|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#571
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة الاعلى الحلقة (571) من صــ311 الى صـ 318 سورة الغاشية آياتها 26 آية [سورة الغاشية (88) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (1) الإعراب: (هل) حرف استفهام للتشويق «1» ، والجملة لا محلّ لها ابتدائيّة. [سورة الغاشية (88) : الآيات 2 الى 7] وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (2) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3) تَصْلى ناراً حامِيَةً (4) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) الإعراب: (وجوه) مبتدأ مرفوع خبره جملة تصلى «2» ، (يومئذ) ظرف مضاف إلى اسم ظرفيّ، منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (خاشعة) ، (خاشعة، عاملة، ناصبة) نعوت لوجوه مرفوعة (من عين) متعلّق ب (تسقى) .. جملة: «وجوه ... تصلى» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تصلى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) . وجملة: «تسقى ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (وجوه) . 6- 7 (لهم) متعلّق بخبر ليس (إلّا) للحصر «3» ، (من ضريع) متعلّق بنعت ل (طعام) ، (لا) نافية في الموضعين (جوع) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به بتضمين الفعل معنى يدفع. جملة: «ليس لهم طعام ... » في محلّ رفع خبر ثالث..، والضمير في (لهم) لأصحاب الوجوه. وجملة: «لا يسمن ... » في محلّ جرّ نعت لضريع. وجملة: «لا يغني ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يسمن. الصرف: (3) ناصبة: جمع ناصب.. اسم فاعل من الثلاثيّ نصب بمعنى تعب، وزنه فاعل. (4) حامية: مؤنّث الحامي، اسم فاعل من الثلاثيّ حمي، وزنه فاعل. (6) ضريع: اسم لنوع من الشوك يقال هو الشبرق حال اخضراره فإذا يبس كان ضريعا لا تأكله دابّة.. البلاغة الكناية: في قوله تعالى «لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ» . ففي الكلام مجاز أو كناية، أريد به طعام مكروه للإبل وغيرها من الحيوانات التي تلتذ رعي الشوك، فلا ينافي كونه زقوما أو غسلينا. وقيل: إنه أريد أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الناس، كما يقال: ليس لفلان ظل إلا الشمس، أي لا ظل له. وعليه يحمل قوله تعالى «وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ» . فن التتميم: في قوله تعالى «لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» . فقوله «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» جملة لا يمكن طرحها من الكلام لأنه لما قال «لا يُسْمِنُ» ساغ لمتوهم أن يتوهم أن هذا طعام، الذي ليس من جنس طعام البشر، انتفت عنه صفة الاسمان، ولكن بقيت له صفة الإغناء فجاءت جملة «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» تتميما للمعنى المراد، وهو أن هذا الطعام انتفت عنه صفة إفادة السمن والقوة، كما انتفت عنه صفة إماطة الجوع وإزالته. [سورة الغاشية (88) : الآيات 8 الى 16] وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (11) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (12) فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) الإعراب: (وجوه يومئذ ناعمة) مثل وجوه يومئذ خاشعة «4» ، (لسعيها) متعلّق ب (راضية) خبر المبتدأ (وجوه) ، (في جنة) متعلّق بمحذوف خبر ثان لوجوه «5» ، (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (تسمع) «6» ، (فيها) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عين) ، و (فيها) الثالث خبر للمبتدأ (سرر) عطف عليه (أكواب، نمارق، زرابيّ) مرفوعة مثله. جملة: «وجوه ... راضية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «لا تسمع ... » في محلّ جرّ نعت ثان لجنّة. وجملة: «فيها عين جارية ... » في محلّ جرّ نعت ثالث لجنّة. وجملة: «فيها سرر ... » في محلّ جرّ نعت رابع. الصرف: (8) ناعمة: مؤنّث ناعم، اسم فاعل من الثلاثيّ نعم، وزنه فاعل. (11) لاغية: مؤنّث لاغ، اسم فاعل من (لغا يلغو) ، ولاغية فيه إعلال بالقلب أصله لاغوة، قلبت الواو ياء لتحرّكها بعد كسر، وزنه فاعلة، ووزن لاغ فاع.. وقيل إنّ (لاغية) مصدر مثل العافية. (14) موضوعة: مؤنّث موضوع، اسم مفعول من الثلاثيّ وضع، وزنه مفعول. (15) نمارق: جمع نمرقة، اسم بمعنى وسادة، وزنه فعللة بضمّ الفاء واللام الأولى، وقد يكسران لغة، ووزن نمارق فعالل بفتح الفاء وكسر اللام الأولى. (16) زرابيّ: جمع زربيّة، اسم جامد لنوع من البسط والطنافس، وقيل جمع زربيّ بضمّ الزاي وكسرها- كما في القاموس- وتشديد الياء، وقيل بتثليث الزاي فيهما.. وزنه فعليل أو فعليلة، وزن زرابيّ فعاليل بفتح الفاء. (مبثوثة) ، مؤنّث مبثوث، اسم مفعول من الثلاثيّ بثّ، وزنه مفعول. [سورة الغاشية (88) : الآيات 17 الى 20] أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (إلى الإبل) متعلّق ب (ينظرون) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله الفعل الذي يتلوه (إلى السماء) متعلّق ب (ينظرون) ، وكذلك (إلى الجبال، إلى الأرض) ، (كيف) مثل الأول في الموضعين. جملة: «ينظرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أينكرون فلا ينظرون.. وجملة: «خلقت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الإبل أي ينظرون إلى خلق الإبل «1» أو إلى كيفية خلقها. وجملة: «رفعت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من السماء. وجملة: «نصبت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الجبال. وجملة: «سطحت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال الأرض. الفوائد: - وقوع الجملة بدلا من مفرد: ورد في هذه الآية (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) وقوع جملة (كَيْفَ خُلِقَتْ) بدلا من الإبل، وبناء على ذلك قرر النحاة قاعدة مفادها (الجملة تقع بدلا من المفرد) . وإليك ما أورده ابن هشام في المغني بهذا الصدد: قوله تعالى (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) لا يصح أن تكون (كيف) بدلا من الإبل، لأن دخول الجار على كيف شاذ، على أنه لم يسمع في إلى، بل في على ولأن إلى متعلقة بما قبلها، فيلزم أن يعمل في الاستفهام فعل متقدم عليه ولأن الجملة التي بعدها تصير حينئذ غير مرتبطة، وإنما هي منصوبة بما بعدها على الحال، وفعل النظر معلق، وهي وما بعدها بدل من الإبل بدل اشتمال، والمعنى إلى الإبل كيفية خلقها ومثله قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) ومثلهما من إبدال جملة فيها كيف من اسم مفرد قول الفرزدق: إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ... وبالشام أخرى كيف يلتقيان أي أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما. [سورة الغاشية (88) : الآيات 21 الى 26] فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (26) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليهم) متعلّق بمسيطر (مسيطر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (إلّا)للاستثناء «8» ، (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء «9» ، (الفاء) عاطفة (العذاب) مفعول مطلق منصوب (إلينا) متعلّق بخبر إنّ وكذلك (علينا) خبر إنّ الثاني. جملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم يتّعظ الكفّار بدلائل قدرة الله فذكّرهم بها. وجملة: «إنّما أنت مذكّر ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لست عليهم بمسيطر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى. وجملة: «يعذّبه الله» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: يحبسه فيعذّبه. وجملة: «إنّ إلينا إيابهم ... » لا محلّ لها تعليل للمحاسبة. وجملة: «إنّ علينا حسابهم» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. الصرف: (21) مذكّر: اسم فاعل من الرباعيّ ذكّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة. (25) إيابهم: مصدر سماعيّ للثلاثيّ آب يئوب باب نصر، وله مصدر آخر هو أوبة زنة فعلة بفتح فسكون، ووزن إياب فعال بكسر الفاء.. وفيه إبدال بالقلب أصله إواب، كسر ما قبل الواو قلبت ياء ... البلاغة السرّ في تقديم الظرف: في قوله تعالى «إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ» . معناه التشديد في الوعيد، وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام، وأن حسابهم ليس بواجب إلا عليه، وهو الذي يحاسب على النقير والقطمير. الفوائد الجملة المستثناة: يقول ابن هشام في المغني: إن النحاة قد ذكروا بأن الجمل التي لها محلّ من الإعراب سبع. والحق أنها تسع. والذي أهملوه الجملة المستثناة، والجملة المسند إليها. أما المستثناة: كقوله تعالى (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) قال ابن خروف: من مبتدأ، و (فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ) الخبر، والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقال الفراء في قراءة بعضهم (فشربوا منه إلا قليل منهم) إن (قليل) مبتدأ حذف خبره أي لم يشربوا، وقال جماعة في (إلا امرأتك) بالرفع إنه مبتدأ والجملة بعده خبر. وليس من الجمل المستثناة قولنا: (ما مررت بأحد إلا زيد خير منه) لأن الجملة هنا حال من أحد باتفاق، أو صفة له عند الأخفش وفي نحو (ما علمت زيدا إلا يفعل الخير) فإنها مفعول به. انتهت سورة «الغاشية» ويليها سورة «الفجر» __________ (1) أو بمعنى قد للإخبار. (2) جاز الابتداء بالنكرة لأنها وصفت. (3) أو للاستثناء، و (من ضريع) نعت للمستثنى المقدّر أو للبدل المقدّر أي إلّا طعاما- أو طعام بالرفع- من ضريع. (4) في الآية (2) من هذه السورة. (5) أو هو الخبر و (راضية) نعت ثان. [.....] (6) أو متعلّق بحال من لاغية أي جماعة لاغية فيها. (7) وفي حاشية الجمل: «ينظرون تعدّى إلى الإبل ب (إلى) وتعدّى إلى (كيف خلقت..) على سبيل التعليق، وقد تبدل الجملة وفيها الاستفهام من الاسم قبلها وإن لم يكن فيه استفهام.. وإذا علق العامل عمّا فيه استفهام لم يبق الاستفهام على حقيقته ... » اه. (8) المنقطع من الضمير في (عليهم) ، أو المتّصل من مفعول ذكّر المقدّر أي ذكر عبادي. (9) أو بمعنى لكن، ف (من) مبتدأ خبره جملة يعذّبه على زيادة الفاء، والجملة مستأنفة أو في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع على رأي ابن خروف.
__________________
|
#572
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة الفجر الحلقة (572) من صــ319 الى صـ 329 سورة الفجر آياتها 30 آية [سورة الفجر (89) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4) الإعراب: (والفجر) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف في محلّ نصب، مجرّد من الشرط، متعلّق بفعل القسم المحذوف (يسر) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة.. جملة: « (أقسم) بالفجر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «يسري ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب القسم محذوف تقديره لنجازينّ كلّ امرئ بما عمل «1» . الصرف: (3) الشفع: اسم بمعنى الزوج، ويجوز أن يكون مستعارا بمعنى الخلق، وزنه فعل «2» بفتح فسكون. (الوتر) ، اسم بمعنى المفرد.. وزنه فعل بفتح فسكون. (4) يسر: حذفت الياء تخفيفا لتناسب الفاصلة في الآيات، ولتناسب القراءات المشهورة. [سورة الفجر (89) : آية 5] هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) الإعراب: (هل) حرف استفهام للتحقيق والتقرير (في ذلك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قسم) ، (لذي) متعلّق بنعت ل (قسم) وعلامة الجرّ الياء. جملة: «في ذلك قسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة الفجر (89) : الآيات 6 الى 14] أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (6) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (14) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله (فعل) «3» ، (بعاد) متعلّق ب (فعل) (إرم) عطف بيان على عاد- أو بدل منه- مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث (ذات) نعت لإرم مجرور (التي) موصول في محلّ جرّ نعت لإرم «4» ، (في البلاد) متعلّق ب (يخلق) .. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «فعل ربّك ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي الرؤية القلبية وقد علّق الفعل بالاستفهام كيف. وجملة: «لم يخلق مثلها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . (الواو) عاطفة (ثمود) معطوف على عاد مجرور، ومنع من الصرف للعلميّة والتأنيث (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت لثمود- وقد جمع الموصول تبعا لمعنى ثمود- (بالواد) متعلّق ب (جابوا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات.. وجملة: «جابوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . 10- 14 (الواو) عاطفة (فرعون) مثل ثمود (ذي) نعت لفرعون مجرور (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت لفرعون بحذف مضاف أي قوم فرعون «5» ، (طغوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (في البلاد) متعلّق ب (طغوا) ، (الفاء) عاطفة (فيها) متعلّق ب (أكثروا) «6» ، (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (صبّ) وجملة: «طغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «أكثروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة طغوا. وجملة: «صبّ عليهم ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكثروا. وجملة: «إنّ ربّك لبالمرصاد» لا محلّ لها تعليل لما تقدّم. الصرف: (7) إرم: اسم قبيلة، وكان قبلا اسما لجدّ عاد فهو علم، وزنه فعل بكسر ففتح. (العماد) ، اسم جمع بمعنى الأبنية الرفيعة يذكّر ويؤنّث واحدته عمادة، وفلان طويل العماد إذا كان منزله معلوما لزائره كما جاء في الصحاح.. وفي المصباح: العماد ما يسند به- وهو مفرد- والجمع عمد بفتحتين، والعماد الأبنية الرفيعة الواحدة عمادة.. ووزن العماد فعال بكسر الفاء. (9) جابوا: فيه إعلال بالقلب أصله جوبوا نقلا عن جاب يجوب، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (11) طغوا: فيه إعلال بالحذف قياسه كفعل (تطغوا) - انظر الآية (113) من سورة هود-. (13) سوط: اسم جامد بمعنى سير الجلد المتّخذ للجلد، واستعمل في الآية على سبيل المجاز المرسل بقرينة الغائيّة أو السببيّة. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ» . حيث شبه العذاب، في سرعة نزوله، بالشيء المصبوب، واستعمل الصب وهو خاص بالماء. وتسمية ما أنزل سوطا، للإيذان بأنه، على عظمه، بالنسبة إلى ما أعد لهم من الآخرة، كالسوط بالنسبة إلى سائر ما يعذب به. الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» . حيث شبه، كونه تعالى حافظا لأعمال العصاة، مترقبا لها، ومجازيا على نقيرها وقطميرها، بحيث لا ينجو منه سبحانه أحد- بحال من قعد على الطريق، مترصدا لمن يسلكها، ليأخذه فيوقع به ما يريد. الفوائد - (ثمود) الممنوع من الصرف، هو: الاسم الذي لا ينوّن، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة إلا إذا أضيف أو دخلته (أل) فإنه يجر بالكسرة. والأسماء التي تمنع من الصرف يمكن ترتيبها على النحو التالي: أولا: ما منع الصرف لعلة واحدة وهو نوعان: آ- ما ختم بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة، مثل: (ليلى- سلمى- صحراء) . ب- ما جاء على صيغة منتهى الجموع أي ما جاء على وزن (مفاعل أو مفاعيل) وهي كل جمع ثالثة ألف زائدة بعدها حرفان أو ثلاثة وسطها ساكن، مثل: (مررت بمساجد دمشق) . ثانيا: ما منع الصرف لعلتين اثنتين وهو نوعان: علم وصفة: آ- أما العلم فيمنع من الصرف في المواضع الستة الآتية: 1- إذا كان علما مؤنثا. 2- إذا كان علما أعجميّا زائدا على ثلاث أحرف، مثل إدريس- إبراهيم- سقراط 3- أن يكون علما على وزن الفعل، مثل: (يثرب) 4- أن يكون مركبا تركيبا مزجيا غير مختوما ب (ويه) 5- أن يكون علما على وزن فعل، نحو: (عمر) 6- أن يكون علما مزيدا في آخره ألف ونون، مثل: (عثمان) ب- وأما الصفة فتمنع من الصرف في المواضع الثلاثة الآتية: 1- أن تأتي الصفة على وزن (أفعل) والمؤنث فعلاء، نحو (أفضل) . 2- أن تأتي الصفة على وزن (فعلان) والمؤنث (فعلى) ك (عطشان، عطشى)3- أن تكون صفة من الألفاظ الآتية: مثل: لفظ (أخر) ك (فعدة من أيام أخر) ومثل لفظ (مثنى وثلاث) [سورة الفجر (89) : الآيات 15 الى 16] فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (16) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل لحالات الإنسان (الإنسان) مبتدأ مرفوع (ما) زائدة (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب أمّا، و (النون) في (أكرمن) للوقاية جاءت قبل ياء المتكلّم التي حذفت لمناسبة الفاصلة. جملة: «أمّا الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الشرط إذا وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة على نيّة التأخير. وجملة: «ابتلاه ربّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب أمّا- وهو خبر المبتدأ-. وجملة: «أكرمه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ابتلاه ربّه. وجملة: «نعّمه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ابتلاه ربّه. وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الإنسان) «7» . وجملة: «ربّي أكرمن ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «أكرمن ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّي) . 16- (الواو) عاطفة (أمّا إذا ... أهانن) تعرب كالأولى مفردات وجملا «8» ، (عليه) متعلّق ب (قدر) . [سورة الفجر (89) : الآيات 17 الى 20] كَلاَّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (20) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر عن المفهوم السابق (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية في الموضعين، وحذفت إحدى التاءين من (تحاضّون) ، (على طعام) متعلّق ب (تحاضّون) ، (أكلا) مفعول مطلق منصوب، ومثله (حبّا) وهو نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر.. جملة: «لا تكرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لا تحاضّون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تأكلون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (18) تحاضّون: فيه حذف إحدى التاءين، أصله تتحاضّون. (طعام) ، اسم مصدر بمعنى إطعام من الرباعيّ أطعم، وإذا كان بمعنى ما يؤكل فهو جامد بحذف مضاف أي بذل طعام المسكين. (19) التراث: اسم لما يتركه الميّت من الميراث.. وفيه إبدال الواو تاء، أصله الوراث تخفيفا للفظ مثل تجاه وتخمة.. وزنه فعال بضمّ الفاء. (أكلا) مصدر سماعيّ للثلاثيّ أكل، وزنه فعل بفتح فسكون. (لمّا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ لمّ بمعنى جمع، استعمل في الآية استعمال الصفة مبالغة أي الجمع الكثير. (20) جمّا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ جمّ الشيء- بالرفع- أي كثر باب ضرب، وهو أيضا مصدر سماعيّ للفعل وصف به مبالغة.. وزنه فعل بفتح فسكون. [سورة الفجر (89) : الآيات 21 الى 24] كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى (23) يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (24) الإعراب: (كلّا) لردع الكافرين عن جمع المال والبخل به (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب يتذكّر (دكّا) مفعول مطلق منصوب، والثاني توكيد للأول منصوب ومثله (صفّا) ، (يومئذ) ظرف مضاف إلى اسم ظرفيّ، منصوب- أو مبنيّ- بدل من إذا (بجهنّم) نائب الفاعل لفعل (جيء) ، (يومئذ) توكيد للأول (الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الذكرى) ، (له) متعلّق بالخبر المقدّم (يا) للتنبيه (لحياتي) متعلّق ب (قدّمت) .. جملة: «دكّت الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جاء ربّك- أي أمره-» في محلّ جرّ معطوفة على جملة دكّت. وجملة: «جيء ... بجهنّم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة دكّت. وجملة: «يتذكّر الإنسان» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أنّى له الذكرى ... » في محلّ نصب حال- أو اعتراضيّة لا محلّ لها-. وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «9» . وجملة: «ليتني قدّمت ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «قدّمت ... » في محلّ رفع خبر ليت. البلاغة فن الإفراط في الصفة: في قوله تعالى «وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا» وهذا الفن هو أن يذكر المتكلم حالا، لو وقف عندها، لأجزأت فلا يقف عندها حتى يزيد في كلامه ما يكون أبلغ في معنى قصده. وفي الآية الكريمة، لو أنه قال: صفا ووقف لأجزأه ذلك، ولكن لم يقف عنده، بل تعداه ليكون الكلام أبلغ. الفوائد: - حذف الاسم المضاف: وورد ذلك في الآية التي نحن بصددها (وَجاءَ رَبُّكَ) أي أمر ربك. وكذلك قوله تعالى (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) أي (أتى أمر الله) . ومن حذف المضاف ما نسب فيه حكم شرعي إلى ذات، لأن الطلب لا يتعلّق إلا بالأفعال، كقوله تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) أي استمتاعهن، (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) أي أكلها، (حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ) أي تناولها. ومن ذلك ما علق فيه الطلب بما قد وقع، كقوله تعالى: (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) أي بمضمونها، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ) أي بمقتضاه، ومنه (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) أي أهل القرية وأهل العير، (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) أي أهل مدين، (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) أي أهل قرية ومن ذلك نيابة المصدر عن الزمان، كقولنا: جئتك طلوع الشمس، أي وقت طلوعها وقولك: أفطرت غروب الشمس، أي وقت غروبها، أما لو قلت (جئتك مقدم الحاج) فهنا لم ينب المصدر عن الزمان لأن (مقدم) اسم لزمن القدوم. [سورة الفجر (89) : الآيات 25 الى 26] فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ (26) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (يومئذ) متعلّق ب (يعذّب) المنفيّ، (عذابه) مفعول مطلق نائب عن المصدر- هو اسم مصدر- والضمير يعود على الله المفهوم من سياق الآية (وثاقه) مثل عذابه» .. جملة: «لا يعذّب ... أحد» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يوثق ... أحد» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (وثاقه) ، إمّا اسم مصدر من الرباعيّ أوثق بمعنى الإيثاق«10»، أو هو اسم جامد بمعنى القيد أو الحبل، وزنه فعال بفتح الفاء.. وانظر الآية (4) من سورة القتال أي (محمّد) . [سورة الفجر (89) : الآيات 27 الى 30] يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الإعراب: (أيّتها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و (ها) للتنبيه (النفس) بدل من أيّتها- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (إلى ربّك) متعلّق ب (ارجعي) ، (راضية) حال منصوبة من فاعل ارجعي،وكذلك (مرضيّة) ، (الفاء) عاطفة (في عبادي) متعلّق ب (ادخلي) بحذف مضاف أي في زمرة عبادي.. جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة «11» . وجملة: «ارجعي ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «ادخلي (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: «ادخلي (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. الصرف: (28) مرضيّة: مؤنّث مرضيّ، اسم مفعول من الثلاثيّ رضي، وزنه مفعول، وفيه إعلال بالقلب أصله مرضوي- بياء في آخره- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة. انتهت سورة «الفجر» ويليها سورة «البلد» __________ (1) جعل بعض المعربين جواب القسم قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ. (2) وللشفع معان منها الصلوات، ودرجات الجنّة، والتضاد في أوصاف المخلوقين، ويوم النحر، وعشر ذي الحجّة.. وقيل آدم لأنه شفع بزوجته حواء. (3) أو في محلّ نصب مفعول مطلق عامله فعل أي ألم تر أنّ ربّك فعل فعلا عظيما بعاد.. (4) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة استئناف بيانيّ.. ويجوز أن يكون مفعولا به بفعل محذوف للمدح. (5) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم مقطوع عن الوصف للذمّ.. ويجوز أن يكون نعتا لعاد وثمود وفرعون ... (6) أو متعلّق بحال من فاعل أكثروا. (7) وأصل التركيب: مهما يكن فالإنسان يقول ... (8) ويلاحظ أن جملة: يقول.. هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي الإنسان ... (9) أو هي بدل اشتمال من جملة يتذكّر. (10) أو هو مفعول به إذا كان الوثاق بمعنى القيد أو الحبل ونحوه. [.....] (11) أو هي مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله تبارك وتعالى للنفس المؤمنة: يأيّتها النفس ...
__________________
|
#573
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة البلد الحلقة (573) من صــ330 الى صـ 337 سورة البلد آياتها 20 آية [سورة البلد (90) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4) الإعراب: (لا) زائدة «1» ، (بهذا) متعلّق ب (أقسم) (الواو) اعتراضيّة (بهذا) متعلّق ب (حلّ) ، (والد) معطوف على (هذا) الأول مجرور (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على (والد) ، (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (في كبد) متعلّق بحال من المفعول.. جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أنت حلّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «ولد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم. الصرف: (4) كبد: اسم بمعنى المشقّة، أو مصدر الثلاثيّ كبد الرجل إذا وجعه كبده، باب فرح، ثم استعمل في كلّ تعب، وزنه فعل بفتحتين. [سورة البلد (90) : آية 5] أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التهديديّ (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف يعود على الإنسان أي أنه.. (عليه) متعلّق ب (يقدر) والمصدر المؤوّل (أن لن يقدر..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب. جملة: «يحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «لن يقدر عليه أحد ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة. [سورة البلد (90) : آية 6] يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (6) الإعراب: الضمير الفاعل في (يقول) يعود على شخص بعينه «2» . جملة: «يقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أهلكت ... » في محلّ نصب مقول القول. الصرف: (لبدا) ، جمع لبدة، اسم بمعنى الكثرة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع فعل بضمّ ففتح «3» . [سورة البلد (90) : آية 7] أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) الإعراب: مرّ إعراب نظيرها «4» مفردات وجملا، والاستفهام فيها إنكاريّ. [سورة البلد (90) : الآيات 8 الى 17] أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «5» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة. جملة: «نجعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هديناه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. 10- 11 (الفاء) عاطفة (لا) نافية «6» ، (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين، خبر الأول جملة أدراك، وخبر الثاني (العقبة) بحذف مضاف أي: اقتحام العقبة.. وجملة: «لا اقتحم العقبة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هديناه. وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما العقبة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان ل (أدراك) . 11- 17 (فكّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (أو) حرف عطف في الموضعين (إطعام) معطوف على فكّ مرفوع «7» (في يوم) متعلّق بالمصدر إطعام (يتيما) مفعول به للمصدر إطعام (مسكينا) معطوف على (يتيما) منصوب (ثمّ) حرف عطف (من الذين) متعلّق بخبر كان (بالصبر) متعلّق ب (تواصوا) الأول (بالرحمة) متعلّق ب (تواصوا) الثاني. وجملة: « (هي) فكّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «كان من الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا اقتحم «8» . وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تواصوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا. وجملة: «تواصوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة تواصوا (الأولى) . الصرف: (9) شفتين: مثنّى شفة، اسم ذات للعضو المعروف في الوجه، وفي (شفة) حذف اللام، والأصل شفهة بدليل تصغيرها على شفيهة، وجمعها على شفاه.. ولا تجمع جمعا سالما فوزن شفة فعة بفتحتين. (10) النجدين: مثنّى نجد، اسم بمعنى الطريق المرتفع وقصد به هنا طريق الخير والشرّ، وقيل هما الثديان.. ووزن نجد فعل بفتح فسكون. (11) العقبة: اسم للطريق الصعب في الجبل، وأستعير هنا لمجاهدة النفس في فعل الطاعات وترك المحرّمات، أو هو ترشيح لاستعارة النجدين للخير والشر، وزنه فعلة بثلاث فتحات. (13) فكّ: مصدر سماعيّ للثلاثيّ فكّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون. (14) مسغبة: مصدر ميميّ من الثلاثيّ سغب باب فرح بزيادة التاء للمبالغة أو باب نصر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين. (15) مقربة: مثل مسغبة من باب كرم. (16) متربة: مثل مسغبة من باب فرح أي أصابه التراب بمعنى افتقر. (17) المرحمة: مثل مسغبة من باب فرح. البلاغة 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» . أي طريقي الخير والشر، حيث استعار النجدين للخير والشر، وحذف المشبه وأبقى المشبه به وقد وصف سبيل الخير بالرفعة والنجدية، بخلاف سبيل الشر، فإن فيه هبوطا من ذروة الفطرة إلى حضيض الشقاوة، فهو على التغليب أو على توهم المتخيلة. 2- الاستعارة: في قوله تعالى «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ» . العقبة الطريق الوهر في الجبل وفي البحر، هي ما صعب منه وكان صعودا. وهي هنا استعارة لما فسرت به من الأعمال الشاقة المرتفعة القدر عند الله تعالى، والقرينة ظاهرة، وإثبات الاقتحام المراد به الفعل، والكسب ترشيح. الفوائد: - عمل المصدر عمل فعله: في هاتين الآيتين عمل المصدر عمل فعله، في قوله تعالى (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) فالمصدر إطعام عمل عمل فعله فنصب مفعولا وهو (يتيما) . وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بعمل المصدر عمل فعله. يعمل المصدر الصريح عمل فعله في موضعين اثنين: 1- إذ صح أن يحل محله (أن والفعل) كما في الآية الكريمة، بتأويل (أو أن تطعم يتيما) أو (ما والفعل) كقوله تعالى (تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) والتقدير: (كما تخافون أنفسكم) . ويعمل المصدر بهذه الحال، سواء أكان مضافا كقوله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) أم منونا، كما في الآية الكريمة أم محلّى ب (آل) وهذا قليل جدا في اللغة، وذلك كقول الشاعر: ضعيف النكاية أعداءه ... يخال الفرار يراخي الأجل الشاهد فيه المصدر (النكاية) نصب أعداءه على المفعولية. 2- إذا كان نائبا عن الفعل: مثل (أداء الواجب) (حفظا الحقّ) فهذان مصدران نابا عن فعلهما. والتقدير أدّ الواجب، احفظ الحق. والمصدر يعرب في هذه الحال مفعولا مطلقا لفعل محذوف. وهذا المصدر النائب عن الفعل يكون منصوبا دائما ويلزم حالة واحدة أينما وقع. [سورة البلد (90) : الآيات 18 الى 20] أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) الإعراب: (الواو) عاطفة (بآياتنا) متعلّق ب (كفروا) ، (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (أصحاب) ، (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (نار) . جملة: «أولئك أصحاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) . وجملة: «عليهم نار ... » في محلّ رفع خبر ثان «9» . الصرف: (20) مؤصدة: اسم مفعول من الرباعيّ آصد بمعنى أطبق وزنه مفعلة بضمّ الميم وفتح العين. انتهت سورة «البلد» ويليها سورة «الشمس» __________ (1) قيل هي نافية و (الواو) بعدها حاليّة، والجملة حال أي: لا أقسم بهذا البلد وأنت مقيم فيه لعظم قدرك- أو مستحلّ فيه..- بل أقسم بك. (2) هو أبو الأشدّ بن كلدة- بضمّ الشين- أو أسيد بن كلدة. (3) وانظر الآية (19) من سورة الجنّ. (4) في الآية (5) من هذه السورة. (5) أو متعلّق ب (نجعل) بتضمينه معنى نخلق. (6) جاءت الآيات غير مكرّر فيها (لا) لدلالة آخر الكلام على تكرارها أي: فلا اقتحم العقبة ولا آمن.. وهي عند أبي زيد بمعنى هلا للتحضيض. (7) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف والجملة معطوفة على جملة (هي) فكّ بالعاطف أو. (8) داخلة تحت معنى النفي أو هي مثبتة إن لم يكن ثمّة نفي في الجملة الأولى. (9) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.
__________________
|
#574
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة الشمس الحلقة (574) من صــ338 الى صـ 350 سورة الشمس آياتها 15 آية [سورة الشمس (91) : الآيات 1 الى 8] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالشَّمْسِ وَضُحاها (1) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (2) وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (4) وَالسَّماءِ وَما بَناها (5) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (6) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (8) الإعراب: (والشمس) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل أقسم المقدّر، وكذلك في الموضعين التاليين (ما) حرف مصدريّ «1» في المواضع الثلاثة (الفاء) عاطفة ... والمصدر المؤوّل (ما بناها..) في محلّ جرّ معطوف على السماء. والمصدر المؤوّل (ما طحاها..) في محلّ جرّ معطوف على الأرض. والمصدر المؤوّل (ما سوّاها) في محلّ جرّ معطوف على نفس. جملة: « (أقسم) بالشمس ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «تلاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «جلّاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «يغشاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «بناها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول. وجملة: «طحاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني. وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثالث. وجملة: «ألهمها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّاها.. وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثنّ «2» . الصرف: (2) تلاها: فيه إعلال بالقلب أصله تلوها- مضارعه يتلو- بفتح الواو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا. (3) جلّاها: فيه إعلال بالقلب، أصله جلّيها- بتحريك الياء بالفتح- قلبت الياء ألفا لأنها تحرّكت بعد فتح. (6) طحاها: أي بسطها.. فيه إعلال بالقلب قيل أصله طحوها وقيل طحيها.. جاء في القاموس طحا كسعى بمعنى بسط، وطحا يطحو بعد وهلك وألقى إنسانا على وجهه، والطحا المنبسط من الأرض. (8) فجور: مصدر سماعيّ للثلاثيّ فجر، وزنه فعول بضمّ الفاء والعين. [سورة الشمس (91) : الآيات 9 الى 10] قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10) الإعراب: (قد) حرف تحقيق في الموضعين (من) موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين.. جملة: «قد أفلح من ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» . وجملة: «زكّاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول. وجملة: «قد خاب من ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «دسّاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانيّ. الصرف: (9) زكّاها: فيه إعلال بالقلب، عين الفعل في المجرد واو تحرّكت بعد فتح قلبت ألفا. (10) خاب: فيه إعلال بالقلب، أصله خيب- مضارعه يخيب- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. (دسّاها) قيل الألف منقلبة عن سين والأصل دسّسها- بثلاث سينات- فلمّا توالت الأمثال قلبت السين ياء، ثمّ جرى فيه إعلال بالقلب.. قال أهل اللغة: والأصل دسّسها من التدسيس وهو إخفاء الشيء في الشيء فأبدلت سينه ياء. [سورة الشمس (91) : الآيات 11 الى 14] كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14) الإعراب: (بطغواها) متعلّق ب (كذّبت) ، و (الباء) للسببيّة، أو للاستعانة المجازيّة (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق ب (كذّبت) ، (الفاء) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قال) ، (ناقة) مفعول به لفعل محذوف على التحذير أي: ذروا ناقة الله، أي: احذروا عقرها (سقياها) معطوف على ناقة منصوب.. جملة: «كذّبت ثمود» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «انبعث أشقاها» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «قال لهم رسول ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: « (ذروا) ناقة الله ... » في محلّ نصب مقول القول. 14- (الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (عليهم) متعلّق ب (دمدم) بمعنى أطبق (بذنبهم) متعلّق ب (دمدم) و (الباء) للسببيّة. وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال لهم. وجملة: «عقروها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوه. وجملة: «دمدم عليهم ربّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروها. وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دمدم. الصرف: (11) طغواها: مصدر سماعيّ للثلاثيّ طغا يطغو باب نصر، وطغى يطغى باب فتح، وزنه فعلى. (13) سقياها: الاسم من السقي أو ما يسقى به، وزنه فعلى بضمّ فسكون، والألف في (السقيا) ترسم طويلة لمجيء الياء قبلها.. الفوائد: - الإغراء والتحذير: 1- التحذير أسلوب في الكلام يراد منه تنبيه المخاطب إلى أمر مكروه ليجتنبه. 2- الإغراء: أسلوب في الكلام يراد منه ترغيب المخاطب بأمر محمود ليقوم به. 3- يشترك أسلوبا التحذير والإغراء بالصور الآتية: أ- أن يذكر المحذر منه والمغرى به مفردا منصوبا بفعل محذوف جوازا، مثل: (الكذب فإنه طريق الشر) أي احذر الكذب، (الصدق فإنه طريق البرّ) أي الزم الصدق. وهنا حذف الفعل جائز، أي أن ذكره غير خطأ. ب- أن يرد كل منهما مكررا، مثل (الكذب الكذب فإنه طريق الفجور) ، (الصدق الصدق فإنه طريق البر) . ج- أن يرد كل منهما معطوفا عليه، مثل (الأمانة والإحسان فإنهما من خلق المؤمن) (الكذب والغشّ فإنهما طريق الهلاك) وفي الحالتين الأخيرتين: (ب، ج) يجب حذف الفعل. ونعرب الاسم: منصوبا على الإغراء والتحذير، فإن تكرر نعرب المكرر توكيدا لفظيا لا محلّ له من الإعراب، أما المعطوف فهو اسم معطوف على المغرى به أو المحذر منه. وينفرد التحذير بصورة، وهي تصديره بضمير النصب (إيّاك) وفروعه: إياكما- إياكم- إياكن- ... إلخ) ويأتي بعده المحذر منه معطوفا عليه، أو مجرورا بمن، مثل: (إياك والكذب) أو (إياك من الكذب) . ونعرب إياك: في محلّ نصب على التحذير، والكذب: الواو حرف عطف. الكذب مفعول به لفعل محذوف تقديره اجتنب أي (احذر إياك واجتنب الكذب) . [سورة الشمس (91) : آية 15] وَلا يَخافُ عُقْباها (15) الإعراب: (الواو) حالية- أو استئنافيّة- (لا) نافية، وفاعل (يخاف) ضمير يعود على فاعل سوّاها أي الله «4» . جملة: «لا يخاف ... » في محلّ نصب حال من فاعل سوّاها «5» . الصرف: (يخاف) ، فيه إعلال بالقلب أصله يخوف- بفتح الواو- مصدره الخوف، نقلت حركة الواو إلى الخاء ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها.. (عقباها) ، اسم بمعنى جزاء الأمر أو عاقبته، وزنه فعلى بضمّ الفاء وسكون العين. البلاغة الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَلا يَخافُ عُقْباها» . أي عاقبتها وتبعتها كما يخاف المعاقبون من الملوك عاقبة ما يفعلونه وتبعته، فهو استعارة تمثيلية، لإهانتهم وأنهم أذلاء عند الله جل جلاله. انتهت سورة «الشمس» ويليها سورة «الليل» سورة الليل آياتها 21 آية [سورة الليل (92) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (1) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (2) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) الإعراب: (والليل) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف بمعنى حين مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (أقسم) في الموضعين (ما) حرف مصدريّ «6» ، وفاعل (خلق) ضمير مستتر تقديره هو أي الله (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة. جملة: « (أقسم) بالليل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «يغشى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تجلّى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . والمصدر المؤوّل (ما خلق ... ) في محلّ جرّ معطوف على المقسم به الليل. وجملة: «إنّ سعيكم لشتّى» لا محلّ لها جواب القسم. الفوائد تناسق وانسجام: من بديع ما في كتاب الله عز وجل تناسقه وانسجامه بصورة رائعة متناهية في الروعة والجمال، ومن أمثلة ذلك ما ورد في هذه السورة الكريمة، حيث تناسق إطار السورة مع مضمونها، فجاء الإطار متناسقا متوافقا مع معاني السورة وأفكارها، فالسورة تفتتح بقوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) فهما صورتان متعاكستان: صورة الليل عند ما يستر بظلامه، وصورة النهار عند ما يتجلى وينكشف لذي عينين لذا فقد جاء موضوع السورة متناسقا منسجما مع هذا المطلع الرائع، فقوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) فإنها توافق صورة النهار بضيائه وإشراقه وجماله، وأما قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) فتوافق صورة الليل بظلامه وسواده، ومن هنا نلاحظ أسرار كتاب الله عز وجل التي لا تنفد أبدا، كما نلاحظ الروابط التي تمسك بآياته بحالة من التآلف البديع والانسجام الرائع. [سورة الليل (92) : الآيات 5 الى 11] فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (10) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (11) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ (الواو) عاطفة في الموضعين (بالحسنى) متعلّق ب (صدّق) ، (الفاء) رابطة لجواب أمّا (السين) للاستقبال (لليسرى) متعلّق ب (نيسّر) . جملة: «من أعطى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أعطى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «اتّقى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «صدّق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «سنيسّره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «7» . 8- 11 (الواو) عاطفة (أمّا من بخل ... للعسرى) مثل السابقة (ما) نافية «8» ، (عنه) متعلّق ب (يغني) ، (إذا) ظرف في محلّ نصب متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر.. وجملة: «يغني ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سنيسّره للعسرى. وجملة: «تردّى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره ما يغني عنه ماله. الصرف: (10) العسرى: اسم بمعنى الضيق والشدّة، أو اسم تفضيل مؤنّث الأعسر ضد اليسرى وزنه فعلى بضمّ فسكون. (11) تردّى: فيه إعلال بالقلب، أصله تردّى- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا. [سورة الليل (92) : الآيات 12 الى 18] إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (12) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (14) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (18) الإعراب: (علينا) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (الهدى) اسم إنّ منصوب (إنّ لنا للآخرة) مثل إنّ علينا للهدى (الفاء) عاطفة (نارا) مفعول به ثان منصوب (تلظّى) مضارع محذوف منه إحدى التاءين (لا) نافية (إلّا) للحصر. جملة: «إنّ علينا للهدى» لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ لنا للآخرة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أنذرتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «تلظّى ... » في محلّ نصب نعت ل (نارا) . وجملة: «لا يصلاها إلّا الأشقى» في محلّ نصب نعت ثان ل (نارا) «9» . 16- 18 (الذي) في محلّ رفع نعت للأشقى «10» ، والثاني نعت للأتقى «11» ، (ماله) مفعول أول أو ثان منصوب والآخر مقدّر. وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الأول. وجملة: «تولّى» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «سيجنّبها الأتقى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يصلاها ... وجملة: «يؤتي ماله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «يتزكّى ... » في محلّ نصب حال من فاعل يؤتي «12» . الصرف: (14) تلظّى، فيه حذف إحدى التاءين أصله تتلظّى.. وفيه إعلال بالقلب، قلبت الياء- لام الكلمة- ألفا لأنها متحرّكة بعد فتح. (17) الأتقى: فيه إعلال بالقلب قياسه كفعل تلظّى. [سورة الليل (92) : الآيات 19 الى 21] وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (19) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضى (21) الإعراب: (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- (ما) نافية (لأحد) متعلّق بخبر مقدّم (عنده) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من نعمة «13» ، (نعمة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إلّا) للاستثناء «14» ، (ابتغاء) منصوب على الاستثناء المنقطع «15» ، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (سوف) للاستقبال، وفاعل (يرضى) ضمير يعود على الأتقى «16» .. جملة: «ما لأحد ... من نعمة» لا محلّ لها استئنافيّة «17» . وجملة: «تجزى ... » في محلّ رفع نعت لنعمة. وجملة: «سوف يرضى ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. انتهت سورة «الليل» ويليها سورة «الضحى» __________ (1) إذا جاز استعمال (ما) لمن يعقل أو لآحاد أولي العلم فهو اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السماء، وكذلك في الموضعين التاليين. (2) أو ليدمدمنّ الله على كفّار مكّة- كما جاء في الكشّاف- ويجوز أن يكون جواب القسم جملة قد أفلح ... - في الآية (9) من هذه السورة- بحذف اللام لطول الكلام. (3) أو هي جواب القسم، واللام فيها محذوفة لطول الكلام. (4) يجوز أن يكون عائدا على الرسول المنذر.. أو يعود على عاقر الناقة. [.....] (5) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها. (6) أو هو موصول استعمل للعاقل بمعنى من أي الله في محلّ جرّ معطوف على الليل. (7) أصل التركيب: مهما يكن الأمر فمن أعطى.. فسنيسّره، وحذفت الفاء الثانية تخفيفا. (8) أو اسم استفهام مبتدأ خبره جملة يغني. (9) أو في محلّ نصب حال من (نارا) لتخصّصه بالوصف. (10، 11) أو خبر لمبتدأ محذوف.. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني. (12) أو هي بدل من جملة يؤتي لا محلّ لها. (13) أو متعلّق ب (تجزى) . (14) أو بمعنى لكن.. (15) أو مفعول لأجله، والعامل مقدّر وإلّا بمعنى لكن، أي: لكن فعل ذلك ابتغاء وجه ربّه ... (16) وكذلك الضمائر في (ماله، عنده، ربّه) ، وقيل نزلت هذه الآيات في حقّ أبي بكر رضي الله عنه لمّا أعتق بلالا. (17) أو في محلّ نصب حال.
