أحكام الملابس وأهمية ستر العورات في الشريعة الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213696 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الفتاوى الشرعية

ملتقى الفتاوى الشرعية إسأل ونحن بحول الله تعالى نجيب ... قسم يشرف عليه فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-03-2019, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي أحكام الملابس وأهمية ستر العورات في الشريعة الإسلامية

أحكام الملابس وأهمية ستر العورات في الشريعة الإسلامية

أ.د. حسن عبد الغني أبو غدة*



إن الإسلام هو نبع دافق بكل فضيلة ومكرمة، وإن ما تضمنته مبادئ التربية وما نصت عليه أصول الأخلاق، من قيم رفيعة وعادات حسنة وسلوك قويم إنما انتقل إلى الإنسانية عبر القرون الطويلة من ذلك المعين الإلهي الفياض، وكان من جملة تلك القيم الرفيعة موضوع اتخاذ اللباس وستر العورة.
وهذا الموضوع يرتبط ارتباطاً وثيقاً بوجود الجنس البشري، فمنذ أن خلق الله تعالى آدم وحواء عليهما السلام وأسكنهما الجنة وجه الخطاب إلى آدم باعتباره رب الأسرة والقائم على أمورها فقال سبحانه: {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى} الآية 118 من سورة طه.
ولما وسوس إبليس لهما، وأكلا من الشجرة مخالفين وصية الله تعالى لهما، انكشفت سوآتهما، وانزاحت عنهما ثيابهما، وبدت عورتاهما، فجعلا يضعان عليهما من أوراق الشجر، طلباً للستر الذي تدعو إليه الفطرة السليمة والمروءة المتأصلة. قال تعالى في سورة الأعراف الآية 22: {فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين}.
وهكذا فإن انكشاف العورة أمر مذموم في الفطرة البشرية، ومرفوض من الطبع السليم. وقد عرفوا العورة في اللغة بأنها: من العور وهو النقص والقبح، وسميت بذلك لاستقباح ظهورها طبعاً وذوقاً. أما في الشرع فالعورة هي: كل ما حرم الله تعالى كشفه من جسم الإنسان أمام من لا يحل له النظر إليه.
هذا وقد حارب الإسلام عادة التعري التي كانت منتشرة في مجتمع الجاهلية، لما في ذلك من مفاسد أخلاقية واجتماعية، فضلاً عن خرقها للذوق السليم وفضائل المروءة. وإن الحالة التي كانت عليها الجاهلية من التهاون في اتخاذ اللباس وستر الجسم، لا تختلف كثيراً عما هو مشاهد اليوم في أحوال كثيرة من الأمم والشعوب الذين يزعمون الرقي والمدنية، فتلك نوادي العراة في أوربا وأمريكا شاهد حي على ما نقول، وهذه ألبسة النساء والرجال في شواطئ البحار لا تكاد تستر من الجسم إلا مواضع، وتلك ألبسة النساء أيضاً في الأسواق والطرقات والسهرات والحفلات. وأما أشبه هذه الأوصاف والأحوال بأوصاف الجاهلية وعاداتها، حين كان رجال من العرب يتعرى بعضهم أمام بعض، ولا يتحرجون من رؤية عورات بعضهم عند الاغتسال أو قضاء الحاجة؛ لأن فكرة الاحتشام والتستر سلخت من قاموسهم الاجتماعي، بل تروي كتب التاريخ والسيرة أن جماعات من الرجال والنساء كانوا يطوفون بالكعبة وهم عراة، ويفلسفون هذا بأنهم لا يحبون أن يعبدوا الله في ثياب عصوه فيها. كما كانت النساء في الطرقات والأسواق تلبس الملابس غير المحتشمة، فتبدو منها الصدور والأذرع والأفخاذ والسيقان وهي كما نرى حالات منتشرة اليوم في كثير من بلدان العالم التي تصف نفسها بأنها تعيش حضارة القرن العشرين والنضج الإنساني.
أما الإسلام فقد أولى موضوع اللباس وستر العورة اهتمامه البالغ وعنايته المؤكدة، وهو بهذا يعطي أسمى الأمثلة وأروعها في الرقي الذوقي الإنساني، وأسلوب التعامل الاجتماعي القويم، ويلاحظ هذا في مخاطبة القرآن الكريم للناس بلفظ الآدمية التي تميزهم عن الحيوانات الأدنى في مجال ستر الأجسام واتخاذ الملابس. قال الله تعالى في الآية 26 من سورة الأعراف: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشاً}.
وبالإضافة إلى ما تقدم من الآيات القرآنية فقد شددت السنة النبوية على اتخاذ اللباس ونهت عن كشف العورات أو النظر إليها. روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة". وحث أيضاً على حفظ الجسم وعدم كشفه في محيط الأسرة أمام الإخوة والأبناء ونحوهم ممن يتوجب الاحتشام أمامهم وستر العورة عنهم، فقد روى ابن ماجه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك، ثم قال بهز: قلت: الرجل يكون خالياً؟ قال: الله أحق أن يستحيا منه".
هذا وإن في حرص الإسلام على اتخاذ الإنسان اللباس، والبعد عن التعري أو كشف ما لا يحل دعوة إلى خلق الحياء، وهو قيمة إنسانية اجتماعية تدل على مروءة صاحبها، وتقديره للناس وإكرامهم بالظهور أمامهم في صورة حسنة وهيئة كريمة تغاير ظهور المخلوقات الأخرى مكشوفة بعضها أمام بعض. فضلاً عما في هذا الحرص الإسلامي من حماية للفضيلة الخلقية وصيانة للأعراض، وكف للمفاسد والشهوات البهيمية، ومنع للجرائم والآثام. روى الطبراني عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإثم حواز القلوب – أي يصارع القلوب ويغلبها- وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع".
ولقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يغضون أبصارهم ويحفظونها عما لا يحل لهم بأجزل مثوبة وأطيب عطاء وأكرم تعويض، روى الحاكم والطبراني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافة الله أبدله إيماناً يجد حلاوته في قلبه".
إن غض البصر الذي أمر به الإسلام يشمل كلاً من الجنسين: الرجل والمرأة على حد سواء؛ لأنه أطهر لقلوب الجميع، وأهدأ لنفوس الطرفين. قال الله تعالى في سورة النور الآية 30-31:{وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن}.
والمقصود بغض البصر هنا: صرفه عن النظر إلى الممنوع المحرم، وإشغال النفس والذهن بما ينفع، وتوجيه القلب إلى مراقبة الله تعالى واستحضار عظمته.
هذا وقد تكلم العلماء في موضوع تحديد العورة وما يحرم النظر إليه فذكروا أنه لا ينبغي للرجل أن ينظر من الرجل الآخر ما بين السرة والركبة. وكذا لا يجوز للمرأة أن تنظر من المرأة الأخرى ما بين السرة والركبة.
أما بالنسبة إلى نظر الرجل إلى محارمه كأمه وأخته وابنته فينبغي عليه أن يصون بصره من النظر إلى المواطن المثيرة للشهوة، وهي غير الأعضاء التي تظهرها المرأة عادة عند الخدمة في البيت وتدبير شؤون المنزل نظرأ للحاجة إليها وقت العمل، وذلك كالرأس وأعلى الصدر واليدين وأسفل الركبتين. أما عورة المرأة مع غير محارمها من الرجال الأجانب فما سوى الوجه والكفين والقدمين، إذ يجب عليها ستر ما سوى هذه الثلاثة وعدم إظهارها.
وقد اتفق العلماء على حرمة النظر إلى المرأة وإن كانت مستورة بثيابها الشرعية، إذا كان الباعث على هذا النظر الشهوة والتلذذ، وذلك درءاً للفتنة ومنعاً من الفساد، ورعاية لحق الله تعالى. "روى الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل بن عباس رديف النبي صلى الله عليه وسلم –أي راكباً خلفه على الدابة- فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر –أي الطرف الذي ليس فيه المرأة- فقال العباس: يا رسول الله لم لويت عنق ابن عمك؟ قال: رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما".
هذا ويجدر بالأسرة المسلمة أن تعرف حكم النظر إلى أجسام الأطفال الصغار من البنين والبنات وما الحدود الجائزة في ذلك؟ وما الواجب في سترهم؟
وللعلماء أقوال متعددة في هذا الموضوع، ومجمل كلام الشافعية أنه لا ينبغي النظر إلى القبل والدبر في الصغير والصغيرة قبل سن التمييز، مراعاة للحرمة الإنسانية والكرامة التي ميز الله بها الإنسان عمن دونه من المخلوقات، ويتسامح في النظر إلى ما سوى ذلك في البنين والبنات أي قبل سن التمييز، إلا إذا كانت الصغيرة تشتهى لامتلاء جسمها، فلا ينبغي النظر إليها. روى الحاكم أن محمد بن عياض رضي الله عنه قال: رفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي خرقة، وأنا طفل صغير قد كشفت عورتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غطوا عورته، فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير.
وقد استثنى العلماء الأم ومن في حكمها ممن يقوم على حضانة الطفل ورعايته، استثنوها من منع النظر إلى فرج الصغير والصغيرة؛ لضرورة التنظيف والحضانة والرعاية، ونحو ذلك مما هو مشاهد ومعروف.
هذا وينبغي على الآباء والأمهات أن يأمروا أولادهم من البنين والبنات بعد سن التمييز بالتزام التستر والاحتشام، وعدم إظهار الفخذين، تعويداً لهم على آداب الإسلام، وحثاً لهم على مكارم الأخلاق، وصيانة لهم عن التكشف.
أما إذا اقترب الطفل من سن المراهقة، وبلغت البنت حداً صارت فيه تسترعي أنظار الرجال؛ لامتلاء جسمها وحسن هيئتها فينبغي على الآباء والأمهات أن يلزموهم بالتستر والحشمة بحسب ما تقدم آنفاً في عورة الرجل البالغ والمرأة البالغة.
وهكذا يتضح مما سبق مدى انسجام تعاليم الإسلام وأحكامه مع السلوك السوي والفطرة البشرية في موضوع اتخاذ اللباس وستر العورة، وأن الإسلام حريص على نشر الفضيلة ومنع الرذيلة، وتعويد الأفراد كباراً وصغاراً على أمهات الفضائل من خلال الالتزام باللباس المحتشم الذي ميز الله به الإنسان عن المخلوقات الأدنى.


*أستاذ الفقه الإسلامي والسياسية الشرعية في جامعة الملك سعود .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.51 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]