النعم المسلوبة .. هل تعود؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191097 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2653 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 658 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 937 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1091 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 853 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 836 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 920 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92811 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-10-2019, 02:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي النعم المسلوبة .. هل تعود؟!

النعم المسلوبة .. هل تعود؟!

محمد شعبان أيوب




ثمة نص نفيس كتبه المؤرخ والفقيه الحنفي شهاب الدين بن عربشاه الدمشقي (ت 854هـ) في كتابه «التأليف الطاهر» جاء فيه: «اعلم أن نعمة واحدة من نعم الله تعالى تستغرق جميع عمر المـنعم عليه؛ بيانه: أنه لو شكر الله تعالى واحد على نعمة فتوفيق الله تعالى إياه لأداء ذلك الشكر نعمة أخرى يجب الشكر عليها، وإذا شكر عليها يجب عليه شكر آخر، فيتسلسل إذ ذاك إلى ما لا نهاية له، فتستغرق نعمة واحدة جميع العمر في أداء شكرها، فما ثم غير التشبث بذيل ما أرشد إليه النبي بقوله: «لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك». واعلم أيضا أن نعم الله تعالى لا تتناهى كما قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا}، وأفعال العباد محصورة فكيف يفي ما يحصى ويحصر بما لا يحصى؟!» (1).

نعم لا تحصى

على أن المتدبرين في كتاب الله وسنة رسوله رأوا أن النعم الإلهية على الإنسان وإن كانت لا تحصى، إلا أنه يمكن تقسيمها إلى قسمين؛ هما: النعم المـطلقة، والنعم المقيدة. وقد فصل ابن القيم كلاما طيبا حول هذين القسمين قائلا: «النعمة المطلقة: هي المتصلة بسعادة الأبد وهي نعمة الإسلام والسنة؛ وهي النعمة التي أمرنا الله سبحانه أن نسأله في صلاتنا أن يهدينا صراط أهلها، ومن خصهم بها وجعلهم أهل الرفيق الأعلى، حيث يقول تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (النساء:69). فهؤلاء الأصناف الأربعة، هم أهل هذه النعمة المطلقة... والنعمة الثانية: النعمة المقيدة كنعمة الصحة، والغنى، وعافية الجسد، وبسط الجاه، وكثرة الولد وأمثال هذه، فهذه النعمة مشتركة بين البر والفاجر، والمؤمن والكافر» (2).

ولما كان المسلم معترفا بفضل الله عليه، وإسباغ نعمه الظاهرة والباطنة إليه، متأملا في تلك النعم التي صدرها الله في الآيات الأولى من سورة النحل جاء تعقيبه تعالى بقوله: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (النحل:18)، فكأنه مع إسباغ النعم على المؤمن، أخذ الجائزة الأكبر، والنعمة الأوفر وهي مغفرة الله ورحمته، لكنه لما بدل نعمة الله كفرا، برغم ما رأى ويرى من النعم المحيطة به، جاء تعقيبه تعالى في سورة إبراهيم على خلاف ما جاء في سورة النحل، فقال: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم:34).

وقد ساق جلال الدين السيوطي (ت 911هـ) رحمه الله، تعليقا لابن المنير وغيره حول هاتين الآيتين في سورتي إبراهيم والنحل، قائلا: «قال ابن المنير: كأنه يقول إذا حصلت النعم الكثيرة فأنت آخذها وأنا معطيها، فحصل لك عند أخذها وصفان: كونك ظلوما وكونك كفارا، يعني لعدم وفائك بشكرها، ولي عند إعطائها وصفان وهما: أني غفور رحيم، أقابل ظلمك بغفراني، وكفرك برحمتي، فلا أقابل تقصيرك إلا بالتوقير، ولا أجازي جفاك إلا بالوفاء. وقال غيره: إنما خص سورة إبراهيم بوصف المنعم عليه وسورة النحل بوصف المنعم؛ لأنه في سورة إبراهيم في مساق وصف الإنسان، وفي سورة النحل في مساق صفات الله وإثبات ألوهيته» (3).

فهذا المنعم الغفور الرحيم الذي أنعم على الإنسان بهذه الآلاء الكثيرة يجب ألا يقابل عطاؤه بالنسيان والنأي وقت الإغداق، ثم يضطر إلى الدعاء العريض أو اليأس عند السلب، وهو الحال الذي يقع فيه كل البشر، قال تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا } (الإسراء:83). وقال: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ} (فصلت:51).

معيد النعم ومبيد النقم

فاستلاب النعم شر يراه الإنسان، ويسعى بكل ما أوتي من سبيل لعودة تلك النعمة السليبة من مال أو متاع أو ولد أو صحة، لكن لما كان السبيل عزيزا، والطريق إلى ذلك وعرا، وكانت الحيرة من نصيب اللاهث، كان اللجوء إلى العلماء هو الطريق الأنجع.

