه، الاستعانة به، أن تكون محبته فوق كل محبوب وطاعته فوق كل طاعة؟

هل تغضبين لأجله؟ هل تغارين على محارمه؟ هل تشكرينه على نعمه؟ هل تصبرين على ابتلائه؟


على قدر رضاكِ عن الله يكون رضا الله عنكِ.

ألا تسمعين قول الله: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذاق طعم الإيمان من رضيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا)[10].

محبة الله قرة العيون، وغذاء الأرواح.
والنور الذي من فقده، فهو في بحار الظلمات.
والحياة التي من حُرِمها، فهو من جملة الأموات.
والشفاء الذي من عُدِمه حلَّت بقلبه الأسقام.
واللذة التي من لم يظفر بها، فعيشه كله هموم وآلام.

محبة الله لها أسباب ومفاتيح وعلامات:
أولًا: اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادَّعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ))[11]؛ ولهذا قال: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]؛ أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشأن أن تُحِبَّ، إنما الشأن أن تُحَبَّ، وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية؛ فقال: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31].

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾ [آل عمران: 31]، هذا تحدٍّ لكل من ادعي أنه يحب الله، إن كنت صادقًا في محبتك وفي ادعائك، فاتبع الرسول، واتباع الرسول يعني أن تعمل بالسنة وتترك البدعة، وتطيع الرسول صلى الله عليه وسلم، تصدق أخباره، وتمتثل أوامره، وتجتنب نواهيه، وتتبع سنته.

قال صلى الله عليه وسلم:
1- ((من علَّق تميمةً فقد أشرك))[12]، التمائم؛ الخرزات والحظاظات وغيرها من التمائم التي يعتقد فيها البعض أنها تجلب الخير وتدفع الشر.

2- ((لعن الله من ذبح لغير الله))[13]، من يذبحون للجن عند السحرة والكهان، ويذبحون للأولياء عند القبور في الموالد، وغير ذلك من الذبح لغير الله الذي هو شرك بالله جل وعلا.

3- ((لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))[14]؛ قالت عائشة رضي الله عنها: "يحذِّر ما صنعوا".

4- ((اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات))[15].

5- ((من أتى عرَّافًا أو كاهنًا، يؤمن بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد))[16]، سؤال المنجمين والذين يضربون الرمل، ويخبرون بالمستقبل كذبًا وزورًا، وأنت والنجوم، وحظك اليوم الموجودة يوميًّا بالصحف والمجلات؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [النمل: 65].

6- ((الطِّيَرةُ شرك))[17]، الذين يتطيَّرون؛ أي: يتشاءمون برقم كذا، أو يوم كذا، أو رؤية شخص معين، أو رؤية طائر مثل الغراب، أو سماع صوت معين مثل صوت البومة، أو غير ذلك مما يتشاءم به البعض، ويعتقد أنه سبب في حصول الشر.

7- ((ليس منا من ضرب الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية))[18]، المرأة التي تلطم وجهها عند المصيبة، أو تصرخ أو تشق ثيابها، أو تدعو على نفسها بالهلاك، ونحو ذلك مما يدل على الجزع وعدم الصبر، وعدم الرضا عن أقدار الله عز وجل.

8- ((من حلف بغير الله فقد أشرك))[19]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون))[20]، الذين يحلفون بغير الله؛ يحلفون بالنبي، أو برحمة فلان، أو بحياة فلان، أو بالأمانة، وغير ذلك، والذين يحلفون كذبًا وزورًا.

9- ((لا تسبوا الدهر))[21]، الذين يسبون الأيام والليالي والشهور معترضين على أقدار الله عز وجل، وهذه الأيام والليالي والشهور والسنوات ليس لها علاقة بأقدار الله عز وجل، فهو سبحانه الذي يقدر ما يشاء ويحكم ما يريد؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].

10- الأعياد البدعة، الذين يخالفون السنة ويحتفلون بأعياد مخترعة ليست شرعية؛ مثل: عيد الأم، والإسراء والمعراج، والنصف من شعبان، والمولد النبوي، ومنها أعياد في الاحتفال بها مخالفة للسنة، وأيضًا مشابهة النصارى؛ مثل: شم النسيم، ورأس السنة الميلادية، وعيد القيامة.

