بربك أي نهر تعبرين؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 183 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28422 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60027 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 812 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2021, 04:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي بربك أي نهر تعبرين؟

بربك أي نهر تعبرين؟

عائشة بنت عبدالرحمن الطويرش







الحمد لله القائل في كتابه: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا ﴾ [الأعراف: 26]، والصلاة والسلام على رسوله الذي أوصى نساء أمَّته بإطالة الثياب في حديث أم سلمة عندما قالت: كيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال: ((يُرْخينَ شِبْرًا))، قالت: إذًا تنكشف أقدامهن! قال: ((فيُرْخِينَهُ ذِراعًا لاَ يَزِدْنَ))، أما بعد:
فمع مرور الأيام، ومضيِّ السنين والأعوام، على بداية دعوة الإسلام، تتغير الحياة، ويتغير الإنسان مع الظروف التي تتناسب مع بيئته التي يعيش فيها، ومع الناس الذين يعيشون في مجتمعه، ولكن التطور في عصرنا هذا سريع، فقد استطاع الإنسان في هذا العصر معرفة طرق الحياة في المجتمعات الأخرى في هذا العالم الواسع، وأصبح يأخذ منها ما يعجبه ويترك السيئ منها، ومع هذه التغيرات والتطورات أصبح بعض الناس يقلِّدون من يرونه - في نظرهم - شخصًا جيدًا في لباسه و شعره وغالب شكله، وهذا التقليد يسمَّى بالتقليد الأعمى، ومنهم من نبذ هذه النظريات وعرف حقيقة التشبُّه، فهل هذا حالنا يا أمة الإسلام؛ نمشي مع ركب التطور ولا ندري ما الذي يحدث فيه؟! أهذا حالنا بعد أن كان أجدادنا يصنعون حياتهم الخاصة بأنفسهم؟! أم يقع اللوم على من ربَّانا وشجعنا على اللَّحاق بهذا الركب معتقدًا أنه الأنسب لنا؟!

حديثنا اليوم عن اللباس وحكمه وشروطه وبعض ما يتعلق به؛ لانتشار الفتن في اللباس بين الناس، فكلمتُنا هذه لأولياء الأمور والنساء والتجار، فليتقوا الله فيما استرعاهم الله إياه.

تعريف اللباس:
لغة: اللباس - بكسر اللام -: هو ما يلبس، وجمعه: لُبُس؛ ككتاب وكتب.

اصطلاحًا: إذا أطلق العلماء اللباس فإنما يريدون به: ما يستر ويغطي البدن، سواء كان هذا الستر وهذه التغطية لأجل ستر العورة، أو لأجل دفع الحر والبرد، أو لأجل الزينة.

أدلة اللباس في القرآن والسنة:
القرآن:
﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 26].

﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ﴾ [النحل: 81].


السنة:

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده))؛ رواه الترمذي.

شروط لباس المرأة المسلمة:
1- أن يكون اللباس ساترًا لا تَبِينُ منه البشَرةُ، فنُخرج بهذا الشرط القمصان البيضاء التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وهي تشف عن اللباس الداخلي للنساء، والله المستعان.

2- أن يكون واسعًا لا يصف بدنها، فنخرج البنطال، وما يسمى بـ[الإسترتش] من سراويل وقمصان.


3- أن يكون ساترًا لجميع البدن، ونخرج بهذا القصير الذي لا يغطي الصدر أو الذراعين أو الساقين.


4- ألا يكون مشابهًا لملابس الرجال؛ فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال؛ رواه البخاري، ونخرج بهذا الشماغ وقمصان اللاعبين والبنطال أيضًا.


أحكام لباس المرأة المسلمة:
عند الأجانب: يحرم عليها كشف أي جزء منها عند حضور رجال أجانب.

عند المحارم: لا يجوزللمرأة أن يظهر منها شيء عند محارمها غير ما يظهر غالبًا؛ كالرقبة والرأس والكفين والقدمين ونحو ذلك.

أما ما لا يظهر غالبًا، فعليها أن تستره، وليس لمَحْرَمها - غير الزوج - أن ينظر إليه؛ كالصدر والظهر ونحو ذلك، قال تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ ﴾ [النور: 31].

