التوزان الغذائي - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215406 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61204 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2019, 05:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي التوزان الغذائي

التوزان الغذائي

د. زيد بن محمد الرماني

إن الإسراف مشكلة متعدِّدةُ الجوانبِ والأشكال، في مجالات: الغذاء، واللباس، والأثاث، والسلع الكمالية، والإسراف في الغذاء لا يقتصر على الاستهلاك؛ بل يمتدُّ ليشملَ بعضَ السلوكيات المرتبطة به.

وفي هذا الصدد تشير بعضُ الدراسات التي أجريت في بعض الدول الخليجية، إلى أن ما يُلقى ويتلف مِن موادَّ غذائيةٍ، ويوضع في صناديق القمامة - كثيرٌ، إلى الحد الذي تبلغ نسبتُه في بعض الحالات 45 % من حجم القمامة.

وفي مدينة الرياض، أظهرتْ دراسة أعدتْها أمانة الرياض عن نفايات المدينة، أن كمية النفايات اليومية لكل فرد من نفايات المواد الغذائية تبلغ أكثر من 1060 جرامًا.

أما الانعكاسات المترتبة على الإسراف الغذائي من الناحية الاقتصادية، فتبرز في الأبعاد التالية:
أولاً: هناك سلوكيات اقتصادية كثيرة في المجتمع تمثِّل عبئًا اقتصاديًّا يمكن تخفيفُه، وتعدُّ سلوكياتُ التخمة، وإدمان الشراء، والاستهلاك الشره، والإسراف الغذائي - أمثلةً لتلك السلوكيات.

ثانيًا: إن أوجه الصرف الباذخ وغير الضروري، ينبغي للأفراد والأسر والمجتمعات إعادةُ النظر فيها؛ للتخلص من الأنماط البذخية والاستهلاكية المفرطة، المتمثلة في مناسبات أفراح، أو مآتم، أو أعياد، أو في رمضان المشبع بكل أصناف الطعام وألوان الغذاء.

ثالثًا: من المعروف اقتصاديًّا أن أنسب وسيلةٍ لتقريب القرارات الاستهلاكية للأفراد هي الرشد الاقتصادي في الشراء.

رابعًا: إن ظاهرة الإسراف الغذائي، وتخمة الاستهلاك، وعادة الصرف غير الموجَّه - من العادات الخاطئة، ساعد على انتشارها بروزُ العقلية الاستهلاكية في المجتمع، وشيوعُ الثقافة الاستهلاكية بين الأفراد، إلى جانب إغراق السوق بصنوف الكماليات، والإعلان عنها بطرق مثيرة، إلى جانب غياب الوعي الاستهلاكي.

ومما يؤسف له أن أكثر ما يَشغل تفكيرَ العقلية المستهلكة هو توفيرُ الاحتياجات المادية، واقتناء كل ما يستجد عرضُه في الأسواق.

إن عالم اليوم بكل دوله - المتقدمة والنامية - تَسُودُه ظواهرُ الإسراف الغذائي، وحمَّى الاستهلاك، والنهم الاستهلاكي، فقد صار الإنسان المعاصر مجردَ أداةٍ استهلاكية، لا همَّ له إلا أن يقتل نفسَه جهدًا؛ ليزيد دخله، ويحصل على ما يشتري من أدوات استهلاك مادية غير ضرورية، تفرضها على تفكيره وسائلُ الإعلام، وقنوات الإعلان، بزعم أنها مقاييسُ للمكانة الاجتماعية، ومصادرُ للهناء الفردي.

وقد أدى ذلك إلى تداعي القيم الخلقية، وانتشارِ القلق، وشيوعِ أسلوب البذخ، وأمراض التخمة والسمنة، وكلُّ ذلك يعد تبديدًا للثروة، وإضاعة للفائض.

أما كيف يمكن تحقيق التوازن الغذائي في أثناء الشراء؛ سدًّا لباب تبديد الثروة، ومنعًا لضياع الفائض، فإن من المعلوم بداهة أن مِن أهمِّ مظاهر الضياع في الموارد الاستهلاكية الخسارةَ الاقتصادية، الناجمة عن الجهل والخرافة في شراء الضروريات، والحاجيات، والكماليات.

فالعادات الشرائية تميل إلى أن تكون ثابتةً، مهما كانت خاطئة، فغالبًا ما يقوم استهلاك الفرد على أساس عشوائي مرتجل، لا على أساس رشيد.

إننا إذا استطعنا تعليمَ المستهلك الأصنافَ التي تعطي قيمةً غذائية أفضلَ وبأقل نفقة، فإننا نوفر الكثير من العمل الإنتاجي.

ثم إن عملية الشراء ليست سهلة كما يظن بعض الناس؛ بل تحتاج إلى تفكير ودراية.

إن قرارات مثل: كم من النقود مع الأسرة معدة للشراء؟ وما نوعية الأطعمة التي تُشترى؟ ومن أي الأماكن تشترى الاحتياجات؟ وكيف تخزن هذه الأطعمة؟

إن هذه القرارات تؤثِّر على أفراد الأسرة؛ لذا لا بد من التفكير العميق، والخبرة، والمقارنة بين الأثمان والأنواع؛ ليكون قرار الشراء صائبًا حكيمًا.

ومن ثم؛ فأول ما ينبغي مراعاتُه في أثناء عملية الشراء، هو عدم الشراء أكثر من الحاجة؛ أي: شراء كميات الغذاء اللازمة فقط؛ لتجنُّب التلف لما يزيد عن الحاجة، كما ينبغي الشراء من المحلات النظيفة، التي تتَّبع التعليمات الصحية في العرض، والتغليف، والبيع.

فقد أدَّى التقدم التقني والاجتماعي والاقتصادي، إلى ظهور الأسواق المركزية، التي سهلتْ للمشتري اختيارَ وشراءَ ما يطلبه من الأطعمة، بالنوعيات التي يحتاجها، وتناسب اقتصادياتِه.


المستقبل العدد (163) ذو القعدة1425هـ ديسمبر 2004م.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.79 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]