من أسباب الحياة الكريمة في الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدور الحضاري للوقف الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3892 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6965 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6433 )           »          الأخ الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 202 )           »          الحفاظ على النفس والصحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-04-2019, 09:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي من أسباب الحياة الكريمة في الإسلام

من أسباب الحياة الكريمة في الإسلام
كيندة حامد التركاوي












إن راحة القلب، وطمأنينته وسروره وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسسها هو الإيمان والعمل الصالح، والحياة الحقيقية الطيبة هي حياة من استجاب لدعوة الله ورسوله.




قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97] فأخبر الله تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح، بالحياة الطيبة في هذه الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار.




هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً، وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة. والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت[1].




فلنحيينه حياة طيبة بالقناعة، وذلك أن من قنعه الله بما قسم له من رزق لم يكثر للدنيا تعبه، ولم يَعظم فيها نَصبه، ولم يتكدّر فيها عيشه بإتباعه بغية ما فاته منها وحرص على ما لعله لا يدركه فيها[2].




والتربية الاقتصادية الإسلامية هي الطريق الوحيد السديد للحياة الكريمة؛ لأنها مستمدة من الكتاب والسنة بحيث يستنبط المسلم القواعد العامة التي تحكم السلوك الاقتصادي من خلال الآيات والأحاديث النبوية التي يجد من خلالها التوجيه الاقتصادي. ومن حق الأبناء على الآباء أن يعيشوا حياةً طيبةً، والتربيةُ السليمة سببٌ في ذلك بإذن الله. لأننا مطالبون بمواجهة التحديات بتربيةٍ مُتوازنةٍ صحيحة، فمن خلال إعداد فردٍ يشعر بالمسؤولية أمام نفسه، ومجتمعه، ويشعر بمراقبة الله تعالى له في أمور معيشته كلها، فيكون سائر عمله لله تعالى، يبتغي منه مرضاة الله في الدنيا وحسن العاقبة في الآخرة. فعندما نزرع في أبنائك روح التفاؤل، وحُسن الظن بالله، والتوازن في سائر الأعمال من مطعم، ومشرب، وملبس، واعتدال ما بين الراحة والنوم، والكسب والإنفاق، والاستهلاك وكما أُسلف سابقاً، إن الإيمان بالله تعالى يُكسب رضا الله تعالى في الدنيا، فيثمر كلَّ عمل يقوم به والادخار؛ فإن ذلك يجعل الحياة أكثر سعادةً ومتعةً وراحةً وبهجة.




فأداء الزكاة والصدقات يُربي الأموال أضعافاً مضاعفة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... مَا نَقَص مَالُ عَبْدٍ مِنْ صدَقةٍ..."[3].




وصلة الرحم والتودد إلى الأقارب بالزيارة والكلمة الطيبة، والهدية النافعة التي تُدخل السرور على قلوبهم من أهم أسباب السعادة في الحياة، تطيل في العمر، وتبارك في الرزق؛ فكل من يخرج من ذاته لرعاية من حوله من أهله وأقاربه يزيد الله له في رزقه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِيِ أَجَله، وَيُوسَع عَليه فِي رِزْقِهِ، فَلْيَصلْ رَحِمَهُ "[4].




وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تَهَادَوْا تَحَابُّوا"[5].




وإن السعي وراء المنفعة الاقتصادية ليس رزيلة في نظر الإسلام وإنما هو في الحقيقة إحدى الفضائل الإسلامية إذ ما كان متوازناً ومتسقاً مع جوانب الحياة الأخرى وإذا ما قصد به الخير[6].




والحياة الكريمة تكون بحسن التدبير في الأمور المعيشية، وهذا ما يُعرف "بالاقتصاد المنزلي" ويسمى: " تدبيراً "، "وهدف هذا النوع من الاقتصاد هو تحسين حياة الأفراد والأسر، وتحسين الخدمات التي يحتاج إليها الناس للحياة الإنسانية الكريمة، عن طريق العناية بإدارة البيت، وتوجيهه نحو علاقة جيدة بالمجتمع كله.



وقد اتسع مفهوم الاقتصاد المنزلي وتعددت مجالاته وأصبح يشتمل على تفصيلات كثيرة منها:

الاهتمام بثقافة الوالدين، ليتفهم هذه الثقافة على حسن العشرة وحسن تربية الأبناء.




التدرب على أحسن الوسائل الاقتصادية في الإنفاق على البيت دون تقتير أو إسراف، بالتدريب على إعداد ميزانية للبيت، توازن بين دخله وإنفاقه وتتيح فرصة للادخار ومواجهة الظروف الطارئة.




الاهتمام بالعلاقات العائلية مع ترشيد هذه العلاقات وجعلها في الأطر السليمة الصحيحة اجتماعياً..."[7].




وحسن التدبير المنزلي سعياً لحياة كريمة حض عليه الإسلام، بدءً من اختيار الزوجة الصالحة




التي تكون عوناً لزوجها، فكما قيل في المثل الشَّعبي: (الرَجلُ جَنَا، والمَرأَةُ بَنَّا)؛ أي: الرجل يجلب المال بالكد والعمل الصالح، والمرأة تُدير البيت، بحسن التدبير.




وهذا ما حث عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: " الاقِتْصادُ في النَّفَقَةِ نِصفُ المَعِيشَةِ والتَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصفُ العَقْلِ، وحُسْنُ السُّؤالِ نِصفُ العِلْمِ "[8].




بالزواج يتعاون الزوجان على بناء الأسرة، وتحمل المسؤولية. فكل منهما يُكمل عمل الآخر، فالمرأة تعمل ضمن اختصاصها، وما يتفق مع طبيعتها وأنوثتها، وذلك في الإشراف على إدارة البيت، والقيام بتربية الأولاد. والرجل كذلك يعمل ضمن اختصاصه، وما يتفق مع طبيعته ورجولته، وذلك في السعي وراء العيال، والقيام بأشق الأعمال، وحماية الأسرة من عوادي الزمن، ومصائب الأيام... وفي هذا يتم روح التعاون ما بين الزوجين، ويصلان إلى أفضل الثمرات في إعداد أولاد صالحين، وتربية جيل مؤمن يحمل في قلبه عزمة الإيمان، وفي نفسه روح الإسلام؛ بل ينعم البيت بأجمعه ويرتع ويهنأ في ظلال المحبة والسلام والاستقرار"[9]. وكثيرون من الناس لا يدرك حقيقة ما تستطيع المرأة تحقيقه من خير أو شر، فليس من ثروة مهما كانت طائلة تَثبتُ أمام إهمال المرأة وإسرافها وليس من فقر مهما كان مدقعاً لا تخففه فطنة المرأة المقتصدة. فالمرأة العاقلة هي التي تعرف كيف تستخدم ما لديها من الوقت والمال في خير الطرق وأفضلها. أما المال بلا روية ولا تدبير في مشترى أشياء هي في غنى عنها فيجب أن تبتعد عنه وقد قيل: "يجب لإنفاق الدراهم عقل أوسع من العقل اللازم لكسبها". وكم من النساء يبددن المال عن جهل دون النظر إلى قيمته، وهن بذلك يخطئن بحق مستقبلهن ومستقبل أولادهن، فالمرأة المقتصدة العاقلة تقوم بنفسها بأعمال شتى من خياطة وتطريز ورفو وكي وطهي بطرق صحيّة حفاظاً على صحتها وصحة أفراد عائلتها، والسيدة المدّبرة العاقلة تستطيع أن تحول ما عندها من الأشياء القديمة إلى أشياء جديدة تستفيد منها وتزين بها منزلها. وبهذه الطريقة الاقتصادية تكون قد استفادت مما لديها من أشياء بدل رميها، وبالتالي تحافظ على البيئة من التلوث. وهذا ليس معيباً ولا ضرباً من ضروب الشح والبخل، " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَعْمَلُ في بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ في بَيْتِهِ. [10]




فإن أهنأ العيش هو العيش المعتدل في كل شيء، وكل شيء مهما حسن أو نعم إذا اعتاده أهله ألفوه وارتاحوا إليه، والسعادة هي الرضا، والحر هو الذي يتحرر من كل ما يستطيع الاستغناءعنه وذلك هو الغنى بالمعنى الإسلامي والمعنى الإنساني[11].





[1] ابن كثير، تفسير القرآن الكريم، ج4،601.



[2] الطبري، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، ( ت 310 هـ /923 م) ، جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق أحمد محمد شاكر، د.م، مؤسسة الرسالة، 1420 هـ /2000 م،[1- 24 ]، 17،291.



[3] الترمذي، جامع الترمذي، كتاب الزهد (2304/2414)، باب: ما جاء مثل الدنيا أربعة نفر (17)، حديث (2325)، 65.



[4] الحاكم، محمد بن عبد الله النيسابوري (ت 405هـ /959م)، المستدرك على الصحيحين، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، (1411هـ/ 1990م)، [ 1- 4]، 4، كتاب البر والصلة، حديث (7281)،177.



[5] البيهقي، سنن البيهقي، كتاب الهبات (32)، باب التَّحْرِيضِ عَلَى الْهِبَةِ وَالْهَدِيَّةِ صلَةً بَيْنَ النَّاسِ (1)، حديث (12297)، 2، 339.



[6] القحف، محمد منذر، الاقتصاد الإسلامي، الكويت، دار القلم، 53.



[7] محمود، علي عبد الحليم، التربية الاقتصادية الإسلامية، 48.



[8] الطبراني، المعجم الأوسط، حديث (6744)، 7، 25.



[9] علوان، عبد الله ناصح، تربية الأولاد، 28.



[10] ابن حنبل، المسند، حديث (25380)، 6، 167.



[11] الألباني، محمد ناصر الدين، آداب الزفاف في السنة المطهرة، المكتب الإسلامي، د.م، 1409هـ/ 1999م، 6.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.00 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]