دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858570 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392988 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215512 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 20-03-2024, 11:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(11)
الدرس الحادي عشر
عمرة في رمضان تعدل حجة
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فإنّ الأعمال الصالحة لها فضل في شهر رمضان، ومن تلك الأعمال الصالحة: العمرة في رمضان. فيا أيها المسلم:
١ - إن تيسر لك أن تعتمر في شهر رمضان، في أي وقتٍ منه، في أوّله، أو آخره، أو وسطه، فافعل، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - لام سنان الأنصاريّة: (مَا مَنَعَكِ مِنْ الْحَجِّ قَالَتْ أَبُو فُلَانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أَحَدِهِمَا وَالْآخَرُ يَسْقِي أَرْضًا لَنَا قَالَ فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي) رواه البخاري.


٢ - وإذا تيسّر لك أن تذهب بوالديك إلى العمرة، أو أسرتك، فهذا أمرٌ طيبٌ، واجتهد في البعد عن الزِّحام، كما لو اعتمرت في أول شهر رمضان، وإذا كان والداك قد ماتا أو مات أحدهما، فاعمل لكل واحدٍ منها عمرة في رمضان، أو اعمل للميت منهما واعتمر بالحي معك، فإنّه بحمد الله قد تيسّرت أمور العمرة، ولم تكن مكلفه، بل هي يسيرة جداً، ونفقتها يسيرة على من كان قريباً من مكة، أو في هذه البلاد مع سهولة المواصلات، فاغتنم الفرصة! وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ) رواه الشيخان


٣ - إذا كنت موظفاً فلا تترك عملك وتذهب إلى العمرة، إلّا إذا أخذت إذناً من عملك؛ لأنّ العمل أمانه، ويجب المحافظة عليه، والقيام به، وأمّا العمرة فقد تكون نافلة، والواجب مقدمٌ على المندوب، وهذا التوجيه عام لأئمة المساجد وغيرهم، فعلى المسلم أن يتنبّه لذلك.
٤ - وإذا سافرت في العمرة فهذا السفر (مشروع) وهنا أحوال:
أ - إن كان الصوم يضرُّ بك في بدنٍ ونحوه فأفطر ولا تصم، فان صمت مع الضرر كنت عاصياً، والنبي - صلى الله عليه وسلم: (خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فَرَفَعَهُ حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ ثُمَّ شَرِبَ فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ فَقَالَ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ) رواه المسلم.


ب- وإن كان الصوم لا يضرُّ بك، ولكن يلحقك بعض المشقة -من الحرارة- بالصوم، فالفطر أفضل لك؛ لأنه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ فَرَأَى زِحَامًا وَرَجُلًا قَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالُوا صَائِمٌ فَقَالَ لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ) رواه الشيخان.
ج- وان كان الصوم والفطر عندك سواء، فأنت مُخيّرٌ، إن شئت فصُم وان شئت فافطر؛ لأنّ حمزة بن عمرو الأسلمي - رضي الله عنه - قال للنبي - صلى الله عليه وسلم: (أَأَصُومُ فِي السَّفَرِ وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَصُمْ وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ) رواه الشيخان.


د- اعلم -أيها المسلم- أنّك إن سافرت في رمضان أو في غيره وكنت تعمل عبادات ولم تعملها في السفر فإنّه يُكتب لك مثل ما كنت تعمل في إقامتك، وكذلك لو مرضت، فإنّه يُكتب لك، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِ
بَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا) رواه البخاري.
هـ- لكن إن كنت مسافراً فاستفد من سفرك أيضاً في التنقل بالصلاة على راحلتك (وأنت راكب في السيارة، أو في الطائرة، أو في غيرها) ولا تصلِّ السنن الرواتب إلا ركعتي الفجر والوتر؛ لأنّه - صلى الله عليه وسلم - كان: (يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ وَيُوتِرُ عَلَيْهَا غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ) رواه الشيخان. والله الموفق.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22-03-2024, 12:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(12)
الدرس الثاني عشر
رمضان تربية للمؤمنين
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فإنّ صيام رمضان يُربِّي النفوس المؤمنة على كل خير، بل ويربِّي المجتمع على طاعة ربِّه، ولذا أيّها المسلم في رمضان:
١ - اهتمّ في حياتك بتربيةِ نفسِك على طاعة الله - عز وجل -، واهتمّ بتربية أولادك على العبادات العظيمة التي لها أثرها في القلوب والنفوس، ومن تلك العبادات المثمرة:


أ- الصلاة: فلتكن في شهر رمضان محافظاً عليها أشدّ المحافظة، على الفرائض ثم النوافل كقيام رمضان، بل وربِّ نفسك على المحافظة على الصلاة، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المعارج: ٣٤] . واعلم أنّك إن أهملت في الصلاة المفروضة فأنت في الصيام أكثر إهمالاً، مهما ادَّعيت المحافظة عليه، حافظ على الصلاة بطهارتها، وخشوعها، وواجباتها، وأثرها عليك، فإنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ب- ربِّ أولادك المُمَيِّزين على الصلاة في رمضان وغيره، وهذه التربية الواجبة (بأمرهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين، وبضربهم عليها إذا بلغوا عشر سنين إذا امتنعوا) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) رواه أحمد وأبو داود (صحيح) .


ج- رَبِّ أولادك التربية المسنونة على صيام شهر رمضان، وهذه التربية للأولاد المميزين من الذكور والإناث، والاجتهاد في أن ينشأ الولد على طاعة
الله - عز وجل -، وقد قالت الرُّبيِّع: (أَرْسَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ) رواه الشيخان. وهذا في عاشوراء لمَّا كان واجباً، قلت: وكذلك رمضان فإننا يُشرع لنا أن نربي أولادنا على صيامه.


د- وإذا كنت أيّها المسلم لك أولاد مُميِّزون، ودخل عليكم شهر رمضان، فاجتهد أن يصوموا رمضان، واستعدَّ لهم ببعض اللُّعب التي يتسَلّون بها عن الطعام والشراب (احذر من اللّعب المحرَّمة كالتماثيل، وأدوات الموسيقى، والغناء، أو الصور ونحو ذلك) ولْيقُم الأب والأم في البيت بالتعاون على هذه التربية للأولاد، ومنح الج
وائز للأولاد من الذكور والإناث في شهر رمضان، ولتكن الأم عيناً على الأولاد بالمتابعة في البيت حسب الاستطاعة، ولْيكن الأب حريصاً على الذهاب بالأولاد الذكور معه إلى المسجد (ويذهب بهم إلى المسجد) ، وليعلم الوالدان أنّ لتربيتهما أثراً بإذن الله، وعليهما أن يتوكّلا على الله، ويلجأ كلُّ واحدٍ منهما إلى ربه ويدعو لأولاده، وقد قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠] .


هـ- أيها الأب والأم، اعملا برنامجاً لأولادكما في رمضان، بحيث يكون مُسليّاً، ومُفيداً، ومُتناسباً مع أعمار الأبناء والبنات ومستوياتهم، ومُشوِّقاً لهم، ومُرغباً في طاعة الله، ومُقبِّحاً الذنوب والمعاصي، واعلما أنّكم مسئولون عن الأولاد يوم ال
قيامة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) رواه الشيخان. وقال - صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ) رواه الشيخان.


و- أيها الأب والأم، ادعوا لأنفسكما ولأولادكما وأنتما صائمان، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ دَعْوَةُ الْصَّائِمِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُوم) رواه البيهقي في الشعب (صحيح) . وقال - صلى الله عليه وسلم: (ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر) رواه البيهقي في السنن الكبرى وحسّنه الألباني رحمه الله. ربِّيا أنفسكما على دعاء الله في كل وقت، وعلى اغتنام أوقات الإجابة. والله الموفق.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22-03-2024, 10:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(13)

الدرس الثالث عشر
رمضان فرصة لا تعوّض
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
- أيها المسلم: إن رمضان فرصةٌ إذا ذهبت فكيف تعوض؟ ولذا انتبه لنفسك حتى لا تذهب عليك هذه الفرصة (شهر رمضان) ! واستغلّ
هذه الفرصة بكل ما تحمل هذه الجملة (استغلّ) وقم بكل عمل شرعه الله سبباً لمغفرة الذنوب ولدخول الجنة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَمَاتَ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأُدْخِلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ) رواه الطبراني في الكبير (صحيح) .


