طريق الوصول إلى قرب الرسول (الفصل الثاني) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السلفية منهج الإسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وإفساد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2 )           »          القذف أنواعه وشروطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 55 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 15838 )           »          الضلع أعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 626 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 30 )           »          القاعدة الأوفى في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          العلم والعدل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أعظم مذمة في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-12-2005, 11:08 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي طريق الوصول إلى قرب الرسول (الفصل الثاني)



بسم الله الرحمن الرحيم

(الفصل الثاني)

{الأدب مع الرسول}

كان من الطبيعي ومن الضروري علينا عندما نُذَكر أنفسنا بالأخلاق الحميدة .وضرورة الإلتزام بها وعرفنا أن المصدر الذي يمكننا من خلاله التعرف على هذه الأخلاق هي الشريعة الإسلامية .كان من الترتيب المنطقي بعد أن ذكرنا نبذة بسيطة عن كيفية معاملة العبد مع خالقه العظيم أن نذكر أيضاً نبذة عن أخلاقنا مع الرسل بصفة عامة وخاتم رسل الله (محمد بن عبد الله) صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة وهذا الترتيب طبيعي و واجب كما أن للشهادة ترتيب واضح ومنطقي .تقول{لا إله إلا الله محمد رسول الله}و إلتزامنا بهذه الشهادة يلزمنا بأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم .وإلتزام حسن الخلق معه ومع سيرته العطرة التي يجب أن نعيش فيها ومعها كل لحظه من حياتنا.

*ومن هذا المنطلق كان يجب علينا أولاً أن نذكر ما هي أهمية الرسول إلى الناس وما هو الفضل الذي جعله الله عز وجل للرسل وبما فضل الله عز وجل الرسل عامة وخاتم الرسل {محمد} صلى الله عليه وسلم خاصة حتى نستطيع أن نستشعر أهمية الموضوع الذي نتكلم بصدده في هذه الأوراق القليلة ..والله المستعان .

*أهمية الرسل بالنسبة للناس :إن للرسل عليهم السلام أهمية كبيرة للناس في دنياهم وأُخراهم .وذلك أنهم يصفون للناس المنهاج السليم الذي يستطيع الناس من خلاله معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع بعضهم البعض في جميع أنواع التعاملات حتى يكونوا سعداء في دنياهم. ويوضحوا لهم جميع الأمراض التي تصيب الناس والأمم و تأدي إلى هلاكهم في الدنيا وتنازعهم فيها والإضرابات الناتجة عن وسوسة الشيطان لهم ليضلهم عن السبيل الصحيح كما وضح لنا الله عز وجل{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }.الحديد .ففي بعثة الأنبياء صلاح الناس في دنياهم التي يعيشون فيها فترة محدودة.

.وللأنبياء والرسل الأهمية البالغة للناس في صلاح أخراهم ونجاتهم من الهلاك في الآخرة وليكونوا سبب في دخول المؤمنين الذين إتّبعوهم الجنة بإذن الله تعالى وقد بين الله عز وجل مهمة الرسل والأنبياء التي بعثهم من أجلها حيث قال عز وجل في كتابه الكريم{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } .النمل .وقد وصف الله عز وجل وظيفة الرسل في كثير من آيات القرآن حيث قال تعالى { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً(165) }. النساء.وهكذا قد بين لنا الله عز وجل في كتابه أنه بعث الرسل لكي يرشدوا الناس إلى عبادة الله وحده وأن يجتنبوا كل ما سواه من معبودات عُبدت بالباطل والظلم والعدوان وأن يُنذروا الناس أن مَن لم يقبل بهذا الأمر فإن له سوء العذاب في الدنيا والآخرة وأن من يتبع الرسل والوحي الذي أنزل عليهم فإنه من أصحاب النعيم المقيم في الآخرة ومن أصحاب الصلاح في الدنيا حيث قال تعالى{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمْ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْ الْمُفْلِحِينَ (67)}.القصص . ومن هنا يجب أن نعلم أن كل إعتقاد أو عمل من الأعمال من عباده أو توجه يجب أن يصرف لله وحده لا لغيره و هذا ما جاء به الأنبياء والرسل الإيمان التام بأنه {لا إله إلا الله وحده لا شريك له}

*أوصاف الأنبياء (الخلقية). إن الله عز وجل قد خلق آدم عليه السلام من تراب.حيث قال تعالى{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)}. آل عمران.

وآدم هو أول الرسل والأنبياء وجميع البشر من ذرية آدم عليه السلام ومن هؤلاء البشر الرسل والأنبياء عليهم السلام فإن الرسل والأنبياء من نفس خِلقة آدم آي من تراب فلا تفضيل بينهم وبين باقي البشر في هذه الصفة ومقوماتها مثل الأكل والشرب وغيره من الأعمال الحيوية للبشر حيث قال تعالى{ وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20) }.آل عمران.

*أوصاف والرسل الخُلُُقية.وفي هذا النوع من الصفات إختلفت الرسل والأنبياء عن عموم الناس وذلك لأن الله عز وجل قد اختار واصطفى من الناس مَن هم أفضلهم خُلقاً علي الإطلاق حيث قال تعالى { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنْ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75) }.الحج.

والاصطفاء هو الاختيار والصفوة هم الأفضل .ولما كانت المهمة التي من أجلها بعث الله الرسل والأنبياء مهمة عظيمة وجليلة لذلك كان من حكمته عز وجل أن يختار من هم أهل لهذه المهمة .فكان الأنبياء والرسل هم افضل الناس خُلقا على الإطلاق بل كان منهم من هو افضل الناس هيأتاً مثل سيدنا يوسف عليه السلام كان جميلاً جداً لدرجة أن النساء قطعن أيديهم لما رأينه وأكبرنه.عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام .وقد مدح الله عز وجل في نبينا عليه الصلاة والسلام خلقه حيث قال تعالى{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) }.القلم . بل إن أهل قريش قد وصفوا الرسول بالصادق الأمين وكانوا يرضونه حكماً بينهم كما في حادثة وضع الحجر الأسود .وإن حسن الخلق قد إجتمع فيه الناس ولكن أفضل الناس خلقاً هم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

*صفة الوحي:لقد وضح لنا الله عز وجل أنه لا يطلع علي غيبه أحد بالجملة.أي ليس لأحد أن يحوي علم الله سبحانه وتعالى ولم يُخلق الإنسان من أجل هذا المقصد .ولما أراد الله عز وجل أن يبعث للناس رسلا ًمبشرين ومنذرين كان من حكمته سبحانه وتعالى أن يعلمهم ما يريد أن يبشر المؤمنين به وما يريد أن ينذر غيرهم عنه وإن كان ذلك من علم الغيب إلا إنه كان من حكمته إعلام الناس بهذه الأمور الغيبية حتى يؤمنوا بها .وقد بين لنا الله عز وجل لنا ذلك حيث قال تعالى{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28) }.الجن. وقد وضح لنا الرسول في كثير من المواقف أنه ليس للإنسان قدرة على علم الغيب ولا هو صلى الله عليه وسلم وأنه صلى الله عليه وسلم كان يُخبَر بوحي من عند الله عز وجل ليبلغه للناس بإذن ربه حيث قال صلى الله عليه وسلم( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله تعالى : لا يعلم أحد ما يكون في غد إلا الله تعالى و لا يعلم أحد ما يكون في الأرحام إلا الله تعالى و لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى و لا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله تعالى و لا يدري أحد متى يجيء المطر إلا الله تعالى . ‌(الجامع الصحيح ) وأيضاً الحديث. (عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ وَهُوَ يَقُولُ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ فَقَدْ كَذَبَ وَهُوَ يَقُولُ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) .أخرجه الإمام مسلم. .وهذه هي عقيدة من يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.

**صفات الرسول الكريم( محمد بن عبد الله) صلى الله عليه وسلم :لقد حبا الله عز وجل نبينا قبل البعثة بصفات عديدة لم تكن في كثير من الناس في ذلك الزمان وهي الصدق والأمانة وحسن الخلق حتى إن أهل الكفر قبل البعثة كانوا يصفوه بالصادق الأمين حتى زوجته الأولى خديجه رضي الله عنها قد ظهرت لها هذه الصفات قبل أن تتزوجه عندما كان يشتغل في تجارتها وكانت هذه الصفات سببا في سعيها رضى الله عنها للزواج منه صلى الله عليه وسلم.بل كان كل من يعيش معه يستبشر به.فكان عمه يأخذه في سفره للتجارة رغم صغر سنه وكان رغم صغر سنه ذا عقل راجح وفطن ورحيم حيث روى عنه أنه كان لا يجلس إلى الطعام مع أولاد عمه أبوا طالب وهم يأكلون لأنهم كانوا كثير وكان يخاف أن يشاركهم في الأكل فلا يكفيهم وكان ذلك ملحوظاً فيه صلى الله عليه وسلم.

*صفاته بعد البعثة :لقد حبا الله عز وجل الرسول برسالة الرحمة فكان الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين.حيث قال تعال{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} الأنبياء.

حتى أنه رحيما مع أهل الكفر وكان يخشى عليهم العذاب وكان قلبه يحزن عليهم من العذاب الذي ينتظرهم إن لم يؤمنوا بما أنُزل عليه.قال تعالى{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) }.الكهف. وكان يفرح بدخول أحدهم في الإسلام فرحا شديدا ولو كان من ألد الأعداء.حيث روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه عاد مريضاً من أهل الكتاب وكان شابا فقال له قل (لا إله إلا الله)فنظر الولد لأبيه فقال له أبوه أطع أبا القاسم فقالها الولد فخرج من عنده متهللا وقال الحمد لله الذي أنقذه بي من النار .أخرجه البخاري.

