نحن ضحية الفقر! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من الخذلان الجهل بالأعداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الليبراليون الجدد.. عمالة تحت الطلب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 100 )           »          فتنة التفرق والاختلاف المذموم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          رغبة المؤمنين ورهبتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رسالة إلى الأبناء – مدرستك هي مجتمعك الصغير.. فمن أنت في المجتمع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2019, 08:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,601
الدولة : Egypt
افتراضي نحن ضحية الفقر!

نحن ضحية الفقر!
وليد بن عبده الوصابي


كلمة سمعتُها لشيخ طاعن في السن، ذي لحية بيضاء، وقامة قصيرة، وبدن هزيل، ووجه شاحب، وملابس رثة، ولكن تظهر عليه جلالة الدِّين، وسمات الصالحين، والرِّضا بأقدار رب العالمين، ولكنَّ الحياة أكَدَّتْه، والدهر أتعبه، ومطالب الأولاد أرهقتْه، والنظرة الدونية للفقراء أخجلتْه، سمعتُه يقول: "نحن - الفقراء - ضحية التَّعليم، وضحية الغربة، وضحية عدم التوظيف، وضحية عدم الاحترام، ووو...!".

هاته كلماته الزافِرة، التي عاشها عيانًا، وشاهدها بيانًا، ورأى أثرها بين وطنه ومجتمعه، فصرخ بها متأوِّها متضجِّرًا، حتى رمى بعمَّته، التي تعبِّر عن سمته ووقاره!


خلعها، خالعًا معها تلك الكلمات النابيات التي أرهقتْه وأقضَّتْه؛ وهو قد تخلَّع في دنياه من كل جميل، ولكنه لم يَخلع دينه وحياءه، فها هو يَشكرُ الله ويحمده، ويُثني عليه ويمجده، ولكنه يلقي باللائمة علينا نحن أبناءه وإخوانه، حتى إنه قال: "اتقوا الله أيها الناس، ألسنا نحن مُسلمين؟! ألسْنا إخوانَكم؟!".


أسفتُ لحاله، ورثيت لمقاله، الذي اكتتَمه لياليَ وأيامًا، ولكن لم يفدْه الاكتتام، بل زاده ضجرًا وحسرةً، فأخرج كلماته التي أوجعت قلبه، وأحرقت جوفه، وأدمعت عينه، فبثَّها إلينا؛ لنُشاركه أساه وآساره، وأوجاعه وأوضاره، و((المؤمن للمؤمن كالبنيان)) أو قال: ((كالبَنان))؛ كناية عن الأُلفة والاجتماع، والربط والانتفاع.

وقد نطَقها الرحيم المصطفى صلى الله عليه وسلم، مُدوِّيةً في العالمين: ((لا يؤمن أحدكم حتَّى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه)).

ترى، هل نحن ممن تَفادى هذا الترهيب النبوي، الذي في عدمه: نقص إيماننا، وقلَّة يقيننا، وسوء ظنِّنا بربنا؟!


ألم يُعلنها الرسول صلى الله عليه وسلم قائلًا: ((والله لا يؤمن مَن بات شبعانَ، وجارُه جائع))؟

أين نحن من تيك التحذيرات، وهاتيك التنبيهات، التي فيها نفي كمال الإيمان؟!


إن الشح والبخل: بخر وخبث يُنبئ عن خساسة روح، وسوء ظنٍّ بالخلف، وإقتار نفس وهلكة، وتماوت على الدنيا، وإيمان بالماديات المحسوسات، ونسيان الآخرة، والعمل للدنيا!

ألم نسمع إلى قول نبينا عليه الصلاة والسلام، مخبرًا عن نداء الملَك: ((اللهمَّ أعطِ مُنفِقًا خلَفًا، وأعطِ مُمسكًا تلَفًا))؟ وهو بهذا يُربينا على حب الخير للغير، ويدعونا إلى التكافل الاجتماعي، والحرص على الألفة والتآلف، والتحابِّ والوقفة والتكاتُف.

ألم يتمعَّر وجه الرسول عليه الصلاة والسلام، عندما رأى أولئك القوم الذين اجتابوا النمار، وأثر الجوع على أبدانهم، حتى عُرف في وجهه الغضب والاحمرار، عليه الصلاة والسلام؟! حتَّى رأى المبادرة من أصحابه، بسدِّ عَوَزِهم، والإنفاق عليهم، مما في بيوتهم، فتهلَّل وجهه عليه الصلاة والسلام، ورضي عن فعلهم وصنيعهم.

ألم يُثنِ الرسول عليه الصلاة والسلام على الأنصار أنهم إذا أقلَّ طعامهم، جمعوه في سفرة واحدة، واجتمعوا عليه يأكلون؛ حتى يتكاثر فتَحصل البركة؟!

ألم يُبشِّر النبي عليه الصلاة والسلام أبا الدحداح بنخلات في الجنة؛ جزاء ما فعله من شراء نخلة وإعطائها اليتيم، فقال: ((كم من عذق رداح، في الجنة لأبي الدحداح))؟! على اختلاف الألفاظ في ذلك.

رضي الله عنك أبا الدحداح، ما ضرَّك أنْ بِعْتَ بستانك الدنيويَّ، الهني الثمار، الكثير الأشجار، الواسع الدار؟!

ما ضرَّك وما ضرَّ زوجك وبنيك، فقد عشتم حياتكم، وتمتَّعتم بما كتب الله لكم، وهأنتم تَجِدون بستانكم في الجنة، بل بساتينكم وجنانكم!


ألم نقرأ قول الله: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]؟!

ألم نتدبَّر قول الله: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]؟!


ألم نتفكَّر في قول الله: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ﴾ الآيةَ [المنافقون: 10]؟!


ألم نقرأ سيَرَ الصحب الكرام، والتابعين لهم بإحسان، الذين سطروا أروع الأمثلة في هذا المَهْيَع الفسيح، والمتجر الربيح، حتى وصل بهم الحد إلى أن أكرموا الحيوانات، بل أكل طعامهم الكلاب والذئاب!

إنه حب البذل والعطاء، والكرم والسخاء، والهبة والإجداء، إنها سماحة نفوسهم، وطيب قلوبهم، وشعورهم بحال إخوانهم.


تفقَّدوا جيرانهم؛ كفَلوا اليَتيم، أنفَقوا على الأرملة، كسوا العاري، حمَلوا البائس، أشفقوا على غيرهم، فأشفق الله عليهم، فغيَّر حالهم إلى رخاء وهناء.


أيها الخائفون من الإنفاق، هاتوا لي رجلًا أنفَقَ فخسر!

خبِّروني عن رجل بذَلَ، فذهبتْ أمواله، وتقطَّعت سبُله!


لن تجدوا ورب الكعبة، لن تجدوا ولو بحثتم التاريخ، وفتشتم التراجم، من لدن بدء الخليقة إلى يومكم هذا!


والله لن تجدوا، بل تجدون عكس ما ظننتُم، وغير ما توقَّعتم.


إن المنفقين عاشوا عيشة سنيَّة، وحياة هنية، دفع الله عنهم ودافع، وصرف عنهم السوءات والمصارع، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن صنائع المعروف تقي مصارع السوء))، ألا تؤمنون بموعود رسول الله؟ ألا تؤمِّنون على دعاء رسول الله؟ ألا تصدِّقون بكلام الله ورسوله؟!

واقرؤوا هذه القصة العجيبة في فضل الصدقة، التي تَحار العقول فيها، ولكنَّها قدرة الله وقوته، ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284].

ذكَرَها الإمام الشوكاني في كتابه الرائع "البدر الطالع بمَحاسن ما بعد القرن السابع" (493 / 1) في ترجمة علي بن محمد بن أحمد البكري من علماء اليمن في القرن التاسع الهجري، ومفاد القصَّة بتصرُّف:
أن رجلًا من أهل بلدة باليمَن تُسمى (الحمرة)، وتقع في غرب اليمن قريبًا من ساحل البحر الأحمر (قلت: وهي قرية معلومة، قريبة من ديارنا، وقد نزلتُها، وخطبت فيها، والحمد لله، وفي نيتي البحث مرة أخرى عن أسرة هذا الرجل الفاضل) كان يعمل بالزراعة، ومشهورًا بالصلاح والتقوى، وكثرة الإنفاق على الفقراء، وخاصة عابري السبيل، وقد قام هذا الرجل ببناء مسجد، وجعل فيه كل ليلة سراجًا يوقد لهداية المارة، وطعام عشاء للمحتاجين، فإن وجد من يتصدَّق عليه أعطاه الطعام وإلا أكلَه هو وقام يُصلِّي لله عز وجل تنفلًا وتطوعًا، وهكذا دأبه وحاله.

وبعد فترة من الزمن وقع القحط والجفاف بأرض اليمن، وجفَّت مياه الأنهار وحتى الآبار، وكان هذا الرجل يعمل في الزراعة، ولا يَستغني عن الماء لحياته وزراعته، وكانت له بئر قد غار ماؤها، فأخذ يَحتفرها هو وأولاده، وأثناء الحفر وكان الرجل في قعر البئر، انهارت جدران البئر عليه، وسقط ما حول البئر من الأرض وأُردم البئر كله على الرجل، فيئس منه أولاده، ولم يُحاولوا استخراجه من البئر، وقالوا: قد صار هذا قبره، وبكوا عليه، وصلَّوا، واقتسموا ماله ظنًّا منهم وفاته.

لم يعلم الأولاد ما جرى لأبيهم في قاع البئر المنهارة؛ ذلك أن الرجل الصالح عندما انهدم البئر كان قد وصل إلى كهف في قاع البئر، فلما انهارت جدران البئر سقطت منه خشبة كبيرة منعت باقي الهدم من الحجارة وغيرها أن تصيب الرجل، وبقي الرجل في ظلمة الكهف ووحشته لا يَرى أصابعه من شدَّة الظُّلمة، وهنا وقعت الكرامة وجاء الفرج بعد الشدة، وظهر دور الصدَقة في أحلك الظروف؛ إذ فوجئ الرجل الصالح بسراج يُزهر فوق رأسه عند مقدمة الكهف أضاء له ظلمات قبره الافتراضي، ثم وجد طعامًا هو بعينه الذي كان يَحمله للفقراء في كل ليلة، وكان هذا الطعام يأتيه كل ليلة وبه يفرِّق ما بين الليل والنهار، ويقضي وقته في الذكر والدعاء والمناجاة والصلاة.

ظل العبد الصالح حبيس قبره، ورهين بئره ستَّ سنوات، وهو على حاله تلك، ثم بدا لأولاده أن يُعيدوا حفر البئر وإعمارها من جديد، فحفَروها حتى وصلوا إلى قعرها حيث باب الكهف، وكم كانت المفاجأة مروِّعة، والدهشة هائلة، عندما وجدوا أباهم حيًّا في عافية وسلامة، فسألوه عن الخبر فأخبرهم وعرَّفهم أن الصدقة التي كان يَحملها كل ليلة بقيت تُحمَل له في كُربته وقبره كل ليلة حتى خرَج مِن قبره بعد ست سنوات كاملة!

قلت: صدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ قال: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات)).

وهناك قصة نقلها الشيخ عطية سالم عن الشيخ ابن باز ليست بعيدة عن هذه، استمع لها في بعض المنتديات.

ألم تُوقنوا بقول رسولكم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: ((داووا مرضاكم بالصدقة))؟!

أليس لدَيكم أمراض؟ ألا تشكون الظلم والهموم، والضيم والغموم، والأحزان والأتراح، والضيق والكرب؟!


لا أظنُّكم تخلون من ذلك، فتصدَّقوا وأنفِقوا، يُذهب اللهُ - واللهِ - ما بكم، ويُبعد عنكم ما أصابكم (ومن جرَّب علم).

ما لي أراكم تتقهقَرون، وعن مدِّ يد العون تتأرجحون، وعن الإنفاق في سبيل الله تتأخَّرون؟!

هيا، شمروا عن ساعد البذل، وأميطوا لثام البُخل، وامتطوا نجب الكرم، وابحَثوا عن الفقراء والمساكين، فأطعِمُوهم وألبِسوهم واكسوهم من رزْق الله، وممَّا استودعكم الله ماله.

نعم؛ إنه مال الله في أيديكم، فلا تتخوَّضوا فيه، بل كُلُوا أنتم وأولادكم، وبنو جنسكم بالمعروف، والدنيا زائلة، والآخرة باقيَة، فاعمَلوا لآخرتكم، وقدِّموا لأنفسكم؟

ولو لم يكن في الصدقة إلا راحة الصدر، وطمأنينة القلب، وانشراح الفؤاد، لكفى بها نعمة معجلة لصاحبها في الدنيا قبل الآخرة.

يقول ابن القيم: "فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم همًّا وغمًّا"؛ زاد المعاد؛ لابن القيم (٢ / ٢٦).

ويقول ابن عثيمين: "فالإنسان إذا بذل الشيء - ولا سيما المال - يجد في نفسه انشراحًا، وهذا شيء مجرب، لكن لا يستفيد منه إلا الذي يعطي بسخاء وطِيب نفس، ويخرج المال من قلبه قبل أن يُخرجه من يده، أما من أخرج المال من يده، لكنه في قرارة قلبه، فلن ينتفع بهذا المال"؛ الشرح الممتع؛ لابن عثيمين (١٠ / ٦).

وأختم بهذه الفضائل والمزايا، والهبات والسرايا، لك أيها المتصدِّق:
الصدقة تُطفئ غضب الله سبحانه وتعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن صدَقة السرِّ تُطفئ غضب الرب تبارك وتعالى)).

أنها تمحو الخطيئة، وتُذهب نارها؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((... والصدقة تُطفئ الخطيئة كما تُطفئ الماء النار)).

أنها وقاية من النار، قال صلى الله عليه وسلم: ((فاتقوا النار، ولو بشقِّ تمرة)).

أن صاحب الصدقة في ظل صدقته يوم القيامة، كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل امرئ في ظل صدقتِه، حتَّى يُقضى بين الناس))، قال يزيد: (فكان أبو مرثد لا يُخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة)، قلت: وهذه هيفائدة العلم: العمل به، وإلا فهو وبال عليك.

أن في الصدقة دواء للأمراض البدنيَّة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((داووا مرضاكم بالصدقة))، يقول ابن شقيق: "سمعتُ ابن المبارك وسأله رجل عن قرحة خرجتْ في ركبتِه منذ سبع سنين، وقد عالَجَها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء، فلم يَنتفِع به، فقال: اذهب فاحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء؛ فإني أرجو أن يَنبع هناك عين ويُمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبَرِئ"؛ صحيح الترغيب.

أن فيها دواءً للأمراض القلبية؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم، لمن شكا إليه قسوة قلبه: ((إذا أردت أن يَلين قلبُك؛ فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم)).

أن الله يدفع بالصدقة أنواعًا من البلاء؛ كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ((وآمركم بالصدقة؛ فإن مَثَلَ ذلك كمَثَلِ رجل أسَرَه العدو فأوثقوا يده إلى عنقِه، وقدَّموه ليَضربوا عنقه، فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم)).

أن صاحب الصدقة يُبارك له في ماله، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: ((ما نقصت صدقة من مال)).

أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدَّق به؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ ﴾ [البقرة: 272].

أن الله يُضاعف للمتصدِّق أجره، كما في قوله عز وجل: ﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحديد: 18].

هذا ما أردت الإشارة إليه، والتنبيه عليه، أسأل الله أن أكون وإياكم ممَّن يعمل بها، وأن يَجعلنا ممن يَستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يُعيذنا من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.72 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]