- أيها المسلم: إذا دخل عليك رمضان فانتبه لصيامك، وحافظ عليه أشدّ المحافظة، وتجنّب كل شيء يفسد الصوم أو فيه شبهة، أو يذهب بثواب الصوم، أو يكون طريقاً إلى إضاعة الوقت، أو إلى كثرة الكلام الذي لا فائدة فيه، أو الاشتغال بما لا نفع فيه في الدنيا والآخرة، بل احذر أن يمضي عليك يومٌ من رمضان وأنت في شكٍّ من صحة صومك، أو في اشتباه، أو أن يكون ذلك اليوم قد أضعت ثوابه في كلامٍ فارغٍ، واعزم عزماً صادقاً من أول ليلة على استغلال رمضان، وعلى تجنب كل ما يُلهي، واصدُق في التوبة إلى الله عز وجل، واستعن بالله، واترك الكسل، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ) رواه مسلم.


- أيها المسلم: تنبّه لصومك، ولا تُطع شهوة البطن، فتُضيع صومك في بعض الأيام كما يفعل من يتسّحر بعد طلوع الفجر، أو وهو يسمع المؤذن الذي يؤذن بعد طلوع الفجر، فهذا النوع ليسوا صائمين، وإنما هم متلاعبون، وكذلك من يشرب الشاي أو القهوة أو غيرها وقد طلع الفجر، فإنه بعد الفجر يحرم جميع المفطرات على الصائم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ قَالَ وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ) رواه الشيخان.


- أيها المسلم: استغلّ ليالي رمضان في الصلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله، والاستغفار والتسبيح والتهليل , واستغلّ الثلث الأخير من الليل، واعلم أن في الليل ساعة إجابة كلّ ليلة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِي اللَّيْلِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ) رواه مسلم. اِسألَ الله كل ليلة ما تُحب من الخير من أمور الدنيا والآخرة، وألحّ على الله بالدعاء.
استغلّ نهار رمضان في الصيام الواجب، وفي أعمال الخير، كالصدقة، وذكر الله (اذكر الله في الطريق، وفي سيارتك، وعملك، وعلى فراشك، وبادر إلى
الصلوات المكتوبة، واعتن بقراءة القرآن، ولا تسكت عن الذكر، وفي الحديث: (لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) رواه الترمذي وغيره (صحيح) . وابتعد عن الجلسات التي فيها إضاعة للوقت بغير ذكر الله.

- إن كنتَ موظفاً فأدِّ الأمانة في رمضان بما يلي:
الدوام الحقيقي، وإنجاز الأعمال الموكلة إليك، واترك عنك الأعذار عن أداء العمل بأنك صائم؛ لأنك بأداء الأمانة ترغب بأن يكون صومك مُكفِّراً ذنوبك، أما الخيانة فإن صومك (الخائن) لا يُحقق المراد منه , واحفظ لسانك ح
فظاً تاماً عن كل كذبٍ أو غيبةٍ أو محرمٍ (اقفل على لسانك من كل محرم) .
واستعن بالله ثم بالقيلولة على قيام الليل (تنام وقت القيلولة، أو عندما تعود من عملك) لأن القيلولة تفيدك لقيام الليل والنشاط في الليل للعبادة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) حسنه الألباني رحمه الله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23-03-2024, 11:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(14)

الدرس الرابع عشر
رمضان شهر المسابقة للخير


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبة، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فيا أيها المسلم، شمِّر إلى الجنة في هذا الشهر الكريم، شهر رمضان، واجتهد في كل عمل صالح بما يلي:
١ - المسارعة إلى الأعمال الصالحة: وقد قال تعالى: {وَ
سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: ١٣٣،١٣٤] .


٢ - أسرع ولا تتأخر ولا تتباطأ عن كل خير، ومن ذلك:
أ- النفقة في سبيل الله في كل وجوه البر، وفي حال عسرك ويسرك، ولا تحتقرنَّ من المعروف شيئاً ولو قلّ، ولا تقل: أنا دخلي قليل، بل تصدّق ولو بالشيء اليسير، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (لا تحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الصَّدَقَةِ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْ
رَةٍ) رواه مسلم. وقال - صلى الله عليه وسلم: (لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ) رواه مسلم
ب- اكظم غيظك {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث معاذ بن أنس - رضي الله عنه: (مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ
قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ) رواه أهل السنن (حسن) .


ج- اعفُ عن الناس، ولا تنتقم لنفسك، {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} ، وقد قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله} [الشورى: ٤٠] . وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال - صلى الله عليه وسلم: (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ) رواه مسلم. ولما سُئلت عائشة - رضي الله عنها - عن خُلُقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: (لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَلَا صَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ) رواه الترمذي (صحيح) .
د-كن من المحسنين؛ لتكون ممن يُحبهم الله، وقد قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} . فأحسن في عبادتك، اخلص فيها لله، مُتابعاً رسول الله - ص
لى الله عليه وسلم -، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) رواه الشيخان. وهذه مرتبة عظيمة (المراقبة) ، وأحسن إلى كل أحد حتى الحيوانات، وحتى في الذبح، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ) رواه مسلم.

٣ - سابق إلى كل خير، وإلى كل ما يقرِّبك إلى الله ومغفرته وجنته، وقد قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ... الآية [الحديد:٢١] . فحقِّق الإيمان بالله و
رسله، قم بما أوجب الله عليك ممَّا أمر به الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وانته عمّا حرّمه عليك الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأكثر من التقرب إلى الله بالنوافل، واعلم أنّك في هذا الشهر الكريم شهر رمضان، قد فتحت لك أبواب الجنة، فسارع وسابق إليها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ) رواه الشيخان.


٤ - أيها المسلم، اجتهد في كل طاعة لله، ومنها قول: لاحول ولا قوة إلا بالله، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث قيس بن سعد بن عباده - رضي الله عنه: (أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) رواه الترمذي (صحيح) . وحافظ على أوسط أبواب الجنة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَحَافِظْ عَلَى وَالِدَيْكَ أَوْ اتْرُكْ) رواه ابن ماجه (صحيح) . والله الموفق.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 24-03-2024, 10:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(15)
الدرس الخامس عشر
استغلال الشهر بالطاعات
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
إنّ شهر رمضان هو شهر الخير، والصيام، والقيام، فجديرٌ بك - أيها المسلم- أن تستغلّه في كل عملٍ صالحٍ، ومن ذلك:


١ - أكثر من ذكر الله - عز وجل -، ومن الحسنات؛ لأنّ الحسنات تُضاعف في الزمان الفاضل، وإذا كنت في مكة أو في المدينة، فاعلم أنّ الحسنات تُضاعف في المكان الفاضل، فاجتهد في ذلك في الصلاة، وكل عمل يقرِّبك إلى الله، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ) رواه احمد وابن ماجه (صحيح) .


٢ - تطلَّب الطاعات التي هي أعلى الطاعات، وكن ذا همةٍ عاليةٍ في هذا الشهر (رمضان) ، فشارك في كل عملٍ رفيعٍ، وفضله عظيم، ومن تلك الطاعات: إصلاح ذات البين (اعمل لك برنامجاًً للإصلاح بين المخاصمين، وبين الأقارب المتهاجرين، والقبائل المتناحرين) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ) رواه أبو داود والترمذي وأحمد (صحيح) .


٣ - إذا كان بينك وبين أحدٍ المسلمين شحناء، فاذهب إليه واعفُ عنه، وقم بما يُذهب تلك الشحناء، بل أحسن إليه في هذا الشهر (رمضان) ، حتى وإن كان قد أساء إليك، واطلب الثواب من الله - عز وجل - وليغفر لك ذنوبك، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ اتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا) رواه مسلم. وفي لفظ: (أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) رواه مسلم.


٤ - من أفضل الأعمال (الطاعات) الدعوة إلى الله - عز وجل -، فقم بعمل برنامجٍ دعويٍ (في المسجد) أو (في الحي) ، وتقوم المرأة بعمل برنامجٍ دعويٍ (في الدار النسائية للقرآن الكريم) ، وقد قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ... الآية} [النحل: ١٢٥] . وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً ... الحديث) رواه البخاري.
ومن أعظم ما تبلِّغ به: أحكام الصوم، بيان المفطِّرات، ما شُرع في رمضان، التحذير من الوقوع فيما يُذهب ثواب الصوم.


وتكون دعوة الناس عن طريق الكلمات أو المحاضرات، أو توزيع الشريط الإسلامي، أو القراءة من كتاب، أو توزيع المطويَّات المفيدة، أو غير ذلك من الأعمال الدعوية التي يستفيد منها المجتمع.

٥ - اجتهد في أعمالٍ تنفع المسلمين، ومنها تسجيل الفقراء في جمعيات البرِّ الخيرية، ومساعدة الجمعيات الخيرية على عملها، وعلى إيصال الصدقات إليها، والقيام بمعاونتها في التوزيع، وإعطاء اليتامى ونحو ذلك، والسعي في تفريج الكُرَب عن المسلمين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 25-03-2024, 10:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(16)

الدرس السادس عشر
رمضان شهر الصبر
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِة ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
اعلم أيها المسلم أنّ رمضان هو شهرُ الصَّبر، ولذا:
١ - اصبر على صيامِ شهرِ رمضان لوجه الله تعالى، فإنّ صومَه ركنٌ من أركان الإسلام، وتَطَوَّع بصيام ثلاثة أيامٍ من كلّ شهر، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدَّهْرِ) رواه احمد، وقال - صلى الله عليه وسلم: (صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ) رواه البزّار (صحيح) .
٢ - اصبر على كلِّ طاعةٍ تؤديها لله - عز وجل -، واستفد من الصّوم الصّبر على الطّاعة، والصّبر على المعصية، والصبر عن الذنوب والمعاصي، واحتسب أجرك عند الله الذي يوفِّي الصابرين أجرهم، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصابرون أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} [الزمر: ١٠] .


٣ - عش بقيَّة عمرك مُتصبِّراً مُستعِفّاً مُستغنياً؛ ليصبِّرك اللهُ ويُعفَّكَ ويُغنيك، ولا تسأل النَّاس، ولا تقف على أبواب من عندهم المال سائلاً، وفي حديث أبي سعيدٍ - رضي الله عنه: (إِنَّ نَاسًا مِنْ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ فَقَالَ مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ) رواه الشيخان.


٤ - إنّك تصبر في صيامك عن الطعام والشراب، فاستفِد من ذلك في ترك القات والدّخان والشِّيشَة وغيرها من المحرمات لوجه الله تعالى، وليكن صبرك عن هذه المحرمات طاعةً لله لا لشيءٍ آخر؛ لتحصلَ على الثوابِ العظيمِ بكتابتِها حسنةً، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ فَقَالَ ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ) رواه مسلم.


٥ - استفد من صيامِ رمضان أنَّك تصبر على أذى النّاس، في مخاطبتهم ودعوتهم إلى الله - عز وجل -، وتعليمهم، والحرص على ما ينفعهم، ولا تكن قليل الصبر، غير مخالطٍ للناسِ ولا نافعٍ لإخوانك المسلمين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في حديث ابن عمر - رضي الله عنه: (الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .


٦ - اعلم أنّ الحياة كلّها لا بد لها من الصبر، ومجاهدة النفس على الأعمال الصالحة حتى تموت، فتخلَّق بالصبر، وجاهد نفسك في القيام بطاعة الله، صابراًً بعيداًً عن الذنوب، وقوِّ إيمانك، واسْعَ في زيادته وارتفاعه، وكن سمحاً، فإذا جمعت بين الصّبر والسّماحة حقَّقتَ أفضل الإيمان، ولمَّا سُئِل - صلى الله عليه وسلم: أي الإيمان أفضل؟ فقال: (الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ) . بل وأَوْصِ إخوانك المسلمين بالصَّبر، وقد قال تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر] . والله الموفق.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 26-03-2024, 11:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(17)

الدرس السابع عشر
شهر الانتصارات
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبيّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
- فإنّ شهر رمضان شهرٌ مباركٌ، نصر الله فيه المسلمين في غزوة بدر الكبرى على عدو الله وعدوهم المشركين، وسمّى ذلك: يوم الفرقان؛ لأن الله فرّق فيه بين الحق والباطل، وكان ذلك في رمضان السنة الثانية من الهجرة، و
كان سبب هذه الغزوة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغه أن أبا سفيان قد توجّه راجعاً من الشام إلى مكة بعير قريش، فدعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه إلى الخروج لأخذ تلك العير؛ لأن قريشاً محاربون لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً يطلبون العير، ولا يريدون الحرب، ولما علم أبو سفيان بهم بعث صارخاً إلى قريش ليحموا عِيرَهم، وسلك طريقاً على ساحل البحر، وخرجت قريشُ بأشرافهم في نحو ألف رجل، ومعهم الفتيات يغنين بهجاء المسلمين، ونجا أبو سفيان بالعير، وأرسل إلى قريش ليرجعوا، فأبوا إلا الحرب،


وجمع الله بين المسلمين وبين عدوهم، ووقعت المعركة، ونصر اللهُ رسولَه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه على كفار قريش، وقُتِل من الكفار سبعون وأُسِر سبعون , لقد نصر الله الفئة القليلة التي تقاتل لإعلاء كلمة الله، وأذلّ الله المشركين، فيا أيها المسلم:
١ - اعلم أن الله ناصرٌ دينه مهما طغى الكفار
وتجبروا، وقد قال الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: ٤٠] . فعلى المسلمين أن يقوموا بما أمرهم الله به، وينتهوا عما نهى الله عنه، وأن يعتزُّوا بدينهم، وأن يقوموا بالدفاع عن دينهم لينصرهم الله على عدوهم، وقد قال تعالى: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:٢٠٠] .
٢ - أيها المسلم: ادعُ الله عز وجل أن ينصر المسلمين على أعدائهم ال
كفار، وقد علّمنا الله ذلك {وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة:٢٥٠] .


٣ - أيها المسلم: اُدعُ الله على الكفار الذين هم صناديد، وأذاهم على المسلمين أعظم، وهم يخططون الخطط للعالم؛ لمحاربة الإس
لام وأهله ورميهم بالتطرف ونحو ذلك، وليكن دعاؤك عليهم بأعيانهم بالهلاك، فإنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قد دعا على أربعةٍ من صناديد قريش، وهم: أبو جهل، وشيبة بن ربيعة، وأخوه عتبة، وابنه الوليد بن عتبة، فعن ابن مسعود س أن النبي - صلى الله عليه وسلم: (اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ ع الْكَعْبَةَ فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى قَدْ غَيَّرَتْهُمْ الشَّمْسُ وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا) رواه البخاري.


٤ - اُدعُ الله عز وجل بنجاة المستضعفين، وادعُ الله على الكفار الذين يؤذون المسلمين، أن يصيبهم الله بالقحط، والجدب، وأن يَشْدُدَ الله وطأته عليهم، وليكن دعاؤك عليهم إذا رفعت رأسك من الركعة الآخرة (دعاء القنوت) ، فعن أبي هريرة س أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم: (كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ) رواه الشيخان.


- وفي شهر رمضان كانت غزوة فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، وأصبحت بلداً يُقام فيه التوحيد بدلاً عن الشرك، فلله الفضل والمِنّة، فعلى من دخل مكة أو كان من سكَّانها أن يعلم أنها بلدُ الله الحرام، وأن الحسنات فيها تضاعف، فليجتهد في فعل الحسنات، وليحذر من الذنوب فيها وفي غيرها؛ لأن الذنوب فيها تَعظُم، وقد قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: ٢٥] . انتبه يا من أنت في مكة!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27-03-2024, 11:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(18)

الدرس الثامن عشر
رمضان شهر الانجازات
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
أيها المسلم: إن شهر رمضان هو شهر عمل الخيرات، والإنجازات، والعمل لهذا الدين (دين الإسلام) ، وقد حقق الرسول في هذا الشهر الفتوح العظيمة، والدروس الكبيرة المفيدة، وكذلك أصحابه ش، لكن ماذا حققت أنت في هذا الشهر؟ ولذا، حاول مجتهداً أن تخرج بما يلي:


١ - اجتهد في توبةٍ صادقةٍ تظهر آثارها عليك، في كلامك، وفي عملك، وفي طعامك، وشرابك وحديثك، ومجالسك، وإنفاقك في سبيل الله في كل وجوه البر، وفي حياتك مع أهلك وزملائك، فإن التائب الصادق هو الذي يٌحسن العمل، وقد قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: ٧٠] . وليكن كلامك ذكراً لله , وصمتك فكراً، وطعامك وشرابك للتقوي على عبادة ربك.