*وكان صلى الله عليه وسلم ليناً في أفعاله وأقواله حتى أن الصحابي أنس بن مالك رضى الله عنه وكان خادم الرسول صلى الله عليه وسلم روى عنه (أنه لم يكن يقول له لشيء فعله لما فعلته أو لشيء لم يفعله لما لم تفعله) وهذا في الأمور التي كان يخدمه فيها أنس رضى الله عنه وأرضاه.وقال الله تعالى{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) }.آل عمران.وهذا بيان من الله تعلى له أنه وهبه اللين والرحمة من أجل إنتشار هذه الدعوة بين الناس .وإن من رحمته أنه كان ينهى عن تعذيب الحيوان ولا حتى أن تلعنها كما في الحديث أنه (َأُسِرَتْ امْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَأُصِيبَتْ الْعَضْبَاءُ فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ فِي الْوَثَاقِ وَكَانَ الْقَوْمُ يُرِيحُونَ نَعَمَهُمْ بَيْنَ يَدَيْ بُيُوتِهِمْ فَانْفَلَتَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ الْوَثَاقِ فَأَتَتْ الْإِبِلَ فَجَعَلَتْ إِذَا دَنَتْ مِنْ الْبَعِيرِ رَغَا فَتَتْرُكُهُ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْعَضْبَاءِ فَلَمْ تَرْغُ قَالَ وَنَاقَةٌ مُنَوَّقَةٌ فَقَعَدَتْ فِي عَجُزِهَا ثُمَّ زَجَرَتْهَا فَانْطَلَقَتْ وَنَذِرُوا بِهَا فَطَلَبُوهَا فَأَعْجَزَتْهُمْ قَالَ وَنَذَرَتْ لِلَّهِ إِنْ نَجَّاهَا اللَّهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا فَلَمَّا قَدِمَتْ الْمَدِينَةَ رَآهَا النَّاسُ فَقَالُوا الْعَضْبَاءُ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّهَا نَذَرَتْ إِنْ نَجَّاهَا اللَّهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ بِئْسَمَا جَزَتْهَا نَذَرَتْ لِلَّهِ إِنْ نَجَّاهَا اللَّهُ عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةٍ وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِك(ُ.أخرجه مسلم .وروى عنه أن الجارية الصغيرة كانت تأخذ بيده وتطوف به المدينة ولا ينزع منها يده صلى الله عليه وسلم وكان يلقي السلام على الصغار.وكان يدخل في الصلاة ويريد أن يطيل فيسمع بكاء الطفل فيخفف رحمة بأمه من بكاء صغيرها هو بحق رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.

وكان من خلق النبي صلى الله عليه وسلم التواضع .وكان مما يدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل دعوة من دعاه حتى ولو كان غير مسلم وذلك ليدعوه إلى الإسلام ولو كان فقير مثل اليهودي الذي دعاه إلى شيء من دهن (سنخ)أي قديم فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم .وكان من تواضعه وحسن خلقه مع أهل بيته أنه إذا وضع أمامه طعام لا يرغبه لم يأكله ولا يلوم أهله ولا ينهرهم.

*خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في مشاورة أصحابه :أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بمشاورة أصحابه في الأمور التي لم يفصل الله عز وجل بالوحي فيها .قال تعالى{وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ }.آل عمران.ولقد نزل الرسول على رأى أصحابه في غزوة أحد في الخروج للمشركين خارج المدينة ولم يكن هذا الرأي ما كان يراه و رغم أنه رأى رُأيه لم تسره صلى الله عليه وسلم بقتل بعض أصحابه وآل بيته في هذه المعركة .فكان من أهم الأخلاق التي وجه الرسول إليها هي المشورة وعدم إجبار الناس على ما يكرهوه ما لم يحكم الله في هذا الأمر بشيء وكان الرسول ينزل على رأى أصحابه في الكثير من المواقع كما في غزوة بدر .

*خلق الرسول مع أهل بيته :كان رحيم معهم ولا يكلفهم مالا يطيقون وكان يعدل بينهم وكان يعامل كل منهم على حسب شخصيته فكان يعامل السيدة عائشة بصبر على غيرتها الشديدة عليه صلى الله عليه وسلم بل إنه كان يراعي صغر سن السيدة عائشة فكان يلاعبها ويسابقها أحيانا ويُدخل عليها من هم في سنها من الجواري لتلعب معهم وكان يشاور زوجاته في الأمور التي كان يحتاج فيها إلى المشورة كما في حادثة الحديبيه حين غضب الصحابة عندما منعهم المشركين من الحج ورفضوا أن يخرجوا من إحرامهم فغضب الرسول فأشارت عليه زوجته السيدة ( أم سلمة رضي الله عنها ) أن يدعوا الحلاق ليحلق له ويذبح الهدي فإذا رأوه الصحابة تتابعوا في الإقتداء به فنجوا جميعا بهذه المشورة .وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول(خياركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).رواه بن ماجه في سننه.

*كان من خلق الرسول الصبر على المحن والأذى في سبيل الله عز وجل لتبليغ هذا الدين للناس. فقد أُذي الرسول صلى الله عليه وسلم أذاً شديداً في سبيل الله عز وجل فقد وصفه المشركين بالكاذب والمجنون بعد ما كانوا يصفوه بالصادق الأمين بل إن أهل الطائف رموه بالحجارة حتى أدموا قدماه صلى الله عليه وسلم وكانت زوجة أبو لهب تضع الشوك في طريقه .وأصيب في غزوة أحد من غراء مخالفة بعض أصحابه لأمره لدرجة أن الصحابة ظنوا أنه قتل في المعركة و حاولت يهودية أن تسمه حين دعته إلى الطعام .وحاولوا أن يسحروه فشفاه الله ورغم ذلك لم يرجع عن دعوته ولم تفتر همته ولم يقبل المساومة في دين الله وكانت له قولته المشهورة التي قالها حين قامت قريش بمساومته على أن يملكوه عليهم ويترك ما يدعوا إليه إلا أنه رفض وقال لهم(لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين ما تركته حتى يظهره الله أو أهل دونه)صلى الله عليه وسلم.

وإن الأوراق لا تكفي إذا أردنا أن نحصي مناقب الرسول الكريم وإن الأيدي قد أصابها التعب ولذلك قدمنا نبذه من خلق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وسوف نتعرض لخلقنا نحن كمسلمين ومتبعين للرسول في السطور القادمة إن شاء الله فهذا هو لب الموضوع الذي أردنا أن نتكلم فيه في هذه الورقات . عسى الله أن ينفعنا بها.

***يتلخص الكلام عن كيفية التخلق بالخلق الحسن مع الرسول عليه الصلاة والسلام في حُسن الإتباع للوحي الذي أنزل عليه صلى الله عليه وسلم من قبل الله تعالى وهو القرأن والسنة الصحيحة .وعند البدء في هذا الموضوع يجب أن نضع في أذهاننا شيء أخبرنا به الله عز وجل .أن هذا الوحي لم يترك للناس شيء من أمور الدين والدنيا إلا وأخبرنا به ونبه عليه ووضح لنا كيفية التعامل مع أي شيء يقبل علينا.حيث قال تعالى{ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ }.الأنعام .و وضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن في سنته وهديه النجاة من كل ضلال فقال صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبى كتاب الله وسنتي)وقال(إن أفضل الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد....)والواضح من هذه الأحاديث أنه لا سبيل لرضوان الله عز وجل ولا إلا جنته إلا بإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسوف نتعرض إن شاء الله إلى كيفية إتباع هديه صلى الله عليه وسلم وكيفية التأدب معه صلى الله عليه وسلم.

*في البداية إن الناس درجات وكل إنسان له قدر وكان من الواجب علينا أن نعطي كل ذي قدر قدره .فلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم كما أخبر كان يجب علينا ألا ندعوه كدعاء بعضنا البعض أو أن نتكلم عليه كما نتكلم عن أي شخص أخر فقد أمرنا بهذا الله عز وجل في كتابه الكريم حيث قال { لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً }.النور.وحين نذكر اسمه صلى الله عليه وسلم يجب علينا أن نصلي عليه وقد أمرنا الله عز وجل بهذا حيث قال { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56)}.الأحزاب .وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن البخيل من ذكر عنده الرسول ولم يصلي عليه.ولذلك جعل الله في الصلاة على الرسول ثواب كبير كما أخبر صلى الله عليه وسلم حيث قال (من صلى على مرة صلى الله عليه عشرا) وقال( من صلى على حين يصبح عشرا و حين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة) وقد قال صلى اله عليه وسلم ( أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة و ليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا )

**ومن الأدلة على حب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن حسن الخلق معه أنه إذا قال شيء وحدث بحديث وقد ثبت عنه أن تتبع قول الرسول ولو خالف المخالفون ولو كانوا أصحاب قدر بين الناس لأنه لا يوجد في هذه الأمة إلا رسول واحد ونحن مأمورين بإتباعه صلى الله عليه وسلم.

*يجب علينا أن نتبع هدي الرسول في كل شيء ولا نتبع خطوات الشيطان إذا أراد أن يقول لنا أنه في وقت من الأوقات أو ظرف من الظروف أنه من الأفضل ترك سنة الرسول وأن الخير سوف يكون في ذلك .وترك سُنة الرسول وإن ظن بعض الذين لا يعقلون أنه من الممكن أن يكون فيه الخير إلا أنه فيه الشر كل الشر لأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم كما أخبرنا وأن إعتقادك في غير ذلك تكذيبا للرسول الكريم ‌ صلى الله عليه وسلم .......(تابع بقية الفصل)

__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-12-2005, 11:13 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي طريق الوصول إلى قرب الرسول(تابع الفصل الثاني)

.....(باقي الفصل الثاني)
*عدم مخالفة أمرالرسول في القليل ولا الكثير وذلك أمر من الله عز وجل حيث قال تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) }. محمد .وحذرنا الله عز وجل من نتيجة المخالفة فقال تعالى{ فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)}.الحشر.
*أوجب علينا الله عز وجل حب الرسول صلى الله عليه وسلم و وضح لنا الدليل على محبته وكيفيتها.فقال تعالى{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)} . آل عمران.وقال صلى الله عليه وسلم(والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده والناس أجمعين).متفق عليه.

*إن من أكبر الواجبات على المسلم أن يتبع أوامر الرسول التي أمره الله بها وأن نتحاكم بها فيما بيننا لأن الله قد حكمه وجعله إماماً وحكماً حيث قال تعالى{ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ } الأنبياء.وقال تعالى{ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً(65)} النساء .فقد جعل الله شرط الإيمان أن نتحاكم بحكم الرسول ودليل هذا الإيمان أن ترضى بهذا الحكم رضاً ليس فيه ضيق ولا غضب لأن حكم الله الذي أنزله على رسوله فيه الخير وما سواه شر عظيم فإن وجدت في نفسك أخي المسلم الرضا بما حكم الله عز وجل ورسوله فعلم أن ذلك من الإيمان وإن وجدت الضيق فحذر وتب إلى الله عز وجل ولأننا معشر المسلمين ليست كل أمانينا في هذه الدنيا فهي ليست دار القرار وأننا نرجو اليوم الأخر فكان لزاما علينا أن نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم.قال تعالى{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)}. الأحزاب.

*ومن الأدب مع الرسول أن نتخلق بأخلاقه مع الناس في معاملاتنا معهم وفي معاشراتنا لهم وسوف نخصص لكل نوع من هؤلاء الناس فصل خاص إن شاء الله تعالى .

*إن من أفضل الخلق التي يجب علينا أن نتخلق بها مع الرسول هي الدعوة إلى ما كان يدعوا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وحمل أمانة هذا الدين العظيم وحمل أمانة تبليغه للناس في كل مكان لنقيم دين الله في أرض الله عز وجل فقال تعالى{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108)} يوسف.وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني عباد الله بلغوا عني يرحمكم الله بلغوا عني ولو آية) فإن تبليغ دين الله عز وجل هو أعظم درجات حب الله عز وجل ورسوله الكريم وهو أعظم درجات السمو بالنفس البشرية وهو أعظم درجات العلم و يجب أن نعمل جميعاً في نشر دين الله بكل ما أوتينا من طاقه حتى نفوز بالخير العظيم في الدنيا والآخرة حيث قال تعالى { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }. آل عمران.

*من الأدب مع الرسول أن نتعلم ديننا الذي أُرسل به حتى نستطيع تطبيقه في الدنيا لننتفع به ونبذل الجهد في تعلم هذا الدين الحنيف حتى نستطيع إتباع هديه صلى الله عليه وسلم ونستطيع أن نحل ما يواجهنا من مشكلات وعثرات في طريقنا وقد أوضح لنا الله عز وجل في كتابه أن أفضل الناس وأكثرهم تقوى وخشية من الله عز وجل هم العلماء حيث قال تعالى{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) }. فاطر.وأن من الذين يشهدوا له سبحانه وتعالى بأنه الإله الحق هم العلماء لأنهم أعرف الناس بربهم .حيث قال تعالى{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) }. آل عمران.وقال صلى الله عليه وسلم (طلب العلم فريضة على كل مسلم ).وبين لنا فضل طلب العلم (وأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب) وأنه في سبيل الله حتى يرجع .كالمجاهد ...أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علما إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى اللهم على سيدنا محمد ومن تبعه إلى يوم الدين...
__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-12-2005, 11:18 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي طريق الوصول إلى قرب الرسول(تابع الفصل الثالث)

بسم الله الرحمن الرحيم

(الفصل الثالث)

{الأدب مع ولاة الأمور}

الأدب خلق يتخلق به الناس مع بعضهم البعض ومن حكمة الله عز وجل أن جعل الناس درجات ولذلك كان للتعامل مع كل طائفة أو درجة من هؤلاء الناس نوع من التعامل ودرجة من الخلقكما .قال تعالى { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (16)}.سورة الأنعام .ولما كان الرسل والأنبياء هم أعلى الناس درجة ومرتبة بدأنا بالكلام عن الأدب معهم في الفصل السابق .ويليهم في الدرجة والأهمية ولات الأمور وأعني بهذه الكلمة معناها الخاص والعام كما سنوضحه إن شاء الله تعالى في هذا الفصل.

إن ولي الأمر بمعناه العام هو كل من تولى أمر مجموعة من الناس وأصبح مسؤول عنهم أمام الله وأمام الناس وإن إختلفت درجة هذه المسؤولية كالمسؤول عن حياة شخص في جميع شؤونه أو في بعض شؤونه .ويجب أن نعلم أننا بصدد موضوع هام جداً بالنسبة الفرد والمجتمع والأمة ولذلك وضح الله عز وجل في كتابه العزيز هذا الموضوع في آيات تكلم فيها عن ولات الأمور وطاعتهم .وعنا الرسول صلى الله عليه وسلم إعتناءً كبيراً بهذه القضية الهامة وعلى ذلك سوف نحاول تفصيل هذه المسألة إن شاء الله تعالى.

*قبل أن نتكلم عن طاعة ولات الأمور يجب أن ندرك أن الإنسان خلقه الله جل وعلا حرٌ بين الناس عبدٌ لله وحده لا شريك له وكانت طاعة ولات الأمور صورة من صور هذه العبودية التي أمرنا الله عز وجل بها حيث أن طاعة أي مخلوق يجب أن يكون مصدرها طاعة الله عز وجل .فإن أمر المخلوق بمعصية الخالق فلا طاعة ولا إتباع وهذا هو شرط أساسي في طاعة ولات الأمور وغيرهم على إختلاف مسؤولياتهم ودرجاتهم بين الناس .و وضح جل وعلا هذا الشرط في قوله{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}.سورة النساء .فجعل الله عز وجل طاعة أٌولي الأمر مرجعها إلي طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.وقال صلى الله عليه وسلم(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) (صحيح): 7520 في صحيح الجامع..ولأهمية هذا الشرط جعل الحل في حالة إختلاف الناس أن يعودوا فيما إختلفوا فيه إلى أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذه أُسس يجب أن يفطن الناس إليها ولا ينسوها لأن عدم الأخذ بهذه الأسس فيه الوبال العظيم وقد بين الله عز وجل لنا ذلك في الأمم السابقة أن سبب هلاكهم هو طاعتهم لكبرائهم وعظمائهم بدون متابعت أمر الله ورسوله فأهلكهم الله عز وجل وأدخلهم النار بهذه الطاعة العمياء كما يسميها البعض.حيث قال تعالى{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ }. سورة الأحزاب.وقال تعالى{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ }.سورة الزخرف.

*إن أولى الناس بالطاعة هم ولات أمور المسلمين الذين يعملون لمصلحة المسلمين وإن من أشد الضرر على الناس وعلى الأمة كلها إختلاف الناس على ولات أمورهم ومخالفتهم مما يأدى إلى إثارة الفتن والتشتت بين الناس وتحل الفوضى وتتفكك الأمة ويصبح سعيهم شتى فتنهار الأمة وتضيع قوتها و في ذلك آيات كثيرة من واقع الأمم السابقة وأمنتا أيضاً .ولنا في غزوت أحد عبرة وعظة لمن كان له عقل (فإن مخالفة بعض الصحابة لأمر من أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم أدى إلى إنهزام جيش المسلمين بعد أن كان منتصراً تأديباً لهم وتعليماً لمن يأتي من بعدهم) وما إنهارت هذه الأمة إلا من بعد أن شاعت الفتن ولم يكن للأمة قائد يقودها نحو التقدم والتمسك بدين الله غز وجل فضاعت همم الناس وتفرقوا ونالهم من الهوان ما نالهم.

*والطاعة تجب لكل مَن ولي أمر من أمور المسلمين ومَن وَكل له ولي الأمر هذا العمل وقد أعطي الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك الأمثلة كما وراد عنه في حديث أبو هريرة(َ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي)رواه البخاري.لأن هؤلاء يعملون في مصالح المسلمين و في صالح العباد والبلاد إن كانوا أهل دين…

*ومن ولات الأمور علماء المسلمين: إن للعلماء المخلصين العاملين بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم شأن كبير في هذا الدين العظيم وفي هذه الشريعة المباركة ولقد كرم الله عز وجل العلماء أعظم تكريم في كتابه العزيز.حيث قال تعالى{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}سورة آل عمران.وضح الله غزوجل لنا أن العلماء هم الذين يشهدون بأنه (لا إله إلا الله) حق الشهادة وذلكبما آتاهم الله عز وجل من علم يتعرفون به على خالقهم وعلى صفاتة الجليلة العظيمة فهم يعبدون الله عز وجل على علم بقدره وقدرته سبحانه وتعالى و وصفهم أنهم يقومون بالقسط بين الناس أي بالعدل الذي عرفوه من شرعية الله غز وجل .وهم أشد الناس خشية لله جل وعلى حيث قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنمَّا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }.سورة فاطر.فالعلماء هم مصابيح الأمة وقادتها وهم أهل الثقة لذلك كان على الأمة أن تبحث عن هؤلاء العلماء الثقات الذين لا يأخذهم في الله لومة لائم والذين لا يحيدون عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم طرفة عين فهم العلماء الربانيون ومن صفاتهم أنهم عالمون عاملون يجمعون بين العلم والعمل فهؤلاء يجب أن تسير الأمة ورائهم فهم أهل لذلك.فهم ورثة الأنبياء وطاعتهم واجبة وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبي داود(من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض و الحيتان في جوف الماء و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر): 6297 في صحيح الجامع.‌

.ومن الخلق مع العلماء أن نتعلم منهم ونعاملهم بأحسن الأخلاق وأطيبها كأننا نعامل ورثة النبي صلى الله عليه وسلم..

*وأيضا من الأدب مع العلماء أن نتعلم أدب الخلاف في المسائل الشرعية وليس كلما إختلف عالمان في مسألة إفترقنا أحزاب ينهر بعضنا بعضاً ولنعلم أن الخلاف وارد ولقد إختلف الصحابة الكرام ونحن لسنا أفضل منهم .

.وعدم البحث وراء أخطاء العلماء لنعيب عليهم ونسيئ إليهم بين الناس بدعوة أن العالم الفلاني أخطأ في المسألة الفلانية فليس لأحد العصمة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم .كما أنهم ليسو كغيرهم من الناس فإن العالم إذا أخطأ بدون قصد فهو مأجور من الله عز وجل كما أخبر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم.( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران و إذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد): 493 في صحيح الجامع.‌

.توضيح الأخطاء يجب أن يكون بين العلماء بعضهم وبعض لأنهم أهل لذلك وأكثر فهماً للعلم وأدبه.

