الزائرة الثقيلة - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858505 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392923 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215496 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2019, 09:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي الزائرة الثقيلة

الزائرة الثقيلة

عبير النحاس



لم تر سارة من وجهها عندما وقفت أمام المرآة سوى تلك الحبة المزعجة , وقد شعرت بالكثير من الغيظ لأن الزائرة التي لا تعرف الاستئذان أبدا تربعت هذه المرة في منتصف جبينها الجميل, و لم يكن هناك طريقة لإخفائها عن العيون المتطفلة .
راحت ترفع حاجبيها ثم تعيدهما و تتلمس تلك الحبة بيدها و تضغط عليها بقوة , و لكن لا أمل فقد كانت متأكدة أنها لن تغادر قبل أسبوع كامل .
كانت سارة مضطرة للذهاب لزيارة صديقتها زينة هذا اليوم , و كانت شديدة الحرص على أناقة مظهرها و جمال شكلها أمام صديقاتها , فقد كانت تقضي الساعات حزنا على شعرة سقطت من رموش عينيها , و تلزم المنزل لأيام بانتظار أن تغادر وجهها حبة كهذه الحبة التي زارتها اليوم , و تقوم بإحصاء الشعرات العالقة بالفرشاة بشكل يومي , و تكاد تقيم مجلس عزاء لو ارتدت إحدى صديقاتها أو قريباتها ملابس تشبه ما تملكه , وكانت ترفض بشدة مساعدة والدتها في تقشير حبات الثوم لأن رائحتها ستبقى عالقة بيديها لفترة طويلة , و من ثم تسرع نحو علبة (الكريم المطري) كلما غسلت بعض الأطباق .
و لكنّ هذه الحبة العنيدة و التي تقبع في مكان واضح جدا من وجهها كانت مقلقة , ولم يكن في وسعها أن تعتذر عن تلبية دعوة زينة لها , و لم تكن بالقادرة على تأجيل موعد الزيارة في هذا اليوم , و قد استعّدت زينة و الأخريات , و من المؤكد أنها أعدت أطباق الضّيافة التي تصْنعها بنفسها كما في كل مرة .
ارتدت ملابسها بتثاقل شديد, و هي ترى غمز أعينهن و سخريتهن من وجهها, و تستمع لقصتها على لسان جميع سكان المدينة , و تشعر بالسكينة تفارقها لسنوات , بينما تؤرقها ذكريات تلك الحبّة أياما طويلة .
رن جرس الباب .. تسارعت دقات قلبها و هي تسمع صوت والدتها :
أسرعي يا سارة , ريم هنا .
حملت حقيبتها مسرعة و توجهت خارج الغرفة :
قادمة يا أمي
اقتربت من الباب , ابتسمت لها ريم و صافحتها و طبعت على جبينها قبلات ودودة , ثم استدارت نحو الباب لتخرج قائلة :
وداعا يا خالتي ...هيا أسرعي يا سارة سنتأخر و تفوتنا أطباق زينة الشهية .
رفعت سارة حاجبيها دهشة و قد رأت ريم غير مكترثة بتلك الحبة الملتصقة بجبينها , ثم سارت بقربها تستمع لحديثها المرح دون أن تقْدر على الابتسام , لاحظت ريم شرودها فسألتها :
ما بك يا سارة ؟
لا شيء .
و لكنك حزينة يا عزيزتي.
إنها حبّتي يا ريم .
نظرت ريم بدهشة نحو وجه سارة :
أي ّحبة ؟
أشارت إليها :
إنها هنا
نظرت ريم ثم ابتسمت قائلة :
إنها حمراء و جميلة
هل تسخرين مني يا ريم
لا يا عزيزتي و لكنها تبدو جميلة حقا و هي ما تزال حمراء , لو رأيت تلك الحبة التي زارتني أخيرا لقد كانت بلون أبيض مقزز , و لكن لم الحزن و كلنا نتعرض في هذه السن لمثل هذه الزيارات المزعجة ؟
نظرت سارة مستغربة , فأكملت ريم :
اسمعي .. حاولي نسيان أمر الحبة , و لا تفكري فيها ..و سترين أن الجميع لن يلحظنها كذلك .
تلمست سارة جبينها فأمسكت ريم يدها و أبعدتها برفق
هيا جربي دعيها عنك يا سارة .
سأحاول .
وصلت الصديقتان إلى منزل زينة , وقرعت ريم الباب , فتحت زينة الباب و استقبلتهنّ بابتسامتها الجميلة المعهودة , و صافحت أيديهن بمحبة , ابتسمت سارة و هي ترى صديقاتها جالسات بمرح و جلست بينهن تستمع و تحكي لهن أخبارها الممتعة , و نسيت أمر الحبة دون أن تتعمد نسيانها , و بعد تناول الحلوى اللذيذة التي صنعتها زينة و العصير الرائع اللذيذ , قرّرت ريم و سارة المغادرة , فودعتا الصديقات و غادرتا منزل زينة .
في الطريق ابتسمت سارة و نظرت نحو ريم قائلة :
أشكرك يا ريم , لقد كانت نصيحتك رائعة حقا .
أجابت ريم مبتسمة
و لكنني ما زلت أقول أن تلك الحبة الحمراء جميلة .
ضحكت الصديقتان و أكملتا سيرهما بسعادة , و في المنزل وقفت سارة بشجاعة أمام تلك المرآة و ابتسمت للحبة ابتسامة كبيرة جدا .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.52 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]