الفطرة: مفهومها، منهجها، أركانها عند الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854839 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389723 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2020, 02:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي الفطرة: مفهومها، منهجها، أركانها عند الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله

الفطرة: مفهومها، منهجها، أركانها عند الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله
عبدالرحيم باحمو













لقد أتى على الأمة العربية حين من الدهر وهي غائصة في الشرك والظلام الدامس، منحرفة عن الفطرة، ثم بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم، يتلو عليها آيات الله، ويطهرها من المعتقدات والأخلاق الفاسدة، ويزكيها بالأخلاق الحميدة، ويخرجها من دياجير الظلم والجهل إلى نور العلم والعدل، ويعود بها إلى فطرتها التي خلقها الله عليها ﴿ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ ﴾ [الروم: 30]، وهي فطرةُ الإسلام وعقيدةُ التوحيد، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]، والنصوص في هذا المعنى كثيرة.







لكن العدو الحاقد أبى إلا أن يحرف هذه الأمة عن طبيعتها وفطرتها، ويفصلها عن روحها: كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم؛ مما جعل المسلمين يعيشون في حيرة دائمة، وأزمة خانقة؛ اختلت الموازين بسببها، وسادت الفوضى، وغيرت المفاهيم، وصارت المادة آلهة تعبد من دون الله.







والخطير في أزمة اليوم أنها استهدفت عنصرين هامين، أولهما: يتعلق بروح الأمة والانسانية جمعاء؛ وهو: "العنصر الفطري"؛ بمعنى أن هذه الأزمة أصابت فطرة الإنسان إصابات تتفاوت حسب موقع ذلك الإنسان قربًا وبُعدًا من مشرب القرآن، وثانيهما: يتعلق بالخصائص؛ وهو: "العنصر الشمولي"، بمعنى أنها أزمة شاملة مست أغلب تصورات الإنسان، أيًّا كان هذا الإنسان، بمن في ذلك الانسان الراكض في صف الحركات والتنظيمات الإسلامية، تلك التي عجزت عن مواجهة الابتلاء العولمي الجديد؛ فاستخدمت وسائل وغايات محدودة، وانخدعت بمقولات دبجتها لنفسها لم تراعِ فيها سلم أولويات الدين كما عرضها الدين لا كما تشتهيها الأهواء، وظلت حبيسة آليات تنظيمية، ووسائل تنفيذية، يعود زمنها إلى مرحلة الاستعمار القديم؛ فلم تنجُ من اختلال التصورات والمفاهيم.







لذلك ركز فريد الأنصاري رحمه الله على إعادة تأسيس المفاهيم، وتصحيح التصورات المؤسسة للحياة العمرانية على الأرض في شتى مجالات الحياة، ومن الطبيعي أن هذا الأمر لن يستطيع شخص القيام به، بل ولا جماعة محدودة، بل هو مشروع بعثة تجديدية شاملة، ينهض به العلماء العاملون، والحكماء الربانيون، بعدما انحرف المعنى الأصلي للفطرة الإنسانية في عالم الروح، فانحرف بانحرافه السلوك الإنساني.







وإذا أرادت الأمة أن تخرج من هذا الوحل في غمار الأزمة الفطرية، فلا بد من العودة إلى المنهج الفطري التجديدي، والأصل الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم والجيل الذي تربى في أحضانه؛ حيث نهلوا من كتاب ربهم واعتصموا به، وتمسكوا بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وجعلوها منهج حياة، "فقضية الفطرة إذًا هي قضية الدين في هذا العصر، وهي قضية الإنسان"[1].







فما مفهوم الفطرة عند فريد الأنصاري؟ وما منهجها؟ وما هي مهدداتها؟ وما سبل صيانتها؟وماهي أسسها وأركانها؟








هذا ما سيحاول هذا المقال أن يجيب عنه من خلال العناوين الآتية.



1- مفهوم الفطرة:



إذا رجعنا إلى مفهوم الفطرة عند الدكتور فريد الأنصاري نجده لا يخرج كثيرًا عن معناها اللغوي الأصلي الدال على الخِلقة والابتداء والاختراع، يقول ابن منظور: "وفطر الله الخلق يفطرهم: خلقهم وبدأهم، والفطرة: الابتداء والاختراع"[2].