__________________
|
#575
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة التين الحلقة (575) من صــ351 الى صـ 363 سورة الضحى آياتها 11 آية [سورة الضحى (93) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3) الإعراب: (والضحى) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق بفعل أقسم (ما) نافية في الموضعين.. جملة: « (أقسم) بالضحى ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «سجي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «ما ودّعك ربّك ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «ما قلى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (2) سجي: فيه إعلال بالقلب، أصله سجو- مضارعه يسجو- بمعنى سكن باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وكان حقّه أن يرسم بالألف الطويلة (سجا) ولكنّ رسم المصحف جاء بالياء غير المنقوطة (سجي) ليناسب قراءة الإمالة.. (3) قلى: فيه إعلال بالقلب، أصله قلو- مضارعه يقلو- باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا وعلّة رسمه بالألف القصيرة كعلّة سجي.. وجاء في المصباح: قليت الرجل أقليه باب ضرب إذا أبغضته، ومن باب تعب لغة، فالألف واويّة وائيّة بآن معا. البلاغة الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَاللَّيْلِ إِذا سَجى» . أي سكن أهله، على أنه من السجو وهو السكون مطلقا، والاسناد مجازي حيث أسند السكون إلى الليل وهو لأهله. الفوائد: - سبب نزول السورة: اختلف العلماء في سبب نزول هذه السورة على ثلاثة أقوال: 1- عن جندب بن سفيان البجلي قال: اشتكى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل (والضحى والليل إذا سجي) . وأخرجه الترمذي عن جندب قال كنت مع النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في غار، فدميت أصبعه، فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت قال: فأبطأ عليه جبريل، فقال المشركون: قد ودّع محمد، فأنزل الله عز وجل (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) . وقيل: إن المرأة المذكورة في الحديث المتفق عليه، هي أم جميل، امرأة أبي لهب. 2- قال المفسرون: سألت اليهود رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن الروح، وعن ذي القرنين وأصحاب الكهف، فقال: سأخبركم غدا، ولم يقل: إن شاء الله، فاحتبس الوحي عليه ثم نزل. 3- قال زيد بن أسلم: كان سبب احتباس الوحي، أن جروا كان في بيته، فلما نزل عليه عاتبه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على إبطائه، فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة. واختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه، فقيل: اثنا عشر يوما. وواضح أن الرواية الأولى أقوى في سبب النزول، وتتفق مع الواقع أكثر. [سورة الضحى (93) : الآيات 4 الى 5] وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (5) الإعراب: (الواو) عاطفة (اللام) لام القسم في الموضعين (لك) متعلّق ب (خير) ، (من الأولى) متعلّق ب (خير) .. جملة: «للآخرة خير ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم «1» . وجملة: «سوف يعطيك ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم وجملة: «ترضى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعطيك. [سورة الضحى (93) : الآيات 6 الى 8] أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (8) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (يتيما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة، ومفعول (آوى) مقدّر، وكذلك مفعولا (هدى، أغنى) ... جملة: «لم يجدك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آوى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «وجدك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «هدى» لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدك. وجملة: «وجدك (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «أغنى» لا محلّ لها معطوفة على جملة وجدك (الثانية) . الصرف: (8) عائلا: اسم فاعل من عال يعيل باب ضرب وزنه فاعل، وفيه قلب حرف العلّة همزة بعد ألف فاعل، أصله عايل أي فقير.. البلاغة: الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى» . حيث شبه الشريعة بالهدي، وعدم وجودها بالضلال، وحذف المشبه وأبقى المشبه به وهو الضلال. [سورة الضحى (93) : الآيات 9 الى 11] فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) الإعراب: (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أمّا) حرف شرط وتفصيل (اليتيم) مفعول به مقدّم عامله (تقهر) ، (الفاء) رابطة لجواب أمّا (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة في الموضعين (أمّا السائل فلا تنهر) مثل أمّا اليتيم فلا تقهر، (بنعمة) متعلّق ب (حدّث) ولا تمنع الفاء ذلك «2» .. جملة: «جملة الشرط أمّا وجوابه» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان حالك كذلك يتما وضلالا وفقرا فمهما يكن الأمر فلا تقهر اليتيم ... وجملتا الشرط وجواباهما التاليتان معطوفتان على الجملة الأولى. وجملة: «تقهر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «تنهر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «حدّث ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. الفوائد: الإحسان إلى اليتيم والسائل: في هاتين الآيتين توجيه رفيع، وخلق كريم، فهما تحضان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى ملاطفة اليتيم، وعدم زجر السائل. وهذا الخطاب ليس لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فحسب، وإنما هو لكل مؤمن. روى البغوي بسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشرّ بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، ثم قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، ويشير بأصبعيه. وعن سهل ابن سعد قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة الوسطى وفرج بينهما. وأما عدم زجر السائل، فتتحقق فيه أعلى معاني الإنسانية، قال إبراهيم النخعي: السائل يريدنا إلى الآخرة، يجيء إلى باب أحدكم فيقول: هو توجهون إلى أهليكم بشيء؟ وقيل: السائل هو طالب العلم، فيجب إكرامه وإسعافه بمطلوبه، ولا يعبس في وجهه، ولا ينهر ولا يلقى بمكروه وعلى كل حال، فالسائل مهما كان نوع سؤاله، سواء سأل المال أم أي حاجة، أو سأل أن تدله على مكان، فإما أن تحقق له سؤاله إن أمكن، وإلا فقول معروف واعتذار. انتهت سورة «الضحى» ويليها سورة «الإنشراح» سورة الانشراح آياتها 8 آيات [سورة الشرح (94) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (4) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (لك) متعلّق ب (نشرح) ، (عنك) متعلّق ب (وضعنا) ، (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لوزرك (لك) متعلّق ب (رفعنا) . جملة: «ألم نشرح ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «وضعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «أنقض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) وجملة: «رفعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. البلاغة: الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» . حيث شبه حاله (صلّى الله عليه وسلّم) وهو ينوء تحت ما يتخيله وزرا- وليس بوزر- بحال من أتعبه الحمل الثقيل، وبرح به الجهد والحر اللافح، فهو يمشي مجهودا مكدورا، يكاد يسقط من ثقل ما ينوء بحمله. ووضع الوزر كناية عن عصمته (صلّى الله عليه وسلّم) عن الذنوب وتطهيره من الأدناس. عبّر عن ذلك بالوضع على سبيل المبالغة في انتفاء ذلك، كما يقول القائل: رفعت عنك مشقة الزيارة، لمن لم يصدر منه زيارة، على طريق المبالغة في انتفاء الزيارة منه. [سورة الشرح (94) : الآيات 5 الى 6] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر إنّ في الموضعين.. جملة: «إنّ مع العسر يسرا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إنّ مع العسر يسرا (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة «3» . الفوائد: - لن يغلب عسر يسرين: تكرر اليسر لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء، قال الحسن: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أبشروا فقد جاءكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين وقال ابن مسعود: لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر، حتى يدخل عليه ويخرجه. إنه لن يغلب عسر يسرين. قال المفسرون، في معنى قوله: لن يغلب عسر يسرين: إن الله تعالى كرر لفظ العسر، وذكره بلفظ المعرفة، وكرر اليسر بلفظ النكرة. ومن عادة العرب، إذا ذكرت اسما معرفا، ثم أعادته، كان الثاني هو الأول وإذا ذكرت اسما نكرة، ثم أعادته، كان الثاني غير الأول. وقال بعضهم، إن مع العسر الذي في الدنيا للمؤمن يسرا في الآخرة. وربما اجتمع اليسران: يسر الدنيا وهو ما ذكره في الآية الأولى، ويسر الآخرة وهو ما ذكره في الآية الثانية. فقوله: لن يغلب عسر يسرين، أي إن عسر الدنيا لن يغلب اليسر الذي وعده الله المؤمنين في الدنيا واليسر الذي وعدهم في الآخرة، وإنما يغلب أحدهما، وهو يسر الدنيا. فأما يسر الآخرة، فدائم أبدا غير زائل. قال القشيري كنت يوما في البادية، بحالة من الغم، فألقي في روعي بيت شعر فقلت: أرى الموت لمن أصب---- ... ح مغموما له أروح فلما جنّ الليل سمعت هاتفا يهتف في الهواء: ألا يا أيها المرء ... الذي الهمّ به برّح وقد أنشد بيتا لم يزل في فكره يسنح إذا اشتد بك العسر ... ففكر في ألم نشرح فعسر بين يسرين إذا أبصرته فافرح قال: فحفظت الأبيات ففرج الله عني. [سورة الشرح (94) : الآيات 7 الى 8] فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) الإعراب: (الفاء) عاطفة (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (الواو) عاطفة (إلى ربّك) متعلّق ب (ارغب) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر. جملة: «فرغت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «انصب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «ارغب ... » جواب شرط مقدّر أي: إن دعتك الحاجة إلى مسألة فارغب إلى ربّك فيها. انتهت سورة «الشرح» ويليها سورة «التين» سورة التّين آياتها 8 آيات [سورة التين (95) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (5) الإعراب: (والتين) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (هذا) اسم إشارة في محلّ جرّ معطوف على التين، (البلد) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- مجرور (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (في أحسن) متعلّق بحال من الإنسان (ثم) للعطف (أسفل) حال منصوبة من ضمير الغائب (في رددناه) «4» .. جملة: « (أقسم) بالتين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «رددناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (1) التين: اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعل بكسر فسكون. (الزيتون) ، اسم علم لجبل بعينه في الشام، أو اسم الفاكهة المعروفة اسم جنس، وزنه فعلون بفتح فسكون. (2) سينين: اسم علم لجبل بعينه في مصر، قيل معناه المبارك، وزنه فعليل بكسر الفاء وسكون العين. (4) تقويم: مصدر قياسيّ للرباعيّ قوّم، وزنه تفعيل، معناه التعديل والاستقامة. [سورة التين (95) : آية 6] إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) الإعراب: (إلّا) للاستثناء «5» ، (الذين) موصول في محلّ نصب مستثنى«6»» ، (الفاء) زائدة (لهم) متعلّق بخبر مقدم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع. جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «لهم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. [سورة التين (95) : آية 7] فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام للإنكار في محلّ رفع مبتدأ (بعد) ظرف مبني على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (يكذّبك) «7» ، (بالدين) متعلّق ب (يكذّبك) . جملة: «ما يكذّبك ... » لا محلّ لها استئنافيّة. البلاغة الالتفات: في قوله تعالى «فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ» . خطاب للإنسان على طريقة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، لتشديد التوبيخ والتبكيت، أي فما يجعلك كاذبا بسبب الجزاء وإنكاره بعد هذا الدليل. [سورة التين (95) : آية 8] أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (8) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ (أحكم) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس. جملة: «أليس الله بأحكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (أحكم) ، اسم التفضيل من الثلاثيّ حكم بمعنى قضى، وزنه أفعل. الفوائد: - ذكر ما لا يتعلق من حروف الجر: يستثني من قولنا: «لا بد لحرف الجر من متعلق» الحرف الزائد كالباء ومن في قوله تعالى (وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً) (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) ، وذلك لأن معنى التعلق الارتباط المعنوي، والأصل أن أفعالا قصرت عن الوصول إلى الأسماء فأعينت على ذلك بحروف الجر. والزائد إنما دخل في الكلام تقوية له وتوكيدا، ولم يدخل للربط. وقول الحوفي إن الباء في قوله تعالى (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) متعلقة وهم، نعم يصح في اللام المقوية أن يقال إنها متعلقة بالعامل المقوّي، كقوله تعالى (مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) و (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) و (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) لأن التحقيق أنها ليست زائدة محضة، لما تخيل في العامل من الضعف الذي نزله منزلة القاصر، ولا معدية محضة لاطراد صحة إسقاطها، فلها منزلة بين المنزلتين. انتهت سورة «التين» ويليها سورة «العلق» __________ (1) في الآية (3) من السورة وأتي باللام لأنّ الكلام مثبت بعد منفيّ. (2) لأن الفاء في حكم الزائدة، أو لأنها متأخرة من تقدّم. [.....] (3) إنّ خلوّ (يسرا) الثاني من الضمير أو (ال) يجعله مغايرا ل (يسرا) الأول، ومن هنا جاء مفهوم الاستئناف. (4) أو هو ظرف منصوب متعلّق ب (رددناه) بحذف موصوف أي مكانا أسفل. (5) أو بمعنى لكن. (6) والنصب على الاستثناء المتّصل أو المنقطع بحسب الآراء المختلفة في تفسير الآية الكريمة.. وهو مبتدأ إن كان (إلّا) بمعنى لكن خبره جملة لهم أجر بزيادة الفاء. (7) انقطع الظرف عن الإضافة لفظا لا معنى فبني على الضمّ، وأصل الكلام: ما يكذّبك بعد ذكر خلق الإنسان وردّه ...
__________________
|
#576
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة العلق الحلقة (576) من صــ364 الى صـ 375 سورة العلق «1» آياتها 19 آية [سورة العلق (96) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (2) الإعراب: (باسم) متعلّق بحال من فاعل اقرأ أي متلبسا باسم، أو مبتدئا باسم.. (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت لربّك (من علق) متعلّق ب (خلق) الثاني. جملة: «اقرأ ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «خلق (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «خلق (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» . الفوائد: - بداية الوحي: قال أكثر المفسرين: هذه السورة أول سورة نزلت من القرآن الكريم، وأول ما نزل خمس آيات من أولها، إلى قوله (ما لَمْ يَعْلَمْ) . عن عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) من الوحي الرؤيا الصالحة: (وفي مسلم) الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، يتحنث فيه (وهو التعبد الليالي ذوات العدد) قبل أن يرجع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الوحي. وفي رواية: فجأه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) . فرجع بها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، ثم قال لخديجة: أي خديجة مالي؟ وأخبرها الخبر، قال: خشيت على نفسي. قالت له خديجة: كلا، أبشر، فو الله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة، حتى أتت به ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خبره، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أو مخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. ثم لم يلبث ورقة أن توفي، وفتر الوحي. زاد البخاري، قال: وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) - فيما بلغنا- حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق، فكلما أوفى بذروة جبل تبدي له جبريل فقال: يا محمد، إنك رسول الله، فيسكن لذلك جأشه، وتقر عينه فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فقال له جبريل مثل ذلك. [سورة العلق (96) : الآيات 3 الى 5] اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (5) الإعراب: (الواو) حاليّة (الذي) في محلّ رفع نعت للأكرم «3» ، (بالقلم) متعلّق ب (علّم) و (الباء) للاستعانة «4» . جملة: «اقرأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد. وجملة: «ربّك الأكرم» في محلّ نصب حال من فاعل اقرأ. وجملة: «علّم بالقلم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «علّم الإنسان» لا محلّ لها بدل من (علّم بالقلم) . وجملة: «لم يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «5» . الصرف: (3) الأكرم: هو بصيغة اسم التفضيل وزنه أفعل ولكنّه في المعنى مبالغة الكرم أي كرمه يزيد على كل كرم. [سورة العلق (96) : الآيات 6 الى 7] كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (7) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر «6» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد، (أن) حرف مصدريّ، والضمير في (رآه) يعود على الإنسان أي رأى نفسه. والمصدر المؤوّل (أن رآه..) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق ب (يطغى) أي لرؤية نفسه مستغنيا. جملة: «إنّ الإنسان ليطغى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يطغى ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «رآه ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . وجملة: «استغنى» في محلّ نصب مفعول به ثان للرؤية القلبيّة. الصرف: (7) رآه: المدّة فيه من همزة وألف ساكنة وهما عين الكلمة ولأمها، ولمّا جاء ضمير الغائب أدغمت الألفان ووضعت المدّة فوقها لتوسّطها العارض، والأصل رأى. [سورة العلق (96) : آية 8] إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (8) الإعراب: (إلى ربّك) متعلّق بخبر إنّ (الرجعى) اسم إنّ منصوب،وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. جملة: «إنّ إلى ربّك الرجعى ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الرجعى) مصدر سماعيّ للثلاثي رجع، وزنه فعلى بضم فسكون.. وهناك الرجوع والمرجع بكسر الجيم. [سورة العلق (96) : الآيات 9 الى 10] أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (9) عَبْداً إِذا صَلَّى (10) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ «7» ، (عبدا) مفعول به منصوب عامله ينهى (إذا) ظرف مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (ينهى) .. جملة: «أرأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ينهى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «صلّى» في محلّ جرّ مضاف إليه. [سورة العلق (96) : الآيات 11 الى 12] أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (12) الإعراب: (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (على الهدى) متعلّق بخبر كان (أو) للعطف (بالتقوى) متعلّق ب (أمر) جملة: «أرأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «إن كان على الهدى ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أمر» لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه معنى التعجّب المتقدّم، أو معنى الاستفهام في قوله: ألم يعلم بأنّ الله يرى ... [سورة العلق (96) : الآيات 13 الى 14] أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى (14) الإعراب: مفعول (رأيت) محذوف دلّ عليه (الذي ينهى..) «8» ، (كذّب) في محلّ جزم فعل الشرط ومثله (تولّى) ، (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ.. والمصدر المؤوّل (أنّ الله يرى) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يعلم) . جملة: «أرأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة «9» . وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب. وجملة: «ألم يعلم ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية. وجملة: «يرى ... » في محلّ رفع خبر أنّ.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه المفعول الثاني، أي: إن كذّب وتولّى فهل يعلم هذا الناهي أنّ الله يراه. [سورة العلق (96) : الآيات 15 الى 18] كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (18) الإعراب: (كلّا) حرف ردع وزجر (اللام) موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (اللام) لام القسم (نسفعن) مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع، و (النون) نون التوكيد الخفيفة (بالناصية) متعلّق ب (نسفعن) ، و (الباء) للاستعانة (ناصية) بدل من الناصية المعرفة (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (السين) للاستقبال (ندع) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو المحذوفة رسما لمناسبة قراءة الوصل، والفاعل نحن للتعظيم. جملة: «إن لم ينته ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «نسفعن ... » لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم. وجملة: «ليدع ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان قادرا على دفع العذاب فليدع ناديه. وجملة: «سندع الزبانية ... » لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (15) ينته: إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله ينتهي، وزنه يفتع. (17) ناديه: اسم للمجلس الذي يجتمع فيه القوم، وزنه فاعل. (18) سندع: حذف منه حرف العلّة- لام الفعل- من رسم المصحف بسبب قراءة الوصل. (الزبانية) ، جمع زبنية، بكسر أوّله وسكون ثانيه وكسر ثالثة وتخفيف الياء، وهو من الزبن أي الدفع أو هو جمع زبنيّ على النسب وأصله زبانيّ بتشديد الياء ثمّ جاءت التاء عوضا من الياء.. وجاء في القاموس: الزبنية كهبرية، متمرّد الجنّ والإنس والشديد والشرطيّ، جمعه زبانية أو واحدها زبنيّ. البلاغة الإسناد المجازي: في قوله تعالى «ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ» . حيث وصف الناصية بما ذكر، مع أنه صفة صاحبها للمبالغة، حيث يدل على وصفه بالكذب والخطأ بطريق الأولى، ويفيد أنه لشدة كذبه وخطئه، كأن كل جزء من أجزائه يكذب ويخطئ، وهو كقوله تعالى: «تَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ» وقولهم: وجهها يصف الجمال. فالإسناد مجازي، من إسناد ما للكل إلى الجزء. المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَلْيَدْعُ نادِيَهُ» . أي فليدع أهل النادي، فالنادي لا يدعى، وإنما يدعى أهله، فأطلق المحل وأريد الحال، فالمجاز مرسل علاقته المحلية، والنادي هو المجلس الذي ينتدي فيه القوم، أي يجتمعون للحديث. [سورة العلق (96) : آية 19] كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) الإعراب: (لا) ناهية جازمة (الواو) عاطفة في الموضعين.. جملة: «لا تطعه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «اسجد ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: «اقترب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. الصرف: (تطعه) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم أصله تطيعه مرفوعا، فلمّا جزم سكّنت العين فالتقى ساكنان، التقى ساكنان الياء والعين، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه تفله. انتهت سورة «العلق» ويليها سورة «القدر» سورة القدر آياتها 5 آيات [سورة القدر (97) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) الإعراب: (الضمير) في (أنزلناه) يعود على القرآن الكريم وإن لم يتقدّم له ذكر أخذا من إسناد إنزاله إليه تعالى (في ليلة) متعلّق ب (أنزلناه) .. جملة: «إنّا أنزلناه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أنزلناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ. 2- 5 (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين.. خبر الأول جملة أدراك، وخبر الثاني (ليلة) «10» ، (ليلة) الثاني مبتدأ مرفوع خبره (خير) (من ألف) متعلّق ب (خير) ، (تنزّل) مضارع مرفوع حذفت منه إحدى التاءين (فيها) متعلّق ب (تنزّل) ، (بإذن) متعلّق ب (تنزّل) «11» ، (من كلّ) متعلّق ب (تنزّل) «12» و (من) للسببيّة (سلام) خبر مقدم مرفوع للمبتدأ المؤخّر (هي) «13» ، (حتّى مطلع) جارّ ومجرور متعلّق ب (سلام) «14» . وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما ليلة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: «ليلة القدر خير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تنزّل الملائكة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. وجملة: «سلام هي ... » لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (1) القدر: اسم علم لليلة بعينها من العشر الأواخر من رمضان، والأصل هو مصدر بمعنى التقدير أو بمعنى الشرف أو بمعنى الحكم، وزنه فعل بفتح فسكون.. وانظر الآية (91) من سورة الأنعام. (5) مطلع: مصدر ميميّ من الثلاثيّ طلع، وزنه مفعل بفتح الميم والعين. الفوائد: - فضل ليلة القدر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه) . وهي في كل رمضان إلى يوم القيامة، كما أجمع العلماء. وقيل: إنها في العشر الأواخر، ولا سيما الوتر منها. وبعض العلماء قال بأنها تقع في ليلة ثابتة لا تتعداها وقال آخرون: هي متنقلة، فتقع في كل سنة موقعا يختلف عن السنة السابقة. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله، إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال قولي: اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو فاعف عني أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وأمارتها أن تطلع الشمس، من صبيحة يومها، بيضاء لا شعاع لها، لأن الملائكة تسد الفضاء بأجنحتها في تلك الليلة، فلا تسمح لنور الشمس أن يسطع كعادته. وهي ليلة، العبادة فيها ترجح عبادة ألف شهر. قال ابن عباس: ذكر لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) رجل من بني إسرائيل، حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لذلك، وتمنى ذلك لأمته، فقال: يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا، وأقلها أعمالا فأعطاه الله تبارك وتعالى ليلة القدر، فقال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) . قال البغوي: وبالجملة، أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة، ليجتهدوا في العبادة ليالي شهر رمضان، طمعا في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، واسمه الأعظم في القرآن في أسمائه، ورضاه في الطاعات، ليرغبوا في جميعها، وسخطه في المعاصي، لينتهوا عن جميعها. انتهت سورة «القدر» ويليها سورة «البينة» __________ (1) أو سورة القلم، أو سورة اقرأ. (2) أو بدل من جملة الصلة إذا قدّر مفعول الخلق ب (كلّ شيء) ثمّ خصّص بخلق الإنسان. (3) يجوز أن يكون خبرا ثانيا للمبتدأ ربّك.. أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة استئناف بيانيّ. (4) يجوز تعليق الجارّ بالمفعول الثاني المقدّر أي علّم الإنسان الكتابة بالقلم. (5) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) النكرة الموصوفة. (6) وهي للتنبيه عند بعضهم، وبمعنى حقا عند بعضهم الآخر. (7) وذلك في المواضع الثلاثة الآتية، و (أرأيت) بمعنى أخبرني، والمفعول الثاني محذوف دلّ عليه جملة: ألم يعلم.. الآتية، وقد تكون الرؤية بصريّة فلا تأويل. (8) في الآية (9) من السورة. (9) وقد أعرب الزمخشريّ الآيات الآنفة إعرابا آخر نلخّصه في ما يلي نقلا عن الجمل: «أرأيت الأول مفعوله الأول الموصول، و (رأيت) الثاني زائد للتوكيد، وجملة الشرط وجوابه في حيّز الثاني هي المفعول الثاني ل (رأيت) الأول، والمفعول الأول ل (رأيت) الثالث محذوف تقديره أرأيته، وجملة الشرط الثاني وجوابه- وهو جملة الاستفهام ألم يعلم..- هي المفعول الثاني ل (رأيت) الثالث.. وصحّ ذلك كما صحّ في قولك: إن أكرمتك أتكرمني؟» اه. [.....] (10) يجوز أن يكون (ما) الثاني خبرا مقدّما و (ليلة) مبتدأ مؤخّر. (11) أو متعلّق بحال من فاعل تنزّل أي متلبّسين. (12) أي لأجل كلّ أمر.. أو متعلّق بحال من فاعل تنزّل أي مهيّئين من أجل كلّ أمر. (13) قد يكون ضمير الليلة، وقد يكون ضمير الملائكة، وتفسّر الآية بحسب كلّ من (14) أو متعلّق ب (تنزّل) .
__________________
|
#577
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة البينة الحلقة (577) من صــ376 الى صـ 386 سورة البيّنة آياتها 8 آيات [سورة البينة (98) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (2) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) الإعراب: (يكن) مضارع ناقص مجزوم، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الذين) موصول اسم يكن في محلّ رفع (من أهل) متعلّق بحال من فاعل كفروا (حتّى) حرف غاية وجرّ (تأتيهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.. والمصدر المؤوّل (أن تأتيهم..) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (منفكّين) «1» . جملة: «لم يكن الذين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «تأتيهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 2- 3 (رسول) بدل اشتمال من البيّنة «2» ، (من الله) متعلّق بنعت ل (رسول) «3» ، (فيها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتب) . وجملة: «يتلو ... » في محلّ رفع نعت لرسول «4» . وجملة: «فيها كتب ... » في محلّ نصب نعت ل (صحفا) . الصرف: (منفكّين) ، اسم فاعل من الخماسيّ انفكّ، جمع منفكّ، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد. [سورة البينة (98) : الآيات 4 الى 5] وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) الإعراب: (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (من بعد) متعلّق ب (تفرّق) ، (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما جاءتهم البيّنة) في محلّ جرّ مضاف إليه. جملة: «ما تفرّق الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «جاءتهم البيّنة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . 5- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، واستئنافيّة في الموضع الرابع (ما) نافية، و (الواو) في (أمروا) نائب الفاعل (إلّا) للحصر (اللام) للتعليل (يعبدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (مخلصين) حال منصوبة من فاعل يعبدوا (له) متعلّق ب (مخلصين) (الدين) مفعول به لاسم الفاعل مخلصين (حنفاء) حال ثانية منصوبة.. والمصدر المؤوّل (أن يعبدوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أمروا) «5» . (يقيموا) مضارع منصوب معطوف على (يعبدوا) ، وكذلك (يؤتوا) .. وجملة: «ما أمروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما تفرّق الذين «6» .. وجملة: «يعبدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: «يقيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعبدوا. وجملة: «يؤتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يقيموا. وجملة: «ذلك دين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. [سورة البينة (98) : آية 6] إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) الإعراب: (من أهل) متعلّق بحال من فاعل كفروا (في نار) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (خالدين) حال منصوبة من الضمير المستكنّ في خبر إنّ (فيها) متعلّق ب (خالدين) (هم) ضمير فصل «7» .. جملة: «إنّ الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «أولئك ... شر البريّة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة «8» الصرف: (البريّة) ، اسم جمع بمعنى الخلق، مشتقّ من البري وهو التراب، ووزن البريّة فعيلة بمعنى مفعولة ويجوز أن يكون البريّة مخفّفا من المهموز وأصله البريئة من برأ الله الخلق أي ابتدأه.. [سورة البينة (98) : الآيات 7 الى 8] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8) الإعراب: (هم) ضمير فصل «9» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من جنّات «10» (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «11» ، بحذف مضاف أي: من تحت أشجارها.. أو قصورها (خالدين) حال منصوبة «12» ، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (خالدين) ، (عنهم) متعلّق ب (رضي) ، (عنه) متعلّق ب (رضوا) ، والإشارة في (ذلك) إلى الاستقرار في الجنّة (لمن) متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) .. جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «أولئك ... خير البريّة» في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «جزاؤهم ... جنّات» لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب حال من جنّات «13» . وجملة: «رضي الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة للدعاء «14» . وجملة: «رضوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رضي الله. وجملة: «ذلك لمن خشي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «خشي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . الفوائد: - رضا الرب ورضا العبد: قال العلماء: الرضا ينقسم إلى قسمين: رضا به، ورضا عنه. فالرضا به أن يكون ربّا ومدبّرا. والرضا عنه فيما يقضي ويدبر. قال السري: إذا كنت لا ترضى عن الله فكيف تسأله الرضا عنك، وقيل: رضي أعمالهم ورضوا عنه بما أعطاهم من الخير والكرامة. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) لأبيّ بن كعب: إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لم يكن) . قال: وسماني؟ قال: نعم، فبكى. وفي رواية البخاري، أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال لأبي بن كعب: إن الله أمرني أن أقرئك القرآن. قال: الله سماني لك؟ قال: نعم قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: نعم قال: فذرفت عيناه، أما بكاء أبيّ فإنه بكى سرورا أو استصغارا لنفسه، أما تخصيص هذه السورة بالقراءة فإنها مع وجازتها جامعة لأصول وقواعد ومهمات عظيمة، وأما الحكمة في أمر النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بالقراءة على أبيّ، فهي أن يتعلم أبيّ القراءة من ألفاظه صلى الله عليه وسلم، وضبط أسلوب الوزن المشروع وقدره، فكانت قراءته على أبيّ ليتعلم أبيّ منه لا ليتعلم هو من أبيّ، وقيل: إنما قرأ على أبيّ ليتعلم غيره التواضع والأدب، وأن لا يستنكف الشريف صاحب الرتبة العالية أن يتعلم القرآن ممن هو دونه، وفيه تنبيه على فضيلة أبيّ والحث على الأخذ عنه وتقديمه في ذلك، فكان كذلك بعد النبي (صلّى الله عليه وسلّم) رأسا وإماما في القراءة وغيرها، وكان أحد علماء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. سورة الزلزلة آياتها 8 آيات [سورة الزلزلة (99) : الآيات 1 الى 6] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (2) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6) الإعراب: (إذا) ظرف للشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب تحدّث «15» ، (زلزالها) مفعول مطلق منصوب. جملة: «زلزلت الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. 2- 5 (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لها) متعلّق بمحذوف خبر ما، (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ متعلّق بجواب إذا فهو بدل منه، والتنوين في (إذ) عوض من محذوف أي يوم إذ زلزلت الأرض ... تحدّث (لها) متعلّق ب (أوحى) «16» . والمصدر المؤوّل (أنّ ربّك أوحى..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تحدّث) . وجملة: «أخرجت الأرض ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة زلزلت. وجملة: «قال الإنسان ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة زلزلت. وجملة: «ما لها ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «تحدّث أخبارها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «أوحى لها ... » في محلّ رفع خبر أنّ. 6- (يومئذ) توكيد للأول «17» ، (أشتاتا) حال منصوبة من الناس (اللام) للتعليل (يروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والواو في (يروا) نائب الفاعل، وفي (أعمالهم) حذف مضاف أي جزاء أعمالهم.. والمصدر المؤوّل (أن يروا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يصدر) . وجملة: «يصدر الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) . البلاغة الإسناد المجازي: في قوله تعالى «إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها» . أسند الإخراج إلى الأرض مجازا، لأن المخرج الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى، والأرض مكان للإخراج. [سورة الزلزلة (99) : الآيات 7 الى 8] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) الإعراب: (الفاء) عاطفة تفريعيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (خيرا) تمييز منصوب «18» .. جملة: «من يعمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصدر الناس «19» . وجملة: «يعمل ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «20» . وجملة: «يره» لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء. 8- (الواو) عاطفة (من يعمل ... يره) مثل الأولى مفردات وجملا. الفوائد: - الجامعة الفاذّة: قيل نزلت هذه الآية في رجلين، وذلك أنه لما نزلت، (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يطعمه التمرة والكسرة والجوزة ونحو ذلك، ويقول: هذا ليس بشيء يؤجر عليه، إنما نؤجر على ما يعطى ونحن نحبه وكان الآخر يتهاون بالذنب الصغير مثل الكذبة والنظرة وأشباه ذلك، ويقول: إنما وعد الله النار على الكبائر، وليس في هذا إثم فأنزل الله (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فإنه سبحانه وتعالى يرغبهم في القليل من الخير أن يفعلوه فإنه يوشك أن يكثر، ويحذرهم من الذنب الصغير فإنه يوشك أن يكبر، قال ابن مسعود: أحكم آية في القرآن هذه الآية، وسمّى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) هذه الآية: (الجامعة الفاذّة) حين سئل عن زكاة الحمير فقال: ما أنزل الله فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة. وتصدق عمر بن الخطاب وعائشة رضي الله عنهما كل واحد منهما بحبة عنب، وقالا: كم فيها من مثاقيل الذر. والغرض من ذلك تعليم الغير، وإلا فهما من كرماء الصحابة. وقال الربيع بن خيثم: مر رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السورة، فلما بلغ آخرها قال: حسبي الله قد انتهت الموعظة. - بعض أحكام التمييز: التمييز نوعان: آ- تمييز مفرد: وهو ما كان مميزه ملفوظا ودالا على: 1- عدد: مثل: (فتم ميقات ربه أربعين ليلة) . 2- وزن: مثل: (اشتريت رطلا عسلا) . 3- كيل: مثل: (بعتك صاعا تمرا) . 4- مساحة: مثل: (زرعت هكتارا أرضا) . 5- مقياس: مثل: (سرت عشرين مترا) . ويجوز في هذا النوع أن يكون التمييز منصوبا، كما مر في الأمثلة السابقة، أو مجرورا بمن، مثل: (اشتريت صاعا من تمر) ، أو مجرورا بالإضافة مثل: (اشتريت صاع تمر) . أما تمييز العدد فيأتي مفردا منصوبا مع الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر، مثل قوله تعالى ![]() ب- تمييز جملة: وهو ما كان مميزه ملحوظا مفهوما من معنى الجملة، وهذا النوع يأتي منصوبا دائما، كقوله تعالى: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً) (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً) (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَراً) . انتهت سورة «الزلزلة» ويليها سورة «العاديات» __________ (1) إذا كان (منفكّين) اسم فاعل للفعل الناقص (ما انفكّ) ، فالتعليق يكون في خبر مقدّر أي: لا يزالون مقيمين على كفرهم حتّى تأتيهم البيّنة. (2) أو بدل مطابق على سبيل المبالغة.. أو هو خبر لمبتدأ محذوف. (3) أو متعلّق برسول على أنه مشتقّ. (4) أو في محلّ نصب حال من رسول لتخصّصه بالوصف. (5) أي ما أمروا بما أمروا به إلّا لأجل العبادة. (6) يجوز أن تكون الجملة حاليّة مفيدة لقبح ما فعلوا أي: تفرّقوا بعد مجيء البيّنة حالة كونهم أمروا بعبادة الله. (7، 9) أو ضمير مبتدأ خبره شرّ- أو خير- والجملة الاسميّة خبر المبتدأ (أولئك) . (8) أو في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) . (10) يجوز أن يتعلّق ب (جزاؤهم) أو بحال منه. [.....] (11) أو متعلّق بحال من الأنهار. (12) عامل الحال محذوف أي دخولها، ولا يصحّ أن يكون العامل (جزاؤهم) كيلا يفصل بين المصدر ومعموله بأجنبيّ.. (13) أضيف (جنّات) إلى عدن- اسم علم- فاكتسب التعريف، أو- اسم جنس- فاكتسب التخصّص بالإضافة. (14) يجوز أن تكون خبرا ثانيا ل (إنّ) ، وجملة جزاؤهم ... جنّات هي اعتراضيّة. (15) أو ب (يصدر) الناس. (16) فعل أوحى يتعدى ب (إلى) : قل أوحي إلي أنه استمع نفر ... والظاهر أن الموحى إليه محذوف وهم الملائكة، أي: أوحى ربك إلى الملائكة لأجل الأرض أي لأجل ما يفعل فيها سكانها، ويجوز تضمين (أوحى) معنى سمح أي: سمح لها بالتحديث. (17) أو متعلق ب (يصدر) . (18) أو بدل من مثقال منصوب. (19) في الآية (6) من السورة. (20) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
__________________
|
#578
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة العاديات الحلقة (578) من صــ388 الى صـ 401 سورة العاديات آياتها 11 آية [سورة العاديات (100) : الآيات 1 الى 8] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) الإعراب: (والعاديات) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (ضبحا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تضبح «1» ، (الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (قدحا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تقدح «2» ، (صبحا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (المغيرات) ، (به) متعلّق ب (أثرن) «1» ، والثاني ب (وسطن) «2» ، (جمعا) مفعول به منصوب (لربّه) متعلّق ب (كنود) ، (اللام) المزحلقة- أو لام القسم- (الواو) عاطفة في الموضعين (على ذلك) متعلّق ب (شهيد) (اللام) مثل الأولى في الموضعين (لحبّ) متعلّق ب (شديد) «3» .. جملة: « (أقسم) بالعاديات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أثرن ... » لا محلّ لها معطوفة على (مغيرات) لأنها بمنزلة الصلة للموصول (ال) أي: فاللائي أغرن ... فأثرن. وجملة: «وسطن» لا محلّ لها معطوفة على جملة أثرن. وجملة: «إنّ الإنسان ... لكنود» لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «إنّه ... لشهيد» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. وجملة: «إنّه ... لشديد» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم. الصرف: (1) العاديات: جمع العادية مؤنّث العادي، اسم فاعل من عدا بمعنى ركض وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب، أصله العادو، تحرّكت الواو بعد كسر قلبت ياء.. (ضبحا) ، مصدر الثلاثيّ ضبحت الخيل تضبح باب فتح أي أسمعت صوتا ليس بصهيل ولا حمحمة، وزنه فعل بفتح فسكون. (2) الموريات: جمع المورية مؤنّث الموري، اسم فاعل من أورى النار إذا أقدح الحجارة لإخراج النار منها، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين. (قدحا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ قدح الحجارة ببعضها باب فتح إذا صكّها لإخراج النار، وزنه فعل بفتح فسكون. (3) المغيرات: جمع المغيرة مؤنّث المغير، اسم فاعل من (أغار) الرباعيّ، وزنه مفعل بملاحظة الإعلال بالتسكين- تسكين الياء ونقل حركتها إلى الغين قبلها- (4) نقعا: اسم بمعنى الغبار، وزنه فعل بفتح فسكون. (6) كنود: صيغة مبالغة من (كند) النعمة أي كفر بها باب نصر، وزنه فعول للمذكّر والمؤنّث. البلاغة الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «فَالْمُورِياتِ قَدْحاً» . استعارة في الخيل توري نار الحرب وتوقدها، فقد شبه الحرب بالنار المشتعلة، وحذف المشبه وأبقى