الحديث السادس والعشرون / الأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         المقنطرون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رسالة المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الموت الرحيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أحكام الصلاة على الميت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المسائل الفقهية المتعلقة بالمسبحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          دم الاستحاضة سببه ركضة الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حكم التسميع والتحميد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل الصلاة في الصف الأول والصفوف المقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          جوانب خفية في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الوجيز في فقه الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-03-2013, 10:55 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي الحديث السادس والعشرون / الأربعين النووية

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لااله الا الله وان محمدا عبده ورسوله بلغ الامانة وادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.


أما بعد : فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد e وإن شر ألامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عَنْأَبي هُريرةرَضِي اللهُ عَنْهُقالَ: قالَ رسولُ اللهِr: كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌكُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ؛ تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ،وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُعَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ , وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّخُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِصَدَقَةٌ.رواهالبخاريُّومسلِمٌ.
حديث أبي ذر رضي الله عنه السابق أغلب الأعمال التي ذكرت فيه تتناول علاقة الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى من ذكر وتهليل وتحميد وأمر بمعروف ونهي عن منكر، أما الحديث الذي بين يدينا حديث أبي هريرة رضي الله عنه فأغلب الأعمال في علاقة الإنسان مع إخوانه المسلمين ومع مجتمعه، فهما حديثان يكمل أحدهما الآخر.
شرحنا في الحديث السابق أن للصدقة مفهوما واسعا لا يقتصر على بذل المال وإنفاقه في أوجه البرّ والخير ، وأنه يشمل كثيرا من الطاعات والعبادات التي تبرهن على صدق صاحبها في عبوديته لربّه تبارك وتعالى ( والصدقة برهان ) ، كما ذكرنا أن من الصدقة ما يكون نفعها قاصرا على العبد ، ومنها ما يكون نفعها متعدّ إلى الذين من حوله ، وفي الحديث الذي بين يدينا أتى التركيز على تلك الأعمال التي يعمّ خيرها على الجميع ، فيتحقّق بها الائتلاف بين لبنات الأمة ، وتجتمع القلوب على كلمة سواء ، ومحبة دائمة .

وهنا يبتديء النبي rحديثه بتذكير المؤمنين بنعمة عظيمة من نعم الله عزوجل على الناس فيقول : (كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ) ، السلام هو المفصل والسُلاَمَى بضم السين المهملة وتخفيف اللام مع القصر هي المفاصل، وقيل:العظام، والمعنى واحد لايختلف، لأن كل عظم مفصول عن الآخر بفاصل فإنه يختلف عنه في الشكل، وفي القوة، وفي كل الأمور وهذا من تمام قدرة الله عزّ وجل فليس الذراع كالعضد، وليست الأصابع كالكف، فكل ما فصل عن غيره من العظام فله ميزة خاصة، ولذلك كان على كل سلامى صدقة. والمراد في هذا الحديث جميع أعضاء جسم الإنسان ومفاصله ، وهي ثلاثمائة وستون مفصلاً ، كما جاء في صحيح مسلم أن السلامى ثلاثمائة وستون مفصلاً، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله r قال : "إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل (1) يعني: كلُّ عظمٍ من أعْظم ابن آدم، أو كُلُّ مفصلٍ من مَفاصِل جَسد ابن آدم عليهصدَقة فقوله: (عليه) نعلم من الأصول أنَّها من ألفاظ الوجوب، فيدل على أن شُكْرَهذه النعمة واجب، فشُكر نعمة البدن، نعمة العِظام، نعمة المفاصل، واجب دلّ علىالوجوب قوله عليه صدقة)يعني: يجبُ أن يتصدق بصدقة تُقابلُ تلك النّعمة وَتكون شُكْراًلها في مقابلة ما أنعم الله به عليه في تلك السلاميات ، إذ لو شاء لسلبها القدرة وهو في ذلك عادل . فإبقاؤها يوجب دوام الشكر بالتصدق ، إذ لو فقد له عظم واحد ، أو يبس ، أو لم ينبسط أو ينقبض لاختلت حياته ، وعظم بلاؤه ،والصدقة تدفع البلاء .


والصدقة الواجبة التي بها يخلصُالمرْء من الإثم، في عدم شُكرِ نعمةِ البدن أن لا يستعمل هذه المفاصل في معصيةالله -جل وعلا- فإذا كان يومٌ من الأيام سَلِمَ من المحرمات التي فعلها بهذهالمفاصل، واستعمل المفاصل في أداء الواجبات فقد أدّى الشُّكر الواجب في ذلكاليوم.

وهذا الشكر سببٌ لمباركة هذه النعم ودوامها . لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ إبراهيم آية 7 وقد يظن البعض أن شكر النعم يكون باللسان فقط ، والحقيقة أن هذا لا يكفي ، نعم : الشكر باللسان أمر مطلوب شرعا ، ولكن ينبغي أن يضمّ إليه الشكر بالعمل (اعمَلُوا آلَ داوودَ شُكراً سبأ آية 13، فيحقّق بذلك أعلى درجات الشكر للخالق ،وحين نستعرض الصور التي وردت في الحديث الذي نتناوله ، نجد أكثرها يدخل في باب الشكر بالعمل قوله: "كُلُّ يَومٍ تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمسُ" يعني كل يوم يصبح على كل عضو من أعضائنا صدقة، أي ثلاثمائة وستون في اليوم، فيكون في الأسبوع ألفين وخمسمائة وعشرين. وفي الصحيحين عن أبي موسى عن النبي r قال على كل مسلم صدقة قالوا فإن لم يجد قال فيعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق قالوا فإن لم يستطع أو لم يفعل قال يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا فإن لم يفعل قال فليأمر بالمعروف قالوا فإن لم يفعل قال فليمسك عن الشر فإنه صدقة‏. ثم قال: "تَعْدِلُ بَينَ اثنَيْنِ صَدَقَة" تعدل أي تفصل بينهما إما بصلح وإما بحكم، والأولى العدل بالصلح إذا أمكن ما لم يتبين للرجل أن الحكم لأحدهما، فإن تبين أن الحكم لأحدهما حرم الصلح، وهذا قد يفعله بعض القضاة، يحاول أن يصلح مع علمه أن الحق مع المدعي أو المدعى عليه، وهذا محرم لأنه بالإصلاح لابد أن يتنازل كل واحد عما ادعاه فيحال بينه وبين حقه. إذاً العدل بين اثنين بالصلح أو بالحكم يكون صدقة، لكن إن علم أن الحق لأحدهما فلا يصلح، بل يحكم بالحق.

وقد حث الله عزّ وجل على الصلح فقال تعالى وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ) (النساء: 128) فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله تبارك وتعالى: لَاخَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍأَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ... النساء:114 فالصلح خير، والعدل بين الخصمين في الحكم واجب.


فالعدل بين المتخاصمين شكر على نعمة اللسان الذي نطق بالحق ، وشكر على نعمة العقل الذي أعان العبد على اختيار الحق والقضاء به ، وشكر على نعمة الهداية والتوفيق التي أعانت على الإصلاح بين المتخاصمين ، ونعم الله لاتعد ولاتحصى ."وَتُعِيْنُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ" أي بعيره مثلاً "تَحْمِلُهُ عَلَيْهَا" إذا كان لايستطيع أن يركب تحمله أنت وتضعه على الرحل هذا صدقة "أَو تَحْمِلُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ" متاعه ما يتمتع به في السفر من طعام وشراب وغيرهما، تحمله على البعير وتربطه، هذا صدقة. وهذا مثال حيّ على قضية التعاون على البرّ والتقوى ، ووجه من وجوه التكافل الإنساني ، لاسيما وأن الفرد بطبيعته لا يستطيع أن ينفرد بقضاء شؤونه كلها ، بل لابد له من الاستعانة بغيره ، وهذه سنة الله في خلقه أن جعل الناس يتخذون بعضهم بعضا سخريّا ، فإذا قام كل فرد بإعانة أخيه وتوفير حاجته ، انتشرت المحبّة بين المؤمنين .وهذا مثال ذكره النبي r ، والأمثلة كثيرة جداً .قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : لو وجدت إنساناً على الطريق وطلب منك أن تحمله إلى البلد وحملته ، فإنه يدخل من باب أولى .


