قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858635 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393062 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215538 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 04-05-2020, 01:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان


مع السلف في الجهاد(11)


في معركة القادسية: خرج رجل من أهل فارس، ينادي: "من يبارز؟"، فبرز له علباء بن جحش العجلي، فضربه ضربة أصابته في صدره فشقّت رئته، وضربه الآخر ضربة أصابته في بطنه فشقّت أمعاءه، وسقطا معاً إلى الأرض، فأما الفارسي فمات من ساعته، وأما علباء فلم يستطع القيام، وحاول إعادة أمعاءه إلى مكانها فلم يقدر، حتى مرّ به رجل من المسلمين، فقال له: "يا هذا! أعنّي على بطني"، فأدخل له أمعاءه، فزحف نحو صف فارس دون أن يلتفت إلى المسلمين وراءه،فأدركه الموت على بعد ثلاثين ذراعاً من مصرعه، وهو يقول:

أرجو بها من ربنا ثوابا قد كنت ممن أحسن الضرابا
ثم فاضت نفسه رحمه الله.عن حاتم الأصم قال: "كنا مع شقيق البلخي ونحن مواجهون للترك في يوم لا أرى فيه إلا رؤوساً تسقط، وسيوفا تقطع، ورماحاً تقصر، فقال لي شقيق ونحن بين الصفين: كيف ترى نفسك يا حاتم!؟ أتراها في مثل الليلة التي زفت إليك امرأتك؟ قلت: لا والله، قال: لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثله في الليلة التي زفت فيها امرأتي. ثم نام بين الصفين ودرعه تحت رأسه، حتى سمعتُ غطيطه، قال حاتم: ورأيت رجلاً من أصحابنا في ذلك اليوم يبكي، فقلت: مالك؟ قال: قُتل أخي، قلت: حظ أخيك، صار إلى الله وإلى رضوانه، فقال لي: اسكت!! ما أبكي أسفاً عليه، ولا على قتله، ولكني أبكي أسفاً أن أكون دريت كيف كان صبره لله عند وقوع السيف به، ففي ذاك اليوم أخذني تركي فأضجعنيللذبح، فلم يكن قلبي به مشغولاً، بل كان قلبي بالله مشغولاً، أنظر ماذايأذن الله له فيّ، فبينا هو يطلب السكين من جفنه إذ جاءه سهم غائر فذبحه فألقاه عني".

وعن إبراهيم بن شماس قال: "كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السرماري
-نسبة إلى سرماري: قرية من قرى بخارى-، فكتب إليّ: إذا أردت الخروج إلى بلاد الغزية في شراء الأسرى فاكتب إليّ، فكتبت إليه لما عزمت على المسير، فقدم سمرقند فخرجنا، فلما علم قائد الكفر استقبلنا في عدة من جيوشه، فأقمنا عنده، فعرض يوماً جيشه، فمرّ رجل فعظّمه وبالغ في تفخيمه، فسألني عنه السرماري، فقلت: هذا رجل مبارز يعد بألف فارس، فقال لي: أنا أبارزه. فسكتُّ، فقال قائد الكفر: ما يقول هذا؟ قلت: يقول كذا وكذا، فاستخفّ به، وقال: لعله سكران لا يشعر. فلما كان الغد ركبوا، فركب السرماري معه عمود في كمّه، فقام بإزاء المبارز فقصده، فهرب السرماري حتى باعده من الجيش، ثم كرّ وضربه بالعمود وقتله، وعلم قائد الكفر بذلك فجهز في طلبه خمسين فارساً فأدركوه، فثبت تحت تلٍ مختفياً، حتى مروا كلهم واحداً بعد واحد، وجعل يضرب بعموده من ورائهم إلى أن قتل تسعة وأربعين، وأمسك واحداً، فقطع أنفه وأذنيه، وأطلقه ليخبر قائد الكفر". ثم بعد عامين توفي أحمد وذهب ابن شماس في فداء أسارى المسلمين، فقال له قائد الكفر: "من ذاك الذي قتل فرساننا؟"، قال: "ذاك أحمد السرماري"، قال: "فلم لم تحمله معك؟"، قلت: "لقد توفي"، فصكّ فيوجهه وقال: "لو أعلمتني أنه هو لكنت أعطيه خمسمائة برذون وعشرة آلاف شاة".