المشبه به. المخالفة بين المعطوف والمعطوف عليه: في قوله تعالى «فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً» . حيث عطف الفعل على الاسم الذي هو العاديات وما بعده، وفي الحقيقة العطف على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه، لأن المعنى: واللاتي عدون فأورين فأغرن، فأثرن. الجناس اللاحق: في قوله تعالى «وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» . وهذا الجناس هو ما أبدل أحد ركنيه حرف واحد بغيره من غير مخرجه، سواء كان الإبدال في الأول أو الوسط أو الآخر. والآية التي نحن بصددها مثال الإبدال من الوسط. [سورة العاديات (100) : الآيات 9 الى 11] أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) الإعراب: (الفاء) عاطفة، والاستفهام للإنكار (لا) نافية (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط «6» ، متعلّق بمحذوف يفسّره قوله تعالى: إنّ ربّهم ... خبير أي يعلمهم الله «7» ، (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة ما الأول (في الصدور) صلة ما الثاني (بهم) متعلّق ب (خبير) وكذلك (يومئذ) الظرف المنصوب- أو المبنيّ- (اللام) المزحلقة للتوكيد.. جملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيفعل القبائح فلا يعلم أنّا نجازيه يوم القيامة. وجملة: «بعثر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «حصّل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثر. وجملة: «إنّ ربّهم بهم ... لخبير» لا محلّ لها تعليل للمفعول المقدّر «8» . البلاغة تجنيس التحريف: في قوله تعالى «إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» . وهذا الفن، هو الذي يكون الضبط فيه فارقا بين الكلمتين أو بعضهما، وهو أيضا ما اتفق ركناه في أعداد الحروف، واختلفا في الحركات، سواء كانا من اسمين أو فعلين، أو اسم وفعل، أو من غير ذلك. الفوائد: - التصوير في القرآن الكريم: من أسرار الإعجاز في كتاب الله عز وجل أنه يصور المعاني والأفكار تصويرا رائعا، ويجسدها كأنها حياة متحركة تمر أمامنا، ويتملّاها حسّنا وفكرنا وتصوّرنا، وعلاوة على ذلك فإن الألفاظ بجرسها وإيقاعها تساعد على رسم الصورة وإعطائها أبعادها وقد جاءت هذه السورة من هذا القبيل، ففي مطلعها رسمت لنا صورة الخيل المغيرة الماضية إلى الجهاد، فجاء التعبير مصورا مبرزا لتلك الصورة، فلنتصور هذين المصدرين بإيقاعهما وجرسهما (ضبحا، قدحا) فإنهما يصوران عنف الخيل الماضية إلى الجهاد، واستعمال الصفات التالية: (العاديات- الموريات- المغيرات) فإنها تكمل الصورة وتمنحها بعدها المعنوي والنفسي وفي قوله تعالى: (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً. فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) تكتمل الصورة، ونحس بالحركة والحياة تسري من خلال هذا التعبير الرائع، ومن تناسق التعبير في هذه السورة، فإننا لاحظنا كيف كان مطلعها يتسم بقصر الفواصل، وشدة التعبير التي تناسب صورة الخيل والمعمعة والعجاج أما في قسمها الثاني، عند ما لجأت إلى التعبير عن جحود الإنسان وحبه للمال، فإن التعبير هدأ وطال، ليناسب المقام (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) ، ثم رجع ليلائم مشهد القيامة والحساب. كما نلاحظ أن الأفعال بجرسها، ترسم مشهد القيامة وعنفوانه: (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) فالفعلان: (بعثر) يعبر عن عنف القيامة وشدة الأمر، و (حصّل) يعبر عن التحصيل بشدة ومن هنا نلاحظ الدقة في استخدام الفعل ليعبر عن المعنى المطلوب بدقة متناهية، كما نلاحظ الحركة والحياة التي تسري في كلمات القرآن الكريم، وهذا سر من أسرار الإعجاز في كتاب الله عز وجل. انتهت سورة «العاديات» ويليها سورة «القارعة» سورة القارعة آياتها 11 آية [سورة القارعة (101) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْقارِعَةُ (1) مَا الْقارِعَةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) الإعراب: (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في المواضع الثلاثة، خبر الأول والثالث (القارعة) ، وخبر الثاني جملة أدراك، (والواو) قبله اعتراضيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره تقرع «9» ، (كالفراش) متعلّق بخبر يكون «10» ، ومثله (كالعهن) .. جملة: «القارعة ما القارعة ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «ما القارعة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (القارعة) . وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني. وجملة: «ما القارعة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: « (تقرع) يوم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «يكون الناس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «تكون الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يكون الناس. الصرف: (4) الفراش: اسم جمع، واحدته فراشة، وزنه فعال بفتح الفاء. (5) المنفوش: اسم مفعول من الثلاثيّ نفش، وزنه مفعول. البلاغة التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى «يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ» . تشبيه رائع، حيث شبهوا في الكثرة والانتشار، والضعف والذلة، والمجيء والذهاب على غير نظام، والتطاير إلى الداعي من كل جهة، حين يدعوهم إلى المحشر، بالفراش المتفرق المتطاير. التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى «وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ» . حيث شبه الجبال بالصوف الملون بالألوان المختلفة المندوف، في تفرق أجزائها وتطايرها في الجو، حسبما نطق به قوله تعالى «وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ» . [سورة القارعة (101) : الآيات 6 الى 11] فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (10) نارٌ حامِيَةٌ (11) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب أما (في عيشة) متعلّق بخبر المبتدأ هو.. جملة: «من ثقلت موازينه ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «ثقلت موازينه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: «هو في عيشة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . 8- 11 (الواو) عاطفة (أمّا من ... هاوية) مثل أمّا من ... في عيشة (الواو) اعتراضيّة (ما أدراك ما هيه) مثل ما أدراك ما القارعة «11» ، و (الهاء) في (هيه) للسكت لا محلّ لها (نار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي. وجملة: «من خفّت موازينه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من ثقلت ... وجملة: «خفّت موازينه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) . وجملة: أمّه هاوية ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) . وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما هيه» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: « (هي) نار ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. الصرف: (9) هاوية: مؤنّث الهاوي، اسم فاعل من هوى يهوي باب ضرب، وزنه فاعل، أو هو اسم علم للنار على وزن فاعل. البلاغة 1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ» . وهذا المجاز علاقته المحلية، لأن الذي يرضى بها الذي يعيش فيها، وقيل: راضية بمعنى مرضية. 2- التشبيه: في قوله تعالى «فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ» . حيث عبّر عن المأوى بالأم، على التشبيه بها، فالأم مفزع الولد ومأواه، وفيه تهكم به، وقيل: شبه النار بالأم في أنها تحيط به إحاطة رحم الأم بولدها. الفوائد: - هاء السكت: وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف، كقوله تعالى (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) ، وقولنا (هاهناه) (وا زيداه) . وأصلها أن يوقف عليها. وربما وصلت بنية الوقف. وقد وردت هاء السكت في قوله تعالى (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) . انتهت سورة «القارعة» ويليها سورة «التكاثر» سورة التكاثر آياتها 8 آيات [سورة التكاثر (102) : الآيات 1 الى 2] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2) الإعراب: (حتّى) حرف غاية وجرّ.. والمصدر المؤوّل (أن زرتم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (ألهاكم) . جملة: «ألهاكم التكاثر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «زرتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. الصرف: (ألهاكم) ، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى تلهّى.. انظر الآية (10) من سورة عبس، ورسمت الألف طويلة لأنها توسّطت الكلمة. (زرتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وضمّت الزاي للدلالة على أصل الألف الواوي وزنه فلتم. (المقابر) ، جمع المقبرة، اسم مكان من الثلاثيّ قبر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين لأنّ عين المضارع مضمومة، والتاء للمبالغة. [سورة التكاثر (102) : الآيات 3 الى 4] كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) الإعراب: (كلّا) للردع والزجر (سوف) حرف استقبال (ثمّ) للعطف، ومفعول (تعلمون) محذوف تقديره: سوء عاقبة التفاخر. جملة: «سوف تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «سوف تعلمون (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. البلاغة التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ» . وقد كرر لتأكيد الردع، وثم للدلالة على أن الثاني أبلغ، كما يقول العظيم لعبده أقول لك ثم أقول لك لا تفعل. قيل: ولكونه أبلغ نزل منزلة المغايرة. [سورة التكاثر (102) : الآيات 5 الى 8] كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (علم) مفعول مطلق منصوب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ترونّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) فاعل «12» ، و (النون) نون التوكيد الثقيلة.. جملة: «لو تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب لو محذوف تقديره: ما اشتغلتم بالتفاخر أو لرجعتم عن الكفر. وجملة: «ترونّ الجحيم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ استئنافيّة. 7- 8 (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (لترونّها) مثل الأول (عين) مفعول مطلق نائب عن المصدر «13» ، (لتسألنّ) مثل لترونّ بحذف ضمير الفاعل لالتقاء الساكنين (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (تسألنّ) ، والتنوين في (إذ) عوض من محذوف أي يوم إذ ترونها (عن النعيم) متعلّق ب (تسألنّ) . وجملة: «ترونّها ... » جواب قسم مقدّر آخر «14» ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم السابقة. وجملة: «تسألنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترونّها. الصرف: (6) ترونّ: في الفعل إعلال بالحذف، حذفت منه لام الكلمة- وهي الياء- كما حذفت عين الكلمة وهي الهمزة.. أصله: لترأيون، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ثمّ حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح لترأونها- بفتح الهمزة وسكون الواو- ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى الراء قبلها، ثمّ حذفت الهمزة لثقلها ولالتقاء الساكنين، ثمّ حذفت النون علامة لرفع لدخول نون التوكيد الثقيلة واجتماع ثلاث نونات، ثمّ حرّكت الواو لضمّ لالتقاء الساكنين.. وزنه تفونّ بفتح التاء والفاء وضمّ الواو. البلاغة 1- الحذف: في قوله تعالى «لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ» . جواب لو محذوف للتهويل، أي لو تعلمون كذلك لفعلتم ما لا يوصف ولا يكتنه، أو لشغلكم ذلك عن التكاثر وغيره. 2- إيضاح الشيء بعد إبهامه: في قوله تعالى «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ» . حيث بيّن لهم ما أنذرهم منه وأوعدهم به، تفخيما وتعظيما، والقسم لتوكيد الوعيد، وأن ما أوعدوا به مالا مدخل فيه للريب. 3- التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ» . حيث كرر القسم معطوفة بثم تغليظا في التهديد وزيادة في التهويل. الفوائد: - لتسألن عن النعيم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، فيقال له: ألم نصح لك جسمك، ونروك من الماء البارد. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال (صلّى الله عليه وسلّم) : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله. قال: وأنا- والذي نفسي بيده- لأخرجني الذي أخرجكما، فقوموا فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فلما رأته المرأة قالت: أهلا وسهلا، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا، وأخذ المدية، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إياك والحلوب، فذبح لهم شاة، فأكلوا لحما وتمرا وشربوا، فقال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : والذي نفسي بيده، لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم. أخرجه الترمذي. سورة العصر آياتها 3 آيات [سورة العصر (103) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3) الإعراب: (والعصر) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء (بالحقّ) متعلّق ب (تواصوا) ، (بالصبر) متعلّق ب (تواصوا) الثاني جملة: « (أقسم) بالعصر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «إنّ الإنسان لفي خسر ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تواصوا (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «تواصوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (العصر) ، اسم بمعنى الدهر أو بمعنى الوقت الذي بعد الزوال إلى الغروب، أو بمعنى صلاة العصر، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد: - (ال) (الجنسية) و (ال) (العهدية) : (ال) (الجنسية) : إما لاستغراق الأفراد، كقوله تعالى (إن الإنسان لفي خسر) أي جميع جنس الإنسان. أو لاستغراق خصائص الأفراد، مثل: (زيد الرجل كرما) أي الكامل في صفة الكرم. و (ال) العهدية: إما أن يكون معهودها مصحوبا ذكريا، كقوله تعالى (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول) ، أو معهودا ذهنيا: كقوله تعالى (إذ هما في الغار) . انتهت سورة «العصر» ويليها سورة «الهمزة» __________ (1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لملاقاته في المعنى لأنّ العاديات ضابحة، أو مصدر في موضع الحال، ضابحات. (2) يجوز فيه الوجهان الواردان في (ضبحا) . (3) بمكان عدوهنّ أو بذلك الوقت. (4) الضمير في (به) يعود على الصبح أو على النقع، ويجوز في الجارّ أن يتعلّق بحال من فاعل وسطن: متلبّسات بالنقع. [.....] (5) واللام للتقوية أو للتعليل. (6) أو متضمّن معنى الشرط. (7) أو متعلّق بمفعول يعلم المقدّر، وجملة إنّ ربّهم.. تعليل للمفعول أي: ألا يعلم الإنسان أنّا نجازيه وقت بعثرة القبور لأن ربّهم بهم خبير.. وإذا تضمّن الظرف معنى الشرط كان متعلّقا بالجواب المقدّر المعلّل بقوله: إنّ ربّهم.. أي إذا بعثر ما في القبور يتمّ جزاؤهم بحسب أعمالهم لأنّ ربّهم خبير بهم. (8) أو هي مفعول يعلم، وقد كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في الخبر، وحقّها الفتح. (9) أو تأتي.. أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر. (10) أو بحال من الناس إن كان الفعل (يكون) تامّا أي يوجدون في المحشر حالة كونهم كالفراش (11) في الآية (3) من هذه السورة. (12) لم تحذف الواو بسبب حذف عين الفعل. (13) إمّا لأنه نعت للمصدر أي لترونّها رؤية هي عين اليقين، أو لأنه ملاقيه في المعنى فالرؤية والمعاينة شيء واحد، وكون (عين) مصدرا فيه تجاوز. (14) أو معطوفة على جملة جواب القسم السابقة.