ولكن هل يجب عليك أن تحمله أو لا يجب ؟

الجواب : إن كان في مهلكة وأمنت منه وجب عليك أن تحمله وجوباً لإنقاذه من الهلكــة ، فإن لم تأمن من هذا الرجل فلا يلزمــك أن تحمله ، مثل تخاف أن يغتالك فلا يلزمك لقول النبي r "لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ"(2) ."وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ" الكلمة الطيبة تكون طيبة في أسلوبها، وفي موضوعها، وفي إلقائها، وفي نواح أخرى،. ولها وجوه متعددة وصور متنوعة ، فهي في حق الله الذكر لله عزوجل كالتسبيح والتكبير والتهليل ، وهي في حق الناس كحسن الخلق والشفاعة الحسنة التي تقضي للناس حوائجهم ، وهي التسلية للمصاب لتخفف عنه بلاءه ، وهي الموعظة الصادقة التي ترشد العباد إلى ربهم ، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهي كل ما يُسرّ بها السامع ، وما يجمع القلوب ويؤلفها فالسلام عليكم، حياكم الله، صبحكم الله بالخير كلها كلمة طيبة. المهم القاعدة: كل كلمة طيبة فهي صدقة.
ثم يأتي الحث على حضور الصلوات في المساجد ، لإدراك الخير ، وتحصيل الأجر"وَبِكُلِّ خُطوَةٍ تَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاةِ صَدَقَة" سواء بعدت المسافة أم قصرت، وإذا كان قد تطهر في بيته وخرج إلى الصلاة لايخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفع الله له بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئة. ، وقد ورد في فضل ذلك الكثير من الأحاديث ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي rقال : ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) ، وقال أيضا : ( من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح ) متفق عليه .فيكتسب شيئين: رفع الدرجة، وحطّ الخطيئة. وقد استحب بعض العلماء - رحمهم الله - أن يقارب الإنسان خطواته إذا ذهب إلى المسجد، ولكن هذا استحباب في غير موضعه، ولادليل عليه، لأن النبي r لما أخبر أن بكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة لم يقل: فليدن أحدكم خطواته، ولو كان هذا أمراً مقصوداً مشروعاً لبيّنه النبي r ولكن لايباعد الخطا قصداً ولايدنيها قصداً، بل يمشي على عادته. فالعبادات محددة شرعاً، ولا تكون عبادة إلا إذا وافقت الشريعة. "وَتُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيْقِ صَدَقَةٌ" أي تزيل الأذى وهو ما يؤذي المارة من حجر أو زجاج أو قاذورات فأي شيء يؤذي المارين إذا أميط عن طريقهم فإنه صدقة. وجاء في رواية في (الصحيح (ويجزئُ منذلك ركعتان يركعهما المرْء من الضُّحى) . أي بدلاً عنه، لأن (من) هنا بدليّة بمعنى بدل ذلك - ركعتان يركعهما من الضحى(3(، فإذا ركع العبد ركعتين من الضحى صار الباقي نفلاً وتطوعاً. لذا ينبغي للإنسان أن يداوم على ركعتي الضحى، لأنها تأتي بدلاً عن هذه الصدقات أي بدلاً عن ثلاثمائة وستين صدقة، فإذا استعلمت هذه المفاصل في ركعتينتركعهما من الضُّحى فقد أدّيت الشكر المستحب لهذهالمفاصل وهذا القول هو الراجح: أنه تسن المداومة على ركعتي الضحى. ووقتها: من ارتفاع الشمس قيد رمح في رأي العين، إلى قبيل الزوال يعني بعد طلوع الشمس بنحو ثلث ساعة إلى قبيل الزوال بعشر أوخمس دقائق، وآخر الوقت أفضل.وأقلها ركعتان وأكثرها لاحد له، فصلِّ ما شئت فأنت على خير.
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-03-2013, 10:57 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث السادس والعشرون / الأربعين النووية