عند الصغير: لا يجب الاستتار من الصغير ما دام طفلاً غير مميز، فإن عقل فحُكمُه حكم ذوي المحرم في النظر إلى أن يبلغ الحلم، قال تعالى: ﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾ [النور: 31].

والأحوط أن تستر المرأة عن الصغير ما لا يظهر عادة؛ لما فيه من التعويد والتربية، والمحافظة على التستر، وصيانة المرأة وحفظ كرامتها.

عند النساء: عورة المرأة عند النساء مثل عورتها عند محارمها، وليست كما يدعي البعض أنها من السرة إلى الركبة، فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن الملابس ذات الأكمام القصيرة وما يصل لنصف الساقين والمفتوحة من جهة النحر والظهر والساقين والضيقة والشفافة، فقال: الذي أراه أنه لا يجوز للمرأة أن تلبس مثل هذا اللباس ولو أمام المرأة الأخرى؛ لأن هذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((صنفانِ من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة...))، قال أهل العلم: معنى كونهن كاسيات عاريات: أنهن يلبسن ثيابًا ضيقة، أو ثيابًا شفافة، أو ثيابًا قصيرة، وكان من هدي نساء الصحابة رضي الله عنهن أنهن يلبسن ثيابًا يصلن إلى الكعب في الرجل، وإلى مفصل الكف من الذراع في اليد، إلا إذا خرجت إلى السوق فإنهن يلبسن ثوبًا نازلاً تحت ذلك وضافيًا على الكف أو تجعل في الكف قفازين، فإن من هدي نساء الصحابة لبس القفازين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة إذا أحرمت: ((لا تلبس القفازين))، ولولا أن لبس القفازين كان معلومًا عند النساء في ذلك الوقت، لما احتيج إلى النهي عنه في حال الإحرام، انتهى كلامه رحمه الله.


المراحل التي مر بها لباس المرأة حتى تغير:
1- كان لباسًا ساترًا ومحتشمًا.
2- ثم أصبح "ميدي" أعلى من الكعبين.
3- ثم أصبح "شنيل" إلى منتصف الساقين.
4- ثم لبسن البنجابي وبنطاله.
5- ثم أصبح البنطال وعليه تنورة قصيرة "منتصف الساقين".
6- ثم استبدلت تنورة البنطال بـ"بلايز" طويلة تصل للركبة.
7- ثم ارتفعت الـ"بلايز" حتى أصبحت تخرج الظهر والسرة عند الحركة.
8- ثم أصبحت التنورة القصيرة جائزة عند البعض بشرط أن يكون تحتها سروال "إسترتش".
9- ثم تمادى بعض النساء وجعلن التنورة تصل منتصف الفخذ بلا شيء تحتها، وفتحات الصدر أخذت بالطول حتى وصلت قرب السرة، كفانا الله الشر.

علمًا بأن كل هذه المراحل (من 2 إلى 9) مخالفة شرعًا؛ لأنها تخالف شروط لباس المرأة المسلمة.

قال الشاعر:
لحد الركبتين تشمِّرينَا بربِّك أي نهر تَعبُرينَا
كأن الثوب ظلٌّ في صباح يزيد تقلصًا حينًا فحينَا
تظنِّين الرجال بلا شعورٍ لأنَّك ربما لا تشعرينَا



العوامل المؤثرة في اللباس:
1- عقيدة أمة الإسلام وأخلاقها ومبادئها.
2- الذوق الفطري المتفاوت بين الناس، ومقاييسهم.
3- أسلوب المعيشة المتفاوت بين المجتمعات، والظروف الاقتصادية من غنى وفقر.
4- التقاليد الشعبية التي يتوارثها الجيل عن الجيل.
5- ما تملكه الأمَّة من رصيد حضاري يميزها عن غيرها.

صرخة غيور:
يقول الشيخ سليمان العجلان في إحدى رسائله التوجيهية:
كل ذلك قليل من كثير، والسبب فيه مَن؟ إنه ولي الأمر وما تسبب فيه من تفريط، حيث إنه يؤمِّن لأسرته السائق وما يحتاجونه من أموال، ومِن ثَم تجده لاهيًا فيما يخصه، ويظن أنه الولي المثالي، لا؛ بل إن عائلتك تريد منك الرعاية الشخصية لا الرعاية المادية، وقد قال صلى الله عليه وسلم(كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))؛ متفق عليه.


قال البغوي رحمه الله: معنى الراعي ههنا الحافظ المؤتمن على ما يليه... أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنصيحة فيما يلونه، وحذرهم الخيانة فيه بإخباره أنهم مسؤولون عنه، فالرعاية حفظ الشيء وحسن التعهد.


فيا عباد الله، ماذا يكون واقعنا اليوم؟ هل نحن قمنا بما أمرنا به من حق الرعاية أم لا؟ وماذا ستكون الإجابة إذا عرضنا واقعنا على الأمر النبوي سالف الذكر؟ إنها والله حقيقة مريرة لو عقلناها لذقنا مرارتها؛ انتهى كلامه.
يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-01-2021, 04:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بربك أي نهر تعبرين؟

بربك أي نهر تعبرين؟

عائشة بنت عبدالرحمن الطويرش

فتاوى مهمة:

ما هي حدود عورة المرأة للمرأة المسلمة والفاجرة والكافرة؟
عورة المرأة مع المرأة لا تختلف باختلاف الدِّين، وعورتها مع المرأة المسلمة كعورتها مع المرأة الكافرة، وعورتها مع المرأة العفيفة كعورتها مع المرأة الفاجرة، إلا إذا كان هناك سبب آخر يقتضي وجوب التحفظ أكثر، لكن يجب أن نعلم أن العورة ليست هي مقياس اللباس، فإن اللباس يجب أن يكون ساترًا، وإن كانت العورة - أعني: عورة المرأة - بالنسبة للمرأة ما بين السرة والركبة، لكن اللباس شيء والعورة شيء آخر، ولو فرض أن امرأة كانت لابسة لباس حشمة وظهر صدرها أو ثديها لعارِض أمام امرأة أخرى وهي قد لبست هذا اللباس الساتر الشامل، فإن هذا لا بأس به، أما أن تتخذ لباسًا قصيرًا من السرة إلى الركبة بحجة أن عورة المرأة للمرأة من السرة إلى الركبة، فإن هذا لا يجوز، ولا يُظَنُّ أن أحدًا يقول به.

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ما حكم الملابس الضيقة والقصيرة التي تُبدي الساقين أمام المحارم والنساء؟
كما قلت سابقًا: إن اللباس يجب أن يكون ساترًا شاملاً، وليس أن يقتصر على العورة، وعلى هذا يجب على النساء أن يلبسن ثيابًا طويلة ساترة حتى وإن كانت ساقها يجوز أن تبدو للمرأة التي مثلها ولمحارمها؛ لأنه يجب علينا ولا سيما في عصرنا هذا أن نحتاط لهذه الأمور احتياطًا بالغًا، وأن نمنع ما يخشى منه التدرج إلى مشابهة الكفار بألبستهم.

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
لقد شوهد أخيرًا في مناسبات الزواج قيام النساء بلبس الثياب التي خرجن بها عن المألوف في مجتمعنا، معللات بأن لبسها إنما يكون بين النساء فقط، وهذه الثياب فيها ما هو ضيق يتحدد من خلالها جزء من الصدر أو الظهر، ومنها ما يكون مشقوقًا من الأسفل إلى الركبة أو قريب منها؟
ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))، فقوله صلى الله عليه وسلم: ((كاسيات عاريات)) يعني: أن عليهن كسوة لا تفي بالستر الواجب؛ إما لقصرها أو خفتها أو لضيقها؛ ولهذا روى الإمام أحمد في مسنده بإسناد فيه لين، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبْطِيَّة (نوع من الثياب)، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله: ((ما لك لم تلبس القبطية؟))، قلت: يا رسول الله، كسوتها امرأتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مُرْها فلتجعل تحتها غلالة؛ إني أخاف أن تصف حجم عظامها).


ومن ذلك فتح أعلى الصدر، فإنه خلاف أمر الله تعالى حيث قال: ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، قال القرطبي في تفسيره: وهيئة ذلك أن تضرب بخمارها على جيبها لتستر صدرها، ثم ذكر أثرًا عن عائشة، أن حمنة بنت أخيها عبدالرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما دخلت عليها بشيء يشف عن عنقها وما هنالك، فشقَّته عليها وقالت: إنما يضرب بالكثيف الذي يستر.


ومن ذلك ما يكون مشقوقًا من الأسفل إذا لم يكن تحته شيء ساتر، فإن كان تحته شيء ساتر، فلا بأس، إلا أن يكون على شكل ما يلبسه الرجال فيحرم من أجل التشبه بالرجال، وعلى وليِّ المرأة أن يمنعها من كل لباس محرَّم، ومن الخروج متبرجة أو متطيبة؛ لأنه وليُّها مسؤول عنها يوم القيامة، في يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئًا، ولا تقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.


الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ما حكم لباس المرأة الضيق، والشفاف، والقصير تحت الركبة في المنزل، وعند اجتماعها بالنساء في مكان بعيد عن مخالطة الرجال؟
لا ينبغي ارتداؤها لهذا؛ لأن هذا يجرُّها إلى التساهل به عند خادم وعند أخي زوج وغير ذلك، فينبغي لها أن تكون الملابس ليست ضيقة تبدي حجم عورتها وحجم أعضائها، تكون متوسطة لا واسعة ولا ضيقة، بين ذلك، ولا تكون قصيرة ولا شفافة، وإذا بدت من العورة ما بين السرة والركبة حرُم ذلك حتى عند النساء، إذا كان شفافًا يُرى منه ما تحت السرة أو يرى فخذها، فهذا منكر، فإذا كانت تستر ما بين السرة والركبة عند النساء فلا بأس، لكن لا ينبغي لها اعتياد ذلك؛ لأن هذا يجر إلى التساهل حتى عند خادم أو سواق أو أخي زوج أو زوج أخت، فينبغي سد الذريعة، ينبغي البعد عن أسباب الفتنة، ينبغي لها أن تعتاد الملابس الجيدة الساترة الوافية البعيدة عن الفتنة، هذه نصيحتي لكل امرأة.

الشيخ ابن باز رحمه الله.
• هل يجوز للمرأة المتزوجة أن تلبس اللبس الخفيف مثل الشلحة، أو تكشف عن شعر رأسها وهي جالسة مع أبيها أو إخوانها أو عمها؟
ينبغي للمرأة أن تكون حريصة على صيانة جسمها، وعلى حفظ مفاتنها وصيانتها حتى عند المحارم؛ حذرًا من الفتنة، ولكن لا بأس أن يبدو شعرها أو ساعدها أو شيء من ساقها، لا بأس لمَحْرَمِها كأبيها أو أخيها أو عمها أو نحو ذلك، لكن كونها تتحفظ تستر شعرها وساعديها وساقيها عن المحارم من باب الاحتشام ومن باب الحذر من بعض المحارم الذين قد يخشى منهم الشر؛ لأن المحارم بعضهم فيه فسق وفيه خطر، فإذا احتشمت وسترت نفسها عند محارمها ولم تُبدِ إلا وجهها وكفيها أو قدميها مثلاً، هذا يكون أحسن وأحوط وأبعد لها عن الخطر؛ لأن بعض المحارم يخشى شرهم؛ لفسقهم وانحرافهم أو كفر بعضهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكن يجوز للمحرم أن ينظر شعرها وساقها - مثلاً - وساعدها كما ينظر وجهها وكفيها، لكن كونها تحتشم، وكونها تستر هذه الأمور ولا تبدي إلا الوجه والكفين أو القدمين - مثلاً - هذا يكون أفضل لها وأحوط؛ حذرًا من بعض المحارم الذين ليس لهم من الإيمان والتقوى ما يحجزهم عن الشر، هذا هو الذي ينبغي، ولا سيما إذا خلا بها محرمها كأخيها أو عمها، فإن الحشمة في هذا المقام أولى وأفضل وأحوط، أما الثياب الرقيقة التي لا تستر العورة، فلا تلبس الثياب الرقيقة التي تبين أفخاذها أو تبين عورتها أو ضيقة، هذا لا يجوز لها حتى عند المحارم، ما يجوز، تلبس ملابس ساترة، والشلحة وحدها كذلك ما ينبغي لها أن تفعلها عند المحارم؛ لأن الشلحة تكشف كثيرًا من جسمها، فلا ينبغي لها ذلك، ولكن تلبس ثيابًا ساترة، وتبدي وجهها وكفيها لا بأس مع محارمها.

الشيخ ابن باز رحمه الله.

من المحاسب؟
في إحدى فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال: "وليها مسؤول عنها يوم القيامة، في يوم لا تجزي نفس عن نفس شيئًا ولا تقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون".


كما سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل صحيح أن الإنسان يحاسب يوم القيامة عن الثوب الذي يلبسه؟
فأجاب: نعم، يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، كما جاء في الحديث الشريف.
فالمحاسب على لباس المرأة العاري والمحرَّم هو:
1- ولي أمرها؛ لسماحه لها بالخروج للسوق وشراء ما تريد وإعطائها المال.
2- التجار وأصحاب المحلات والموردون عمومًا؛ لأنهم هم من جلب هذه الملابس إلى هذه البلاد.
3- الفتاة والمرأة نفسها؛ فهي من سمحت لنفسها بشراء هذه الملابس وارتدائها.

مشاهدات من الواقع:
يندر أن تجد في السوق ملابس طويلة ومحتشمة.
إن أكثر الملابس في الأسواق ملابس بصور أو بناطيل.
إن الملابس القصيرة والمفتحة شيء أصبح عاديًّا لبسه في المناسبات.
من المحزن أن لبس البنطال والقصير أصبح لبسه أمرًا معتادًا في الأماكن المتوقع ألا تراه، مثل دور التحفيظ والكليات الشرعية.
إن المرأة أصبحت ترتدي عند السباحة الملابس التي تلبسها نساء الغرب عند البحر.
إن الفتاة والمرأة المتسترة في مجتمعنا توصم بأنها امرأة أو فتاة معقدة.
إن العباءات الطويلة والواسعة أصبحت تسمى: "عباءة إسلامية".
إن أماكن طلب العلم لا يفرق بينها وبين الأعراس والمناسبات.
إن الفتاة إذا تزوجت يحل لها جميع الملابس قصيرة أو ضيقة أو شفافة أو مفتحة.

وإن القلب ليدمى لمثل هذه المصائب، بالله عليكم أمَا آن الوقت لنرجع إلى الله، وندرك أننا نكاد نقع في دوامة لا يمكن الخروج منها؟ أم أننا سنجعل الإسلام غريبًا؟ وسنجعل المسلم غريبًا؟ وسنجعل أرض الحرمين مثل بلاد الكفار؟ فأين نحن من رقية بنت علي بن أبي طالب -وكان عمرها قرابة سبعة أعوام - وقد مشت أمام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرة، فرأى ثوبها طويلاً فقام برفعه قليلاً حتى لا تتعثر به، فخرجت قدمها، فقالت: لو أنك لست أمير المؤمنين لصفعتك؟! فوالله إني رأيت في عدة فتاوى لأحد الشيوخ وهو يكرر ويقول للنساء: "لماذا أصبحت المرأة المسلمة تقص شعرها كالغرب، وسابقًا كانت تفخر بطول شعرها؟! ولماذا يقلد نساؤنا النساء الغربيات في اللباس؟! لماذا المسلمة تزيل شخصيتها؟!"، فأحسست حقًّا بغيرته على نساء المسلمين وحبه لهن، فلماذا لا نحب الخير لأنفسنا مثلما يتمنى لنا هذا العالِم؟! هل ما زلنا لا نعلم ما يخطط له الغرب وما ينويه لنا من خلفنا؟! أم أننا نفضل ألا نعلم ونكمل حتى تأتينا الفاجعة المُرَّة منهم؟! فاتقوا الله يا مسلمات، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معشر النساء، تصدَّقن، وأكثِرن من الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار))؛ رواه مسلم.

هذا ما أردت إيصاله من قلبي إلى قلوبكم إخوتي وأخواتي، فاللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، وأصلح شبابنا وفتياتنا، وكل مسلم ومسلمة، وردهم إلى دينهم ردًّا جميلاً، ووفقنا لكل خير، وأعنَّا عليه، واجعل عملنا هذا خالصًا لوجهك متقبلاً، واجعلنا مباركين أينما كنا، اللهم آمين.

هذا، وما كان من خطأ فمني والشيطان، وما كان من صواب فمن الله تعالى، فله الحمد والشكر أولاً وآخرًا، هذا والله أعلم وأحكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.26 كيلو بايت... تم توفير 2.39 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]