وعن أبي أمية الغفاري قال: "كنا في غزاة لنا فحضر عدوهم، والناس مصطفون لملاقاة العدو، إذا رجل أمامي: رأس فرسي عند عجز فرسه، وهو يخاطب نفسه، ويقول: أي نفس! ألم أشهد مشهد كذا وكذا؟ فقلت لي: أهلك وعيالك، فأطعتك ورجعت؟ ألم أشهد مشهد كذا وكذا، فقلت لي: أهلك وعيالك، فأطعتك ورجعت؟ والله لأعرضنك اليوم على الله، أخذك أو تركك. فقلت: لأرمقنه اليوم. فرمقته فحمل الناس على عدوهم فكان في أوائلهم، ثم إن العدو حمل على الناس فانكشفوا، فكان في حماتهم، ثم إن الناس حملوا فكان في أوائلهم، ثم حمل العدو وانكشف الناس فكان في حماتهم. قال: فوالله ما زال ذلك دأبه حتى رأيته صريعاً. فعددت به وبدابته ستين أو أكثر من ستين طعنة".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 06-05-2020, 02:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان




مع السلف في القيام(12)



عن مولى لأبي ريحانة -وكان أبو ريحانة من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم- أنه رجع من غزوة كان فيها، فلما انصرف أتى أهله فتعشى من عشائهم، ثم دعا بوضوء فتوضأ منه، ثم قام إلى مسجده فقرأ سورة ثم أخرى، فلم يزل ذلك مكانه كلما فرغ من سورة افتتح أخرى، حتى إذا أذن المؤذن من السحر شد عليه ثيابه، فأتته امرأته فقالت: "يا أبا ريحانة! قد غزوت فتعبت في غزوتك ثم قدمت، ألم يكن لي منك حظ ونصيب؟"، فقال: "بلى، والله ما خطرت لي على بال، ولو ذكرتك لكان لك علي حق"، قالت: "فما الذي شغلك يا أبا ريحانة؟"، قال: "لم يزل يهوى قلبي في ما وصف الله في جنته من لباسها وأزواجها ولذاتها، حتى سمعت المؤذن".


عن إسحاق بن إبراهيم الطبري قال: "مارأيت أحداً أخوف على نفسه، ولا
أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة بطيئة مترسّلة، كأنه يخاطب إنساناً، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها، ويسأل الله من نعيمها، وكانت صلاته بالليل طويلة، يُلقى له الحصير في مسجده فيصلي في أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينيه فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلاً، ثم يقوم، فإذا غلبه النوم نام، ثم يقوم هكذا حتى يصبح، وكان دأبه إذا نعس أن ينام، ويقول: أشد العبادة ما كان هكذا".


وعن رجاء بن مسلم العبدي قال: "كنا نكون عند عجردة العمية في الدار. فكانت تحيي الليل صلاة. وربما تقوم من أول الليل إلى السحر، فإذا كان السحر نادت بصوت لها محزون: إليك قطع العابدون دجى الليالي بتبكير الدلج إلى ظلم الأسحار، يستبقون إلى رحمتك وفضل مغفرتك، فبك إلهي لا بغيرك أسألك أن تجعلني في أول زمرة السابقين إليك، وأن ترفعني إليك في درجة المقربين، وأن تلحقني بعبادك الصالحين، فأنت أكرم الكرماء، وأرحم الرحماء، وأعظم العظماء، يا كريم. ثم تخر ساجدة فلا تزال تبكي وتدعو في سجودها حتى يطلع الفجر، فكان ذلك دأبها ثلاثين سنة".


وقال موسى بن طريف: "كانت الجارية تفرش لعلي بن بكّار، فيلمسه بيده
ويقول: والله إنك لطيب، والله إنك لبارد، والله لا علوتك الليلة. وكان يصلي الفجر بوضوء العتمة".


وقال ابن سعد واصفاً سليمان التيمي: "هو من العباد المجتهدين، كثير الحديث، ثقة يصلي الليل كله بوضوء عشاء الآخرة، وكان هو وابنه يدوران بالليل في المساجد، فيصليان في هذا المسجد مرة وفي هذا المسجد مرة حتى يصبحا".

وعن حسين الكرابيسي قال: "بتّ مع الشافعي ليلة، فكان يصلي نحو ثلث الليل، فما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة آية، وكان لا يمر بآية رحمة الا سأل الله، ولا بآية عذاب إلا تعوذ، وكأنما جُمع له الرجاء والرهبة جميعاً".


وقالت أم سعيد: "كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير، فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، وربما ترنّم في السحر بالقرآن، فأرى أن جميعالنعيم قد جُمع له في ترنّمه".

وعن سعيد بن عامر قال: "كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي
ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة".

وقال ابن شبرمة: "كان زبيد يجزئ الليل ثلاثة أجزاء: جزءاً عليه، وجزءاً على ابنه، وجزءاً على ابنه الآخر عبد الرحمن، فكان هو يصلي ثم يقول لأحدهما: قم. فإن تكاسل صلّى جزءه، ثم يقول للآخر: قم. فإن تكاسل أيضاً صلى جزءه، فيصلي الليل كله".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 06-05-2020, 02:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان




قصص من زهد السلف(13)


قال السلمي: "سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شيء قط، وما كان لي قفل ولا مفتاح، ولا صررت على فضة ولا ذهب قط".


