|
|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيف أخدم أمتي وأحقق أهدافي
كيف أخدم أمتي وأحقق أهدافي أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الله يجزيكم خيرًا على هذا الموقع الرائع، ونشكركم على إتاحة الفُرصة لنا، ثِقتي بكم هي التي جعلتني أعرِض مشكلتي عليكم. أستاذي الكريم، أنا فتاة طموحٌ جدًّا، لديَّ هدف محدَّد، هو النهوضُ بأُمَّتي الإسلامية، وبعد استشارة عدد مِن الخبراء نصحوني بتحديدِ الهدف أكثرَ؛ لأنَّ النهوض هدفٌ عام وشامل، بعدها عزمت أن أجعلَ هدفي الاهتمامَ بالشباب المسلم، الفُقراء منهم؛ لأني أرَى مدى معاناتهم، والرُّقي بهم، وعمَل مراكز وندوات. وما ساعدني أكثرَ أنَّ نِسبة الذكاء الاجتماعي عالية جدًّا، ومِن صميم قلْبي أتمنَّى النهوض بالشباب، وقُدوتي في ذلك د. طارق السويدان. نشأتُ في بيئة محافظة، فكان لها التأثيرُ الكبير على شخصيَّتي؛ والمراكز الدِّينيَّة الموجودة عندنا تقليدية جدًّا وتفتقد لإبداع، كلما ذهبتُ إليها أتمنَّى أن أغيرها تمامًا، فأُدخل عليها كلَّ ما هو جديد، علمًا بأني كنت متفوِّقة دراسيًّا، وأحب الأقسام العلمية جدًّا، أعشق الفيزياء والرياضيات، هدفي أن أصبح عالمةَ فيزياء، حاولتُ أن ألتَحِق في الجامعة رُفضت (بحكم أني مقيمة)، مِن صميمِ قلْبي أتمنى الالتِحاق بالجامعة لدراسة الفيزياء، ليستْ لديَّ ميول أدبيَّة فأنا أعتبر هدفي الأوَّل (النهوض) بسببِ أني مسلمة، وما يحدُث للمسلمين يؤلمني بشدَّة. أما الهدف الثاني، فمِن رغبة شخصية، حُلمي أن أكون عالمةً، وفي نفس الوقت مصلحة ومجدِّده للمراكز الدينيَّة، كيف أجمع بيْن هاتين الرغبتين؟ والحكمة تقول: إنَّ الشخص لا يستطيع النجاحَ في شتَّى المجالات؛ لأنَّه يكون مشتَّتًا ولا يستطيع النجاحَ فيها، لا بدَّ له أن يحدِّد مجالاً بعينه ويُبدع فيه؛ ما رأيكم؟ دائمًا ما تراودني فكرة أنَّنا في نهاية الزمان، والعالَم يحتاج لمصلح دِيني أكثرَ مِن الفيزيائي، هل هذا صحيح؟ لم أجِد جامعةً مناسبة تقبلني فيزياء (حزنتُ جدًّا، لكن قلت: لعله خير؛ هل هذا صحيح؟ أم أنه يَأسٌ واستسلام؟)؛ لذلك سأدرس الطبَّ في بلدي؟ هذا هو المتاح، فهل تصرفي صحيح؟ أرجوكم أرشدوني أفيدوني، فإني في وضع نفْسي سيِّئ، أرجوكم فصِّلوا قدْرَ الإمكان. عفوًا على الإطالة، وشكرًا. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. كم يشْرَح صدري أنَّ الدنيا تمخَّضتْ عن شباب يهتمُّ لأمر أمَّته، ويسعى لنهضتها، لشباب يهتم بأن يسيرَ وَفقَ هدف؛ حتى لا يتوه في زحمة الحياة وتكاليفها! أن تعيشي كما تُحبِّين وتطمحين، لهو خيرٌ وأفضل مِن أن تعيشي كما يُريد لك الآخرون، وتسيرين وَفق طموحاتهم. فالحياة دومًا ككلِّ أمر بالدنيا تحتاج تخطيطًا، وتحتاج قبلها فهمًا وإدراكًا. قلَّة مَن يدركون مَن هم؟ وإلى أين هم سائرون، لكن هؤلاء القلَّة هم أصحابُ التأثير بالحياة حقيقة، وكلَّما ازدادوا وعيًا ازداد عمقُهم وتأثيرهم. آمل يا عزيزتي، أن تكوني مِن هذه القِلَّة، وآمل أن يَزيد عددُهم، وأن نرى قريبًا نهضةً حقيقية بأمَّتنا وبشبابنا - بإذن الله. بداية: ركِّزي على منطلقك، هذا أمر جيِّد وإنْ كان منطلقًا عامًّا، قلتِ: إنَّ هدفك العام هو النهضة، وأنَّ البعض نصحك بتخصيصه؛ لأنَّه هدف عام، لكنني أقول لك قبْلها: قفي قليلاً عنده، فهل تُدركين ما الذي تَعنيه النهضة؟ وكيف نصِل لها؟ تحتاجين أن تَزيدي ثقافتك حولَ النهضة ومفهومها بشكلٍ عام، أن تُدركيها لتدركي أين ستكونين منها، وستجدين الكثيرَ من الكتب والمواقِع التي تخدمك - بإذن الله تعالى - في فَهْم هذا الموضوع. ماذا بعد؟ قلتِ: إنَّك تهتمين بالشباب بشكلٍ خاص، جيِّد، أيضًا افهمي الشبابَ أكثر، ابحثي عنهم وعن اهتماماتِهم، الهدف ليكون أقوى فإنَّه يحتاج أن يأتي مِن حاجة المتلقِّي، ليس مِن طرَف الملقِي فقط، وقد قلتِ: إنك ستركزين على تطويرِ المراكز، هذه وسيلة ليست هدفًا، ما الذي تودِّين إيصالَه بهذا الإبداع، مشكلتنا أننا صِرْنا نركز على الظاهر دون الباطِن، فأعقنا نهضةَ أمتنا بشكل حقيقي، نحن نحتاج لجوهرٍ قوي، وبعدها نهتمُّ بصقله. وهنا سأصِل للنقطة الأخيرة، فقد قلتِ: إنَّكِ تحبِّين الفيزياء، وهي مِن المواد التي تُعين كثيرًا على التفكير المنطقي، غير أنَّ لها دورَ الرِّيادة بالتكنولوجيا وبغيرها ممَّا نحتاجه حقيقة، الأمة الإسلامية تحتاج علمًا لا تحتاج دعاةً فقط، وما المانع أن يكونَ الداعية عالمًا؟! فذلك يَزيده إيمانًا أيضًا، لماذا لا تُفكِّرين بقسم تُبدعين به، وتكونين قادرةً على تطوير مهاراتك مِن خلاله؟ الطب ليس من الأقسام القريبة مِن الفيزياء عادةً، والطبيبة تحمل رسالةً عظيمة، لكنَّها تأخذ جلَّ الوقت والجهد؛ لذلك لو كانتِ اختيارك يجب أن تكونَ نابعةً مِن حب ومِن هدف حقيقي. أيضًا أردتُ أن ألفتَ انتباهك إلى السفر للدراسة، فهو أصعبُ للفتاة ويؤثِّر على أهداف أخرى عادةً، منها الأسرة والاستقرار وقبلها المحرَم والضوابط الشرعيَّة، التي لا شكَّ ستنتبهين لها - بإذن الله تعالى - المهم أن تغيُّر الجوِّ كونكِ عشتِ هنا سيؤثِّر عليك، فلو كان هذا قرارك فادرسيه بشكلٍ جيِّد. ختامًا: نستطيع أن نجمَع أكثرَ مِن هدف، لكنَّ المهم أن نرتِّبهم بشكل جيِّد؛ لذلك فأنت بحاجة لأن تُرتِّبي أولوياتك مجددًا، دون أن تتخلَّي عن أهدافك، أيضًا انتبهي فأهدافنا ليستْ فقط بالمجال العِلمي أو الدعوي، لكن يجب أن تشملَ كلَّ جوانب حياتك، بدءًا مِن تطويرك لنفسك، وعلاقتك بربِّك، وبأهلك، انتهاءً بمستقبلك العلمي والمهني، الذي يبدو أنَّك تركزين به على العطاء أكثرَ مِن الأخْذ، ولا عطاءَ دون بناء، فاهتمِّي ببناء ذاتك وتطويرها مِن كافة الجوانب؛ لتصِلِي لأهدافك - بإذن الله تعالى. وفَّقكِ الله ونفَع بكِ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |