|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
ماتت أختي ففقدت سعادتي
ماتت أختي ففقدت سعادتي أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: امرأة ماتت أختها فجأة، ومنذ ذلك الحين وهي في حالة حزن شديد، وبكاء مستمر، وتريد مخرجًا لإصلاح حياتها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ماتتْ أختي وهي في العشرين مِن عمرها، ومنذ ذلك الوقت وأنا في حزن شديد، وأثر ذلك عليَّ في كل شيء، حتى ضعفتْ علاقتي بالله سبحانه وتعالى، وكذلك ضعفتْ علاقتي بزوجي، حتى إنني لا أستطيع أن أتعامل معه، ويزيد مِن الضغط عليَّ أنه يلومني على بعض تصرفاتي، وهذا يُتعبني أكثر. أصبحتُ عصبية طوال الوقت، ودائمًا أبكي، وأحيانًا تفوتني بعض الصلوات مِن كثرة البكاء والحزن. حتى ابنتي لم أعُدْ أتحملها، وأشعر أني تائهة في كل شيء، أريد أن أعيدَ حساباتي وأصلح علاقتي بمن حولي، وأتقرب من الله، لكن لا أستطيع. أرجو أن تدلوني على مخرج لحالتي. الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فأحسن الله عزاءك في أختك، وعظم أجرك وغفر لها ورحمها، وجبرك الله في مصابك. لا ألومك على مشاعر الحزن والفقد، فمَن الذي ما حزن؟! ومَن الذي ما فقد؟! حزن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على فَقْد والديه، وحزن على فراق زوجته خديجة رضي الله عنها، ثم على موت أبنائه منها، ثم على موت عمه حمزة، ثم ابنته رقية، ثم على موت ابنه إبراهيم، وهكذا تتابعتْ على رسول الله البلايا، والتي برغم حزنه إلا أنه ضرب المثال الأعلى والقدوة المثلى في الرضا والتسليم والصبر على أقدار الله. لم يَتَسَخَّط أو يعترض بقول أو فعل، بل مارَس حياة الدعوة وكأن شيئًا لَم يكنْ، وما ذلك إلا دليلٌ على صدق إيمانه، وقوة توكله على ربه، وحسن ظنه به. وذلك الحال الذي ينبغي أن يكون عليه المؤمنُ الصادق، فقد نهى الله عن الحزن في مواضع عدة فقال: ﴿ لَا تَحْزَنْ ﴾ [التوبة: 40]، وقال: ﴿ وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [آل عمران: 139]؛ وذلك لما في الحزن والاستسلام مِن إضعاف للقلب وللهمة؛ ولذلك استعاذ منه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حيث كان من دعائه: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن)). فلذلك ينبغي لك ألا تستسلمي لتلك المشاعر المتزايدة التي بدأتْ تُؤثر عليك سلبًا حتى في دينك، فأضعفتْ علاقتك بالله، وكيف ستكون حياة المرء إن أصابها الضعف في جوانب العبادة؟ لا تحزني؛ فالحزنُ لا يُعيد ما مضى، ولا يجدي نفعًا، بل على العكس من ذلك، فإنَّ مدافعة الحزن ومقابلة ذلك بالرضا والتسليم يُحدِث للعبد سعادة لم يكن يَتَصَوَّرها، وقد أخلف الله رسوله خيرًا كثيرًا؛ ففتح له الفتوح، وبارك في أهله وماله وصحبه. فلذلك اعملي بما أمر الله به عباده؛ حيث قال عز مِن قائل: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]. وقد وعد الله بعظيم الأجر للصابر؛ فقال جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، فاصبري يا غالية، واحتسبي مصابك في أختك. وما مِن مصاب أعظم مِن مصاب الأمة في نبيها، وكل مصيبة سوى مصيبة الدين تَهون، وأحسني الظن بأن أمر الله كله خير؛ فهو لا يقضي لعباده إلا بما هو خير لهم وأصلح؛ سواء أدركنا ذلك أو لم نُدركه، فلله الحكمةُ البالغة. اجتهدي في الدعاء بأن يرزقك الله الصبر الجميل، وأن يجبرك في مصابك، وأن يشرح صدرك، ويعيذك مِن الهم والحزن والضيق، واعلمي أنَّ لك ربًّا سميعًا قريبًا مجيبًا يقول في محكم تنزيله: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 186]. اسألي الله الإعانة والجبر والرضا عوضك الله خيرًا ينسيكِ ما كانَ مِن الأحزان
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |