آيات من سورة غافر مع تفسير الزركشي - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858509 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 392925 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215496 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2020, 02:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي آيات من سورة غافر مع تفسير الزركشي

آيات من سورة غافر مع تفسير الزركشي


د. جمال بن فرحان الريمي


















﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [غافر: 3].




قوله تعالى: ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ﴾ [غافر: 3]، إنما عطف فيه بعضًا ولم يعطف بعضًا، لأن "غافرًا" و"قابلاً" يشعران بحدوث المغفرة والقبول، وهما من صفات الأفعال، وفعله في غيره لا في نفسه، فدخل العطف للمغايرة لتنزلهما منزلة الجملتين، تنبيهًا على أنه سبحانه يفعل هذا ويفعل هذا، وأما ﴿ شَدِيدِ الْعِقَابِ ﴾ [غافر: 3]فصفة مشبّهة، وهي تشعر بالدوام والاستمرار؛ فتدل على القوة، ويشبه ذلك صفات الذات. وقوله: ﴿ ذِي الطَّوْلِ ﴾ [غافر: 3]، المراد به: ذاته، فترك العطف لاتّحاد المعنى[1].




﴿ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ﴾ [غافر: 4].



قوله تعالى: ﴿ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [غافر: 4]ليس معارضًا لأمره نبيه وأمته بالجدال في قوله سبحانه: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125] [2]، فيحمل الأول على ذم الجدال الباطل[3].




﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴾ [غافر: 10]

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ [غافر: 10]، تقديره: لمقت الله إياكم في الدنيا حين دعيتم إلى الإيمان فكفرتم، ومقته إياكم اليوم أكبر من مقتكم أنفسكم إذ دُعيتم إلى النار[4].




﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]

قوله تعالى ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]، التقدير: الملك لله الواحد، فحذف المبتدأ من الجواب، إذ المعنى: لا ملك إلا لله[5].




﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]

قوله تعالى: ﴿ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18]، ليس المراد نفي الشفيع بقيد الطاعة، بل نفيه مطلقًا وإنما قيده بذلك لوجوه:

أحدها: أنه تنكيل بالكفار لأن أحدًا لا يشفع إلا بإذنه، وإذا شفع يشفع، لكن الشفاعة مختصة بالمؤمنين، فكان نفى الشفيع المطاع تنبيهًا على حصوله لأضدادهم، كقولك لمن يناظر شخصًا ذا صديق نافع: لقد حدثت صديقًا نافعًا، وإنما تريد التنويه بما حصل لغيره، لأن له صديقًا ولم ينفع.




الثاني: أن الوصف اللازم للموصوف ليس بلازم أن يكون للتقييد، بل يدل لأغراض من تحسينه أو تقبيحه، نحو: له مال يتمتع به، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا ﴾ [سبأ: 44] [6]، ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174] [7].




الثالث: قد يكون الشفيع غير مطاع في بعض الشفاعات، وقد ورد في بعض الحديث ما يوهم صورة الشفاعة من غير إجابة، كحديث الخليل مع والده يوم القيامة، وإنما دل على التلازم دليل الشرع [8].




﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28]

قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ﴾ [غافر: 28]، قال ثعلب[9]: إنه كان وعدَهم بشيء من العذاب: عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فقال: يصبكم هذا العذاب في الدنيا، - وهو بعض الوعيد - من غير نفي عذاب الآخرة.




قلت: ويحتمل قوله ﴿ يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ﴾ [غافر: 28] أن الوعيد مما لا يستنكرُ تركُ جميعه، فكيف بعضه! ويدل قوله في آخر هذه السورة: ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾ [غافر: 77]، وفيها تأييد لكلام ثعلب أيضًا[10].




قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ ﴾ [غافر: 28]، فإنه لو أخر قوله: ﴿ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ﴾ [غافر: 28]، فلا يفهم أنه منهم[11].




﴿ يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29]

قوله تعالى حكايةً عن فرعون -لعنه الله-: ﴿ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29]، ردَّ عليه في قوله:﴿ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ [هود: 97] [12].




﴿ وَيَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴾ [غافر: 32]

قوله تعالى: ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴾ [غافر: 32]، قرئت مخففةَ ومثقلةً، فمن شدد فهو من "نَدَّ" إذا نفر، وهو مقتص من قوله: ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ [عبس: 34] [13].




ومن خفف فهو تفاعل من النداء، مقتص من قوله تعالى: ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ [الأعراف: 44] [14].




﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴾ [غافر: 36]

قوله تعالى: ﴿ لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ [غافر: 36]، اطلاعه إلى الإله مستحيل، فبجهله اعتقد في المستحيل الإمكان؛ لأنه يعتقد في الإله الجسمية والمكان[15].




﴿ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴾ [غافر: 37]

قوله تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا [غافر: 37]، إن قيل: لأي علة نسب الظن إلى الله وهو شك؟

قيل: فيه جوابان:

أحدهما: أن يكون الظن لفرعون وهو شك لأنه قال قبله: ﴿ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ﴾ [غافر: 37]، و"إني لأظن موسى كاذبًا" فالظن على هذا لفرعون.




الثاني: أن يكون تم الكلام عند قوله: ﴿ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى ﴾ [غافر: 37]، على معنى: وإني لأعلمه كاذبًا، فإذا كان الظن لله كان علمًا ويقينًا ولم يكن شكًا، كقوله: ﴿ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾ [الحاقة: 20] [16].




قوله تعالى ﴿ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا [غافر: 37]، فقد عاد الضمير في قول المحققين للمضاف إليه وهو موسى، والظن بفرعون، وكأنه لما رأى نفسه قد غلط في الإقرار بالإلهية من قوله ﴿ إِلَهِ مُوسَى ﴾ [غافر: 37] استدرك ذلك بقوله هذا[17].




﴿ وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴾ [غافر: 41]

قوله تعالى: ﴿ وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴾ [غافر: 41]، وهم لم يدعوه إلى النار إنما دعوه إلى الكفر، بدليل قوله: ﴿ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ [غافر: 42] [18]، لكن لما كانت النار مسببة عنه أطلقها عليه[19].




﴿ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [غافر: 50]

قوله تعالى: ﴿ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ ﴾ [غافر: 50]، جاءتهم الرسل من أقرب شيء في البيان، الذي أقلّ من مبدأ فيه وهو الحسّ، إلى العقل، إلى الذكر، ورقّوهم من أخفض رتبة -وهي الجهل- إلى أرفع درجة في العلم -وهي اليقين- وهذا بخلاف قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ [المؤمنون: 105] [20]، فإن كون تلاوة الآيات قد أكمل كونه وتم [21].




﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]

قوله تعالى:﴿ وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ [غافر: 51] فيقال: إنها مقتصة من أربع آيات لأن الإشهاد أربعة:

الأول: الملائكة عليهم السلام، لقوله تعالى: ﴿ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾ [ق: 21] [22].




الثاني: الأنبياء عليهم السلام، لقوله تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41] [23].




الثالث: أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [البقرة: 143] [24].




الرابع: الأعضاء، لقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24] [25].




﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ ﴾ [غافر: 53]

قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى ﴾ [غافر: 53]، أي: التوراة[26]، وقال الزمخشري[27]: المراد بـ"الهدى": جميع ما آتاه من الدين والمعجزات والشرائع والهدى والإرشاد[28].




﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]

قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي [غافر: 60] أي: دعائي. [29]




﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾ [غافر: 77]

قوله تعالى: ﴿ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ ﴾ [غافر: 77]، فإنه أُخفي فيه حرفَ الشرط في الخط؛ لأن الجواب المرتب عليه بالفاء خفيٌ عنا، وهو الرجوع إلى الله[30].




﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴾ [غافر: 84]

قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ [غافر: 84]، المعنى: آمنا بالله دون الأصنام وسائر ما يدعى إليه دونها، إلا أنهم نفوا الإيمان بالملائكة والرسل والكتب المنزلة والدار الآخرة والأحكام الشرعية، ولهذا أنه لما ردّ بقوله: ﴿ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ﴾ [غافر: 85] [31]، بعد إثباته إيمانهم؛ لأنه ضروري لا اختياري، أوجب ألا يكون الكلام مسوقًا لنفي أمورٍ يُراعي فيها الحصر والتقييد، كقوله: ﴿ قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ﴾ [الملك: 29] [32]، فإنه لم يقدم المفعول في "آمنا" حيث لم يرد ذلك المعنى، فركّب تركيبًا يوهم إفراد الإيمان بالرحمن عن سائر ما يلزم من الإيمان[33].




﴿ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 85]

قوله تعالى: ﴿ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ ﴾ [غافر: 85]، انتفى عن إيمانهم مبدأ الانتفاع وأقله، فانتفى أصله[34].




[1] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - التعديد 3/ 290.
[2] سورة النحل: 125.
[3] البرهان: معرفة موهم المختلف - القول عند تعارض آي القرآن والآثار 2/ 35.
[4] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - مما قدم النية به التأخير 3/ 180.
[5] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات - قاعدة فيما يتعلق بالسؤال والجواب 4/ 34.
[6] سورة سبأ: 24.
[7] سورة البقرة: 174.
[8] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - حذف الشيء رأسًا 3/ 245.
[9] ياقوتة الصراط لغلام ثعلب، ص/ 450.
[10] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - إطلاق اسم الكل على الجزء 2/ 166.
[11] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أسباب التقديم والتأخير 3/ 149.
[12] سورة هود:97. البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - تقسيم القرآن إلى ما هو... 2/ 124.
[13] سورة عبس: 34.
[14] سورة الأعراف:44. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاقتصاص 3/ 188.
[15] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - عسى ولعل 4/ 102، لعل 4/ 240.
[16] سورة الحاقة:20. البرهان: حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات 2/ 55.
[17] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قواعد في الضمائر 4/ 29.
[18] سورة غافر: 42.
[19] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - إيقاع المسبب موقع السبب 2/ 161.
[20] سورة المؤمنون: 105.
[21] البرهان: علم مرسوم الخط - حذف النون 1/ 282.
[22] سورة ق: 21.
[23] سورة النساء: 41.
[24] سورة البقرة: 143.
[25] سورة النور:24. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الاقتصاص 3/ 188.
[26] البرهان: جمع الوجوه والنظائر - معاني الهدى 1/ 85.
[27] الكشاف 5/ 354.
[28] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - قاعدة فيما إذا ذكر الاسم مرتين 4/ 65.
[29]البرهان: معرفة تفسيره وتأويله - 2/ 102.
[30] المصدر السابق: علم مرسوم الخط فصل في بعض حروف الإدغام 1/ 292.
[31] سورة غافر: 85.
[32] سورة الملك: 29.
[33] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - نفي الشيء رأسًا 3/ 247.
[34] المصدر السابق: علم مرسوم الخط - حذف النون 1 / 282.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.31 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]