لحياة بسيطة..! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852440 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387750 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1055 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-07-2020, 02:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي لحياة بسيطة..!

لحياة بسيطة..!


مبارك عامر بقنه




نحن في حياتِنا اليومية نُدفع إلى أعمالٍ كثيرة، قد يكون كثيرٌ منها مقلقًا ومرهقًا ومتعبًا، وهذا لا شك يؤثِّرُ سلبًا على رؤيتِنا للحياة، مما قد تؤدي هذه الأعمالُ والنشاطات الحياتية إلى حجبِ الرؤية في معرفةِ الضروريات والأولويات، واكتشاف الأهم والأولى في حياتنا.

البساطة لا تعني أن أتنازلَ عن مبادئي أو قِيَمي، أو أعيش دون هدف ورسالة، ولا تعني بحالٍ أن أدعَ الآخرين يتحكمون في مشاعري، أو أن أكون إمَّعة؛ أنقادُ خلف الآخرين دون إدراكٍ ووعي، ولا تعني بحالٍ ألا أكون ذا شخصيةٍ متميزة لها صفاتُها الخاصة بها، ولا تعني أن أفقدَ شخصيتي وهُويتي فلا أملك رأيًا أو قرارًا، كل هذه المفاهيم عن البساطةِ مفاهيم خاطئة، وهي أقربُ وصفًا للشخصيةِ الساذجة السطحية غير الواعية دون الشخصيةِ البسيطة.

وليس هناك تلازمٌ بين البساطةِ والسطحية، سواء كان في التفكيرِ أو السلوك؛ فالبساطةُ تبتعد عن التعقيدِ، ويكون هناك مرونة وقابلية للتأقلم والتكيف مع الأوضاعِ التي تمرُّ بك.

البساطةُ أن ترى أمامك أبوابًا متعدِّدة تستطيعُ أن تلجَ منها دون معاناة، والتعقيد أنك لا ترى إلا بابًا واحدًا وخيارًا محدَّدًا.

البساطة هي موقفٌ عقلي ينعكسُ في تعاملِ المرء مع ما حوله من أشياء، فيعيش المرءُ حياتَه بعيدًا عن القلقِ والخوف والوهم، يعيشها بإدراك أنه خُلق لغايةٍ، ويحاول أن يحقِّقَ هذه الغايةَ عمليًّا في حياتِه، الحياة البسيطة أن تطردَ عنك الشعورَ بالوحدة، وأنك جزء من هذه الحياةِ لك كينونتك وشخصيتك ومشاعرك وأحلامك وطموحاتك، الحياةُ البسيطة أن تعطي كلَّ جزءٍ من ذاتك حقَّه من الحياة، فأنت كتلةٌ من روحٍ وعقل وجسد، فالروحُ تملؤها بحبِّ الله - تعالى - والإيمان به، وتجعلها متعلقةً بالملأ الأعلى لتسمو بها عن دَرَنِ الترابِ ومتعلقاته؛ فالروحُ لن تجدَ غذاءها وسعادتها وكمالها إلا من الوحي المطهَّر، وحث العقل على التأمُّلِ والتفكر والتدبر في آياتِ الله ومخلوقاته، وفي إدراكِ المعارف والعلوم، وفي الاستنباطِ والاستنتاج تكون حياة العقل.

وعندما يُعطى الجسدُ رغباته وتُحقَّق شهواته دون إفراطٍ أو خروجٍ عن الإطارِ الشرعي يعيشُ المرءُ في توازنٍ واستقرار دون معاناة وألم، وبهذا العطاء والتجانس تكون الحياةُ ممتعةً متزنة هادئة؛ وهو المعنى الحقيقي للبساطة.

وهنا إشاراتٌ سريعة لمحاولةِ تحقيق حياة سهلة بسيطة:
أولاً: اتجه إلى الله تعالى:
لا تجعل الدنيا هي أكبر مراداتك وغاياتك، فبقاؤك في هذه الحياةِ بقاءٌ محدود، وليس أبديًّا مطلقًا، لذلك لا بد أن تكون نظرتُك أبعد من هذه الحياة، ولتكن أعمالُك محققةً لك الفوز في الدارِ الآخرة.

إنَّ التعلق بالله - تعالى - يزيلُ الهمَّ، ويطرد الخوف والقلق، ويجعلُكَ تعيش حياةً طيبة، كما قال الله - تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل : 97]، فالحياةُ الطيبة لن تجدَها إلا بإيمانِك وعملك الصالح.

ثانيًا: حدِّد الأهم:
قبل المُضي قُدمًا قفْ قليلاً، وتأمل، ما الأهمُّ لديك؟ ما الشيء الذي تريدُ تحقيقَه في حياتِك؟ وكم من الوقتِ يستغرقُ الأمر لتحقيقِه؟ قد يتطلب الأمرُ أحيانًا عملَ قائمةٍ صغيرة لتدوين الأشياء المهمة، لا مانع من ذلك، سجِّلْ ما تراه، بل وسجل معها الأشخاصَ الذين تحتاجُ أن تتعاملَ معهم، المهمُّ في الأمر أن تعرفَ المهمات والأولويات لديك، وألا تعيش هكذا دون وعيٍ لمراداتك.