من فوائد هذا الحديث:
1- وجوب شكر نعم الله التي في الإنسان ذاته لقول " كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ" أي أن تركيب عظام الآدمي وسلامتها من أعظم نعم الله تعالى عليه ، فيحتاج كل عظم منها إلى تصدق عنه بخصوصه بصدقة كل يوم تطلع فيه الشمس عن كل عضو من أعضائه لأنه ركبه وأتمه وأنعم به، ليتم شكر تلك النعمة .
وقوله: "عَلَيهِ صَدَقَة" وعلى للوجوب، ووجه ذلك: أن كل إنسان يصبح سليماً يجب عليه أن يشكر الله عزّ وجل، سليماً في كفه، في ذراعه، في عضده، في ساقه، في فخذه، في كل عضو من أعضائه عليه نعمة من الله عزّ وجل فليشكرها. 2- التفكر في النفس من سمات المؤمنين كما قال تعالى " وفي أنفسكم أفلا تبصرون" الذاريات21. 3- المداومة على النوافل كل يوم ، وأن العبادة إذا وقعت في يوم لا يُغني عن يوم آخر ، فلا يقول القائل مثلا : قد فعلت أمس فأجزأ عني اليوم ، لقوله r كل يوم تطلع فيه الشمس فكل يوم يصبح فيه الإنسان بمنزلة حياة جديدة له لأنه بعث بعد وفاة، قال تعالى(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ) الأنعام : 60.
4-أن الشمس هي التي تدور على الأرض، فيأتي النهار بدل الليل، لقوله: "تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ" وهذا واضح أن الحركة حركة الشمس، ويدل لهذا قول الله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَال)(الكهف: الآية17) أربعة أفعال مضافة إلى الشمس، وقال تعالى عن سليمان: ( فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ) (صّ: 32) أي الشمس (بِالْحِجَابِ) أي بالأرض، وقال النبي r لأبي ذرٍّ رضي الله عنه حين غربت الشمس: أَتَدْرِيْ أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ(4) فأضاف الذهاب إليها أي إلى الشمس. 5- أفضل الصدقات ماكان متعديا نفعه مثل : أن تعدل بين اثنين وأن تحمل متاع أخيك أو تعينه على حمله وإماطة الأذى عن الطريق.
6-الحديث يحث المسلم على الاستمرار في الأعمال الصالحة في كل الأيام لا يقف عند حد، ولا يمل منها، وذلك لقوله " كل يوم تطلع فيه الشمس، تعدل .....، وذكر أنواع الأعمال الصالحة". 7- الحث على معاونـة الإنسان لأخيه المسلم ، فيعينه في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعــه . وللتعاون فضائل : أولاً : حث الله عليه .قال تعالى } وتعاونــوا على البر والتقوى{ . ثانياً : أنه سبب للقوة .قال تعالى } ولا تنازعـــوا فتفشلوا وتذهب ريحكم { . ثالثاً : أنه سبب لمعونة الله للعبد .قال r( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجتــه ) رواه مسلم . 8- الحث على الكلمة الطيبة لقوله: "وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ" كالسلام – ورد السلام – وتشميت العاطس – وذكر الله – والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها .والكلام الطيب هو الذي يقبل عند الله ، كما قال تعالى } إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعــه{ . 9- فضل إماطة الأذى عن الطريق ، وأنه صدقة . وبقياس العكس نقول: وضع الأذى في الطريق جريمة وأذية. ولإماطــة الأذى فضائــل :أولاً : أنه صدقة .لحديث الباب . ثانياً : من علامات الإيمان .قال r ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) رواه مسلم .ثالثاً : أنه من أسباب دخول الجنة .عن أبي هريرة . قال : قال r( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنــة ، في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم . رابعاً : من أسباب المغفرة .قال r ( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق ، فأخره فشكر الله له ، فغفر له ) متفق عليه . 10- يربي في النفس التواضع حيث يحمل المسلم متاع أخيه ويحمله على دابته ويميط الأذى، فهذا كله يطرد الكبر من القلب. 11- ينبغي للإنسان أن يستغل أمور حياته الاعتيادية ليكسب من ورائها صدقات، فمن ضروريات الحياة أن يخالط الإنسان غيره، و يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويبذل السلام ويميط الأذى ويعين المسلمين ويعطي الكلمة الطيبة فكل ذلك يكتبه الله له. 11- الإسلام يعود المسلم على المسؤولية عن كل ما يكون حوله فهو مسؤول عن أخيه المسلم وحاجاته ومسؤول عن الطريق فيميط ما فيه من اذى، ومسؤول عن المتخاصمين فيسعى للإصلاح بينهم فالإسلام لا يربي الناس على الأنانية وحب الذات فقط. 12-فضيلة العدل بين الناس . والعدل له فضائل : أولاً : أن الله أمر به .فقال تعالى} إن الله يأمر بالعدل والإحسان .... {. ثانياً : أن الله يحب أهله .قال سبحانه } وأقسطوا إن الله يحب المقسطين { . ثالثاً : على منابر من نور .قال r ( إن المقسطين عند الله على منابر من نور الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ) رواه مسلم . رابعاً : في ظل الله يوم القيامة .قال r( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ... ) متفق عليه . 13-فضيلة الصلح بين الناس ، قال تعالى} واتقوا الله وأصلحــوا ذات بينكم {وقال تعالى} وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلــوا فأصلحــوا بينهمـا { . وأنه من أعظم الأعمال . قال r( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قالوا : بلى ؟ قال : إصلاح ذات البين ) رواه أحمد .وعن سهل بن سعد . ( أن أهل قباء اقتتلــوا حتى تراموا بالحجارة ، فأخبر رسول الله r بذلك فقال : اذهبــوا بنا نصلح بينهــم ) رواه البخاري .

من أقوال السلف :


قال أنس : من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمــة عتق رقبــة .


وقال أبو أمامة : امش ميلاً وعد مريضاً ، وامش ميلين وزر أخاً في الله ، وامش ثلاثة أميال وأصلح بين اثنين .


وقال بعض العلماء : من أراد فضل العابدين فليصلح بين الناس ، ولا يوقع بينهم العداوة والبغضاء .


14-فضل المشي إلى المساجد ، ففي كل خطوة صدقة .والمشي إلى المساجد فضله عظيم .


أولاً : أن كل خطوة إلى المسجد صدقة .كما في حديث الباب .


ثانياً : أنه من أسباب محو الخطايا .قال r ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قالوا : بلى ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ) رواه مسلم .


ثالثاً : أن كل خطوة تمحو سيئة وأخرى تكتب حسنة .


قال r ( من راح إلى مسجد الجماعة فخطوة تمحو سيئة ، وخطوة تكتب له حسنة ) رواه النسائي .


وفي رواية ( فرجل تكتب له حسنة ، ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع ) .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لاإله إلا أنت نستغفرك ونتوب اليك

إن أصبت فمن فضل الله وحده

وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
والحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هداناالله
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم

ولاتجعل لأحد شيئا منه سواك



[1]عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل..." أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف (1007)
[2]أخرجه ابن ماجه- كتاب: الأحكام، باب: من بنى في حقه ما يضر بجاره، (2340). والإمام أحمد – ج1/ص313،(2867).
[3]أخرجه أبو داود – كتاب: التطوع، باب: صلاة الضحى، (1285).
[4]أخرجه البخاري- كتاب: بدء الخلق، صفة الشمس والقمر (بحسبان)، (3199). ومسلم – كتاب: الإيمان، باب: الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان، (159)،(251)

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.87 كيلو بايت... تم توفير 2.37 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]