وقال أيضاً: "دخلت على محمد بن أسلم قبل موته بأربعة أيام بنيسابور، فقال: "يا أبا عبد الله! تعال أبشرك بما صنع الله بأخيك من الخير، قد نزل بي الموت، وقد منَّ الله علي أنه مالي درهم يحاسبني الله عليه". ثم قال: "أغلق الباب، ولا تأذن لأحد حتى أموت، وتدفنون كتبي، وأعلم أني أخرج من الدنيا، وليس أدع ميراثاً غير كسائى ولبدي وإنائي الذي أتوضا فيه، وكتبي هذه، فلا تكلفوا الناس مؤنة". وكان معه صرة فيها نحو ثلاثين درهماً فقال: "هذا لابني أهداه قريب له، ولا أعلم شيئاً أحلّ من هذا المال؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنت ومالك لأبيك)، وقال: (أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه)، فكفّنوني منها فإن أصبتم لي بعشرة ما يستر عورتي، فلا تشتروا بخمسة عشر، وابسطوا على جنازتي لبدي، وغطوا عليها كسائي، وأعطوا إنائي مسكيناً".


حُكي عن الإمام عمر بن سعد الكوفي أنه أبطأ يوماً في الخروج إلى صلاة الجماعة، ثم خرج فقال: "أعتذر إليكم؛ فإنه لم يكن لي ثوب غير هذا صليت فيه، ثم أعطيته بناتي حتى صلين فيه، ثم أخذته وخرجت إليكم".

وعن مسلمة بن عبد الملك قال: "دخلت على عمر بن عبد العزيز وقميصه وسخ، فقلت لامرأته وهي أخت مسلمة: اغسلوه، قالت: نفعل. ثم عدت، فإذا القميص على حاله، فحادثتها عن ذلك، فقالت: والله ما له قميص غيره".


وعن ابن باكويه قال: "سمعت الإمام ابن خفيف يقول عن نفسه: والله ما
وجبت علي زكاة الفطر أربعين سنة".

قال الحسن البصري: "والله لقد أدركت سبعين بدريًّا أكثر لباسهم الصوف، لو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: ما يؤمنون بيوم الحساب، ولقد رأيت أقواماً كانت الدنيا أهونَ على أحدهم من التراب تحت قدميه، ولقد رأيت أقواماً يمسي أحدهم لا يجد عشاء إلا قوتاً، فيقول: لا أجعل هذا كله في بطني، لأجعلن بعضه لله عز وجل، فيتصدق ببعضه، وإن كان هو أحوج ممن يتصدّق عليه".


أصاب يزيد بن المهلب -قائد المسلمين- فى أحد فتوحاته أموالاً كثيرة، فكان من جملتها تاج فيه جواهر نفيسه، فقال: "أتدرون أحداً يزهد فى هذا"، قالوا: "لا نعلمه"، فقال: "والله إنى لأعلم رجلاً لو عرض عليه هذا وأمثاله لزهد فيه، ثم دعا بمحمد بن واسع -وكان فى الجيش مغازياً- فعرض عليه أخذ التاج، فقال: "لاحاجة لى فيه"، فقال: "أقسمت عليك لتأخذنه"، فأخذه وخرج به من عنده، فأمر يزيد رجلاً أن يتبعه، فينظرماذا يصنع بالتاج، فمرّ بسائل، فطلب منه شيئاً، فأعطاه التاج بكامله وانصرف، فبعث يزيد إلى ذلك السائل فأخذ منه التاج، وعوّضه عنه مالاً كثيراً.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 07-05-2020, 05:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان



مع السلف في الصيام(14)



عن الواقدي: "كان الإمام ابن أبي ذئب يصلي الليل أجمع، ويجتهد في
العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غداً! ما كان فيه مزيد من الاجتهاد، أخبرني أخوه عن حاله، أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ثم سرد الصوم بعد ذلك".

عن محمد بن عبد الأعلى قال: "قال لي معتمر بن سليمان: لولا أنك من
أهلي ما حدثتك بهذا، لقد مكث أبي أربعين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً، ويصلي صلاة الفجر بوضوء عشاء الآخرة".


قال جماعة من شيوخ قزوين: "لم ير أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان رحمه الله مثل نفسه في الفضل والزهد، أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان يفطر على الخبز والملح، وفضائله أكثر من أن تعد".


عن عطية بن قيس قال: "دخل ناس من أهل دمشق على أبي مسلم وهو غاز في أرض الروم، وقد احتفر حفرة في فسطاطه، وجعل فيها الماء كي يتبرد به من الصيام، فقالوا: "ما حملك على الصيام وأنت مسافر؟"، فقال: "إذا حضر القتال أفطرت، وتهيّأت له وتقويت؛ إن الخيل لا تجري الغايات وهن بُدن، إنما تجرى وهن ضمر، ألا وإن أيامنا باقية جائية لها نعمل".


عن ابن أبي عدي قال: "صام داودبن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان خرازا يحمل معه غداءه من عندهم، فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشيًّا، فيفطر معهم". يقول الحافظ ابن الجوزي معلقاً: "يظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق".


وسئل معروف الكرخي: "كيف تصوم؟"، فغالط السائل، وقال: "صوم نبينا صلى الله عليه وسلم كان كذا وكذا، وصوم داود عليه السلام كذا وكذا"، فألحّ عليه، فقال: "أُصبح دهري صائماً، فمن دعاني أكلت، ولم أقل إني صائم".


ذكر علماء التراجم في سيرة نفيسة بنت الحسن رضي الله عنه أنها كانت تكثر من الصيام، حتى قيل لها: "ترفّقي بنفسك -لكثرة ما رأوا منها-، فقالت: كيف أرفق بنفسي؟ وأمامي عقبة لا يقطعها إلا الفائزون. وقد توفيت وهي صائمة، ويوم وفاتها ألزموها الفطر، فقالت: واعجباه! أنا منذ ثلاثين سنة أسأل الله تعالى أن ألقاه صائمة، أأفطر الآن؟ هذا لا يكون، حتى فاضت روحها رحمها الله تعالى.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-05-2020, 01:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان





قصص من مزاح السلف(15)


عن القاضي ابن قريعة أن رئيساً له كتب: "ما يقول القاضي في يهودي
زنى بنصرانية، فولد ابناً جسمه للبشر، ووجهه للبقر؟"، فأجاب: "هذا من أعدل الشهود على الخبثاء اليهود، أُشربو العجل في صدورهم، فليربط برأس اليهودي رأس عجل، ويصلب على عنق النصرانية الرأس والرُجُل اليهودي معاً، ويُسحبا على الارض، وينادى عليهما: ظلمات بعضها فوق بعض".


وقيل: عرض اثنان على الشيخ ابن الخشاب شعراً لهما، فسمع للأول ثم قال: "أنت أردأ شعراً من صاحبك"، فتعجب الرجل وقال: "كيف تقول هذا، وأنت لم تسمع قول الآخر؟!"، قال: "لأن هذا لا يكون أردأ منه".


قيل: إن أبا الطيب الطبري دفع خُفاً له إلى من يصلحه، فماطله وبقي كلما جاءه أبو الطيب نقع نعله في الماء، وقال: الآن أصلحه. فلما طال ذلك على أبي الطيب ضاق ذرعاً، وقال له: "إنما دفعته إليك لتصلحه، لا لتعلمه السباحة!!".

قال أبو الفضل حدثني أبي قال: "توجهت من الموصل إلى أبي إسحاق، فلما حضرت عنده رحّب بي، وقال: من أين أنت؟ فقلت: من الموصل، قال: مرحباً، أنت من بلدي، قلت: يا سيدنا، أنت من فيروزآباد، ولست من الموصل!! فقال له: أما جمعتنا سفينة نوح؟!".


قال الإمام أبو عبد الله الحاكم: "حضرت أبا العباس الأصم يوماً في مسجده، فخرج ليؤذن لصلاة العصر، فوقف موضع المئذنة، ثم قال بصوت عال -وهو غافل-: أخبرنا الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي. ثم انتبه لنفسه، فضحك وضحك الناس، ثم أذن".

كان ابن الجصاص مع الوزير الخاقاني في مركب وبيده كرة كافور،فبصق في وجه الوزير وألقى الكافورة في دجلة، ثم أفاق واعتذر، وقال: "إنما أردت أن أبصق في وجهك، وألقيها في الماء فغلطت"، فقال له الوزير: "كذلك الذي حصل يا جاهل".


وقيل: جاء إلى الأمير ابن الأغلب رجل فقال: "قد عشقت جارية، وثمنها
خمسون ديناراً، وما معي إلا ثلاثون. فوهبه مائة دينار، فسمع بذلك رجل آخر فجاء، وقال: "إني عاشق"، فقال له الأمير: "فما تجد في قلبك؟"، قال: "لهيبا"، فقال الأمير: "اغمسوه في الماء"، فغمسوه مرات، وهو يصيح: "ذهب العشق"، فضحك، وأمر له بثلاثين ديناراً.


وقال جعفر بن أبي عثمان: "كنا عند يحيى بن معين فجاءه رجل
مستعجل، فقال: "يا أبا زكريا! حدثني بشيء أذكرك به". فقال له يحيى: "اذكرني أنك سألتني، أن أحدثك فلم أفعل!!".













__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 09-05-2020, 07:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان


قصص من فراسة السلف(16)



قال عبد الله بن سلمة المرادي: "نظر عمر بن الخطاب إلى الأشتر، فصعّد فيه النظر وصوّبه، ثم قال: إن للمسلمين من هذا يوماً عصيباً. فملك الأشتر العرب. وكان جباراً سفاحاً.


ودخل رجل على عثمان بن عفان رضي الله عنه -وقد رأى امرأة في الطريق، فتأمل محاسنها- فقال له عثمان : "يدخل عليّ أحدكم، وأثرالزنى ظاهر على عينيه؟!"، فقال الرجل: "أوحيٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "، فقال: "لا، ولكن تبصرة وبرهان وفراسة صادقة".


وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "أفرس الناس ثلاثة: العزيز في
يوسف عليه السلام، حيث قال لامرأته: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} (يوسف:21)، وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى عليه السلام: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} (القصص:26)، وامرأة فرعون حين قالت: {قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} (القصص:9)، وأبو بكر في عمر رضي الله عنهما، حيث استخلفه".


وقال الحارث بن مرة: "نظر إياس بن معاوية إلى رجل فقال: هذا غريب،وهو من أهل واسط، وهو معلّم، وهو يطلب عبداً له آبق، فوجدوا الأمر كما قال، فسألوه فقال: رأيته يمشي ويلتفت فعلمت أنه غريب، ورأيته وعلى ثوبه حمرة تربة واسط ، فعلمت أنه من أهلها، ورأيته يمر بالصبيان فيسلم عليهم ولا يسلم على الرجال فعلمت أنه معلّم، ورأيته إذا مرّ بذي هيئة حسنة لم يلتفت إليه، وإذا مرّ بذي ملابس رثّة تأمله، فعلمت أنه يطلب عبدا آبقا".


وذكروا عن المنصور أن رجلاً جاءه، فأخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالاً، فدفعه إلى امرأته، ثم طلبه منها، فذكرت أنه سرق من البيت ولم ير نقباً ولا علامة على ذلك، فقال المنصور: "منذ كم تزوجتها؟"، قال: "منذ سنة"، قال: "بكراً، أو ثيبا؟"، قال: "ثيباً"، قال: "فلها ولد من غيرك؟"، قال: "لا"، فدعا له المنصور بقارورة طيب كان حاد الرائحة وغريبالنوع، فدفعها إليه وقال له: "تطيّب من هذا الطيب؛ فإنه يذهب غمّك". فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته: "ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم، فمن شمّ منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به"، وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته، فلما شمّته بعثتمنه إلى رجل كانت تحبه، وقد كانت دفعت إليه المال، فتطيّب من العطر،ومرّ مجتازا ببعض أبواب المدينة، فشمّ الموكّل بالباب رائحته عليه فأتى به المنصور، فسأله: "من أين لك هذا الطيب؟"، فلجلج في كلامه، فدفعه إلى والي الشرطة، فقال: "إن أحضر لك كذا وكذا من المال فخلّ عنه وإلا اضربه ألف سوط"، فلما جرّدوه للضرب أحضر المال على هيأته، فدعا المنصور صاحب المال، فقال: "أرأيت إن رددت عليك المال، تحكّمني في امرأتك؟"، قال: "نعم"، فقال له المنصور: "هذا مالك، وقد طلقتُ المرأة منك".


وقال أبو علي التنوخي: "بلغني عن المعتضد أنه كان جالساً في بيت يُبنىله، فرأى فيهم غلاماً أسود منكر الخلقة يصعد السلالم درجتين درجتين، ويحمل ضعف ما يحمله غيره، فأنكر ذلك وطلبه، وسأله عن سبب ذلك، فتلجلج فكلمه ابن حمدون فيه وقال: من هذا حتى صرفت فكرك إليه؟


قال:
قد وقع في خلدي أمر لا أحسبه باطلاً. ثم أمر به فضُرب مئة وتهددهبالقتل، ودعا بالنطع والسيف، فقال الغلام: الأمان الأمان؛ أنا أعمل في الفرن، فدخل من شهور رجل معه دنانير فأخرجها، فوثبت عليه وسددت فاه وكتفته وألقيته في الأتون، والذهب معي يقوى به قلبي. فأخذ منه المعتضد الكيس الذي فيه الدنانير، وإذا على الكيس اسم صاحبه، فنودي في البلد عن صاحب الكيس، فجاءت امرأة فقالت: هو زوجي، وليَ منه طفل. فسلّم الذهب إليها، وقتل ذلك الغلام".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 10-05-2020, 04:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان



قصص التوبة عند السلف(17)



عن الفضل بن موسى قال: "كان الفضيل بن عياض لصاً يقطع الطريق،
وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها، إذ
سمع تالياً يتلو: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}
(الحديد:16)، فلما سمعها قال: بلى يا رب! قد آن. فرجع فآواه الليل إلى
خربة، فإذا فيها قافلة، فقال بعضهم: نرحل. وقال بعضهم: حتى نصبح؛
فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا. قال: ففكرتُ وقلت: أنا أسعى بالليل
في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني؟ وما أرى الله ساقني
إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت
الحرام".