الجزء الأهم في هذا الأمرِ والذي يُشكل مشكلةً أحيانًا؛ هو أنَّنا لا نستطيعُ أن ننجزَ كلَّ شيء قرَّرناه، بل حتى الأشياء التي نعملها قد تفقد رونقها ومتعتها، فيصيبنا المللُ والسآمة ونفقدُ البساطةَ وندخل في دائرةِ التعقيد، وهنا لا بد أن ندرك: أننا لا يمكنُ بحالٍ أن ننجزَ كلَّ شيء نريدُه في حياتنا، فعوامل كثيرة تمنعنا من تحقيقِ ذلك، ولكن علينا أن نرضى بما نحققُه حتى ولو كان جزءًا يسيرًا، المهم في الأمرِ أن نستمرَّ في الإنجازِ، وألا تسلبنا الحياةُ ومتطلباتها رؤيتَنا وتنسينا أهدافَنا.

ثالثًا: استمتع بما وهبك الله من قدرات وطاقات:
فأنت لا ريبَ لديك أشياء كثيرة تعملها في حياتِك اليومية، حاول بما تستطيعُ أن تأخذَ هذه الأشياء التي تمارسُها بنوعٍ من المتعة والبساطة، عشْ لحظاتِك اليومية بقدر ما تستطيع في هناءة، قد يكون في هذا نوعٌ من الصعوبةِ، ولكن بمزيد من التأملِ لتبسيط الأشياء وعدم تعقيدها ستصلُ بإذن الله - تعالى - إلى درجةٍ رائعة من الاستمتاعِ والهناءة، استمتع في عملِ الأشياء وأنت تعملها، واعملها بحبٍّ وحاول أن تُقبلَ عليها دون إكراه، صحيح أنَّ هناك أشياء في حياتِنا نعملها ونحن كارهون ومضطرون لذلك؛ ولكن بما أننا مضطرون لعملِها، فلماذا لا نستبدلُ الكرهَ والإجبار بنوعٍ من الرغبةِ والاستمتاع؟ كي تكون حياتُنا أكثرَ سعادة ومتعة، إنَّ الصعوباتِ التي نواجهها قد نرجعُ بعضَها إلى أنفسِنا وإلى طريقة تعاملنا معها، فأحيانًا نأخذ القضايا بتكلفٍ وصعوبة، وهذا يجعلنا نعيشُ في ضيقٍ ونكد.

رابعًا: لا تحمِّلْ نفسَك ما لا طاقةَ لها به:
ابتعد عن إرهاقِ نفسك أكثرَ من اللازم، لا تتخذ على عاتقِك أعمالاً كثيرة تستغرقُ كلَّ وقتك وفكرك، فأنت بذلك ستعيشُ حياةً صعبة ومعقَّدة، كن رفيقًا بذاتِك، لا بد أن يكون لديك متسعٌ من الوقتِ لتستجمَّ وترتاح، فهذا يزيدُك نشاطًا وقدرة على الفهمِ والتعامل مع الأمورِ ببساطة وعفوية.

ومن البساطةِ أن يكون تعامُلك مع الوقتِ فيه نوعٌ من المرونةِ والإدراك للأولويات، فالالتِزام الحرفي لبرنامجك اليومي دون مراعاة للمتغيرات المحيطة بك يحدثُ لديك عدم تمييزٍ للأولويات، وهنا تدخل في اضطرابٍ وقلق.

خامسًا: لا تستعجل الأحداث:
نحن نعيشُ في زمنٍ سريع التغير والتطور،وهذه التغيرات السريعة ومحاولة اللحاق بها تُحدثُ لدى الشَّخصِ القلقَ والاضطراب، لذلك من المهمِّ جدًّا أن تقفَ وتتأمل بجد في معنى الحياةِ وطبيعتها وكيفية التعامل معها، تأمل كثيرًا حتى تعرف حقيقةَ الحياة، ثم سر فيها سيرَ الواثقِ بالله - تعالى - أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

سادسًا: اكتشف الأشياء التي تعقد حياتك:
اسأل نفسَك: هل مشاكلي مالية، أو أسرية، أو اجتماعية؟ ابحث عن مصدرِ مشاكلك ودوِّن السببَ، وقد لا يكون السبب شيئًا واحدًا، بل عدة أشياء مجتمعة، فبدون معرفةِ السبب لا يمكنُ التخلص من ضغطِ الحياة وتعقيداتها، بعد كتابةِ الأشياء التي تسبب لك الضيق تعرَّفْ على الأشياءِ التي تستطيعُ أن تتخلصَ منها، هناك أشياء خارجة عن إرادتِك ولا يمكن أن تتخلَّصَ منها، ولكن تستطيع أن تغيرَ طريقتك في التعاملِ معها.

ختامًا:
من المهم أن ندركَ أنه لا يمكن أن نغيرَ عاداتِنا بسهولة، ولكن إذا كنت تريدُ التخلصَ من تعقيداتِ الحياة، فكن قويَّ الإرادةِ كي تغير ذاتك، وكن أكثرَ تواضعًا وأقل تكلفًا كي تعيشَ حياةً هانئة، علينا أن نتخذَ من حياةِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - منهجًا في الحياةِ الحقيقية الناجحة، فسيرته العطرة المباركة تمثِّلُ النموذجَ الأمثل والأكمل للحياةِ الإنسانية المتزنة، والتي مَن جعلها نموذجًا يحتذي بها عاش حياةً ممتعة وسعيدة، والله أعلم.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.26 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]