__________________
|
#579
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة الهمزة الحلقة (579) من صــ402 الى صـ 418 سورة الهمزة آياتها 9 آيات [سورة الهمزة (104) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (3) الإعراب: (ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (لكلّ) متعلّق بخبر المبتدأ، (لمزة) نعت لهمزة مجرور مثله «2» .. جملة: «ويل لكلّ ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. 2- 3 (الذي) موصول بدل من (كلّ) «3» في محلّ جرّ.. وجملة: «جمع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «عدّده ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: «يحسب ... » في محلّ نصب حال ممن فاعل عدّد «4» .. والمصدر المؤوّل (أنّ ماله أخلده..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب. وجملة: «أخلده» في محلّ رفع خبر أنّ. الصرف: (1) همزة: صيغة مبالغة أي المكثر من الهمز، والتاء فيه للمبالغة، وزنه فعلة بضمّ وفتحتين «5» . (لمزة) ، مثل همزة صيغة ومعنى.. وفي المختار: الهمز كاللمز وزنا ومعنى وبابه ضرب، وفيه أيضا اللمز العيب وأصله الإشارة بالعين وبابه ضرب ونصر. الفوائد: - العبرة بعموم المعنى، لا بخصوص السبب: اختلف المفسرون فيمن نزلت هذه السورة، فقيل: نزلت في الأخنس بن شريق بن وهب، كان يقع في الناس ويغتابهم وقال محمد بن إسحاق: ما زلنا نسمع سورة الهمزة، نزلت في أمية بن خلف الجمحي وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يغتاب النبي (صلّى الله عليه وسلّم) من ورائه ويطعن عليه في وجهه وقيل نزلت في العاص بن وائل السهمي. وقيل: هي عامة في كل شخص هذه صفته، كائنا من كان، وذلك لأن خصوص السبب لا يقدح في عموم اللفظ والحكم. [سورة الهمزة (104) : الآيات 4 الى 9] كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) الإعراب: (كلّا) للردع والزجر (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ينبذنّ) مضارع مبنيّ للمجهول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، و (النون) نون التوكيد، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الهمزة اللمزة (في الحطمة) متعلّق ب (ينبذنّ) . جملة: «ينبذنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة. 5- 7 (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (نار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (الموقدة) نعت لنار (التي) موصول في محلّ رفع نعت ثان لنار (على الأفئدة) متعلّق ب (تطّلع) .. وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) . وجملة: «ما الحطمة» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك. وجملة: « (هي) نار الله ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «تطّلع ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) . 8- 9 (عليهم) متعلّق ب (مؤصدة) ، (في عمد) متعلّق بمحذوف خبر ثان ل (إنّ) .. وجملة: «إنّها ... مؤصدة» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (4) الحطمة: صيغة مبالغة وزنه فعلة بضمّ وفتحتين من الثلاثيّ حطم باب ضرب بمعنى كسر، واستعمل في الآية الكريمة اسما للنار لأنها تحطم ما تلتقمه. (6) الموقدة: مؤنّث الموقد، اسم مفعول من الرباعيّ أوقد، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. (9) ممدّدة: مؤنّث الممدّد، اسم مفعول من الرباعيّ مدّد، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة. البلاغة: المقابلة: في قوله تعالى «لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ» . بعد قوله تعالى «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ» . مقابلة لفظية رائعة البلاغة، فإنه لما وسمه بهذه السمة، بصيغة دلت على أنها راسخة فيه، ومتمكنة منه، أتبع المبالغة المتكررة في الهمزة واللمزة بوعيده بالنار التي سمّاها الحطمة، لما يكابد فيها من هول، ويلقى فيها من عذاب. واختار في تعيينها صيغة مبالغة على وزن الصيغة التي ضمنها الذنب المقترف حتى يحصل التعادل بين الذنب والجزاء. انتهت سورة «الهمزة» ويليها سورة «الفيل» سورة الفيل آياتها 5 آيات [سورة الفيل (105) : آية 1] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام التقريريّ «6» ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر أي فعل فعلا عظيما «7» ، (بأصحاب) متعلّق ب (فعل) .. جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «فعل ربّك ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي تر المعلّق بالاستفهام كيف. الصرف: (الفيل) اسم للحيوان المعروف وزنه فعل بكسر فسكون. الفوائد: - أصحاب الفيل: ذكر المؤرخون وأصحاب السير، أن أبرهة بن الصباح، ملك اليمن، بنى كنيسة بصنعاء وسماها (القلّيس) ، وأراد أن يصرف إليها الحاج، فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا فخرقها، فأغضبه بذلك وقيل: أججت رفقة من العرب نارا، فحملتها الريح فأحرقتها، فحلف ليهدمن الكعبة، فخرج بالحبشة، ومعه فيل اسمه (محمود) ، وكان قويا عظيما، واثنا عشر فيلا غيره. فلما جاء الجيش، خرج إليه عبد المطلب، وعرض عليه ثلث أموال تهامة ليرجع فأبى، وتوجه لهدم الكعبة. وكلما وجهوا الفيل إلى الحرم برك ولم يتزحزح، وإذا وجهوه إلى اليمن والشام هرول، فأرسل الله عز وجل طيرا مع كل طائر حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أصغر من الحمصة. فكان الحجر يقع على رأس الرجل فيخرج من دبره، ففروا وهلكوا، ومات أبرهة حتى انصدع صدره عن قلبه. ونجا وزيره، وطائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشي، فقص عليه القصة، فلما أتمها وقع عليه الحجر، فخرّ ميتا بين يديه. والذي عليه الأكثرون من علماء السير والتواريخ وأهل التفسير، أن حادث الفيل، كان في العام الذي ولد فيه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، ليكون تاريخا بارزا، وكرامة باقية للنبي صلى الله عليه وسلم. [سورة الفيل (105) : الآيات 2 الى 5] أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) الإعراب: (الهمزة) مثل الأولى (في تضليل) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (عليهم) متعلّق ب (أرسل) ، (أبابيل) نعت ل (طيرا) منصوب، ومنع من التنوين لصيغة منتهى الجموع (بحجارة) متعلّق ب (ترميهم) ، (من سجّيل) متعلّق بنعت ل (حجارة) ، (كعصف) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.. جملة: «لم يجعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل. وجملة: «ترميهم ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (طيرا) . وجملة: «جعلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أرسل. الصرف: (2) تضليل: مصدر قياسيّ للرباعيّ ضلّل، وزنه تفعيل. (3) أبابيل: اسم جمع لا واحد له من لفظه، وقيل واحده إبّول زنة سنّور أو أبّول زنة عصفور أو إبّيل زنة سكّين أو إبّال زنة مفتاح. (5) عصف: اسم لورق الزرع أو حطامه على وزن المصدر فعل بفتح فسكون. (5) مأكول: اسم مفعول من الثلاثيّ أكل، وزنه مفعول. البلاغة التشبيه: في قوله تعالى «فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ» . حيث شبههم بالعصف المأكول- وهو قش البر- لخلوه من ثمره وتطايره، أو شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث الذي أكلته الدواب وراثته، فهو من تشبيه المحسوس بالمحسوس. انتهت سورة «الفيل» ويليها سورة «قريش» سورة قريش آياتها 4 آيات [سورة قريش (106) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) الإعراب: (لإيلاف) متعلّق ب (يعبدوا) الآتي «8» ، (إيلافهم) بدل من الأول مجرور (رحلة) مفعول به للمصدر إيلافهم (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (الذي) موصول في محلّ نصب نعت لربّ (من جوع) متعلّق ب (أطعمهم) و (من) سببيّة «9» (من خوف) متعلّق ب (آمنهم) .. جملة: «يعبدوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يعبدوه لأيّة نعمة فليعبدوه لإيلافهم فإنّها أظهر نعمة. وجملة: «أطعمهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «آمنهم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. الصرف: (1) إيلاف: مصدر قياسيّ للرباعيّ آلف، أصله أألف زنة أفعل، أو مصدر أولف زنة أفعل، فعلى الأول خفّفت الهمزة فقلبت ياء لانكسار ما قبلها، وعلى الثاني جرى إعلال بالقلب، أصله أولاف، تحرّك ما قبل الواو بالكسر فقلبت ياء.. ووزن إيلاف إفعال. (قريش) ، اسم علم للقبيلة العربيّة المشهورة، قيل هو تصغير ترخيم من قويرش تصغير قارش، جمعه قرش بضمّتين. (2) رحلة: قيل هو اسم جنس، ولهذا أفرده، أو اسم مصدر بمعنى الارتحال وقد أفرد لأمن اللبس، وزنه فعلة بكسر فسكون. (الشتا) ، اسم للفصل المعروف مشتقّ من شتا يشتو باب نصر، وفيه إبدال الواو همزة لتطرّفها بعد ألف ساكنة، أصله شتاو، وزنه فعال بكسر الفاء. (الصيف) ، اسم للفصل المعروف مشتّق من صاف يصيف باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. الفوائد: - رحلة الشتاء والصيف: قال ابن عباس: كانوا يشتون بمكة ويصيفون بالطائف، فأمرهم الله تعالى أن يقيموا بالحرم، ويعبدوا رب هذا البيت وقال الأكثرون: كانت لهم رحلتان في كل عام للتجارة: رحلة في الشتاء إلى اليمن لأنها أدفأ، ورحلة في الصيف إلى الشام، وكان الحرم واديا مجدبا لا زرع فيه ولا ضرع، وكانت قريش تعيش بتجارتها ورحلتها، ولا يتعرض أحد لهم بسوء، وكانوا يقولون: قريش مكان حرم الله وولاة بيته، وكانت العرب تقرهم وتكرمهم، لذلك فلولا الرحلتان لم يكن لهم مقام بمكة، ولولا الأمن بجوار البيت لم يقدروا على التصرف. سورة الماعون آياتها 7 آيات [سورة الماعون (107) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (3) الإعراب: (الهمزة) للاستفهام (بالدين) متعلّق ب (يكذّب) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الذي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك) ، (لا) نافية (على طعام) متعلّق ب (يحضّ) .. جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . وجملة: «ذلك الذي ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سألت عنه فذلك الذي ... وجملة: «يدعّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني. وجملة: «لا يحضّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدعّ. [سورة الماعون (107) : الآيات 4 الى 7] فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ (7) الإعراب: (الفاء) استئنافيّة (ويل) مبتدأ مرفوع (للمصلين) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ويل (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمصلين- أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم- (عن صلاتهم) متعلّق ب (ساهون) ، (الذين) الثاني مثل الأول- أو هو تابع للأول بالبدليّة-.. جملة: «ويل للمصلّين ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «هم ... ساهون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) . وجملة: «هم يراءون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: «يراءون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) . وجملة: «يمنعون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يراءون. الصرف: (7) الماعون: اسم للحاجة ممّا ينتفع به في البيت حقيرا كان أو ذا قيمة، قيل وزنه فاعول من المعن وهو الشيء القليل- قاله قطرب- أو هو على وزن مفعول- على القلب- والأصل اسم مفعول من عان يعون وحقّه أن يكون معون والأصل معوون ثمّ قدّمت عين الكلمة على فائها فقيل موعون ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها ماعون. الفوائد: - الحضّ على الماعون: اختلف العلماء في الماعون، فروي عن علي أنه الزكاة. وقال ابن مسعود: الماعون: الفأس والدلو والقدر وقال مجاهد: الماعون العارية، وقال عكرمة: الماعون أعلاه الزكاة المفروضة، وأدناه عارية المتاع وقال محمد بن كعب القرظي: الماعون المعروف كله الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم. ومعنى الآية: منع البخل والزجر عنه. قال العلماء: يستحبّ أن يستكثر الرجل في بيته مما يحتاج إليه الجيران، فيعيرهم، ويتفضل عليهم، ويجوز الثواب. سورة الكوثر آياتها 3 آيات [سورة الكوثر (108) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) الإعراب: (الفاء) عاطفة للربط السببيّ (لربّك) متعلّق ب (صلّ) ، (هو) ضمير فصل «10» . جملة: «إنّا أعطيناك ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أعطيناك ... » في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: «صلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبه لهذا فصلّ «11» . وجملة: «انحر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلّ. وجملة: «إنّ شانئك هو الأبتر» لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (الكوثر) ، اسم علم لنهر في الجنّة، وزنه فوعل من الكثرة، والعرب تسمّي كلّ شيء كثير العدد أو كثير القدر والخطر كوثر، أو هو وصف لموصوف محذوف أي الخير الكوثر.. وفي التفسير لمعنى الكوثر ستة عشر قولا.. كالحوض والنبوّة والقرآن ... إلخ. (شانئك) ، اسم فاعل من شنأ بمعنى أبغض، وزنه فاعل. (الأبتر) ، صفة مشبهة من بتر بمعنى قطع باب نصر متعدّ، ومن باب فرح بمعى انقطع لازم، وزنه أفعل أي منقطع العقب. البلاغة: 1- فن المذهب الكلامي: في قوله تعالى «إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ» . والمذهب الكلامي أنواع، منه نوع منطقي تستنتج فيه النتائج الصحيحة من المقدمات الصادقة. فإن هاتين الآيتين تضمنتا نتيجة من مقدمتين صادقتين، وبيان ذلك أنّا نقول: إن عطية الكوثر تعدل جميع العطيات، وإنما قلنا ذلك لأن الشكر على مقادير النعم، وقد أمر الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) بأن يقابل هذه النعمة بجميع العبادات البدنية والمالية شكرا عليها، والصلاة جامعة لكثير من العبادات، ثم أمر عليه الصلاة والسلام مع الصلاة بالنحر، ولا يخلو من أن يراد به الحج الجامع لبعض العبادات، فما تضمنته هاتان الآيتان، على قصرهما، من الإشارة التي دلّت بألفاظها القليلة على معان، لو عبّر عنها بألفاظها الموضوعة لها بطريق البسط لملأت الصحائف والأجلاد. 2- الالتفات: في قوله تعالى «فَصَلِّ لِرَبِّكَ» . في هذا الالتفات عن ضمير العظمة، إلى خصوص الرب، مضافا إلى ضميره عليه الصلاة والسلام، تأكيد لترغيبه (صلّى الله عليه وسلّم) في أداء ما أمر به على الوجه الأكمل. 3- الاستعارة: في قوله تعالى «إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» . قيل لمن لا عقب له أبتر، على الاستعارة، حيث شبه الولد والأثر الباقي بالذنب، لكونه خلفه، فكأنه بعده، وعدمه بعدمه. الفوائد: قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) هذه السورة، ثم قال لأصحابه: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد نجوم السماء، فيختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي. فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك. هذا لفظ مسلم. والبخاري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : لما عرج بي إلى السماء، أتيت على نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طينة مسك أذفر. عن أنس رضي الله عنه قال: سئل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ما الكوثر؟ قال: ذلك نهر أعطانيه الله- يعني في الجنة- أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل. فيه طير أعناقها كأعناق الجزور. قال عمران: هذه لناعمة، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أكلتها أنعم منها. أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. انتهت سورة «الكوثر» ويليها سورة «الكافرون» سورة الكافرون آياتها 6 آيات [سورة الكافرون (109) : الآيات 1 الى 6] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (3) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (4) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) الإعراب: (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الكافرون) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (لا) نافية (ما) موصول «12» في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف.. جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «لا أعبد ... » لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: «تعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . 3- (الواو) عاطفة (لا) الثانية نافية مهملة (ما) موصول «13» في محلّ نصب مفعول به.. وجملة: «لا أنتم عابدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني. 4- 6 (لا أنا ... عبدتم) مثل لا أنتم ... أعبد، وقد تكرّرت مرة ثانية (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (دينكم) ، (لي) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (دين) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف. وجملة: «لا أنا عابد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «عبدتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث. وجملة: «لا أنتم عابدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء. وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع. وجملة: «لكم دينكم ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «لي دين» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة. البلاغة التكرار: في الآيات الكريمات، للتأكيد. فقوله تعالى «وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ» تأكيد لقوله «لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ» وقوله «وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ» تأكيد لقوله «وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ» - وإن القرآن نزل بلغة العرب ومن عادتهم تكرار الكلام للتأكيد والإفهام، فيقول المجيب: بلى بلى، والممتنع لا لا. وعليه قوله تعالى «كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ» . الفوائد: - لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ: نزلت هذه السورة في رهط من قريش، منهم الحرث بن قيس السهميّ، والعاص بن وائل السهميّ، والوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، قالوا: يا محمد، هلّم اتبع ديننا ونتبع دينك ونشركك في ديننا كله، تعبد آلهتنا سنة، ونعبد إلهك سنة، فإن كان الذي جئت به خيرا كنا قد شركناك فيه، وأخذنا حظنا منه وإن كان الذي بأيدينا خيرا كنت قد شركتنا في أمرنا، وأخذت بحظك منه فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : معاذ الله أن أشرك به غيره، قالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك، قال: حتى أنظر ما يأتي من ربي، فأنزل الله هذه السورة، فمضى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى الحرم، وفيه هؤلاء النفر، فقرأ السورة فوق رؤوسهم، فعند ذلك أيسوا منه وآذوه مع أصحابه. انتهت سورة «الكافرون» ويليها سورة «النصر» __________ (1) اللفظ دال على دعاء فصحّ الابتداء بالنكرة. (2) قيل هو توكيد لفظيّ بالترادف كقولهم عفريت نفريت. (3) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة استئناف بيانيّ. (4) أو استئناف بيانيّ لا محلّ لها. [.....] (5) اطّرد بناء فعلة- بضمّ وفتح- على مبالغة الفاعل، وفعلة- بضمّ فسكون- على مبالغة المفعول. يقال: رجل لعنة- بضمّ ففتح لمن يكثر لعن غيره، ورجل لعنة- بضمّ فسكون- لمن يلعنه الناس ويكثرون. (6) أو التعجبيّ. (7) أو في محلّ نصب حال عامله فعل. (8) أي من أجل إيلاف قريش.. ليعبد القرشيون ربّ هذا البيت- وهذا قول الخليل والزمخشريّ من بعده- ويجعل الطبريّ اللام للتعجّب فتتعلّق بفعل محذوف تقديره اعجبوا لإيلاف قريش وتركهم عبادة ربّ البيت.. ويجوز أن يتعلّق الجارّ بمحذوف تقديره فعل ذلك أي إهلاك أصحاب الفيل. (9) أو بتضمين أطعمهم بمعنى أشبعهم و (من) لابتداء الغاية. (10) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الأبتر، والجملة الاسميّة خبر إنّ. (11) يجوز أن تكون الجملة جوابا لشرط مقدّر. (12) أو نكرة موصوفة.. أو حرف مصدريّ والعائد محذوف، أي: لا أعبد عبادتكم المبنيّة على الشك. (13) وذلك عند من يجيز وقوع (ما) على أولي العلم.. أو هو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل مفعول به.