٢ - اجتهد أن تعود إلى حياةٍ جديدةٍ في طلب العلم، وفهم القرآن، وتطبيقه تطبيقاً حقيقياً في نفسك وأهلك، وفي كل شأن من شئونك، ناظراً إلى ما عند الله، طالباً الدار الآخرة، فرحاً بهذا القرآن: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: ٥٨] .
٣ - عُد إلى سنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وتعلّمها وطبّقها، فلا تُمِل عنها قيد أُنملة، ابتداءً من توحيدك , صلاتك؛ لتصلي كما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي) رواه الشيخان. وإن كنت إماماً لمسجدٍ، فَصَلِّ بهم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وفي كل حياتك وبقية عمرك، وكلّما عرفت سنةً من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتمسّك بها، وعضَّ عليها بالنواجذ، وكذلك سنن الخلفاء الراشدين المهديين , واجعل سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقدمةً على قول كل أحد لتحصل على الهدي العظيم، قال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: ٥٤] .


وقال تعالى: ... {َلقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ} [الأحزاب: ٢١] .
٤ - سر وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متبعاً له داعياً إلى هذا الدين، واجعل هذه الآية نصب عينيك: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: ١٠٨] . وكلما تعلمت شيئاً من القرآن والسنة فادعُ الناس إليه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) رواه البخاري.


٥ - أيها المسلم: إن كنت من أصحاب الأموال، فأخرج في رمضان نفقةً على الفقراء والمساكين، والأيتام، والأرامل، والمحتاجين، وقم بمساعدتهم حتى تلقى الله (حتى تموت) ، واجعل لك برنامجاً لدعم الدعوة إلى الله، ودعم حلقات القرآن الكريم، واجعل هذا محط اهتمامك في بقية عمرك، وتفهّم قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) رواه البخاري.
٦ - كل واحد منكم - أيها المسلمون- يستطيع أن يجعل له عملاً متواصلاً في الثواب لينفعه بعد موته فليفعل، (اجعل لك وقفاً ولو صغيراً على الدعوة إلى الله , أو على حلقات القرآن الكريم , أو على الأيتام والفقراء) وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رواه مسلم.
٧ - خروجك من رمضان يعني أنك تعلّمت الصبر على هذه العبادة (الصيام) ، فليكن خروجك درساً لك بحيث أنّك تصوم من كل شهر ما تيسر لك (الاثنين والخميس , وعاشوراء , ويوم عرفة , وثلاثة أيام من كل شهر) لتكون ممن كأنه يصوم الدهر، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ) رواه مسلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28-03-2024, 10:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(19)

الدرس التاسع عشر
شهر العتق من النار
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فإنّ شهر رمضان شهر العتق من النار، فيا أيها المسلم:




١ - حاسب نفسك كلّ يومٍ من رمضان على صيامك، هل حافظت عليه من المفسدات؟ وهي المفطِّرات، وهل حافظت عليه مما يذهب بثوابه، كالغيبة، وقول الزور، والعمل به؟ وحاسب نفسك على أداء الواجبات، كالصلاة المفروضة في أوقاتها، وصلاة الرجل مع جماعة المسلمين، فإنّ العبد الذي يحافظ على صومه وأداء الواجبات، وترك المحرمات، يحصل بفضل الله على العتق من النار، وقد قال ع: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ... الحديث) وفيه: (وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .


٢ - اعلم -أيها العبد- أنك تعيش في هذه الحياة وتعمل، وأنت على أحد نوعين: فإما أن يكون عملك فيما فيه عتقك من نار جهنم، وإما أن يكون عملك مما فيه إيباقك في نار جهنم، فاجتهد في إعتاق رقبتك وفكاكها من النار قبل أن ينزل بك الموت، وعند ذلك لا ينفع الندم، وقد قال ع: (الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا) رواه مسلم. اهتمّ بتوحيد الله، وبالطُّهور، والحمد لله، والتسبيح، والصلاة، والصدقة، والصبر، والقرآن تلاوةً وفقهاً وعملاً، وادرس نفسك أمام هذه العبادات والقيام بها، فعسى الله أن يفكَّ رقبتك من عذاب جهنم.


٣ - إذا علمت أن شهر رمضان مبارك، وأنّه زمانٌ فاضل، فاستغلَّ كل زمانه في طاعة ربك، وكن أكثر حرصاً على لياليه، وثلث الليل الآخر، وتفرّغ في ثلث الليل الآخر للصلاة، والدعاء، وسؤال الله، والاستغفار، والتوبة، والإقبال على الله، وقد قال ع: (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، يَقولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) رواه الشيخان.


٤ - أيها المسلم: إنّ رمضان فرصةٌ لا تُعوّض لمن فاتته، فكن يقظاً كل التيقُّظ لهذا الشهر (رمضان) من أول ليلة، وكن من التائبين العائدين إلى الله ?، المتضرعين إليه، المقبلين عليه، الساعين في طلب النجاة من عذاب الله، الطالبين رحمته وجنته ومغفرته، فاحذر من الذنوب! وعش في هذا الشهر وفي غيره فتفكراً في نجاتك يوم القيامة، واجعل على نفسك رقابةً من نفسك، واحفظ جوارحك ولسانك حتى تشعر كأنك في سجن، بحيث لا تترك لنفسك الزمام مُطلقاً لها، فتنطلق في هواها وحظوظها، على حساب آخرتك، وقد قال ع: (الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ) رواه مسلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 29-03-2024, 10:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(20)

الدرس العشرون
ليلة القدر
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
أخي المسلم: إن في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، وهذه الليلة لها فضلٌ عظيمٌ، ومن فضلها:


- أنها ليلة مباركة: كما قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} [الدخان: ٣ - ٥] .
- أنها ليلة الشرف (القَدر) : فهي ليلة شريفة عظيمة، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: ١] . فيُقدِّر اللهُ فيها ما يكون في السنة ويقضيه من أموره الحكيمة.
- وأنها ليلة - في فضلها وشرفها وكثرة خيرها وثواب الأجر فيها - خيرٌ من ألف شهر، كما قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: ٣] .
- وأن فيها تتنزل الملائكة وجبريل †في الأرض بالبركة، والخير، والرحمة، كما قال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: ٤] .


- وأنها ليلة سلام للمؤمنين من كل ما يخافون: لكثرة مغفرة الذنوب فيها والعتق من النار {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: ٤] .
- أنّها كما قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان. فمن قامها إيماناً بالله، وبما أعدَّه من الثواب لمن قامها، واحتساباً للأجر عند الله تعالى، حصل على هذا الفضل وإن لم يعلم بها.
- وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان (في الوتر من العشر) ، فيشرع لك - أيها المسلم - أن تتحرَّاها، وتطلبها، وتحرص عليها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) رواه البخاري.


- إذا فاتتك الليالي الثلاث الأولى من العشر، أو ضَعُفت عنها، فاجتهد في السبع البواقي، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي) رواه مسلم.
- احرص على الاجتهاد في العشر الأواخر في تحري ليلة القدر، وكن أكثر تحرياً لها في السبع الأواخر، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - لرجالٍ من أصحابه أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر: (أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ) رواه الشيخان.
- التمس ليلة القدر وتطلَّبها في ليلة خمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى) رواه البخاري.


- أقرب السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين، فاهتمّ بهذه الليلة (ليلة سبع وعشرين) ، وقد قال أُبيّ بن كعب س: (وَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ع بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ) رواه مسلم.
- أكثر من هذا الدعاء في ليالي تحري ليلة القدر: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، فقد سألت عائشة ل النبي ع: (أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي) رواه الترمذي وابن ماجة (صحيح) .
- علامة ليلة القدر في حديث أُبَيٍّ س قال: (وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا) رواه مسلم. وعند أبي داود قال: (تُصْبِحُ الشَّمْسُ صَبِيحَةَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِثْلَ الطَّسْتِ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ حَتَّى تَرْتَفِعَ) (صحيح) .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 147.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 141.95 كيلو بايت... تم توفير 5.83 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]