وعلى هذا الأساس اللغوي استند فريد الأنصاري في تعريفه حيث يقول: "الفطرة هي ذلك السر الكامن في قلب الروح، إنها الجوهر المكنون للخلق الإنساني، والسر المصون للوجود البشري، فهي أم اللطائف، ومرجع الأسرار في المعنى الوجودي لحقيقة الإنسان، بكمالها يكمل مفهوم الإنسان، وبنقصها ينقص معناه، وبانخرامها الكلي يخرج عن طبعه وحده إلى درك المعنى البهيمي لجنس الحيوان"[3].







كما يعرفها بأنها: "الصورة النفسانية الأولى التي خلق الله عليها الإنسان، بما سواها عليه من توازن وكمال، أي قبل تدخل يد البشر العابثة فيها بالخرم والخدش".[4]







2- مهددات الفطرة وسبل صيانتها:



إن أي تغيير أو تبديل بشري يطرأ على الفطرة الإنسانية يعود عليها بالخسران المبين، ويحكم عليها بالضياع والتيه؛ لأنه تدخل إنساني في الشؤون الإلهية، التي لا يحق للإنسان أن يتدخل فيها، فإذا تدخل فيها واتبع هواه أفسد الفطرة، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟))[5].







وحفظ الفطرة وصيانتها يكون من جانبين: أولهما: من جانب الوجود، وثانيهما: من جانب العدم؛ أما الأول: فيكون بحفظ أركانها وثوابتها القائمة على الانضباط للأحكام التكليفية الشرعية، ظاهرًا وباطنًا، وأما الثاني: فيكون بتشذيبها وتهذيبها من كل ما يهددها بالضياع ويحكم عليها بالخسران، ولا شيء في هذا أهم من إبعاد تدخل النوازع البشرية والأهواء الإنسانية فيها؛ ومن ثمة فإن الدين وحده هو المؤهل لتحديد معنى الفطرة وصيانتها؛ "ومن هنا كان خطاب الوحي – بما هو خطاب الفطرة حقًّا - هو وحدَه المؤهل لإصلاح العطب الحاصل في محركات العمل الإسلامي المعاصر، والقادر على ترشيد السير وتصويب الاتجاه، وضبط بوصلة المقاصد والغايات، وإعادة ترتيب سلم الأولويات، كما هو وحده المؤهل لإعادة تسوية ملامح الصورة الفطرية في النفس الإنسانية على العموم"[6].







3- من الفطرة إلى الفطرية كمنهج تجديدي إصلاحي:



الفطرية منهج إصلاحي تجديدي، يهدف إلى إصلاح ما فسد من فطرة الإنسان، وما طرأ عليها من تغييرات سلبية، وتشوهات سلوكية، وانحرافات أخلاقية...







أما منهج الفطرية فهو ما سماه فريد الأنصاري رحمه الله بمنهج التلقي؛ أي: "تلقي رسالات القرآن، من خلال تلقي آياته كلمةً كلمةً، ومكابدة حقائقه الإيمانية مَنْزِلَةً مَنْزِلَةً"[7]، وهو "ذلك المنهاج القرآنيُّ الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم طيلة مدة بعثته الشاملة، بما استقرت عليه من كل وظائف النبوة تلاوة وتزكية وتعليمًا"[8]؛ لذلك لما عدَّد الله عز وجل وظائف الدعوة والبلاغ النبوي الثلاث ذكر في مطلعها: "وظيفة التلاوة" فقال: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].







فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتلقى آيات القرآن الكريم، ويستقبله بقلبه الدائم الحيوية والحياة، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴾ لذلك أبصر صلى الله عليه وسلم حقائق الآيات وهي تتنزل على قلبه روحًا من عند الله، فتحقق وتخلَّق بأخلاق القرآن الكريم؛ لذلك لما سُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: (كَان خُلقُه الُقرآن)[9].







وفرق كبير بين سماع آيات القرآن الكريم أو تلاوته وبين تلقيها؛ إذ ما أكثر الذين يتلون القرآن الكريم ويسمعون آياته، لكن ما أقل مَن يتلقَّاه منهم؛ فتلاوته قد تكون بدون استحضار القلب؛ أي: إنها سطحية ظاهرة، وأما تلقيه فيكون باستقبال القلب للوحي، وشهوده، كأنما يشهد تنزله غضًّا طريًّا، فيتدبره ويتأمله آية آية، فتنبعث فيه الحياة من جديد.