__________________
|
#580
|
||||
|
||||
![]() كتاب الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبد الرحيم صافي الجزء الثلاثون سورة الناس الحلقة (580) من صــ419 الى صـ 430 سورة النصر آياتها 3 آيات [سورة النصر (110) : الآيات 1 الى 3] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً (3) الإعراب: (في دين) متعلّق ب (يدخلون) ، (أفواجا) حال منصوبة من فاعل يدخلون (الفاء) رابطة لجواب الشرط (بحمد) متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبسا بحمد.. جملة: «جاء نصر الله» في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «رأيت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جاء نصر ... وجملة: «يدخلون ... » في محلّ نصب حال من الناس «1» . وجملة: «سبّح ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم. وجملة: «استغفره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سبّح. وجملة: «إنّه كان توابا ... » لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: «كان توّابا» في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» . حيث شبّه المقدور وهو النصر والفتح، بكائن حيّ، يمشي متوجها من الأزل إلى وقته المحتوم، فشبّه الحصول بالمجيء، وحذف المشبه به، وأخذ شيئا من خصائصه وهو المجيء. الفوائد: - العلم يرفع صاحبه: عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لم يدخل هذا الفتى معنا؟ فقال: إنه ممن علمتم، قال فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، ثم قال: ما تقولون في قول الله تعالى (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) إلى ختام السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ قلت: لا، قال: فما هو؟ قلت: هو أجل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أعلمه (إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فذلك علامة أجلك (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) قال عمر: وما أعلم منها إلا ما تعلم. قال ابن عباس: لما نزلت هذه السورة علم النبي (صلّى الله عليه وسلّم) أنه نعيت إليه نفسه. سورة اللهب آياتها 5 آيات [سورة المسد (111) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (2) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) الإعراب: (ما) نافية «1» ، (عنه) متعلّق ب (أغنى) ، (ما) حرف مصدريّ.. والمصدر المؤوّل (ما كسب..) في محلّ رفع معطوف على ماله. جملة: «تبّت يدا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «تبّ ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: «ما أغنى عنه ماله ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: «كسب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) . 3- 5 (السين) للاستقبال (ذات) نعت ل (نارا) منصوب (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (امرأته) معطوف على الضمير الفاعل في (يصلى) «3» ، (حمّالة) مفعول به لفعل محذوف تقديره أذّم «4» ، (في جيدها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حبل) (من مسد) متعلّق بنعت ل (حبل) .. وجملة: «سيصلى ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: «في جيدها حبل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر. الصرف: (أبو لهب) ، كنية عبد العزّى عمّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم، كنّي بذلك لتلهّب وجهه بالحمرة. (حمّالة) ، مؤنّث حمّال صيغة مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ حمل، وزنه فعّالة. (جيد) ، اسم جامد لمعنى العنق، وزنه فعل بكسر فسكون. (مسد) ، اسم جامد لمعنى ليف، وزنه فعل بفتحتين، وفي القاموس: المسد بفتح السين المحور من الحديد أو حبل من ليف أو كلّ حبل محكم الفتل، والجمع مساد وأمساد. البلاغة 1- الاستعارة: في قوله تعالى «وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ» . يقال لمن يمشي بالنميمية: يحمل الحطب بين الناس، أي يوقد بينهم التباعد، ويورث الشر، فالحطب مستعار للنميمة، وهي استعارة مشهورة. ومن ذلك قوله: إن بني الادرم حمالو الحطب ... هم الوشاة في الرضاء والغضب 2- فن التهكم: في قوله تعالى «فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ» . حيث صوّرها تصويرا في منتهى الخسّة، والمراد: أنها تحمل تلك الحزمة من الشوك، وتربطها في جيدها، كما يفعل الحطابون، تخسيسا بحالها، وتصويرا لها بصورة بعض الحطابات من المواهن، لتمتعض من ذلك، ويمتعض بعلها، وهما في بيت العز والشرف. الفوائد: 1- أسلوب الاختصاص هو أسلوب يذكر فيه اسم ظاهر (أي ليس ضميرا) بعد ضمير المتكلم، ليتبين المقصود منه. ويسمى هذا الاسم «المختص» . 2- يكون الاسم المختص معرفا (بال) ، مثل: (نحن- العرب- نكرم الضيف) . أو بالإضافة مثل: (نحن- معاشر الأنبياء- لا نورث) 3- ينصب المختص بفعل محذوف تقديره أخص أو أعني، وجملة الاختصاص اعتراضية لا محلّ لها من الإعراب. 4- قد يأتي أسلوب الاختصاص مع (أيّها أو أيتها) متلوتين باسم معرف بال مثل: (أنا- أيها العبد- فقير إلى الله) (إنني- أيتها العجوز- أشكو ضعفي إلى الله) ونعرب (أيها أو أيتها) : اسم مبني على الضم، في محلّ نصب على الاختصاص، و (ها) حرف تنبيه، والاسم بعدها يعرب بدلا إن كان جامدا كما في المثال الأول، ويعرب صفة إن كان مشتقا كما في مثال (أيتها) المثال الثاني. 2- إعجاز القرآن: قال العلماء: في هذه السورة معجزة، وهي: أن الله عز وجل قد حسم وبت بأن مصير أبي لهب وامرأته إلى النار، وكان من الممكن والمحتمل أن يدخل أبو لهب وامرأته في الإسلام، كما دخل عمر رضي الله عنه وغيره من الكفار أما إصرار أبي لهب وامرأته وموتهما على الكفر، فدليل على أن القرآن ليس قول بشر، وإنما هو من عند علام الغيوب. الذي يعلم ما عليه الإنسان وماذا سيصير إليه. 3- سبب نزول السورة: عن ابن عباس قال: لما نزلت (وانذر عشيرتك الأقربين) صعد النبي (صلّى الله عليه وسلّم) على الصفا ونادى: يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون من قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أرسل رسولا، فجاء أبو لهب وقريش فقال (صلّى الله عليه وسلّم) : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي، تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقيّ؟ قالوا: نعم، ما جرّ بنا عليك كذبا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك سائر النهار، ألهذا جمعتنا. فنزلت هذه السورة. انتهت سورة «تبت» ويليها سورة «الإخلاص» سورة الإخلاص آياتها 4 آيات [سورة الإخلاص (112) : الآيات 1 الى 4] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) الإعراب: (الله) لفظ الجلالة مبتدأ ثان «5» ، (أحد) خبر للمبتدأ (الله) «6» ، (له) متعلّق بخبر يكن: (كفوا) . جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «هو الله أحد ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «الله أحد ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هو. وجملة: «الله الصمد ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ هو «7» . وجملة: «لم يلد ... » في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ هو «8» . وجملة: «لم يولد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يلد. وجملة: «لم يكن له كفوا أحد» في محلّ رفع معطوفة على جملة لم يلد. الصرف: (الصمد) ، صفة مشبّهة وزنه فعل بفتحتين بمعنى مفعول أي المقصود في الحوائج. (كفوا) ، اسم بمعنى المماثل، وزنه فعل بضمّتين، والواو مخفّفة من الهمزة. البلاغة 1- الإيجاز: في قوله تعالى «هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ» : اشتملت هذه الآية على اسمين من أسماء الله تعالى، يتضمنان جميع أوصاف الكمال، وهما الأحد والصمد، لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة، الموصوفة بجميع أوصاف الكمال. وبيان ذلك، أن الأحد يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره، والصمد يشعر بجميع أوصاف الكمال، لأنه انتهى إليه سؤدده، فكان مرجع الطلب منه وإليه. ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لمن حاز جميع صفات الكمال، وذلك لا يصلح إلا لله تعالى. 2- التقديم: في قوله تعالى «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» . حيث قدّم الظرف، والكلام العربي الفصيح أن يؤخر ولا يقدم. فما باله مقدّما في أفصح الكلام وأعربه والسبب في ذلك أن الكلام إنما سيق لنفي المكافأة عن ذات الباري سبحانه، وهذا المعنى مصبه ومركزه هو هذا الظرف، فكان لذلك أهم شيء وأعناه، وأحقه بالتقدم وأحراه. الفوائد: - فضل سورة الإخلاص: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رجلا سمع رجلا يقرأ: (قل هو الله أحد) فلما أصبح، جاء إلى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، فذكر ذلك له، وكان الرجل يتقالّها، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن وفي رواية قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فشق ذلك عليهم فقالوا: أيّنا يطيق ذلك؟ فقال: (قل هو الله أحد) ثلث القرآن. عن أبي الدرداء أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) . قال: إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل (قل هو الله أحد) جزءا من القرآن. سورة الفلق آياتها 5 آيات [سورة الفلق (113) : الآيات 1 الى 5] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (5) الإعراب: (بربّ) متعلّق ب (أعوذ) ، (من شرّ) متعلّق ب (أعوذ) في المواضع الأربعة (ما) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه «9» ، والعائد محذوف (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق بالمصدر (شرّ غاسق) ، (في العقد) متعلّق ب (النفّاثات) ، (إذا) مثل الأول متعلّق بالمصدر (شر حاسد) .. جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أعوذ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) . وجملة: «وقب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: «حسد ... » في محلّ جرّ مضاف إليه. الصرف: (1) الفلق: اسم بمعنى الصبح «10» ، وزنه فعل بفتحتين. (3) غاسق: اسم فاعل من الثلاثيّ غسق أي أظلم، وزنه فاعل وهو الليل «11» . (4) النفّاثات: جمع النفّاثة مؤنّث النفّاث، مبالغة اسم الفاعل أي النافخات في العقد للسحر، مأخوذ من الثلاثيّ نفث باب نصر وباب ضرب، وزنه فعّال. (5) حاسد: اسم فاعل من الثلاثيّ حسد، وزنه فاعل. الفوائد: - الحسد والغبطة: الحسد: هو تمني زوال النعمة عن الغير، وهذا شيء مذموم. وكان اليهود لعنهم الله يحسدون النبي لما أنزل عليه من القرآن ونعمة الإسلام أما الحسد، إن كان معناه التنافس والتسابق بالخيرات، فهذا شيء محمود، للحديث الشريف القائل (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله ما لا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله علما يعلمه الناس) أما الغبطة، فهي أن تتمنى أن تصير مثل صاحب النعمة، دون تمني زوالها عنه، وهذا غير مذموم. سورة النّاس آياتها 6 آيات [سورة الناس (114) : الآيات 1 الى 6] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) الإعراب: (بربّ) متعلّق ب (أعوذ) ، (ملك) بدل من ربّ- أو نعت، أو عطف بيان عليه- مجرور (إله) بدل من ملك مجرور (من شرّ) متعلّق ب (أعوذ) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للوسواس (في صدور) متعلّق ب (يوسوس) ، (من الجنّة) متعلّق بحال من فاعل يوسوس.. جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: «أعوذ ... » في محلّ نصب مقول القول. وجملة: «يوسوس ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) . الصرف: (الوسواس) اسم لمن يوسوس، وزنه فعلال بفتح الفاء. (الخنّاس) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ خنس أي توارى واختفى. الفوائد 1- تناسق الجرس والمعنى: كان موضوع هذه السورة التعوذ بالله عز وجل من وسوسة الشيطان، والوسوسة هي موضوع هذه السورة، لذا فقد تكرر حرف السين في كل آية من آياتها، وتوالى في كلماتها، حتى صرنا نسمع- عند تلاوتها- نغما يترجم لنا الوسوسة، وها نحن نحسن- عند سماعها- بجوّ من الوسوسة، حتى ولو لم نكن نعرف لموضوعها، وهكذا يتآلف المعنى والنغم في كتاب الله عز وجل ويتعاضدان. انتهى إعراب القرآن وصرفه وبيانه ويليه في المجلد السادس عشر فهارس الأبحاث الصرفية والبلاغية والفوائد __________ (1) أو مفعول به ثان إذا كانت الرؤية قلبيّة. (2) أو اسم استفهام مفعول به مقدّم. (3) الذي سوّغ العطف من غير ذكر الضمير المنفصل وجود المفعول به.. ويجوز أن يكون (امرأته) مبتدأ خبره جملة في جيدها حبل. (4) أو حال من امرأته- أجازه العكبريّ- (5) إذا كان الضمير (هو) ضمير الشأن.. أو خبر للمبتدأ (هو) إذا كان الضمير يعود على الإله المعبود الذي سئل عنه الرسول عليه السّلام. [.....] (6) أو خبر ثان للمبتدأ هو. (7، 8) أو استئنافيّة في حيّز القول. (9) أو حرف مصدريّ، والخلق بمعنى المخلوق، أو بمعنى الإبداع ... قاله العكبريّ. (10) جاء في التفاسير معان كثيرة للفلق منها: سجن في جهنّم أو واد فيها أو ما اطمأنّ من الأرض أو الرحم ... إلخ. (11) أو هو القمر إذا أظلم أو خسف، أو الشمس إذا غربت، أو الحيّة إذا لدغت، أو كلّ هاجم يضرّ ... إلخ.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |