سحر صلاة العشاء في رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858911 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393274 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215637 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-03-2024, 10:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي سحر صلاة العشاء في رمضان





سحر صلاة العشاء في رمضان

منال محمد أبو العزائم




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
فإن رمضان شهر المغفرة والرحمة، وفيه تشمر السواعد للعبادة ويرتبط المؤمن بالقرآن والصلاة ويزيد إيمانه بالصيام. وفيه تصفد الشياطين فتخلي بين العباد وربهم، فينطلقوا في الطاعة بكل أنواعها. وفي كل ليلة يؤذن المؤذن لصلاة العشاء؛ فينزل سحر جمالها على الكون في كل مكان. وتهتز قلوب الناس لروعة الآذان وتصغى آذانهم له. فتجد المساجد تكتظ بالمصلين، وترتج بالقرآن. وحتى من لا يدخل المسجد طيلة العام تجده في ذلك الشهر الفضيل مداوم على صلاة العشاء والتراويح. وتجد النساء والكبار والضعفاء وكل الناس ساعين إلى الله في طرقات المساجد ... لم يوقفهم عجز ولا مرض ولا خوف. قلوبهم متوجهة إلى الرحمن وخطواتهم متسارعة في مرضاته، كأن لسان حالهم يقول "يا ربنا ها نحن تركنا دنيانا وملذاتنا وأهواءنا وألعابنا وجئناك مسرعين نقف ببابك طالبين سماحك وعفوك، يا ربنا ارحمنا وتب علينا، يا رب ارض عنا وارضينا، يا ربنا ظلمنا أنفسنا وجئناك لتسامحنا وتزكينا وتغفر لنا ذنوبنا صغيرها وكبيرها، يا ربنا ارحم ضعيفنا ومبتلانا وموتانا برحمتك، يا ربنا ... يا ربنا ...".
ويتلاقى الناس في فناء المساجد يتسالمون ويبتهجون برؤية بعضهم البعض. وكأنهم في جنة الفردوس تحفهم ملائكة الرحمة وتصب عليهم من رحيق الجنة أنفاس معطرة بذكر الله. ثم تقام الصلاة فيصمتون ويصطفون سريعا كأنهم في عرض استعراضي، كلٌ قد سارع ليسد ثغرة فيه. فتملأ صفوف المصلين المساجد ثم تتدفق على الطرقات والشوارع من كثرتها؛ فلم تترك منها مكان ولا زاوية إلا وبه عبد من عباد الرحمن ... واقف ممتثلاً لله ومنصتاً لتلاوة الإمام العطرة التي خشع لها قلبه وسكن لها وجدانه. وإذا نظرت من أعالي المباني المجاورة ترى الصفوف مرصوصة وكأنها نسج مغزول لثوبٍ ثمين من الصوف، التفت صفوفه حول المسجد وسكنت خيوطه كلٌ في مكانها الصحيح. ويغطي كل ذلك زُرقة السماء الصافية وتنعكس عليها أنوار المآذن البيضاء، ويهب عليها النسيم العليل والهواء البارد. فيا له من منظر بديع تدمع له العيون وتدق له القلوب وتشتاق لربها.
وتبدأ الصلاة فيسكن الجميع ويعم الصمت سوى تلاوة الإمام العذبة بصوته الشجي. فيطرب المصلين بآيات الرحمن البينة والتي خالجت معانيها قلوبهم. ولا عجب، فقد قال الحبيب المصطفى عندما سمع قراءة أبي موسى الأشعري: (لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود)[1]. وقال: «(ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به)» [2]. ويتأثر المصلون بتلك التلاوات العطرة والآيات الكريمة. فترى منهم من يذرف الدموع حتى تبل لحيته، ومنهم من يحمر وجهه، ومنهم من يجهش بالبكاء حزناً على ما فات. ويتذكرون قول ربنا: (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)[3]. إنه بكاء المقصرين ندما على التفريط في طاعة الله. وكأن لسان حالهم يقول يا حسرتاه على نوم الليالي، يا حسرتاه على ترك النافلة، يا حسرتاه على قلة التلاوة، يا حسرتاه على هجران المساجد، ويا حسرتاه ... إنها حسرات متتابعة وعبرات كثيرة تملأ قلوب الراجعين إلى الله في رمضان، ومن يتذكرون فيه الإسلام؛ فيصومون ويقومون بعد طول سبات. نسأل الله تعالى لنا ولهم الثبات في الدين.
ونسأله تعالى أن يديم علينا نعمة رمضان، ويعيده علينا أعواما وأعوام؛ نستمتع فيها بالصلاة والقيام. وكل عام وأمة محمد جميعا بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[1] صححه الألباني في صحيح النسائي (1018).

[2] البخاري 7527.

[3] الزمر 56.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.42 كيلو بايت... تم توفير 1.65 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]