-عدم إزاعة الأمور المحدثة التي لا يعرف الشخص مداها ولا أثرها على الناس قبل عرضها علي العلماء وأهل الإختصاص .وقد وضح لنا الله عز وجل ذلك في كتابه الكريم حيث قال تعالى{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }. سورة النساء.

.ويجب أن نعلم أنه ليس كل رأي لعالم يعتبر حجة ويعتبر رأي من الأرآء التي يأخذ بها ويعتد بها في الخلاف فإن من أدب التعامل مع العلماء أن نضع كل منهم في منزلته وعلى هذا تدور المسائل فمثلاً(إذا اتفقوا الصحابة على شئ لا يجب أن نقدم رأي عالم عليهم لأنهم أعلم بالأدلة منا لأنها نزلت فيهم وعليهم)وهكذا فيجب أن ننزل الناس منازلهم وقد أنزل الرسول صلى الله عليه وسلم الناس منازلهم عندما أخبر بأن(خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته .) عن ابن مسعود.: (3295 ) صحيح الجامع.‌و عليه فإن إختلفوا ننزل درجه إلي التابعين ثم الأئمة الأربعة وغيرهم فإن وضحت المسألة وإلا إلى غيرهم حتي نصل إلى حل للمسألة.

*ومن جملة الطاعة لولاة الأمور طاعة أصحاب الأعمال الذين حمَّلوا من يعمل عندهم أمانة في أداء عمل معين مقابل ما يدفعه للعامل أوالموظف

وفي تضيع هذه الأعمال وعدم الإلتزام بها تضييع للأموال وذلك محرم شرعاً وسيحاسب عليه الإنسان يوم القيامة لأنه تضييع لأموال الغير .وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنة) رقم1881السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله. وإتقان العمل من المحافظة على أموال الغير ومَن أضاع أموال الناس فهو إنسان غير أمين.وقال صلى الله عليه وسلم.( أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث وحفظ الأمانة وحسن الخلق وعفة مطعم . ‌) : 873 في صحيح الجامع.‌

و قال صلى الله عليه وسلم(أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) .عن أبي هريرة .: 240 في صحيح الجامع.

*طاعة الوالدين‌ :إن من أهم الناس الذين لهم الطاعة على الإنسان هم والديه ولهم أعلى درجات الطاعة لتلك الأهمية البالغة جعل الله عز وجل لبر الوالدين قدر كبيرمن الوحي من الكتاب والسنة حتى أنها بلغت منتها الطاعة وحسن المعاملة وفي ذلك الحكم الكثيرة ومنها أن الولدين هم سبب وجود الإبن وإحترامهم وطاعتهم يعلمك الوفاء لأنهم سبب في وجودك فمن باب أولى طاعة الخالق جل وعلا .ولنتعرف على مدي إهتمام الشرعة الإسلامية العظيمة بهذه المسألة ومدى هذه الطاعة سنتعرض لآيات القرآءن. حيث قال تعالى{وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنِ وَفِصَالُهُ فِي عَامَينِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المصِيرُ. وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مُرْجُعُكُمْ فَأُنَبِّئَكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }سورة لقمان. فلأهمية بر الوالدين كانت وصية الله عز وجل للإنسان وطاعتهما تصل لأقصى درجة .ومنتهاها كما أوضحت الآية هي أن يجاهداك على الشرك بالله ومع ذلك يجب عليك أن تصاحبهما في الدنيا بالمعروف .والأحاديث في هذا المجال كثرة ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم .عن معاذ بن جبل.( أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ولا تعص والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمدا فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة وإياك والمعصية فإن بالمعصية حل سخط الله وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس وإن أصاب الناس موت فاثبت وأنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله ) رواه أحمد والطبراني في الكبير .

و روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال(الوالد أوسط أبواب الجبة)عن أبي الدرداء (صحيح الترغيب والترهيب)

.بل إن فضل بر الوالدين والقيام على طاعتهما ورعايتهما يعدل فضل الجهاد في سبيل الله كما ورد في الحديث (أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما حي قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما)رواه مسلم رحمه الله.

.ويجب أن يعرف الإنسان أن الشر كل الشر في عقوق الوالدين وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتيجة عقوق الوالدين الجزاء يكون في الدنيا والأخرة حيث قال(اثنان يعجلهما الله في الدنيا البغي وعقوق الوالدين ).: 137 في صحيح الجامع

وقد وضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن عقوق الوالدين من الكبائر حيث قال (أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وشهادة الزور): 1195 في صحيح الجامع.

.ويجب أيضاً طاعة من قام مقام الوالدين إن لم يكونا موجودين كالوصي علي الأولاد مثلاً أو الأخوة والأقارب إن كانوا القائمين علي شؤون الشخص وهذا من باب رد الجميل والشكرعليه.

*ولنا أن نتأمل لمّا كانا الولدين هم سبب لوجود الذرية في الحياه كانت محبتهما وطاعتهما واجبة ويجب أن تعلم أيها الأخ العزيز أن مقدار الحب الذي يحبك إياه أبواك ما هو إلا قطرة أو أقل في محيط حب الله لك وما أحبك والديك إلا لأن الله عز وجل ألقا هذه المحبة منه في قلبيهما رحمةً بك وعطفٌ منه عليك فكان لزاماً علينا أن يكون حب الله جل وعلا في قلوبنا أعظم مما سواه فهو الذي أوجدك ورزقك وألقى عليك محبته ومحبة خلقه (فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)(الهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك).
__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-12-2005, 11:29 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي طريق الوصول إلى قرب الرسول(الفصل الرابع)



بسم الله الرحمن الرحيم

(الفصل الرابع)

{الأدب مع ذوي القربى}

ذوي الأرحام* الزوج والزوجة*الأصدقاء والزملاء*الجيران*كل فرد مسلم*غير المسلمين

*من الأهمية بمكان أن يتعرف الإنسان علي كيفية التعامل الصحيح مع من يعامله من الناس حتى يستطيع التعايش مع من حوله من الناس بأسلوب يعمل علي تسهيل المعاملات بينهم والأكثر أهمية التعرف على الأسلوب الذي تتعامل به مع هم أقرب إليك من غيرهم و مَن تربطك بهم علاقة من نوع خاص فهؤلاء أولى من غيرهم بالرعاية والإهتمام وبحسن المعاملة لما لهم من أهمية خاصة للشخص ولقربهم الدائم من الإنسان ولكثرة التعامل معهم و وجود نوع من الترابط العاطفي الشديد معهم .وسوف نقوم بعمل نوع من التقسيم لمن لهم هذه العلاقة وسوف نبدأ بذوي الأرحام:

*و أولي الأرحام هم أفراد العائلة سواء كانوا من جهة الأب أو الأم وإن علوا وإن نزلوا .وسيأتي في هذا تفصيل.

.وكما بيينا في الفصل السابق أن أعلى المراتب في صلة الرحم هم الولدين وقد وضحنا أن طاعتهما أعلى درجات الطاعة وصلتهما يجب أن تكون بأعلى درجات الصلة وبكل الطرق التي من الممكن أن يصل بها الإبن والديه .ثم يأتي بقية الأقارب بعد ذلك .وكما تعودنا دائماً أن الأساس الذي نبني عليه تصرفاتنا هي شريعتنا الغراء التي في إتباعها الخير كله في الدنيا والآخرة .

*وفي البداية يجب أن نتعرف على أهمية الموضوع الذي نتكلم فيه وما أهميته في ديننا العظيم.فعلم أخي العزيز أن الدين الإسلامي إهتم بصلة الرحم إهتمام عظيم كما وضح لنا الله عز وجل ذلك في كتابة الكريم حيث قال تعالى{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(1)}سورة النساء.حيث أن الله عز وجل أمر بصلة الأرحام بعد تقوى الله عز وجل مباشرتاً و قال تعالى{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (6)} - سورة الأحزاب

.ورغم أن هذه الآية قد نزلت في الميراث كما قال العلماء إلا أنها توضح أن أقرب الناس إلى الإنسان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هم أولى الأرحام ولعل ما ورد في الآيات يوضح أهمية أولى الأرحام كما وضح أيضاً الرسول صلى الله علية وسلم أهمية صلة الرحم كما ورد في الأحاديث. أنه قال صلى الله عليه وسلم( أطب الكلام وأفش السلام وصل الأرحام وصل بالليل والناس نيام ثم ا‌دخل الجنة بسلام) عن أبي هريرة.:1019 في صحيح الجامع‌ .فجعل صلى الله عليه وسلم صلة الأرحام سبباً في دخول الجنة وكان في قصة الصحابة مع النجاشي ملك الحبشة أبلغ الكلام حيث من قول جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي أن من الأشياء الذى جاء بها النبي هي صلة الرحم كما ورد في الحديث ( وكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب عليه السلام قال : أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله عز وجل لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم.. ) فبين أن صلة الرحم من الأسس في هذا الدين.ولكي نعلم مدي أهمية الرحم في خَلق الله عز وجل كما أخبر به النبي عن رب العزة(قال الله تعالى: أنا خلقت الرحم و شققت لها اسماً من إسمي فمن وصلها وصلته و من قطعها قطعته و من بتها بتته).4314( صحيح )صحيح الجامع.وقال صلى الله عليه وسلم(أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله ثم صلة الرحم ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبغض الأعمال إلى الله الإشراك بالله ثم قطيعة الرحم)(حسن)166 في صحيح الجامع.‌

.ومن الفوائد التي لا تحصى من صلة الرحم ما وضحه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال(تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر).عن أبي هريرة.(صحيح)2965 في صحيح الجامع.‌

وقال أيضا عليه الصلاة والسلامً( صدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر وفعل المعروف يقي مصارع السوء(.عن أبي سعيد. 3760 في صحيح الجامع.‌



.وكما قال العلماء بالضد تبين الأشياء فلقد جاء من التحذير والوعيد من قطيعة الرحم ما يدخل الرهب في قلب الإنسان منا من هذا الذنب وما يوضح أن قطيعة الرحم من الأمور العظيمة .فقال تعالى{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (2)}سورة محمد.:فجعل الله عز وجل قطيعة الرحم من الفساد في الأرض فكان جزاء هذا الفساد اللعن والعياذ بالله.

.ولقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم عاقبة هذا الذنب في كثير من الأحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم(ما من ذنب أجدر أن يُعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي و قطيعة الرحم).عن أبي بكر.5704 ( صحيح ) .

وقال أيضاً(ليس شيء أطيع الله تعالى فيه أعجل ثوابا من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقابا من البغي وقطيعة الرحم واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع.)عن أبي هريرة. 5391 في صحيح الجامع. وهي الأرض القفراء التي لا شيء فيها. يريد أن الحالف يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق .وقيل: هو أن يفرق اللّه شمله ويغير عليه ما أولاه من نعمه .

.وعن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) . متفق عليه

.وبهذه المقدمة البسيطة نكون قد عرفنا فضل صلة الرحم في الإسلام وجزاء قاطع الرحم .باقي لنا أن نعرف كيف نصل هذه الأرحام وما هي العقبات التي قد تواجهنا في طريق هذه الطاعة وكيف نواجهها.وذلك ما سنوضحه إنشاء الله تعالى في السطور القادمة.

*أولاً يجب أن نعرف من هم الأرحام التي يجب علينا صلتها وفي هذا قولين للعلماء

-الأول (أن الرحم التي يجب علي الشخص وصلها ويأثم علي تركها هي كل رحم محرم، وهو قول للحنفية، وقول للمالكية، وقول أبي الخطاب من الحنابلة وغيرهم، قالوا: لأن هذا هو الذي ينضبط و قال بعض العلماء: إنما تجب صلة الرحم إذا كان هناك محرمية، وهما: كل شخصين لو كانأحدهما ذكراً والآخر أنثى لم يتناكحا كالآباء والأمهات، والإخوة والأخوات والأجدادوالجدات وإن علوا، والأولاد وأولادهم وإن سفلوا، والأعمام والعمات والأخوالوالخالات، فأما أولاد هؤلاء فليست الصلة بينهم واجبة لجواز المناكحة بينهم،)

والقول الثاني للعلماء هو(كل رحم محرم وغير محرم، وهذا المشهور عند المالكية، ونص عليه أحمد،)وكلُ له دليله.الذي ينضبط به الرأي .وإن كان الرأي الأول هو الأبسط والأسهل في حجم المعاملات إلا أننا يجب أن نتعامل مع كل من كان له أدني قربى بأحسن الأخلاق وبهذا نكون قد جمعنا بين الرأيين إنشاء الله .ولكن قد تختلف الوسائل المستخدمة في التعامل مع الأقارب عليحسب درجة هذه القربة وما تستوجبه المعاملة شرعاً .فمثلاً النوع الأول من أولي الأرحام و الذينيعتبرون محارم بالنسبة للشخص فلا يوجد أي مشكلة في إختيار وسيلة الإتصال بينهم سواء كانت عن طريق (الزيارةالمستمرة أو الإتصال البريدي أو الهاتفي أو أي طريقة أخرى).ولكن من الضروري الأخذ في الإعتبار أن لكل شخصية أسلوب في التعامل بما يوافق هذه الشخصية وإن مراعاة ذلك في التعامل من الحكمة العظيمة.و لوجود الإئتلاف بين هذا النوع من القرابة والود والرحمة التي جعلها الله عز وجل في القلوب بين أولي القربى يجعل أسلوب التعامل بينهم سهل وبسيط عن غيره من العلاقات._وهناك ملاحظة يغفل البعض عنها أن عدم الإهتمام بالتواصل المستمر وطول المدد بين الزيارات يحدث نوع من عدم الترابط وذلك لأن الشخصيات تختلف بإختلاف الظروف والأحداث التي تطرأ عليها وعدم الترابط المستمر يعطي نوع من عدم الإئتلاف بين الأفراد .

.وحل هذه المشكلة سهل وميسور وهو أن يجعل الإنسان لصلة الرحم متسع من الوقت لا يجور علية .وأن يستغل المناسبات والأعياد في صلة رحمه وأيضاً يخصص جزئ من المال لهذا الغرض.ويجب علي الإنسان أن يستشعر ثواب هذا العمل العظيم كما بيناه أنفاًً حتى لا تفتر همته عن أداء هذا العمل .كما أن صلة الرحم تعطي الإنسان نوع من الإحساس بالطمأنينة بأن هناك أشخاص يهتمون به ويعتنون بحاله ويشعر بالقرب منهم وذلك من أشد إحتياجات الإنسان .

._أما النوع الثاني من الأرحام وهم غير المحارم فيجب أن نعلم أن هناك حدود في نوعية التعامل معهم وكيفية الصلة بينهم وهي حدود وضوابط شرعية ومنها.عدم الإختلاط بين الجنسين وذلك لضرورة غض البصر عن غير المحارم كما وضح لنا الله تعالي في كتابه العزيز {(29) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(31)} سورةالنور.وقول الرسول صلى الله عليه وسلم( إياكم والدخول على النساء.)رواهالبخاري ومسلم

وقوله أيضاً عليه الصلاة والسلام(لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم). رواهالبخاري ومسلم،

ويجب الحذر من أن مخالفة هذه الحدود يجعل العمل سبب في غضب الله عز وجل بدلاً من أن يكون سبباً في رضاه جل وعلا ويكون سبباً في تحصيل السيآت بدل من الحسنات أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

_ومن الملاحظ أن الإلتزام بهذه الضوابط في هذه الأيام يكون فيه نوع من الصعوبة لكثير من الأفراد لعدم إلتزام الآخرين بهذه الحدود وقد يخشى الشخص من غضب الناس منه بسبب هذا التمسك بهذه الحدود.وحل هذه المشكلة يجيب عنها الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث(عن رجل من أهل المدينة قال كتب معاوية إلى عائشة رضي الله عنها أن اكتبي لي كتابا توصيني فيه ولا تكثري علي فكتبت عائشة إلى معاوية سلام عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس والسلام عليك ) رواه الترمذي ولم يسم الرجل ثم وروى ابن حبان في صحيحه المرفوع منه فقط ولفظه قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس) صحيح لغيره : 6097 في صحيح الجامع.‌

.وليكن هذا الحديث مبدأً في جميع شؤونك لأن الله تعالى قال{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً}سورة النجم.

.ومن التجارب التي يخوضها الناس في هذا المجال توضح أن إلتزام بالحدود الشرعية في التعامل كعدم السلام باليد علي غير المحارم وغيرها من الحدود قد يؤدي إلي حدوث نوع من الغضب من الغير الملتزمين إلا أنه رغم هذا الغضب يشتد إحترامه للملتزم بدين الله عز وجل فعليك أخي المسلم الإعتزاز بدينك ولو كره الآخرون ففي ذلك عزةُ لدينك وتعظيماً لله رب العالمين.وأسأل الله العلي القدير أن يثبت قلوبنا على دينه ويجعلنا من الذين يصلون أرحامهم علي الوجه الذي يرضيه عنا عز وجل إنه ولي ذلك والقادر عليه.. .(تابع الفصل الرابع)

__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-12-2005, 11:36 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي طريق الوصول إلى قرب الرسول(تابع الفصل الرابع)





*العلاقة الزوجية بين الزوجين :


من المهم أن نعرف أهمية العلاقة التي نحن بصددها وما النفع الذي يعود علي الإنسان من إقامة هذا النوع من العلاقات حتى نستشعر أهمية الإلتزام بالخلق اللائق مع من نعامله.ونحن الآن بصدد علاقة من نوع فريد علاقة فطر الإنسان علي الشعور بأهميتها بالنسبة له ولكن ليس كل إنسان يعرف القيمة العظيمة لهذه العلاقة حتى يعمل على إستمرارها بالأسلوب اللائق بها وهي العلاقة الزوجية .

وهذه العلاقة قد إهتم بها الشرع إهتمام عظيم جداً و وفر لها كل طرق الإستمرار .فالأسس التي تقوم عليها هذه العلاقة كما بينها الله في كتابه العزيز هي المودة والرحمة كما قال تعالى{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (20)}.الروم.

وإهتمت الشريعة الإسلامية بهذه العلاقة وتعددت الأحكام الموجودة الخاصة بهذه العلاقة بشكل كبير مما يضمن إستمرار هذه العلاقة في سعادة.ولقد وصف الله أن الرابط في هذه العلاقة رابط قوي جداً حيث قال تعالي{ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً(20)}.النساء.هذا الميثاق و الوعد مع الله فليس لأحد أن يستهين بهذا الميثاق .وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(إِنَّ أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ يُوَفَّى بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِه ِالْفُرُوج): 1547 في صحيح الجامع.‌



.ومن الفوائد التي تعود علي الإنسان من هذه العلاقة ما يظهر في هذه الدنيا من الحفاظ علي النسل وتكوين حياة نفسية مستقرة للإنسان وفيها سكون للإنسان كما قال الله تعال{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا...}1.الأعراف.

.ومن الفائدة العظيمة لهذه العلاقة ما يعود منهاعلى الإنسان في الأخرة من جزيل الثواب والخير كما وضح الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه.( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ): 660 في صحيح الجامع.‌

وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام(يصبح على كل سلامي من بن آدم صدقة تسليمه على من لقي صدقة وأمره بالمعروف صدقة ونهيه عن المنكر صدقة وإماطته الأذى عن الطريق صدقة وبضعة أهله صدقة ..)(صحيح).وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام(ما أعطى الرجل امرأته فهو صدقة) : (صحيح) : 5540 في صحيح الجامع.‌

. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عجب للمؤمن إن أصابه خير حمد الله وشكر وإن أصابته مصيبة حمد الله وصبر فالمؤمن يؤجر في كل أمره حتى في اللقمة يرفعها إلى في امرأته ). رواه البيهقي في شعب الإيمان .

وقال صلي الله عليه وسلم( انظري أين أنت منه ؟ فإنما هو جنتك و نارك) . ‌عن عمة الحصين بن محصن. (حسن): 1509 في صحيح الجامع.‌



وكما ترى أيها المسلم إن في هذه العلاقة الطيبة الثواب الجزيل من الله عز وجل فكم من الثواب الذي تأخذه من إطعام زوجك وأولادك ومن إدخال السرور علي أهلك إذا إحتسبته لوجه الله تعالى.