ثانيًا: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]؛ التوابين من الذنوب، والمتطهرين من الشرك والذنوب والنجاسات.

والتوَّاب: كثير الرجوع إلى الله، الذي كلما أذنب تاب.

والتوبة لا بد فيها من إخلاص؛ أن أترك الذنب خوفًا من الله ورجاء ثوابه، لا بد من ندم على ما فات، لا بد من إقلاع عن الذنب في الحال، وعزم على عدم العودة في المستقبل، ورد الحقوق إلى أهلها، هذه شروط التوبة.

ثالثًا: قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]:
يعني: فإن الله يحب الذين يتقونه، فيخافون عقابه، ويحذرون عذابه، فيجتنبون ما نهاهم عنه وحرمه عليهم، ويطيعونه فيما أمرهم به، أن أجعل بيني وبين عذاب الله وقاية، أستحيي من الله حق الحياء، أصلح ما بيني وبين الله.

أيضًا من صفات المحبين:
رابعًا: قال تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾ [المائدة: 54]:
هذه صفات الذين يحبهم الله:
﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾: أرقاء عليهم، رحماء بهم، خفض الجناح للمؤمنين واللين لهم.

﴿ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾: أشداء عليهم، غلظاء بهم.

﴿ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: يجاهدون في قتال أعداء الله على النحو الذي أمر الله، يجاهدون بكل أنواع الجهاد: بالسلاح عند الإمكان، والحجة والبيان.

﴿ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾: ولا يخافون في ذات الله أحدًا، ولا يصدهم عن العمل بما أمرهم الله به من قتال عدوهم لومة لائم لهم في ذلك.

لا تخفَ نقد الناس وسخرية الناس، طالما كنت على الحق وعلى الطريق المستقيم.

خامسًا: الاجتهاد في القيام بالنوافل:
قال الله عز وجل في الحديث القدسي: ((وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه))[22]، ومن النوافل: نوافل الصلاة، والصدقات، والعمرة، والحج، والصيام.

وأخيرًا وبعد الكلام عن بعض علامات حب الله للعبد:
هل نحن حقًّا نحب الله؟
هل حبُّنا لله فوق كل حب؟
هل إذا علمنا أمر الله الشرعي قدَّمنا أمر الله على التقاليد والعادات والأعراف المخالفة للشرع، والآراء والأهواء؟
هل إذا خلَونا بمحارم الله راقبناه، فلم نَعْصِهِ؟
هل تفكرنا في رؤيته لنا وحِلمه علينا، فلم نجعله أهون الناظرين إلينا؟
هل حب الله جعلنا نتلذذ بطاعته، ونأنس بمناجاته، أو الكلام إلى الناس عندنا أفضل وأحب؟


هل نحن حقًّا نحب الله؟
فليتك تعفو[23]والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا نِلتُ منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب ترابُ


اللهم ارزقنا حبَّك وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.

[1] صحيح البخاري (3009).

[2] صحيح مسلم (2965).

[3] صحيح البخاري (7485).

[4] صحيح الأدب المفرد (209)، صحيح موقوفًا في حكم المرفوع.

[5] صحيح البخاري (6502).

[6] صحيح الترمذي (2396).

[7] صحيح الجامع (992).

[8] صحيح الجامع (305).

[9] صحيح الجامع (307).

[10] صحيح مسلم (34).

[11] صحيح مسلم (1718).

[12] صحيح الجامع (6394).

[13] صحيح مسلم (1978).

[14] صحيح البخاري (3453).

[15] صحيح البخاري (6857).

[16] صحيح الترغيب (3049).

[17] صحيح الجامع (3960).

[18] صحيح البخاري (3519).

[19] صحيح الجامع (6204).

[20] صحيح النسائي (3778).

[21] صحيح مسلم (2246).

[22] صحيح البخاري (6502).

[23] أصل كلام الشاعر: "فليتك تحلو" لكنه يخاطب الله عز وجل و ليس الفعل "تحلو" من أفعال الله الثابتة له بالقرآن و السُّنة ولا من صفاته، لذا استبدلته بفعل من الأفعال الثابت لله عز و جل و هو ((تعفو))، وصفة العفو صفة من صفات الله عز وجل، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [الحج: 60].











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.97 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]