فإذا استيقظ القلب من الغفلة، وبعثت فيه الحياة، انعكس ذلك على السلوك فتخلق بأخلاق القرآن وتحقق بها، وخرج به صاحبه إلى الناس يحمل رسالة القرآن، وترقى إلى منازل الإيمان، وانتقل من الصلاح إلى الإصلاح، وتحولت المعاناة إلى لذة، والمكابدة إلى حلاوة ... وذلك هو الأثر الذي يتركه القرآن في النفس والمجتمع في كل زمان، لكل مَن تلاه حق تلاوته.







4- أركان الفطرية:



وأركان الفطرية كما حددها فريد الأنصاري ستة، هي مصطلحاتها المفتاحية، وسألخِّصها فيما يلي:



الركن الأول: الإخلاصُ مجاهدة:



وهذا الركن هو أصل الفطرية وعليه مدارها، "فهو فَصُّ الفطرية، ومُحُّها الذي تنطوي عليه، بما هي محاولة لإعادة بناء النفس على ما بُنيت عليه أول ما خُلقت، وقد كان أول بنائها على الفطرة"[10].







والإخلاص أصل أخلاقي عظيم، يحتاج إلى مصابرة ومثابرة، ومخالفة للنفس والهوى، "فمن أراد الإخلاص حقيقةً، وجب أن يتحقق بطريقة التخلُّق بمقامه، ومعراج الرقي إلى منزله، وإلا كان ممن يتمنَّى على الله الأماني! وليس لذلك دون مكابدة القرآن ومجاهدة النفس به من سبيل! وإنما المُوفَّق من وفَّقه الله"[11].







الركن الثاني: الآخِرةُ غايةً:



وذلك بأن يجعل المسلم الآخرة هي بوصلته التي يضبط بها أعماله، وأن تكون حاضرة في وجدانه بشكل مستمرٍّ؛ لأن "الحضور الأخروي الدائم في وجدان المؤمن يجعله آمنًا من فتن الشهوات، ومن بريق الإغراءات، التي تفسد الدعوات وتدمر الحركات!"[12].







وهذا الركن خصيصة متميزة من خصائص الفطرية التي تضع أمور الدين ومراتبه في المكان الذي وضعها الدين لها، وتعطيها حجمها وقدرها التي أعطاها لها الدين، فتعطي للحقائق الإيمانية قدرها وحجمها كما في الدين، لا كما تشتهي الأهواء والفطر المنحرفة، التي تؤخر المقدم وتقدم المؤخر.







وقد قيَّد فريد الأنصاري هذا الركن (الآخرة) بالغاية؛ "حتى لا يبقى هذا المعنى حبيسَ التصورات النظرية في الجدل الكلامي، بل ليصبح هدفًا محدَّدًا واضحًا لكل عمل إسلامي يُرْجَى به نيلُ رضى الله، والفوز بالنعيم المقيم في جنات الخلد، والنجاة من عذاب الجحيم"[13].







الركن الثالث:القرآنُ مدرسةً:



فلكي تصلح الفطرة الإنسانية لا بدَّ لها من مدرسة متخصصة في الميدان، وتلك المدرسة هي القرآن الكريم؛ الذي أنزل لإصلاح الإنسان، فـ"هو كتاب إصلاح الفطرة الإنسانية وصيانتها؛ ومن هنا كانت الفطرية مدرسة قرآنية بالدرجة الأولى"[14].







الركن الرابع: الربَّانيةُ برنامجًا:



والربانية منزلة عظيمة أمر الله بها في قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾ [آل عمران: 79]، والربَّاني كما ذكر شيخ المقاصد أبو إسحاق الشاطبي: هو الذي "يُربَّى بصغار العلم قبلَ كباره، ويُوفِّي كلَّ أحد حقَّه حسبما يليق به، وقد تحقَّق بالعلم وصار له كالوصف المجبول عليه، وفهم عن الله مراده"[15].