لقد كان سؤال: هل يمكن أن تعود النعم المسلوبة، للعلامة تاج الدين السبكي (ت 771هـ) باعثا لإفراده مؤلفا خاصا، فصل فيه هذه المسألة في القسم الأول منه، ذلك المؤلف هو «معيد النعم ومبيد النقم»، قال: «ورد علي سؤال مضمونه: هل من طريق لمن سلب نعمة دينية أو دنيوية، إذا سلكها عادت إليه، وردت عليه؟ فكان الجواب: طريقه أن يعرف من أين أتي فيتوب منه، ويعترف بما في المحنة بذلك من الفوائد فيرضى بها، ثم يتضرع إلى الله تعالى» (4).

لكن السائل أعاد الكرة، حيث لم يقنع بهذا الاختصار، وأراد أن يفصل الشيخ بجواب يريحه من حيرته، فأطنب الشيخ وأجاد.

لقد رأى السبكي أن عودة النعم المسلوبة لا تكون إلا بثلاثة أمور:

فالأمر الأول: «أن تعلم من أين أتيت، وما السبب الذي زالت به عنك النعمة؟ فإن النعمة لا تزول عنك سدى، واعلم أنها لم تزل عنك إلا لإخلالك بالقيام بما يجب عليك من حقوقها وهو الشكر، فإن كل نعمة لا تشكر جديرة بالزوال، ومن كلامهم: النعمة إذا شكرت قرت، وإذا كفرت فرت... والحاصل أن كتاب الله وسنة رسوله دالان على أن كفران النعمة يؤذن بزوالها، وشكرها يقضي بمزيدها» (5).

والأمر الثاني: «أنه يتعين على ذي النعمة أن ينظر إليها -وإن قلت- بعين التعظيم؛ لكونها من قبل الله تعالى؛ فإن قليله لا يقال له قليل، وإلى نفسه بالتحقير بالإضافة إليها، معترفا بأنه ليس أهلا لها، وأن أصله نطفة من مني يمنى، وقد وصله الله إليها لا باستحقاق عليه... وتعلم أن العظيم إذا أسدى إلى عبده الحقير معروفا وإن قل فقد ذكره، وما حقرك من ذكرك، وما ذكرك الكريم إلا وفي نيته أن يجبرك، فتلقى ما يتأتى منه بالبشرى، واحذر الأخرى» (6).

والأمر الثالث: أن «لكل نعمة شكر يخصها، والضابط أن تستعمل نعم الله تعالى في طاعته، وتتوقى من الاستعانة بها على معصيته، فليس من شكر النعمة أن تهملها وتشكر على وجه غير الوجه الذي عليه بنيت» (7).

لقد رأى العلماء الراسخون أن الإنسان لا يقدر على أداء حق النعم إلا بالشكر، وأفاضوا في بيان كنه الشكر، وكيفية أدائه، وقد أدلى حجة الإسلام الغزالي رحمه الله (ت 505هـ) بدلوه قائلا: «اعلم أن الشكر ينتظم من علم وحال وعمل، فالعلم هو الأصل فيورث الحال، والحال يورث العمل. فأما العلم فهو معرفة النعمة من المنعم، والحال هو الفرح الحاصل بإنعامه، والعمل هو القيام بما هو مقصود المنعم ومحبوبه، ويتعلق ذلك العمل بالقلب وبالجوارح وباللسان» (8).

على أننا نملك نموذجا حيا خلده القرآن لرجل سلبت منه النعم، ثم أعادها الله عليه خيرا مما سلب، ذلك العبد هو أيوب النبي عليه السلام، قال تعالى: { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)} (الأنبياء:83-84). وقال: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)} (ص:41-44).
لقد اتصف بالصبر والأوبة والإلحاح بالدعاء إلى الله في أزمته وابتلائه؛ وهي الصفات التي يمكن أن تضاف لما سبق وذكره السبكي في كتابه، وبهذا يمكن لمن سلبت منه نعمة أن يتدارك فارطه، ويؤوب إلى رشده، عسى الله أن يمن عليه بعودة ما سلب.
الهوامش

1- ابن عربشاه، التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر ق 115 أ. تحت الطبع، بتحقيق الباحث.

2- ابن القيم، اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، تحقيق عواد عبدالله المعتق، مطابع الفرزدق التجارية، الطبعة الأولى، الرياض، 1988م، 2/33- 36.

3- السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1974م، 3/350.

4- التاج السبكي، معيد النعم ومبيد النقم، تحقيق محمد علي النجار وآخرون، مكتبة الخانجي، الطبعة الثانية، القاهرة، 1993م، ص1.

5- السبكي، معيد النعم ص 3.

6- السبكي، السابق ص 8،9.

7- السبكي، السابق ص 12.

8- الغزالي، إحياء علوم الدين، دار المعرفة، بيروت، 4/81.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.37 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]