وعن زاذان قال: "كنتُ غلاماً حسن الصوت، جيّد الضرب بالطنبور،
فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ، وأنا أغنّيهم، فمر عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه، فدخل فضرب البساط وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما
يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت!! ثم مضى، فقلت
لأصحابي: من هذا؟ قالوا: هذا عبدالله بن مسعود، فألقى الله في نفسي
التوبة، فسعيت أبكي وأخذتُ بثوبه، فأقبل عليّ، فاعتنقني وبكى، وقال
لي: مرحباً بمن أحبه الله، اجلس. ثم دخل وأخرج لي تمراً".
عن إبراهيم بن بشار قال: "قلت لإبراهيم بن أدهم: كيف كان بدء أمرك؟
قال: كان أولى بك أن تسأل عن غير هذا، فقلت له: أخبرني، لعل الله أن
ينفعنا به يوماً، فقال: كان أبي من الملوك الموسرين، وحُبب إلينا
الصيد، فركبت ذات مرة، فثار أرنب أو ثعلب، فحرّكت فرسي نحوه،
فسمعت نداء من ورائي: ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت. فوقفت أنظر
يمنة ويسرة، فلم أر أحداً، فقلت: لعن الله إبليس. ثم حرّكت فرسي،
فأسمع نداء أقوى من الأول: يا إبراهيم! ليس لذا خلقت ولا بذا أمرت،
فوقفت أنظر، فلا أرى أحداً، فقلت: لعن الله إبليس. فأسمع نداء من عند
سرجي بذاك، فقلت: انتصحت انتصحت!! جاءني نذير ربي، والله لا
عصيت الله بعد يومي ما عصمني الله. فرجعت إلى أهلي، فخليت فرسي
ثم جئت إلى رعاة لأبي، فأخذت جبة كساء، وألقيت ثيابي إليهم، ثم
أقبلت إلى العراق، فعملت بها أياماً، فلم يصْفُ لي منها الحلال، فقيل لي:
عليك بالشام، ولم أزل هناك".


وكان بشر بن الحارث في زمن لهوه في داره، وعنده رفقاؤه يشربون
ويطربون، فاجتاز بهم رجل من الصالحين، فدقّ الباب، فخرجت إليه
جارية، فقال لها: "صاحب هذه الدار حر أو عبد؟"، فقالت: "بل حر"،
فقال: "صدقت؛ لو كان عبداً لاستعمل أدب العبودية، وترك اللهو


والطرب". فسمع بشر محاورتهما، فسارع إلى الباب حافياً حاسراً، وقد
ولّى الرجل، فقال للجارية: "ويحك، من كلمك على الباب؟"، فأخبرته
بما جرى، فقال: "أي ناحية أخذ هذا الرجل؟"، فقالت: "كذا"، فتبعه
بشر حتى لحقه، فقال له: "أنت يا سيدي! وقفت بالباب وخاطبت
الجارية؟"، قال: "نعم"، قال: أعد علي الكلام"، فأعاده، فمرّغ بشر
خدّه على الأرض، وقال: "بل عبد! عبد!!"، ثم هام على وجهه حافياً
حاسراً، حتى عُرف بالحفَّاء، فقيل له: "لم لا تلبس نعالاً؟"، قال: "لأني
ما صالحني مولاي إلا وأنا حاف، فلا أزول عن هذه الحالة حتى
الممات".








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 11-05-2020, 04:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان



أحوال السلف عند الاحتضار(18)





عن أبي موسى قال: "مرض أبي -الحافظ عبدالغني- مرضاً شديداً منعه
من الكلام والقيام، واشتدّ ستة عشر يوماً، وكنت أسأله كثيراً ما يشتهي
فيقول: أشتهي الجنة، أشتهي رحمة الله. لا يزيد على ذلك. فجئته بماء
حار، فمدّ يده فوضّأته وقت الفجر، فقال: يا عبد الله! قم صل بنا
وخفف. فصليت بالجماعة، وصلّى جالساً ثم جلست عند رأسه، وجعل
يدعوا وأنا أؤمن، فقلت: هنا دواء تشربه. قال: يا بني، ما بقي إلا
الموت، فقلت: ما تشتهي شيئاً؟ قال: أشتهي النظر إلى وجه الله
سبحانه، فقلت: هل أنت عنّي راض؟ قال: بلى والله، فقلت: ما توصي
بشيء؟ قال: ما لي على أحد شيء، ولا لأحد علي شيء، قلت:
توصيني؟ قال: أوصيك بتقوى الله والمحافظة على طاعته. فجاء جماعة
يعودونه، فسلموا فرد عليهم، وجعلوا يتحدثون، فقال لهم: ما هذا؟
اذكروا الله، قولوا لا إله إلا الله، فلما قاموا جعل يذكر الله بشفتيه،
ويشير بعينيه، فقمت لأناول رجلاً كتاباً من جانب المسجد، فرجعت وقد
خرجت روحه رحمه الله".



حكى الفقيه عن شيخه نصر أنه قبل موته بلحظة سمعه وهو يقول: "يا
سيدي! أمهلوني أنا مأمور، وأنتم مأمورون". ثم سمع المؤذن بالعصر
فقال له: "يا سيدي! المؤذن يؤذن"، فقال له: "أجلسني". فأجلسه،
فأحرم بالصلاة ووضع يده على الأخرى وصلى، ثم توفي من ساعته
رحمه الله.