ويهدف برنامج الربانية إلى: "تخريج طبقة الدعاة المربِّين؛ وهم طائفة الربانيين الحاملين لرسالة القرآن، المشتغلين بدعوته في الناس أجمعين، بما يقتضيه مفهوم الربانية من مقام إيماني عظيم، وفقه دعوي متين"[16].











الركن الخامس: العلمُ طريقةً:



إذ لا سبيل إلى تحقيق منهج الفطرية دون علم، فهو أساس النهضة وعمود الإصلاح؛ "فلا مكان في الفطرية للخرافية، ولا للأهوائية الشخصانية، ومن هنا وجب أن تحمل رسالات الفطرية لكل المسلمين الحد الأدنى من العلم الشرعي، الذي لا يُعبد الله إلا به، عقيدةً وشريعةً؛ وذلك هو المسمَّى عند العلماء بـ(المعلوم من الدين بالضرورة)"[17].







الركن السادس: الحكمةُ صبغةً:



والحكمة في منهج الفطرية هي: "اتِّخاذ الإجراء المناسب، في الوقت المناسب، بالقَدْرِ المناسب"، فهي إذًا راجعة - في النهاية - إلى كلمة واحدة جامعة، هي: حُسْنُ التَّقْدِيرِ والتدبير"[18].







وهذا الركن يجمع بين مقامي الفقه في الدين، والتخلق بأخلاقه، وبوجوده يضمن منهج الفطرية سيره وسيرورته، وبفقدانه أو انحرافه يندثر ويهلك.







خاتمة:



من خلال ما سبق يمكن التوصل إلى النتائج الآتية:



أن الأمة الإسلامية اليوم في أشد الحاجة إلى العودة إلى الفطرة التي خلقها الله عليها؛ حتى تنبعث من جديد وتخرج إلى النور، وحتى تخرج من الأزمات الخانقة التي تتكالب عليهم من كل جهة.







أن مفهوم الفطرة من المفاهيم التي حورت وفهمت بأفهام خاصة؛ لذلك دعا فريد الأنصاري رحمه الله إلى إعادة تأسيسه؛ حتى لا يؤدي فهمه الخاطئ إلى سلوكات خاطئة.







إن أي تدخل بشري سلبي في الفطرة هو في حقيقته تدخل في الشؤون الإلهية، يعود على الفطرة الإنسانية بالخسران المبين.







أن الفطرية تقوم على منهج إصلاحي تجديدي، يهدف إلى إصلاح ما فسد من فطرة الإنسان ... وهو "منهج التلقي".







أن الفطرية تقوم على ستة أركان رئيسة، هي: الإخلاصُ مجاهدةً، الآخِرةُ غايةً، القرآنُ مدرسةً، الربانيةُ برنامجًا، العلمُ طريقةً، الحكمةُ صبغةً.







نسأل الله تعالى أن يردنا إلى فطرتنا ردًّا جميلًا، وأن يهدينا إلى طريقه المستقيم، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة.







والله الموفق للصواب، وهو من وراء القصد.







[1] الفطرية بعثة التجديد المقبلة من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام ص: 104.



[2] لسان العرب (5/ 56).



[3] فريد الأنصاري؛ الفطرية بعثة التجديد المقبلة من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام ص: 95.



[4] نفسه.



[5] محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي؛ الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، المعروف بصحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، الطبعة: الأولى، 1422هـ؛ باب: إذا أسلم الصبي، فمات، هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام؟ رقم الحديث: 1358 . (2/ 95).



[6] الفطرية بعثة التجديد المقبلة من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام ص: 103.



[7] فريد الأنصاري؛ مدخل إلى الفطرية من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام ص: 2.



[8] نفسه.



[9] محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، أبو عبدالله (المتوفى: 256هـ)، حقَّقه وقابله على أصوله: سمير بن أمين الزهيري، مستفيدًا من تخريجات وتعليقات العلامة الشيخ المحدث: محمد ناصر الدين الألباني، الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م، الأدب المفرد بالتعليقات (ص: 160).



[10] الفطرية بعثة التجديد المقبلة من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام ص: 110.



[11] نفسه: 111.



[12] السابق: 112.




[13] نفسه.



[14] نفسه ص: 113.



[15] الموافقات: (5/ 233).



[16] نفسه.



[17] نفسه.




[18] نفسه: ص: 114.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 82.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.68 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.29%)]