.ومن أعظم الفوائد في الدنيا والآخرة من هذه العلاقة ما يعود على الإنسان من الأولاد الصالحين كما في الحديث الشريف عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم( قال إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة أشياء من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)( صحيح ): 793 في صحيح الجامع.

.وقال صلي الله عليه وسلم( ما منكن امرأة تقدم بين يديها ثلاثة من ولدها إلا كانوا لها حجابا من النار قالت امرأة : و اثنين ؟ قال و اثنين) (صحيح): 5805 في صحيح الجامع.‌

.أنظر أخي المسلم وأختي المسلمة ما جعله الله جل وعلا من فائدة الولد يا له من أجر عظيم إذا إحتسبه الإنسان من هذه العلاقة .

ولأهمية هذه العلاقة وأجرها العظيم إهتم الشرع بأدابها و توضيح كيفية إقامة هذه العلاقة ودور كل من الزوجين في إقامة هذه العلاقة والآداب التي يجب أن يتأدب بها المسلم في هذه العلاقة.و من هذه الآداب ما يلي:

*ما يختص بالعبادات بما يؤثر علي هذه العلاقة وكيفية إقامتها كما وضح الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث(لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه غير رمضان ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه وما أنفقت من كسبه من غير أمره فإن نصف أجره له).عن أبي هريرة. : (صحيح): 7352 في صحيح الجامع.‌

وفي الحديث أنه(سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَسْرُدُ الصَّوْمَ وَأُصَلِّي اللَّيْلَ فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ وَإِمَّا لَقِيتُهُ فَقَالَ أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ وَتُصَلِّي فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَقُمْ وَنَمْ فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا وَإِنَّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَظًّا)ِ رواه البخاري

*ومنه ما يخص طاعة الزوجة لزوجها كما قال صلي الله عليه وسلم(لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما حضر غداؤه وعشاؤه حتى يفرغ منه ).عن معاذ.(صحيح): 5259 في صحيح الجامع.‌

.وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الرَّجُلُ دَعَا زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ فَلْتَأْتِهِ وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ)(صحيح): 534 في صحيح الجامع.‌

.وقال أيضاً توضيحا لأهمية طاعة المرأة لزوجها( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)(صحيح): 5294 في صحيح الجامع.‌

.ومنه ما يخص الزوجة من حقوق وما وصى به للنساء .كما قال صلى الله عليه وسلم ( حق المرأة على الزوج أن يطعمها إذا طعم و يكسوها إذا اكتسى و لا يضرب الوجه و لا يقبح و لا يهجر إلا في البيت) . ‌(صحيح): 3149 في صحيح الجامع.‌

وقال عليه الصلاة والسلام(استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا .) عن أبي هريرة. : (صحيح): 960 في صحيح الجامع.‌

.ومنه ما يختص بكيفية تعامل الرجل مع طبيعة المرأة الرقيقة الغيورة ولنا في رسول الله أسوةٌ حسنة فانظر أخي المسلم رد فعل الرسول مع غيرة أزواجه كما ورد في الحديث(أهدت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم طعاما في قصعة فضربت عائشة القصعة بيدها فألقت ما فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم طعام بطعام وأناء بإناء) قال الترمذي : حديث حسن صحيح .(صحيح): 3911 في صحيح الجامع.‌

أنظر أخي المسلم لفعل الرسول عليه الصلاة والسلام لم يوبخ السيدة عائشة ولم يجرح مشاعرها ولكنه راعى أن الغيرة شعور طبيعي يجب مراعاته وهذا ما يرضاه الله عز وجل في التعامل أن يراعي كل منا شعور الأخر .

*وكما قلنا من قبل بالضد تبين الأشياء فالننظر إلي عاقبة من يخالف هذا الهدى العظيم وما يلقاه المخالف من عقوبة في الدنيا والآخرة أعاذنا الله وإياكم من العقوبة.

.قال عليه الصلاة والسلامٍ (َ ثَلَاثَةٌ لَا تَرْتَفِعُ صَلَاتُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ شِبْرًا رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ )(حسن): 3057 في صحيح الجامع

.وقال صلي الله علي وسلم( إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح)عن أبي هريرة. (صحيح) : 408 في صحيح الجامع.‌

.أما الرجل الذي يسئ معاملة زوجته أو لا يأدي حقها فهو ظالم وعليه ما علي الظالم للناس من وعيد وقال صلي الله عليه وسلم (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)(صحيح) : 101 في صحيح الجامع.‌

.وعدم العدل بين الزوجات تكون عواقبته وخيمة كما وضح الرسول صلى الله عليه وسلم (إذا كانت عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة و شقه ساقط)عن أبي هريرة. (صحيح): 761 في صحيح الجامع.‌

.غير ما تخلفه مخالفة الشرع في التعامل بين الأزواج من تعاسة و كره ومشاكل في الدنيا مما لا يطيقه أحد ولا يتحمله.أسأل الله العلي القدير أن يشرح صدورنا لهدي نبيه ويرزق المسلمين بحياة زوجية سعيدة مباركة إنه ولي ذلك والقادر عليه).



*أدب العلاقة بين الأصدقاء والزملاء:

علاقة الصداقة هي نوع من العلاقات واسعة النطاق التي تهم كل الناس علي إختلاف شخصياتهم وهي علاقة لازمة لكل فرد ولا يمكن الإستغناء عنها بأي حال من الأحوال

ولكن يجب أن نوضح الفرق بين الصداقة والزمالة .فالصديق هو شخص يلازم الانسان في أكثر أوقاته و أحداثه مما يجعل بينهما قدر كبير جداً من الإئتلاف والثقة والحب .أما الزميل هو شخص يشاركك في بعض قليل من الأحداث والأوقات تحتاج أن يكون بينك وبينه نوع من التفاهم حتى تستطيع إنجاز الحدث الذي يربط بينك وبينه دون توسع في المعاملة .

.ومن حيث المبدأ يجب أن تعلم أن أي علاقة بينك وبين أي شخص تقوم علي أسس منها.

1-التفاهم في الأفكار و في المنهج المتبع في الحياة علي إختلاف الإسلوب .

2-الأمان المتبادل بينكم والثقة المتبادلة والحب ولإحساس بالألفة.

3-حسن المعاملة حتى في أثناء الخلاف .

4-إتفاق الإهتمامات المشتركة ولو بعضها.

5- التعاون علي البر والمشاركة في أعمال الخير.

.مع الأخذ في الإعتبار الإختلاف المنطقي في الشخصيات بين الناس وتفاوتهم في درجات المعرفة ونوعياتها ومن المهم جداً أن تعرف مهما بلغت القربى بين الشخصين أنه لابد من إختلاف في الشخصيات ولكن مع وجود هذا الإختلاف إلا إنه لا يأثر لوجود المحبة وأعظم الحب .الحب في الله عز وجل كما سنوضح .

ولقد أهتم الشرع بهذه العلاقة لما لها من أثر بالغ في حياة الإنسان وذكر الله عز وجل بعض التشريعات التي تخص هذه العالقة في كتابه الكريم كما قال تعالى{ لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(60)} (سورة النور).

وذلك للإرتباط الوثيق بين الأصدقاء مما يجعلهم متواجدين مع بعضهم البعض في كثير من الأوقات و وجود نوع من رفع الحرج بينهم .

حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى الأبناء بصلة أصدقاء آبائهم .حيث قال صلى الله عليه وسلم(من البر أن تصل صديق أبيك) عن أنس. : (صحيح) : 5901 في صحيح الجامع. ‌



وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم للجليس الصالح وجليس السوء مثل بليغ حيث قال في الحديث( إنما مثل الجليس الصالح و جليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك و إما أن تبتاع منه و إما أن تجد منه ريحا طيبة و نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد ريحا خبيثة)(صحيح): 2368 في صحيح الجامع.‌

و هذا مما يدعونا إلي إختيار الصديق وحتى مجرد الأشخاص الذي تجلس معهم وأنظر أخي المسلم إلي أهمية هذه العلاقة وما لها من ثواب إذا كان الهدف منها هو إرضاء الله عز وجل حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم(قال سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمسجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) .متفق عليه.

فثواب هذه العلاقة التي هي الحب في الله عز وجل و الإجتماع علي طاعته سبحانه وتعالى الرحمة من الأهوال العظيمة يوم القيامة ولذلك يجب أن نهتم بهذه العلاقة وكيفية توجيهها إلي عمل الخير حتى تؤتي ثمارها



ومن فضائل هذه العلاقة أيضاً ما قاله النبي صلي الله عليه وسلم (ما من امرئ مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار كان حتى يمسي وأي ساعات الليل كان حتى يصبح ). عن علي.: (صحيح) : 5687 في صحيح الجامع.‌ _ياله من أجر عظيم يوضح عظم هذه العلاقة الجميلة



وقد وضح الرسول عليه الصلاة والسلام بعض الآداب التي يجب علي الإنسان أن يراعيها نحو صديقه منها قوله صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك قال (قال رجل يا رسول الله أحدنا يلقى صديقه أينحني له قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا . قال فيلتزمه ويقبله قال لا . قال فيصافحه قال نعم إن شاء . والسياق لأحمد وكذا الترمذي لكن ليس عنده إن شاء ولفظ ابن ماجه نحوه وفيه ولكن تصافحوا) . ( حسن )



و ورد في الأثر(كانوا يقولون لا تكرم صديقك بما يشق عليه ) وذلك عن طريق الإلحاح عليه بفعل شئ لا يريده مثل الإكثار من الأكل أو غير ذلك .