عن يزيد بن أبي حبيب قال: "لما احتضر ابن أبي سرح وهو بالرملة
-وكان خرج إليها فارّا من الفتنة- فجعل يقول من الليل: أأصبحتم؟
فيقولون: لا. فلما كان عند الصبح قال: يا هشام! إني لأجد برد الصبح
فانظر، ثم قال: اللهم اجعل خاتمة عملي الصبح، فتوضّأ ثم صلى، فقرأ
في الأولى بأمّ القرآن والعاديات، وفي الأخرى بأمّ القرآن وسورة،
وسلّم عن يمينه وذهب يسلّم عن يساره فقُبض رحمه الله.




وقال أبو شامة: "أخبرني من حضر جنازة الإمام ابن عساكر: أنه صلّى
الظهر، وجعل يسأل عن صلاة العصر، وتوضّأ ثم تشهد وهو جالس،
وقال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم
نبياً، لقّنني الله حجتي، وأقالني عثرتي، ورحم غربتي، ثم قال: وعليكم
السلام. فعلمنا أنه حضرت الملائكة، ثم انقلب ميّتا".

وقال يوسف الشيرازي عن وفاة الإمام عبد الأول الهروي: "لما
احتضر شيخنا سندته إلى صدري، فدخل عليه محمد بن القاسم وأكب
عليه وقال: يا شيخنا! قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر
كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) فرفع طرفه إليه وتلا: {يا ليت قومي
يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} (يس:27)، فدهش
من حضر من الأصحاب، ولم يزل يقرأ حتى ختم السورة، وتوفي وهو
جالس على السجادة".
عن ابن الفضل القطان قال: "حضرت النقاش وهو يجود بنفسه سنة
إحدى وخمسين وثلاثمائة، فنادى بأعلى صوته: {لمثل هذا فليعمل
العاملون} (الصافات:61) ، يردّدها ثلاثاً، ثم خرجت نفسه رحمه الله".



قال الحسن بن صالح: "قال لي أخي -وكنت أصلي-: يا أخي! اسقني.
قال: فلما قضيت صلاتي أتيته بماء، فقال: قد شربت الساعة، قلت: من
سقاك وليس في الغرفة غيري وغيرك؟ قال: أتاني الساعة ملك بماء
فسقاني، وقال لي: أنت وأخوك وأمك مع الذين أنعم الله عليهم. ثم
خرجت نفسه".





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 12-05-2020, 01:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان



مع السلف في طلب العلم(19)







عن أحمد بن خالد قال: "بلغنا أن يحيى بن يحيى الليثي كان عند مالك
بن أنس رحمه الله، فمرّ على باب مالك فيل، فخرج كل من كان في
مجلسه لرؤية الفيل، سوى يحيى بن يحيى فلم يقم، فأعجب به مالك
وسأله: من أنت؟ وأين بلدك؟ ثم لم يزل بعدُ مُكْرِماً له". وعن يحيى بن
يحيى قال: "أخذت بركاب الليث، فأراد غلامه أن يمنعني، فقال الليث:
دعه. ثم قال لي: خدَمَك العلم. قال: فلم تزل بي الأيام حتى رأيت ذلك".
و(يحيى) هذا هو راوي "موطأ" مالك.


قال إسحاق الشهيدي: "كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر، ثم يستند
إلى أصل منارة مسجده، فيقف بين يديه علي بن المديني وأحمد بن
حنبل ويحيى بن معين وغيرهم، يسألونه عن الحديث وهم قيام على
أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب، لا يقول لواحد منهم: اجلس، ولا
يجلسون هيبة له وإعظاماً".


عن أبي إسحاق قال: "لما مات القاضي محمد بن أحمد بن إبراهيم
العسال ، وجلس بنوه للتعزيه، دخل علينا رجلان في لباس سواد، وأخذا
يولولان ويقولان: وإسلاماه!! فسئلا عن حالهما، فقالا: إنا وردنا من
"أغمات" من المغرب، لنا سنة ونصف في الطريق في الرحلة إلى هذا
الإمام لنسمع منه، فوافق ورودنا وفاته".


عن أبي طاهر قال: "سمعت أبا بكر بن المقرئ يقول: طفت الشرق
والغرب أربع مرات -يعني في الرحلة للحديث-. وروى رجلان عن ابن
المقرئ قال: مشيت بسبب نسخة مفضل بن فضالة في الحديث مسافة
سبعين مرحلة، ولو عرضت على خباز برغيف لم يقبلها. وقال أيضاً:
دخلت بيت المقدس عشر مرات، وحججت أربع حجات، وأقمت بمكة
خمسة وعشرين شهراً، كل ذلك في العلم".


عن إسماعيل بن عياش قال: "كتبت لي أم الدرداء في لوحي: اطلبوا
العلم صغاراً، تعملوا به كباراً؛ فإن لكل حاصد ما زرع".


قال ابن جماعة الكناني: "ليعلم طالب العلم أن ذلّه لشيخه عزّ، وأن
خضوعه له فخر، وتواضعه له رفعة، وعلى طالب العلم أن ينظر إلى
شيخه بعين الإجلال؛ فإن ذلك أقرب إلى انتفاعه به، وكان بعض السلف
إذا ذهب إلى شيخه تصدّق بشيء، وقال: اللهم استر عيب شيخي عني،
ولا تذهب بركة علمه مني".


وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: "كان يقال: إذا لقي الرجلُ الرجلَ
فوقه في العلم، فهو يوم غنيمته، وإذا لقي من هو مثله، دارسه وتعلم
منه، وإذا لقي من هو دونه تواضع له، وعلّمه".


قال أبو حاتم الرازي: "بقيت ثمانية أشهر بالبصرة، وكان في نفسي أن
أقيم سنة، فانقطعت نفقتي، فجعلت أبيع ثيابي حتى نفدت، وبقيتُ بلا
نفقة، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة وطلب الحديث، وأظل
كذلك إلى المساء، فانصرف رفيقي، ورجعت إلى بيتي، فجعلت أشرب
الماء من الجوع، ثم أصبحت فغدا عليّ رفيقي، فجعلت أطوف معه في
سماع الحديث على جوع شديد، وانصرفت جائعاً، فلما كان من الغد غدا
ضعفك؟ قلت: لا أكتمك أمري، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئاً،
فقال: قد بقي معي دينار، فنصفه لك، ونجعل النصف الآخر في الكراء، فخرجنا من البصرة، وأخذت منه نصف الدينار".





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 13-05-2020, 04:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصص مشرفة من حياة السلف ـــــــــــــــ يوميا فى رمضان



مع السلف في التوكل(20)




عن أبي حازم سلمة بن دينار قال: "وجدت الدنيا شيئين: فشيء هو
لي، وشيء لغيري، فأما ما كان لي: فلو طلبته قبل أجله لم أقدر عليه،
وأما الذي هو لغيري فلم أصبه فيما مضى، ولا أرجوه فيما بقي، إن
رزقي يُمنع من غيري، كما يُمنع رزقي غيري مني، ففي أي هذين أفني
عمري؟".


وقيل له: ما مالُك؟ فقال: "ثقتي بالله، وإياسي مما في أيدي الناس".
وقيل عن محمد بن كعب أنه كانت له أملاك بالمدينة، وحصّل مالا مرّة
فقيل له: "ادّخر لولدك"، قال: "لا، ولكن أدّخره لنفسي عند ربي،
وأدّخر ربي لولدي".


عن أبي قدامة الرملي قال: "قرأ رجل هذه الآية: {وتوكل على الحي
الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا}
(الفرقان:58)، فأقبل عليّ سليمان الخوّاص، فقال: يا أبا قدامة! ما
ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد بعد الله في أمره، انظر كيف
قال الله تبارك وتعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} ، فأخبرك أنه
لا يموت، وأن جميع خلقه يموتون، ثم أمرك بعبادته، فقال: {وسبح
بحمده}، ثم أتبعها بقوله: {وكفى به بذنوب عباده خبيرا}، فأخبرك بأنه
خبير بصير. ثم قال سليمان: والله يا أبا قدامة! لو عامل عبدٌ ربه بحسن
التوكل وصدق النية له بطاعته، لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم،
فكيف يكون هذا محتاجاً، وملجؤه إلى الغني الحميد؟!".


قيل لحاتم الأصم: "على ما بنيت أمرك في التوكل؟"، قال: "على
خصال أربعة: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي،
وعلمت أن عملي لا يعمله غيري، فأنا مشغول به، وعلمت أن الموت
يأتي بغتة فأنا أبادره، وعلمت أني لا أخلو من عين الله، فأنا مستح
منه".


عن شقيق البلخي قال: "لكل واحد مقام: فمتوكل على نفسه، ومتوكل
على لسانه، و متوكل على سيفه، ومتوكل على سلطانه، ومتوكل على
الله، فأما المتوكل على الله عزوجل فقد وجد الراحة، فإن الله عزوجل
يقول: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} (الفرقان:58)، وأما من كان
مستروحاً إلى غيره، فيوشك أن ينقطع به فيشقى، وإنما التوكل طمأنينة
القلب بموعود الله عزوجل".

عن يحيى بن معاذ الرازي قال: "من طلب الفضل من غير ذي الفضل
غرم وخسر، وإن ذا الفضل هو الله عزوجل: {إن الله لذو فضل على
الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون} (البقرة:243)".


وقال الإمام ابن رجب الحنبلي في تعريف التوكل: "هو صدق اعتماد
القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح، ودفع المضار من أمور
الدنيا والآخرة كلها".






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 172.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 167.01 كيلو بايت... تم توفير 5.83 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]