.كما أن الصديق مرءاّت صديقه ومن الواجب علي الأصدقاء أن يتناصحوا ويوصي كل منهم الأخر بالصبر على طاعة الله عز وجل كما قال الله عز وجل في كتابه{ وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}.فهذا هو أهم واجب من واجبات الصداقة .(أسأل الله العلي القدير أن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله إنه ولي ذلك والقادر عليه)....(تابع الفصل الرابع)





__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-12-2005, 11:38 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي

(تابع الفصل الرابع)
*الأدب مع الجار:
من المهم أن نهتم بحسن الخلق مع من نتعامل معهم بصفة مستمرة فالجار نتعامل معه تقريباً كل يوم وفي كثير من أنواع التعاملات وقد يغفل البعض عن أهمية الجار ولكن الإسلام إهتم بهذا النوع من العلاقات لما له من أهية كبيرة .فالجار قد يكون أفيد لك من أخيك في بعض الحيان لأنه أقرب إليك من حيث المكان أحيانا ولذلك من الأهمية بمكان الإهتمام بحسن التعامل مع الجيران وقد أوضح لنا شرعنا العظيم ذلك و وضح لنا أيضاً قيمة هذا الجار كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث(ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا الجار الصالح والمسكن الواسع والمركب الهنيء .) عن نافع بن عبد الحارث. : (صحيح): 3029 في صحيح الجامع.‌

.أنظر أخي المسلم الجار الصالح من أسباب السعادة في الدنيا وهذا فضل عظيم لهذه العلاقة.بل إن الله عز وجل جعل حسن الخلق مع الجار من كمال الإيمان بالله واليوم الآخر كما في الحديث عن أبي هريرة قال( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ). وفي رواية بدل الجار ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)متفق عليه.

.لهذه المكانة العظيمه للجار في الإسلام كان من حكمة الله عز وجل أن يضع لهذه العلاقة ضوابط تعمل على الحفاظ عليها و تنميها.ومنها..



مد يد المساعدة للجار لو تطلب الأمر إستعمال بعض ما يخص الشخص دون حدوث ضرر كما وضح الرسول صلى الله عليه وسلم .حديث أبي هريرة يرفعه( لا يمنعن جار جاره أن يضع خشبة على جداره ثم يقول أبو هريرة مالي أراكم عنها معرضين والله لأرمين بها بين أكتافكم )..متفق عليه

. الإعتناء بحال الجار المادي و كثرة التهادي حيث قال صلى الله عليه وسلم(إذا طبخ أحدكم قدرا فليكثر مرقها ثم ليناول جاره منها ) عن جابر. : 676 في صحيح الجامع

الدفاع عنه ضد من يحاول أن يؤذيه وذلك فيه الأجر العظيم حتى أنه إذا مات الرجل وهو يدافع عن جارة فهو شهيد كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث(الغريق شهيد والحريق شهيد ( والغريب شهيد والملدوغ شهيد ) والمبطون شهيد ومن يقع عليه البيت فهو شهيد ( ومن يقع من فوق البيت فتندق رجله أو عنقه فيموت فهو شهيد ومن تقع عليه صخرة فهو شهيد والغيرى على زوجها كالمجاهد في سبيل الله فلها أجر شهيد ) ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون نفسه فهو شهيد ( ومن قتل دون أخيه فهو شهيد ومن قتل دون جاره فهو شهيد والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر شهيد ) . : (ابن عساكر) عن عليتحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4172 في صحيح الجامع وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 3927‌

.‌الجار أحق بالشفعة فإذا أراد الشخص أن يبيع بيته أو أرضه يجب أولا أن يخبر جاره لو كان يريد شرائها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم(من كانت له أرض فأراد بيعها فليعرضها على جاره )(صحيح): 6512 في صحيح الجامع

وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام(الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحدا ) ( صحيح ) انظر حديث رقم : 3088 في صحيح الجامع . ‌

الصبر على أذية الجار إن كان لا يلتزم بخلق الإسلام كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام(ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فينزلون فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم والرجل يكون له الجار يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن والذين يشنؤهم الله التاجر الحلاف والفقير المختال ; والبخيل المنان).تخريج عن أبي ذر. (صحيح): 3074 في صحيح الجامع.‌

.وقد نها الرسول صلى الله عليه وسلم عن معاملة الجار معاملة سيئة ورهب من هذا الشأن أشد الترهيب حيث قال صلى الله عليه وسلم(.‌ لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)عن أبي هريرة. (صحيح): 7675 في صحيح الجامع.‌

.قال أيضا عليه الصلاة والسلام( ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه) . ‌عن طلق بن علي. (صحيح): 5380 في صحيح الجامع.‌

.وقال عليه الصلاة والسلام(لأن يزني الرجل بعشر نسوة خير له من أن يزني بامرأة جاره ولأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر له من أن يسرق من بيت جاره) عن المقداد بن الأسود. : (صحيح): 5043 في صحيح الجامع.‌

.فيا له من وزر عظيم و ذلك يوضح ما أهمية التأدب بأدآب الإسلام مع الجار وعدم الغفلة عن ذلك نسأل الله العلي القدير أن يحسن خلقنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.



*الأدب مع كل فرد مسلم:

إن الأدب مع كل مسلم هو لب الموضوع الذي نتكلم عنه وهو شامل كل أنواع الناس الذين تتعامل معهم من المسلمين ويعتبر الكلام هنا مجمل لأننا قد فصلنا في الفصول السابقة وإعلم أخي المسلم أن حرمة المسلم عند الله عز وجل لها قدر عظيم حتى قال بعض العلماء أن حرمة المسلم عند الله عز وجل أعظم من حرمة الكعبة المشرفة فيجب أن يتعامل المسلمين مع بعضهم علي هذا الأساس وأن المسلم أفضل عند الله عز وجل من ملء الأرض من غيره ولو كان عاصياً وحسن الخلق مع المسلين وبعضهم يعتبر من أفضل الأعمال ولو تلقا أخاك بوجه حسن كما وضح الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق .) عن أبي ذر. : (صحيح) : 7245 في صحيح الجامع.‌

.وقد جمع الرسول صلى الله عليه وسلم فضل هذه الصفة في أحاديث لها من العظمة ما لها وترى فيها أنه صلى الله عليه وسلم قد أتي جوامع الكلم كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام.منها قوله صلى الله عليه وسلم( ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن):5390 في صحيح الجامع.‌

وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم(إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة ). عن أنس. : (صحيح): 1578 في صحيح الجامع.‌



.وقد وضح لنا الرسول صلى الله عليه وسلم معني حسن الخلق في الأحاديث الآتية فأرجوا يا أخي المسلم ألا تنساها أبداً.قال عليه الصلاة والسلام(أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث وحفظ الأمانة وحسن الخلق وعفة مطعم )عن ابن عباس(صحيح):873 في صحيح الجامع.‌

.وقال عليه الصلاة والسلام(البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس)عن النواس بن سمعان.(صحيح) 2880 في صحيح الجامع.‌

.وقال صلى الله عليه وسلم(عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما )عن أنس. (حسن) : 4048 في صحيح الجامع.‌

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث .عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه( قال بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله وحج مبرور فلما ولى الرجل قال وأهون عليك من ذلك إطعام الطعام ولين الكلام وحسن الخلق فلما ولى الرجل قال وأهون عليك من ذلك لا تتهم الله على شيء قضاه عليك) (حسن لغيره ) رواه أحمد والطبراني بإسنادين أحدهما حسن واللفظ له

.وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أكثر ما يدخل الناس الجنة حسن الخلق كما ورد في الحديث(أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق واكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج) . ( حسن ) .



ولذلك اخوت الإسلام يجب أن نهتم بحسن الخلق لأنه سبب في دخول جنة ربنا سبحانه وتعالى وأسأل الله عز وجل أن يرزقنا حسن الخلق وأن يجمعنا في جنته إنه ولي ذلك والقادر عليه

*الأدب مع غير المسلمين:

يجب أن تعرف أخي المسلم أن العلاقة بينك وبين غير المسلمين مبنية على الدعوة إلى دين الله عز وجل فإن كنت مفرط في دعوة هؤلاء فأنت قد ضيعت حق من حقوق هؤلاء الناس عليك بل تكون قد فرط في أساس من أسس دينك العظيم وقد وضح لنا الله عز وجل أن من يتبع الرسول الذي أرسل من عند الله تكون صفته أنه داعي مع هذا الرسول إلى دين الله عز وجل كما قال تعالى فى كتابه العزيز{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ(108)}سورة يوسف.

ويجب أن تعلم أخي المسلم أن الدعوة لها أصول و أساليب وضحها لنا الله عز وجل في كتابه الكريم و وضحها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم يجب اللإلتزام بها .

ويجب أن تعرف أخي المسلم أن الدعوة إلى دين الله عز وجل هو أفضل عمل يعمله الإنسان و قد قال الرسول صلي الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب عندما بعثه إلي أهل الكتاب لأن يهدي الله بك رجل واحد غير لك من حمر النعم .متفق عليه.

.وقد عنت شريعتنا العظيمة بعلاقة المسلمين بغيرهم وقامت أسس هذه العلاقة علي دعوة هؤلاء إلى الإسلام حتى وإن رفضوا من أول وهلة ومن أول محاولة فعلى المسلمين أن يستمروا في دعوة غيرهم إلى الإسلام ما داموا على قيد الحياة ولقد وضح ذلك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته في دعوة الناس كما ورد في الأحاديث و التي رسمت لنا ما هي الأخلاق والآداب التي علي المسلم أن يتحلى بها في تعامله مع غير المسلمين.ومنها.

الإلتزام في دعوة المسلمين بما جاء في كتاب الله عز وجل وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام وهي معنى البصيرة التي وردة في الآية الكريمة{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِين(60)} ْسورة يوسف.

وذلك من الحكمة العظيمة لأن بعض هؤلاء الأصل في ضلالهم أنهم خالفوا ما جاء به رسلهم وما أنزل على رسلهم من الوحي ولذلك يجب علينا أن نأخذ العبر ممن سبقونا .

ومن هدي الرسول عليه السلام أن تفرق بين أهل الكتاب في الدعوة وغيرهم وذلك من الحكمة العظيمة كما قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل رضى الله عنه(إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم) متفق عليه

ويجب أن تكون الدعوة فيها من التبشير للشخص بالثواب الذي ينتظره بسبب إسلامه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام(ادْعُوَا النَّاسَ وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا وَيَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا.....)رواه مسلم.



و إعتنت الشريعة الإسلامية بالنهي عن الظلم ولو لغير المسلمين كما وضح رب العزة في الحديث القدسي { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا....}.

وقال عليه السلام ًفي الحديث(اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب )عن أنس. : (حسن) : 119 في صحيح الجامع.

وقال عليه السلام(ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة)عن صفوان بن سليم عن عدة من ابناء الصحابة عن آبائهم2655 ( صحيح ).

يجب علي المسلم أن يستمر في الدعوة ولا ييأس أبداً حتى ولو أن هذا الشخص كان على فراش الموت كما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام مع الشاب اليهودي كما في الحديث (أن غلاما من اليهود كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال أسلم فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه فقال له أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه منالنار): صـحـيـح:524 عن أنس.

ومن الآداب التي يجب علينا نحن المسلمين أن نتأدب بها في التعامل مع غيرنا هو عدم البدء بالسلام عليهم كما أخبر الرسول عليه السلام في الحديث(‌ إذا سلم عليكم أحدا من أهل الكتاب فقولوا وعليكم )عن أنس. صحيح): 605 في صحيح الجامع.‌

وقال عليه الصلاة والسلام (إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدءوهم بالسلام و اضطروهم إلى أضيقها) . ‌عن أبي هريرة. (صحيح) : 791 في صحيح الجامع.‌



من الآداب في التعامل مع غير المسلمين مبدأ المخالفة و قد يرى بعض الناس أن في هذا نوع من الجفاء أو عدم المصلحة في دعوة هؤلاء وذلك من عدم الفهم الدقيق لهذه المسألة ولقد وضحت أثار الإستهانة بهذه المسألة في عصرنا وهو أن شعور غير المسلم أنه ليس هناك فرق في التعامل بين المسلمين وبين غيرهم قد يأيد عنده نظرية بعض المنحرفين أنه ليس هناك بين المسلمين وغيرهم خلاف في الأسس الدينية ولكن الخلاف في طريقة العبادة كما يدعي الجهلة والمنحرفين الذين لا يعلمون شىء عن دينهم .أما إذا شعر هذا الشخص بهذا الإختلاف في المعاملة قد يشعر أن هناك ما يمنع المسلمين بمساواته في المعاملة بغيرة فيدفعه هذا الشعور إلى معرفة ما هو الفرق بين الإسلام وغيره من الأديان والعقائد فيكون هذا النوع من التعامل وإن كان في ظاهره جفاء له إلا أنه فيه النفع الكثير له ولغيره .



ومن الأشياء التي أمر الرسول عليه السلام في مخالفة غير المسلمين فيها.هي ما توضحه الأحاديث منها قوله عليه الصلاة والسلام( وفروا عثانينكم وقصروا سبالكم( وخالفوا أهل الكتاب ).( حسن ) . عن أبي أمامة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من الأنصار بيض لحاهم فقال يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب فقالوا يا رسول الله إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فذكره ) فقالوا يا رسول الله إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون فقال انتعلوا وتخففوا وخالفوا أهل الكتاب ). واسناده حسن . ( عثانينكم جمع عثنون وهي اللحية . وسبالكم جمع السبلة بالتحريك وهو الشارب ) .

(صحيح ) وحديث ابن عمر مرفوعا خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفو اللحى متفق عليه .‌

وأنا أدعو كل إنسان لما دعا إليه الله عز وجل في كتابه العزيز{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (48) قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49) قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنْ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}سورة سبأ. أسأل الله العلي القدير أن يهدينا إلى الرشد وإلي سواء السبيل ويجمعنا في جنة النعيم بدون سابقة عذاب ولا حساب إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام علي من إتبع الهدى

__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-12-2005, 10:35 PM
الصورة الرمزية عاشق الجنان
عاشق الجنان عاشق الجنان غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
مكان الإقامة: أرض الرباط
الجنس :
المشاركات: 560
افتراضي

جزاكي الله خير اختي الفاضلة علي موضوعك الجميل والذي بالفعل من يبدأ بقراءة السطر الأول لا يمكنه ان يغلق الصفة الا ان يكملها ونتمني ان نري منكي المزيد من هذه المواضيع المميزة
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-12-2005, 11:39 AM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي

جزاكم الله خيرا علي متابعتكم للموضوع جمعنا الله وإياكم في الفردوس الأعلى ...ملحوظة أنا أخوكم الفردوس ولست أختكم...
__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-12-2005, 05:55 PM
الصورة الرمزية اسلام
اسلام اسلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: فلسطين الحبيبة
الجنس :
المشاركات: 279
الدولة : Palestine
افتراضي

سطور من نور
بارك الله فيك وجزاك كل خير
تشكر على المجهود الطيب
اختكم اسلام
__________________
يـــــــــارب سترك ورضاك ..كون معي يا الله
العاصمة ..نونا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-12-2005, 10:20 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

***





(الفصل الخامس)

{الأدب مع النفس}





.في البداية يجب أن نعرف عن أي شئ نتكلم وما هي هذه النفس وأين مكانها وما أهميتها بالنسبة للإنسان وذلك لكي نحدد من البداية أهمية الموضوع الذي نتكلم عنه حتى نعطيه القدر الكافي من الإهتمام و التركيز ..



.الإنسان يتكون أساساً من ثلاث أشياء وهي (الروح)وهي بإختصار مادة الحياة في الإنسان وبدونها لا توجد الحياة داخل أي كائن وبها يطلق على الإنسان كائن حي.الشيء الثاني هو(الجسد) هي الآلة التي تتكون من مجموعة من المواد التي تكون أعضاء الإنسان.الشيء الثالث هو (النفس ) هي الصفات الخٌلٌقية للإنسان ولكي نوضح ما هي هذه النفس سوف نسيق تشبيه لها في داخل جسم الإنسان .من يعرف شئ عن علم الأحياء يعرف أن في داخل جسم الإنسان شريط وراثي موجود في داخل الخلية الحية يحتفظ بصفات هذه الخلية والصفات الوراثية لهذا الكائن الحي وهو ما يسميه علماء الأحياء ب (DNA ) أو الشريط الوراثي للكائن الحي كذلك نفس الإنسان تعتبر بمثابة الشريط الوراثي للإنسان ولكنها تحمل صفاته الخُلُقية لا الجسدية .

ولكي نفهم كيف تتغير أخلاق الناس وطباعهم النفسية رغم وجودهم أحياناً في نفس البيئة نتصور أن الأخوان رغم وجودهم في نفس البيئة إلى أن صفاتهم الجسدية تتغير ورغم أن الصفات الوراثية الموجودة داخل الشريط الوراثي لكل منهم متشابهة إلا أن هناك صفة طغت على أخرى في كل منهم نتيجة بعض العوامل وهذه الحالة يسميها علماء الأحياء (سيادة الصفات).

كذلك في النفس البشرية تكون مسجل فيها كل الصفات الحسنة والصفات السيئة إلا أنه نتيجة بعض العوامل إما أن تظهر الصفات الحسنة أو تظهر الصفات السيئة والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}سورة الشمس.

هكذا ألهم الله عز وجل النفس الصفات بجميع أنواعها فمن زكّا هذه النفس أفلح ومن أرداها وأغواها خاب وخسر وسوف نحاول إن شاء الله معرفة كيف نزكي هذه النفس حتى نكون من المفلحين بإذن الله تعالى.



. درج الكتّاب علي الكتابة في هذا الموضوع تحت عناوين كثيرة منها (إصلاح القلوب) أو(سياسة النفس) أو(أمراض القلوب)و غيرها من العناوين المختلفة ولكنهم أرادوا نفس المعنى وسميته (الأدب مع النفس)لأن إن لم يكن الإنسان قد أدب نفسه لا يمكن أن نطالبه بأن يكون متأدب مع غيره .ولكي تدرك في البداية كيف تستطيع أن تأدب نفسك يجب بدايةً أن تتعرف على الصفات التي تكمن داخل هذه النفس حتى تستطيع التعامل معها .وهذا هو أصل الصعوبة في هذه المسألة وهو أنك تتعامل مع شئ لا تدرك مكوناته كاملة وما يحتويه من الصفات قد تكون غير ظاهرة أمام عينك ولا تظهر إلا عن طريق التجربة العملية.وهذا هو الفرق بين الصفات الجسدية والصفات النفسية فإن الصفات الجسدية ومحاولة التعامل معها يكون سهل لأنك تستطيع ملاحظتها بسهولة وعلاج هذه الصفات يكون عادةً ميسور فقط تحتاج إلي بعض الخبراء والأطباء ولكن الصفات النفسية تظهر بالتعامل مع الغير وذلك مما ينتج عنه كثير من الحرج والضيق .ولا يمكن إتباع طريقة التجربة لإظهار الصفات الموجودة داخل كل فرد لأن ذلك بلا شك سوف يؤدي إلى إحداث خسائر كبيرة فمثلاً (لا يمكن أن نقول لإنسان أدخل على أسد في القفص حتى تعرف أنك شجاع أم لا ) أو (أن نقول لآخر تعامل مع النساء حتى تتعرف هل ستفتن أم لا )لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة ولكن الحياة أخي العزيز وأحوالها كفيلة بأن تخرج ما في النفس من صفات وبذلك يتم التعرف للإنسان على صفاته والتعامل معها وتأديبها محاولةً منه أن تسود الصفات الحسنة وتضمحل الصفات السيئة وهذا أخي العزيز هو محل الإختبار الحقيقي للإنسان في هذه الحياة الدنيا وهو(محاولة تزكية النفس وسيادة الصفات الصالحة علي الصفات الأخرى حتى تكون من الصالحين).



وهنا يلح علينا سؤال كيف يتعرف الإنسان علي صفاته؟والجواب في ما يلي..(تابع الفصل الخامس)
__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طريق الوصول إلى قرب الرسول الفردوس الملتقى الاسلامي العام 3 20-05-2012 12:19 AM
ترتيب سور القرآن الكريم حسب النزول ...... أبــو أحمد ملتقى القرآن الكريم والتفسير 13 16-08-2007 12:57 PM
كيف الوصول للتقوى (( راجية الجنة )) الملتقى الاسلامي العام 5 01-02-2007 12:46 AM
أعد الزاد ليوم المعاد الفصل الثاني onies design الملتقى الاسلامي العام 7 23-03-2006 07:13 PM


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 181.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 175.71 كيلو بايت... تم توفير 6.23 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]